المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قصة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٣

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَاب الجِهادِ

- ‌إِبَاحَةُ القِتَالِ قَبلَ الدَّعوةِ، وفِي الدَّعْوَةِ قَبْلَهُ، ومَا يُوصى بِهِ للغُزَاةِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الغَادِرِ

- ‌بَابُ الحَرْبُ خدعَةٌ

- ‌النَّهي عَنْ تَمَنِّي لِقَاء العَدو

- ‌مَنْ أَرَادَ غَزوَةً فَوَرَّى بِغَيرِهَا ووَقْتُ الغَارَةِ ومَنْ أَحَبَّ الخُرُوج يَومَ الخمِيسِ

- ‌تَحْرِيقُ النَّخْلِ وقَطْعِهَا

- ‌تَحْلِيلُ الغَنَائِمِ

- ‌فِي النَّفْلِ والقسْمَةِ وَمَا جَاءَ فِي سَلَبِ القَتِيلِ

- ‌بَابُ فَكَاكِ الأَسيرِ

- ‌بَابٌ فِي أَرْضِ الصُّلحِ والعَنْوَةِ ومَا لم يُوجَفْ عَلَيهِ بِقِتَال

- ‌قسْمُ الغَنِيمةِ

- ‌بَابُ إِذَا غَنِمَ المشْركُون مَال الْمُسْلِم ثمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

- ‌باب

- ‌الْمَنُّ عَلَى الأسِيرِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلٍ

- ‌بابٌ

- ‌ذِكْرُ يَوْمَ الحُدَيبِيَةِ

- ‌الوَفَاءُ بالعَهْدِ

- ‌ذكْرُ مَا أوذِيَ بِه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌قِصَّةُ كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ

- ‌غَزْوَةُ خَيبَرٍ والخَنْدَقِ وذِي قَرَدٍ

- ‌بَعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

- ‌قَتْلُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ وخُبَيبِ بْنِ عَدِي رضي الله عنهما

- ‌الغَزْو بِالنِّسَاءِ

- ‌عَدَد غَزَواتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يُسْتعَان بالمشْرِكينَ في قِتَال العَدُوِّ

- ‌بَابٌ

- ‌في الْجِزْيَةِ

- ‌ باب

- ‌فَضْلُ قُرَيشٍ

- ‌الاسْتِخْلافُ وتَرْكِهِ

- ‌فِيمَنْ سَأَلَ الإِمَارَةَ

- ‌بَابُ مَنْ تَأَمَّرَ في الحَرْبِ مِنْ غَيرِ إِمْرةٍ إِذَا خَافَ العَدُوّ

- ‌في الإمَامِ العَادِلِ

- ‌بَابُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ، ومَا جَاءَ في الأَمِيرِ الغَاشِّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌في الْغَلُولِ وَفِي الأمِيرِ يَقْبَلُ الْهَدِيَةَ

- ‌الطَّاعَةُ للأَمِيرِ

- ‌بَيعَةُ الرِضْوَانِ

- ‌بَابُ لا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْحِ

- ‌بَيعَةُ النِّسَاءِ

- ‌بَيعَةُ الصَّغِيرِ

- ‌البَيعَةُ عَلَى السَّمْع والطَّاعَةِ

- ‌الحَدُّ بَينَ الْكَبِيرِ والصَّغِيرِ

- ‌النَّهِي أَن يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌المُسَابَقَةُ بَيْنَ الخَيلِ

- ‌بَابُ فَضِيلَةِ الخيلِ

- ‌فَضْلُ الجِهَادِ

- ‌بَابٌ

- ‌فَضْلُ الغَزْوِّ فِي البَحْرِ

- ‌فِي فَضْل الرِبَاطِ وعَدَد الشُّهدَاءِ وفِي فَضِيلةِ الرَّمِي

- ‌بَابٌ

- ‌بابٌ فِي التعْقِيبِ

- ‌فِي سَيْرِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ

- ‌قوله عليه السلام: " (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أمتِي ظَاهِرِينَ

- ‌بَابٌ

- ‌النَّهْي أَن يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيلًا

- ‌بَابُ تَلَقّي الغَازِي

- ‌كِتَابُ الصَّيدِ والذبَائِح

- ‌فِي العَقِيقَةِ

- ‌كتَابُ الأَشْرِبَةِ والأَطْعِمَةِ

- ‌بَابٌ فِي اللِّبَاسِ والزِّينَةِ

- ‌بَابُ الانْتِعَالِ

- ‌بَابُ الصُّوَرِ

- ‌بَابُ الجَرَسِ

- ‌النَّهْي عَنْ القَزَع وَعَنْ وَصلِ الشَّعرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ لَعنِ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ

- ‌ باب

- ‌في الأسْمَاءِ والكُنَى

- ‌بَابٌ فِي الاستئْذَانِ والسَّلامِ

- ‌بَابٌ

- ‌فِي التَّنَاجِي

- ‌بَابٌ فِي الرُّقي والطِّبِ

- ‌بَابٌ فِي الطاعُونِ

- ‌بَابٌ فِي العَدْوَى والطِّيَرَةِ والفَأْلِ والشُّؤْمِ

- ‌بَابٌ فِي الكُهَّانِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ النَّمْلِ

- ‌بَابٌ فِي الرِّفْقِ بالبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ سَبِ الدَّهْرِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ أَن يَقُولَ عَبْدِي أَو أَمَتِي

- ‌بَابُ النَّهْي أَن يَقُولَ خَبُثَتْ نَفْسِي

- ‌بَابٌ فِي الطِّيبِ

- ‌بَابُ فِي الشِّعْرِ

- ‌بَابٌ فِي النَّرْدَشِيرِ

- ‌بَابٌ فِي الرُّؤْيَا

- ‌كِتَابُ المَنَاقِبِ

- ‌ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ عِيسى بْنِ مَرْيَم عليه الصلاة والسلام

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وَلُوطَ وَيُونُسَ وَيُوسُفَ وَزَكَرِيَا ودَاوُدَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلام

- ‌قِصَّةُ مُوسَى والخَضِرِ صَلَّى الله عَلَيهمَا وَسَلَّمَ

- ‌قِصةُ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهما

- ‌مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَبَيعَةُ عُثْمانَ، وفَضَائِلُهُ

- ‌ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ، وَالزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، وَأَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاع، وَسَعِيد بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه أجمعين

- ‌ذِكْرُ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ زَيدِ بْنِ حَارِثَةَ، وابْنِهِ أُسَامَةَ، وعَبْد اللهِ بن الزُّبَيرِ، وعَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ جَعْفَر بْنِ أَبِي طَالِبٍ وخَالِد بْنِ الوَلِيدِ

- ‌ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيلِدٍ وعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما

- ‌ذَكْرُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ وزَينَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمَّيِّ الْمُؤمِنِين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أُمِّ أَيمَن وأُمِّ سُلَيم رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أَبِي طَلْحةَ وبِلال وعَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أبِي بن كَعبٍ، وَسَعدِ بْنِ مُعَاذٍ، وأَبِي زَيدٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاك بْنِ خَرَشَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ جُلَيبِيبِ وعَمرِو بْنِ تَغْلِب

- ‌ذِكْرُ عمَّار بنِ يَاسرٍ وحُذَيفَةَ بْنِ اليَمَانِ وحَارِثَةَ بْنِ سرُاقَةَ

- ‌ذِكْرُ أَبِي ذَرِّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادة

- ‌ذِكْر جَرِير بْنِ عَبْد اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَباس وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ خُزَيمَةَ بْنِ ثَابِت ومُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سفْيَان

