الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويباحان لحاجة مثل أن ينام في مصلاه منتظراً الصلاة، فقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون في المسجد ينتظرون الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال «أخَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ذات ليلة إلى شطر الليل، أو كاد يذهب شطْرُ الليل، ثم جاء فقال: إن الناس قد صلوا وناموا، وإنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة
…
» رواه مسلم والبخاري.
ومثل أن يكون مسافراً أو يريد مزيد صلاة أو ما شاكل ذلك، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا سَمَرَ بعد الصلاة، يعني عشاء الآخرة، إلا لأحدِ رجلين: مُصلٍّ أو مسافر» رواه الطبراني، ذكر ذلك الهيثمي، وقال (رجاله ثِقات) .
ومثل أن يكون عليه عمل يتطلب منه إنجازه فلا بأس، لما رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمُر مع أبي بكر في الأمر مِن أمر المسلمين وأنا معهما» رواه الترمذي وأحمد.
الفصل الثاني
المساجدُ وأماكن الصلاة
فضلُ المساجد
إن مما تفضَّل الله به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين أن جعل لهم الأرض كلها مسجداً دون الأمم الماضية يُؤدُّون فيها صلواتهم حيثما حلوا أو ارتحلوا، وهذه توسعةٌ ما بعدها توسعةٌ، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فُضِّلنا على الناس بثلاث: جُعِلتْ صفوفُنا كصفوف الملائكة وجُعِلت لنا الأرضُ كلُّها مسجداً، وجُعِلت تربتها لنا طَهُوراً إذا لم نجد الماء، وذكر خَصلة أخرى» رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «جُعِلت لي الأرض طَهوراً ومسجداً، فأيُّما رجلٍ أدركته الصلاة فلْيصلِّ حيث أدركته» رواه أحمد. وكلمة ـ مسجد ـ هنا تعني مكان السجود، أي مكان الصلاة، فأية بقعة من الأرض صلحت للصلاة عليها جاز إطلاق كلمة مسجد عليها.
أما المسجد، وهو المكان المُعدُّ والمخصَّص للعبادة، فقد ورد في فضله الكثير من النصوص نذكر منها على سبيل المثال قوله تعالى {إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ
…
} الآية 18 من التوبة. فقد نسب الله سبحانه وتعالى المساجد إليه، وجعل عُمرانها دليلاً على الإيمان به وباليوم الآخر. وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قلت: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: المساجد، قلت: وما الرَّتع يا رسول الله؟ قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» رواه الترمذي. وكفى بهذا الوصف فضلاً. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «مَن غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نُزُلَه من الجنة كلما غدا أو راح» رواه البخاري وأحمد. وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من راح إلى مسجد جماعة، فخطوتاه خطوة تمحو سيئة، وخطوة تكتب حسنة، ذاهباً وراجعاً» رواه ابن حِبَّان وأحمد والطبراني. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تطهَّر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه: إحداهُما تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة» رواه مسلم وابن حِبَّان والبيهقي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «سبعةٌ يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه
…
ورجلٌ قلبُه مُعَلَّق في المساجد
…
» رواه البخاري.