الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى الله عَلَى سَيِّدِنَا (1) مُحَمُّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا (2)
كِتَابُ المَنَاقِبِ
ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3978 -
(1) هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عبَدِ المُطلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَي بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كَنَانَةَ بْنِ خُزَيمَةَ بْنِ مَدْرَكَةَ بِنْ إِلياسَ بْنِ مُضَر بْنَ نِزارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ (3). [لم يخرج مسلم بن الحجاج رحمه الله هَذا النسب. وذكر البخاري منه إلى عدنان](4). هَذا هُو النسبُ الصحيحُ الذي لم يختلف في شيء منه، وبعض هذه الأسماء ألقاب، عبد المطلب اسمه: شيبة، وهاشم اسمه: عمرو، وعبد مناف اسمه: المغيرة، وقصي اسمه: زيد، والنضر: هو قريش. وأمه صلى الله عليه وسلم آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبدِ منافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابٍ. هُنا يَجْتَمع (5) عَبْدُ اللهِ وَآمِنَةُ.
3979 -
(2) البخاري. عَنْ كُلَيبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ زَينَب رَبِيبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: قُلْتُ لَهَا: أرَأَيتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَانَ مِنْ مُضَرَ؟ قَالتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إِلا مِنْ مُضَرَ مِنْ بَنِي النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ (6).
(1) قوله: "سيدنا" ليس في (ك).
(2)
قوله: "تسليما" ليس في (ك).
(3)
البخاري (7/ 162).
(4)
ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(5)
في حاشية (أ): "يجتمعان" وعليها "خ".
(6)
البخاري (6/ 525 رقم 3491)، وانظر (3492).
3980 -
(3) مسلم. عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَع قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ اللهَ عز وجل اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ)(1).
لم يخرج البخاري هذا الحديث.
3981 -
(4) وأخرج عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (بُعِثْتُ مِنْ خَيرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ مِنْهُ)(2).
3982 -
(5) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ)(3).
ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
3983 -
(6) وأخرج عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ قَالتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ أَلا أجْعَلُ لَكَ شَيئًا تَقْعُدُ عَلَيهِ؟ فَإِن لِي غُلامًا نَجَّارًا، قَال:(إِنْ شِئْتِ). فَعَمِلَتْ لَهُ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَعَدَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ الذِي صُنِعَ لَهُ، فَصَاحَتِ النخْلَةُ الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ عِنْدَهَا حَتَّى كَادَتْ أَنْ تَنْشَقَّ (4)، فَنَزَلَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَخَذَهَا فَضَمَّهَا إِلَيهِ، فَجَعَلَتْ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الذِي يُسَكّتُ حَتى اسْتَقَرَّتْ، قَال:(بَكَتْ عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ)(5).
3984 -
(7) وَعَنْ جَابِرٍ أَيضًا قَال: كَانَ الْمَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوع مِنْ
(1) مسلم (4/ 1782 رقم 2276).
(2)
البخاري (6/ 566 رقم 3557).
(3)
مسلم (4/ 1782 رقم 2277).
(4)
في (ك): "تتشقق".
(5)
البخاري (1/ 543 - 544 رقم 449)، وانظر (918، 2095، 3584، 3585).
نَخْلٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ وَكَانَ (1) عَلَيهِ فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْع صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ (2) حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيهَا فَسَكَنَتْ (3). خرَّج الأول في باب "النجار" من كتاب "البيوع"، والثاني في "علامات النبوة" وفي بعض طرقه: فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ.
3985 -
(8) وذكر في الباب عن ابن عمر أَيضًا (4).
3986 -
(9) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)(5). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
3987 -
(10) مسلم. عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بمَاءٍ فَأُتَيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ (6)(7)، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ، فَحَزَرْتُ مَا بَينَ السِّتِّينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، قَال: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ يَنْبُعُ مِنْ بَينِ أَصَابِعِهِ (8). وقال البخاري: مَا بَينَ السَّبعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، ذكره في كتاب "الوضوء".
3988 -
(11) مسلم. عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَال: رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَانَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ فَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ يَدَهُ وَأمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا
(1) في (أ): "فكان".
(2)
"العشار": هي الحوامل من الإبل التي قاربت الولادة.
(3)
انظر الحديث الذي قبله.
(4)
البخاري (6/ 601 رقم 3583).
(5)
مسلم (4/ 1782 رقم 2278).
(6)
في (ك): "رحراح".
(7)
الرحراح: القريب القعر مع سعة فيه.
(8)
مسلم (4/ 1783 رقم 2279)، البخاري (1/ 271 رقم 169)، وانظر (195، 200، 3572، 3573، 3574، 3575).
مِنْهُ، قَال: فَرَأَيتُ الْمَاءَ يَنبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ (1).
3989 -
(12) وعَنْهُ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ بِالزَّوْرَاءِ قَال: وَالزَّوْرَاءُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ السُّوقِ وَالْمَسْجِدِ فِيمَا (2) ثَمَّهْ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَوَضَعَ كَفَّهُ فِيهِ، فَجَعَلَ يَنْبُعُ مِنْ بَينِ أَصَابِعِهِ فَتَوَضَّأَ جَمِيعُ أَصْحَابِهِ. قَال: قُلْتُ كَمْ كَانُوا يَا أبَا حَمْزَةَ؟ قَال: كَانُوا زُهَاءَ (3) الثَّلاثِمَائَةِ (1). وفِي رِوَايَة: فَأُتِيَ بِإِنَاءِ مَاءٍ (4) لا يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ (5) أَوْ قَدْرَ مَا يَغْمُرُ (6) أَصَابِعَهُ. وخرَّج البخاري في بعض طرقه: عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَخَارِجِهِ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً يَتَوَضَّئُونَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِقَدَحٍ مِنْ (7) مَاءٍ يَسِيرٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَوَضَّأَ (8)، ثُمَّ مَدَّ أَصَابِعَهُ الأَرْبَعَ عَلَى الْقَدَح، ثُمَّ قَال:(قُومُوا تَوَضَّئُوا). فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ حَتَّى بَلَغُوا فِيمَا يُرِيدُونَ مِنَ الْوَضُوءِ، وَكَانُوا سَبْعِينَ أَوْ نَحْوَهُ. وفِي لَفْظٍ آخر: فَصَغُرَ الْمِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ فَضَمَّ أَصَابِعَهُ فَوَضَعَهَا فِي الْمِخْضَبِ. وقال: ثَمَانُونَ رَجُلًا.
3990 -
(13) وخرَّج في كتاب "الوضوء" عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ إِلَى أَهْلَهِ وَبَقِيَ قَوْمٌ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ فَصَغُرَ الْمِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ.
(1) انظر الحديث رقم (10) في هذا الباب.
(2)
في (ك): "في ثمة".
(3)
"زهاء" أي: قدر.
(4)
في (أ) و (ك): "بإناءٍ بماءٍ"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(5)
"لا يغمر أصابعه" أي: لا يغطيها.
(6)
في حاشية (أ): "ما يواري" وعليها "خ".
(7)
قوله: "من" ليس في (ك).
(8)
في (أ): "فتوضأ به".
قُلْنَا: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَال: ثَمَانِينَ وَزِيَادَةً (1).
3991 -
(14) وخرَّج في كتاب "الأشربة" في آخرها عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَال: قَدْ رَأَيتُنِي مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَضَرَتِ الْعَصْرُ وَلَيسَ مَعَنَا مَاءٌ غَيرَ فَضْلَةٍ، فَجُعِلَ فِي إِنَاءٍ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِ فَأدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ وَفَرَّجَ أصَابِعَهُ، ثُمَّ قَال:(حَيَّ عَلَيَّ أَهْلِ الْوُضُوءِ الْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ). فَلَقَدْ رَأيتُ الْمَاءَ يَتَفَجَّرُ مِنْ بَينِ (2) أَصَابعِهِ فَتَوَضَّأَ (3) النَّاسُ وَشَرِبُوا، فَجَعَلْتُ لا آلُوا مَا جَعَلْتُ فِي بَطْنِي مِنْهُ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ بَرَكَةٌ، قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَال: أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ (4). وفِي رِوَايَة: خَمْس عَشْرَةَ مِائَةً.
3992 -
(15) وذكر في "علامات النبوة"(5) عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْويفًا (6)، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ، فَقَال:(اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ). فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ قَال:(حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ (7) الْمُبَارَكِ وَالْبَرَكَةُ (8) مِنَ اللَّهِ). فَلَقَدْ رَأَيتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَينِ (2) أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ (9) تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ (10).
3993 -
(16) وفيها عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَال:
(1) انظر الحديث رقم (10) في هذا الباب.
(2)
قوله: "بين" ليس في (أ).
(3)
في (أ): "فتوضئوا".
(4)
البخاري (10/ 101 رقم 5639)، مسلم (3/ 1483 رقم 1856)، وأصل الحديث في (6/ 581 رقم 3576)، وانظر (4152، 4153، 4840).
(5)
أي باب "علامات النبوة، من كتاب "المناقب".
(6)
هنا في (أ): "نحو ما تقدم".
(7)
في (ك): "الطهر".
(8)
في (أ): "فالبركة".
(9)
في (ك): "تسمع".
(10)
البخاري (6/ 587 رقم 3579).
عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيبِيَةَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَينَ يَدَيهِ رَكْوَةٌ فَتَوَضَأَ، فَجَهَشَ النَّاسُ نَحْوَهُ، قَال:(مَالكُمْ؟ ) قَالُوا: لَيسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَأَ بِهِ وَلا نَشْرَبُ (1) إِلَّا مَا بَينَ يَدَيكَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ بَينَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيُونِ، فَشَرِبْنَا وتَوَضَّأْنَا. قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَال (2): لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مَائَةً (3). لم يخرج مسلم بن الحجاج (4) عن ابن مسعود في هذا الباب شيئًا. وأخرج حديث جابر بن عبد الله مختصرًا. بمعناه، ولم يذكر الحديبية.
3994 -
(17) وخرَّج البخاري أيضًا عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيعَةَ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيبِيَةِ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَالْحُدَيبِيَةُ بِئْرٌ فَنَزَحْنَاهَا فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا فَطْرَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهَا فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا (5)، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ (6) وَدَعَا، ثُمَّ صَبَّهُ فِيهَا فَتَرَكْنَاهَا غَيرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا (7) مَا شِئْنَا نَحْنُ وَرِكَابَنَا (8) (9). خرَّجه في "غزوة الحديبية" (10). وفي هذا الخبر عَنِ البَرَاءِ أَيضًا؛ أَنَّهُ السَلامُ عَلَيهِ قَال:(ائْتُونِي بِدَلْوٍ مِنْ مَائِهَا). فَأُتِيَ
(1) في (أ): "يشرب".
(2)
في (ك): "قالوا".
(3)
انظر الحديث رقم (14) في هذا الباب.
(4)
قوله: "بن الحجاج" ليس في (ك).
(5)
"شفيرها" أي: جانبها وحرفها.
(6)
في حاشية (أ): "مضمض" وعليها "خ".
(7)
"أصدرتنا" أي: رجعتنا، يعني أنّهم رجعوا عنها وقد رووا.
(8)
في (ك): "وزكاينا".
(9)
البخاري (7/ 441 رقم 4150).
(10)
أي: باب غزوة الحديبية من كتاب المغازي.
بِهِ فَبَصَقَ فَدَعَا، ثُمَّ قَال:(دَعُوهَا سَاعَةً). فَأَرْوَوْا أَنْفُسَهُمْ وَرِكَابَهُمْ حَتَّى ارْتَحَلُوا (1). وقَال (2): كَانُوا (3) أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ أَوْ أَكْثَر (4). وفِي رِوَايةٍ (5): فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ وَمَجَّ فِي البئْرِ. ولا أخرج مسلم عن البراء في هذا شيئًا.
3995 -
(18) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا فَيَأتِيهَا بَنُو عَمَّهَا (6) فَيَسْأَلُونَ الأُدْمَ وَلَيسَ عِنْدَهُمْ شَيءٌ، فَتَعْمِدُ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا، قَال: فَمَا زَال يُقِيمُ لَهَا أُدْمَ (7) بَيتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:(عَصَرْتِيهَا (8)؟ ). فَقَالتْ: نَعَمْ. قَال: (لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَال قَائِمًا)(9). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
3996 -
(19) مسلم. عَنْ جَابِرٍ أَيضًا، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَطْعِمُهُ فَأَطْعَمَهُ شَطْرَ وَسْقِ شَعِيرٍ، فَمَا زَال الرَّجُلُ يَأْكُلُ مِنْهُ وَامْرَأَتُهُ وَضَيفُهُمَا حَتَّى كَالهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:(لَوْ لَمْ تَكِلْهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ وَلَقَامَ لَكُمْ)(10). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
3997 -
(20) مسلم. عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكَانَ يَجْمَعُ الصَّلاةَ، فَيُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَخَّرَ الصَّلاةَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ
(1) في (ك): "ارتجلوا".
(2)
في (ك): "قال".
(3)
في (ك): "وكانوا".
(4)
في (أ): "أكبر".
(5)
في (أ): "وفي آخر رواية".
(6)
في حاشية (أ): "بنوها" وعليها "خ".
(7)
في (أ): "أد".
(8)
في (أ): "عصرتها"، وفي الهامش "عصرتيها" وعليها "خ".
(9)
مسلم (4/ 1784 رقم 2280).
(10)
مسلم (4/ 1784 رقم 2281).
وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، ثُمَّ قَال:(إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَينَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا مِنْكُمْ فَلا يَمَسَّ (1) مِنْ مَائِهَا شَيئًا حَتَّى آتِيَ). فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيهَا رَجُلانِ وَالْعَينُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ (2) بِشَيءٍ مِنْ مَاءٍ، قَال (3): فَسَألَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (هَلْ مَسَسْتُمَا (4) مِنْ مَائِهَا شَيئًا؟ ). قَالا: نَعَمْ. فَسَبَّهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَال لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، قَال: ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيدِيهِمْ مِنَ الْعَينِ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى اجْتَمَعَ شَيءٌ، قَال: وَغَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ يَدَيهِ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا فَجَرَتِ الْعَينُ بِمَاءِ مُنْهَمِرٍ (5)، أَوْ قَال: غَزِيرٍ. -شَكَّ أَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ (6) أَيُّهُمَا قَال-[حَتَّى](7) اسْتَقَى النَّاسُ، ثُمَّ قَال:(يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا)(8)(9). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
3998 -
(21) وخرَّج عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ (10)، أَنَّهُ قَال: كَانَ صَدِيقًا لأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، وَكَانَ سَعْدٌ إِذَا مَرَّ بِمَكَّةَ نَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْطَلَقَ سَعْدٌ مُعْتَمِرًا، فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بِمَكَّةَ فَقَال لأُمَيَّةَ: انْظُرْ لِي سَاعَةَ خَلْوَةٍ
(1) في (ك): "فلا يمسنَّ".
(2)
"مثل الشراك تبض" الشراك: هو سير النعل، ومعناه: ماء قليل جدًّا، وتبض: تسيل.
(3)
قوله: "قال" ليس في (ك).
(4)
في (ك): "مسيتما".
(5)
"ماء منهمر" أي: كثير الصب والدفع.
(6)
"أبو علي الحنفي" أحد رجال إسناد هذا الحديث.
(7)
ما بين المعكوفين ليس في النسخ وأثبتناه من "مسلم".
(8)
"جنانًا" أي: بساتين.
(9)
مسلم (1/ 490 رقم 706)، (4/ 1784 - 1785 رقم 706).
(10)
قوله: "بن معاذ" ليس في (أ).
