المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في الرؤيا - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٣

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَاب الجِهادِ

- ‌إِبَاحَةُ القِتَالِ قَبلَ الدَّعوةِ، وفِي الدَّعْوَةِ قَبْلَهُ، ومَا يُوصى بِهِ للغُزَاةِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الغَادِرِ

- ‌بَابُ الحَرْبُ خدعَةٌ

- ‌النَّهي عَنْ تَمَنِّي لِقَاء العَدو

- ‌مَنْ أَرَادَ غَزوَةً فَوَرَّى بِغَيرِهَا ووَقْتُ الغَارَةِ ومَنْ أَحَبَّ الخُرُوج يَومَ الخمِيسِ

- ‌تَحْرِيقُ النَّخْلِ وقَطْعِهَا

- ‌تَحْلِيلُ الغَنَائِمِ

- ‌فِي النَّفْلِ والقسْمَةِ وَمَا جَاءَ فِي سَلَبِ القَتِيلِ

- ‌بَابُ فَكَاكِ الأَسيرِ

- ‌بَابٌ فِي أَرْضِ الصُّلحِ والعَنْوَةِ ومَا لم يُوجَفْ عَلَيهِ بِقِتَال

- ‌قسْمُ الغَنِيمةِ

- ‌بَابُ إِذَا غَنِمَ المشْركُون مَال الْمُسْلِم ثمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

- ‌باب

- ‌الْمَنُّ عَلَى الأسِيرِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلٍ

- ‌بابٌ

- ‌ذِكْرُ يَوْمَ الحُدَيبِيَةِ

- ‌الوَفَاءُ بالعَهْدِ

- ‌ذكْرُ مَا أوذِيَ بِه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌قِصَّةُ كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ

- ‌غَزْوَةُ خَيبَرٍ والخَنْدَقِ وذِي قَرَدٍ

- ‌بَعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

- ‌قَتْلُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ وخُبَيبِ بْنِ عَدِي رضي الله عنهما

- ‌الغَزْو بِالنِّسَاءِ

- ‌عَدَد غَزَواتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يُسْتعَان بالمشْرِكينَ في قِتَال العَدُوِّ

- ‌بَابٌ

- ‌في الْجِزْيَةِ

- ‌ باب

- ‌فَضْلُ قُرَيشٍ

- ‌الاسْتِخْلافُ وتَرْكِهِ

- ‌فِيمَنْ سَأَلَ الإِمَارَةَ

- ‌بَابُ مَنْ تَأَمَّرَ في الحَرْبِ مِنْ غَيرِ إِمْرةٍ إِذَا خَافَ العَدُوّ

- ‌في الإمَامِ العَادِلِ

- ‌بَابُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ، ومَا جَاءَ في الأَمِيرِ الغَاشِّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌في الْغَلُولِ وَفِي الأمِيرِ يَقْبَلُ الْهَدِيَةَ

- ‌الطَّاعَةُ للأَمِيرِ

- ‌بَيعَةُ الرِضْوَانِ

- ‌بَابُ لا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْحِ

- ‌بَيعَةُ النِّسَاءِ

- ‌بَيعَةُ الصَّغِيرِ

- ‌البَيعَةُ عَلَى السَّمْع والطَّاعَةِ

- ‌الحَدُّ بَينَ الْكَبِيرِ والصَّغِيرِ

- ‌النَّهِي أَن يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌المُسَابَقَةُ بَيْنَ الخَيلِ

- ‌بَابُ فَضِيلَةِ الخيلِ

- ‌فَضْلُ الجِهَادِ

- ‌بَابٌ

- ‌فَضْلُ الغَزْوِّ فِي البَحْرِ

- ‌فِي فَضْل الرِبَاطِ وعَدَد الشُّهدَاءِ وفِي فَضِيلةِ الرَّمِي

- ‌بَابٌ

- ‌بابٌ فِي التعْقِيبِ

- ‌فِي سَيْرِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ

- ‌قوله عليه السلام: " (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أمتِي ظَاهِرِينَ

- ‌بَابٌ

- ‌النَّهْي أَن يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيلًا

- ‌بَابُ تَلَقّي الغَازِي

- ‌كِتَابُ الصَّيدِ والذبَائِح

- ‌فِي العَقِيقَةِ

- ‌كتَابُ الأَشْرِبَةِ والأَطْعِمَةِ

- ‌بَابٌ فِي اللِّبَاسِ والزِّينَةِ

- ‌بَابُ الانْتِعَالِ

- ‌بَابُ الصُّوَرِ

- ‌بَابُ الجَرَسِ

- ‌النَّهْي عَنْ القَزَع وَعَنْ وَصلِ الشَّعرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ لَعنِ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ

