المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

3253 - (7) وخرَّج عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ قَال: كَانَ - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٣

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَاب الجِهادِ

- ‌إِبَاحَةُ القِتَالِ قَبلَ الدَّعوةِ، وفِي الدَّعْوَةِ قَبْلَهُ، ومَا يُوصى بِهِ للغُزَاةِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الغَادِرِ

- ‌بَابُ الحَرْبُ خدعَةٌ

- ‌النَّهي عَنْ تَمَنِّي لِقَاء العَدو

- ‌مَنْ أَرَادَ غَزوَةً فَوَرَّى بِغَيرِهَا ووَقْتُ الغَارَةِ ومَنْ أَحَبَّ الخُرُوج يَومَ الخمِيسِ

- ‌تَحْرِيقُ النَّخْلِ وقَطْعِهَا

- ‌تَحْلِيلُ الغَنَائِمِ

- ‌فِي النَّفْلِ والقسْمَةِ وَمَا جَاءَ فِي سَلَبِ القَتِيلِ

- ‌بَابُ فَكَاكِ الأَسيرِ

- ‌بَابٌ فِي أَرْضِ الصُّلحِ والعَنْوَةِ ومَا لم يُوجَفْ عَلَيهِ بِقِتَال

- ‌قسْمُ الغَنِيمةِ

- ‌بَابُ إِذَا غَنِمَ المشْركُون مَال الْمُسْلِم ثمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

- ‌باب

- ‌الْمَنُّ عَلَى الأسِيرِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلٍ

- ‌بابٌ

- ‌ذِكْرُ يَوْمَ الحُدَيبِيَةِ

- ‌الوَفَاءُ بالعَهْدِ

- ‌ذكْرُ مَا أوذِيَ بِه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌قِصَّةُ كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ

- ‌غَزْوَةُ خَيبَرٍ والخَنْدَقِ وذِي قَرَدٍ

- ‌بَعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

- ‌قَتْلُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ وخُبَيبِ بْنِ عَدِي رضي الله عنهما

- ‌الغَزْو بِالنِّسَاءِ

- ‌عَدَد غَزَواتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يُسْتعَان بالمشْرِكينَ في قِتَال العَدُوِّ

- ‌بَابٌ

- ‌في الْجِزْيَةِ

- ‌ باب

- ‌فَضْلُ قُرَيشٍ

- ‌الاسْتِخْلافُ وتَرْكِهِ

- ‌فِيمَنْ سَأَلَ الإِمَارَةَ

- ‌بَابُ مَنْ تَأَمَّرَ في الحَرْبِ مِنْ غَيرِ إِمْرةٍ إِذَا خَافَ العَدُوّ

- ‌في الإمَامِ العَادِلِ

- ‌بَابُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ، ومَا جَاءَ في الأَمِيرِ الغَاشِّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌في الْغَلُولِ وَفِي الأمِيرِ يَقْبَلُ الْهَدِيَةَ

- ‌الطَّاعَةُ للأَمِيرِ

- ‌بَيعَةُ الرِضْوَانِ

- ‌بَابُ لا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْحِ

- ‌بَيعَةُ النِّسَاءِ

- ‌بَيعَةُ الصَّغِيرِ

- ‌البَيعَةُ عَلَى السَّمْع والطَّاعَةِ

- ‌الحَدُّ بَينَ الْكَبِيرِ والصَّغِيرِ

- ‌النَّهِي أَن يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌المُسَابَقَةُ بَيْنَ الخَيلِ

- ‌بَابُ فَضِيلَةِ الخيلِ

- ‌فَضْلُ الجِهَادِ

- ‌بَابٌ

- ‌فَضْلُ الغَزْوِّ فِي البَحْرِ

- ‌فِي فَضْل الرِبَاطِ وعَدَد الشُّهدَاءِ وفِي فَضِيلةِ الرَّمِي

- ‌بَابٌ

- ‌بابٌ فِي التعْقِيبِ

- ‌فِي سَيْرِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ

- ‌قوله عليه السلام: " (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أمتِي ظَاهِرِينَ

- ‌بَابٌ

- ‌النَّهْي أَن يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيلًا

- ‌بَابُ تَلَقّي الغَازِي

- ‌كِتَابُ الصَّيدِ والذبَائِح

- ‌فِي العَقِيقَةِ

- ‌كتَابُ الأَشْرِبَةِ والأَطْعِمَةِ

- ‌بَابٌ فِي اللِّبَاسِ والزِّينَةِ

- ‌بَابُ الانْتِعَالِ

- ‌بَابُ الصُّوَرِ

- ‌بَابُ الجَرَسِ

- ‌النَّهْي عَنْ القَزَع وَعَنْ وَصلِ الشَّعرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ لَعنِ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ

- ‌ باب

- ‌في الأسْمَاءِ والكُنَى

- ‌بَابٌ فِي الاستئْذَانِ والسَّلامِ

- ‌بَابٌ

- ‌فِي التَّنَاجِي

- ‌بَابٌ فِي الرُّقي والطِّبِ

- ‌بَابٌ فِي الطاعُونِ

- ‌بَابٌ فِي العَدْوَى والطِّيَرَةِ والفَأْلِ والشُّؤْمِ

- ‌بَابٌ فِي الكُهَّانِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ النَّمْلِ

- ‌بَابٌ فِي الرِّفْقِ بالبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ سَبِ الدَّهْرِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ أَن يَقُولَ عَبْدِي أَو أَمَتِي

- ‌بَابُ النَّهْي أَن يَقُولَ خَبُثَتْ نَفْسِي

- ‌بَابٌ فِي الطِّيبِ

- ‌بَابُ فِي الشِّعْرِ

- ‌بَابٌ فِي النَّرْدَشِيرِ

- ‌بَابٌ فِي الرُّؤْيَا

- ‌كِتَابُ المَنَاقِبِ

- ‌ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ عِيسى بْنِ مَرْيَم عليه الصلاة والسلام

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وَلُوطَ وَيُونُسَ وَيُوسُفَ وَزَكَرِيَا ودَاوُدَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلام

- ‌قِصَّةُ مُوسَى والخَضِرِ صَلَّى الله عَلَيهمَا وَسَلَّمَ

- ‌قِصةُ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهما

- ‌مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَبَيعَةُ عُثْمانَ، وفَضَائِلُهُ

- ‌ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ، وَالزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، وَأَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاع، وَسَعِيد بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه أجمعين

- ‌ذِكْرُ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ زَيدِ بْنِ حَارِثَةَ، وابْنِهِ أُسَامَةَ، وعَبْد اللهِ بن الزُّبَيرِ، وعَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ جَعْفَر بْنِ أَبِي طَالِبٍ وخَالِد بْنِ الوَلِيدِ

- ‌ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيلِدٍ وعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما

- ‌ذَكْرُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ وزَينَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمَّيِّ الْمُؤمِنِين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أُمِّ أَيمَن وأُمِّ سُلَيم رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أَبِي طَلْحةَ وبِلال وعَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أبِي بن كَعبٍ، وَسَعدِ بْنِ مُعَاذٍ، وأَبِي زَيدٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاك بْنِ خَرَشَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ جُلَيبِيبِ وعَمرِو بْنِ تَغْلِب

- ‌ذِكْرُ عمَّار بنِ يَاسرٍ وحُذَيفَةَ بْنِ اليَمَانِ وحَارِثَةَ بْنِ سرُاقَةَ

- ‌ذِكْرُ أَبِي ذَرِّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادة

- ‌ذِكْر جَرِير بْنِ عَبْد اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَباس وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ خُزَيمَةَ بْنِ ثَابِت ومُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سفْيَان

- ‌ذِكْرُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمرٍو وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ حَسَّان بْنِ ثَابِت وأَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

- ‌ذكْرُ سَلْمَان وَصُهَيبٍ وبِلالٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أسَيدِ بْنِ حُضَيرٍ وعَبَّادِ بْنِ بِشْر وقَيسِ بْنِ سَعْدٍ

- ‌ذِكْرُ الأنْصَار

- ‌ذِكْرُ أَسْلَمِ وغِفَار وغَيرهما

- ‌ذِكْرُ نِسَاءِ قُرَيشٍ

- ‌فِي الْمُؤاخَاةِ والحِلْف

- ‌ذِكْرُ أوَيسِ بْنِ عَامِرٍ القَرَنِيِّ

- ‌بَابُ بِرِّ الوَلِدَينِ

- ‌بَابٌ فِي البِرِ والإِثْمِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ والنَّهْي عَنِ التَّقَاطع

- ‌بَابُ مَا يَكُون مِنِ الظنِّ

- ‌بَابٌ في الْمُتَحابِّينَ في اللهِ عز وجل

- ‌بَابٌ في عِيادَةِ المَرِيضِ وثَوَابِ المَصَائِبِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الترَاحُم والتعَاون والعَفْو والتواضُعِ

- ‌بَابٌ

- ‌في سَتْرِ الْمُسْلِمِ والْمُدَارَاةِ والرِّفقِ

- ‌بَابٌ في اللَّعنِ

- ‌بَابٌ في ذِي الوَجْهَينِ

- ‌بَابُ مَا جَاء في الكَذِبِ في الإِصْلاحِ بَينَ النَّاسِ في الحَرْبِ

- ‌بَابٌ في الصِّدْقِ والكَذِبِ والنَّمِيمَةِ

- ‌بَابٌ في الغَضَبِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ ضَرْبِ وَجْهِ المُسْلِمِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ يُعَذب النَّاسَ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ مَرَّ بِسِهَامٍ في يَدِهِ