- ‌ذِكْرُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمرٍو وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ حَسَّان بْنِ ثَابِت وأَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

- ‌ذكْرُ سَلْمَان وَصُهَيبٍ وبِلالٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أسَيدِ بْنِ حُضَيرٍ وعَبَّادِ بْنِ بِشْر وقَيسِ بْنِ سَعْدٍ

- ‌ذِكْرُ الأنْصَار

- ‌ذِكْرُ أَسْلَمِ وغِفَار وغَيرهما

- ‌ذِكْرُ نِسَاءِ قُرَيشٍ

- ‌فِي الْمُؤاخَاةِ والحِلْف

- ‌ذِكْرُ أوَيسِ بْنِ عَامِرٍ القَرَنِيِّ

- ‌بَابُ بِرِّ الوَلِدَينِ

- ‌بَابٌ فِي البِرِ والإِثْمِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ والنَّهْي عَنِ التَّقَاطع

- ‌بَابُ مَا يَكُون مِنِ الظنِّ

- ‌بَابٌ في الْمُتَحابِّينَ في اللهِ عز وجل

- ‌بَابٌ في عِيادَةِ المَرِيضِ وثَوَابِ المَصَائِبِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الترَاحُم والتعَاون والعَفْو والتواضُعِ

- ‌بَابٌ

- ‌في سَتْرِ الْمُسْلِمِ والْمُدَارَاةِ والرِّفقِ

- ‌بَابٌ في اللَّعنِ

- ‌بَابٌ في ذِي الوَجْهَينِ

- ‌بَابُ مَا جَاء في الكَذِبِ في الإِصْلاحِ بَينَ النَّاسِ في الحَرْبِ

- ‌بَابٌ في الصِّدْقِ والكَذِبِ والنَّمِيمَةِ

- ‌بَابٌ في الغَضَبِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ ضَرْبِ وَجْهِ المُسْلِمِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ يُعَذب النَّاسَ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ مَرَّ بِسِهَامٍ في يَدِهِ

- ‌النهْي أَن يُشِيرَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَخِيه بِالسِّلاحِ

- ‌في إِمَاطَةِ الأذَى عَنِ الطَرِيقِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌفي الكِبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌‌‌بَابٌفي حُسْنِ الجِوارِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الإحْسَانِ إِلَى البَنَاتِ وفِيمَن مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌بَابٌ

الفصل: ‌قصة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما

الْخَضِرَ أَنَّهُ (1) جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيضَاءَ فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءَ) (2)

لم يخرج مسلم حديث أبي هريرة هذا (3).

‌قِصةُ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهما

4180 -

(1) مسلم. عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَال: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ في الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيهِ، فَقَال:(يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنكَ بِاثْنَينِ اللهُ ثَالِثُهُمَا)(4). في بعض طرق البخاري: (اسْكُت يَا أَبَا بَكْرٍ اثْنَانِ اللهُ ثَالِثُهُمَا). ذكره في "هجرة النبي صلى الله عليه وسلم".

4181 -

(2) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَال:(عَبْدٌ خيَّرَهُ اللهُ بَينَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا (5) وَبَينَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ)، فَبَكَى أَبو بَكْرٍ وَبَكَى فَقَال: فَدَينَاكَ بِآبائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، قَال: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخيَّرُ، وَكَانَ أبو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ مِنْ أَمَن النَّاسِ عَلَيَّ (6) في مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ (7) أَبَا بَكْر، وَلَوْ كُنْتُ مُتخِذًا خَلِيلًا (8) لاتخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلامِ، لا تُبْقَيَنَّ في

(1) في (ك): "لأنه".

(2)

البخاري (6/ 433 رقم 3402).

(3)

في حاشية (أ): "بلغ مقابلة".

(4)

مسلم (4/ 1854 رقم 2381)، البخاري (7/ 257 رقم 3922)، وانظر (3653، 4663).

(5)

"زهرة الدنيا": نعيمها وأعراضها وحدودها.

(6)

"من أمنّ الناس عليّ "قال العلماء: معناه: أكثرهم جودًا وسماحة لنا بنفسه وماله، وليس هو من المن الذي هو الاعتداد بالصنيعة لأنه مبطل للثواب.

(7)

في (أ): "في صحبته وماله".

(8)

الخلة: أي الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله، وقيل: أصل الخلة الاستصفاء الاختصاص بالمودة.

ص: 508

الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلا خَوْخَةَ (1) أَبي بَكْرٍ) (2). في بعض طرق البخاري: (لَوْ كُنْتُ مُتخِذًا غَيرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ). وَفِيَ طَريقٍ أُخْرَى: "إِلا خُلَّةَ الإِسْلامِ". وفيه وذكر كلام أبي بكر قال: فَعَجِبْنَا لَهُ، وَقَال النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيخ يُخْبِرُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَبْدٍ خيَّرَهُ اللهُ بَينَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَينَ مَا عِنْدَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَينَاكَ بِآبائِنَا وَأُمَّهاتِنَا. [وخرَّجه في باب "هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة"، وخرَّجه باب "الخوخة في المسجد" من كتاب "الصلاة" قال فيه: فَقُلْتُ في نَفْسِي مَا يُبْكِي هَذَا](3) الشَّيخَ أَنْ يَكُونَ اللهُ خَيَّرَ عَبْدًا بَينَ الدُّنْيَا وَبَينَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللهِ. وفيه: فَقَال: (يَا أَبَا بَكْرٍ، لا تَبْكِ إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ، صُحْبَتِهِ [وَمَالِهِ أبو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَّاتخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ] (4)، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلا سُدَّ إِلا بَابُ أَبِي بَكْرٍ).

4182 -

(3) وخرَّج مِنْ حَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مَرَضِهِ الذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ، ثُمَّ قَال:(إِنهُ لَيسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ (5) عَلَيَّ في نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ متَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لَّاتخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ خلة الإِسْلامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ في هَذَا الْمَسْجِدِ

(1) الخوخة: الباب الصغير بين البيتين أو الدار ونحوه.

(2)

مسلم (4/ 1854 - 1855 رقم 2382)، البخاري (7/ 227 رقم 3904)، وانظر (466، 3654).

(3)

ما بين المعكوفين تكرر في (ك).

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(5)

في (ك): "أحدًا من".

ص: 509

غَيرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ) (1). وفِي لَفْظِ آخر: "لَوْ كُنْتُ مُتخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلًا لاتخَذْتُهُ" وفِي آخر: "مِنْ أُمَّتِي". وقَال: "وَلَكِنْ أُخُوَّةَ الإسْلامِ أَفْضَلُ". وفِي آخَر: "وَلَكِنْ أَخِي وصَاحِبِي (2) ".

4183 -

(4) وعَنِ ابْنِ الزبير قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَوْ كُنْتُ مُتخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلًا لاتَّخَذْتُهُ). يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ (3). لم يخرج مسلم عن ابن عباس، ولا عن ابن الزبير في هذا شيئًا (4).

4184 -

(5) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنهُ قَال:(لَوْ كُنْتُ مُتخِذًا خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْر خَلِيلًا وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللهُ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا)(5). وفِي لَفْظٍ آخر: (لَوْ كُنْتُ مُتخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا، وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَليلُ اللهِ). وفِي آخَر: (أَلا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خِلٍّ مِنْ خِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتخِذًا خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ). لم يخرج البخاري عن ابن مسعود في هذا شيئًا.