- ‌ باب

- ‌في الأسْمَاءِ والكُنَى

- ‌بَابٌ فِي الاستئْذَانِ والسَّلامِ

- ‌بَابٌ

- ‌فِي التَّنَاجِي

- ‌بَابٌ فِي الرُّقي والطِّبِ

- ‌بَابٌ فِي الطاعُونِ

- ‌بَابٌ فِي العَدْوَى والطِّيَرَةِ والفَأْلِ والشُّؤْمِ

- ‌بَابٌ فِي الكُهَّانِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ النَّمْلِ

- ‌بَابٌ فِي الرِّفْقِ بالبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ سَبِ الدَّهْرِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ أَن يَقُولَ عَبْدِي أَو أَمَتِي

- ‌بَابُ النَّهْي أَن يَقُولَ خَبُثَتْ نَفْسِي

- ‌بَابٌ فِي الطِّيبِ

- ‌بَابُ فِي الشِّعْرِ

- ‌بَابٌ فِي النَّرْدَشِيرِ

- ‌بَابٌ فِي الرُّؤْيَا

- ‌كِتَابُ المَنَاقِبِ

- ‌ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ عِيسى بْنِ مَرْيَم عليه الصلاة والسلام

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وَلُوطَ وَيُونُسَ وَيُوسُفَ وَزَكَرِيَا ودَاوُدَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلام

- ‌قِصَّةُ مُوسَى والخَضِرِ صَلَّى الله عَلَيهمَا وَسَلَّمَ

- ‌قِصةُ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهما

- ‌مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَبَيعَةُ عُثْمانَ، وفَضَائِلُهُ

- ‌ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ، وَالزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، وَأَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاع، وَسَعِيد بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه أجمعين

- ‌ذِكْرُ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ زَيدِ بْنِ حَارِثَةَ، وابْنِهِ أُسَامَةَ، وعَبْد اللهِ بن الزُّبَيرِ، وعَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ جَعْفَر بْنِ أَبِي طَالِبٍ وخَالِد بْنِ الوَلِيدِ

- ‌ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيلِدٍ وعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما

- ‌ذَكْرُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ وزَينَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمَّيِّ الْمُؤمِنِين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أُمِّ أَيمَن وأُمِّ سُلَيم رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أَبِي طَلْحةَ وبِلال وعَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أبِي بن كَعبٍ، وَسَعدِ بْنِ مُعَاذٍ، وأَبِي زَيدٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاك بْنِ خَرَشَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ جُلَيبِيبِ وعَمرِو بْنِ تَغْلِب

- ‌ذِكْرُ عمَّار بنِ يَاسرٍ وحُذَيفَةَ بْنِ اليَمَانِ وحَارِثَةَ بْنِ سرُاقَةَ

- ‌ذِكْرُ أَبِي ذَرِّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادة

- ‌ذِكْر جَرِير بْنِ عَبْد اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَباس وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ خُزَيمَةَ بْنِ ثَابِت ومُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سفْيَان

- ‌ذِكْرُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمرٍو وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ حَسَّان بْنِ ثَابِت وأَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

- ‌ذكْرُ سَلْمَان وَصُهَيبٍ وبِلالٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أسَيدِ بْنِ حُضَيرٍ وعَبَّادِ بْنِ بِشْر وقَيسِ بْنِ سَعْدٍ

- ‌ذِكْرُ الأنْصَار

- ‌ذِكْرُ أَسْلَمِ وغِفَار وغَيرهما

- ‌ذِكْرُ نِسَاءِ قُرَيشٍ

- ‌فِي الْمُؤاخَاةِ والحِلْف

- ‌ذِكْرُ أوَيسِ بْنِ عَامِرٍ القَرَنِيِّ

- ‌بَابُ بِرِّ الوَلِدَينِ

- ‌بَابٌ فِي البِرِ والإِثْمِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ والنَّهْي عَنِ التَّقَاطع

- ‌بَابُ مَا يَكُون مِنِ الظنِّ

- ‌بَابٌ في الْمُتَحابِّينَ في اللهِ عز وجل

- ‌بَابٌ في عِيادَةِ المَرِيضِ وثَوَابِ المَصَائِبِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الترَاحُم والتعَاون والعَفْو والتواضُعِ

- ‌بَابٌ

- ‌في سَتْرِ الْمُسْلِمِ والْمُدَارَاةِ والرِّفقِ

- ‌بَابٌ في اللَّعنِ

- ‌بَابٌ في ذِي الوَجْهَينِ

- ‌بَابُ مَا جَاء في الكَذِبِ في الإِصْلاحِ بَينَ النَّاسِ في الحَرْبِ

- ‌بَابٌ في الصِّدْقِ والكَذِبِ والنَّمِيمَةِ

- ‌بَابٌ في الغَضَبِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ ضَرْبِ وَجْهِ المُسْلِمِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ يُعَذب النَّاسَ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ مَرَّ بِسِهَامٍ في يَدِهِ