لَعَلِّي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيتِ، فَخَرَجَ بِهِ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ فَلَقِيَهُمَا أَبُو جَهْلٍ فَقَال: يَا أَبَا صَفْوَانَ مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ فَقَال: هَذَا سَعْدٌ، فَقَال لَهُ أَبُو جَهْلٍ: أَلا أَرَاكَ تَطُوفُ بِمَكَّةَ آمِنًا وَقَدْ أَوَيتُمُ الصُّبَاةَ (1) وَزَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ تَنْصُرُونَهُمْ وَتُعِينُونَهُمْ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا أَنَّكَ مَعَ أَبِي صَفْوَانَ مَا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ سَالِمًا، فَقَال لَهُ سَعْدٌ وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيهِ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي هَذَا لأَمْنَعَنَّكَ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيكَ مِنْهُ: طَرِيقَكَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَال لَهُ أُمَيَّةُ: لا تَرْفَعْ صَوْتَكَ يَا سَعْدُ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي، فَقَال سَعْدٌ: دَعْنَا عَنْكَ يَا أُمَيَّةُ فَوَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّهُمْ قَاتِلُوكَ. قَال: بِمَكَّةَ؟ فَقَال: لا أَدْرِي. فَفَزِعَ لِذَلِكَ أُمَيَّةُ فَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا رَجَعَ أُمَيَّةُ إِلَى أَهْلِهِ قَال: يَا أُمَّ صَفْوَانَ أَلَمْ تَرَي مَا قَال لِي سَعْدٌ؟ قَالتْ: وَمَا قَال لَكَ؟ قَال: زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ قَاتِلِيَّ. فَقُلْتُ لَهُ: بِمَكَّةَ؟ فَقَال: لا أَدْرِي. فَقَال أُمَيَّةُ: وَاللَّهِ (2) لا أَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ اسْتَنْفَرَ أَبُو جَهْلٍ النَّاسَ فَقَال: أَدْرِكُوا عِيرَكُمْ، فَكَرِهَ أُمَيَّةُ أَنْ يَخْرُجَ، فَأَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَال: يَا أَبَا صَفْوَانَ إِنَّكَ مَتَى مَا يَرَاكَ النَّاسُ قَدْ تَخَلَّفْتَ وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي تَخَلَّفُوا مَعَكَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ أَبُو جَهْلٍ حَتَّى قَال (3): أَمَّا إذْ قَدْ غَلَبْتَنِي لأَشْتَرِيَنَّ أَجْوَدَ بَعِيرٍ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قَال أُمَيَّةُ: يَا أُمَّ صَفْوَانَ جَهِّزِيِني، فَقَالتْ لَهُ: يَا أَبَا صَفْوَانَ وَقَدْ نَسِيتَ مَا قَال لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟ قَال: لا مَا أُرِيدُ أَنْ أَجُوزَ مَعَهُمْ إِلا قَرِيبًا، فَلَمَّا خَرَجَ أُمَيَّةُ أَخَذَ لا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلا عَقَلَ بَعِيرَهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِذَلِكَ حَتَّى قَتَلَهُ اللَّهُ بِبَدْرٍ (4).
(1) الصباة: جمع صابئ وهو الذي ينتقل من دين إلا دين.
(2)
لفظ الجلالة ليس في (ك).
(3)
في (ك): "حتى خرج قال".
(4)
البخاري (7/ 282 رقم 3950).
خرَّجه في "المغازي" في باب "ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر". وفي "علامات النبوة" أَيضًا، وفيه: انْتَظِرْ حَتَّى إذَا انْتَصَفَ النهَارُ وَغَفَلَ النَّاسُ انْطَلَقْتُ فَطُفْتُ، فَبَينَمَا سَعْدٌ يَطُوفُ إِذَا أَبُو جَهْلٍ .. الحديث. وفيه: فَتَلاحَيَا بَينَهُمَا، وقَال: فَجَعَلَ يَعْنِي أُمَيَّةُ يُمْسِكُ سَعْدًا، وفيه مِنْ قَوْلِ أُمِّ صَفْوَانِ لأُمَيَّةَ لَمَّا حَدَّثَهَا: وَاللهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ. لم يخرج مسلم بن الحجاج (1) عن سعد بن معاذ في كتابه شيئًا.
3999 -
(22) وخرَّج البخاري أَيضًا في "علامات النبوة في الإسلام" عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَال: بَينَا أَنَا عِنْدَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَال:(يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيتَ الْحِيرَةَ؟ ). فَقُلْتُ: لَمْ أرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا. قَال: (فَإِنْ طَالتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ (2) تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتى تَطُوفَ (3) بِالْكَعْبَةِ لا تَخَافُ أَحَدًا إِلا اللهَ). -قَال: قُلْتُ فِيمَا بَينِي وَبَينَ نَفْسِي: فَأَينَ دُعَّارُ طَيِّئٍ (4)(5) الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلادَ (6) - (وَلَئِنْ طَالتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ (6) كُنُوزُ كِسْرَى). قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قَال: (كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ (7) فَلا يَجِدُ أحَدًا يَقْبَلُهُ عَنْهُ (8)، وَلَيَلْقَيَنَّ اللهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيسَ بَينَهُ وَبَينَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَلَيَقُولَنَّ لَهُ:
(1) قوله: "بن الحجاج" ليس في (ك).
(2)
الظعينة: المرأة في الهودج.
(3)
في (أ): "لتطوف".
(4)
في (أ) و (ك): "ذعار"، والمثبت من صحيح البخاري.
(5)
الدعار: جمع داعر، وهو الشاطر الخبيث المفسد.
(6)
"سعروا البلاد" أي: أوقدوا نار الفتنة وملأوا الأرض شرًّا وفسادًا.
(7)
في (ك): "ليفتحن".
(8)
في حاشية (أ)"منه".
أَلَمْ أَبْعَثْ إِليكَ رَسُولًا فيبَلِّغَكَ (1)؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَأُفْضِلْ عَلَيكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَنْظرٌ عَنْ يَمِينِهِ فَلا يَرَى إِلا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلا يَرَى إِلا جَهَنَّمَ). قَال عَدِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طيَبَةٍ). قَال عَدِيٌّ: فَرَأَيتُ الظعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لا تَخَافُ إِلا اللهَ، وَكُنْتُ فِيمَنِ افْتتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ (2). تفرد البخاري بهذا الحديث إلا كلمات أخرجها مسلم من آخره تقدمت في كتاب "الزكاة"(3).
4000 -
(23) وذكر البخاري أَيضًا في "المغازي" في باب [إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا](4)، عَنْ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَاهُ اسْتُشهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عَلَيهِ (5) دَينًا، وَتَرَكَ سِتَّ بَنَاتٍ، فَلَمَّا حَضَرَ جِذَاذُ (6) النخْلِ قَال: أَتَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ وَالِدِي قَدِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ دَينًا كَثِيرًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ (7) الْغُرَمَاءُ، قَال:(اذْهَبْ فَبَيدِرْ (8) كُلَّ تَمْرٍ عَلَى نَاحِيَةٍ). فَفَعَلْث ثُمَّ دَعَوْتُهُ، فَلَمَّا نَظَرُوا إلَيهِ كَأَنهُمْ أُغْرُوا بِي (9) تِلْكَ السَّاعَةَ، فَلَمَّا رَأَى مَا يَصْنَعُونَ أَطَافَ حَوْلَ أعْظَمِهَا بَيدَرًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ جَلَسَ عَلَيهِ، ثُمَّ قَال:(ادْعُ لِي أَصْحَابَكَ). فَمَا زَال يَكِيلُ لَهُمْ حَتى أَدَّى اللهُ
(1) في حاشية (أ): "فبلغك".
(2)
البخاري (6/ 610 - 611 رقم 3595)، وانظر (1413، 7512،7443،6563،6540،6539،6023،1417).
(3)
في (2/ 703 رقم 1016).
(4)
سورة آل عمران، آية (122).
(5)
قوله: "عليه" ليس في (ك).
(6)
في حاشية (أ): "جزاز" وعليها "خ".
(7)
في (أ): "تراك".
(8)
"فبيدر كل تمر على ناحية" أي: اجعل كل صنف في بيدر، والبيدر: موضع التمر الذي يجفف فيه.
(9)
"أغروا بي" أي: لجوا في مطالبتي وألحوا.
عَنْ وَالِدِي أَمَانَتَهُ، وَأَنَا أَرْضَى أَنْ يُؤَدِّيَ اللهُ أَمَانَةَ وَالِدِي (1)، وَلا (2) أَرْجِعَ إِلَى أَخَوَاتِي بِتَمْرَةٍ، [فَسَلَّمَ اللهُ الْبَيَادِرَ كُلَّهَا، حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْبَيدَرِ الَّذِي كَانَ عَلَيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهَا لَمْ تَنْقُصْ تَمْرَةً](3) وَاحِدَة (4). قَال (5): أُغْرُوا بِي: هيجُوا بِي. وخرَّجه أَيضًا في "البيوع" في باب "الكيل على البائع والمعطي" قال فيه: (صَنِّفْ تَمْرَكَ أَصْنَافًا: الْعَجْوَةَ عَلَى حِدَةٍ، وَعَذْقَ زَيدٍ عَلَى حِدَةٍ ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَيَّ). فَفَعَلْتُ، ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ عَلَى أَعْلاهُ، أَوْ فِي وَسَطِهِ، ثُمَّ قَال:(كِلْ لِلْقَوْمِ). فَكِلْتُهُمْ حَتى أَوْفَيتُهُمِ الَّذِي لَهُمْ وَبَقِيَ تَمْرِي كَأَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ (6) شَيءٌ. وزاد في طريق أخرى: "واللَّبَنَ عَلَى حِدَةٍ".
وخرَّجه في كتاب "الاستقراض" في باب "إذا قاصَّ (7) أو جازفه في الدين فهو جائز"، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيسَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ تُوُفىَ وَتَرَكَ عَلَيهِ ثَلاثِينَ وَسْقًا لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَاسْتَنْظَرَهُ جَابِر فَأَبَى أَنْ يُنْظِرَهُ، فَكَلَّمَ جَابِرٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَشْفَعَ لَهُ إِلَيهِ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَلَّمَ الْيَهُودِيَّ لِيَأْخُذَ ثَمَرَ نَخْلِهِ بِالَّذِي لَهُ فَأَبَى، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّخْلَ فَمَشَى فِيهَا ثُمَّ قَال لِجَابِرٍ:(جُدَّ لَهُ فَأَوْفِ الَّذِي لَهُ). فَجَدَّهُ (8) بَعْدَمَا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَوْفَاهُ ثَلاثِينَ وَسْقًا، وَفَضَلَتْ (9) لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ وَسْقًا، فَجَاءَ جَابِر رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَهُ بِالَّذِي كَانَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخْبَرَهُ بِالْفَضْلِ،
(1) في (ك): "عن والدي أمانته".
(2)
في (أ): "فلا".
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(4)
البخاري (7/ 357 رقم 4053)، وأصل الحديث في (4/ 344 رقم 2127)، وانظر (2395، 6250،5443،3580،2781،2709،2601،2405،2396)
(5)
القائل: هو البخاري، انظر (5/ 413).
(6)
قوله: "منه" ليس في (ك).
(7)
في (أ): "قاض".
(8)
في (أ): "فجدَّ".
(9)
في حاشية (أ): "بلغ مقابلة".
فَقَال: (أَخْبِرْ ذَلِكَ (1) ابْنَ الْخَطَّابِ). فَذَهَبَ جَابِر إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَال لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ (2) عَلِمْتُ حِينَ مَشَى فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليبَارَكَنَّ فِيهَا.
وخرَّجه في "الهبة" في باب "إذا وهب دينًا على رجل"، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ (3) بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، فَاشْتَدَّ الْغُرَمَاءُ فِي حُقُوقِهِمْ، فَأَتَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَلَّمْتُهُ، فَسَأَلَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا ثَمَرَ حَائِطِي وَيُحَلِّلُوا أَبِي فَأَبَوْا، فَلَمْ يُعْطِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَائِطِي، وَلَمْ يَكْسِرْهُ لَهُمْ، وَلَكِنْ قَال:(سَأَغْدُو عَلَيكَ). فَغَدَا عَلَينَا (4) حِينَ أَصْبَحَ فَطَافَ فِي النَّخْلِ وَدَعَا فِي ثَمَرِهِ (5) بِالْبَرَكَةِ، فَجَدَدْتُهَا فَقَضَيتُهُمْ (6) حُقُوقَهُمْ وَبَقِيَ لَنَا مِنْ ثَمَرِهَا بَقِيَّةٌ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ:(اسْمَعْ -وَهُوَ جَالِسٌ- يَا عُمَرُ). فَقَال عُمَرُ: أَلا يَكُونُ قَدْ عَلِمْنَا أَنكَ رَسُولُ اللهِ! وَاللهِ إِنكَ لَرَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيكَ.
وخرَّجه في كتاب ["الصلح"، في باب](7)"الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث والمجازفة في ذلك"، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيسَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَال: تُوُفِّيَ أَبِي وَعَلَيهِ دَينٌ، فَعَرَضْتُ عَلَى غُرَمَائِهِ أَنْ يَأْخُذُوا التَّمْرَ بِمَا عَلَيهِ فَأَبَوْا، وَلَمْ يَرَوْا (8) أنَّ فِيهِ وَفَاءً، فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ (9)، فَقَال:(إذَا جَدَدْتَهُ فَوَضَعْتَهُ فِي الْمِرْبَدِ آذَنْتَ رَسُولَ اللهِ (10). صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَجَلَسَ عَلَيهِ فَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَال:(ادْعُ غُرَمَاءَكَ فَأَوْفِهِمْ). فَمَا تَرَكْتُ أَحَدًا لَهُ عَلَى
(1) في (ك): "بذلك".
(2)
في (أ): "ولقد".
(3)
في (أ): "أبي بن كعب".
(4)
في (أ): "عليها".
(5)
في (أ): "ثمرها".
(6)
في (أ): "فقضيت لهم".
(7)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(8)
في (ك): "يزوا".
(9)
في (أ): "ذلك فآذني له".
(10)
في (ك): "فآذني، فآذنت رسول الله".
أَبِي دَينٌ إِلا قَضَيتُهُ وَفَضَلَ ثَلاثَةَ (1) عَشَرَ وَسْقًا سَبْعَةٌ عَجْوَةٌ وَسِتَّةٌ لَوْنٌ أَوْ سِتَّةٌ عَجْوَةٌ وَسَبْعَةٌ لَوْنٌ (2)، فَوَافَيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَضَحِكَ فَقَال:(ائْتِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَخْبِرْهُمَا). فَقَالا: لَقَدْ عَلِمْنَا إِذْ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا صَنَعَ أَنْ سَيَكُونُ ذَلِكَ. وفِي رِوَايَة: صَلاةَ الظُّهْرِ. وَفِي أخْرَى: صَلاةَ الْعَصْرِ. وهذه الروايتان غير متصلتين. وخرَّجه في كتاب "الأطعمة" في باب "الرطب والتمر"، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَال: كَانَ بِالْمَدِينَةِ يَهُودِيٌّ وَكَانَ يُسْلِفُنِي فِي تَمْرِي إِلَى الْجِدَادِ، وَكَانَتْ لِجَابِرٍ الأَرْضُ الَّتِي بِطَرِيقِ رُومَةَ، فَجَلَسَتْ (3) فَخَلا (4) عَامًا فَجَاءَنِي الْيَهُودِيُّ عِنْدَ الْجدَادِ وَلَمْ أَجُدَّ مِنْهَا شَيئًا، فَجَعَلْتُ أسْتَنْظِرُهُ إِلَى قَابِلٍ فَيَأبَى (5) فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال لأَصْحَابِهِ:(امْشُوا نَسْتَنْظِرْ لِجَابِرٍ مِنَ الْيَهُودِيِّ). فَجَاءُونِي فِي نَخْلِي، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكَلِّمُ الْيَهُودِيَّ فَيَقُولُ: أبَا الْقَاسِمِ لا أنْظِرُهُ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَطَافَ فِي النَّخْلِ، ثُمَّ جَاءَهُ فَكَلّمَهُ فَأبَى، فَقُمْتُ فَجِئْتُ بِقَلِيلِ رُطَبٍ فَوَضَعْتُهُ بَينَ يَدَيِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ، ثُمَّ قَال:(أَينَ عَرِيشُكَ (6) يَا جَابِرُ (7)؟ ). فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَال:(افْرُشْ لِي فِيهِ). فَفرَشْتُهُ فَدَخَلَ فَرَقَدَ، ثُمَّ اسْتَيقَظَ فَجِئْتُهُ بِقَبْضَةٍ أُخْرَى فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَ فَكَلَّمَ الْيَهُودِيَّ فَأَبَى عَلَيهِ (8)، فَقَامَ فِي الرِّطَابِ فِي النَّخْلِ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَال:(يَا جَابِرُ جُدَّ وَاقْضِ). فَوَقَفَ فِي الْجَدَادِ فَجَدَدْتُ مِنْهَا مَا قضَيتُهُ وَفَضَلَ مِثْلهُ، فَخَرَجْتُ
(1) في (أ): "ثلاث".
(2)
في (أ): "كون".
(3)
في (ك): "فخاست".
(4)
في (أ): "فخلا"، وكتب في الحاشية:"المثبت".
(5)
في (أ): "فأبى"، وفي الحاشية:"فيأبى".
(6)
في (أ): "عرشك".
(7)
قوله: "يا جابر" ليس في (ك).
(8)
قوله: "عليه" ليس في (أ).
حَتَّى جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَشَّرْتُهُ، فَقَال:(أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ). قال البخاري: فَخَلا لَيسَ عِنْدِي مقيَّدًا (1)، ثُمَّ قَال: فجلَّي ليس فيه شك. وفي طريق آخر (2): أَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيهِ دَينًا وَلَيسَ عِندِي إلا مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ، وَلا يَبْلُغُ مَا يُخْرِجُ سِنِينَ مَا عَلَيهِ، فَانْطَلِقْ مَعِي لِكَي لا يُفْحِشَ عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ، فَمَشَى حَوْلَ بَيدَرٍ مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ فَدَعَا، ثَمَّ آخَرَ فَجَلَسَ عَلَيهِ
…
وذكر الحديث. ومن تراجمه على هذا الحديث أَيضًا باب "إذَا قَضَى دُونَ حَقِّهُ أَو حَلَّلَه فَهُوَ جَائِزٌ". خرَّجه في كتاب "الاستقراض". ومن تراجمه عليه أَيضًا باب "قَضَاءِ (3) الوَصِي ديُونَ المَيتِ بِغَيرِ محضرٍ مِن الوَرَثَةِ".
