الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابٌ
3057 -
(1) البخاري. عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَال: رَأَى سَعْدٌ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ (1)؟ ) (2).
بَابٌ في (3) غَزْوَةِ حُنَينٍ
3058 -
(1) مسلم. عَنْ كَثِيرِ بْنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ، عَنْ العَبَّاسِ قَال: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَينٍ، فَلَزِمْتُ أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ نُفَارِقْهُ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيضَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ، قَال عَبَّاسٌ (4): وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكُفُّهَا إِرَادَةَ أَنْ لا تُسْرِعَ، وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَي عَبَّاسُ نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ)(5). فَقَال عَبَّاسٌ (6) وَكَانَ رَجُلًا صَيِّتًا فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: أَينَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَال: فَوَاللهِ لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلادِهَا، فَقَالُوا: يَا لبَّيكَ يَا لَبَّيكَ قَال: فَاقْتَتَلُوا وَالْكُفَّارَ، وَالدَّعْوَةُ في الأَنْصَارِ (7) يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَج، فَقَالُوا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَج، فَنَظَرَ
(1) في (ك): "إلا بضعفاؤكم".
(2)
البخاري (6/ 88 رقم 2896).
(3)
في (أ): "من".
(4)
في (ك): "ابن عباس".
(5)
"أصحاب السمرة" هي التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان، ومعناه: ناد أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.
(6)
في (ك): "العباس".
(7)
"والدعوة في الأنصار": الاستغاثة والمناداة إليهم.
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاولِ عَلَيهَا إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ (1)، قَال: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ (2) الْكُفَّارِ، ثُمَّ قَال:(انْهَزَمُوا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ). قَال: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيئَتِهِ فِيمَا أَرَى، قَال: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَمَاهُمْ بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا (3)، وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا (4). وقال في لفظ (5) آخر: انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ). وَزَادَ فِيه: حَتَّى هَزَمَهُمُ اللهُ. قَال: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَتِهِ. لم يخرج البخاري هذا الحديث. أخرج حديث البراء الَّذي يأتي بعد بلفظ مسلم إن شاء الله تعالى.
3059 -
(2) مسلم. عَنْ أَبِي إِسْحَقَ قَال: قَال رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ يَعْنِي ابْنِ عَازِبٍ: يَا أَبَا عُمَارَةَ فَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنينٍ؟ قَال: لا، وَاللهِ مَا وَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ (6) أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ (7)(8) حُسَّرًا لَيسَ عَلَيهِمْ سِلاحٌ، أَوْ كَثِيرُ (9) سِلاحٍ، فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً لا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ جَمْعَ هَوَازِنَ، وَبَنِي نَصْرٍ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا (10) مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فَأَقْبَلُوا هُنَالِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيضَاءِ، وَأبو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ ابْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ يَقُودُ بِهِ، فَنَزَلَ وَاسْتَنْصَرَ، وَقَال: (أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنَا
(1)"الوطيس" هو شبه التنور يسجر فيه، وقيل التنور نفسه.
(2)
في (ك): "في وجوه".
(3)
"حدهم كليلًا" أي: قوتهم ضعيفًا.
(4)
مسلم (3/ 1398 - 1399 رقم 1755).
(5)
في (ك): "موضع".
(6)
في (أ): "شان".
(7)
"شبان أصحابه وأخفاؤهم": هم المسارعون المستعجلون.
(8)
في (ك): "وأحفاؤهم".
(9)
في (ك): "كبير".
(10)
"رشقًا" الرشق: اسم للسهام التي ترميها الجماعة دفعة واحدة.