- ‌النهْي أَن يُشِيرَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَخِيه بِالسِّلاحِ

- ‌في إِمَاطَةِ الأذَى عَنِ الطَرِيقِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌفي الكِبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌‌‌بَابٌفي حُسْنِ الجِوارِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الإحْسَانِ إِلَى البَنَاتِ وفِيمَن مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌بَابٌ

الفصل: ‌باب في الرؤيا

‌بَابٌ فِي الرُّؤْيَا

3940 -

(1) مسلم. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَال: كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعْرَى (1)(2) مِنْهَا غَيرَ أَنِّي لا أُزَمَّلُ (3) حَتَّى (4) لَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ)(5). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى: (فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ حِينَ يَهُبُّ مِنْ نَوْمِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). وَفِي أُخْرَى: (فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيئًا يَكْرَهَهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ). وفِي أُخْرَى: (فَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيهِ). لم يقل البخاري: "فَلْيَتَحَولْ" إلى آخره. وقال: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: إِنْ كُنْتُ لأَرَى (6) الرُّؤْيَا أَثْقَلَ مِنَ الْجَبَلِ فَمَا هُوَ إِلا أَنْ سَمِعْتُ بِهَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا.

3941 -

(2) مسلم. عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنهُ قَال:(الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالرؤْيَا السَّوْءُ مِنَ الشَّيطَانِ، فَمَنْ رَأَى رُؤْيَا فَكَرِهَ مِنْهَا شَيئًا فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطَانِ فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ، وَلا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنْ رَأَى رُؤْيَا حَسَنَةً فَلْيُبْشِرْ وَلا يُخْبِرْ إِلا مَنْ يُحِبُّ)(7).

(1) في (ك): "أعتري".

(2)

"أعرى" العُراء: هو نفض الحمى، والمعنى: أحتم لخوفي من ظاهرها في معرفتي.

(3)

"لا أزمل" معناه: أُغَطّى وأُلفّ كالمحموم.

(4)

قوله: "حتى" ليس في (ك).

(5)

مسلم (4/ 1771 رقم 2261)، البخاري (6/ 338 رقم 3292)، وانظر (5747، 6984، 7044، 7005، 6996، 6995، 6986).

(6)

في (أ): "لا أرى".

(7)

انظر الحديث الذي قبله.

ص: 402

3942 -

(3) وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَال: إِنْ كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، فَلَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَقَال: وَأَنَا إنْ كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلا يُحَدِّثْ بِهِ إِلا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ (1) الشَّيطَانِ وَشَرِّهَا، وَلا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ (2).

3943 -

(4) وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:(إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطَانِ (3) ثلاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيهِ) (4). لم يخرج البخاري عن جابر في هذا شيئًا.

3944 -

(5) وخرَّج عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيهَا وَلْيَتَحَدَّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ)(5). لم يخرجه مسلم من حديث أبي سعيد، أخرجه من حديث أبي قتادة وجابر. وزاد البخاري:"فَلْيَحْمَدِ اللَّه عَليهَا".

3945 -

(6) وخرَّج البخاري مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ أَيضًا، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(الرُّؤْيَا الْصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)(6).

(1) قوله: "شر" ليس في (أ).

(2)

انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.

(3)

في (ك): "من شر الشيطان".

(4)

مسلم (4/ 1772 - 1773 رقم 2262).

(5)

البخاري (12/ 369 رقم 6985)، وانظر (7045).

(6)

البخاري (12/ 373 رقم 6989).

ص: 403

وخرَّجه من حديث غيره أَيضًا، ولم يخرجه مسلم من حديث أبي سعيد.

3946 -

(7) مسلم. عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ (1) رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمسْلِمِ (2) جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ (3): فَالرُؤْيَا (4) الصَّالِحَةُ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا (5) تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، وَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ). قَال:(وَأُحِبُّ الْقَيدَ وَأَكْرَهُ الْغُلَّ (6)، وَالْقَيدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ). فَلا أَدْرِي أَهُوَ فِي الْحَدِيثِ أَمْ قَالهُ ابْنُ سِيرِينَ (7).

وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: قَال أَبُو هُرَيرَةَ: فَيُعْجِبُنِي الْقَيدُ وَأَكْرَهُ الْغُلَّ، وَالْقَيدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ. وَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ). ورواه معمر عن أيوب بهذا الإسناد، وقد جاء هذا الكلام كلام أبي هريرة مندرجًا في حديث هشام، عن قتادة (8)، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وقد جاء الحديث أَيضًا كله موقوفًا (9) على أبي هريرة (10).