4001 -
(24) وخرَّج في باب "الشِّركة فِي الطَّعَامِ" وغيره، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ هِشَامٍ إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِي (4) الطَّعَامَ فَيَلْقَاهُ ابْنُ الزُّبَيرِ وَابْنُ عُمَرَ فَيَقُولانِ لَهُ: أَشْرِكْنَا فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ، فَيَشْرَكُهُمْ، فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحِلَةَ كَما هِيَ (5) فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى الْمَنْزِلِ (6). لم يخرج مسلم بن الحجاج (7) هذا الحديث.
4002 -
(25) وذَكَرَ أَيضًا (8) البخاري في باب "سؤال المشركين أن يُرِيهم النَّبِي صلى الله عليه وسلم آية (9) " في الأبواب التي فيها صفة النبي صلى الله عليه وسلم في "ذِكر الأَنبياء" و"المناقب" عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ قَال: سَمِعْتُ الْحَيَّ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً، فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَينِ فَبَاعَ
(1) في (أ) و (ك): "مقيد"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(2)
في (ك): "أخرى".
(3)
في (ك): "قضى".
(4)
في (أ): "يشتري".
(5)
"كما هي": أي من الربح.
(6)
البخاري (5/ 136 رقم 2502)، وانظر (6353).
(7)
قوله: "بن الحجاج" ليس في (ك).
(8)
قوله: "أيضًا" ليس في (أ).
(9)
في (ك): "انه".
إِحْدَاهُمَا بدِينَارٍ فَجَاءَهُ بدِينَارٍ وَشَاةٍ، فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيعِهِ، وَكَانَ لَو اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ (1). قَال سُفْيَانُ: يَشْتَرِي لَهُ شَاةً كَأَنَّهَا أُضْحِيَّةٌ (2).
ولا أخرج مسلم أَيضًا هذا الحديث.
4003 -
(26) وخرَّج البخاري في "المغازي" في "غزوة خيبر" عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيدٍ قَال: رَأَيتُ أثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا مُسْلِمٍ مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ قَال: ضَرْبَةٌ أَصَابَتْهَا يَوْمَ خَيبَرَ. فَقَال النَّاسُ: أُصِيبَ سَلَمَةُ، فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَنَفَثَ فِيهِ ثَلاثَ نَفَثَاتٍ فَمَا اشْتَكَيتُهَا حَتَّى السَّاعَةِ (3). تفرد البخاري بهذا.
4004 -
(27) مسلم. عَنْ أَبِي حُمَيدٍ السَّاعِدِي قَال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ فَأَتَينَا وَادِيَ الْقُرَى عَلَى حَدِيقَةٍ لامْرَأَةٍ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(اخْرُصُوهَا). فَخَرَصْنَاهَا، وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ، وَقَال:(أَحْصِيهَا حَتى نَرْجِعَ إِلَيكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ). فَانْطَلَقْنَا حَتَّى قَدِمْنَا تَبُوكَ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(سَتَهُبُّ عَلَيكُمُ اللَّيلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَلا يَقُمْ فِيهَا (4) أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ عِقَالهُ). فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ رَجُلٌ فَحَمَلَتْهُ
(1) كتب في حاشية (ك) أمام هذا الحديث: "هذا الحديث ليس على شرط البخاري، وبقي منه بقية هي مقصود البخاري وهي حديث "الخيل معقود في نواصيها الخير". وقد تقدم في "الجهاد"، وأساء المصنف في هذا العمل" ا. هـ. وتوضيح ذلك: أن البخاري ساق الحديث من طريق سفيان عن شبيب بن غرقدة ثم قال سفيان: قال شبيب: إني لم أسمعه من عروة قال سمعت الحي
…
يخبرونه عنه ولكن سمعته يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الخير معقود
…
الحديث. فتبين أن خبر شراء الشاة ليس على شرط البخاري إذ فيه راو مبهم، ولكن مقصود البخاري حديث الخيل وهو موصول على شرطه، وانظر الفتح (6/ 635).
(2)
البخاري (6/ 632 رقم 3642).
(3)
البخاري (7/ 475 رقم 4206).
(4)
قوله: "فيها" ليس في (أ).
الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ بِجَبَلَي طَيِّئٍ، وَجَاءَ رَسُولُ ابْنِ الْعَلْمَاءِ صَاحِبِ أَيلَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيضَاءَ، فَكَتَبَ إِلَيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْدَى لَهُ بُرْدًا، ثُمَّ (1) أَقْبَلْنَا حَتى قَدِمْنَا (2) وَادِيَ الْقُرَى، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَرْأَةَ عَنْ حَدِيقَتِهَا كَمْ بَلَغَ ثَمَرُهَا؟ فَقَالتْ: عَشَرَةَ أَوْسُقٍ. فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي مُسْرِعٌ، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيُسْرِعْ مَعِيَ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَمْكُثْ). فَخَرَجْنَا حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَال:(هَذِهِ طَابَةُ وَهَذَا أُحُدٌ، وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ). ثُمَّ قَال: (إِنَّ خَيرَ دُورِ الأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَج، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خيرٌ). فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَال أَبُو أُسَيدٍ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيَّرَ دُورَ الأَنْصَارِ فَجَعَلَنَا آخِرًا، فَأَدْرَكَ سَعْدٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال يَا رَسُولَ اللَّهِ خَيَّرْتَ دُورَ الأَنْصَارِ فَجَعَلْتَنَا آخِرًا؟ فَقَال:(أَوَ لَيسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُنُوا مِنَ الْخِيَارِ)(3). وفِي رِوَايَة: فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ بِبَحْرِهِمْ (4). وقال البخاري في هذا الحديث: (إِنِّي مُتَعَجِّلٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيَتَعَجَّلْ). وَقَال: (دُورُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دُورُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ دُورُ بَنِي سَاعِدَةَ، أَوْ دُورُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ يَعْنِي خَير). وقال في طريق آخر كما قال مسلم رحمه الله. خرَّج الحديث الأول في "الزكاة" وترجم عليه باب "خرص التمر"، وَقَال (5): كُلُّ
(1) في حاشية (أ): "بلغ مقابلة".
(2)
في (ك): "أتينا".
(3)
مسلم (4/ 1785 - 1786 رقم 1392)، البخاري (3/ 343 - 344 رقم 1481)، وانظر (4422، 3791، 3161، 1872).
(4)
"وكتب له ببحرهم" أي: كتب لصاحب إيلة ببلدهم، والبحار: القرى.
(5)
القائل هو البخاري.
بُسْتَانٍ (1) عَلَيهِ حَائِطٌ فَهُوَ حَدِيقَةٌ. وَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَيهِ حَائِطٌ لَمْ يُقَلْ حَدِيقَةٌ. وفي بعض طرقه فَقَال أَبُو أُسَيدٍ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيَّرَ دُورَ الأَنْصَارِ.
4005 -
(28) مسلم. عَنْ جَابِرٍ قَال: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ فَأَدْرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَادٍ (2) كَثِيرِ الْعِضَاهِ (3)(4)، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ سَيفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، قَال: وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْوَادِي يَسْتَظلُّونَ بِالشَّجَرِ، قَال (5): فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ رَجُلًا أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ فَأَخَذَ السَّيفَ فَاسْتَيقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَلَمْ أَشْعُرْ إِلا وَالسَّيفُ صَلْتًا (6) فِي يَدِهِ، فَقَال لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ. ثُمَّ قَال فِي الثَّانِيَةِ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ. قَال: فَشَامَ السَّيفَ (7)، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ). ثُمَّ لَمْ يَتَعْرَّضْ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (8). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى: أَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَفَلَ مَعَهُ فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ (9) يَوْمًا. وذَكَرَ الحَدِيثَ. وَفِي أُخْرَى (10): أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتى إِذَا كُنَّا بِذَاتِ الرّقَاعِ .. بِمَعْنَى مَا تَقَدم. في بعض طرق البخاري لهذا الحديث: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَيفَهُ وَنِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَا، وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَال: (إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ
(1) في (أ) و (ك): "بنيان"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(2)
في (أ): "وادي".
(3)
في (أ): "الغصاة".
(4)
"العضاة": هي كل شجرة ذات شوك.
(5)
قوله: "قال" ليس في (ك).
(6)
في حاشية (أ): "صلت" وعليها "خ".
(7)
"فشام السيف" إذا سله وإذا أغمده، فهر من الأضداد، والمراد هنا: أغمده.
(8)
مسلم (4/ 1786 - 1787 رقم 843)، البخاري (6/ 96 رقم 2910)، وانظر (2913، 4134، 4135، 4136).
(9)
في (أ): "القابلة".
(10)
في (ك): "آخر".
صَلْتًا) (1). وذَكَر الحَدِيث، خرَّجه في "غَزْوَة ذَاتِ الرِّقَاع" قال فيه: تَخَافُنِي؟ قَال: (لا). قَال: فَمَنْ (2) يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَال: اللَّهُ. فَتَهَدَّدَهُ (3) أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَينِ ثُمَّ تَأَخَّرُوا، وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الأُخْرَى رَكْعَتَينِ، فَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ (4)، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ. وذَكَرَ اسْمَ الرَّجُلِ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ. وقال: قَاتَلَ (5) فِيهَا مُحَارِبَ خَصَفَةَ (6).
4006 -
(29) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ (7) أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَرَعَوْا، وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا (8) أُخْرَى إِنِّمَا هِيَ قِيعَانٌ (9) لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِت كَلأ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ بِمَا (10) بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ) (11). وقال البخاري:"وَزَرَعُوا" بَدَل: "وَرَعَوْا". وقال: قَاعٌ يَعْلُوهُ المَاءُ، والْمُصطَف (12): الْمُسْتَوى
(1)"صلتًا": مسلولًا.
(2)
في (ك): "فما".
(3)
في (أ): "فهدده".
(4)
في (أ): "ركعاته".
(5)
في (أ) و (ك): "قائل"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(6)
في (أ): "محارب بن خصفة"، وفي (ك):"محارب بن حفصة"، وفي "صحيح البخاري":"محارب بن"، والمراد قاتل المحاربين الذين ينتسبون إلى محارب بن خصفة بن قيس عيلان.
(7)
"أجادب": هي الأرض التي لا تنبت كلأ.
(8)
قوله: "منها" ليس في (ك).
(9)
القيعان: جمع قاع وهو الأرض المستوية التي لا نبات فيها.
(10)
في (ك): "ما".
(11)
مسلم (4/ 1787 - 1788 رقم 2282)، البخاري (1/ 175 رقم 79).
(12)
في "البخاري": الصفصف، وذكر الحافظ أن المصطف تصحيف.
مِن الأَرْضِ. [وقال في بعض طرقه: كَمَثلِ الْغَيثِ الكَثِيرِ](1).
4007 -
(30) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمَهُ فَقَال: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيتُ الْجَيشَ بِعَينَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فَالنَّجَاءَ (2)، فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا (3)، فَانْطَلَقُوا عَلَى مُهْلَتِهِمْ، وَكَذبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ فَصَبَّحَهُمُ الْجَيشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ (4)، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي وَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ) (5).
4008 -
(31) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَجَعَلَتِ الدَّوَابُّ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهِ، فَأَنَا (6) آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ وَأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ فِيهِ) (7)(8). وفِي لَفْظٍ آخر: (مَثَلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَدتْ مَا حَوْلَهَا جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا (9)، وَجَعَلَ يُخْرِجُهُنَّ (10) وَيَغْلِبْنَهُ فَيَتَقَحَّمْنَ فِيهَا، قَال: فَذَلِكُمْ مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ أَنَا أخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ هَلُمَّ عَنِ النَّارِ هَلُمَّ عَنِ النَّارِ، فَتَغلِبُونَنِي وَتَقَحَّمُونَ فِيهَا)، لم يقل البخاري:"هَلُمَّ عَنِ النَّارِ هَلُمَّ عَنِ النَّارِ".
(1) ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(2)
في (أ): "والنجاء".
(3)
"فأدلجوا" معناه: ساروا من أول الليل.
(4)
"فأهلكهم واجتاحهم" أي: استأصلهم.
(5)
مسلم (4/ 1788 - 1789 رقم 2283)، البخاري (11/ 316 رقم 6482)، وانظر (7283).
(6)
في (أ): "فأتاه".
(7)
"آخذ بحجزكم وأنتم تقتحمون فيه" الحجز جمع حجزة وهي معقد الإزار والسراويل، والتقحم: هو الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت.
(8)
مسلم (4/ 1789 رقم 2284)، البخاري (11/ 316 رقم 6483).
(9)
في (ك): "يقعن في النار، يقعن فيها".
(10)
كذا في (أ) و (ك)، وفي "صحيح مسلم":"يحجزهن".
وقال: "ومَثَلُ (1) النَّاسِ" بَدَل "أُمَّتِي".
4009 -
(32) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ (2) وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا، وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي) (3).
لم يخرج البخاري عن جابر في هذا شيئًا.
4010 -
(33) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى (4) بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُطِيفُونَ بِهِ يَقُولُونَ: مَا رَأَينَا بُنْيَانًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا (5) إِلا هَذِهِ اللَّبِنَةَ، فَكُنْتُ أَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةَ) (6). وفِي لَفْظٍ آخر:(مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُيُوتًا فَأَحْسَنَهَا وَأَجْمَلَهَا وَأَكْمَلَهَا إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاويَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهَا وَيُعْجِبُهُمُ الْبُنْيَانُ فَيَقُولُونَ: أَلا وَضَعْتَ هَاهُنَا لَبِنَةً فَيَتِمَّ بُنْيَانُكَ، فَقَال مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم: فَكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ). وفِي آخَر: (مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاويَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجبونَ لَهُ وَيَقُولُونَ: هَلا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ! قَال: فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ).
4011 -
(34) وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ (7). ولم يخرج البخاري عن أبي سعيد في هذا شيئًا.
(1) في (ك): "مثل".
(2)
"الجنادب" الجندب يشبه الجرادة يطير، ويصر بالليل صرًّا شديدًا.
(3)
مسلم (4/ 1790 رقم 2285).
(4)
في حاشية (أ): "ابتنى" وعليها "خ".
(5)
في (أ): "هذه".
(6)
مسلم (4/ 1790 رقم 2286).
(7)
مسلم (4/ 1791 بعد رقم 22).
4012 -
(35) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَتَمَّهَا وَأَكْمَلَهَا إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ الناسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا وَيَقُولُونَ: لَوْلا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ! قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ جِئْتُ فَخَتَمْتُ الأَنْبِيَاءَ)(1). وقال في لفظ آخر: "أَحْسَنَهَا" بَدَلَ "أَتَمَّهَا". لم يقل البخاري في حديث جابر: "فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ" إلى آخره.
4013 -
(36) وخرَّج البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَال: جَاءَتْ مَلائكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ نَائِمٌ فَقَال بَعْضُهُمْ: هُوَ نَائِمٌ، وَقَال بَعْضُهُمْ: الْعَينُ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبُ يَقْظَانُ (2)، فَقَالُوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا. [فَقَال بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقَال بَعْضُهُمْ (3): إِنَّ الْعَينَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ](4). فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ. فَقَالُوا: أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا (5)، قَال بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقَال بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَينَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ. فَقَالُوا: فَالدَّارُ: الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمُحَمَّدٌ فَرْقٌ بَينَ النَّاسِ (6). لم يخرج مسلم هذا الحديث.
(1) مسلم (4/ 1791 رقم 2287)، البخاري (6/ 558 رقم 3534).
(2)
في (أ): "يقضان".
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(4)
قوله: "بعضهم" ليس في (أ)، واستدركته من "صحيح البخاري".
(5)
في (أ) و (ك): "يفهمها"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(6)
البخاري (13/ 249 رقم 7281).
قَال: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ أَبَى). فَالُوا: وَمَنْ يَأْبَى؟ قَال: (مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)(1). ولا أخرج مسلم أَيضًا هذا الحديث.
4015 -
(38) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال (إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا، فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا بَينَ يَدَيهَا، وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ عَذبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ، فَأَهْلَكَهَا وَهُوَ يَنْظُرُ فَأَقَرَّ عَينَهُ بِهَلَكَتِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوْا أَمْرَهُ)(2). لم يصل مسلم سنده بهذا الحديث، ولا أخرجه البخاري.
4016 -
(39) مسلم. عَنْ جُنْدَبٍ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أَنَا فَرَطُكُمْ (3) عَلَى الْحَوْضِ) (4).
4017 -
(40) وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأُ أَبَدًا، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَينِي وَبَينَهُمْ)(5). زَادَ أَبُو سَعِيدٍ (6) الْخُدْرِيِّ: فَيَقُولُ: (إِنِّهُمْ مِنِّي). فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا (7) سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي) (8). وقال البخاري في بعض
(1) البخاري (13/ 249 رقم 7280).
(2)
مسلم (4/ 1791 - 1792 رقم 2288).
(3)
"فرطكم" أي: سابقكم إليه.
(4)
مسلم (4/ 1792 رقم 2289)، البخاري (11/ 465 رقم 6589).