4185 -

(6) مسلم. عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ عَلَى جَيشِ ذَاتِ السَّلاسِلِ (6)، فَأَتَيتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَال: (عَائِشَةُ).

(1) البخاري (1/ 558 رقم 467)، وانظر (3656، 7738، 3657).

(2)

في (ك): "أو صاحبي".

(3)

البخاري (7/ 17 رقم 3658).

(4)

جاء في هامش (أ) مقابل هذا الحديث ملحقًا: "البخاري عن ابن عباس قال: أما الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذًا من هذه الأمة خليلًا لاتخذته ولكن خلة الإسلام أفضل أو قال: خير فإنه أنزله آبا أو قضاه أبا يعني الجد في الميراث ذكره في الفرائض". انتهى. وانظره في "صحيح البخاري" رقم (6738).

(5)

مسلم (4/ 1855 رقم 2383).

(6)

"ذات السّلاسل" هو ماء لبني جذام بناحية الشام.

ص: 510

قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَال: (أبُوهَا). قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَال: (عُمَرُ)(1). وَعَدَّ رِجَالًا (2). زاد البخاري: فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي في آخِرِهِمْ. وقال: غَزوة ذات السلاسل: هي غزوة لخم وجذام. وقال: عن عروة: هي بلاد بليٍّ وعُذْرَةَ وبني القَينِ.

4186 -

(7) مسلم. عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ قَال: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، وَسُئِلَتْ مَنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَخْلِفًا لَو اسْتَخْلَفَهُ؟ قَالتْ: أبو بَكْرٍ. فَقِيلَ لَهَا: تمَّ مَنْ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالتْ: عُمَرُ. ثُمَّ قِيلَ لَهَا: مَنْ بَعْدَ عُمَرَ؟ قَالتْ: أَبُو عُبَيدَةَ بْنُ الْجَرَّاح. ثُمَّ انْتَهَتْ (3) إِلَى هَذَا (4). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4187 -

(8) مسلم. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيئًا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيهِ، فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيتَ إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ؟ قَال أَبِي: كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ، قَال:(فَإِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أبَا (5) بكْرٍ) (6).

4188 -

(9) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: قَال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مَرَضِهِ: (ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتى أَكْتُبَ كِتَابًا، فَإِني أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ (7) وَيَقُولُ قائلٌ: أَنَا أَوْلَى، وَيَأْبَى اللهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلا أَبَا بَكْرٍ) (8).

(1) في (أ): "عمر وعلي"، وزيادة على خطأ من الناسخ.

(2)

مسلم (4/ 1856 رقم 2384)، البخاري (7/ 18 رقم 3662)، وانظر (4358).

(3)

في (ك): "انتهيت".

(4)

مسلم (4/ 1856 رقم 2385).

(5)

في (ك): "أبي".

(6)

مسلم (4/ 1856 - 1857 رقم 2386)، البخاري (7/ 17 رقم 3659)، وانظر (7220، 7360).

(7)

في (ك): "متمني".

(8)

مسلم (4/ 1857 رقم 2387).

ص: 511

4189 -

(10) البخاري. عَنِ الْقَاسم بْنِ مُحَمَّدٍ قَال: قَالتْ عَائِشَةُ وَارَأْسَاهْ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(ذَاكِ (1) لَوْ كَانَ وَأَنَا حَى فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ). فَقَالتْ عَائِشَةُ: وَاثُكْلِيَاهْ (2)، وَاللهِ إنِّي لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(بَلْ أَنَا وَا رَأْسَاهْ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنى الْمُتَمَنونَ، أَوْ (3) يَدْفَعُ الله، وَيَأْبَى اللهُ (4) وَالْمُؤْمِنُونَ) (5).

4190 -

(11) وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَال: رَأيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلا خَمْسَةُ أَعْبدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو (6) بَكْرٍ (7).

4191 -

(12) وَعَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ قَال: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتَيهِ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ)(8). فَسَلَّمَ وَقَال: إنِّي كَانَ بَينِي وَبَينَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيءٌ فَأَسْرَعْتُ إلَيهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَألْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيكَ، فَقَال:(يَغْفِرُ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ). ثَلاثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبي بَكْرٍ فَسَأَلَ أَثمَ أبُو بَكْر؟ قالُوا: لا. فأَتَى الَّنبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّرُ (9) حَتى أَشْفَقَ أَبو بَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيهِ (10) وَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ!

(1) في (ك): "ذلك".

(2)

في (أ): "واثكلياه". والثكل: هو الهلاك أو فقدان الولد، وهو هنا كلام يجري على اللسان عند حصول المصيبة أو توقعها.

(3)

في (ك): "و".

(4)

لفظ الجلالة ليس في (ك).

(5)

البخاري (10/ 123 رقم 5666)، وانظر (7217).

(6)

في (أ): "أو أبو".

(7)

البخاري (7/ 18 رقم 3660)، وانظر (3857).

(8)

"غامر" أي خاصم ودخل في غمرة الخصومة.

(9)

"يتمعر" أي: تذهب نضارته من الغضب.

(10)

"فجثا على ركبتيه": أي: جلس على ركبتيه.

ص: 512

وَاللهِ (1) أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَينِ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي إِلَيكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ. وَقَال أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي). مَرَّتَينِ، فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا (2). وفِي لَفْظٍ آخر: كَانَتْ بَينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُحَاوَرَة فَأَغْضَبَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ، فَانْصَرَفَ عُمَرُ عَنْهُ مُغْضَبًا، فاتبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْألُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى أَغْلَقَ بَابَهُ فِي وَجْهِهِ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم .. الحديث قال: وَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وفيه: (إِنِّي قُلْتُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وَقَال أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ). قَال أَبُو عَبْد اللهِ: غَامَرَ سَبَقَ بِالْخَيرِ (3).

4192 -

(13) وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ قَال: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: رَأَيتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيطٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّي دَفَعَهُ (4) عَنْهُ، فَقَال:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} (5)(6).

4193 -

(14) وَعَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ (7)،

(1) لفظ الجلالة ليس (أ).

(2)

البخاري (7/ 18 رقم 3661)، وانظر (4640).

(3)

أبو عبد الله هو البخاري رحمه الله، وهذا القول في رواية المستملي عن أبي ذر وحده دون سائر رواة "الصحيح"، وهو تفسير بعيد، وسبق التعليق ببيان معناه.

(4)

في (أ): "رفعه".

(5)

سورة غافر، آية (28).

(6)

البخاري (7/ 22 رقم 3678)، وانظر (3856، 3815).

(7)

في (أ): "بالسنج".

ص: 513

فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللهِ مَا مَاتَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالتْ: وَقَال عُمَرُ: وَاللهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ (1) اللهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقبَّلَهُ، فَقَال: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي (2) طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُذِيقُكَ اللهُ الْمَوْتَتَينِ أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَال: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيهِ وَقَال: أَلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وَقَال:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)} (3) وَقَال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)} (4)، قَال: فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، وَاجْتَمَعَتِ الأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَذَهَبَ إِلَيهِمْ أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللهِ مَا أَرَدْتُ بِذلِكَ إِلا أَنِّي هَيَّأْتُ (5) كَلامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ فَقَال فِي كَلامِهِ: نَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ. فَقَال حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: لا، وَاللهِ مَا (6) نَفْعَلُ مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَقَال أَبُو بَكْرٍ: لا، وَلَكِنَّا الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعْربهُمْ أَحْسَابًا، فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا

(1) في (أ): "وليبعثه".