3947 -

(8) وخرَّجه البخاري مِنْ حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ أَبِي جميلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبِي هُرَيرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (11): (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ

(1) في (أ): "يكد".

(2)

في (أ): "المؤمن".

(3)

في (أ): "ثلاث".

(4)

قوله: "فالرؤيا" ليس في (ك).

(5)

في (أ): "فرروى".

(6)

الغُلَّ: موضعه العنق، وهو صغة أهل النار.

(7)

مسلم (4/ 1773 - 1774 رقم 2263/ 6)، البخاري (12/ 373 رقم 6988)، وانظر (7017).

(8)

في (أ): "أبي قتادة".

(9)

في (ك): "موقوف".

(10)

في الموضع السابق من "صحيح مسلم".

(11)

في (ك): "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم".

ص: 404

تَكْذِبُ (1) رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ (2)، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَمَا كَانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لا يَكْذِبُ). قَال مُحَمَّدٌ: وَأَنَا أَقُولُ هَذِهِ. قَال: وَكَانَ يُقَالُ: الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: حَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْويفُ الشَّيطَانِ، وبشْرَى مِنَ اللَّهِ، فَمَنْ رَأَى شَيئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ. قَال: وَكَانَ يُكْرَهُ الْغُلُّ فِي الْمَنَامِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُمُ (3) الْقَيدُ. وَيُقَالُ: الْقَيدُ: ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ (4). وقال (5) البخاري (6): رَوَاهُ قَتَادَةُ وَيُونُسُ وَهِشَامٌ وَأَبُو هِلالٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَدْرَجَ بَعْضُهُمْ كُلَّهُ فِي الْحَدِيثِ، وَحَدِيثُ عَوْفٍ أَبْيَنُ. وَقَال يُونُسُ: لا أَحْسِبُهُ إِلا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْقَيدِ. وليس في شيء من طرق (7) البخاري لحديث أبي هريرة: "مِنْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ.

3948 -

(9) مسلم. عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ (8) مِنْ سِتَّةٍ وَأرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) (9).

3949 -

(10) وَعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَه (10).

3950 -

(11)[وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ مِثْلَهُ](11)(12).

(1) في (أ): "يكد يكذب".

(2)

في (ك): "المسلم".

(3)

في (أ): "يعجبه".

(4)

انظر الحديث الذي قبله.

(5)

في (أ): "قال".

(6)

(12/ 405 رقم 7017).

(7)

في (أ): "طريق".

(8)

قوله: "جزء" ليس في (أ).

(9)

مسلم (4/ 1774 رقم 2264)، البخاري (12/ 373 رقم 6987).

(10)

في الموضع السابق من "صحيح مسلم"، والبخاري (12/ 373 رقم 6987).

(11)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(12)

مسلم (4/ 1774 رقم 2263/ 8)، وانظر الحديث رقم (8) فِي هذا الباب.

ص: 405

3951 -

(12) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ (1) قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (رُؤْيَا الْمسْلِمِ يَرَاهَا أَوْ تُرَى لَهُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)(2). وفِى لَفْظٍ آخر: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ". وفِي آخَر: "رُؤْيَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ". لم يقل البخاري: "أَوْ تُرَى لَهُ"، ولا قال في حديث أبي هريرة:"الرَّجُلِ الصَّالِحِ".

3952 -

(13) وخرَّج عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلا الْمُبَشِّرَاتُ). قَال: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَال: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ)(3).

3953 -

(14) خرَّج مسلم هذا من حديث ابن عباس (4).

3954 -

(15) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)(5). وفي بعض الطرق: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِن الرَّجُلِ الصَّالِحِ). ذَكَرَ أبو مسْعُودٍ الدمشْقِي أَن هَذَا أخرجه مسلم في كتاب "الرؤيا" من حديث الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (6). قال الحميدي (7): ولم أجده في كتاب مسلم. لم يخرج البخاري هذا الحديث.

(1) في (ك): "وعنه".

(2)

انظر الحديث الذي قبله.

(3)

البخاري (12/ 375 رقم 6990).

(4)

مسلم (1/ 348 رقم 479)، وقد تقدم برقم (663/ 42).

(5)

مسلم (4/ 1775 رقم 2265).

(6)

لم أجد كلام أبي مسعود الدمشقي في تحفة الأشراف ولكنه ذكر الحديث من طريق الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر وقال: "هذا الحديث ساقط من رواية الفارسي وغيره، ثابت في رواية الكسائي" تحفة الأشراف (6/ 105 رقم 7715).

(7)

في "الجمع بين الصحيحين"(2/ 300 رقم 1502).

ص: 406

3955 -

(16) البخاري. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ"(1).