(5)
مسلم (4/ 1793 رقم 2290)، البخاري (11/ 464 رقم 6583)، وانظر (7050).
(6)
في (أ): "أبو سعد".
(7)
"سحقًا سحقًا" أي: بعدًا لهم بعدًا.
(8)
مسلم (4/ 1793 رقم 2291)، البخاري (11/ 464 رقم 6584)، وانظر (7051).
طرقه: "مَنْ مَرَّ شَرِبَ".
4018 -
(41) مسلم. عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ (1)، وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ (2) كَنُجُومِ السَّمَاءِ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلا يَظْمَأُ بَعْدَهُ (3) أَبَدًا) (4). قَال: وَقَالتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ حَتَّى أَنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، وَسَيؤْخَذُ أُنَاسٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي! فَيُقَالُ: أَمَا شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟ وَاللَّهِ مَا بَرِحُوا بَعْدَكَ يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ). قَال: فَكَانَ ابْنُ أبِي مُلَيكَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أعْقَابنَا، أَوْ أنْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا (5). لم يقل البخاري:"وَزَوَياهُ سَواءٌ" وقال: "أَبْيَضُ مِنْ اللبَن".
4019 -
(42) مسلم. عَن عَائِشَةَ قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ بَينَ ظَهْرَانَي أَصْحَابِهِ: (إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، فَوَاللَّهِ لَيُقْتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ، فَلأَقُولَنَّ: أي رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي! فَيَقُولُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أعْقَابِهِمْ)(6). لم يخرج البخاري عن عائشة في هذا شيئًا.
(1)"حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء" قال العلماء: طوله كعرضة.
(2)
الواو زيادة من "صحيح مسلم".
(3)
في (ك): "بعدها".
(4)
مسلم (4/ 1793 - 1794 رقم 2292)، البخاري (11/ 463 رقم 6579).
(5)
مسلم (4/ 1794 رقم 2293)، البخاري (11/ 466 رقم 6593)، وانظر (7048).
(6)
مسلم (4/ 1794 رقم 2294).
4020 -
(43) مسلم. عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنهَا (1) قَالتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَذْكُرُونَ الْحَوْضَ وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنْ ذَلِكَ وَالْجَارِيَةُ تَمْشُطُنِي، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(أَيُّهَا النَّاسُ). فَقُلْتُ لِلْجَارِيَةِ: اسْتَأْخِرِي عَنِّي. قَالتْ: إِنمَا دَعَا الرِّجَال، وَلَمْ يَدْعُ النِّسَاءَ، فَقُلْتُ: إِنِّي مِنَ الناسِ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنِّي لَكُمْ فَرَطٌ عَلَى الْحَوْضِ فَإِيَّايَ لا يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ فيذَبُّ عَنِّي كَمَا يُذَبُّ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، فَأَقُولُ: فِيمَ هَذَا؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا)(2).
ولا أخرج البخاري عن أم سلمة أَيضًا في هذا شيئًا.
4021 -
(44) مسلم. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَال:(إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ، أَوْ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيكُمْ أَنْ تَتَنَافَسُوا فِيهَا)(3).
4022 -
(45) وَعَنْهُ قَال: صَلَّى (4) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّع لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ، فَقَال: (إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَينَ أَيلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ، إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَتَنَافَسُوا فِيهَا وَتَقْتَتِلُوا فَتَهْلِكُوا كَمَا هَلَكَ مَنْ
(1) قوله: "أنها" ليس في (أ).
(2)
مسلم (4/ 1795 رقم 2295).
(3)
مسلم (4/ 1795 رقم 2296)، البخاري (3/ 209 رقم 1344)، وانظر (3596، 4042، 6590، 6426، 4085).
(4)
قوله: "صلّى" ليس في (أ).
كَانَ قَبْلَكُمْ). قَال عُقْبَةُ: فَكَانَ (1) آخِرَ مَا رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ (2). وقال البخاري في بعض طرقه: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِ سِنِينَ كَالْمُوَدِّع لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ، ثُمَّ طَلَعَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَال:(إِنِّي بَينَ أَيدِيكُمْ فَرَطٌ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيكُمْ، وَإنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، وَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا .. ). ولم يذكر عرض الحوض، ولا قال في بعض الطرق: أَوْ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ. وقال: فَكَانَتْ (3) آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ولم يقل: "عَلَى الْمِنْبَرِ".
4023 -
(46) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلأُنَازِعَنَّ أَقْوَامًا، ثُمَّ لأُغْلَبَنَّ عَلَيهِمْ، فَأَقُولُ: رَبِّ أَصْحَابِي رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنكَ لا تَدْرِي مَا أحْدَثُوا بَعْدَكَ)(4).
4024 -
(47) وَعَنْ حُذَيفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (5). لم يصل البخاري سند حديث حذيفة، ولا ذكر له نصًّا. وقسال فِي حَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ:(أنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتى إِذَا أَهْوَيتُ لأُنَاولَهُمُ اخْتُلِجُوا (6) دُونِي، فَأَقُولُ: أَي رَبِّ أَصْحَابِي! .. ). الحديث.
4025 -
(48) مسلم. عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:(حَوْضُهُ مَا بَينَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ). فَقَال لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ: أَلَمْ
(1) في (أ): "وكان".
(2)
انظر الحديث الذي قبله.
(3)
في (أ): "وكانت".
(4)
مسلم (4/ 1796 رقم 2297)، البخاري (11/ 463 رقم 6575)، وانظر (6576، 7049).
(5)
مسلم (4/ 1797 رقم 2297/ 32)، البخاري (11/ 463 مع رقم 6576).
(6)
"اختلجوا" أي: اقتطعوا.
تَسْمَعْهُ قَال: الأَوَانِي؟ قَال: لا. فَقَال الْمُسْتَوْرِدُ: تُرَى فِيهِ الآنِيَةُ مِثْلَ الْكَوَاكِبِ (1)(2).
4026 -
(49) وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ (3) أَمَامَكُمْ حَوْضًا (4) مَا بَينَ نَاحِيَتَيهِ كَمَا بَينَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ) (5)(6). زاد في طريق أخرى: (فِيهِ أَبَارِيقُ كَعَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا). ولم يذكر البخاري هذه الزيادة في حديث ابن عمر، ذكرها من حديث سهل (7)، وأنس (8) وغيرهما (9).
4027 -
(50) مسلم. عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا آنِيَةُ الْحَوْضِ؟ قَال: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاء وَكَوَاكِبِهَا أَلا فِي اللَّيلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ، آنِيَةُ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيهِ، يَشْخُبُ (10) فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ مَا بَينَ عَمَّانَ إِلَى أَيلَةَ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ) (11). لم يخرج البخاري عن أبي ذر في الحوض شيئًا.
(1) في حاشية (أ): "الكوكب" وعليها "خ".
(2)
مسلم (4/ 1797 رقم 2298)، البخاري (11/ 465 رقم 6592).
(3)
في (أ): "أنا".
(4)
في (ك): "حوض".
(5)
"جرباء وأذرح" قريتان متقاربتان بالشاء، وهاهنا سقط تبينه رواية الدارقطني بلفظ:"ما بين المدينة وحرباء وأذرح" الفتح (11/ 472).
(6)
مسلم (4/ 1797 رقم 2299)، البخاري (11/ 463 رقم 6577).
(7)
تقدم برقم (40) في هذا الباب.
(8)
يأتي قريبًا.
(9)
في (أ): "غيرها".
(10)
"يشخب" الشخب: السيلان.
(11)
مسلم (4/ 1798 رقم 2300).
4028 -
(51) مسلم. عَنْ ثَوْبَانَ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنِّي لَبِعُقْرِ (1) حَوْضِي (2) أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ الْيَمَنِ (3)(4) أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيهِمْ). فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ؟ فَقَال: (مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ). وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ؟ فَقَال: (أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ يَغُتُّ (5) فِيهِ مِيزَابَانِ (6) يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ: أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَالآخَرُ مِنْ وَرِقٍ) (7). وفِي رِوَايَة:(أَنَا يَوْمَ الْقيَامَةِ عِنْدَ عُقْرِ الْحَوْضِ). لم يخرج البخاري في كتابه عن ثوبان شيئًا.
4029 -
(52) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (لأَذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا كَمَا تُذَادُ (8) الْغَرِيبَةُ مِنَ الإِبِلِ) (9).
4030 -
(53) وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (قَدْرُ حَوْضِي كَمَا بَينَ أَيلَةَ وَصَنعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ)(10).
4031 -
(54) وَعَنْهُ؛ أَنَّ نَبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي حَتى إِذَا رَأَيتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي فَلأَقُولَنَّ: أَي رَبِّ
(1) في (ك): "يعقر".
(2)
عقر الحوض: هو موقف الإبل من الحوض إذا وردته.
(3)
في (أ): "لأهل الهن اليمن".
(4)
"أذود الناس لأهل اليمن" معناه: أطرد الناس عنه ليشرب أهل اليمن.
(5)
في (أ) و (ك): "يغبّ"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(6)
"يغت فيه ميزابان" معناه: يدفقان فيه دفقًا متتابعًا شديدًا.
(7)
مسلم (4/ 1799 رقم 2301).
(8)
في (ك): "تذود".
(9)
مسلم (4/ 1800 رقم 2302)، البخاري (5/ 43 رقم 2367).
(10)
مسلم (4/ 1800 - 1801 رقم 2303)، البخاري (11/ 463 رقم 6580).
أَصْحَابِي (1)! فَلَيُقَالنَّ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) (2).
4032 -
(55) وَعَنْ أَنَسٍ أَيضًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَا بَينَ نَاحِيَتَي حَوْضِي كَمَا بَينَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ)(3). وفِي رِوَايَة: (أَوْ مِثْلَ مَا بَينَ الْمَدِينَةِ وَعَمَّانَ). وفِي لَفْظٍ آخر: (تُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ). زاد في طريق أخرى: (أَوْ أَكَثْرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ). لم يذكر البخاري المدينة، ولا عمان، ولا ذكر الذهب، ولا الفضة، ولا قال: أو أكثر.
4033 -
(56) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(أَلا إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ بُعْدَ مَا بَينَ طَرَفَيهِ كَمَا بَينَ صَنْعَاءَ وَأَيلَةَ (4)، كَأَنَّ الأَبَارِيقَ فِيهِ النُّجُومُ) (5). وفِي رِوَايَة:(أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ). لم يخرج البخاري عن جابر بن سمرة في هذا شيئًا.
4034 -
(57) البخاري. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(بَينَا (6) أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَينِي وَبَينِهِمْ وَقَال: هَلُمَّ. قُلْتُ: إِلَى أَينَ؟ قَال: إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ (7). قُلْتُ (8): وَمَا (9) شَأْنُهُمْ؟ قَال: إِنهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى. [ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتى إِذَا عَرَفْتهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ
(1) في حاشية (أ): "أصيحابي" وعليها "خ".
(2)
مسلم (4/ 1800 رقم 2304)، البخاري (11/ 464 رقم 6582).
(3)
انظر الحديث رقم (53) في هذا الباب.
(4)
في (أ): "كما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيله".
(5)
مسلم (4/ 1801 رقم 2305).
(6)
في (ك): "بينما".
(7)
في (أ) و (ك): "قال: إلى النار قلت: والله"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(8)
قوله: "قلت" ليس في (ك).
(9)
في (ك): "ما" بدون واو.
بَينِي وَبَينِهِمْ فَقَال: هَلُمَّ. فَقُلْتُ: إِلَى أَينَ؟ قَال: إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ. قُلْتُ: مَا شَأْنُهُمْ؟ قَال: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى] (1)، فَلا أُرَاهُ يَخْلُصُ (2) فِيهِمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ) (3)(4).
4035 -
(58) وَعَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ (5) عَنِ الْحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى) (6).
خرَّج الحديثين في كتاب "الرقاق".
4036 -
(59) وَخَرَّجه وخرًّجه أَيضًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا (7). وقد تقدم لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ ذِكْرُ الحَوْضِ فِي كِتَابِ "الطهارة"(8).
4037 -
(60) البخاري. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(بَينَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَال: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ. فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ)(9). شَكَّ هُدْبَةُ (10). خرَّجه في "الرقاق". وفِي لَفْظٍ آخر: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ قَال: (أَتَيتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفٌ،
(1) ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(2)
في (ك): "تخلص".
(3)
الهَمَل: الإبل بلا راع.
(4)
البخاري (11/ 465 رقم 6587).
(5)
"فيحلئون" أي: يطردون.
(6)
البخاري (11/ 464 رقم 6585)، وانظر (6586).
(7)
انظر الحديث رقم (58) في هذا الباب.
(8)
مسلم (1/ 217 رقم 247).
(9)
البخاري (11/ 464 رقم 6581)، وانظر (4964، 5610، 7517).
(10)
قوله: "شك هدبة" ليس في (ك)، والمثبت من حاشية (أ)، وهدبة هو شيخ البخاري.
فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَال: هَذَا الْكَوْثَرُ). تفرد البخاري بهذا الحديث.
4038 -
(61) مسلم. عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَال: لَقَدْ رَأَيتُ يَوْمَ أُحُدٍ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ يَسَارِهِ رَجُلَينِ [عَلَيهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ](1) يُقَاتِلانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ مَا رَأَيتُهُمَا قَبْلُ وَلا بَعْدُ (2). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى (3): يَعْنِي جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عليهما السلام.
4039 -
(62) وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيفُ، وَهُوَ يَقُولُ:(لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا). قَال: (وَجَدْنَاهُ بَحْرًا (4)، أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ). قَال (5): وَكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ (6)(7)(8). وقال البخاري: فَاسْتَقْبَلَهُمُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ.
4040 -
(63) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لأَبِي طَلْحَةَ يُقَالُ لَهُ مَنْدُوبٌ فَرَكِبَهُ، فَقَال:(مَا رَأَينَا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا)(9). وفِي رِوَايَة: فَرَسًا لَنَا. وفِي بعض طرق البخاري:
(1) ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(2)
مسلم (4/ 1802 رقم 2306)، البخاري (7/ 358 رقم 4054)، وانظر (5826).
(3)
في (أ): "آخر".
(4)
"بحرًا" أي: واسع الجري.
(5)
قوله: "قال" ليس في (ك).
(6)
في حاشية (أ): "ثبطًا" وعليها "خ".
(7)
"فرسًا يبطأ": يعرف بالبطء والعجز وسوء السير.
(8)
مسلم (4/ 1802 - 1803 رقم 2307)، البخاري (5/ 240 رقم 2627)، وانظر (2820، 2857، 2862، 2866، 2867، 2908، 2968، 2969، 3040، 6033، 6212).
(9)
انظر الحديث رقم (62) في هذا الباب.
(مَا رَأَينَا مِنْ شَيء). وفي بعضها: عَنْ أَنَسٍ أَيضًا أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَزِعُوا مَرَّةً، فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لأَبِي طَلْحَةَ كَانَ يَقْطِفُ، أَوْ كَانَ فِيهِ قِطَافٌ، فَلَمَّا رجَعَ قَال:(وَجَدْنَا فَرَسَكُمْ هَذَا بَحْرًا). فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لا يُجَارَى (1). وفِي لَفْظٍ آخر: فَزِعَ النَّاسُ فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لأَبِى طَلْحَةَ بَطيئًا ثُمَّ خَرَجَ يَرْكُضُ وَحْدَهُ، فَرَكِبَ النَّاسُ يَرْكُضُونَ خَلْفَهُ، فَقَال:(لَمْ (2) تُرَاعُوا إِنَّهُ لَبَحْرٌ). فَمَا سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
4041 -
(64) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ بِالْخَيرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ (3). وقال البخاري في بعض طرقه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. ذكره في أول كتابه.
4042 -
(65) وذكره في "فضائل القرآن" مِن حَدِيث أَبِي هُرَيرَةَ قَال: كَانَ يَعْرِضُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعَرَضَ عَلَيهِ مَرَّتَينِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، وَكَانَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ عَامٍ عَشْرًا، فَاعْتَكَفَ عِشْرِينَ فِي
(1) في (أ): "لا يجازى".
(2)
في (أ): "ألم".
(3)
مسلم (4/ 1803 رقم 2308)، البخاري (1/ 30 رقم 6)، وانظر (1902، 3220، 4997، 3554).
الْعَام الَّذِي قُبِضَ فِيهِ (1)(2). وقال في كتاب "بدء الخلق" وَرَوَى أَبُو هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ. هكذا قال: وَرَوَى، ولم يَذكر له سندًا. ولم يخرج مسلم عن أبي هريرة في هذا شيئًا إلا الاعتكاف فإنه ذكره.
4043 -
(66) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ وَاللَّهِ مَا قَال لِي أُفًّا (3) قَطُّ، وَلا قَال لِي لِشَيءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا، وَهَلا فَعَلْتَ كَذَا. زَادَ فِي رِوَايَةٍ: لِشَيء مِمَّا يَصْنَعُهُ الْخَادِمُ (4).
4044 -
(67) وَعَنْهُ قَال: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَنَسًا غُلامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ قَال: فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَاللَّهِ مَا قَال لِي لِشَيءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا، وَلا لِشَيءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ (5) هَذَا هَكَذَا (6).
