الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد سرقه أبو الصلت الهروي وهو متروك، فرواه عن عباد بن العوام عن شريك أخرجه الدَّارَقطني (1) ورواه إسحاق بن را هويه في "مسنده" عن يحيى بن آدم، عن شريك، فلم يذكر ابن عباس في إسناده بل أرسله، وهو الصواب من هذا الوجه.
وروى الدَّارَقطني (2) والطبراني (3) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثني أبي، عن أبيه، قال صلى بنا أمير المؤمنين المهدي المغرب فجهر بالبسملة، فقلت: ما هذا؟ فقال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (4).
تنبيه
ليس في هذه الطرق كلها زيادة كون ذلك بين السورتين، نعم روى الدَّارَقطني (5) من طريق ابن جريج، عن عطاء عن ابن/ (6) عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يجهر في السّورتَيْن بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
وفي إسناده عمر بن حفص المكِّي، وهو ضعيف.
(1) سنن الدَّارَقطني (1/ 303).
(2)
سنن الدَّارَقطني (1/ 303 - 304).
(3)
المعجم الكبير (رقم 10651).
(4)
وهذا إسناد ضعيف جدا، وأحمد بن محمد بن يحيى له مناكير وقد كبر وصار يتلقن، انظر: لسان الميزان (1/ 295)، قال ابن حبان في ترجمة أبيه (محمد بن يحيى بن حمزة):" ثقة في نفسه، يتَّقَى حديثُه ما روى عنه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، وأخوه عبيد؛ فإنّهما كانا يُدخلان عليه كلَّ شيء" الثقات (9/ 74).
(5)
سنن الدَّارَقطني (1/ 304).
(6)
[ق/ 154].
وأخرجه أيضًا (1) من طريق أحمد بن رشيد بن خثيم، عن عمه سعيد بن خثيم عن الثوري، عن عاصم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وأحمد ضعيف جدا، وعَمّه ضعيف.
406 -
قوله: كان صلى الله عليه وسلم يوالي في قراءة الفاتحة، وقال:"صَلّوا كمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي".
أما حديث الموالاة فلم أره صريحًا، ولعله أخذ من حديث أم سلمة: كان يقطع قراءته آية آية.
وقد نازع ابن دقيق العيد (2) في استدلال الفقهاء بهذا الحديث على وجوب جميع أفعاله أي "صَلّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي"؛ لأن هذا الخطاب وقع لمالك بن الحويرث وأصحابه، فلا يتم الاستدلال به إلا فيما ثبت من فعله حال هذا الأمر (3)، أفا ما لم يثبت فلا.
وأما الثّاني؛ فتقدم في الأذان.
* حديث: " لَا صَلَاةَ إلَاّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ".
تقدم قريبا.
* حديث: أنّه عد الفاتحة سبع آيات.
(1) سنن الدَّارَقطني (1/ 304 - 305).
(2)
إحكام الأحكام، لابن دقيق العيد (1/ 216 - 217) مطوَّلًا.
(3)
مُقيِّدًا ذلك باستمراره صلى الله عليه وسلم على فعله.
تقدم من حديث أبي هريرة في سياق البيهقي (1) من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر، وروى أيضا من طريق سعيد المقبري، عن أبي سعيد، مرفوعًا نحوه.
وفيه إسحاق بن عبد الواحد الموصلي وهو متروك.
[1193]
- وروى الحاكم (2) من طريق ابن جريج، أخبرني أبي، أن سعيد بن جبير أخبره في قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} قال: هي أم القرآن، وقرأ سعيد بن جبير {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الآية السابعة.
قال ابن جبير: قرأها عليَّ عبدُ الله بن عباس كما درأتها.
قال ابن عباس: فأخرجها الله لكم ما أخرجها لأحد قبلكم.
وإسناده صحيح.
407 -
[1194]. حديث: "إذا قَامَ أَحَدُكُم إلَى الصَّلاة فَلْيَتَوَضَّأ كَمَا أَمَرَهُ الله تَعَالَى، فَإنْ كَانَ [لَا] (3) يحْسِنُ شَيئًا مِنَ الْقُرْآن فَلْيَحْمَدِ الله، وَلْيُكَبِّرْه".