3956 -

(17) وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإنَّ الشَّيطَانَ لا يَتَخيَّلُ بِي، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)(1). حديث أنس قد أحاله مسلم على حديث عبادة، وقد تقدما جميعًا، وحديث البخاري أتم.

3957 -

(18) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي)(2). وقال البخاري: (لا يَتَمَثَّلَ فِي صُوْرَتِي).

3958 -

(19) مسلم. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، أَوْ كَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ وَلا (3) يَتَمَثَّلُ الشَّيطَانُ بِي) (4).

3959 -

(20) البخاري. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، وَلا يَتَمَثَّل الشَّيطَانُ بِي)(4).

3960 -

(21) مسلم. عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى (5) الْحَقَّ) (6). خرَّجه البخاري من حديث، أبي قتادة.

(1) انظر الحديث رقم (10) في هذا الباب.

(2)

مسلم (4/ 1775 رقم 2266)، البخاري (1/ 202 رقم 110)، وانظر (3539، 6188، 6993، 6197).

(3)

في (أ): "لا".

(4)

انظر الحديث الذي قبله.

(5)

في (أ): "قد رآني".

(6)

مسلم (4/ 1776 رقم 2267)، البخاري (6/ 338 رقم 3292)، وانظر (5747، 6984، 6986، 6995، 6996، 7005، 7044).

ص: 407

3961 -

(22) وخرَّجه من حديث أبي سعيد، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى (1) الْحَقَّ فَإِنَّ (2) الشَّيطَانَ لا يَتَكَوَّنُنِي"(3). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى في حديث أبي قتادة: (فَإِنَّ الشَّيطَانَ لا يَتَرَاءَى بِي)(4).

3962 -

(23) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّهُ (5) لا يَنْبَغِي لِلشَّيطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي". وَقَال: (إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلا يُخْبِرْ أَحَدًا بِتَلَعُّبِ الشَّيطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ)(6).

وفِي لَفْظٍ آخر: (فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِلشَّيطَانِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي). لم يخرج البخاري عن جابر في هذا شيئًا. 3963 (24) مسلم. عَنْ جَابِرٍ أَيضًا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال لأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ فَقَال إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَال:"لا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ"(7).

3964 -

(25) وَعَنْهُ قَال: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ عَلَى أَثَرِهِ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لا تُحَدِّثَنَّ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيطَانِ بِكَ فِي مَنَامِكَ". وَقَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ يَخْطُبُ فَقَال: "لا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بِتَلَعُّبِ الشَّيطَانِ بِهِ فِي مَنَامِهِ"(7). وفِي لَفْظٍ آخر: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَال: "إِذَا لَعِبَ الشَّيطَانُ بِأَحَدِكُّمْ فِي مَنَامِهِ فَلا يُحَدِّثْ بِهِ

(1) في (أ): "رأني".

(2)

قوله: "فإن" ليس في (أ).

(3)

البخاري (12/ 383 رقم 6997).

(4)

في (ك): "لا يترياني".

(5)

قوله: "فإنه" ليس في (ك).

(6)

مسلم (4/ 1776 رقم 2268).

(7)

انظر الحديث رقم (23) في هذا الباب.

ص: 408

النَّاسَ". وفِي رِوَايَة: (إِذَا لُعِبَ بِأحَدِكُمْ). وَلَمْ يَذْكُرِ الشَّيطَانَ. لم يخرج البخاري هذا الحديث، ولا أخرج عن جابر في هذا الباب شيئًا.

3965 -

(26) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَى اللَّيلَةَ (1) فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطِفُ (2) السَّمْنَ وَالْعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا بِأَيدِيهِمْ فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَرَى سَبَبًا وَاصِلًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَعَلا، [ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلا](3)، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ (4) رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ بِهِ (5)، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلا. قَال أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي (6)، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَلأَعْبُرَنَّهَا. قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(اعْبُرْهَا). قَال أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا الظُّلَّةُ: فَظُلَّةُ الإِسْلامِ، وَأَمَّا الَّذِي يَنْطِفُ مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ فَالْقُرْآنُ حَلاوَتُهُ وَلِينُهُ، وَأَمَّا مَا يَتَكَفَّفُ (7) النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ: فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ. وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ: فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيهِ تَأْخُذُ بِهِ، فَيُعْلِيكَ (8) اللَّهُ بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، فَأَخْبرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي (9) أَأَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا". قَال (10): فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي مَا

(1) قوله: "الليلة" ليس في (ك).

(2)

"ظلة تنطف": الظلة: هي السحابة، وتنطف: تقطر.

(3)

ما بين المعكوفين تكرر في (أ).

(4)

في (أ): "ثم أخذ بعد به".

(5)

قوله: "به" ليس في (ك).

(6)

في (أ): "بأبي وأمي أنت".

