المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر حاطب بن أبي بلتعة، وأصحاب الشجرة، وأبي سفيان، وأصحاب الهجرتين، وذكر أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٣

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَاب الجِهادِ

- ‌إِبَاحَةُ القِتَالِ قَبلَ الدَّعوةِ، وفِي الدَّعْوَةِ قَبْلَهُ، ومَا يُوصى بِهِ للغُزَاةِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الغَادِرِ

- ‌بَابُ الحَرْبُ خدعَةٌ

- ‌النَّهي عَنْ تَمَنِّي لِقَاء العَدو

- ‌مَنْ أَرَادَ غَزوَةً فَوَرَّى بِغَيرِهَا ووَقْتُ الغَارَةِ ومَنْ أَحَبَّ الخُرُوج يَومَ الخمِيسِ

- ‌تَحْرِيقُ النَّخْلِ وقَطْعِهَا

- ‌تَحْلِيلُ الغَنَائِمِ

- ‌فِي النَّفْلِ والقسْمَةِ وَمَا جَاءَ فِي سَلَبِ القَتِيلِ

- ‌بَابُ فَكَاكِ الأَسيرِ

- ‌بَابٌ فِي أَرْضِ الصُّلحِ والعَنْوَةِ ومَا لم يُوجَفْ عَلَيهِ بِقِتَال

- ‌قسْمُ الغَنِيمةِ

- ‌بَابُ إِذَا غَنِمَ المشْركُون مَال الْمُسْلِم ثمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

- ‌باب

- ‌الْمَنُّ عَلَى الأسِيرِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلٍ

- ‌بابٌ

- ‌ذِكْرُ يَوْمَ الحُدَيبِيَةِ

- ‌الوَفَاءُ بالعَهْدِ

- ‌ذكْرُ مَا أوذِيَ بِه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌قِصَّةُ كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ

- ‌غَزْوَةُ خَيبَرٍ والخَنْدَقِ وذِي قَرَدٍ

- ‌بَعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

- ‌قَتْلُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ وخُبَيبِ بْنِ عَدِي رضي الله عنهما

- ‌الغَزْو بِالنِّسَاءِ

- ‌عَدَد غَزَواتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يُسْتعَان بالمشْرِكينَ في قِتَال العَدُوِّ

- ‌بَابٌ

- ‌في الْجِزْيَةِ

- ‌ باب

- ‌فَضْلُ قُرَيشٍ

- ‌الاسْتِخْلافُ وتَرْكِهِ

- ‌فِيمَنْ سَأَلَ الإِمَارَةَ

- ‌بَابُ مَنْ تَأَمَّرَ في الحَرْبِ مِنْ غَيرِ إِمْرةٍ إِذَا خَافَ العَدُوّ

- ‌في الإمَامِ العَادِلِ

- ‌بَابُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ، ومَا جَاءَ في الأَمِيرِ الغَاشِّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌في الْغَلُولِ وَفِي الأمِيرِ يَقْبَلُ الْهَدِيَةَ

- ‌الطَّاعَةُ للأَمِيرِ

- ‌بَيعَةُ الرِضْوَانِ

- ‌بَابُ لا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْحِ

- ‌بَيعَةُ النِّسَاءِ

- ‌بَيعَةُ الصَّغِيرِ

- ‌البَيعَةُ عَلَى السَّمْع والطَّاعَةِ

- ‌الحَدُّ بَينَ الْكَبِيرِ والصَّغِيرِ

- ‌النَّهِي أَن يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌المُسَابَقَةُ بَيْنَ الخَيلِ

- ‌بَابُ فَضِيلَةِ الخيلِ

- ‌فَضْلُ الجِهَادِ

- ‌بَابٌ

- ‌فَضْلُ الغَزْوِّ فِي البَحْرِ

- ‌فِي فَضْل الرِبَاطِ وعَدَد الشُّهدَاءِ وفِي فَضِيلةِ الرَّمِي

- ‌بَابٌ

- ‌بابٌ فِي التعْقِيبِ

- ‌فِي سَيْرِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ

- ‌قوله عليه السلام: " (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أمتِي ظَاهِرِينَ