وقال البخاري في بعض طرقه: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ لَيسَ لَهُ خَادِمٌ .. الحديث.
4045 -
(68) مسلم. عَنْ (7) أَنَسٍ أَيضًا قَال: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِسمْعَ سِنِينَ فَمَا أَعْلَمُهُ قَال لِي قَطُّ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، وَلا عَابَ عَلَيَّ شَيئًا قَطُّ (8).
وقال البخاري: عَشْرَ سِنِينَ، كما تقدم لمسلم بن الحجاج.
4046 -
(69) مسلم. عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَحْسَنِ الْنَّاسِ
(1) قوله: "فيه" ليس في (ك).
(2)
البخاري (9/ 43 رقم 4998)، وأصل الحديث (4/ 284 - 285 رقم 2044).
(3)
"أُفًّا" لغة في أُفٍّ، تقال لكل ما يُضْجَر منه.
(4)
مسلم (4/ 1804 رقم 2309)، البخاري (5/ 395 رقم 2768)، وانظر (6038، 6911).
(5)
في (أ): "صنعت".
(6)
انظر الحديث الذي قبله.
(7)
في (ك): "وعن".
(8)
انظر الحديث رقم (66) في هذا الباب.
خُلُقًا فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَذْهَبُ (1)، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا يَأَمُرَنِي (2) بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي، قَال: فَنَظرتُ إِلَيهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَال:(يَا أُنَيسُ ذَهَبْتَ حَيثُ أَمَرْتُكَ؟ ). قَال قُلْتُ: نَعَمْ أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَال أَنَسٌ: وَاللَّهِ لَقَدْ خَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ مَا عَلِمْتُهُ قَال لِشَيءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، أَوْ لِشَيءٍ تَرَكْمُهُ هَلا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا (3). وَفِي طَريِقٍ أُخْرَى: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا. لم يخرج البخاري هذا الحديث إلا ما تقدم منه في الحديث الذي قبله، وقد ذكر حسن خلقه عليه السلام.
4047 -
(70) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَال: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيئًا قَطُّ فَقَال لا (4).
4048 -
(71) وَعَنْ أَنَسٍ قَال: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلامِ شَيئًا إِلا أَعْطَاهُ. قَال: فَجَاءَهُ رَجُلٌ (5) فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَينَ جَبَلَينِ (6)، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَال: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً مَنْ لا (7) يَخْشَى الْفَاقَةَ (8). لم يخرج البخاري هذا الحديث، أخرج حديث جابر الذي قبله.
4049 -
(72) ولمسلم. وَعَنْ أَنَسٍ أَيضًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَنَمًا بَينَ جَبَلَينِ فَأَعْطَاهُ إِيَاهُ (9)، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَال: يَا قَوْمِ! أَسْلِمُوا؛
(1) يحمل قوله: "لا أذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه كان صبيًّا غير مكلف ولذا لم يؤدبه بل داعبه وأخذ بقفاه رفقًا به.
(2)
في (أ): "يأمر أمري".
(3)
مسلم (4/ 1805 رقم 2310).
(4)
مسلم (4/ 1805 رقم 2311)، البخاري (10/ 455 رقم 6034).
(5)
في (ك): "رجلًا".
(6)
"غنمًا بين جبلين" أي: كثيرة كأنها تملأ بين جبلين.
(7)
في (أ): "عطاء لا".
(8)
مسلم (4/ 1806 رقم 2312).
(9)
قوله: "إياه" ليس في (أ).
فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً ما يَخَافُ الفَقْرَ. قَال أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلا الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الإِسْلامُ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيهَا (1). وقد تقدم أن البخاري لم يخرج هذا الحديث.
4050 -
(73) مسلم عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَال: غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ الْفَتْحِ (2) فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ خرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمسلمينَ فَاقْتَتَلُوا بِحُنينٍ، فَنَصَرَ اللَّهُ دِينَهُ وَالْمسلمينَ، وَأَعْطى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً مِنَ النَّعَمِ، ثُمَّ مِائَةً (3)، ثُمَّ مِائَةً. قَال ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ صَفْوَانَ قَال: وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَعْطَانِي، وَإِنَّهُ لأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا بَرِحَ يُعْطينِي حَتى إِنَّهُ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ (4). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث. ولا أخرج عن صفوان بن أمية في كتابه شيئًا.
4051 -
(74) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَوْ قَدْ جَاءَنَا مَالُ الْبَحْرَينِ (5) لَقَدْ أَعْطَيتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا). وَقَال بِيَدَيهِ جَمِيعًا فَقُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ مَالُ الْبَحْرَينِ، فَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْر بَعْدَهُ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى مَنْ كَانَتْ لَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِدَةٌ أَوْ دَينٌ فَلْيَأْتِ، فَقُمْتُ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (لَوْ قَدْ (6) جَاءَنَا مَالُ الْبَحْرَينِ أَعْطَيتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا). فَحَثَى أَبُو بَكْرٍ مَرَّةً ثُمَّ قَال لِي: عُدَّهَا فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِيَ
(1) انظر الحديث الذي قبله.
(2)
قوله: "الفتح" ليس في (أ).
(3)
في (ك): "ثم مائة من النعم".
(4)
مسلم (4/ 1806 رقم 2313).
(5)
في (ك): "مال من البحرين".
(6)
قوله: "قد" ليس في (أ) و (ك)، والمثبت من "صحيح مسلم".
خَمْسُ مِائَةٍ، فَقَال خُذْ مِثْلَيهَا (1). في بعض طرق البخاري في هذه (2) القصة: أَنَّ جَابِرًا سَأَلَ أَبَا بَكْر لِيُعْطِيهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ .. القِصَّة (3). قَال فِي الثَالثَةِ (4) فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَتَيتُكَ فَلَمْ تُعْطِي، ثُمَّ أَتَيتُكَ فَلَمْ تُعْطِي، ثُمَّ أَتَيتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي (5)، فَإِمَّا أَنْ تُعْطِينِي، وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي، فَقَال: أَقُلْتَ تَبْخَلُ عَنِّي؟ وَأَيُّ دَاء أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ. قَالهَا ثَلاثًا، مَا مَنَعْتُكَ مِنْ (6) مَرَّةٍ إِلا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ. ذكره في "قصة عمان والبحرين" من كتاب "المغازي". وفي بعض ألفاظه: فَعَدَّ فِي يَدِي خَمْسَ مِائَةٍ ثُمَّ خَمْسَ مِائَةٍ ثُمَّ خَمْسَ مِائَةٍ. ذكره في "الشهادات".
4052 -
(75) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (وُلِدَ لِيَ اللَّيلَةَ غُلامٌ فَسَمَّيتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ). ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيفٍ امْرَأَةِ قَينٍ (7) يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيفٍ فَانْطَلَقَ يَأْتِيهِ (8) فَاتَّبَعْتُهُ فَانْتَهَينَا إِلَى أَبِي سَيفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ قَدِ امْتَلأَ الْبَيتُ دُخَانًا فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَينَ يَدَي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: أَبَا سَيفٍ أَمْسِكْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمْسَكَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيهِ، وَقَال مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَقَال (9) أَنَسٌ: لَقَدْ رَأَيتُهُ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بَينَ يَدَي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَمَعَتْ عَينَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (تَدْمَعُ
(1) مسلم (4/ 1806 - 1807 رقم 2314)، البخاري (4/ 474 رقم 2296)، وانظر 3137، 2863، 2598، 3164، 3483).
(2)
في (ك): "لهذه".
(3)
قوله: "القصة" ليس في (ك).
(4)
قوله: "قال في الثالثة" ليس في (أ).
(5)
قوله: "ثم أتيتك فلم تعطني" مكرر في (أ).
(6)
قوله: "من" ليس في (ك).
(7)
القين: الحداد.
(8)
في (أ) و (ك): "بابنه"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(9)
في (أ): "قال" بدون واو.
الْعَينُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ) (1). لم يقل البخاري:"فَسَمَّيتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ". وقال في بعض طرقه في "الجنائز": دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَيفٍ الْقَينِ، وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ (2)، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ فَقبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَينَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَال لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَال: (يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ). ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَال: "إِنَّ الْعَينَ تَدْمَعُ .. " الحديث.
4053 -
(76) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: مَا رَأَيتُ أَحَدًا أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَال: كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ، وَكَانَ ظِئْرُهُ قَينًا، فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ. قَال عَمْرُو بْنِ سَعِيدٍ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي (3)، وَإِنهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ، وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَينِ (4) تُكَمِّلانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ) (5). لم يخرج البخاري حديث أنس: مَا رَأَيتُ أَحَدًا أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ .. الحديث بطوله.
4054 -
(77) وأخرج عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ)(6).
4055 -
(78) وذَكَرَ عَنْ إِسْمَاعِيلِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَال: قُلْتُ لابْنِ أَبِي
(1) مسلم (4/ 1807 - 1808 رقم 2315)، البخاري (3/ 172 رقم 1303).
(2)
"ظئرًا لإبراهيم" أي: مرضعًا.
(3)
في (ك): "لإن ابني إبراهيم".
(4)
في (ك): "لنظيرين".
(5)
مسلم (4/ 1808 رقم 2316).
(6)
البخاري (3/ 244 رقم 1382)، وانظر (3255، 6195).
أَوْفَى: رَأَيتَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: مَاتَ صَغِيرًا، وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيٌّ عَاش ابْنُهُ، وَلَكِنْ لا نَبِيَّ بَعْدَهُ (1). ذكرَ هذا في باب "من سمَّى (2) بأسماء (3) الأنبياء" من كتاب "الأدب".
4056 -
(79) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: قَدِمَ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ عَلَى رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: أَتُقبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟ ! فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالُوا (4): لَكِنَّا، وَاللَّهِ مَا نُقبِّلُ. فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَزَعَ مِنْكُمُ الرَّحْمَةَ)(5). وفِي رِوَايَة: "مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ (6) ". وقال البخاري: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ. وجعل القصة لواحدٍ.
4057 -
(80) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَال: إِن لِي عَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّهُ مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ)(7). وقال البخاري: فَنَظَرَ. إِلَيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [فَقَال: (مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ)](8).
4058 -
(81) مسلم. عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ لا يَرْحَمِ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ) (9). في بعض ألفاظ البخاري من (10) حديث
(1) البخاري (10/ 577 رقم 6194).
(2)
في (أ) و (ك): "تسمَّى"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(3)
في (أ): "باسمًا".
(4)
في (ك): "فقال".
(5)
مسلم (4/ 1808 رقم 2317)، البخاري (10/ 426 رقم 5998).
(6)
قوله: "الرحمة" ليس في (أ).
(7)
مسلم (4/ 1808 - 1809 رقم 2318)، البخاري (10/ 426 رقم 5997).
(8)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(9)
مسلم (4/ 1809 رقم 2319)، البخاري (10/ 438 رقم 6013)، وانظر (7376).
(10)
في (ك): "في".
جَرير: (مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ).
4059 -
(82) مسلم (1). عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا (2)، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ (3).
4060 -
(83) وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ وَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا. وَقَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقًا)(4). وفِى بعض ألفاظ البخاري: "إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ". وفِي آخر: (إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا).
4061 -
(84) وخرَّج من حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبَّابًا وَلا فَحَّاشًا وَلا لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ (5):(مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ)(6).
4062 -
(85) مسلم. عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَال: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: نَعَمْ. كَثِيرًا كَانَ لا يَقُومُ مِنْ مُصَلاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ، وَيَتَبَسَّمُ (7). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
(1) في (ك) بياض في هذا الموضع.
(2)
"العذراء في خدرها" العذراء: البكر، والخدر: ستر يجعل للبكر في جنب البيت.
(3)
مسلم (4/ 1809 - 1810 رقم 2320)، البخاري (6/ 566 رقم 3562)، وانظر (6102، 6119).
(4)
البخاري (4/ 1810 رقم 2321)، البخاري (6/ 566 رقم 3559)، وانظر (3759، 6029، 6035).
(5)
في (أ): "المغيبة".
(6)
البخاري (10/ 452 رقم 6031)، وانظر (6046).
(7)
مسلم (4/ 1810 رقم 2322).
4063 -
(86) مسلم. عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَغُلامٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشمَة يَحْدُو، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(يَا أَنْجَشَةُ رُوَيدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ)(1). (2)
4064 -
(87) وَعَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى أَزْوَاجِهِ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ (3) أَنْجَشَةُ، فَقَال (4):(وَيحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيدًا سَوْقَكَ (5) بِالْقَوَارِيرِ) (6).
4065 -
(88) وَعَنْهُ قَال: كَانَتْ أُمُّ سُلَيمٍ (7) مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُنَّ يَسُوق بِهِنَّ سَوَّاقٌ .. فَذَكَرَهُ (6). قَال أَبُو قِلابَةَ: تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكَلِمَةٍ لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا بَعْضُكمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيهِ. زاد البخاري قال: قَوْلَهُ: "سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ". وقال: أَتَى عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيمٍ.
4066 -
(89) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَادٍ حَسَنُ الصَّوْتِ، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(رُوَيدًا يَا أَنْجَشمَةُ لا تَكسِرِ الْقَوَارِيرَ). يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ (6). وفي بعض طرق البخاري: (ارْفُقْ يَا أَنْجَشَةُ وَيحَكَ بِالْقَوَارِيرِ). ذكره في كتاب "الأدب" في باب "المعاريض". وَفِي أُخْرَى: "وَيلَكَ".
1406 -
(90) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ جَاءَ خَدَمُ الْمَدِينَةِ بِآنِيَتِهِمْ فِيهَا الْمَاءُ، فَمَا يُؤْتَى بِإِنَاءٍ إِلا غمَسَ يَدَهُ فِيهِ،
(1) وذلك أن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي، فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عند شدة الحركة.
(2)
مسلم (4/ 1811 رقم 2323)، البخاري (10/ 538 رقم 6149)، وانظر (6202، 6161، 6209، 6210، 6211).
(3)
قوله: "له" ليس في (أ).
(4)
في (أ): "فقال له أنجشة فقال".
(5)
في (أ): "سوق"، وفي حاشيتها:"سوقك" وعليه: "خ معًا".
(6)
انظر الحديث رقم (88) في هذا الباب.
(7)
في حاشية (أ): "سلمة".
فَرُبَّمَا جَاءَهُ فِي (1) الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ فَيَغْمِسُ يَدَهُ فِيهَا (2). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
4068 -
(91) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: لَقَدْ رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْحَلاقُ يَحْلِقُهُ وَأَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلا فِي يَدِ رَجُلٍ (3).
خرج البخاري معنى هذا الحديث (4) من حديث المسور بن مخرمة (5). وقد ذكر في كتاب "الحج" من حديث أنس اقتسام شعر النبي صلى الله عليه وسلم (6).
4069 -
(92) مسلم. عَنْ أَنَسٍ أَيضًا، أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيءٌ، فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيكَ حَاجَةً، فَقَال:(يَا أُمَّ فُلانٍ انْظُري أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ). فَخَلا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ (7) حَتَّى فَرَغَتْ (8) مِنْ حَاجَتِهَا (9). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
4070 -
(93) وخرَّج عَنْ أَنَسٍ قَال: إِنْ (10) كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ (11) بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ (12). ولا أخرج مسلم هذا الحديث.
4071 -
(94) وخرَّج البخاري أَيضًا وتفرد به، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَال:
(1) قوله: "في" ليس في (أ).
(2)
مسلم (4/ 1812 رقم 2324).
(3)
مسلم (4/ 1812 رقم 2325).
(4)
قوله: "الحديث" ليس في (ك).
(5)
البخاري (1/ 295 رقم 189)، وانظر (1694، 1811، 2712، 2731، 4158، 4178، 4181).
(6)
مسلم (2/ 947 رقم 1305)، البخاري (1/ 273 رقم 170)، وانظر (171).
(7)
في (أ): "الطريق".
(8)
في (ك): "فرغ".
(9)
مسلم (4/ 1812 - 1813 رقم 2326).
(10)
قوله: "إن" ليس في (أ).
(11)
في (أ): "ليأخذ".
(12)
البخاري (10/ 489 رقم 6072) معلقًا.
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لا تُطْرُونِي (1) كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ (2) فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ) (3).
4072 -
(95) وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيرِ {خُذِ الْعَفْوَ وَأمُرْ بِالْعُرْفِ (4)} (5) قَال: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا فِي أَخْلاق النَّاسِ (6)(7).
4073 -
(96) وَعَنْهُ: أَمَرَ اللَّهُ عز وجل نَبِيَّهُ أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلاقِ النَّاسِ، أَوْ كَمَا قَال (8). وتفرد البخاري بحديث ابن الزبير هذا (9) والذي قبله، ذكرهما في "التفسير".
4074 -
(97) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَينَ أَمْرَينِ إِلا اخْتَارَ أَيسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ (10)(11).
4075 -
(98) وَعَنْهَا، مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلا امْرَأَةً وَلا خَادِمًا إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ (12) مِنْهُ شَيءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ
(1) الإطراء: المدح بالباطل، تقول: أطريت فلانًا مدحته فأفرطت في مدحه.