(7)

في (ك): "يكفف".

(8)

في (أ): "ويعليك".

(9)

قوله: "وأمي" ليس في (أ).

(10)

في (ك): "فقال".

ص: 409

الَّذِي أَخْطَأْتُ؟ قَال: "لا تُقْسِمْ"(1).

3966 -

(27) وَعَنْهُ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ مِنْ أُحُدٍ فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيتُ فِي الْمَنَامِ اللَّيلَةَ ظُلَّةً تَنْطِفُ. بِمَعْنَى ما تقَدَّم (2). أَسْنَدَهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، وكَانَ يَقُولُ أَحْيَانًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَحْيَانًا يَقُولُ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. وأَخرجه البخاري من حديث ابن عباس ونبه (3) على الخلاف الذي صح في إسناده وهو حديث صحيح. وقال البخاري في حديثه: ثُمَّ يُوصَلُ، ولم يقل: لَهُ (4).

3967 -

(28) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِمَّا يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا فَلْيَقُصَّهَا أَعْبُرْهَا لَهُ". قَال: فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيتُ ظُلَّةً .. بِنَحْو مَا تَقَدَّمَ (5).

3968 -

(29) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيتُ ذَاتَ لَيلَةٍ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّا فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ (6) ابْنِ طَابٍ، فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالْعَاقِبَةَ فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ) (7)(8). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

3969 -

(30) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (أَرَانِي فِي

(1) مسلم (4/ 1777 - 1778 رقم 2269)، البخاري (12/ 390 رقم 7000)، وانظر (7046).

(2)

انظر الحديث الذي قبله.

(3)

تنبيه البخاري مذكور في الحديث رقم (7000).

(4)

جاء في النسخة اليونينية (9/ 55): "

ثم يوصل له".

(5)

انظر الحديث رقم (26) في هذا الباب.

(6)

قوله: "من رطب" ليس في (ك).

(7)

"ديننا قد طاب" أي: اكتمل واستقرت أحكامه وتمهدت قواعده.

(8)

مسلم (4/ 1779 رقم 2270).

ص: 410

الْمَنَامِ أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ، فَجَاءَنِي رَجُلانِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ فَجَذَبَنِي (1)(2)، فَنَاوَلْتُ (3) السِّوَاكَ الأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى الأَكْبَرِ) (4).

لم يقل البخاري: "في المنام"، ولا وصل به سندًا.

3970 -

(31) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: "رَأَيتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهْلِي (5) إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْح وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيتُ فِيهَا أَيضًا بَقَرًا، وَاللَّهُ خَيرٌ، فَإِذَا هُمُ النَّفَرُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيرُ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيرِ بَعْدُ، وَثَوَابُ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ"(6). الشك عند البخاري في رفع هذا الحديث، وعلق بباب "هجرة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة"، وقَال أَبُو مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"رَأَيتُ فِي الْمَنَامِ" إلَى قوله: "يَثْرِب".

3971 -

(32) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: قَدِمَ مُسَيلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ فَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابِتٌ بْنُ قَيسِ

(1) في (أ): "فحدثني".

(2)

في المطبوع من "مسلم": "فجذبني رجلان أحدهما أكبر من الآخر فناولت السواك

".

(3)

في (ك): "فتأولت".

(4)

مسلم (4/ 1779 رقم 2271)، البخاري (1/ 356 رقم 246) معلقًا.

(5)

"وهلي" أي: وهمي واعتقادي.

(6)

مسلم (4/ 1779 - 1780 رقم 2272)، البخاري (6/ 627 رقم 3622)، وانظر (3987، 7041،7035،4081).

ص: 411

ابْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قِطْعَةُ جَرِيدَةٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيلمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَال:(لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيتُكَهَا، وَلَنْ أَتَعَدَّى أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ (1)، وَإِنِّي لأُرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا أُرِيتُ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجيبُكَ عَنِّي). ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ، قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي أَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا أُرِيتُ؟ )، فَأَخْبَرَنَي أَبُو هُرَيرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (بَينَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَينِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأوْحَي الله إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا (2) فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَينِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي، فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ (3) صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَالآخَرُ مُسَيلِمَةَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ) (4). خرَّجه البخاري في "المغازي" في قصة الأسود العنسي، عَنْ عبيد الله بن عتبة قَال: بَلَغَنَا أَنَّ مُسَيلِمَةَ الْكَذَّابَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ فِي دَارِ بِنْتِ (5) الْحَارِثِ، وَكَانَ تَحْتَهُ ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ كُرَيزٍ وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ (6) بْنِ عَامِرٍ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: خَطِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضِيبٌ فَوَقَفَ عَلَيهِ فَكَلَّمَهُ، فَقَال لَهُ مُسَيلِمَةُ: إِنْ شِئْتَ خَلَّيتَ (7) بَينَنَا وَبَينَ الأَمْرِ، ثُمَّ جَعَلْتَهُ لَنَا بَعْدَكَ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(لَوْ سَأَلْتَنِي هَذَا الْقَضِيبَ (8) مَا

(1)"وإن أدبرت ليعقرنك الله" أي: إن أدبرت عن طاعتي ليقتلنك الله، والعقر: القتل.