ابْنُ عَبْدِ الْمُطلِبْ). تُمَّ صَفَّهُمْ (1). وفي لفظ آخر قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فَقَال: أَكُنْتُمْ وَلَّيتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَا أَبَا عُمَارَةَ؟ فَقَال: أَشْهَدُ عَلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا وَلَّى، وَلَكِنَّهُ انْطَلَقَ أَخِفَّاءُ مِنَ الناسِ، وَحُسَّرٌ (2) إِلَى هَذَا الْحَيِّ مِنْ هَوَازِنَ، وَهُمْ قَوْمٌ رُمَاةٌ فَرَمَوْهُمْ بِرِشْقٍ مِنْ نَبْلٍ كَأَنَّهَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَانْكَشَفُوا (3)، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ يَقُودُ بِهِ (4) بَغْلَتَهُ، فَنَزَلَ وَدَعَا وَاسْتَنْصَرَ وَهُوَ يَقُولُ:(أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطلِبْ، اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ). قَال الْبَرَاءُ: كُنَّا وَاللهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ (5) نَتَّقِي بِهِ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا الَّذِي يُحَاذِي بِهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وفي آخر قَال: سَمِعْتُ (6) الْبَرَاءَ، وَسَأَلَهُ رَجُل مِنْ قَيسٍ فَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَينٍ؟ فَقَال الْبَرَاءُ: وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفِرَّ، وَكَانَتْ هَوَازِنُ يَوْمَئِذٍ رُمَاةً، وَإِنَّا (7) لَمَّا حَمَلنا عَلَيهِمُ انْكَشَفُوا، فَأَكْبَبْنَا عَلَى الْغَنَائِمِ فَاسْتَقْبَلُونَا بِالسِّهَامِ، وَلَقَدْ رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيضَاءِ، وَإِنَّ أبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ آخِذ بِلِجَامِهَا رَهُوَ يَقُولُ:(أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطلِبْ).
3060 -
(3) وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَع قَال: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُنَينًا، فَلَمَّا وَاجَهْنَا الْعَدُوَّ تَقَدَّمَ فَأَعْلُو ثَنِيَّةً، فَاسْتَقْبَلَنِي رَجُلٌ مِنَ الْعَدُوِّ فَأَرْمِيهِ بِسَهْمٍ فَتَوَارَى عَنِّي، فَمَا دَرَيتُ مَا صَنَعَ، وَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ فَإِذَا هُمْ قَدْ طَلَعُوا
(1) مسلم (3/ 1400 رقم 1776)، البخاري (6/ 69 رقم 2864)، وانظر (2874، 2930، 4317، 4316، 4315، 3042).
(2)
في (ك): "وحسرًا".
(3)
"فانكشفوا" أي: انهزموا وفارقوا مواضعهم وكشفوها.
(4)
قوله "به" ليس في (أ).
(5)
"احمر البأس" كناية عن شدة الحرب.
(6)
في (ك): "وسمعت".
(7)
في (ك): "وإنها".
مِنْ ثَنِيَّةٍ أُخْرَى، فَالْتَقَوْا هُمْ وَأَصَحَابُ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوَلَّى أَصَحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَرْجِعُ مُنْهَزِمًا وَعَلَيَّ بُرْدَتَانِ مُتَّزِرًا بِإِحْدَاهُمَا مُرْتَدِيًا بِالأُخْرَى، فَاسْتَطْلَقَ إِزَارِي فَجَمَعْتُهُمَا جَمِيعًا، وَمَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْهَزِمًا وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(لَقَدْ رَأَى ابْنُ الأَكْوَعِ فَزَعًا). فَلَمَّا غَشُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ الأَرْضِ، وَاسْتَقْبَلَ بِهِ وُجُوهَهُمْ، فَقَال:(شَاهَتِ الْوُجُوهُ)(1). فَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا إِلا مَلأَ عَينَيهِ تُرَابًا بِتِلْكَ الْقَبْضَةِ، فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ فَهَزَمَهُمُ اللهُ، وَقَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَهُمْ بَينَ الْمُسْلِمِينَ (2). ولم يخرج البخاري هذا الحديث حديث سلمة.
3061 -
(4) وخَرَّج عَنْ مَرْوَانِ بْنِ الْحَكَمِ، وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيهِمْ أَمْوَالهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقَال لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(مَعِي مَنْ (3) تَرَوْنَ وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ (4)، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطائِفَتَينِ، إِمَّا الْمَال وَإِمَّا السَّبْيَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيتُ بِكُمْ). وَكَانَ انْتَظَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعَ عَشْرَةَ لَيلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيرُ رَادٍّ إِلَيهِمْ إِلا إِحْدَى الطَّائِفَتَينِ، قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الْمُسْلِمِينَ وَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَال:(أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ جَاءُوا تَائِبينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ (5) أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللهُ
(1)"شاهت الوجوه" أي: قبحت.