- ‌بَابٌ

- ‌النَّهْي أَن يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيلًا

- ‌بَابُ تَلَقّي الغَازِي

- ‌كِتَابُ الصَّيدِ والذبَائِح

- ‌فِي العَقِيقَةِ

- ‌كتَابُ الأَشْرِبَةِ والأَطْعِمَةِ

- ‌بَابٌ فِي اللِّبَاسِ والزِّينَةِ

- ‌بَابُ الانْتِعَالِ

- ‌بَابُ الصُّوَرِ

- ‌بَابُ الجَرَسِ

- ‌النَّهْي عَنْ القَزَع وَعَنْ وَصلِ الشَّعرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ لَعنِ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ

- ‌ باب

- ‌في الأسْمَاءِ والكُنَى

- ‌بَابٌ فِي الاستئْذَانِ والسَّلامِ

- ‌بَابٌ

- ‌فِي التَّنَاجِي

- ‌بَابٌ فِي الرُّقي والطِّبِ

- ‌بَابٌ فِي الطاعُونِ

- ‌بَابٌ فِي العَدْوَى والطِّيَرَةِ والفَأْلِ والشُّؤْمِ

- ‌بَابٌ فِي الكُهَّانِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ النَّمْلِ

- ‌بَابٌ فِي الرِّفْقِ بالبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ سَبِ الدَّهْرِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ أَن يَقُولَ عَبْدِي أَو أَمَتِي

- ‌بَابُ النَّهْي أَن يَقُولَ خَبُثَتْ نَفْسِي

- ‌بَابٌ فِي الطِّيبِ

- ‌بَابُ فِي الشِّعْرِ

- ‌بَابٌ فِي النَّرْدَشِيرِ

- ‌بَابٌ فِي الرُّؤْيَا

- ‌كِتَابُ المَنَاقِبِ

- ‌ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ عِيسى بْنِ مَرْيَم عليه الصلاة والسلام

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وَلُوطَ وَيُونُسَ وَيُوسُفَ وَزَكَرِيَا ودَاوُدَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلام

- ‌قِصَّةُ مُوسَى والخَضِرِ صَلَّى الله عَلَيهمَا وَسَلَّمَ

- ‌قِصةُ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهما

- ‌مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَبَيعَةُ عُثْمانَ، وفَضَائِلُهُ

- ‌ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ، وَالزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، وَأَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاع، وَسَعِيد بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه أجمعين

- ‌ذِكْرُ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ زَيدِ بْنِ حَارِثَةَ، وابْنِهِ أُسَامَةَ، وعَبْد اللهِ بن الزُّبَيرِ، وعَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ جَعْفَر بْنِ أَبِي طَالِبٍ وخَالِد بْنِ الوَلِيدِ

- ‌ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيلِدٍ وعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما

- ‌ذَكْرُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ وزَينَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمَّيِّ الْمُؤمِنِين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أُمِّ أَيمَن وأُمِّ سُلَيم رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أَبِي طَلْحةَ وبِلال وعَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أبِي بن كَعبٍ، وَسَعدِ بْنِ مُعَاذٍ، وأَبِي زَيدٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاك بْنِ خَرَشَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ جُلَيبِيبِ وعَمرِو بْنِ تَغْلِب

- ‌ذِكْرُ عمَّار بنِ يَاسرٍ وحُذَيفَةَ بْنِ اليَمَانِ وحَارِثَةَ بْنِ سرُاقَةَ

- ‌ذِكْرُ أَبِي ذَرِّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادة

- ‌ذِكْر جَرِير بْنِ عَبْد اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَباس وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ خُزَيمَةَ بْنِ ثَابِت ومُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سفْيَان

- ‌ذِكْرُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمرٍو وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ حَسَّان بْنِ ثَابِت وأَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

- ‌ذكْرُ سَلْمَان وَصُهَيبٍ وبِلالٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أسَيدِ بْنِ حُضَيرٍ وعَبَّادِ بْنِ بِشْر وقَيسِ بْنِ سَعْدٍ