(2)

في (ك): "فنفختها".

(3)

في (ك): "العبسي".

(4)

مسلم (4/ 1780 - 1781 رقم 2273، 2274)، البخاري (6/ 626 - 627 رقم 3620)، وانظر (3621، 4373، 4374، 4375، 4378، 4379، 7033، 7034، 7037، 7041، 7461).

(5)

في (ك): "بني".

(6)

في (ك): "عبيد الله".

(7)

في النسخة اليونينية (5/ 217): "إن شئت خلينا بينك وبين الأمر

"

(8)

القضيب: الغصن.

ص: 412

أَعْطَيتُكَهُ، [وَإنِّي لأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا أُرِيتُ، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيسٍ سَيُجيبُكَ عَنِّي). فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَال عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ رُؤْيَا (1) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي ذَكَرَ؟ قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: ذُكِرَ لِي .. فذكرها، وقال](2): وذكر الحديث. وقال في السوارين: "فَفُظِعْتُهُمَا (3) وَكَرِهْتُهُمَا، فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُمَا". قَال عُبَيدُ اللَّهِ: أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ (4) الَّذِي قَتَلَهُ فَيرُوزُ بِالْيَمَنِ، وَالآخَرُ مُسَيلِمَةُ. وقد خرَّجه مسندًا كما خرجه مسلم بلفظه.

3972 -

(33) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (بَينَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ خَزَائِنَ الأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ أُسْوَارَانِ (5) مِنْ ذَهَبٍ فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنِ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَينِ اللَّذَينِ أَنَا بَينَهُمَا صَاحِبَ صَنْعَاءَ وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ) (6).

3973 -

(34) البخاري. عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي رُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَدِينَةِ: (رَأَيتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى نَزَلَتْ بِمَهْيَعَةَ فَتَأَوَّلْتُهَا: أَنَّ (7) وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى مَهْيَعَةَ وَهِيَ الْجُحْفَةُ) (8).

3974 -

(35) وَعَنْ أُمِّ الْعَلاءِ وَكَانَتْ مِمَنْ بَايَعَ (9) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالتْ: طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى (10) حِينَ اقْتَرَعَتِ الأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى

(1) في (أ): "ردنا"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(2)

في (أ) و (ك): "فقطعتها"، والمثبت من "صحيح البخاري"، والمعنى: خفتها واشتد على أمرهما.

(3)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(4)

في (ك): "العبسي".

(5)

في (ك): "سوارين".

(6)

انظر الحديث الذي قبله.

(7)

في (ك): "أنا".

(8)

البخاري (12/ 425 رقم 7038)، وانظر (7039، 7040).

(9)

في (أ): "بايعت".

(10)

في حاشية (أ): "في النسخة الأخرى: أن عثمان بن مظعون طار له سهمه السكنى".

ص: 413

الْمُهَاجِرِينَ، فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتى تُوُفِّيَ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ (1)، فَدَخَلَ عَلَينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيكَ أَبَا السَّائِبِ فَشهَادَتِي عَلَيكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَال لِي:(وَمَا يُدْرِيكِ؟ ). قُلْتُ: لا أَدْرِي وَاللَّهِ، فَقَال رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم:(أَمَّا هُوَ (2) فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيرَ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ وَلا بِكُمْ). قَالتْ أُمُّ الْعَلاءِ: فَوَاللَّهِ لا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ. قَالتْ: وَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونَ فِي النَّوْمِ عَينًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَال:(ذَاكِ (3) عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ) (4).

وفِي لَفْظٍ آخر: (أَمَّا عُثْمَانُ فَقَد جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ، وَإِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي (5) وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ). قَالتْ: فَوَاللَّهِ لا أُزَكِّي بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا، وَأحْزَنَنِي ذَلِكَ، قَالتْ: فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونَ (6) عَينًا تَجْرِي .. الحديث. خرَّجه في كتاب "الشهادات" في باب "القرعة في المشكلات". وفي بعض طرقه: (وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ). فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يُكْرمهُ الله؟ وفيه: (وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّه مَاذَا يُفْعَلُ بِي). ولم يخرج مسلم عن أم العلاء في كتابه شيئًا.

