الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله أيضا:
سفينة النجاة في الإمامة، وغير ذلك.
21 - بقي بن مخلد بن يزيد الأندلسي أبو عبد الرحمن القرطبي
(1)
الحافظ أحد الأعلام وصاحب التفسير والمسند
ولد بالأندلس في شهر رمضان سنة إحدى ومائتين
رحل إلى المشرق فلقي جماعة من أئمة المحدثين وكبار المسندين منهم، إبراهيم بن محمد الشافعي صاحب ابن عيينة وسمع بالحجاز أبا المصعب الزهرى، وإبراهيم بن بن المنذر الحزامي وبمصر يحيى بن عبد الله بن بكير صاحب مالك، وأحمد بن السرح أبا الطاهر، والحارث بن مسكين، وسلمة بن شبيب، وبدمشق هشام بن عمار، وبكار بن عبد الله ومحمد بن مصطفى ومحمد بن عبيد بن حسان صاحب حماد بن يزيد ومحمد بن المثنى أبو موسى الزمن ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن عبد الله بن نمير وبالكوفة يحيى بن عبد الحميد الحماني وأبا بكر بن أبي شيبة وببغداد أحمد بن محمد بن حنبل وزهير بن عباد وأحمد بن إبراهيم الدروقي وهارون بن عبدالله الحمال وزهير بن حرب أبو هيثمة وأبو ثور صاحب الشافعي ومحمد بن أبي عمر العدني صاحب ابن عيينة وخلائق
وسمع بإفريقية من سحنون بن سعيد وعون بن يوسف وغيرهم جماعة
رجع إلى الأندلس فملأها علما جما.
روى عنه ابنه أحمد وأيوب بن سليمان
(1) مصادر ترجمته: طبقات المفسرين للسيوطي 25، طبقات المفسرين للداوودي 1/ 116، طبقات المفسرين للأدنوي ص: 36، نيل السائرين ص: 55، معجم المفسرين 1/ 106، المدرسة القرآنية في المغرب 1/ 151، إرشاد الأريب 3/ 386، تاريخ العلماء بالأندلس 283، الصلة 1/ 118، البداية والنهاية 11/ 56، تاريخ دمشق 3/ 405، تذكرة الحفاظ 2/ 629، العبر 2/ 65، النجوم الزاهرة 3/ 75، سير أعلام النبلاء 13/ 285، معجم الأدباء 7/ 75، مرآة الجنان 2/ 190، نفح الطيب 2/ 518، طبقات الحنابلة 1/ 79، معجم المؤلفين 1/ 433، شذرات الذهب 2/ 169، كشف الظنون 444، 1679، بروكلمان 1/ 164، 1/ 271، الأعلام 2/ 60، بغية الملتمس1/ 301، جذوة المقتبس رقم 332، فهرسة ابن خير 1/ 300، الإكمال 1/ 344، بروكلمان 1/ 164، ملحق 1/ 271، بقي بن مخلد القرطبي ومقدمة مسنده ص: 33، مقدمة ماروي في الحوض والكوثر.
وبقي: بفتح الباء وكسر القاف.
المري وأسلم بن عبدالعزيز وهشام بن الوليد الغافقي ومحمد بن القاسم بن محمد ومحمد بن عمر ابن لبابة ومحمد بن وزير وآخرون وكان آخر أصحابه المحدثين عبدالله بن يونس والحسن بن سعد بن إدريس بن رزين الكتامي وعلي بن عبد القادر بن أبي شيبة الأندلسي وعبد الله بن يونس المرادي وكان مختصا به مكثرا عنه وعنه انتشرت كتبه الكبار ولعله آخر من حدث عنه من أصحابه.
أنكر عليه أصحابه الأندلسيون، عبد الله بن مخلد ومحمد بن الحارث، وأبو زيد ما أدخله من كتب الاختلاف وغرائب الحديث وأغروا به السلطان وأخافوه به ثم إن الله بمنه وفضله أظهره عليهم وعصمه منهم فنشر حديثه وقرأ للناس روايته فمن يومئذ انتشر الحديث بالأندلس ثم تلاه ابن وضاح فصارت الأندلس دار حديث وإسناد وإنما كان الغالب عليها قبل ذلك حفظ رأي مالك وأصحابه.