- ‌ذِكْرُ الأنْصَار

- ‌ذِكْرُ أَسْلَمِ وغِفَار وغَيرهما

- ‌ذِكْرُ نِسَاءِ قُرَيشٍ

- ‌فِي الْمُؤاخَاةِ والحِلْف

- ‌ذِكْرُ أوَيسِ بْنِ عَامِرٍ القَرَنِيِّ

- ‌بَابُ بِرِّ الوَلِدَينِ

- ‌بَابٌ فِي البِرِ والإِثْمِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ والنَّهْي عَنِ التَّقَاطع

- ‌بَابُ مَا يَكُون مِنِ الظنِّ

- ‌بَابٌ في الْمُتَحابِّينَ في اللهِ عز وجل

- ‌بَابٌ في عِيادَةِ المَرِيضِ وثَوَابِ المَصَائِبِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الترَاحُم والتعَاون والعَفْو والتواضُعِ

- ‌بَابٌ

- ‌في سَتْرِ الْمُسْلِمِ والْمُدَارَاةِ والرِّفقِ

- ‌بَابٌ في اللَّعنِ

- ‌بَابٌ في ذِي الوَجْهَينِ

- ‌بَابُ مَا جَاء في الكَذِبِ في الإِصْلاحِ بَينَ النَّاسِ في الحَرْبِ

- ‌بَابٌ في الصِّدْقِ والكَذِبِ والنَّمِيمَةِ

- ‌بَابٌ في الغَضَبِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ ضَرْبِ وَجْهِ المُسْلِمِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ يُعَذب النَّاسَ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ مَرَّ بِسِهَامٍ في يَدِهِ

- ‌النهْي أَن يُشِيرَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَخِيه بِالسِّلاحِ

- ‌في إِمَاطَةِ الأذَى عَنِ الطَرِيقِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌفي الكِبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌‌‌بَابٌفي حُسْنِ الجِوارِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الإحْسَانِ إِلَى البَنَاتِ وفِيمَن مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌بَابٌ

الفصل: ‌ذكر حاطب بن أبي بلتعة، وأصحاب الشجرة، وأبي سفيان، وأصحاب الهجرتين، وذكر أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري

‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

4405 -

(1) مسلم. عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَال: بَعَثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنَا وَالزُّبَيرَ وَالْمِقْدَادَ فَقَال: (ائتوا رَوْضَةَ خَاخٍ (1) فَإِن بِها ظَعِينَةً (2) مَعَها كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْها). فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيلُنَا (3) فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَرأَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ؟ فَقَالتْ: مَا مَعِي كِتَاب، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ (4) الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِها (5)، فَأَتَينَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكةَ يُخْبِرُهم بِبَعضِ أمرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(يَا حَاطِبُ مَا هذَا؟ ). قَال: لا تَعجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ الله، إنِّي كُنْتُ امرَأ مُلْصَقًا فِي قُرَيشٍ، قَال سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ: كَانَ حَلِيفًا لَهُم وَلَم يَكُنْ مِنْ أَنْفُسها، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ لَهُم قَرَابَات يحمونَ بِها أَهْلِيهم، فَأَحبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النسَبِ فِيهِم أَنْ (6) أَتخِذَ فِيهِم يَدًا يَحمُونَ بِها قَرَابَتِي، وَلَم أَفْعَلْهُ كُفْرًا وَلا ارتِدَادًا عَنْ دِيني، وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعدَ الإِسْلامِ، فَقَال النبِي صلى الله عليه وسلم:(صَدَقَ). فَقَال عُمَرُ: دَعنِي يَا رَسُولَ الله أَضْرِبْ عُنُقَ هذَا الْمُنَافِقِ، فَقَال:(إِنهُ قَدْ (7) شَهِدَ بَدرًا وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ الله اطلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدرٍ فَقَال: اعمَلُوا مَا شِئْتم فَقَد غَفَرتُ لَكُم). فَأَنْزَلَ

(1)"روضة خاخ": هي موضع بين مكة والمدينة بقرب المدينة.

(2)

"ظعينة": هي المرأة في الهودج. وفي (أ) و (ك): "الضعينة"، والمثبت من "صحيح مسلم".

(3)

"تعادي بنا خيلنا" أي: تجري.

(4)

في حاشية (أ): "لتلقين".