3975 -

(36) وخرَّج البخاري أَيضًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ (7) لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَينَ شَعِيرَتَينِ وَلَنْ يَفْعَلَ، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنَيهِ الآنُكُ (8).

(1) في حاشية (أ): "ثيابه". وعليها "خ".

(2)

في (ك): "عثمان".

(3)

في (ك): "ذلك".

(4)

البخاري (3/ 114 رقم 1243)، وانظر (2687، 3929، 7003، 7004، 7018).

(5)

في (أ): "لأرى".

(6)

قوله: "بن مظعون" ليس في (ك).

(7)

في (أ): "تحكم".

(8)

الآنك: هو الرصاص المذاب.

ص: 414

يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيسَ بِنَافِخٍ) (1).

3976 -

(37) وذكر البخاري أَيضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّ مِنْ أَفْرَى الْفِرَى (2) أَنْ يُرِيَ عَينَيهِ (3) مَا لَمْ تَرَ) (4).

3977 -

(38) مسلم. عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ أَقْبَلَ عَلَينَا بِوَجْهِهِ، فَقَال:(هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ البَارِحَةَ رُؤْيَا)(5). لم يزد مسلم على هذا. وزاد البخاري: قَال: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَال:(هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ قُلْنَا: لا. قَال: لَكِنِّي رَأَيتُ اللَّيلَةَ رَجُلَينِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي (6) إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ -قَال بَعْضُ أَصْحَابِنَا: - كَلُّوبٌ (7) مِنْ حَدِيدٍ يُدْخِلُ فِي شِدْقِهِ (8) حَتى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ (9) هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا حَتى أَتَينَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ

(1) البخاري (4/ 416 رقم 2225)، وانظر (5963، 7042).

(2)

"أفرى الفرى" أي: أعظم الكذبات، والفرى جمع فرية.

(3)

كتب فوق "عينيه" في (أ): "عينه".

(4)

البخاري (12/ 427 رقم 7043).

(5)

مسلم (4/ 1781 رقم 2275)، البخاري (2/ 333 رقم 845)، وانظر (1143، 1386، 7047، 6096، 4674، 3354، 3236، 2791، 2085).

(6)

في (أ) و (ك): "فأرجاني"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(7)

الكلوب: حديدة معوجة الرأس.

(8)

الشدق: جانب الفم.

(9)

"يلتئم شدقه" يقال: لأم ولاءم بين الشيئين إذا جمع بينهما ووافق.

ص: 415

بِفِهْرٍ (1) أَوْ صَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ (2) بِهِ رَأْسَهُ (3)، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ (4) فَانْطَلَقَ إِلَيهِ لِيَأْخُذَهُ فَلا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ (5) رَأْسُهُ، وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ فَعَادَ إِلَيهِ فَضَرَبَهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ (6) أَعْلاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالا (7): انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَينَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَينَ يَدَيهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا (8) حَتَّى انْتَهَينَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَفِي أصْلِهَا شَيخٌ وَصِبْيَانٌ، وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بَينَ يَدَيهِ نَارٌ يُوقِدُهَا فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ فَأدْخَلانِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، قُلْتُ: طَوَّفْتمَانِي اللَّيلَةَ، فَأخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيتُ، قَالا: نَعَمْ. الَّذِي رَأيتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ (9) بِالْكَذْبَةِ،

(1) الفهر: الحجر ملء الكفّ، وقيل هو الحجر مطلقًا.

(2)

الشدخ: كسر الشيء الأجوف.

(3)

بعده في (أ): "وعاد رأسه".

(4)

"تدهده الحجر" المراد أنه دفعه من علو إلى سفل، وتدهده إذا انحط.

(5)

في (أ): "يلتثم".

(6)

التنور: الذي يخبز فيه.

(7)

في (أ) و (ك): "قال"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(8)

قوله: "فانطلقنا" ليس في (أ).

(9)

في (ك): "تحدث".

ص: 416

تُتَحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي رَأَيتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي رَأَيتَهُ فِي الثَّقْبِ هُمُ (1) الزُّنَاةُ، وَالَّذِي رَأَيتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُوا الرِّبَا، وَالشَّيخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلادُ النَّاسِ، وَالَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَالدَّارُ الأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ، وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيلُ فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ، قَالا: ذَاكَ مَنْزِلُكَ. قُلْتُ: دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي، قَالا: إنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ، فَلَو اسْتَكْمَلْتَهُ أَتَيتَ مَنْزِلَكَ. خرَّجه في كتاب "الجنائز"، وله فيه لفظ آخر (2) سيأتي في كتاب "القدر" إن شاء الله عز وجل.

* * *

(1) قوله: "هم" ليس في (ك).

(2)

قوله: "آخر" ليس في (ك).

ص: 417