(2)
في (ك): "عبد".
(3)
البخاري (6/ 478 رقم 3445)، وانظر (2462، 3928، 4021، 6829، 6830، 7323).
(4)
في (أ): "المعروف".
(5)
سورة الأعراف، آية (199).
(6)
"في أخلاق الناس": أي خذ العفو من أخلاق الناس.
(7)
البخاري (8/ 305 رقم 4643)، وانظر (4644).
(8)
انظر الحديث الذي قبله.
(9)
في (أ): "هذا الحديث".
(10)
في (أ): "حرمة لله". وانتهاك حرمة الله تعالى: هو ارتكاب ما حرم.
(11)
مسلم (4/ 1813 رقم 2327)، البخاري (6/ 566 رقم 3560)، وانظر (6126، 6786، 6853).
(12)
"ما نيل": ما أصيب.
صَاحِبِهِ إِلا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنتقِمَ لِلَّهِ (1).
قولها: مَا ضَرَبَ إلى قولها فِي سَبِيلِ اللهِ لم يذكره (2) البخاري.
4076 -
(99) وخرَّج عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيِتْهِ؟ قَالتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ -يَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ-، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ (3). وفي كتاب "النفقات" في باب "خدمة الرجل أهله" قال (4): فَإِذَا سَمِعَ الأَذَانَ خَرَجَ. وهذا الحديث انفرد به البخاري رحمه الله.
4077 -
(100) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَال: صَلَّيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ ولْدَانٌ فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّي أَحَدِهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، قَال: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي قَال فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا، أَوْ رِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ (5)(6). تفرد مسلم بهذا الحديث.
4078 -
(101) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: مَا شَمَمْتُ عَنْبَرًا قَطُّ (7) وَلا مِسْكًا وَلا شَيئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيح رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلا مَسِسْتُ شَيئًا قَطُّ دِيبَاجًا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (8).
(1) مسلم (4/ 1814 رقم 2328)، والبخاري انظر الحديث الذي قبله.
(2)
في (ك): "يخرجه".
(3)
البخاري (10/ 461 رقم 6039)، وانظر (5363، 676).
(4)
في (ك): "وقال".
(5)
"جؤنة عطار": هي سلة مستديرة تكون مع العطارين يحفظ فيها الطيب.
(6)
مسلم (4/ 1814 رقم 2329).
(7)
في (أ): "مسيت قط".
(8)
مسلم (4/ 1814 - 1815 رقم 2330)، البخاري (3/ 22 رقم 1141)، وانظر (1972، 1973، 3561).
4079 -
(102) وَعَنْه قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللَّوْنِ (1) كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ (2) إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ، وَمَا مَسِسْتُ دِيِبَاجَةً وَلا حَرِيرَةً (3) أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلا شَمِمْتُ مِسْكًا وَلا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (4). وقوله: إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ (5) لم يذكره البخاري، ولا قال: كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ.
4080 -
(103) مسلم. عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: دَخَلَ عَلَينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال عِنْدَنَا فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ (6) الْعَرَقَ (7) فِيهَا، فَاسْتَيقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:(يَا أُمَّ سُلَيمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟ ). قَالتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ (8)(9).
4081 -
(104) وَعَنْهُ (10) في هذا الحديث: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ بَيتَ أُمِّ سُلَيمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا وَلَيسَتْ فِيهِ، قَال (11): فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا هَذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَال فِي بَيتِكِ عَلَى فِرَاشِكِ، قَال: فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ عَلَى الْفِرَاشِ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا (12)(13)
(1)"أزهر اللون": هو الأبيض المستنير وهي أحسن الألوان.
(2)
"كأن عرقة اللؤلؤ" أي: في الصفاء والبياض.
(3)
في (أ): (أ)"ديباجًا وحريرًا".
(4)
انظر الحديث الذي قبله.
(5)
"إذا مشى تكفأ": أي يميل إلى سمته وقصد مشيته، كأنما ينحط من صبب.
(6)
في (أ): "تسكت".
(7)
"تسلت العرق" أي: تمسحه وتأخذه.
(8)
في حاشية (أ): "من الطيب الطيب" وعليها "خ.
(9)
مسلم (4/ 1815 رقم 2331).
(10)
في (ك): "وعن" وكتب فوقها: "كذا".
(11)
في (أ) و (ك): "قالت"، والمثبت من "صحيح البخاري.
(12)
في (أ): "عتيتها" وفي حاشيتها: "عتيدتها" وعليها "خ".
(13)
"عتيدتها": هي كالصندوق الصغير تجعل المرأة فيه ما يعز من متاعها.
فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَاريرِهَا، فَفَزِعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:(مَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيمٍ؟ ). فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا (1). قَال: (أَصَبْتِ)(2)(3).
4082 -
(105) وَعَنْ أُمِّ سُلَيمٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِيهَا فَيَقِيلُ فَتَبْسُطُ لَهُ نِطْعًا فَيَقِيلُ عَلَيهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَثِيرَ الْعَرَقِ، فَكَانَتْ تَجْمَعُ عَرَقَهُ فَتَجْعَلُهُ فِي الطِّيبِ وَالْقَوَارِيرِ، فَقَال (4) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(يَا أُمَّ سُلَيمٍ مَا هَذَا؟ ). قَالتْ: عَرَقُكَ أَدُوفُ بِهِ طِيبِي (5). أخرج البخاري من قصة أم سليم هذا اللفظ الأخير أو نحوه، وق ل: مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ. وزاد: أَنَّ أَنَسًا أَوْصَى أَنْ يُجْعَلَ مِنْهُ فِي حَنُوطِهِ.
4083 -
(106) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: إِنْ كَانَ لَيُنْزَلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي اللَّيلَةِ (6) الْبَارِدَةِ، ثُمَّ تَفِيضُ جَبْهَتُهُ عَرَقًا (7).
4084 -
(107) وَعَنْ عَائِشَةَ أَيضًا، أَن الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَيفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَال (4): أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ (8) وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، ثُمَّ يَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيتُهُ، وَأَحْيَانًا مَلَكٌ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ فَأَعِي مَا يَقُولُ (9). وقال البخاري:(وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فيكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ). وزاد: قَالتْ عَائِشَةُ: وَلَقَدْ رَأَيتُهُ يَنْزِلُ عَلَيهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ
(1) في (أ): "لصبيناننا".
(2)
في (ك): "قد أصبت".
(3)
انظر الحديث الذي قبله.
(4)
في (ك): "قال".
(5)
مسلم (4/ 1816 رقم 2332)، البخاري (11/ 70 رقم 6281).
(6)
في حاشية (أ): "الغداة" وعليها "خ".
(7)
مسلم (4/ 1816 رقم 2333)، البخاري (1/ 18 رقم 2)، وانظر (3215).
(8)
"صلصلة الجرس": الصوت المتدارك.
(9)
انظر الحديث الذي قبله.
الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ (1)(2) عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا. ذكره في أول كتابه، وهذه الزيادة قد تقدمت لمسلم قبل هذا (3).
4085 -
(108) مسلم. عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَال: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيهِ كُرِبَ لِذَلِكَ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ (4)(5). لم يخرج البخاري هذا الحديث، إلا ما أخرج من معناه في حديث عائشة.
4086 -
(109) مسلم. عَنْ عُبَادَةَ أَيضًا قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيهِ الْوَحْيُ نَكَسَ رَأسَهُ، وَنَكَسَ أَصْحَابُهُ رُءُوسَهُمْ، فَلَمَّا أُجْلِيَ عَنْهُ رَفَعَ رَأْسَهُ (6). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
4087 -
(110) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كَانَ أهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ (7)، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ (8) يُؤْمَرْ بِهِ، فَسَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ، ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ (9).
4088 -
(111) وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا
(1)"فيفصم عنه" أي: يقلع وينجلى ما يتغشاه منه.
(2)
في (ك): "فيصم".
(3)
قوله: "قبل هذا" ليس في (ك).
(4)
"تربد وجهه" أي: تغير لونه، والربدة: لون بين السواد والغبرة.
(5)
مسلم (4/ 1817 رقم 2334).
(6)
مسلم (4/ 1817 رقم 2335).
(7)
"يسدلون شعورهم" يرسلونها على الجبين كالقُصة.
(8)
قوله: "لم" ليس في (أ).
(9)
مسلم (4/ 1817 - 1818 رقم 2336)، البخاري (6/ 566 رقم 3558)، انظر (5917، 3944).
مَرْبُوعًا (1)، بَعِيدَ مَا بَينَ الْمَنْكِبَينِ عَظِيمَ الْجُمَّةِ (2) إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيهِ (3)، عَلَيهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ مَا رَأَيتُ شَيئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ (4).
4089 -
(112) وَعَنْهُ، مَا رَأَيتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، شَعْرُهُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيهِ بَعِيدَ مَا بَينَ الْمَنْكِبَينِ لَيسَ بِالطَّويلِ وَلا بِالْقَصِيرِ (5). في بعض طرق البخاري: قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيهِ. ولم يصل سنده في هذا إلا بقوله: إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيهِ.
4090 -
(113) مسلم. عَنِ الْبَرَاءِ أَيضًا قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا لَيسَ بِالطويلِ الذَّاهِبِ وَلا بِالْقَصِيرِ (6).
4091 -
(114) البخاري. عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَال: سُئِلَ الْبَرَاءُ أَكَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيفِ؟ قَال: لا، بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ (7).
4092 -
(115) مسلم. عَنْ قَتَادَةَ قَال: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالكٍ: كَيفَ كَانَ شَعَر رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: كَانَ شَعَرَهُ رَجِلًا لَيسَ بِالْجَعْدِ وَبِالسَّبْطِ بَينَ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ (8).
4093 -
(116) وَعَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُهُ مَنْكِبَيهِ (5).
(1)"مربوعًا" أي: ليس بالطويل ولا بالقصير.
(2)
"عظيم الجمّة" الجمة أكثر من الوفرة، فالجمة: الشعر الذي نزل إلى المنكبين، والوفرة: ما نزل إلى شحمة الأذنين، واللمة التي ألمت بالمنكبين.
(3)
في حاشية (أ): "أذنه" وعليها "خ".
(4)
مسلم (4/ 1818 رقم 2337)، البخاري (6/ 564 رقم 3549)، انظر (5848، 3551، 5901).
(5)
انظر الحديث الذي قبله.
(6)
انظر الحديث رقم (109) في هذا الباب.
(7)
البخاري (6/ 565 رقم 3552).
(8)
مسلم (4/ 1819 رقم 2338)، البخاري (10/ 356 رقم 5903)، انظر (5904، 5905، 5606).
4094 -
(117) وَعَنْهُ قَال: كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيهِ (1). لم يقل البخاري: إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيهِ.
4095 -
(118) وخرَّج عَنْ أَنَسٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْرَّأسِ وَالْقَدَمَينِ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَكَانَ سَبِطَ الْكَفَّينِ (2). وزاد في طريق أخرى: ضَخْمَ الْيَدَينِ.
4096 -
(119) وَعَنْ أَنَسٍ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْقَدَمَينِ حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ (3).
4097 -
(120) وَعَنْ أَنَسٍ، أَوْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْكَفَّينِ وَالْقَدَمَينِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ شَبَهًا لَهُ (3).
4098 -
(121) وَعَنْ أَنَسٍ، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَثْنَ (4) الْكَفَّينِ وَالْقَدَمَينِ (5). لم يصل سنده بهذا، ولا بالذي قبله.
4099 -
(122) مسلم (6). عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَينَينِ، مَنْهُوسَ (7) الْعَقِبَينِ. قَال شُعْبَةُ: قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَال: عَظِيمُ الْفَمِ. قَال (8): قُلْتُ مَا
(1) انظر الحديث رقم (115) في هذا الباب.
(2)
البخاري (10/ 357 رقم 5907)، وانظر (5908، 5906، 5911، 5910).
(3)
انظر الحديث الذي قبله.
(4)
أي: أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر، وقيل: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر.
(5)
البخاري (10/ 357 رقم 5910) معلقًا.
(6)
جاء في هامش (أ) مقابل هذا الحديث: "البخاري عن أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين لم أر بعده مثله وكان شعر النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا لاجعد ولا سبط زاد ضخم اليدين إلى مثله انتهى، وانظر في البخاري رقم (5906).
(7)
في (أ) و (ك): "منهوش"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(8)
قوله: "قال" ليس في (ك).
أَشْكَلُ الْعَينَينِ؟ قَال: طَويلُ شَقِّ الْعَينِ. قَال: قُلْتُ مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَال: قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ (1). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
4100 -
(123) مسلم. عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاس الْجُرَيرِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيلِ قَال: رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ رَآهُ غَيرِي، قَال: فَقُلْتُ لَهُ: فَكَيفَ رَأَيتَهُ؟ قَال: كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا (2)(3). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى: مَلِيحَ الْوَجْهِ. قال مسلم: مَاتَ أَبُو الطُّفَيلِ سَنَةَ مِائَةٍ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (4). لم يخرج البخاري هذا الحديث، ولا أخرج عن أبي الطفيل في كتابه شيئًا.
4101 -
(124) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَال: سُئِلَ أَنَسٌ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: إِنهُ لَمْ يَكُنْ رَأَى مِنَ الشَّيبِ إِلا. قَال ابْنُ إِدْرِيسَ: كَأَنَّهُ يُقَلِّلُهُ. وَقَدْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بِالْحِناءِ وَالْكَتَمِ (5). وفِي لَفْظٍ آخر: إِنَّهُ لَمْ يَرَ مِنَ الشَّيبِ إِلا قَلِيلًا.
4102 -
(125) وَعَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَضَبَ؟ فَقَال: لَمْ يَبْلُغ الْخِضَابَ، كَانَ فِي لِحْيَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ، قَال: قُلْتُ (6) لَهُ: أَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْضِبُ؟ قَال (7): فَقَال:
(1) مسلم (4/ 1820 رقم 2339).
(2)
مسلم (4/ 1820 رقم 2340).
(3)
"مليحًا مقصدًا": هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير.
(4)
في حاشية (ك): "بلغ مقابلة".
(5)
مسلم (4/ 1821 رقم 2341)، البخاري (7/ 256 - 257 رقم 3919)، وانظر (3550، 3920، 5894، 5895).
(6)
قوله: "قلت" ليس في (أ).
(7)
قوله: "قال" ليس في (ك).
نَعَمْ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (1).
4103 -
(126) وَعَنْ ثَابِتِ البُنَانِيِّ قَال: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَال: لَوْ شِئْتُ أَنْ أعُدَّ شَمَطَاتٍ (2) كُنَّ فِي رَأسِهِ فَعَلْتُ، قَال: وَلَمْ يَخْتَضِبْ، [وَقَدِ اخْتَضَبَ](3) أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (4)، وَاخْتَضَبَ عُمَرُ بِالحِنَّاءِ بَحْتًا (5). وقال البخاري: فِي (6) لِحْيَتِهِ بَدَل رَأْسِهِ، ولم يذكر عمر. وقال من حَدِيثِ أَنَسٍ أَيضًا، قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَيسَ فِي أَصحَابِهِ أَشْمَط غَيرَ أَبِي بَكرٍ، فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. زاد في حديث آخر: حَتَّى قَنَأَ (7) لَوْنُهَا. وَقَال فِيهِ: وَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ. ذكرهما في هجرة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4104 -
(127) مسلم. عِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: يُكْرَهُ أَنْ يَنْتِفَ الرَّجُلُ الشَّعْرَةَ الْبَيضَاءَ مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ. قَال: وَلَمْ يَخْضِبْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا كَانَ الْبَيَاضُ فِي عَنْفَقَتِهِ وَفِي الصُّدْغَينِ وَفِي الرَّأْسِ نَبْذة (8)(5). ولم يذكر البخاري: العَنْفَقَة من حيث أنس، ولا ذكر النبذ.
4105 -
(128) مسلم. عَنْ أَنَسٍ وَسُئِلَ عَنْ شَيبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: مَا شَانَهُ (9) اللَّهُ بِبَيضَاءَ (5). ولم يخرج البخاري هذا الحديث.
(1) انظر الحديث الذي قبله.
(2)
المراد بالشمط هنا: ابتداء الشيب، يقال منه شمط وأشمط.
(3)
ما بين المعكوفتين ليس في (أ).
(4)
"والكتم": هو نبات يصبغ الشعر.
(5)
انظر الحديث رقم (124) في هذا الباب.
(6)
قوله: "في"ليس في (ك).
(7)
"قنأ" اشتدت حمرته.
(8)
"نبذة" أي: شعرات متفرقة.
(9)
في (أ): "شابه".
4106 -
(129) مسلم. عَنْ أَبِي إِسْحَقَ، عَنْ أَبِي جُحَيفَةَ قَال: رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ مِنْهُ بَيضَاءَ. وَوَضَعَ زُهَيرٌ بَعْضَ أَصَابِعِهِ عَلَى عَنْفَقَتِهِ، قِيلَ لَهُ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ، قَال: أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا (1)(2).