(5)

"عقاصها" أي: شعرها المضفور.

(6)

قوله: "أن" زيادة من "مسلم".

(7)

قوله: "قد" ليس في (أ).

ص: 628

الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ (1)} (2)(3). وفي لَفْظٍ آخر: بَعَثَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَويَّ وَالزُّبَيرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَكُلنا فَارِسٌ، فَقَال:(انْطَلِقُوا حَتى تأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ .. ). خرَّجه البخاري في "فضل من شهد بدرًا"، وخرَّجه أَيضًا في باب "المتأولين" من كتاب "استتابة المرتدين"، وفي باب "من نظر في كتاب من يحذر" من كتاب "الاستئذان" قال فيها:(صَدَقَ وَلا (4) تَقُولُوا لَهُ إِلا خَيرًا). قَال عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ: إِنهُ قَدْ خَانَ الله وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ، قَال (5): فَقَال: (يَا عُمَرُ وَمَا يدرِيكَ لَعَلَّ الله اطلَعَ إِلَى أَهْلِ بدْرٍ فَقَال اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَد وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ). قَال: فَدَمَعَتْ عَينَا عُمَرَ وَقَال (6): الله أَعْلَمُ وَرَسُولُهُ (7). وفي بعض طرقه: "فَقَد (8) غَفَرْتُ لَكُم". كما قال مسلم. وفي بعضها أَيضًا: أَنَّ عُمَر مسألة (9) في قَتله مَرتين. وَفِي أُخْرَى: فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ حُجْرَتِهَا (10). يَعنِي الكِتاب. خرَّجه في باب "إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعر (11) أهل الذمة "من كتاب "الجهاد" وفي (12) غيره، وقال فيه من قول

(1) في (أ) زيادة: " {تُلْقُونَ} ".

(2)

سورة الممتحنة، آية (1).

(3)

مسلم (4/ 1941 - 1942 رقم 2494)، البخاري (7/ 304 - 305 رقم 3983)، وانظر (3007، 4274، 4890، 6259، 6939).

(4)

في (أ): "لا" بحذف الواو.

(5)

قوله: "قال" ليس في (ك).

(6)

في (ك): "قال" بدون واو.

(7)

في (ك): "الله ورسوله أعلم".

(8)

في (أ): "أوقد".

(9)

في (أ): "سأل".

(10)

الحجزة: معقد الإزار والسراويل.

(11)

في (ك): "شعور".

(12)

في (ك): "ومن".

ص: 629

حاطب: وَاللهِ مَا كَفَرتُ وَلا ازْدَدتُ لِلإسْلامِ إِلا حُبًّا (1). وفي بعض طرقه: فَأَدرَكْنَاها تَسِيرُ عَلَى بعِيرٍ لَها. وقال: فَانْطَلَقْنَا بِها إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك قال في بعض طرقه: الْمقداد. وفي بعضها: أَبَا مَرثَد كما قال مسلم. [وقال: في باب "المتأولين" من كتاب "استتابة المرتدين": تَنَازَعَ أبو عَبْدِ الرَّحمَنِ (2) وَحِبَّانُ (3) بْنُ عَطيةَ، فَقَال أبو عَبْدِ الرَّحمَنِ لِحِبَّانَ (3): لَقَد عَلمتُ مَا الذي جَرَّأَ صَاحِبَكَ عَلَى الدّمَاءِ يَعنِي عَلِيًّا، فَقَال: مَا هُوَ لا أَبَا لَكَ قَال شَيءٌ سَمِعتُهُ يَقُولُهُ قَال: مَا هُوَ؟ قَال: بَعَثَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم

وذكر الحديث] (4).

4406 -

(2) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدًا لِحاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَشْكُو حَاطِبًا، فَقَال: يَا رَسُولَ الله لَيَدخُلَنَّ حَاطِبٌ النارَ، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(كَذَبْتَ لا يَدخُلُها، فَإِنهُ قَدْ شَهِدَ بَدرًا وَالْحُدَيبِيَةَ)(5). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4407 -

(3) مسلم. عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، أَنَّها سَمِعَتِ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ:(لا يَدخُلُ (6) النارَ إِنْ شَاءَ الله مِنْ أَصحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ الذِينَ (7) بَايَعُوا تَحتَها). قَالتْ: بَلَى يَا رَسُولَ الله. فَانتهرها فَقَالتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكم إِلا وَارِدُها} ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(قَدْ قَال الله عز وجل {ثُمَّ نُنَجِّي الذِينَ اتقَوْا وَنَذَرُ الظالِمِينَ فِيها جِثِيًّا})(8)(9). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث،

(1) في (ك): "حيا".