(2)
مسلم (3/ 1402 رقم 1777).
(3)
في (ك): "ما".
(4)
في (أ): "صدقة".
(5)
قوله: "منكم" ليس في (ك).
عَلَينَا فَلْيَفْعَلْ). فَقَال النَّاسُ: قَدْ طيَّبْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّا لا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ في ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَينَا). فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا ذَلِكَ وَأَذِنُوا (1). خرَّجه في "المغازي" وغيرها، ومن تراجمه عليه "باب إذا وهب شيئًا لوكيل أو شفيع قوم جاز لقول النبي صلى الله عليه وسلم لِوفدِ هوزَانَ حِينَ سَألوه المغَانِمَ، فَقَال: نَصِيبِي لَكُمْ.
3062 -
(5) وخرَّج في باب "ما كان يعطي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم من الخمس ونحوه" عَنْ نَافِعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: أَصَابَ عُمَرُ جَارِيَتَينِ مِنْ سَبْي حُنَينٍ فَوَضَعَهُمَا في بَعْضِ بُيُوتِ مَكَّةَ، قَال: فَمَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى سَبْي حُنَينٍ، فَجَعَلُوا يَسْعَوْنَ في السِّكَكِ، قَال عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللهِ انْظُرْ مَا هَذَا؟ فَقَال (2): مَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّبْي. قَال: اذْهَبْ فَأَرْسِلِ الْجَارِيَتَينِ (3).
وقَال في رِوَايَةٍ بعده: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: مِنَ الْخُمُسِ. ولم يصل سنده بهذه الرواية.
قِصَّةُ الطَّائِفِ وَبَدْرٍ وَمَكَّةَ وَكَانَتْ غَزْوَةُ الطَّائِفِ في ثَمَان مِنْ (4) شَوال
3063 -
(1) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَال: حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيئًا، فَقَال:(إِنا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللهُ).
(1) البخاري (8/ 32 - 33 رقم 4318)، وانظر (2307، 2539، 2584، 2607، 3131، 7176).
(2)
في (أ): "قال: فقال".
(3)
البخاري (6/ 250 رقم 3144)، وانظر (2032، 2043، 4320، 6697).
(4)
في (أ): "في".
قَال أَصْحَابُهُ: نَرْجِعُ (1) وَلَمْ نَفْتَتِحْهُ (2)، فَقَال لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ). فَغَدَوْا عَلَيهِ فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ، فَقَال لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ الله)(3). فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4). في بعض طرق البخاري: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وفي بعض الروايات عنه عبد الله بن عمر، وهو الصواب، وذكر ذلك الدارقطني (5).
3064 -
(2) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاوَرَ حِينَ بَلَغَهُ قِتَالُ أَبِي سُفْيَانَ قَال: فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ (6)، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَال: إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا (7) إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ (8) لَفَعَلْنَا، قَال: فَنَدَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ فَانْطَلَقُوا حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا، وَوَرَدَتْ عَلَيهِمْ رَوَايَا قُرَيشٍ وَفِيهِمْ غُلامٌ أَسْوَدُ لِبَنِي الْحَجَّاج فَأَخَذُوهُ، وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ فَيَقُولُ: مَا لِي عِلْمٌ بِأَبِي سُفْيَانَ، وَلَكِنْ هَذَا أَبُو جَهْلٍ وَعُتْبَةُ وَشَيبَةُ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، فَإِذَا قَال ذَلِكَ ضَربوهُ، فَقَال: نَعَمْ، أَنَا أُخْبِرُكُمْ هَذَا أَبُو سُفْيَانَ، قإِذَا تَرَكُوهُ فَسَأَلُوهُ قَال: مَا لِي بأَبِي سُفْيَانَ عِلْمٌ، وَلَكِنْ هَذَا أَبُو جَهْلٍ وَعُتْبَةُ وَشَيبَةُ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ في النَّاسِ، فَإِذَا قَال هَذَا أَيضًا ضَربوهُ،
(1) في (أ): "يرجع".