4107 -
(135) وَعَنْ أَبِي جُحَيفَةَ قَال: رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبْيَضَ قَدْ شَابَ، كَانَ الْحَسَنُ (3) بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ (4). زاد البخاري: كَانَ أَبْيَضَ قَدْ شَمِطَ، وَأَمَرَ لَنَا بِثَلاثَةَ عَشْرَ قَلُوصًا (5). قَال: فَقُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ نَقْبِضَهَا.
وذكَرَ شَبَه الحَسَن لَهُ.
4108 -
(131) وأخرج عَن حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: أَرَأَيتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ شَيخًا؟ قَال: كَانَ فِي (6) عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ (7). ولم (8) يخرج مسلم عن عبد الله بن بسر في هذا شيئًا، ولا أخرج له البخاري غير هذا الحديث الواحد (9).
4109 -
(132) مسلم. عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَال: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يُسْأَلُ عَنْ شَيبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: كَانَ إِذَا دَهَنَ رَأْسَهُ لَمْ يُرَ مِنْهُ شَيءٌ، وَإِذَا لَمْ يَدْهُنْ رُئِيَ مِنْهُ (10). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
(1)"أبرى النبل وأريشها" أي: أجعل للنبل ريشًا، ومعناه أنه كبر وقارب البلوغ.
(2)
مسلم (4/ 1822 رقم 2342)، البخاري (6/ 564 رقم 3545).
(3)
في (أ): "الحسن".
(4)
مسلم (4/ 1822 رقم 2343)، البخاري (6/ 563 قم 3544).
(5)
في (ك): "فلوصًا".
(6)
قوله: "في"ليس في (أ).
(7)
البخاري (6/ 564 رقم 3546).
(8)
في (ك): "لم" بدون واو.
(9)
قوله: "الواحد" ليس في (ك).
(10)
مسلم (4/ 1822 رقم 2344).
4110 -
(133) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، وَكَانَ إِذَا ادَّهَنَ (1) لَمْ يَتَبَيَّنْ، وَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ، فَقَال رَجُلٌ: وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيفِ، قَال: لا، بَلْ كَانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَكَانَ مُسْتَدِيرًا، وَرَأَيتُ الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيضَةِ الْحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ (2). وَعَنْهُ قَال: رَأَيتُ خَاتَمًا فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنهُ بَيضَةُ حَمَامَةٍ (3). لم يخرج البخاري عن جابر بن سمرة في هذا شيئًا.
4111 -
(134) وذكر البخاري عَن إِسْرَائيلَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ (4) قَال: أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ وَقَبَضَ إِسْرَائِيلُ ثَلاثَةَ أَصَابِعَ مِنْ فِضَّةٍ (5) فِيهِ شَعَرٌ مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ إِذَا أَصَابَ الإِنْسَانَ عَينٌ أَوْ شَيءٌ بَعَثَ إِلَيهَا مِخْضَبَهُ (6)، فَاطَّلَعْتُ فِي الْجُلْجُلِ (7) فَرَأَيتُ (8) شَعَرَاتٍ حُمْرًا (9). وفِي لَفْظٍ آخر: فَأَخْرَجَتْ إِلَينَا شَعَراتٍ مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا.
4112 -
(135) مسلم. عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدٍ قَال: ذَهَبَتْ بِي خَالتِي إِلَى رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ فَمَسَحَ رأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ
(1) في (أ): "إذا دهن".
(2)
انظر الحديث الذي قبله.
(3)
انظر الحديث رقم (132) في هذا الباب.
(4)
في (أ): "موهوب".
(5)
كذا في حاشية (أ) وعليه "خ"، وفي (أ) و (ك):"قبضة". ذكر الحافظ أنه سقط على رواة البخاري: "فجاءت بجلجل".
(6)
في (أ) و (ك): "مغضبة"، والمثبت من "صحيح البخاري.
(7)
"الجلجل": هو شبه الجرس.
(8)
في (أ): "فرأت".
(9)
البخاري (10/ 352 رقم 5896)، وانظر (5897، 5898).
إِلَى خَاتَمِهِ بَينَ كَتِفَيهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ (1)(2). وَقِعٌ (3) فِي بعض طرق البخاري بدل وَجِعٌ، وقَال: فَنْظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبوَّةِ بَينَ كَتِفَيهِ.
4113 -
(136) البخاري. عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدٍ قَال: قَدْ عَلِمْتُ مَا مُتِّعْتُ بِهِ مِنْ سَمْعِي وَبَصَرِي إِلا بِدُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَعنِي فِي هذِه القِصَّةِ (4).
4114 -
(137) مسلم. عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَال: رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا، أَوْ قَال: ثَرِيدًا، قَال: فَقُلْتُ لَهُ: أَسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: نَعَمْ، وَلَكَ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ). قَال: ثُمَّ دُرْتُ (5) خَلْفَهُ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَينَ كَتِفَيهِ عِنْدَ نَاغِضِ (6) كَتِفِهِ الْيُسْرَى جُمْعًا عَلَيهِ خِيلانٌ كَأَمْثَالِ الثَّآلِيلِ (7)(8)(9). لم يذكر البخاري هذا الحديث، ولا ذكر في صفة الخاتم إلا قوله: مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ. ولا أخرج عن عبد الله بن سرجس في كتابه شيئًا.
4115 -
(138) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيسَ
(1)"زر الحجلة" المراد بالحجلة: واحدة الحجال، وهي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى.
(2)
مسلم (4/ 1823 رقم 2345)، البخاري (1/ 296 رقم 190)، وانظر (3540، 3541، 6352، 5670).
(3)
أي في بعض طرق البخاري: "أن ابن أختي وقع".
(4)
انظر الحديث الذي قبله.
(5)
في (أ) و (ك): "قال: ثم قال: درت"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(6)
الناغض: أعلى الكتف.
(7)
في (أ): "التاليل"، وفي (ك):"الناليل"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(8)
"جمعًا عليه خيلان كأمثال الثآليل" جمعًا عليه: معناه أنه كجمع الكف وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع وتضمها، والخيلان: جمع خال وهو الشامة في الجسد، والثآليل: جمع ثؤلول، وهي حبات تعلو الجسد.
(9)
مسلم (4/ 1823 - 1824 رقم 2346).
بِالطَّويلِ الْبَائِنِ، وَلا بِالْقَصِيرِ، وَلَيسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلا بِالآدَمِ، وَلا بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلا بِالسَّبِطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ (1) سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عز وجل عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيضَاءَ (2). وقال في طريق آخر: كَانَ أَزْهَرَ. وزاد البخاري: كَانَ رَبْعَةً. وقال: لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيهِ وقال في آخر حديثه: قَال رَبِيعَة بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن: رَأَيتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ -يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ أحْمَر فَسَأَلْتُ فَقِيلَ لِي (3) احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ.
4116 -
(139) مسلم. عَن أَنَسٍ قَال: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَعُمَرُ وَهوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ (4). لم يخرج البخاري هذا الحديث، إلا أنه أخرج منه من حديث عائشة ما يأتي بعد هذا بلفظ مسلم بن الحجاج (5).
4117 -
(140) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً (6).
4118 -
(141) وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَال: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: كَمْ لَبِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ؟ قَال: عَشْرًا (7). قُلْتُ: فَإنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: بِضْعَ عَشْرَةَ. فَغَفَّرَة (8) وَقَال: إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ (9)(10). وفِي رِوَايَة: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
(1) في (أ): "عشرة".
(2)
مسلم (4/ 1824 رقم 2347)، البخاري (6/ 564 رقم 3547)، وانظر (3548، 5900).
(3)
قوله: "لي" ليس في (أ).
(4)
مسلم (4/ 1825 رقم 2348).
(5)
قوله: "بن الحجاج" ليس في (ك).
(6)
مسلم (4/ 1825 رقم 2349)، البخاري (6/ 559 رقم 3536)، وانظر (4466).
(7)
في (أ): "عشر سنين".
(8)
"فغفره" أي: دعا له بالمغفرة.
(9)
قوله: ثوى في قريش بضع عشرة حجة.
(10)
مسلم (4/ 1825 رقم 2350).
ثَلاثَ عَشْرَةَ. لم يخرج البخاري هذا، ولا قال: بِضْعَ.
4119 -
(142) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ يُوحَى إِلَيهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً (1).
قال البخاري: بُعِثَ لأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ.
4120 -
(143) وخرَّج عَن ابْنِ عَبَّاسِ وعَائِشَةَ قَالا: لَبِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنزَلُ عَلَيهِ الْقُرآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ (2). ولم يخرج مسلم هذا الحديث من حديث عائشة، ولا ذكر من حديث ابن عباس: أَنهُ أَقَامَ عليه السلام بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، ذكره من حديث أنس (3).
4121 -
(144) مسلم. عَنْ مُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَال: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُتِلَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ (4). وزاد في طريق أخرى: وَأَنَا ابْنُ ثَلاث وَسِتِّينَ.
لم يخرج البخاري هذا الحديث، إلا ما تقدم في حديث عائشة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُوفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ.
4122 -
(145) مسلم. عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَال: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كَمْ أَتَى لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ مَاتَ؟ فَقَال: مَا كُنْتُ أَحْسِبُ مِثْلَكَ مِنْ قَوْمِهِ
(1) مسلم (4/ 1826 رقم 2351)، البخاري (7/ 162 رقم 3851)، وانظر (3902، 3903، 4465، 4979).
(2)
البخاري (9/ 3 رقم 4978)، وانظر (4464).
(3)
تقدم برقم (137) في هذا الباب.
(4)
مسلم (4/ 1826 رقم 2352).
يَخْفَى عَلَيهِ ذَلِكَ، قَال قُلْتُ: إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ الناسَ فَاخْتَلَفُوا عَلَيَّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ قَوْلَكَ فِيهِ، قَال: أَتَحْسُبُ. قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَال: أَمْسِكْ أَرْبَعِينَ بُعِثَ لَهَا، وَخَمْسَ عَشْرَةَ (1) بِمَكَّةَ يَأْمَنُ وَيَخَافُ، وَعَشْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ (2) إِلَى الْمَدِينَةِ (3). وفِي لَفْظِ آخر: فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً يَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَيَرَى الضَّوْءَ سَبْعَ سِنِينَ وَلا يَرَى شَيئًا، وَثَمَانِي سِنِينَ يُوحَى إِلَيهِ وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا. زاد في طريق أخرى: وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتينَ. [ولم يخرج البخاري من هذا الحديث إلّا ذكر الإقامة بالمدينة.
4123 -
(146) وخرَّج] (4) البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ مِنْهُ، فَقَال الناسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ كَيفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا، فَأَخَذَ بيَدِهِ (5) عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلبِ فَقَال لَهُ: أَنْتَ وَاللهِ بَعْدَ ثَلاثِ عَبْدُ (6) الْعَصَا، إنِّي وَاللهِ لأُرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى في وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي لأَعْرِفُ (7) وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطلبِ عِنْدَ الْمَوْتِ اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلْنَسْأَلَهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ، إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ في غَيرِنَا عَلِمْنَاهُ فَأَوْصَى بنَا، قَال عَلِيٌّ: إِنَّا وَاللهِ لَئِنْ سَأَلناهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعْنَاهَا لا يُعْطنَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وَإِنِّي وَاللهِ لا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (8). تفرد البخاري بهذا.
4124 -
(147) وخرَّج أَيضًا عَنْ عَائِشَةَ، أَنهَا كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ مِن نِعَمِ اللهِ
(1) في حاشية (أ): "بلغ مقابلة".
(2)
في حاشية (أ) كتب: "مهاجرًا".
(3)
مسلم (4/ 1827 رقم 2353).
(4)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(5)
في (أ): "بيدي".
(6)
في (أ): "عند".
(7)
في (ك): "عرف".
(8)
البخاري (8/ 142 رقم 4447)، وانظر (6266).
عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ في بَيتِي وَفِي يَوْمِي وَبَينَ سَحْرِي (1) وَنَحْرِي، وَأَنَّ اللهَ جَمَعَ بَينَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، وَدَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِيَدِهِ سِوَاكٌ وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيتُهُ يَنْظُرُ إِلَيهِ وَعَرَفْتُ أَنهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: أخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَاسِهِ أَي نَعَمْ. فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيهِ، فَقُلْتُ: أُليِّنُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَاسِهِ أَنْ نَعَمْ. فَليَّنْتُهُ فَأَمَرَّهُ، وَبَينَ يَدَيهِ رَكْوَة أَوْ عُلْبَةٌ -فَشَكَّ عُمَرُ (2) - فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيهِ في الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ:(لا إِلَهَ إِلا اللهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ). ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: (في الرَّفِيقِ الأَعْلَى). حَتى قُبِضَ وَمَالتْ يَدُهُ (3). وفِي لَفْظٍ آخر: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بَيتِي وَفِي يَوْمِي وَبَينَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَكَانَ أَحَدُنَا يُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَال:(في الرَّفِيقِ الأَعْلَى، في الرَّفِيقِ الأَعْلَى). وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهِ حَاجَةً، فَأَخَذتهَا فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيهِ فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنَّا، ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ يَدُهُ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ، فَجَمَعَ اللهُ بَينَ رِيقِي وَرِيقِهِ في آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ.
أخرج مسلم من هذا الحديث تعويذه عليه السلام أَهْلَهُ (4) وقَال: (اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي وارْحَمنِي واجْعَلْنِي مَعَ الرَّفِيقِ الأَعْلَى). قالها مرة واحدة (5). وفي بعض
(1)"سحري" السحر: الرئة أي أنه مات وهو مستند إلى صدرها وما يحاذي سحرها منها.
(2)
أي: عمر بن سعيد رواي الحديث عن ابن أبي مليكة عن ذكوان مولى عائشة.
(3)
البخاري (8/ 144 رقم 4449)، وانظر (890، 1389، 3100، 3774، 4438، 4446، 6510.5217، 4451، 4450).
(4)
قوله: "أهله" ليس في (أ).
(5)
مسلم (4/ 1893 رقم 2444).
طرق البخاري أَيضًا: فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ فَقَضَمْتُهُ وَنَفَضْتُهُ فَطَّبْتُهُ ثُمَّ دَفَعْتُهُ إلَيهِ فَاسْتَنَّ بِهِ، وَقَال:(في الرَّفِيقِ الأَعْلَى). ثَلاثًا، ثُمَّ قَضَى. وفِي آخَر (1): فَاسْتَنَّ بِهِ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إلَى صَدْرِي. وفِي آخَر: مَضَغْتُهُ ثُمَّ سَنَنَتُهُ بِهِ.
4125 -
(148) وَعَنْ عائشةَ أَيضًا في هذَا الحَدِيثِ قَالتْ: مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَإنَّهُ لَبَينَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي (2)، فَلا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لأَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3).
4126 -
(149) وَعَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَال: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى إلَى عَلِيٍّ، فَقَالتْ: مَنْ قَالهُ؟ لَقَدْ رأيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إلَى صَدْرِي، فَدَعَا بِالطَّسْتِ فَانْخَنَثَ (4) فَمَاتَ وَمَا شَعَرْتُ، فَكَيفَ أَوْصَى إلَى عَلِيٍّ؟ (5).
4127 -
(150) وَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بالسُّنْحِ (6) حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ الناسَ حَتى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَتَيَمَّمَ (7) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُغَشًّى بِثَوْبِ حِبَرَهٍ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أكبَّ عَلَيهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثم قال: بِأبِي أنْتَ وَأُمِّي وَاللهِ لا يَجْمَعُ اللهُ عَليكَ مَوْتَتَينِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيكَ فَقَدْ مُتَّهَا (8).
4128 -
(151) وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ بْنُ
(1) في (ك): "آخره".
(2)
الحاقنة: ما سفل من الذقن، والذاقنة: ما علا منه، أو الحاقنة: نقرة الترقوة.
(3)
انظر الحديث الذي قبله.
(4)
"فانخنث" أي: انثنى ومال.
(5)
البخاري (8/ 148 رقم 4459)، وانظر (2741).
(6)
"بالسُّنح": منازل بني الحارث بن الخزرج، وكان أبو بكر رضي الله عنه متزوجًا فيهم.
(7)
"فتيمم" أي: قصد.
(8)
البخاري (8/ 145 رقم 4452)، وانظر (1241، 3667، 3669، 4455، 5710).
الْخَطَّابِ يُكَلِّمُ النَّاسَ، قَال: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَال أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ، مَنْ كَانَ يَعبدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ. قَال اللهُ تَعَالى:{وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى قَوْلِهِ {الشَّاكِرِينَ} (1)، وَقَال: وَاللهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ (2) أَنْزَلَ هَذِهِ الآيةَ حَتَّى تَلاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقاهَا مِنْهُ الناسُ كُلهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ الناسِ إِلا يَتْلُوهَا. فَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ عُمَرَ قَال: وَاللهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلاهَا فَعَقِرْتُ (3) حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلايَ (4)، وَحَتى أَهْوَيتُ إِلَى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلاهَا، أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ (5). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى: قَال: اجْلِسْ فَأَبَى (6)، ذَكَرَهُ في "الجنَائِز".