الحاكم (4) من حديث رفاعة بن رافع، بلفظ:"لا تَتَمّ صَلاةَ أَحَدِكمْ حَتَّى يُسْبغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ الله. . ." الحديث. بطوله، ولفظه:"فَإنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ بِه، وَإلَّا فَاحْمَدِ الله، وَكَبِّرْهُ، وَهَلِّلْهُ".
(1) السنن الكبرى (2/ 45).
(2)
المستدرك (1/ 550).
(3)
ساقط من الأصل، واستدركته من باقي النسخ.
(4)
المستدرك (1/ 241).
وقد تقدم في أوائل الباب.
408 -
[1195]- حديث: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا، فعلمني ما يجزئني في صلاتي. فقال:"قُلْ: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، ولَا إلَهَ إلَّا الله، وَالله أَكبَر، ولا حَوْلَ وَلا قؤَةَ إلَاّ بِالله".
أبو داود (1) وأحمد (2) والنَّسَائيّ (3) وابن الجارود (4) وابن حبان (5) والحاكم (6)
والدَّارَقطني (7) واللفظ له من حديث ابن أبي أوفى بهذا، وأتم منه.
وفيه إبراهيم السّكسكي، وهو من رجال البخاري، لكن عيب عليه إخراج حديثه، وضعفه النَّسَائيّ (8). وقال ابن القطان (9): ضعّفه قوم فلم يأتوا بحجة.
وذكره النووي في "الخلاصة"(10) في فصل الضعيف.
(1) سنن أبي داود (رقم 832).
(2)
مسند الإمام أحمد (4/ 353، 356، 382).
(3)
سنن النَّسَائيّ (رقم 924).
(4)
المنتقى لابن الجارود (رقم 189).
(5)
صحيح ابن حبان (الإحسان/ رقم 1808، 1809).
(6)
المستدرك (1/ 241).
(7)
سنن الدَّارَقطني (1/ 313 - 314).
(8)
الضعفاء للنسائي (ص 148/ رقم 18) قال: "ليس بذاك القوي".
(9)
بيان الوهم والإجهام (3/ 306).
(10)
خلاصة الأحكام، للنووي (1/ 383/ رقم 1198).
وقال في "شرح المهذب"(1): رواه أبو داود والنَّسَائيّ بإسناد ضعيف، وكان سببه كلامهم في إبراهيم.
وقد قال ابن عدي (2): لم أجد له حديثا منكر المتن. انتهى.
ولم ينفرد به بل رواه الطبراني وابن حبان في "صحيحه"(3) أيضا من طريق طلحة بن مصرف، عن ابن أبي أوفى.
ولكن في إسناده الفضل بن موفق، ضعفه أبو حاتم (4).
409 -
قوله: يستحب عقب الفراغ من الفاتحة آمين، ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كأنه يشير إلى:
[1196]
- ما رواه الدَّارَقطنيّ (5) والحاكم (6) من طريق الزبيدي، عن الزهري عن سعيد، وأبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته، وقال: آمين.
قال الدَّارَقطني: إسناده حسن. والحاكم: صحيح على شرطهما.
(1) المجموع (3/ 337).
(2)
الكامل في ضعفاء الرجال (1/ 211)، وتتمة كلامه ". . . وهو إلى الصدق أقرب منه إلى غيره، ويكتب حديثه، كما قال النَّسَائيّ".
(3)
صحيح ابن حبان (الإحسان/ رقم 1810).
(4)
الجرح والتعديل (7/ 68).
(5)
سنن الدَّارَقطني (1/ 335).
(6)
مستدرك الحاكم (1/ 335).
والبيهقي: حسن صحيح.
وعند النَّسَائيّ (1) مِن طريق نعيم المجمر، عن أبي هريرة/ (2)، صلى بنا أبو هريرة حتى بلغ:{وَلَا الضَّالِّينَ} قال: آمين. ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاةً برسول صلى الله عليه وسلم.
وعلقه البخاري (3).
410 -
[1197]- حديث وائل بن حجر: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} قال: "آمِينَ"، ومدّ بها صوته.
التِّرمذيّ (4) وأبو داود (5) والدَّارَقطني (6) وابن حبان (7) من طريق الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن حجربن عنبس، عنه.