(2)
في (ك): "نفتحه".
(3)
قوله: "إن شاء الله" ليس في (أ).
(4)
مسلم (3/ 1402 - 1403 رقم 1778)، البخاري (8/ 44 رقم 4325)، وانظر (6086، 7481).
(5)
ذكر ذلك أيضًا الحافظ في الفتح (8/ 44).
(6)
قوله: "ثم تكلم عمر فأعرض عنه" ليس في (أ).
(7)
في (ك): "أكبادنا".
(8)
"برك الغماد": هو موضع من وراء مكة بخمس ليال بناحية الساحل، وقيل: بلدتان. وقيل: هو كناية يقال قيما تباعد.
وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ انْصَرَفَ، وَقَال:(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَضْرِبُوهُ إِذَا صَدَقَكُمْ، وَتَتْرُكُوهُ إِذَا كَذَبَكُمْ). قَال: فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ). وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ هَا هُنَا هَا هُنَا قَال: فَمَا مَاطَ أَحَدُهُمْ عَنْ مَوْضِع يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
3065 -
(3) وخرَّج عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَال: كَاتَبْتُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كِتَابًا بِأَنْ (2) يَحْفَطَنِي في صَاغِيَتِي (3) بِمَكَّةَ، وَأَحْفَظَهُ في صَاغِيَتِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا ذَكَرْتُ الرَّحْمَنَ قَال: لا أَعْرِفُ الرَّحْمَنَ كَاتِبْنِي بِاسْمِكَ الَّذِي كَانَ في الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَاتَبْتُهُ عَبْدَ عَمْرٍو، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ خَرَجْتُ إِلَى جَبَلٍ لأُحْرِزَهُ حِينَ نَامَ الناسُ، فَأَبْصَرَهُ بِلالٌ فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ الأَنْصَارِ، فَقَال: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا أُمَيَّةُ، فَخَرَجَ مَعَهُ فَرِيقٌ مِنَ الأَنْصَارِ في آثَارِنَا، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُونَا (4) خَلَّفْتُ لَهُمُ ابْنَهُ لِيَشْغَلَهُمْ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوْا (5) حَتَّى يَتْبَعُونَا، وَكَانَ رَجُلًا ثَقِيلًا فَلَمَّا أَدْرَكُونَا قُلْتُ لَهُ (6): ابْرُكْ فَبَرَكَ، فَأَلْقَيتُ عَلَيهِ نَفْسِي لأَمْنَعَهُ، فَتَخَلَّلُوهُ بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي حَتَّى قَتَلُوهُ، وَأَصَابَ أَحَدُهُمْ رِجْلِي بِسَيفِهِ، وَكَانَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُرِينَا ذَلِكَ الأَثَرَ في ظَهْرِ قَدَمِهِ (7). خرَّجه في الوكالة في باب "إذا وكل المسلم حربي في دار الحرب أو في دار الإسلام".
(1) مسلم (3/ 1403 - 1404 رقم 1779).
(2)
في (ك): "أن"
(3)
"صاغيتي" الصاغية: خاصة الرجل، ويطلق على الأهل والمال.
(4)
في حاشية (ك): "بلغ مقابلة".
(5)
في (أ): "أبوا".
(6)
قوله: "له" ليس في (ك).
(7)
البخاري (4/ 480 رقم 2301)، وانظر (3971).
3066 -
(4) وخرَّج في باب "عدة أصحاب بدرٍ" في "المغازي" عَنِ (1) الْبَرَاءَ بْنِ عَازِبٍ قَال: حَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا: أَنهُمْ كَانُوا عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ أَجَازُوا مَعَهُ النَّهَرَ بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلاثَ مِائَةٍ، قَال الْبَرَاءُ: لا (2) وَاللهِ مَا جَاوَزَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلا مُؤْمِنٌ (3).