(2)

قوله: "أنت وأمي" ليس في (أ).

(3)

سورة الزمر، آية (30).

(4)

سورة آل عمران، آية (144).

(5)

في المطبوع من "صحيح البخاري: "أني قد هيأت".

(6)

في حاشية (أ): "لا".

ص: 514

عُبَيدَةَ بْنَ الْجَرَّاح فَقَال عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ الناسُ، فَقَال قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقَال عُمَرُ: قَتَلَهُ اللهُ. قال: وَالسُّنْح: الْعَالِيَة (1).

4194 -

(15) ذكر في "الحدود" في باب "رجم الحبلى في الزنا إذا أحصنت"، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كُنْتُ أُقْرِئُ (2) رِجَالًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَينَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ (3) بِمِنًى وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَال: لَوْ رَأَيتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ لَكَ فِي فُلان؟ يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلًانا، فَوَاللهِ مَا كَانَتْ بَيعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلا فَلْتَةً (4) فَتَمَّتْ، فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَال: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي الناسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَوُلاءِ الَّذِينَ يُرِيدُنَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ (5) أُمُورَهُمْ (6)، فَقَال عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا تَفْعَلْ، فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ (7)، فَإِنهُمْ هُم الَّذِينَ يَغْلِبُونَ قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي الناسِ، وَأَنَا (8) أَخْشَى أَنْ تَقُومَ

(1) البخاري (7/ 19 - 20 رقم 3667)، وانظر (1241، 3669، 4452، 4455، 5710).

(2)

"أقرئ" أي: أعلمهم القرآن، فيقرئهم تلقينًا للحفظ لانشغالهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد معه.

(3)

في (ك): "بمنزله".

(4)

"فلتة" أي: فجأة.

(5)

في النسختين: "يغضبوهم"، والمثبت من "الصحيح".

(6)

"يغصبوهم أمورهم" المراد أنهم يثبتون على الأمر بغير عهد ولا مشارة.

(7)

"رعاع الناس وغوغاءهم" الرعاع: دهماء الناس ومن لا يؤبه له، والغوغاء: أصله صغار الجراد حين يبدأ في الطيران، ويطلق على السفلة المسرعين إلى الشر.

(8)

في (ك): "إني".

ص: 515

فَتَقُولَ مَقَالةً يُطَيِّرُهَا (1) عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ (2) وَأَنْ لا يَعُوهَا، وَأَنْ لا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ (3) وَأَشْرَافِ النَّاسِ فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالتَكَ وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، قَال عُمَرُ: أَمَا وَاللهِ إِنْ شَاءَ اللهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ، قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقدِمْنَ الْمَدِينَةَ فِي عُقْبِ ذِي الْحَجَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ عَجَّلْتُ بِالرَّوَاح حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، حَتَّى أَجِدَ سَعِيدَ بْنَ زَيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيلٍ جَالِسًا إِلَى رُكنِ الْمِنْبَرِ، فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، فَلَمْ أَنْشَبْ (4) أَنْ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا رَأَيتُهُ مُقْبِلًا قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ زَيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيلٍ: لَيَقُولَنَّ الْعَشِيَّةَ (5) مَقَالةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ، فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَال: مَا عَسَيتَ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ، فَجَلَسَ عُمَرُ (6) عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا سَكَتَ الْمُؤَذَّنُونَ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَال: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالةً قَدْ قُدِّرَ لِي (7) أَنْ أَقُولَهَا لَعَلَّهَا بَينَ يَدَي أَجَلِي (8) ، فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيثُ انْتَهَتْ بهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لا (9) يَعْقِلَهَا فَلا أُحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ: إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ آيةُ (10) الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَينَاهَا رَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَأَخْشَى إِنْ طَال

(1)"مقالة يطيرها" من أطار الشيء إذا أطلقه.

(2)

في (أ): "يظهرها عندك كل مظهر"، وفي الحاشية:"يظهرها عند كل مظهر".

(3)

"فتخلص بأهل الفقه" أي: تَصِلُ.

(4)

"فلم أنشب" أي: لم أتعلق بشيء غير ما كنت فيه، ، المراد سرعة خروج عمر.

(5)

في (أ): "مقبلًا العشية".

(6)

قوله: "عمر" ليس في (ك).

(7)

قوله: "لي" ليس في (أ).

(8)

"بين يدي أجلي" أي: بقرب موتي.

(9)

قوله: "لا" ليس في (أ).

(10)

قوله: "آية" ليس في (ك).

ص: 516

بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: وَاللهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللهِ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللهُ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ (1) أَو الاعْتِرَافُ، ثُمَّ إِنَّا (2) كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللهِ "لا تَرْغَبُوا (3) عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبائِكُمْ (4)، [أَوْ إِنَّ (5) كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبائِكُمْ] (6) ". أَلا (7) ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (لا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ). ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا مِنْكُم يَقُولُ: وَاللهِ لَوْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلانًا، فَلا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ إِنمَا كَانتْ بَيعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً فَتَمَّتْ، أَلا وَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ اللهَ وَقَى شَرَّهَا، وَلَيسَ فِيكُمْ مَنْ تُقْطَعُ الأَعْنَاقُ إِلَيهِ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، مَنْ بَايَعَ (8) رَجُلًا عَنْ غَيرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلا يُبَايَعُ هُوَ، وَلا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلا (9)، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا (10) حِينَ تَوَفى اللهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الأَنْصَارَ خَالفُونَا وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَخَالفَ عَنَّا عَلِيٌّ وَالزبيرُ وَمَنْ مَعَهُمَا، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلاءِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نُرِيدُهُمْ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُمْ لَقِيَنَا (11) مِنْهُمْ رَجُلانِ صَالِحَانِ فَذَكَرَا مَا تَمَالأ عَلَيهِ الْقَوْمُ فَقَالا: أَينَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ (4)

(1)"كان الحبل" أي: الحمل.

(2)

في (أ): "إذا".

(3)

في (أ): "أن لا يرغبوا".

(4)

في (أ) زيادة: "فمن رغب ترغبوا عن آبائكم".

(5)

في (أ): "وإن".

(6)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(7)

قوله: "ألا" ليس في (ك).

(8)

في (ك): "يتابع".

(9)

"تغزة أن يُقتلا" أي: حذرًا أن يقتلا.

(10)

في (ك): "من خيرنا".

(11)

في (أ): "فلقينا".

