الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا (1)، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا (2). قَال (3): كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ (4)، فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيءٍ أَعْطَانِي مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ. قَالتْ عَائِشَةُ: قَال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ)(5). وفِي لَفْظٍ آخر: عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ، مِنْ غَيرِ شَكٍّ. وَقَال: قَلِيلاتُ (6) الْمَسَارِح. وَقَال: وَصِفْرُ رِدَائِهَا (7)، وَخَيرُ نِسَائِهَا، وَعَقْرُ جَارَتهَا. وَقَال: وَلا تَنْقُثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا. وَقَال: وَأَعْطَانِي مِنْ كُلّ ذَابِحَةٍ زَوْجًا. أخرجه البخاري باللفظ الأول.
ذَكْرُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها
4321 -
(1) مسلم. عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: (ألا إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَن يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لا آذَنُ لَهُمْ، إِلا أَنْ
(1)"وأراح عليّ نعمًا ثريًّا" أي: أتى بها إلى مُراحها وهو موضع مبيتها، والنعم: الإبل والبقر والغنم، والثري: الكثير من المال وغيره.
(2)
"وأعطاني من كل رائحة زوجًا" من كل رائحة: أي: مما يروح من الإبل والبقر والغنم والعبيد، وقولها زوجًا، أي: اثنين، وقولها: من كل ذابحة زوجًا أي: من كل ما يجوز ذبحه من الإبل والبقر والغنم وغيرها.
(3)
فِي (ك): "وقال".
(4)
"ميري أهلك" أي: أعطيهم وأفضلي عليهم وصليهم.
(5)
مسلم (4/ 1896 - 1901 رقم 2448)، البخاري (9/ 254 - 255 رقم 5189).
(6)
في (ك): "قليلة".
(7)
"صفر ردائها": الخالي، والمراد: إمتلاء منكبيها وقيام نهديها بحيث يرفعان الرداء عن أعلى جسدها، فلا يمسه فيصير خاليًا، بخلاف أسفلها.
يُحِبَّ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَن يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ، فَإنمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي (1) يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا (2)، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا) (3).
4322 -
(2) وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَينِ، أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاويَةَ مَقْتَلَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِيٍّ رحمه الله لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَقَال لَهُ: هَلْ لَكَ إلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا؟ قَال: فَقُلْتُ لَهُ: لا. قَال لَهُ: هَلْ أنْتَ مُعْطِيَّ سَيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَإنِّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ الْقَوْمُ عَلَيهِ، وَأَيمُ اللهِ لَئِنْ (4) أَعْطَيتَنِيهِ (5) لا يُخلَصُ إِلَيهِ أَبَدًا حَتَّى تَبْلُغَ نَفْسِي، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أبِي جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ (6) فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ فَقَال:(إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي، وَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أنْ تُفْتَنَ فِي دِليهَا). ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ (7) مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ فَأَثْنَى عَلَيهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ. قَال: (حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَأَوْفَى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلالًا، وَلا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللهِ لا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا)(8).
(1)"بضعة مني" البضعة: قطعة اللحم وكذلك المضغة.
(2)
"يريبني ما رابها" الريب: ما رابك من شيء خفت عقباه.
(3)
مسلم (4/ 1902 رقم 2449)، البخاري (2/ 404 رقم 926)، وانظر (3110، 3714، 3729، 3767، 5230، 5278).
(4)
فِي (ك): "إن".
(5)
فِي (ك): "أعطتنيه".
(6)
قوله: "الناس" ليس فِي (أ).
(7)
"صهرًا له" الصهر: زوج بنت الرجل وزوج أخته، والمراد هنا أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
(8)
انظر الحديث الَّذي قبله.
4323 -
(3) وَعَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالتْ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا (2) ابْنَةَ (3) أَبِي جَهْلِ، قَال الْمِسْوَرُ: فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ ثُمَّ قَال: (أَمَّا بَعْدُ، فَإنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيع (4) فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ (5) مُحَمَّدٍ مُضْغَة مِنِّي، وَإِنَّمَا أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهَا، وَأَيمُ اللهِ لا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا). فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ (6). وقال البخاري: وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا (7). وفي بعض طرق البخاري: عَنِ الْمِسْوَرِ أَيضًا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي).
4324 -
(4) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فَسَارَّهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ، فَقَالتْ (8) عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِفَاطِمَةَ: مَا هَذَا الَّذِي سَارَّكِ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَكَيتِ، ثُمَّ سَارَّكِ فَضَحِكْتِ؟ قَالتْ: سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي بِمَوْتِهِ فَبَكَيتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ أَهْلِهِ فَضَحِكْتُ (9). وقال البخاري: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ وَقَالتْ: سَارَّني النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ.
(1) فِي (أ): "ابنة".
(2)
فِي حاشية (أ): "الرفع فِي ناكح أوجه".
(3)
فِي (ك): "ابنت".
(4)
فِي (ك): "ربيع".
(5)
فِي حاشية (أ): ابنة" وعليها "خ".
(6)
انظر الحديث رقم (1) فِي هذا الباب.
(7)
فِي حاشية (أ): "يسوؤها" وعليها "خ".
(8)
فِي (ك): "قالت".
(9)
مسلم (4/ 1904 رقم 2450)، البخاري (6/ 627 رقم 6323)، وانظر (3625، 3710، 4433، 6285).
4325 -
(5) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ أَيضًا قَالتْ: كُنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهُ لَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي مَا تُخْطِئُ مِشْيَئُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيئًا، فَلَمَّا رَأهَا رَحَّبَ بِهَا، فَقَال (1):(مَرْحَبًا بِابْنَتِي)(2). ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى جَزَعَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَينِ نِسَائِهِ بِالسِّرَارِ ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ! فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهَا مَا قَال لَكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالتْ (3): مَا كُنْتُ أُفْشِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ (4): عَزَمْتُ عَلَيكِ بِمَا لِي عَلَيكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَا حَدَّثْتِنِي مَا قَال لَكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الْمَرَّةِ الأُولَى فَأَخْبَرَنِي:(أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَينِ وَإِنَّهُ عَارَضَهُ الآنَ مَرَّتَينِ، وَإِنِّي لا أُرَى (5) أَجَلِي إِلا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنَّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ). قَالتْ: فَبَكَيتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ فَقَال:(يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضَي أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، أوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ). قَالتْ: فَضَحِكْتُ ضَحِكِي الَّذِي رَأَيتِ (6). وفِي لَفْظٍ آخر: اجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهُ فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةً، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال:(مَرْحَبًا بِابْنَتِي). فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ (7) أَسَرَّ إِلَيهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ
(1) فِي (ك): "قال".
(2)
فِي (أ): "يا بنتي".
(3)
فِي (ك): "فقالت".
(4)
فِي (ك): "فقلت".
(5)
فِي (أ): "لا أرى".
(6)
انظر الحديث الَّذي قبله.
(7)
قوله: "إنه" ليس فِي (ك).