الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4248 -
(2) وخرَّج عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِدِّيق قَال: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا فِي أَهْلِ بَيتهِ (1).
ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ، وَالزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، وَأَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاع، وَسَعِيد بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه أجمعين
(2)
4249 -
(1) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: أَرِقَ (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيلَةٍ، فَقَال:(لَيتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيلَةَ). قَالتْ: وَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلاح، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(مَنْ هَذَا؟ ). قَال: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَا رَسُولَ اللهِ جِئْتُ أَحْرُسُكَ (4). قَالتْ عَائِشَةُ: فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ (5)(6). وفِي لَفْظٍ آخر: سَهِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لَيلَةً، فَقَال:(لَيتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيلَةَ). قَالتْ (7): فَبَينَا نَحْنُ كَذَلِكَ سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ السِّلاحِ (8)، قَال:(مَنْ هَذَا؟ ). فَقَال: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقاصٍ. فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا جَاءَ بِكَ؟ ). قَال (9): وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَامَ. وفِي رِوَايَة: فَقُلنا مَنْ هَذَا؟
4250 -
(2) وَمكَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَال: مَا جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيهِ
(1) البخاري (7/ 78 رقم 3713)، وانظر (3751).
(2)
قوله: "أجمعين" ليس في (ك).
(3)
"أرق" أي: سهر ولم يأته نوم، والأرق: السهر.
(4)
في (أ): "لأحرسك".
(5)
"غطيطه": هو صوت النائم المرتفع.
(6)
مسلم (4/ 1875 رقم 2410)، البخاري (6/ 81 رقم 2885)، وانظر (7231).
(7)
قوله: "قالت" ليس في (أ).
(8)
"خشخشة سلاح" أي: صوت سلاح صدم بعضه بعضًا.
(9)
في (أ): "فقال".
لأَحَدٍ غَيرِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَإِنهُ جَعَلَ يَقُولُ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ:(ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)(1).
4251 -
(3) وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي (2) وَقَّاصٍ قَال: لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيهِ يَوْمَ أُحُدٍ (3).
4252 -
(4) البخاري. عَنْ سَعْدٍ أَيضًا قَال: نَثَلَ لِيَ (4) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَال:(ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)(5).
4253 -
(5) مسلم. عَنْ سَعْدٍ أَيضًا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ لَهُ أَبَوَيهِ يَوْمَ أُحُدٍ قَال: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَحْرَقَ الْمسلمينَ (6)، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي). قَال: فَنَزَعْتُ لَهُ (7) بِسَهْمٍ (8) لَيسَ فِيهِ (9) نَصْلٌ، فَأَصَبْتُ جَنْبَهُ (10) فَسَقَطَ وَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَظرتُ إِلَى نَوَاجِذِهِ (11). لم يذكر البخاري قصة هذا الرجل.
4254 -
(6) مسلم. عَنْ سَعْدٍ أَيضًا، أَنَّهُ نَزَلَتْ فِيهِ آياتٌ مِنَ الْقُرْآنِ، قَال:
(1) مسلم (4/ 1876 رقم 2411)، البخاري (6/ 93 - 94 رقم 2905)، وانظر (4058، 4059، 6184).
(2)
قوله: "أبي" ليس في (ك).
(3)
مسلم (4/ 1876 رقم 2412)، البخاري (8317 رقم 3725)، وانظر (4055، 4056، 4057).
(4)
"نثل لي" أي: نفض وزنًا ومعنى.
(5)
انظر الحديث الذي قبله.
(6)
"أحرق المسلمين" أي: "أثخن فيهم، وعمل فيهم نحو عمل النار.
(7)
في حاشية (أ): "فيه" وعليها "خ".
(8)
"فنزعت له بسهم" أي: رميته بسهم ليس فيه زج.
(9)
في (أ) و (ك): "له"، والمثبت من حاشية (أ) وعليه "خ".
(10)
في (ك): "جتته"، وفي بعض النسخ:"حبته" أي حبة قلبه.