ص: 517

هَؤُلاءِ إِخْوَانَنَا مِنَ الأَنْصَارِ. فَقَالا: لا عَلَيكُمْ أَنْ لا تَقْربوهُمُ اقْضُوا أَمْرَكُمْ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَينَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بَينَ ظَهْرَانَيهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ. فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ فَقَالُوا: يُوعَكُ (1). فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلًا تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ (2) فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَال: أَمَّا بَعْدُ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ وَكَتِيبَةُ الإِسْلامِ (3)، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ (4) الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ (5)، وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ (6) فَإِذَا هُمْ (7) يُرِيدُونَ (8) أَنْ يَخْتَزِلُونَا (9) مِنْ أَصْلِنَا، وَأَنْ يَحْضُنُونَا (10)(11) مِنَ الأَمْرِ، فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ (12) أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَكُنْتُ زَوَّرْتُ (13) مَقَالةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَهَا بَينَ يَدَي أَبِي بَكْرٍ، وَكُنْتُ أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ الْحَدِّ (14)، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ قَال أَبُو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ (15) مِنِّي وَأَوْقَرَ، وَاللهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْويرِي إِلا قَال فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا حَتَّى سَكَتَ، فَقَال: مَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيرٍ فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ، وَلَنْ يُعْرَفَ هَذَا الأَمْرُ إِلا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيشٍ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ

(1) في (أ): "توعك".

(2)

في (أ): "خطبتهم".

(3)

"كتيبة الإسلام" الكتيبة هي الجيش المجتمع.

(4)

في (ك): "معاشر".

(5)

"رهط" أي: قليل.

(6)

"دفت دافة من قومكم" أي عدد قليل.

(7)

في (أ): "فاواهم".

(8)

في (أ): "تريدون".

(9)

"أن يختزلونا" أي: يقتطعونا عن الأمر وينفردوا به دوننا.

(10)

"يحضوننا" أي: يخرجونا.

(11)

في (ك): "تخضنونا".

(12)

في (ك): "وأردت".

(13)

"زورت مقالة" أي: هيأت وحسنت.

(14)

"الحدّ" أي: الحدة في الغضب. وفي (ك): "الجد".

(15)

في (ك): "أحكم".

ص: 518

نَسَبًا وَدَارًا، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ احَدَ هَذَينِ الرَّجُلَينِ فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَبيَدِ أَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاح وَهُوَ جَالِسٌ بَينَنَا، فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَال غَيرَهَا، كَانَ وَاللهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لا يُقَرِّبنِي ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، اللَّهُمَّ إِلا أَنْ تُسَوِّلَ لِي نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ شَيئًا لا أَجِدُهُ الآنَ، فَقَال قَائِلُ الأَنْصَارِ: أَنَا جُذَيلُهَا الْمُحَكَّكُ (1) وَعُذَيقُهَا الْمُرَجَّبُ (2) مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيشٍ، فَكَثُرَ اللَّغَطُ وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ حَتَّى فَرِقْتُ (3) مِنَ الاخْتِلافِ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ، ثُمَّ بَايَعَتْة الأَنْصَارُ، وَنَزَوْنَا (4) عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَال قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقُلْتُ: قَتَلَ اللهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. قَال عُمَرُ: وَإِنا وَاللهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ عَلَى مَا لا نَرْضَى، وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكُونُ فَسَادٌ، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَلَى غَيرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلا يُتَابَعُ (5) هُوَ، وَلا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلا (6). الرَّجلان (7) اللذان لقياهما: عويم بن ساعدة، ومعن (8) بن عدي،

(1)"أنا جذيلها المحكك" هو تصغير جذل، وهو العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به، وهو تصغير تعطم، أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود.

(2)

"وعذيقها المرجب" العذيق: تصغير عذق وهو النخلة، المرجب، أي: يدعم النخلة إذا أكثر حملها.

(3)

"فرقت" من الفرق وهو الخوف.

(4)

"ونزونا أي: وثبنا.

(5)

في (أ): "يبايع".

(6)

البخاري (12/ 144 - 145 رقم 6830)، وانظر (2462 ، 3445 ، 3928، 4021، 6829، 7323).

(7)

هذا التفسير من المؤلف رحمه الله.

(8)

في (أ): "معين".

ص: 519

وهما ممن شهد بدرًا.

4195 -

(16) وذكر البخاري: عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ خُطبةَ عُمَرَ الأخِيرَةَ (1) حِينَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَذَلِكَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَشَهَّدَ وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لا يَتَكَلَّمُ، قَال: كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرَنَا (2)، يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ، فَإِنْ يَكُنْ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ فَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ جَعَلَ بَينَ أَظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ هَدَى اللهُ مُحَمَّدًا، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَانِيَ اثْنَينِ، وَإِنَّهُ أَوْلَى الْمُسْلِمِينَ بِأُمُورِكُمْ، فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ (3)، فَكَانَتْ (4) طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَتْ بَيعَةُ الْعَامَّةِ عَلَى الْمِنْبَرِ (5).

4196 -

(17) وَعَنْهُ قَال: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لأَبِي بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ: اصْعَدِ الْمِنْبَرَ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ عَامَّةً (6). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى لهذه الخطبة: أَمَّا بَعْدُ فَاخْتَارَ اللهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ، وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِي هَدَى اللهُ بِهِ رَسُولَكُمْ فَخُذُوا بِهِ تَهْتَدُوا، لِمَا هَدَى اللهُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ذكر هذا في كتاب "الاعتصام"، وذكر فيها: أَنَّهُ تَشَهَّدَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ.

4197 -

(18) وَعَنْ عَائِشَةَ فِي هَذِه القِصَّة قَالتْ: مَا كَانَتْ (7) مِنْ خُطبَتِهِمَا مِنْ (8) خُطْبَةٍ إِلا نَفَعَ اللهُ بِهَا، لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا فَرَدَّهُمُ

(1) في حاشية (أ): "الآخرة" وعليها "خ".

(2)

في (ك): "يديرنا".

(3)

في (أ): "بايعوه".

(4)

في (ك): "وكانت".

(5)

البخاري (13/ 206 رقم 7219)، وانظر (7269).

(6)

انظر الحديث الذي قبله.

(7)

في (أ): "ما كان".

(8)

قوله: "من" ليس في (ك).

ص: 520

اللهُ بِذَلِكَ، ثُمَّ لَقَدْ بَصَّرَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ الْهُدَى وَعَرَّفَهُمُ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيهِمْ (1). ذكر هذا في "مناقب أبي بكر رضي الله عنه". وذكر مسلم من هذه الخطبة قصة الرَّجم خاصة، وقد تقدمت (2).

4198 -

(19) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟ ). قَال أَيُو بَكْرٍ: أَنَا. قَال: (فَمَنْ تَبِعَ (3) مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ ). قَال أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَال: (فَمَنْ أَطْعَمَ الْيَوْمَ مِنْكُمُ مِسْكِينًا؟ ). قَال أَبُو بَكْرٍ: أَنَا قَال: (فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ مَرِيضًا؟ ). قَال أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ)(4).

تفرد مسلم بهذا الحديث.

4199 -

(20) البخاري. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ (5) قَال: قُلْتُ لأَبِي أَيُّ النَّاسِ خَيرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَال: ثُمَّ عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ: عُثْمَانُ. قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قَال: مَا أَنَا إِلا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (6).

4200 -

(21) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بَينَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً لَهُ قَدْ حَمَلَ عَلَيهَا الْتَفَتَتْ إِلَيهِ الْبَقَرَةُ فَقَالتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، وَلَكِنِّي (7) إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ). فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ تَعَجُّبًا

(1) البخاري (7/ 20 رقم 3669) معلقًا، وانظر الحديث رقم (14) في هذا الباب.

(2)

مسلم (3/ 1317 رقم 1691).

(3)

في (أ): "شيّع".

(4)

مسلم (4/ 1857 رقم 1028).

(5)

في (أ): "الحنيفية".

(6)

البخاري (7/ 20 رقم 3671).

(7)

في (ك): "ولكنني".

