الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأدب وعلم الكلام مائلا إلى التصوف
أصله من بلنسية ولد بمرسية سنة ست وتسعين وأربعمائة وتعلم بها
سمع أبا علي الصدفي واختص به وأكثر عنه.
رحل إلى المشرق فحج وأخذ عن علماء مكة والإسكندرية والمهدية وعاد إلى مرسية فولي خطة الشورى بها مضافة إلى الخطبة بجامعها، ثم ولي قضاءها فقضاء شاطبة.
توفي بشاطبة مصروفا عن القضاء في منسلخ ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة ودفن أول يوم من سنة ست وستين.
96 - محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الإمام أثير الدين أبو حيان الأندلسي الغرناطي النفزي
(1)
نحوي عصره، ولغويه، ومفسره، ومحدثه، ومقرئه، ومؤرخه، وأديبه
ولد بمطخشارش، مدينة من حضرة غرناطة في آخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة.
نشأ بغرناطة وقرأ بها القراءات وجال في بلاد المغرب ثم قدم مصر قبل سنة ثمانين وستمائة. (2)
أخذ القراءات عن أبي جعفر بن الطباع، والعربية عن أبي الحسن الأبذي، وأبي جعفر بن الزبير وابن أبي الأحوص، وابن الصائغ وأبي جعفر اللبلي
وبمصر عن البهاء بن النحاس وجماعة
وتقدم في النحو، وأقرأ في حياة شيوخه بالمغرب، وسمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو أربع مائة وخمسين شيخا، منهم أبو الحسين بن ربيع وابن أبي الأحوص والرضي الشاطبي، والقطب القسطلاني،
(1) مصادر ترجمته: طبقات المفسرين للداوودي 2/ 287، طبقات المفسرين للأدنوي ص: 278، التفسير والمفسرون 1/ 317، معجم المفسرين 2/ 655، نيل السائرين 179، البدر الطالع 2/ 288، حسن المحاضرة 1/ 534، الدرر الكامنة 5/ 70، ذيل تذكرة الحفاظ 23، ذيل العبر 245، الرسالة المستطرفة 101، طبقات الشافعية للسبكي 6/ 31، النجوم الزاهرة 10/ 111، غاية النهاية 2/ 285، الأعلام 7/ 152، معجم المؤلفين 3/ 784، النور السافر 178، كشف الظنون 5، 6، 49 وغيرها، إيضاح المكنون 1/ 24، 101، 122، وغيرها بروكلمان 2/ 109، 2/ 135، شذرات الذهب 6/ 145، نفح الطيب 2/ 535، فوات الوفيات 4/ 71، دائرة المعارف الإسلامية 1/ 332، هدية العارفين 2/ 152، الوافي 5/ 267، نكت الهميان 280، بغية الوعاة 1/ 280.
والنفزي: نسبة إلى قبيلة نفزة من البربر.
(2)
انظر طبقات الأدنوي ص: 278.
والعز الحراني
وأجاز له خلق من المغرب والمشرق، منهم الشرف الدمياطي، والتقي ابن دقيق العيد، والتقي ابن رزين، وأبو اليمن ابن عساكر
وأكب على طلب الحديث وأتقنه وبرع فيه، وفي التفسير والعربية، والقراءات والأدب والتاريخ واشتهر اسمه، وطار صيته وأخذ عنه أكابر عصره وتقدموا في حياته، كالشيخ تقي الدين السبكي، وولديه، والجمال الأسنوي، وابن قاسم، وابن عقيل، والسمين، وناظر الجيش، والسفاقسي وابن مكتوم، وخلائق
قال الصفدي: لم أره قط إلا يسمع أو يكتب أو ينظر في كتاب، وكان ثبتا قيماً عارفا باللغة وأما النحو والتصريف فهو الإمام المجتهد المطلق فيهما خدم هذا الفن أكثر عمره حتى صار لا يدركه أحد في أقطار الأرض فيهما غيره، وله يد طولى في التفسير والحديث، وتراجم الناس ومعرفة طبقاتهم، خصوصاً المغاربة وأقرأ الناس قديماً وحديثا وألحق الصغار بالكبار. (1)
وكان سبب رحلته عن غرناطة أنه حملته حدة الشبيبة على التعرض للأستاذ أبي جعفر بن الطباع، وقد وقعت بينه وبين أستاذه أبي جعفر ابن الزبير واقعة، فنال منه وتصدى لتأليف في الرد عليه وتكذيب روايته، فرفع أمره إلى السلطان، فأمر
بإحضاره وتنكيله فاختفى، ثم ركب البحر، ولحق بالمشرق.