(11)
انظر الحديث الذي قبله.
حَلَفَتْ أُمُّ سَعْدٍ أَنْ لا تُكَلِّمَهُ أَبَدًا حَتَّى يَكْفُرَ بِدِينهِ وَلا تَأْكُلَ وَلا تَشْرَبَ، قَالتْ: زَعَمْتَ أَنَّ اللهَ أَوْصَاكَ بِوَالِدَيكَ فَأَنَا أُمُّكَ وَأَنَا أمُرَكَ بِهَذَا، قَال: مَكَثَتْ ثَلاثًا حَتَّى غُشِيَ عَلَيهَا مِنَ الْجَهْدِ، فَقَامَ ابْنٌ لَهَا يُقَالُ لَهُ عُمَارَةُ فَسَقَاهَا، فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى سَعْدٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الآيَةَ (1) {وَوَصَّينَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيهِ حُسْنًا} (2) {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ (3) بِي} (4) وَفِيهَا (5):{وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} (4). قَال: وَأَصَابَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنِيمَةً عَظِيمَةً فَإِذَا فِيهَا سَيفٌ، فَأَخَذْتُهُ فَأَتَيتُ بِهِ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: نَفِّلْنِي هَذَا السَّيفَ فَأَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ حَالهُ، فَقَال:(رُدُّهُ مِنْ حَيثُ أَخَذْتَهُ). فَانْطَلَقْتُ (6) حَتَّى أَرَدْتُ (7) أَنْ أُلْقِيَهُ فِي الْقَبَضِ (8) لامَتْنِي نَفْسِي، فَرَجَعْتُ إِلَيهِ فَقُلْتُ: أَعْطِنِيهِ (9)، قَال: فَشَدَّ لِي صَوْتَهُ: (رُدُّهُ مِنْ حَيثُ أَخَذْتَهُ). فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ} (10). قَال: وَمَرِضْتُ فَأَرْسَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَانِي، فَقُلْتُ: دَعْنِي أَقْسِمْ مَالِي حَيثُ شِئْتُ. قَال: فَأَبَى. قُلْتُ: فَالنِّصْف؟ قَال (11): فَأَبَى. قُلْتُ: فَالثُّلُثَ؟ فَسَكَتَ، فَكَانَ (12) بَعْدُ الثُّلُثُ جَائِزًا. قَال: وَأَتَيتُ عَلَى نفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
(1) فِي (أ): "الآيات".
(2)
سورة العنكبوت، آية (8).
(3)
فِي (ك): "لا تشرك" وهو خطأ.
(4)
سورة لقمان، آية (15).
(5)
فِي (أ) و (ك): " {فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} "، والمثبت موافق لما فِي "صحيح مسلم".
(6)
فِي (أ): "فانطلقا به".
(7)
في "صحيح مسلم": "إذا أردت".
(8)
"القبض" هو الموضع الَّذي يجمع فيه الغنائم.
(9)
فِي (ك): "أعطينه".
(10)
سورة الأنفال، آية (1).
(11)
قوله: "قال" ليس فِي (أ).
(12)
فِي (أ): "وكان".
وَالأَنْصَارِ فَقَالُوا: تَعَال نُطْعِمْكَ وَنَسْقِيكَ خَمْرًا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ، قَال: فَأَتَيتُهُمْ فِي حَشٍّ (1)، وَالْحَشُّ (2): الْبُسْتَانُ، فَإِذَا رَأْسُ جَزُورٍ مَشْويٌّ عِنْدَهُمْ، وَزِقٌّ مِنْ (3) خَمْرٍ (4)، قَال: فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ مَعَهُمْ، قَال: فَذَكَرْتُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ عِنْدَهُمْ، فَقُلْتُ: الْمُهَاجِرُونَ خَيرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَال: فَأَخَذَ رَجُلٌ أَحَدَ لَحْيَيِ الرَّأْسِ فَضَرَبَنِي بِهِ فَجَرَحَ بِأَنْفِي، فَأَتَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِيَّ، يَعْنِي نَفْسَهُ شَانَ الْخَمْرِ:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيطَانِ} (5)(6).