3067 -
(5) وعَنْهُ قَال: اسْتُصْغِرْتُ أنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا عَلَى الْسِتِّينَ (4)، وَالأَنْصَارُ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَينِ (5).
3068 -
(6) وذَكَرَ في "المغازي" في باب "شهود الملائكة" عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قَال: (جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَال: مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَال: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلائِكَةِ). قَال: وَكَانَ رَافِعٌ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ (6).
وفي بعض طرقه: أَنَّ مَلَكًا سَأَلَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ولَم يَذكر جِبْرِيلَ عليهما السلام.
3069 -
(7) وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال يَوْمَ بَدْرٍ: (هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرأْسِ فَرَسِهِ عَلَيهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ)(7).
3070 -
(8) وخرَّج في بابٍ بعده عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ قَال: قَال الزُّبَيرُ: لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيدَةَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ (8)(9) لا يُرَى (10) مِنْهُ إِلا
(1) في النسخ: "وعن" وهو خطأ.
(2)
قوله: "لا" ليس في (ك).
(3)
البخاري (7/ 290 رقم 3957)، وانظر (3958، 3959).
(4)
في (ك): "نيفا وستين".
(5)
البخاري (7/ 290 رقم 3955، 3956).
(6)
البخاري (7/ 311 - 312 رقم 3992)، وانظر (3993، 3994).
(7)
البخاري (7/ 312 رقم 3995)، وانظر (4041).
(8)
في (ك): "متدجج"
(9)
"مدجج" أي: مغطى بالسلاح.
(10)
في (أ): "ترى".
عَينَاهُ، وَهُوَ يُكْنَى أَبَا ذَاتِ الْكَرِشِ، فَقَال: أَنَا أبو ذَاتِ الْكَرِشِ، فَحَمَلْتُ عَلَيهِ بِالْعَنَزَةِ فَطَعَنْتُهُ في عَينِهِ فَمَاتَ، قَال هِشَامٌ: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُبَيرَ قَال: لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيهِ ثُم تَمَطَّأْتُ فَكَانَ الْجَهْدَ أَنْ نَزَعْتُهَا وَقَدِ انْثَنَى طَرَفَاهَا، قَال عُرْوَةُ: فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ سَأَلَهَا عُمَرُ فَأَعْطَاهُ إيَّاهَا (1)، فَلَمَّا قُبِضَ عُمَرُ أَخَذَهَا، [ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ فَأَعْطَاهُ إيَّاهَا، فَلَمَّا قُتِلَ](2) عُثْمَانُ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِيٍّ، فَطَلَبَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزبيرِ فَكَانَتْ (3) عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ (4).
3071 -
(9) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحِ قَال: وَفَدْتُ مَعَ وُفُودٍ إلَى مُعَاويَةَ وَذَلِكَ في رَمَضَانَ فَكَانَ (5) يَصْنَعُ بَعْضُنَا (6) لِبَعْضٍ الطَّعَامَ، وَكَان أَبُو هُرَيرَةَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَنَا إِلَى رَحْلِهِ، فَقُلْتُ: أَلا (7) أَصْنَعُ طَعَامًا فَأَدْعُوَهُمْ إلَى رَحْلِي، فَأَمَرْتُ بِطَعَامٍ يُصْنَعُ (8)، ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا هُرَيرَةَ مِنَ الْعَشِيِّ فَقُلْتُ: الدَّعْوَةُ عِنْدِي (9) اللَّيلَةَ، فَقَال: سَبَقْتَنِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَعَوْتُهُمْ، فَقَال أَبُو هُرَيرَةَ: أَلا أُعْلِمُكُمْ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِكُمْ يَا مَعْشر الأَنْصَارِ، ثُمَّ ذَكَرَ فَتْحَ مَكَّةَ فَقَال: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَبَعَثَ الزُّبَيرَ عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَينِ (10) وَبَعَثَ خَالِدًا عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الأُخْرَى وَبَعَثَ أَبَا عُبَيدَةَ عَلَى الْحُسَّرِ (11)، فَأَخَذُوا (12) بَطْنَ
(1) في (أ): "إياه".