(2)

"أبو عبد الرحمن" هو السُّلَمي.

(3)

في (أ): "حسان" وهو تصحيف.

(4)

ما بين المعكوفين ألحق بحاشية (أ) وليس في (ك).

(5)

مسلم (4/ 1942 رقم 2495).

(6)

في (ك): "يدخلن".

(7)

في (أ): "من الذين".

(8)

سورة مريم، الآيتان (71 - 72).

(9)

مسلم (4/ 1942 رقم 2496).

ص: 630

ولا أخرج عن أم مبشر شيئًا.

4408 -

(4) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي قَال: كُنْتُ عنْدَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ نَازِل بِالْجِعرَانَةِ بَينَ مَكةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلالٌ، فَأَتَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم رجل أعرَابِيٌّ فَقَال: أَلا تُنْجِزُ لِي يَا مُحَمَّدُ مَا وَعدتَنِي، فَقَال لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(أَبْشر). فَقَال لَهُ الأَعرَابِيُّ: أَكثرتَ عَلَيَّ مِن أَبْشر، فَأَقْبَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلالٍ كَهيئَةِ الْغَضبانِ فَقَال. (إن هذَا قَدْ رَدَّ عَلَيَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلا أَنْتُمَا). فَقَالا: قَبِلْنَا يَا رَسُولَ الله، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِقَدَح فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَ يَدَيهِ وَوَجههُ فِيهِ وَمَج فِيهِ ثُمَّ قَال:(اشْرَبَا مِنْهُ وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا وَأَبْشِرَا). فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلا مَا أَمَرَهُمَا بِهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَنَادَتْهُمَا أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السّتْرِ أَفْضِلا لأُمّكُمَا مِمَّا فِي إِنَائِكُمَا، فَأَفْضَلا لَها مِنْهُ طَائِفَةً (1).

4409 -

(5) وَعنةُ قَال: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حُنَينٍ بَعَثَ أَبَا عَامر عَلَى جَيشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ، فَلَقِيَ دُرَيدَ (2) بْنَ الصِّمَّةِ فَقُتِلَ دُرَيدْ وَهزَمَ الله أَصحَابَهُ، فَقَال أبو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ قَال: فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ رَمَاهُ رَجُل مِنْ بَنِي جُشَمٍ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ فَانْتَهيتُ إِلَيهِ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ فَأَشَارَ أبو عَامِرٍ إِلَى أَبِي مُوسَى، فَقَال: إِنَّ ذَاكَ قَاتِلِي تَرَاهُ ذَلِكَ (3) الذي رَمَانِي، قَال (4) أبو مُوسَى: فَقَصَدتُ لَهُ (5) فَاعتَمَدتُهُ فَلَحِقتهُ،

(1) مسلم (4/ 1943 رقم 2497)، البخاري (1/ 302 رقم 196)، وانظر (4328).

(2)

في (أ): "زيد".

(3)

في (ك): "فقال".

(4)

في (أ): "ذاك".

(5)

قوله: "له" ليس في (أ).

