الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضل الأذان عظيم وثوابُ رفعِهِ كبير، فقد روى البَرَاء بن عازب رضي الله عنه «أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال
…
والمُؤذن يُغفرُ له مدَّ صوته، ويصدِّقه مَن سمعه من رطبٍ ويابس، وله مثل أجر من صلى معه» رواه أحمد والنَّسائي. ويتحصل كمال الفضل للمؤذن إن هو لم يأخذ أجرةً على التأذين وأدَّاه احتساباً، فعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال «يا رسول الله اجعلني إمامَ قومي، قال: أنت إمامُهم واقتدِ بأضعفهم، واتَّخذْ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً» رواه أبو داود وأحمد. ويكفي المؤذن شرفاً وفضلاً أنه يكون بين الناس يوم القيامة أطولهم عنقاً، فعن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «المؤذنون أطولُ الناس أعناقاً يوم القيامة» رواه مسلم. ولكن إنْ أخذ المؤذن أُجرة على التأذين فإنَّ ذلك يجوز، فعن أبي محذورة - من حديث طويل - قال «
…
فألقى إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو نفسه
…
ثم دعاني حين قضيتُ التأذين، فأعطاني صُرَّةً فيها شئ من فضة
…
» رواه أحمد والنَّسائي وابن ماجة وابن حِبَّان وأبو داود.
حكمُ الأذان
الأذان فرضٌ على الكفاية على أهل الأمصار من مدن وقرى دون مَن كانوا في مزارعهم ومتنزهاتهم أو كانوا مسافرين، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «ما مِن ثلاثةٍ في قرية فلا يُؤذَّن ولا تُقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان
…
» رواه أحمد. فقد قال (في قرية) . وروى مالك أن ابن عمر كان يقول «إنما الأذان للإمام الذي يجتمع الناس إليه» . وروى الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال «إقامةُ المِصر تكفي» .
والأذان من شعائر الإسلام، فقد روى أنس رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قوماً لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإن سمع أذاناً كفَّ عنهم، وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم» رواه البخاري. وإذا كان التأذين فرض كفاية على سكان البلدان، فإنه مندوب للمسافرين والمنفردين والمنتشرين في الحقول، فعن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري أن أبا سعيد الخُدري قال له «إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فارفعْ صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جنٌّ ولا إنس ولا شئ إلا يشهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه البخاري وأحمد والنَّسائي وابن ماجة ومالك. وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «يُعجَب ربُّك من راعي غنم في رأس الشَّظيَّة للجبل يؤذِّن للصلاة ويصلي، فيقول الله: انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّن ويقيم الصلاة يخاف مني، قد غفرتُ لعبدي وأدخلته الجنة» رواه ابن حِبَّان وأحمد وأبو داود والنَّسائي. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال «سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً وهو في مسيرٍ له يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: على الفطرة، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حَرُم على النار، فابتدرناه فإذا هو صاحب ماشية أدركته الصلاة فنادى بها» رواه ابن حِبَّان ومسلم وأحمد والترمذي وابن خُزيمة.