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(3)
في (أ): "وكانت".
(4)
البخاري (7/ 314 رقم 3998).
(5)
في (أ): "وكان".
(6)
في (أ): "بعضها".
(7)
في (أ): "لا".
(8)
في (ك): "فصنع".
(9)
في (أ): "عند".
(10)
"المجنبتين" هما الميمنة والميسرة، والقلب بينهما.
(11)
"الحُسَّر": هم الذين لا دروع عليهم.
(12)
في (ك): "وأخذوا".
الْوَادِي، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في كَتِيبَتِهِ، قَال: فَنَظَرَ فَرَآنِي (1) فَقَال أَبُو هُرَيرَةَ: قُلْتُ: نَعَمْ لَبَّيكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَال:(لا يَأْتِينِي إِلا أَنْصَارِيٌّ). فَقَال (2) اهْتِفْ لِي بِالأَنْصَارِ قَال: فَأَطَافُوا بِهِ (3) وَوَبَّشَتْ (4) قُرَيشٌ أَوْ بَاشًا (5) لَهَا (6) وَأَتْبَاعًا، فَقَالُوا: نُقَدِّمُ هَؤُلاءِ فَإِنْ كَانَ لَهُمْ شَيءٌ كُنَّا مَعَهُمْ، وَإِنْ أُصِيبُوا أَعْطَينَا الَّذِي سُئِلْنَا فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَلا (7) تَرَوْنَ إِلَى أَوْبَاشِ قُرَيشٍ وَأَتْبَاعِهِمْ). ثُمَّ قَال بِيَدِهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى، ثُمَّ قَال:(حَتَّى تُوَافُونِي بِالصَّفَا). فَانْطَلَقْنَا فَمَا شَاءَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا إِلا قَتَلَهُ، وَمَا أحَدٌ مِنْهُمْ يُوَجِّهُ (8) إِلَينَا شَيئًا، قَال: فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ (9) أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ (10) قُرَيشٍ، لا قُرَيشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، ثُمَّ قَال:(مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ). فَقَالتِ الأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ في قَرْيَتِهِ، وَرَأفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ. قَالً أَبُو هُرَيرَةَ: وَجَاءَ الْوَحْي، وَكَانَ إِذَا جَاءَ لا يَخْفَى عَلَينَا، فَإِذَا جَاءَ فَلَيسَ أَحَدٌ يُرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ، فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ). فَقَالُوا: لبَّيكَ رَسُولَ اللهِ، قَال:(قُلْتُمْ أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ في قَريتِهِ؟ ). قَالُوا: قَدْ كَانَ ذَاكَ. قَال: (كَلا إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ وَإلَيكُمْ، الْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ). فَأَقْبَلُوا إِلَيهِ يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ:
(1) في (أ): "فرأى".
(2)
في (أ): "فقلت".
(3)
في (أ): "بهم".
(4)
في (أ): "ونسرت".
(5)
"ووبشت قريش أوباشًا لها" أي: جمعت جموعًا من قبائل شتى.
(6)
في (أ): "أو بأمثالها"، وفي (ك):"أوباشًا ها".
(7)
قوله: "ألا" ليس في (ك).
(8)
في (أ): "توجه".
(9)
لفظ الجلالة ليس في (أ).
(10)
في (أ): "حصيرًا".
وَاللهِ مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا إِلا الظَّنَّ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ). قَال: فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى دَارِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَغْلَقَ النَّاسُ أَبْوَابَهُمْ قَال: وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيتِ، قَال: فَأَتَى عَلَى صَنَمٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ، قَال وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْسٌ، وَهُوَ آخِذ بِسِيَةِ الْقَوْسِ (1)، فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ في عَينِهِ، وَيَقُولُ:{جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} (2)، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا فَعَلا عَلَيهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيتِ وَرَفَعَ يَدَيهِ، فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ (3). وفِي رِوَايَةٍ: فَمَا اسْمِي إِذًا؛ كَلا إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ.