ص: 631

فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى عَنِّي ذَاهِبًا فَاتبَعتُهُ، وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ أَلا تَسْتَحييِ أَلَسْتَ عَرَبِيًّا أَلا تَثْبُتُ فَكَفَّ فَالْتَقَيتُ أَنَا وَهُوَ فَاخْتَلَفْنَا أَنَا وَهُوَ ضَربَتَينِ فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ رَجعتُ إِلَى أَبِي عَامِرٍ فَقُلْتُ: إِنَّ الله قَدْ قَتَلَ صَاحِبَكَ، قَال: فَانْزِع هذَا السَّهْمَ، فَنَزَغتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ (1)، فَقَال: يَا ابْنَ أَخِي انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَلامَ وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ [أبو عَامِرٍ](2) اسْتَغْفِر لِي. قَال: وَاسْتَعمَلَنِي أبو عَامِرٍ عَلَى الناسِ وَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ إِنهُ مَاتَ، فَلَمَّا رَجعتُ إِلَى النبِيّ صلى الله عليه وسلم دَخَلْتُ عَلَيهِ وَهُوَ فِي بَيتٍ عَلَى سَرِيرٍ مرمَلٍ (3) وَعَلَيهِ فِرَاشٌ وَقَد أَثرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَجَنْبَيهِ، فَأَخْبَرتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبي عَامِرٍ وَقُلْتُ لَهُ: قَال: قُلْ لَهُ يَسْتَغْفِر لِي، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ، ثُمَّ قَال:(اللهُمَّ اغْفِر لِعُبَيدِكَ أَبِي عَامِر). حَتى رَأَيتُ بَيَاضَ إِبْطيهِ ثُمَّ قَال: (اللهُمَّ اجْعَلْهُ يوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِير مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ مِنَ الناسِ). فَقُلْتُ: وَلِي يَا رَسُولَ الله فَاسْتَغْفر، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(اللهُمَّ اغْفر لِعَبْدِ الله بْنِ قَيسٍ ذَنْبَهُ وَأَدخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مدخَلًا كَرِيمًا). قَال أَبو بُردَةَ: إِحَدَاهُمَا لأَبِي عَامِرٍ، وَالأُخْرَى لأَبِي مُوسَى (4). لم يقل البخاري: أَلَسْتَ عَرَبِيًّا. وقال في بعض طرقه: "فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ (5) مِنَ الناسِ". لم يقل: "أَو".

(1)"فنزا منه الماء" أي: ظهر وارتفع وجرى ولم ينقطع. وفي حاشية (أ): "الدم" وعليها "خ".

(2)

ما بين المعكوفين زيادة من "صحيح مسلم".

(3)

"سرير مرمل" المرمل: هو الذي ينسج في وجهه بالسعف ونحوه، ويشد بشريط ونحوه.

(4)

مسلم (4/ 1943 - 1944 رقم 2498)، البخاري (6/ 80 رقم 2884)، وانظر (4323، 6383).

(5)

قوله: "خلقك" ليس في (ك).

ص: 632

4410 -

(6) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى أَيضًا قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي لأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ حِينَ يَدْخُلُونَ (1) بِاللَّيلِ، وَأَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيلِ (2)، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهَارِ، وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ إِذَا لَقِيَ الْخَيلَ، أَوْ قَال الْعَدُوَّ قَال لَهُمْ: إِنَّ أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظرُوهُمْ (3)(4). ويُرْوَى: حِينَ يَرْحَلُونَ.

4411 -

(7) وَعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْو (5) أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَينَهُمْ فِي إنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّويَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ) (6). [وقال البخاري في الحديث الأول:"حِينَ يَدْخلُونَ بِالليلِ". وَعَنْهُ في رواية: "يَرْحَلُونَ"، كما قال مسلم رحمهما الله. ولمسلم أَيضًا في رواية:"يَدْخلُونَ"] (7).

4412 -

(8) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلا يُقَاعِدُونَهُ، فَقَال لِلنَّبِيِّ (8) صلى الله عليه وسلم: يَا نَبِيَّ اللهِ ثَلاثَةٌ (9) أَعْطِنِيهِنَّ (10)، قَال:(نَعَمْ). قَال: عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ (11) أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي

(1) في (ك): "يخلون".

(2)

قوله: "بالليل" ليس في (ك).

(3)

أي تنتظرونهم، ومعنى كلامه أن أصحابه يحبون القتال في سبيل الله، ولا يبالون. مما يصيبهم. وفي (ك):"تنظرونهم".

(4)

مسلم (4/ 1944 رقم 2499)، البخاري (7/ 485 رقم 4232).

(5)

"إذا أرملوا في الغزو" معناه: إذا فنى طعامهم.

(6)

مسلم (4/ 1945 رقم 2501).

(7)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(8)

في (أ): "النبي".