ص: 521

وَفَزَعًا، أَبَقَرَةٌ تَكَلَّمُ (1)؟ ! فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ أَنَا (2) وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ). قَال أَبُو هُرَيرَةَ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بَينَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا (3) عَلَيهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاهً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيهِ الذِّئْبُ فَقَال لَهُ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُع (4) يَوْمَ لَيسَ لَهَا رَاعٍ غَيرِي). فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ)(5). وَفَي طَرِيقٍ أُخْرَى: (فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ) وَمَا هُمَا ثَمَّ. وفي بعض ألفاظ البخاري: "فَالْتَفَتَتْ (6) إِلَيهِ فَكَلَّمَتْهُ فَقَالتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا". وفي طريق (7) آخر: قَال: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَال: بَينَا (8) رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا، فَقَالتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ). وَقَال:(فَقَال لَهُ الذِّئْبُ هَذَا قَدْ اسْتَنْقَذْتهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا لَوْمَ السَّبُعِ). وَقَال: "وَمَا هُمَا ثَمَّ". فِي الحَدِيثينِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فِي قصة الذئب وقصة البقرة.

4201 -

(22) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: وُضِعَ عُمَرٌ عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيهِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيِهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلا

(1) في (أ): "تكلم الناس"، وفي (ك):"تتكلم"، والمثبت من "صحيح مسلم".

(2)

في (أ): "فإني أنا أومن به".

(3)

في (ك): "غدَا".

(4)

"يوم السبع": معناه: من لها يوم يطرقه الأسد فتفر أنت منه، فيأخذ منها حاجته، وأتخلف أنا لا راعي لها حينئذ غيري.

(5)

مسلم (4/ 1857 - 1858 رقم 2388)، البخاري (5/ 8 رقم 2324)، وانظر (3471، 3663، 3690).

(6)

في (أ): "فالتفت".

(7)

قوله: "طريق" ليس في (ك).

(8)

في (ك): "بينما".

ص: 522

بِرَجُلٍ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي فَالْتَفَتُّ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَال: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللهَ عز وجل بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَأيمُ اللهِ إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيكَ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ كَثِيرًا مَا أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ). فَإِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَوْ لأَظُنُّ (1) أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَهُمَا (2).

4202 -

(23) وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بَينَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ (3) وَعَلَيهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا (4) يَبْلُغُ الثُّدِيَّ وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ وَعَلَيهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ) (5). قَالُوا: مَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (الدِّينَ)(6). وفي بعض طرق البخاري: (بَينَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيهِمْ قُمُصٌ .. ). الحديث.

4203 -

(24) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(بَينَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيتُ قَدَحًا أُتِيتُ بِهِ فِيهِ لَبَنٌ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ). قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (الْعِلْمَ)(7). في بعض طرق البخاري: "حَتَّى إِنِّي لأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي".

(1) في (أ): "أظن".

(2)

مسلم (4/ 1858 - 1859 رقم 2389)، البخاري (7/ 22 رقم 3677)، وانظر (3685).

(3)

فِي (أ): "يعرضون عليّ".

(4)

في (أ): "ومنها ذا ما".

(5)

في (أ): "لجره".

(6)

مسلم (4/ 1859 رقم 2390)، البخاري (1/ 73 رقم 23)، وانظر (3691، 7008، 7009).

(7)

مسلم (4/ 1859 - 1860 رقم 2391)، البخاري (1/ 180 رقم 82)، وانظر (3681، 7006، 7007، 7027، 7032).

ص: 523

4204 -

(25) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (بَينَا (1) أَنَا نَائِمٌ رَأَيتُنِي عَلَى قَلِيبٍ عَلَيهَا دَلْوٌ فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شاءَ اللهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ بِهَا (2) ذَنُوبًا (3) أَوْ ذَنُوبَينِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ (4) وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالتْ غَرْبًا (5) فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا (6) مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نزْعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (7) حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ) (8) (9). وفِي لفظٍ (10) آخَر:(بَينَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ أَنِّي أَنْزِعُ عَلَى حَوْضٍ أَسْقِي النَّاسَ، فَجَاءَنِي أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرَوِّحَنِي، فَنَزَعَ دَلْوَينِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، فَجَاءَ ابْنُ الْخَطابِ فَأَخَذَهُ مِنْهُ فَلَمْ أَرَ نَزْعَ رَجُلٍ قَطُّ أَقْوَى (11) حَتَّى تَوَلَّى النَّاسُ وَالْحَوْضُ مَلآنُ يَتَفَجَّرُ). في بعض طرق البخاري: "وَالله يَغْفِرُ لَهُ ضَعْفَهُ". وفِي رِوَايَة الحَمَوي: "حَوْضِي" بالإضَافَةِ.

4205 -

(26) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (أُرِيتُ كَأَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْو بَكْرَةٍ (12) عَلَى قَلِيبٍ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنوبَينِ،

(1) في (أ): "بينما".

(2)

في (ك): "منها".

(3)

"ذنوبًا": الدلو المملوءة.

(4)

في (أ): "ضعفه".

(5)

"استحالت غربًا" استحالت" انقلبت وتحولت عن الصغر إلى الكبر، والغرب: الدلو العظيمة.

(6)

العبقري: السيد والكبير والقوي.

(7)

قوله: "ابن الخطاب" ليس في (ك).

(8)

"ضرب الناس بعطن" أي أرووا إبلهم ثم آووها إلى عطنها، وهو الموضع الذي تساق إلبه بعد السقي لتستريح.

(9)

مسلم (4/ 1860 رقم 2392)، البخاري (7/ 18 - 19 رقم 3664)، وانظر (7021، 7475، 7022).

(10)

قوله: "لفظ" ليس في (أ).

(11)

في "صحيح مسلم": "أقوى منه".

(12)

"بكرة": المراد نسبة الدلو إلى الأنثى من الإبل وهي الشابة، أي الدلو التي تسقى بها.

ص: 524

فَنَزَعَ (1) نَزْعًا ضَعِيفًا وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَاسْتَقَى فَاسْتَحَالتْ (2) غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ (3)(4) حَتَّى رَويَ النَّاسُ وَضَرَبُوا الْعَطنَ) (5). البخاري في بعض طرقه، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَيضًا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(رَأَيتُ (6) النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ (7) فِي صَعِيدٍ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَينِ وَفِي بَعْضِ نَزْعِهِ ضَعْفٌ). الحديث. وفِي آخَر:"ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدي أَبِي بَكْرٍ (8) ". وقال البخاري أَيضًا (9): الْعَطَنُ: مَبْرَكُ الإِبِلِ. يَقُولُ: حَتَّى رَوَتِ الإِبِلُ وَأَنَاخَتْ.

4206 -

(27) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا دَارًا أَوْ (10) قَصْرًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (11)، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ فَذَكَرْتُ غَيرَتَكَ). فَبَكَى عُمَرُ وَقَال: أَي رَسُولَ اللهِ أَوَ عَلَيكَ يُغَارُ (12). وقال البخاري: "رَأَيتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ". وقال: (أَرَدْتُ (13) أَنْ أَدْخُلَ إِلَيهِ فَأَنْظُرَ إِلَيهِ". وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيشٍ،

(1) قوله: "نزع" ليس في (ك).

(2)

في (ك): "فاستحال".

(3)

في حاشية (أ): "فريًا".

(4)

"يفري فريه" معناه: لم أر سيدًا يعمل عمله أو يقطع قطعه.