قال الصفدي: وقرأ على العلم العراقي، وحضر مجلس الأصبهاني، وتمذهب للشافعي، وكان أبو البقاء يقول: إنه لم يزل ظاهرياً
قال الحافظ ابن حجر: كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه. (2)
قال الأدفوي: وكان يفخر بالبخل كما يفخر الناس بالكرم، وكان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية
…
والتجسيم، ومال إلى مذهب أهل الظاهر وإلى محبة علي بن أبي طالب، كثير الخشوع والبكاء عند قراءة القرءان وكان شيخاً طوالاً حسن النغمة، مليح الوجه، ظاهر اللون، مشرباً بحمرة، منور الشيبة كبير اللحية، مسترسل الشعر.
وكان يعظم الشيخ تقي الدين ابن تيمية، ثم وقع بينه وبينه في مسألة نقل فيها أبو حيان شيئاً عن سيبويه،
(1) الوافي 5/ 267.
(2)
الدرر الكامنة 5/ 72.
فقال ابن تيمية: وسيبويه كان نبي النحو! لقد أخطأ سيبويه في ثلاثين موضعاً من كتابه، فأعرض عنه ورماه في تفسيره "النهر" بكل سوء.
وكان عالما بلغات أخرى فكان يجيد الفارسية والتركية وأتقن الحبشية. (1)
تولى تدريس التفسير بالمنصورية، والإقراء بجامع الأقمر، وكانت عبارته فصيحة، لكنه في غير القرآن يعقد القاف قريبة من الكاف.
ومن شعره:
عداي لهم فضل علي ومنة
…
فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها
…
وهُمْ نافسوني فاكتسبت المعاليا
وفي شعره طبع كتاب ببغداد لأحمد مطلوب وخديجة الحديثي من شعر أبي حيان الأندلسي
وحدث، فسمع منه الأئمة العلماء والحفاظ وغيرهم، وأضر قبل موته بقليل.
مات بمنزله بظاهر القاهرة في صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة، ودفن بمقابر الصوفية.
تزيد تصانيفه على خمسين مصنفا منها:
البحر المحيط في التفسير. وهو كتاب عظيم القدر في أسفار عديدة. (2)
النهر الماد من البحر: مختصر البحر المحيط، وكلاهما مطبوع
إعراب القرآن. (3)
النكات الحسان على معاني القرآن. (4)
شرح الفاتحة. (5)
تحفة الأريب فيما في القرآن من الغريب: نظم. (6) رتبه على حروف المعجم وهو مختصر لطيف كثير الفائدة.
وله أيضا:
التذييل والتكميل في شرح التسهيل، مطول الارتشاف
(1) انظر معجم المؤلفين 3/ 784.
(2)
قال الأدنوي: اختصره تلميذه تاج الدين الشيخ أحمد بن عبد القادر الشهير بابن مكتوم وسماه النهر من البحر ثم اختصره تلميذه أيضا الفاضل محمد بن محمد الشهير بالأنصاري وسماه الدر اللقيط رد فيه على العلامة الزمخشري وابن عطية في مواضع عديدة. الطبقات ص: 279، كذا قال، وهو خطأ وانظر كشف الظنون.
(3)
منه نسخة بالأسكوريال ونسخة بمتحف الجزائر (انظر الفهرس الشامل 1/ 399).
(4)
منه نسخة بكوبريلي (انظر الفهرس الشامل 1/ 399).
(5)
من نسخة بخزانة ابن يوسف (انظر الفهرس الشامل 1/ 399).
(6)
وهو مطبوع (انظر معجم المفسرين 2/ 655) ومنه نسخ خطية بالأسكوريال والظاهرية والوطنية بباريس وجامعة استنبول وجاريت يهودا وبالأزهرية وبالجامع الكبير بصنعاء. (انظر الفهرس الشامل 1/ 399).