4255 -
(7) وَعَنْهُ قَال: أُنْزِلَتْ فِيَّ أَرْبَعُ آياتٍ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى مَا تَقَدم. وَزَادَ: فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُطْعِمُوهَا شَجَرُوا فَاهَا بِعَصًا، ثُمَّ أَوْجَرُوهَا (7). وَفِيه: فَضَرَبَ بِهِ أَنْفَ سَعْدٍ فَفَزَرَهُ (8)، فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا. لم يخرج البخاري من هذا (9) الحديث إلَّا قصة الوصية وحدها، ولم يقل: أَرْسَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4256 -
(8) مسلم. عَنْ سَعْدٍ أَيضًا فِي قَوْلِهِ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (10) قَال: نزَلَتْ فِي سِتَّةٍ أَنَا وَابْنُ
(1) فِي (ك): "حشن".
(2)
في (ك): "والحشن".
(3)
قوله: "من" ليس فِي (ك).
(4)
"زق من خمر" الزق: السقاء، والزق: من الأهب كل وعاء اتخذ لشراب أو نحوه.
(5)
سورة المائدة، آية (90).
(6)
مسلم (4/ 1877 - 1878 رقم 1748)، البخاري (1/ 136 رقم 56)، وانظر (1295، 2742، ، 2744، 3936، 4409، 5354، 5659، 5668، 6373، 6733).
(7)
"شجروا فاها بعصا ثم أوجروها" أي: فتحوه، ثم صبوا فيه الطعام، والمراد بذلك أمه.
(8)
"ففزره" أي: شقه.
(9)
انظر الحديث الَّذي قبله.
(10)
سورة الكهف، آية (28).
مَسْعُودٍ مِنْهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ قَالُوا لَهُ: تُدْنِي هَؤُلاءِ (1). وفِي لَفْظٍ آخر: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِتةَ نَفَرٍ، فَقَال الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اطْرُدْ هَؤلاءِ لا يَجْتَرِئُونَ (2) عَلَينَا، قَال: وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيلٍ، وَبِلالٌ، وَرَجُلانِ لَسْتُ أُسَمّيهِمَا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقَعَ، فَحَدَّثَ نَفْسَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {وَلا تَطرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} . لم يخرج البخاري هذا الحديث.
4257 -
(9) وخرَّج عَنْ سَعْدٍ أَيضًا قَال: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلامِ (3).
4258 -
(10) وَعَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَال: رَأَيتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتِي وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ قَدْ شَلَّتْ (4). وفِي لَفْظٍ آخر ذكره فِي "المغازي" قَال: رَأَيتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلاءَ وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ.
4259 -
(11) مسلم. عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَال: لَمْ يَبقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي قَال فِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ عَنْ (5) حَدِيثِهِمَا (6).
4260 -
(12) وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: نَدَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ
(1) مسلم (4/ 1878 رقم 2413).
(2)
فِي (أ): "لا يجترئوا".
(3)
البخاري (8317 رقم 3727)، وانظر (3726، 3858).
(4)
البخاري (8217 رقم 3724)، وانظر (4063).
(5)
فِي (ك): "من". والمعنى هما حدثاني بذلك.
(6)
مسلم (4/ 1879 رقم 2414)، البخاري (8217 رقم 3722)، وانظر (4060).
الْخَنْدَقِ فَانتدَبَ الزُّبَيرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيرُ، ثمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيرُ (1)، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِكُلِّ نَبِيٌّ حَوَارِيَّ وَحَوَارِيَّ الزُّبيرُ) (2). وفي بعض طرق البخاري: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ: {مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ ). فَقَال الزُّبيرُ: أَنَا. قَالهَا ثَلاثًا .. الحديث. وقال: قَال سُفْيَانُ: الحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ.