(5)

مسلم (4/ 1862 رقم 2393)، البخاري (6/ 629 - 630 رقم 3633)، وانظر (3676، 3682، 7019، 7020).

(6)

في (أ): "أرأيت".

(7)

في (أ): "مجمعين".

(8)

في (أ): "أبو بكر".

(9)

قوله: "أيضًا" ليس في (ك).

(10)

في (أ): "و".

(11)

في (أ): "فقالوا: أدخله فانظر إليه لعمر بن الخطاب".

(12)

مسلم (4/ 1862 رقم 2394)، البخاري (7/ 40 رقم 3679)، وانظر (5256، 7024).

(13)

في (ك): "فأردت".

ص: 525

فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَدْخُلَهُ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِلا مَا أَعْلَمُ مِنْ غَيرَتِكَ). قَال: وَعَلَيكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللهِ. وفِي آخَر (1): بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللهِ أَوَ عَلَيكَ أُغَارُ. ولم يقل: فَبَكَى عُمَرُ.

4207 -

(28) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:(بَينَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَوَضَّأُ إلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غيرَةَ عُمَرَ فَوَلَّيتُ مُدْبِرًا). قَال أَبُو هُرَيرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ وَنَحْنُ جَمِيعًا فِي الْمَجْلِسِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَال عُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَعَلَيكَ أَغَارُ (2).

4208 -

(29) وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقاصٍ قَال: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ (3) عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، فَقَال عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاءِ اللاتي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ). قَال عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَحَقُّ (4) أَنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَال عُمَرُ: أَي عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلا تَهَبْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ! قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيطَانُ قَطٌ سَالِكًا فَجًّا إِلا سَلَكَ فَجًّا (5) غَيرَ فَجِّكَ) (6).

(1) في (ك): أخرى".

(2)

مسلم (4/ 1863 رقم 2395)، البخاري (6/ 318 رقم 3242)، وانظر (5227، 3680، 7023، 7025).

(3)

"يستكثرنه" أي يطلبن كثيرًا من كلامه وجوابه بحوائجهن.

(4)

في (ك): "فأنت أحق يا رسول الله".

(5)

"فجًّا" هو الطريق الواسع.

(6)

مسلم (4/ 1863 - 1864 رقم 2396) البخاري (6/ 339 رقم 3294) انظر (3683، 6085).

ص: 526

وقال البخاري في بعض طرقه: (إِيهٍ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيطَانُ .. ). الحديث. وقال: عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ.

4209 -

(30) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:(قَدْ كَانَ يَكُونُ (1) فِي الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ (2)، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ). قَال ابْنُ وَهْبٍ: تَفْسِيرُ "مُحَدَّثُونَ": مُلْهَمونَ (3).

4210 -

(31) البخاري. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ (4) مِنْ غَيرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ) (5). لم يصل البخاري سنده بهذا اللفظ ووصله بنحو لفظ مسلم.

4211 -

(32) عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّه قَدْ كَانَ فِيمَا (6) مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وَإِنَّهُ إِنْ (7) كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ) (8). لم يخرج فيه عن عائشة شيئًا.

4212 -

(33) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَال غمَر: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ: فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْحِجَابِ، وَفي أُسَارَى بَدْرٍ (9).

(1) في (ك): "قد كان"، وفي (أ):"قد يكون"، وكتب في حاشيتها "كان" وعليها "خ"، والمثبت من "صحيح مسلم".

(2)

"محدثون "أي: ملهمون، وقيل: مصيبون، وقال البخاري: يجري الصواب على ألسنتهم.

(3)

مسلم (4/ 1864 رقم 2398).

(4)

في (ك): "يتكلمون".

(5)

البخاري (7/ 42 رقم 3689) معلقًا.

(6)

في (أ): "إنه كان فيمن مضى".

(7)

قوله: "أن" ليس في (ك).

(8)

البخاري (6/ 512 رقم 3469)، وانظر (3689).

(9)

مسلم (4/ 1865 رقم 2399).

ص: 527

4213 -

(34) البخاري. عَنْ أَنَسٍ قَال: قَال عُمَرُ: وَافَقْتُ اللهَ فِي ثَلاثٍ (1)، أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلاثٍ (2): قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَو اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ يَدْخُلُ عَلَيكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بالْحِجَابِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل آيَةَ الْحِجَابِ، قَال: وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ نِسَائِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيهِنَّ فَقُلْتُ: إِنِ انْتَهَيتُنَّ أوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللهُ رَسُولَهُ خَيرًا مِنْكُنَّ، حَتَّى أَتَيتُ إِحْدَى (3) نِسَائِهِ فَقَالتْ: يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيرًا (4) مِنْكُنَّ} (5) الآيَةَ (6). وخرَّجه في كتاب "الصلاة" أيضًا (7) في باب "ما جاء في القبلة" قال فيه: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ لَو اتَّخَذْنَا مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (8)، وَآيَةُ الْحِجَابِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجبْنَ فَإِنَّهُ (9) يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، فَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النبَيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَيرَةِ عَلَيهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيرًا مِنْكُنَّ} (10) فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ. وقد خرَّجه من حديث ابن عمر بمثل حديث مسلم.

(1) في هذا الموضع في (أ) زيادة: "ووافقني".

(2)

في (ك): "وافقت ربي في ثلاث، أو وافقت الله في ثلاث".

(3)

في (أ): "أحد".

(4)

في (أ): "خير".

(5)

سورة التحريم، آية (5).

(6)

البخاري (8/ 168 رقم 4483)، وانظر (402، 4790، 4916).

(7)

في (أ): "وأيضًا".

(8)

سورة البقرة، آية (125).

(9)

في (ك): "فإنهنَّ".

(10)

في (أ): "خير".

ص: 528

4214 -

(35) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولَ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ أَنْ يُكَفِّنَ فِيهِ أَبَاهُ فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيهِ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَتُصَلِّي عَلَيهِ وَقَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنمَا خَيَّرَنِي اللهُ فَقَال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} (1) وَسَأَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ). قَال: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَصَلَّى عَلَيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} (2) (3). زاد فِي رِوَايَة: فَتَرَكَ الصَّلاةَ عَلَيهِمْ.

4215 -

(36) البخاري. عَنْ عَبْدِ اللهِ -هُوَ (4) ابْنُ مَسْعُودٍ- قَال: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَر (5).

4216 -

(37) وَعَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطابِ قَال: سَأَلَنِي ابْنُ (6) عُمَرَ عَنْ بَعْضِ شَأْنِهِ، فَأَخْبَرْتُهُ يَعْنِي عُمَرَ، فَقَال: مَا رَأَيتُ أَحَدًا قَط بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِينَ قُبِضَ كَانَ أَجَدَّ وَأَجْوَدَ (7) حَتَّى (8) انتهَى مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (9).

4217 -

(38) وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: قَدِمَ عُيَينَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيفَةَ فَنَزَلَ عَلَى

(1) زاد في (ك): " {فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} ". من سورة المنافقون- آية (6).

(2)

سورة التوبة، آية (84).

(3)

مسلم (4/ 1865 رقم 2400)، البخاري (3/ 138 رقم 1269)، وانظر (4670، 4672، 5796).

(4)

قوله: "هو" ليس في (ك).

(5)

البخاري (7/ 41 رقم 3684)، وانظر (3863).

(6)

قوله: "ابن" ليس في (أ).