4129 -
(152) وَعَنْ أَنَسٍ قَال: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالتْ فَاطِمَةُ: وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَال لَهَا:(لَيسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ). فَلَمَّا مَاتَ قَالتْ: يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ. فَلَمَّا دُفِنَ قَالتْ فَاطِمَةُ: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ؟ (7). لم يخرج مسلم هذا الحديث، ولا الحديثين اللذين قبله؛ حديث عائشة وأبي سلمة.
(1) سورة آل عمران، آية (144).
(2)
لفظ الجلالة ليس في (أ).
(3)
"فعقرت" أي: دهشت وتحيرت.
(4)
"ما تقلني رجلاي" أي: ما تحملني.
(5)
البخاري (8/ 145 رقم 4454)، وانظر (3668، 1242، 4457، 3670، 5711).
(6)
قوله: "قال اجلس فأبى "مكرر في (ك).
(7)
البخاري (8/ 149 رقم 4462).
4130 -
(153) مسلم. عَنْ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُوا الله بِهِ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ). وَالْعَاقِبُ: الَّذِي لَيسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ (1). لم يفسر البخاري "العاقب".
4131 -
(154) مسلم. عَنْ جُبَيرٍ أَيضًا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنَّ لِي أسْمَاءً: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَانَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي (2) لَيسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ) (3). وَقَدْ سَمَّاهُ الله رَؤُوفًا رَحِيمًا. لم يزد البخاري على قوله: "وَأَنَا (4) العَاقِب".
4132 -
(155) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَال: (أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي (5)، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَنَبِيُّ التوْبَةِ) (6). لم يخرج البخاري هذا الحديث، إلا ما تقدم منه في حديث جبير.
4133 -
(156) وخرَّج مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلا تَعْجَبُونَ كَيف يَصْرِفُ الله عَنِّي شَتْمَ قُرَيشٍ وَلَعْنَهُمْ، يَشْتِمُون مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ (7) مُذَمَّمًا وَأنَا مُحَمَّدٌ) (8). ذكره في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) مسلم (4/ 1828 رقم 2354)، البخاري (6/ 554 رقم 3532)، وانظر (4896).
(2)
قوله: "الذي" ليس في (أ).
(3)
انظر الحديث الذي قبله.
(4)
في (ك): "أنا" بدون واو.
(5)
"المقفى" قيل: بمعنى العاقب، وقيل: المتبع للأنبياء.
(6)
مسلم (4/ 1828 - 1829 رقم 2355).
(7)
في (أ): "أو يلعنون".
(8)
البخاري (6/ 5545 - 555 رقم 2533).
4134 -
(157) وذكره في كتاب "البيوع" في باب "ما يكره من السخب في الأَسواق" عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَال: لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (1) قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في التَّوْرَاةِ؟ قَال: أَجَلْ، وَاللهِ إنَّهُ لَمَوْصُوفٌ في التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ في الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (2) وَحِرْزًا لِلأمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيتُكَ المتَوَكِّلَ، لَيسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ وَلا سَخَّابٍ (3) في الأَسْوَاقِ، وَلا يَدْفَعُ بِالسَّيئِّةِ السَّيئِّةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقبِضَهُ اللهُ حَتى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لا إلَهَ إِلا اللهُ، ويفتحُ بِهَا أعْيُنٌ عُمْيٌ، وَأذَانٌ صُمٌّ، وَقلُوبٌ غُلْفٌ (4).
لم يخرجه مسلم، ولا الذي قبله. وقال البخاري: أَغْلَفُ: كُلُّ شَيءٍ في غِلافٍ سَيف أَغْلَفُ، وَقَوْصى غَلْفَاءُ (5)، وَرَجُل أَغْلَفُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ مَخْتُونًا.
4135 -
(158) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرًا فَتَرَخَّصَ فِيهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَكَأنهُمْ كَرِهُوهُ وَتَنَزَّهُوا عَنْهُ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَامَ خَطبًا فَقَال:(مَا بَالُ رِجَالٍ بَلَغَهُمْ عَنِّي أَمْر تَرَخصْتُ فِيهِ فَكَرِهُوهُ وَتَنَزَّهُوا عَنْهُ، فَوَاللهِ لأَنَا أَعْلَمُهُمْ بِاللهِ وَأشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً)(6). وفِي لَفْظِ آخر: تَرَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في أمْرٍ فَتَنَرَّهَ عَنْهُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَغَضِبَ حَتى بَانَ الْغَضَبُ في وَجْهِهِ، ثُمَّ قَال:(مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْغَبُونَ عَمَّا رُخِّصَ لِي فِيهِ، فَوَاللهِ لأَنَا أَعْلَمُهُمْ بِاللهِ وَأشَدُّهمْ لَهُ خَشْيَةً). في بعض طرق
(1) في (أ) و (ك): "العاصي".
(2)
سورة الأحزاب، آية (45).
(3)
"سخاب": الذي يرفع صوته بالخصام.
(4)
البخاري (4/ 342 - 343 رقم 2125)، وانظر (4838).
(5)
في (ك): "غلف".
(6)
مسلم (4/ 1829 رقم 2356)، والبخارى (1/ 70 رقم 20)، وانظر (6601، 7301).
البخاري: عَنْ عَائشَةَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ فَحَمِدَ الله، ثُمَّ قَال:(مَا بَالُ أَقْوَامٍ .. ) الحديث. وَفِي طَرِيقٍ آخَر: قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطيقُونَ، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيئَتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ في وَجْهِهِ، ثُمَّ يَقُولُ:(إِنَّ (1) أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ باللهِ أَنَا). خرِّجه في كتاب "الإيمان" في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِالله" وأن المعرفة عمل القلب لقول الله عز وجل {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} (2).
4136 -
(159) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيرِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيرَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في شِرَاجِ الْحَرَّةِ (3) الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَال الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ (4) فَأَبَى عَلَيهِ، فَاخْتْصَمُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبيرِ:(اسْق يَا زُبَيرُ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ). فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَال:(يَا زُبَيرُ اسْقِ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ). فَقَال الزُّبَيرُ: وَاللهِ إِنِّي لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيةَ نَزَلَتْ في ذَلِكَ {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} (5)(6). في بعض طرق البخاري: وَاللهِ إِنَّ هَذِهِ الآيةَ أُنْزِلَتْ في ذَلِكَ {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} . وفي هذا الحديث أَيضًا قال البخاري:
(1) في (أ) و (ك): "أنا"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(2)
سورة البقرة، آية (225).
(3)
"شراج الحرة": هي مسايل الماء، واحدها: شرجة.
(4)
"سرّح الماء يمر" أي: أرسله.
(5)
سورة النساء، آية (65).
(6)
مسلم (4/ 1829 - 1830 رقم 2357)، والبخاري (5/ 34 رقم 2359)، وانظر (2361، 4585، 2708، 2362).
وَاسْتَوْعَى (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيرِ حَقَّهُ في صَرِيحِ الْحُكْمِ حِينَ أحْفَظَهُ (2) الأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ أَشَارَ عَلَيهِ بِأمْرٍ لَهُ فِيهِ سَعَةٌ. وقَال عَنِ ابْنُ شِهَابٍ: فَقَدَّرَتِ الأَنْصَارُ وَالنَّاسُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (اسْقِ ثُمَّ احْبِسْ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ). وَكَانَ ذَلِكَ إلَى الْكَعْبَينِ. ذكره في كتاب "الشرب".
4137 -
(160) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(مَا نَهَيتُكُمْ عَنْهُ فَاحْتَنِبُوهُ، وَمَا أمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائلِهمْ وَاخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ)(3). وفِي رِوَايَة: (ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ). وَفِي أُخْرَى: (مَا تُرِكْتُمْ). وقال البخاري: (إنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُؤَالُهُمْ وَاخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ). ذكره في "الاعتصام".
4138 -
(161) مسلم. عَنْ سَعْدِ (4) بْنِ أَبي وقّاصٍ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أَعْظَمَ (5) الْمسلمينَ في الْمسلمينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ أمْرٍ لَمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ (6) عَلَى النَّاسِ مِنْ أجْلِ مَسْألَتِهِ) (7). وَفي طرِيقٍ أُخْرَى: (إِنَّ أَعْظَمَ الْمسلمينَ فِي الْمسلمينَ جُرْمًا مَنْ سَألَ عَنْ شَيءٍ لَمْ يُحَرَّمْ عَلَى الْمسلمينَ فَحُرِّمَ (8) عَلَيهِمْ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ).
4139 -
(162) وَعَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَن أصْحَابِهِ
(1) في (أ): "استوعن".
(2)
في (أ): "احفظه" ثم ضرب على الألف.
(3)
مسلم (4/ 1830 رقم 1337)، والبخاري (13/ 251 رقم 7288)،
(4)
في (أ): "سعيد".
(5)
في (ك): "إن من أعظم".
(6)
في (أ): "محرّم".
(7)
مسلم (4/ 1831 رقم 2358)، والبخاري (13/ 264 رقم 7289).
(8)
في (ك): "حُرِّم".
شَيءٌ، فَخَطَبَ فَقَال:(عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ في الْخَيرِ وَالشرِّ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيتُمْ كَثِيرًا). قَال: فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ. قَال: غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ خَنِينٌ. قَال: فَقَامَ عُمَرُ فَقَال: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا وَبالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا. قال: فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَال: مَنْ أَبِي؟ قَال (1): (أَبُوكَ فُلانٌ). قَال: فَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (2)(3).
4140 -
(163) وَعَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى لَهُمْ صَلاةَ الظُّهْرِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ، وَذَكَرَ أَنَّ قَبْلَهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قال:(مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَنِي عَنْ شَيءٍ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ، فَوَاللهِ لا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيءٍ إِلا أخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ في مَقَامِي هَذَا). قَال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ (4): فَأَكْثَرَ الناسُ الْبُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَكثَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَقُولَ:(سَلُونِي). فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَال: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (أَبُوكَ حُذَافَةُ). فَلَمَّا أَكْثَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَنْ يَقُولَ: (سَلُونِي). بَرَكَ عُمَرُ فَقَال: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا. قَال: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَال عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَوْلَى (5) وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا في عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ في الْخَيرِ وَالشَّرِّ). قَال ابْنُ شِهَابٍ:
(1) في (ك): "فقال".
(2)
سورة الأنعام، آية (101).
(3)
مسلم (4/ 1832 رقم 2359)، والبخاري (2/ 332 رقم 479)، وانظر (93، 540، 4621، 7089، 6486، 6468، 6362، 7295، 7294، 7090).
(4)
قوله: "بن مالك" ليس في (ك).
(5)
"أولى" تقال للتهديد، ومعناها قرب منكم ما تكرهونه.
أَخْبَرَنِي عُبَيدُ (1) اللهِ بن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ قَال: قَالتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ: [مَا سَمِعْتُ](2) بِابْنٍ قَطُّ أَعَقَّ مِنْكَ، أَأَمِنْتَ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَدْ قَارَفَتْ (3) بَعْضَ مَا تُقَارِفُ (4) نِسَاءُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَتَفْضَحَهَا عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ، فَقَال عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ: وَاللهِ لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَدَ لَلَحِقْتُ بِهِ (5).
في بعض طرق البخاري: فَذَكَرَ السَّاعَةَ، فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا عِظَامَّا. وليس في شيء منها قول ابن شهاب عن أم عبد الله بن حذافة.
4141 -
(164) مسلم. عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّاسَ سَأَلُوا النبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ (6)، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَال:(سَلُونِي، لا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيءٍ إِلا بَيَّنْتُهُ لَكم). فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمُ ذَلِكَ أَرَمُّوا (7) وَرَهِبُوا) أَنْ يَكُونَ بَينَ يَدَي أَمْرٍ قَدْ حَضَرَ. قَال أَنَسٌ من: فَجَعَلْتُ أَلتفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لافٌّ رَأسَهُ في ثَوْبِهِ يَبْكِي، فَأَنْشَأَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ كَانَ يُلاحَى (8) فَيُدْعَى لِغَيرِ أَبِيهِ، فَقَال: يَا نَبِيَّ اللهِ مَنْ أَبِي؟ قَال: (أَبُوكَ حُذَافَةُ). ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَال: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا وَبالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، عَائِذًا (9) بِاللهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(لَمْ أرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ في الْخَيرِ وَالشَّرِّ، إِنِّي صُوِّرَتْ لِيَ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَرأيتُهُمَا دُونَ هَذَا الْحَائِطِ)(10).
(1) في (أ): "عبد".
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (أ) و (ك)، والمثبت من "صحيح مسلم".
(3)
"قارفت" معناه: عملت سوءًا، والمراد الزنا.
(4)
في (ك): "ما يقارف".
(5)
انظر الحديث الذي قبله.
(6)
"أحفوه بالمسألة" أي: أكثروا عليه في الإلحاح والمبالغة فيه.
(7)
"أرموا" أي: سكتوا وأصله من المرمة، وهي الشفة.
(8)
"يلاحى" الملاحاة: المخاصمة والسباب.
(9)
في (أ) و (ك): "عائذٌ"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(10)
انظر الحديث رقم (162) في هذا الباب.
زاد البخاري في بعض طرقه: فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَال: أَينَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (النَّارُ). وقال فيه: ثُمَّ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَوْلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا في عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ في الْخَيرِ وَالشَّرِّ). ذَكَرَهُ في كتاب "الاعتصام". وقال في آخر: عَنْ أَنَسٍ أَيضًا، صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ فَأَشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ قبْلَةِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ قَال:(لَقَدْ رَأيتُ الآنَ مُنْذُ صَلَّيتُ لَكُمُ الصَّلاةَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَينِ (1) في قِبْلَةِ هَذَا الْجِدَارِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ في الْخَيرِ وَالشَّرِّ). ثَلاثًا. ذكره في الصلاة (2) في باب "رفع البصر إلى الإمام في الصلاة". وفي بعض طرقه: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُطبةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا. في هذِه القِصَّةِ قَوْلُه عليه السلام: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أعْلَمُ" خرَّجه البخاري مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وعَائِشَةَ (3) وحَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ (4) أيضًا.
4142 -
(165) وخرَّج عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كَانَ قَوْمْ يَسْألُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتِهْزَاءً فَيَقُولُ الرَّجُلُ: مَنْ أَبِي؟ وَيَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ نَاقَتُهُ: أَينَ نَاقَتِي؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِيهِمْ هَذِهِ الآيةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} حَتى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ كُلِّهَا (5). ذَكَره في "التفسير".
4143 -
(166) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَريّ قَال: سُئِلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1) في (ك): "متمثلين".
(2)
قوله: "في الصلاة" ليس في (أ).
(3)
البخاري (2/ 529 رقم 1044)، وانظر (1046، 1047، 1050، 1056، 1058، 6631، 5221، 4624، 3203، 1212، 1066، 1065، 1064)
(4)
البخاري (11/ 319 رقم 6485)، وانظر (6637).
(5)
البخاري (8/ 280 رقم 4622).
عَنْ أَشْيَاءَ كَرِهَهَا، فَلَمَّا أُكْثِرَ عَلَيهِ غَضِبَ، ثُمَّ قَال لِلناسِ:(سَلُونِي عَمَّ شِئْتُمْ). فَقَال رَجُلٌ: مَنْ أَبِي؟ قَال: (أَبُوكَ حُذَافَةُ). فَقَامَ آخَرُ فَقَال: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيبَةَ). فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا في وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَضَبِ قَال: يَا رَسُولَ اللهِ إِنا نَتُوبُ إِلَى اللهِ (1). وفِي رِوَايَة: "مَوْلَى أَبِي شَيبَةَ".
4144 -
(167) وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ، فَقَال:(مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ؟ ). فَقَالُوا: يُلَقِّحُونَهُ يَجْعَلُونَ الذكَرَ في الأُنْثَى فَتَلْقَحُ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيئًا). قَال: فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقَال:(إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنِّي إِنمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلا تُؤاخِذُونِي (2) بالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللهِ سُبْحَانَهُ فَخُذُوا بِهِ، فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ) (3).
4145 -
(168) وفِي لَفْظٍ آخر في هذا الحديث عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ أَبِي النَّجَاشِيِّ مِنْ رِوَايَةِ رَافِع بْنِ خَدِيجٍ قَال: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَأبُرُونَ النَّخْلَ يَقُولُ: يُلَقِّحُونَ (4) النَّخلَ (5)، فَقَال:(مَا تَصْنَعُونَ؟ ). قَالُوا (6): كُنا نَصْنَعُهُ. قَال: (لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيرًا). قَال: فَتَرَكُوهُ فَنَقَصَتْ أَوْ فَنَفَضَتْ (7)، قَال: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَال: (إِنَّمَا أَنَا بَشرٌ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ
(1) مسلم (4/ 1834 رقم 2360)، والبخاري (1/ 187 رقم 92)، وانظر (7291).
(2)
في (أ): "يؤاخذوني".
(3)
مسلم (4/ 1835 رقم 2361).
(4)
في (أ): "يلحّقون".
(5)
"يلقحون النخل" معناه: يأبرون، ومعناه: إدخال شيء من طلع الذكر في طلع الأنثى فتعلق بإذن الله تعالى.
(6)
في (ك): "فقالوا".
(7)
"فنفضت" أي: أسقطت ثمرها.