4261 -
(13) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبيرِ قَال: كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَعَ النِّسْوَةِ فِي أُطُمِ حَسَّانَ (3)، فَكَانَ (4) يُطَاطِئُ لِي (5) مَرَّةً فَأَنْظُرُ، وَأُطَاطِئُ لَهُ مَرَّةً فَيَنْظُرُ، فَكُنْتُ أَعْرِفُ أَبِي إِذَا مَرَّ عَلَى فَرَسِهِ فِي السِّلاح إِلَى بَنِي قُرَيظَةَ، قَال: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأبِي، قَال: وَرَأَيتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَال: أَمَا وَاللهِ لقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ أَبَوَيهِ فَقَال: (فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)(6). وقال البخاري: وَهَلْ رَأَيتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَنْ يَأْتِ بَنِي قُرَيظَةَ فَيَأْتِينِي بِخَبَرِهِمْ). فَانْطَلَقْتُ فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيهِ فَقَال: (فِدَاكَ أَبِي وَأُمَّي).
4262 -
(14) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّيرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(اهْدَأْ، فَمَا عَلَيكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ)(7). وفِي رِوَايَة:
(1) "ندب رسول الله
…
فانتدب الزبير" أي: دعاهم للجهاد وحرضهم عليه فأجابه الزبير.
(2)
مسلم (4/ 1879 رقم 2415)، البخاري (5216 رقم 2846)، وانظر (2847، 2997، 3719، 4113، 7261).
(3)
"أطم حسان" الأطم: الحصن، وجمعه: أطام.
(4)
فِي (أ): "وكان".
(5)
"يطأطئ لي" معناه: يخفض لي ظهره.
(6)
مسلم (4/ 1879 - 1880 رقم 2416)، البخاري (7/ 80 رقم 3720).
(7)
مسلم (4/ 1880 رقم 2417).
(اسْكُنْ حِرَاءُ .. ). وزاد وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. ولم يخرج البخاري عن أبي هريرة فِي هذا شيئًا.
4263 -
(15) وخرَّج عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَف، فَقَال:(اسكُنْ أُحُدُ -أَظُنُّهُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ- فَلَيسَ عَلَيكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ)(1). وَفِي طَرِيق أُخْرَى: فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ. لم يقل: أَظُنُّهُ. وفِي أُخَرى: "وَشَهِيدٌ (2) " كَمَا ذكر مسلم بن الحجاج (3) فِي حديث أَبِي هريرة. ولم يخرج مسلم عن أنس فِي هذا شيئًا.
4264 -
(16) مسلم عَنْ (4) عُرْوَةَ قَال: قَالتْ لِي عَائِشَةُ: كَانَ أَبَوَاكَ مِنَ {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} (5)(6).
4265 -
(17) البخاري عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَير رضي الله عنه، عَنْ عَائِشَةَ {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}. قَالتْ لِعُرْوَةَ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ أَبَوَاكَ مِنْهُمُ الزُّبيرُ وَأَبُو بَكْرٍ، لَمَّا أَصَابَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ الْمُشْرِكُونَ خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا، فَقَال:(مَنْ يَذْهَبُ فِي إِثْرِهِمْ). فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، قَال: كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيرُ. ذكره فِي "المغازي"(7).
(1) تقدم برقم (4232).
(2)
فِي (ك): "أو شهيد".
(3)
قوله: "بن الحجاج" ليس فِي (ك).
(4)
قوله: "عن" ليس فِي (ك).
(5)
سورة آل عمران، آية (172).
(6)
مسلم (4/ 1880 - 1881 رقم 2418)، البخاري (7/ 373 رقم 4077).
(7)
انظر الحديث الَّذي قبله.