3072 -
(15) وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ في هذا الحديث أيضًا قَال: وَفَدْنَا إلَى مُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَفِينَا أَبُو هُرَيرَةَ، فَكَانَ (4) كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَصْنَعُ طَعَامًا يَوْمًا لأَصْحَابِهِ، فَكَانَتْ (5) نَوْبَتِي (6) فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيرَةَ الْيَوْمُ نَوبَتِي، فَجَاءُوا إلَى الْمَنْزِلِ وَلَمْ يُدْرِكْ طَعَامُنَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيرَةَ لَوْ حَدَّثْتَنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يُدْرِكَ طَعَامُنَا، فَقَال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ فَجَعَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى الْمُجَنِّبَةِ (7) الْيُمْنَى، وَجَعَلَ الزبَيرَ عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْيُسْرَى، وَجَعَلَ أَبَا عُبَيدَةَ عَلَى الْبَيَاذِقَةِ (8)(9) وَبَطْنِ الْوَادِي، فَقَال:(يَا أَبَا هُرَيرَةَ ادْعُ الأَنْصَارَ).
(1)"بسية القوس" السية: المنعطف من طرفي القرس.
(2)
سورة الإسراء، آية (81).
(3)
مسلم (3/ 1405 - 1407 رقم 1780).
(4)
في (أ): "وكان".
(5)
في (أ): "وكانت".
(6)
في (أ): "نرمي"، وفي (ك):"يومي".
(7)
في (ك): "المجبنة".
(8)
في (ك): "الساقة"، وفي حاشية (أ):"الساقة".
(9)
البياذقة: وهم رجالة لا دروع عليهم.
فَدَعَوْتُهُمْ فَجَاءُوا يُهَرْولُونَ فَقَال: (يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ هَلْ تَرَوْنَ أَوْبَاشَ قُرَيشٍ؟ ). قَالُوا: نَعَمْ. قَال: (انْظُرُوا إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ غَدًا أَنْ تَحْصُدُوهُمْ حَصْدًا). وَأَكْفَا بِيَدِهِ وَوَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ، وَقَال:(مَوْعِدُكُمُ الصَّفَا). قَال: فَمَا أَشْرَفَ يَوْمَئِذٍ لَهُمْ أَحَدٌ إِلا أَنَامُوهُ، قَال: وَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّفَا وَجَاءَتِ الأَنْصَارُ فَأَطَافُوا بِالصَّفَا، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أُبِيدَتْ (1) خَضْرَاءُ قُرَيشٍ لا قُرَيشَ بَعْدَ الْيَوْمٍ، قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فهُوَ آمِنٌ). فَقَالتِ الأَنْصَارُ: أَمَّا الرَّجُلُ قَدْ أخَذَتْهُ رَأفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ، وَرَغْبَةٌ في قَرْيَتهِ، وَنَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(قُلْتُمْ أَمَّا (2) الرَّجُلُ قَدْ أَخَذَتْهُ رَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ، وَرَغْبَةٌ في قَرْيَتِهِ، أَلا فَمَا اسْمِي إِذًا (3) ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَال: أَنَا مُحَمَّد عَبْدُ اللهِ وَرَسُولِهِ هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ وَإلَيكُمْ، فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ). قَالُوا: وَاللهِ مَا قُلْنَا إِلا ضِنًّا (4)(5) بِاللهِ وَرَسُولِهِ. قَال: (فَإِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ)(6)(7).
لم يخرج البخاري هذا الحديث.
3073 -
(11) وخرَّج عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبيرِ قَال: لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيشًا، خَرَجَ أَبو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وبدَيلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا
(1) في (أ): "ابتدت"، وفي (ك):"أنبذت".
(2)
في (أ): "ما".
(3)
قوله: "إذًا" ليس في (أ).
(4)
في (ك): "ظنًّا".
(5)
"ضنًّا بالله ورسوله" أي: شحًّا به وحرصًا عليه.
(6)
في (أ): "يعذرايكم".
(7)
انظر الحديث رقم (9) في هذا الباب.