(9)

في حاشية (أ): "ثلاثًا" وعليها "خ".

(10)

في (ك): "أعطيتهن".

(11)

في (ك): "أجملهن".

ص: 633

سُفِيَانَ أُزَوِّجُكَهَا، قَال:(نَعَمْ). قَال (1): وَمُعَاويَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَينَ يَدَيكَ، قَال:(نَعَمْ). قَالْ وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفارَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ، قَال:(نَعَمْ). قَال: أَبُو زُمَيلٍ: وَلَوْلا أَنَّهُ طَلَبَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا أَعْطَاهُ ذَلِكَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُسْأَلُ شَيئًا إِلا قَال:(نَعَمْ)(2). لم يخرج البخاري هذا الحديث، والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان.

4413 -

(9) مسلم. عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَال: بَلَغَنَا مَخْرَجُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيهِ أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمَا، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ، وَالآخَرُ أَبُو رُهْمٍ، إِمَّا قَال: بِضْعَةٌ، وَإِمَّا قَال: ثَلاثَةٌ وَخَمْسُونَ، أَو اثْنَانِ وَخَمْسُونَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، قَال: فَرَكِبْنَا سَفِينَةً فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابَهُ عِنْدَهُ، فَقَال جَعْفَر: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنَا هَاهُنَا وَأَمَرَنَا بِالإِقَامَةِ فَأَقِيمُوا مَعَنَا، قَال: فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، قَال: فَوَافَقْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيبَرَ، فَأَسْهَمَ لَنَا أَوْ قَال: أَعْطَانَا مِنْهَا وَمَا قَسَمَ لأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْح خَيبَرَ مِنْهَا شَيئًا إِلا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ، إِلا لأَصْحَابِ سَفِينَتِنَا مَعَ جَعْفَرٍ، وَأَصْحَابِهِ قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ. قَال: فَكَانَ نَاس مِنَ الناسِ يَقُولُونَ لَنَا يَعْنِي لأَهْلِ السَّفِينَةِ: سَبَقْنَاكُمْ (3) بِالْهِجْرَةِ، قَال: فَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيسٍ وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا عَلَى حَفْصَةَ زَوْج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَائِرَةً، وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَيهِ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَال عُمَرُ حِينَ

(1) قوله: "قال" ليس في (ك).

(2)

مسلم (4/ 1945 رقم 2501).

(3)

في "صحيح مسلم": "نحن سبقناكم".

ص: 634

رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيسٍ. قَال: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ، فَقَالتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ. فَقَال عُمَرُ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكُمْ. فَغَضِبَتْ وَقَالتْ كَلِمَةً كَذَبْتَ يَا عُمَرُ كَلا وَاللهِ كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ (1) الْبُغَضَاءِ (2) فِي الْحَبَشَةِ وَذَلِكَ فِي اللهِ وَفِي (3) رَسُولِهِ، وَأَيمُ اللهِ لا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَسْأَلُهُ، وَاللهِ (4) لا أَكْذِبُ وَلا أَزِيغُ وَلا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ، قَال: فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ عُمَرَ قَال كَذَا وَكَذَا، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(لَيسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ وَلَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ). قَالتْ: فَلَقَدْ رَأَيتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونَنِي أَرْسَالًا يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَال لَهُمْ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَال أَبُو بُرْدَةَ: قَالتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ رَأَيتُ أَبَا مُوسَى وَإِنهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الْحَدِيثِ مِنِّي (5). قال البخاري: قَالتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ عُمَرَ قَال كَذَا وَكَذَا، قَال:(فَمَا قُلْتِ لَهُ؟ ). قَالتْ: قُلْت لَهُ كَذَا وكَذَا. قَال: (لَيسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ. .). الحديث.

(1) في (ك): "البعد".

(2)

"البعداء البغضاء" معناه: البعد في النسب، البغضاء في الدين لأنهم كفار إلا النجاشي.

(3)

قوله: "في"ليس في (ك).

(4)

في (ك): "ووالله".

(5)

مسلم (4/ 1946 - 1947 رقم 2502 و 2503)، البخاري (6/ 237 رقم 3136)، وانظر (3876، 4233، 4230).

ص: 635