4266 -
(18) وذكر فِي "مناقب الزبير"، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَال: أَصَابَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رُعَافٌ شَدِيدٌ سَنَةَ الرُّعَافِ حَتَّى حَبَسَهُ عَنِ الْحَجِّ وَأَوْصَى، فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيشٍ فَقَال: اسْتَخْلِف. قَال: وَقَالُوهُ؟ قَال: نَعَمْ. قَال: وَمَنْ؟ فَسَكْتَ فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ آخَرُ أَحْسِبُهُ الْحَارِثَ فَقَال: اسْتَخْلِفْ. فَقَال عُثْمَانُ: وَقَالُوهُ؟ قَال: نَعَمْ. قَال: وَمَنْ؟ فَسَكَتَ، قَال: فَلَعَلَّهُمْ (1) قَالُوا الزُّبَيرَ. قَال: نَعَمْ. قَال: أَمَا وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ إِنهُ لَخَيرُهُمْ مَا عَلِمْتُ، وَإِنْ كَانَ لأَحَبَّهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2). وَفِي طَريقٍ أُخرَى: أمَّا وَاللهِ إِنكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَيرُكُمْ (3) ثَلاثًا.
4267 -
(19) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ: (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الأُمَّةُ أَبو عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ)(4).
4268 -
(20) وَعَنْهُ، أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا يُعَلِّمْنَا السُّنةَ وَالإِسْلامَ، قَال: فأَخَذَ بِيَدِ أبِي عُبَيدَةَ فَقَال: (هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ)(5).
4269 -
(21) وَعَنْ حُذَيفَةَ بْنِ اليَمَانِ قَال: جَاءَ أَهْل نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ابْعَثْ إلَينَا رَجُلًا أمِينًا، فَقَال: (لأَبْعَثَنَّ إِلَيكُمْ رَجُلًا
(1) فِي (ك): "لعلهم".
(2)
البخاري (7/ 79 رقم 3717)، وانظر (3718).
(3)
فِي (ك): "لخيركم".
(4)
مسلم (4/ 1881 رقم 2419)، البخاري (7/ 92 - 93 رقم 3744)، وانظر (4382، 7255).
(5)
انظر الحديث الَّذي قبله.
أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ حَقَّ أَمِين) (1). قَال (2): فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ (3)، قَال: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ (4).
4270 -
(22) البخاري. عَنْ حُذَيفَةَ قَال: جَاءَ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدَان أَنْ يُلاعِنَاهُ، قَال (2): فَقَال أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لا تَفْعَلْ فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلاعَنَّا (5) لا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا، قَالا: إنَّا نُعْطيكَ مَا سَأَلتنَا، وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا وَلا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلا أَمِينًا، فَقَال:(لَابْعَثَن مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ)(6). فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (قُمْ يَا أَبَا عُبَيدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ). فَلَمَّا قَامَ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ). ذكره فِي "المغازي" فِي "قصة أهل نجران".
4271 -
(23) وذكر (7) فِي "باب إسلام عمر بن الخطاب"، عَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَال: سَمِعْتُ سَعِيدَ (8) بْنَ زَيدٍ يَقُولُ لِلْقَوْمِ: رَأَيتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ عَلَى الإسْلامِ أَنَا وَأُخْتُهُ وَمَا أَسْلَمَ، وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا انْقَضَّ لِمَا صَنَعْتُمْ بِعُئْمَانَ لَكَانَ مَحْقُوقًا أَنْ يَنْقَضَّ (9). (10)
(1) فِي (أ) قوله: "حق أمين" ذكر مرة واحدة فقط.
(2)
قوله: "قال" ليس فِي (ك).
(3)
"فاستشرف لها الناس" أي: تطلعوا إلى الولاية ورغبوا فيها.
(4)
مسلم (4/ 1882 رقم 2420)، البخاري (8/ 93 - 94 رقم 4380)، وانظر (3745، 7254، 4381).
(5)
فِي حاشية (أ): "فلاعننا" وعليها "خ".
(6)
فِي (أ) كرر قوله: "حق أمين".
(7)
فِي (أ): "وذكره".
(8)
فِي (أ): "سعد".
(9)
البخاري (7/ 178 رقم 3867).
(10)
فِي حاشية (أ): "بلغ".