مَرَّ الطَّهْرَانِ (1)، فَإِذَا هُمْ (2) بِنِيرَانٍ كَأنهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَال أَبُو سُفْيَانَ: مَا هَذِهِ لَكَأنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَال بُدَيلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ بَنِي عَمْرٍو. فَقَال أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ، فَرَأهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ فَأَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ، فَلَمَّا سَارَ قَال لِلْعَبَّاسِ (3): أمْسِكْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْمِ الْخَيلِ (4) حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ فَجَعَلَتِ الْقَبَائِلُ تَمُرُّ (5) مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَمُرُّ كَتِيبَةً (6) كَتيبَةً عَلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَمَرَّتْ كَتِيبَةٌ، فَقَال: يَا عَبَّاسُ مَنْ هَذِهِ؟ قَال: هَذِهِ غِفَارُ. قَال: مَا لِي وَلِغِفَارَ، ثُمَّ مَرَّتْ جُهَينَةُ فَقَال مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيمٍ فَقَال مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سُلَيمُ فَقَال مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَة لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَال: مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَال: الأَنْصَارُ عَلَيهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مَعَهُ الرَّايَةُ، فَقَال سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ (7)، الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ، فَقَال أَبُو سُفْيَانَ: يَا عبَّاسُ حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَارِ (8)، ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَة وَهِيَ أَقَلُّ الْكَتَائِبِ فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابهُ، وَرَايَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الزُّبَيرِ، فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأَبِي سُفْيَانَ قَال: أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَال سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ؟ قَال: (مَا قَال؟ ). قَال (9): كَذَا وَكَذَا، فَقَال:(كَذَبَ سَعْدٌ، وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ، [وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ] (10). قَال: فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ
(1)"مر الظهران": موضع على مرحلة من مكة.
(2)
قوله: "هم" ليس في (أ).
(3)
في (أ): "العباس".
(4)
"حطم الخيل" أي: ازدحامها.
(5)
قوله: "تمر" ليس في (ك).
(6)
الكتيبة: القطعة من الجيش.
(7)
"يوم الملحمة" أي: يوم حرب وقتل لا يوجد فيه مخلص.
(8)
"يوم الذمار" أي: يوم الهلاك والغضب.
(9)
في (أ): "قال: قال".
(10)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
تُرْكَزَ (1) رَايَتُهُ بِالْحَجُونِ (2)، قَال عُرْوَةُ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعُ بن جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَال: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ لِلزبيرِ بْنِ الْعَوَّامِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ لَهَا هُنَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرْكُزَ الرَّايَةَ، قَال: وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَعْلَى مَكةَ مِنْ كَدَاءٍ، وَدَخَلَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُدَا (3)، فَقُتِلَ مِنْ خَيلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَجُلانِ: حُبَيشُ بْنُ الأَشْعَرِ، وَكُرْزُ بْنُ جابِرٍ الْفِهْرِيُّ (4).
3074 -
(12) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: دَخَلَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلاثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بعُودٍ كَانَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ:{جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِن الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (5){جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (6)(7) وفِي رِوَايةٍ: يَوْمَ الْفَتْحِ. وفي أخرى: صَنَمًا بَدَلَ نُصُبًا.
3075 -
(13) وعَنْ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكةَ: (لا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)(8). وفي طريق أخرى: وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَسْلَمَ مِنْ عُصَاةِ (9) قُرَيشٍ غَيرَ مُطِيعٍ كَانَ اسْمُهُ الْعَاصِي، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُطِيعًا. لم يخرج البخاري هذا الحديث ولا أخرج عن مطلع بن الأسود في كتابه شيئًا.
(1) في النسخ يركز، والمثبت من "الصحيح".
(2)
الحجون: هو مكان معروف بالقرب من مقبرة مكة.
(3)
في (أ): "كذا".
(4)
البخاري (8/ 605 رقم 4280).
(5)
سورة الإسراء، آية (81).
(6)
سورة سبأ، آية (49).
(7)
مسلم (3/ 1408 رقم 1781)، البخاري (5/ 121 رقم 2478)، وانظر (4287، 4720).
(8)
مسلم (3/ 1409 رقم 1782).
(9)
"عصاة قريش" أي: من اسمه العاص كالعاص بن وائل ونحوه.