(7)

"أجد وأجود" أي لم يكن أجد جد منه في الأمور ولا أجود بالأموال.

(8)

البخاري (7/ 42 رقم 3687).

(9)

"حتى انتهى" أي إلى آخر عمره.

ص: 529

ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَفشَاوَرَتهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شبَّانًا، فَقَال عُيَينَةُ لابْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيهِ، قَال: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيهِ. قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَينَةَ بْنِ حِصْنٍ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ قَال: هِي يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَوَاللهِ مَا تُعْطينَا الْجَزْلَ (1) وَلا تَحْكُمُ بَينَنَا (2) بِالْعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ (3)، فَقَال لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللهَ عز وجل قَال لِنَبِيِّهِ: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} (4) وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ، وَاللهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاهَا عَلَيهِ، وَكَانَ وَقافًا عِنْدَ كِتَابِ اللهِ عز وجل (5). خرَّجه في تفسير:{خُذِ الْعَفْوَ} .

4218 -

(39) وذكر في "غزوة الحديبية"، عَنْ نَافِع قَال: إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ وَلَيسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ عُمَرُ يَوْمَ الْحُدَيبِيَةِ أَرْسَلَ عَبْدَ اللهِ إِلَى فَرَسٍ لَهُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ لَيَأْتِي بِهِ لِيُقَاتِلَ عَلَيهِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ تحْتَ الشَّجَرَةِ وَعُمَرُ لا يَدْرِي بِذَلِكَ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ اللهِ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الْفَرَسِ فَجَاءَ بِهِ إِلَى عُمَرَ، وَعُمَرُ يَسْتَلْئِمُ (6) لِلْقِتَالِ (7)، فَأَخْبَرَهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قَال: فَانْطَلَقَ فَذَهَبَ مَعَهُ حَتَّى بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهِيَ الَّتِي يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ (8).

(1)"الجزل" أي: الكثير.

(2)

في (أ): "علينا".

(3)

"يوقع به" أي: يضربه.

(4)

سورة الأعراف، آية (199).

(5)

البخاري (8/ 304 - 305 رقم 4642)، وانظر (7286).

(6)

في (أ): "يستلم".

(7)

"يستلئم للقتال" أي: يلبس اللأمة وهي السلاح.

(8)

البخاري (7/ 455 - 456 رقم 4186)، وانظر (3916، 4187).

ص: 530

4219 -

(40) وَعَنْ نَافِع أَيضًا، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّاسَ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيبِيَةِ تَفَرَّقُوا فِي ظِلالِ الشَّجَرِ، فَإِذَا النَّاسُ مُحْدِقُونَ (1) بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا عَبْدَ اللهِ انْظُرْ مَا شَأْنُ النَّاسِ قَدْ أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَهُمْ يُبَايِعُونَ فَبَايَعَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عُمَرَ فَخَرَجَ فَبَايَعَ (2).

4220 -

(41) وذكر في باب "هجرة النبي صلى الله عليه وسلم"، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَال: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ إِذَا قِيلَ لَهُ هَاجَرَ قَبْلَ أَبِيهِ يَغْضَبُ، قَال: فَقَدِمْتُ أَنَا وَعُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدْنَاهُ قَائِلًا، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَنْزِلِ فَأَرْسَلَنِي عُمَرُ فَقَال: اذْهَبْ فَانْظُرْ هَلِ اسْتَيقَظَ، فَأَتَيتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيهِ فَبَايَعْنُهُ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إلَى عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَيقَظَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيهِ نُهَرْولُ هَرْوَلَةً حَتَّى دَخَلَ عَلَيهِ فَبَايَعَهُ ثُمَّ بَايَعْتُهُ (3).

4221 -

(42) وذكر في "مناقب عمر"، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَال: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَأْلْمُ، فَقَال لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ (4): يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَئِنْ كَانَ ذَلِكَ لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْد رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُمْ (5) فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ. قَال: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ (6) مَنٌّ مِنَ اللهِ مَنَّ (7) بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللهِ مَنَّ (8) بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ

(1)"الناس محدقون" أي: محيطون به.

(2)

انظر الحديث الذي قبله.

(3)

انظر الحديث رقم (39) في هذا الباب.

(4)

"وكأنه يجزعه" أي: يقول له ما يسليه ويزيل جزعه.

(5)

في (ك): "المسلمين".

(6)

في (أ): "فذلك".

(7)

في (أ): "منّ الله به".

(8)

في (أ) كتب فوقها: "به الله".

ص: 531

جَزَعِي فَهُوَ مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ أَصْحَابِكَ، وَاللهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلاعَ الأَرْضِ ذَهَبًا (1)(2) لافْتَدَيتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ (3).

4222 -

(43) وفي باب "إسلام عمر"، عَنْ زَيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَال: بَينَمَا هُوَ فِي الدَّارِ خَائِفًا إِذْ جَاءَهُ الْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ أَبُو عَمْرٍو عَلَيهِ حُلَّةُ حِبَرَةٍ (4) وَقَمِيصٌ مَكْفُوفٌ بِحَرِيرٍ، وَهُوَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، وَهُمْ حُلَفَاؤُنَا (5) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَال لَهُ (6): مَا بَالُكَ؟ قَال (7): زَعَمَ قَوْمُكَ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونَنِي (8) إِنْ أَسْلَمْتُ. قَال: لا سَبِيلَ إِلَيكَ، بَعْدَ (9) أَنْ قَالهَا أَمِنْتُ (10)، فَخَرَجَ الْعَاصِي فَلَقِيَ النَّاسَ قَدْ سَال بِهِمُ الْوَادِي، فَقَال: أَينَ تُرِيدُونَ؟ فَقَالُوا: نُرِيدُ هَذَا ابْنَ الْخَطابِ الَّذِي قَدْ أَيضًا. قَال: لا سَبِيلَ إِلَيهِ، فَكَرَّ النَّاسُ (11)(12).

4223 -

(44) وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَيضًا قَال: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عِنْدَ دَارِهِ، وَقَالُوا: صَبَا عُمَرُ، وَأَنَا غُلامٌ فَوْقَ ظَهْرِ بَيتِي، قَال: فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ فَقَال: فَصَبَا (13) عُمَرُ فَمَا ذَاكَ! فَأَنَا لَهُ جَازٌ (14). قَال: فَرَأَيتُ النَّاسَ تَصَدَّعُوا عَنْهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا (15): الْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ (16).

(1) قوله: "ذهبًا ليس في (ك).

(2)

"طلاع الأرض ذهبًا" أي ملؤها، وأصل الطلاع: ما طلعت عليه الشمس.

(3)

البخاري (7/ 43 رقم 3692).

(4)

في (أ): "حبر".

(5)

في (أ): "خلفاؤنا".

(6)

قوله: "له" ليس في (ك).

(7)

في (ك): "فقال".

(8)

في (ك): "سيقيلونني".

(9)

في (أ): "بعدها".

(10)

"بعد أن قالها أمنت" هذا كلام عمر، قال الحافظ: يريد أنه أمن لما قال له العاص بن وائل تلك المقالة.

(11)

"فكر الناس" أي: رجعوا.

(12)

البخاري (7/ 177 رقم 3864)، وانظر (3865).

(13)

في (أ): "وصبا".

(14)

في (ك): "جاز".

(15)

في (ك): "فقالوا".

(16)

انظر الحديث الذي قبله.

ص: 532