وكان بقي إماما قليل المثل بحرا في العلم مجتهدا لا يقلد أحدا بل يفتي بالأثر وهو الذي نشر الحديث بالأندلس وكثره، وكان صواما ورعا، فاضلاً زاهداً، كثير النذر مجاب الدعوة وقد ظهرت له إجابات في غير ما شيء.
كان متواضعا ضيق العيش كان يمضي عليه الأيام في وقت طلبه ليس له عيش إلا ورق الكرنب الذي يرمى.
وكان صواما قواما صادقا كثير التهجد لا يقلد أحدا بل يفتي بالأثر وهو الذي نشر الحديث بالأندلس. (1)
كان يختم القرآن كل ليلة في ثلاث عشرة ركعة، وكان يصلي بالنهار مائة ركعة ويصوم الدهر وكان كثير الجهاد فاضلا يذكر أنه رابط اثنتين وسبعين غزوة. (2)
وكان ورعا ذا دعوة مستجابة؛ جاءته امرأة فقالت: إن ابني قد أسره الروم ولاأقدر على مال أكثر من دويرة ولا أقدر على بيعها فلو أشرت إلى من يفديه بشيء فإنه ليس لي ليل ولا نهار ولانوم ولاقرار فقال: نعم انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله فأطرق وحرك شفتيه فلبث مدة وجاءت المرأة ومعها ابنها فأخذت تدعو له وتقول قد رجع سالما وله حديث يحدثك به فقال الشاب كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعة من الأسارى وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم يخرجنا إلى الصحراء للخدمة ثم يردنا وعلينا
(1) طبقات الأدنوي ص: 36.
(2)
انظر نفح الطيب 3/ 375.
قيودنا فبينما نحن نجيء من العمل مع صاحبنا الذي كان يحفظنا فانفتح القيد من رجلي ووقع على الأرض ووصف اليوم والساعة فوافق الوقت الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ فنهض إلي الذي كان يحفظني وصاح علي وقال: كسرت القيد؟ فقلت لا إلا أنه سقط من رجلي فتحير وأحضر صاحبه وأحضر الحداد وقيدوني فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي وتحيروا في أمري فدعوا رهبانهم فقالوا لي: ألك والدة؟ قال: قلت: نعم قالوا: وافق دعاؤها الإجابة وقالوا: أطلقك الله فلايمكننا تقييدك فزودوني وأصحبوني إلى ناحية المسلمين. (1)
قال ابن حزم: وكان متخيرا لا يقلد أحدا وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل وجاريا في مضمار أبي عبد الله البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري وأبي عبد الرحمن النسائي رحمة الله عليهم. (2)
توفي بالأندلس ليلة الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين ومائتين، وصلى عليه ختنه محمد بن يزيد بين الظهر والعصر ودفن بمقبرة ابن العباس.
له:
تفسير القرآن.
قال الداوودي: ولبقي بن مخلد تفسير القرآن، ومسند النبي صلى الله عليه وسلم ليس لأحد مثله.
وقال الذهبي: اللذين لانظير لهما. (3)
وقال الحميدي: قال لنا أبو محمد علي بن أحمد: فمن مصنفات أبي عبد الرحمن كتابه في تفسير القرآن فهو الكتاب الذي أقطع قطعا لا استثناء فيه أنه لم يؤلف في الإسلام مثله ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره ومنها في الحديث مصنفه الكبير
…
ومنها مصنفه في فتاوى الصحابة والتابعين ومن دونهم
…
إلى أن قال: فصارت تواليف هذا الإمام الفاضل قواعد للإسلام لا نظير لها. (4)
واختصر تفسيره هذا عبد الله بن محمد بن حسن بن عبد الله بن عبد الملك المتوفى سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.
قال ابن عبد البر:
…
{الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في
(1) الصلة 1/ 120.
(2)
الجذوة 332.
(3)
السير 13/ 285.
(4)
بغية الملتمس وجذوة المقتبس 1/ 301، 302.