وفي رواية أبي داود: ورفع بها صوته. وسنده صحيح، وصّححه الدَّارَقطني.
وأعله ابن القطان (8) بحُجْر بن عنبس، وأنه لا يعرف، وأخطأ في ذلك بل هو
(1) سنن النَّسَائيّ (رقم 905).
(2)
[ق/ 155].
(3)
صحيح البخاري فوق الحديث (رقم 780).
(4)
سنن التِّرمذيّ (رقم 248).
(5)
سنن أبي داود (رقم 932).
(6)
سنن الدَّارَقطني (1/ 333 - 334).
(7)
صحيح ابن حبان (رقم
(8)
بيان الوهم والإيهام (3/ 374).
ثقة معروف، قيل له صحبة ووثقه يحيى بن معين وغيره (1). وتصحّف اسم أبيه على ابن حزم فقال فيه: حجر بن قيس، وهو مجهول، وهذا غير مقبول منه.
ورواه ابن ماجه (2) من طريق أخرِى عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، قال:
صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} قال؟ "آمين" فسمعناها منه. ورواه أحمد (3) والدَّارَقطني (4) من هذا الوجه بلفظ: مدّ بها صوته.
قال التِّرمذيّ في "جامعه"(5): رواه شعبة، عن سلمة بن كهيل، فأدخل بين حجر ووائل:(علقمة بن وائل)، فقال: وخفض بها صوته.
قال: وسمعت محمدا يقول: حديث سفيان أصح، وأخطأ فيه شعبة في مواضع، قال: عن حجر أبي العنبس، وإنما هو أبو السكن، وزاد فيه:(علقمة) وليس فيه علقمة، وقال: خفض بها صوته، وإنما هو: ومد بها صوته.
وكذا قال أبو زرعة (6).
قال التِّرمذيّ (7): وروى العلاء بن صالح، عن سلمة نحو رواية سفيان.
وقال أبو بكر الأثرم: اضطرب فيه شعبة في إسناده ومتنه، ورواه سفيان
(1) انظر: تاريخ الدارمي (ص 94/ رقم 254)، والجرح والتعديل (3/ 267)، الثقات لابن حبان (4/ 177).
(2)
سنن ابن ماجه (رقم 855).
(3)
مسند الإمام أحمد (4/ 318).
(4)
سنن الدَّارَقطني (1/ 334 - 335).
(5)
(28/ 2 - 29).
(6)
سنن التّرمذيّ (في الموضع السابق).
(7)
المصدر نفسه (في الموضع السابق).
فضبطه، ولم يضطرب في إسناده ولا في متنه.
وقال الدَّارَقطني (1): يقال وهم فيه شحعبة، وقد تابع سفيان محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه.
وقال ابن القطان (2): اختلف شعبة وسفيان فيه، فقال شحعبة:(خفض)، وقال الثوري:(رفع)، وقال شحعبة:(حجر [أبي] (3) العنبس) وقال الثوري: (حجر بن عنبس) وصوب البخاري وأبو زرعة قول الثوري، وما أدري لِمَ لم يصوبا القولين حتى يكون حجر بن عنبس، هو أبو العنبس.
قلت: وبهذا جزم ابن حبان في "الثقات"(4): أن كنيته كاسم أبيه. ولكن قال البخاري (5): إن كنيته أبو السكن. ولا ماح أن يكون له كنيتان
قال (6): واختلفا أيضًا في شيء آخر فالثوري يقول حجر عن وائل وشعبة يقول حجر عن علقمة بن وائل، عن أبيه.
قلت: لم يقف ابن القطان على ما رواه أبو مسلم الكجي في "سننه": حدثنا عمرو بن مرزوق، حدّثنا شحعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر، عن علقمة ابن وائل، عن وائل. قال: وقد سمعه حجر من وائل، قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث.
(1) سنن الدَّارَقطني (1/ 334).
(2)
بيان الوهم والإيهام (3/ 374).
(3)
وقع في الأصل: (ابن) وهو خطأ، والتصويب من باقي النسخ.
(4)
(4/ 177).
(5)
سنن التِّرمذيّ (في موضعه).
(6)
يعني: ابن القطان (في الموضع السابق).