- ‌النهْي أَن يُشِيرَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَخِيه بِالسِّلاحِ

- ‌في إِمَاطَةِ الأذَى عَنِ الطَرِيقِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌفي الكِبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌‌‌بَابٌفي حُسْنِ الجِوارِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الإحْسَانِ إِلَى البَنَاتِ وفِيمَن مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌بَابٌ

الفصل: 3253 - (7) وخرَّج عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ قَال: كَانَ

3253 -

(7) وخرَّج عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ قَال: كَانَ لِلنبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطنا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: اللُّحَيفُ (1). قَال البُخَارِي: وَقَال بَعْضُهُمُ: اللُّخَيفُ. بالخاء.

‌فَضْلُ الجِهَادِ

3254 -

(1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (تَضَمَّنَ الله لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لا يُخْرِجُهُ إِلا جِهَادٌ فِي سَبِيلِي وَإيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائلًا مَا نَال مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ (2) يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ الله إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ (3) تَغْزُو فِي سَبِيلِ الله أَبَدًا، وَلَكِنْ لا أَجدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلا يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ الله (4) فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ) (5).

وفي بعض طرق البخاري: "أوْ تَصْدِيقٌ بِرُسُلِي (6) ". خرّجه في "الإِيمان" وقال فيه: "انْتَدَبَ الله عَزَّ (7) وجَلَّ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ .. " وله فِي (8) لفظ آخر:

(1) البُخاريّ (6/ 58 رقم 2855).

(2)

الكلْمُ: هو الجرح.

(3)

"خلاف سرية" أي: خلفها وبعدها.

(4)

لفظ الجلالة ليس في (ك).

(5)

مسلم (3/ 1495 - 1496 رقم 1876)، البُخاريّ (1/ 92 رقم 36)، وانظر (2787، 2797، 2972، 3123، 7226، 7227، 7457، 7463).

(6)

في (ك): "رسلي".

(7)

"انتدب الله عز وجل" أي: سارع في ثوابه وحسن جزائه، وقبل: بمعنى أجاب إلى المراد، وقيل: معناه تكفل بالمطلوب.

(8)

قوله: "في"ليس في (أ).

ص: 165

(وَلَوَدِدْتُ) أنِّي قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ الله فَقُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ ثُمَّ أُحْيِيتُ). وذكر القتل في طرقه أربع مرات.

3255 -

(2) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال:(تَكَفَّلَ الله لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيتِهِ إِلا جِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيق كَلِمَتِهِ بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَال مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ)(1).

3256 -

(3) وعَنْهُ، عَنِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم:(لا يُكْلَمُ أَحَد فِي سَبِيلِ الله، وَاللهُ أَعْلَمُ (2) بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ (3) اللَّوْن لَوْن دَمٍ وَالرِّيح رِيحُ مِسْكٍ) (1). وفي لفظ آخر:(كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُهُ الْمُسْلِمُ فِي سَبِيلِ الله، ثُمَّ تَكُونُ (4) يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيئَتِهَا إِذَا (5) طُعِنَتْ تَفَجَّرُ دَمًا اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالْعَرْفُ (6) عَرْفُ الْمِسْكِ (7). وَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمدٍ بِيَدِهِ لَوْلا (8) أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ الله، وَلَكِنْ لا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتبِعُونِي (9)، وَلا تَطِيبُ أَنْفسُهُمْ أَنْ يَقْعُدُوا بَعْدِي). وفي لفظ آخر:(لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَتَخَلَّفَ خَلْفَ سَرِيَّةٍ). وفي بعض طرق البُخاريّ: "والله أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلهِ".

(1) انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.

(2)

في (ك): "يعلم".

(3)

"وجرحه يثعب" معناه: يجرى متفجر كثيرًا.

(4)

في (أ): "يكون".

(5)

في (ك): "إذ".

(6)

العرف: هو الريح.

(7)

في (ك): "والعرق عرق المسك".

(8)

في (أ): "لو".

(9)

في (ك): "فيتبعون".

ص: 166

3257 -

(4) مسلم. عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:(مَا مِنْ (1) نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ الله خَير يَسُرُّهَا أَنهَا تَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا وَإِنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، إِلا الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقتلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ) (2). وفي لفظ آخر:(مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيءٍ، غَيرُ الشَّهِيدِ فَإِنهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فيقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ).

3258 -

(5) وعَنْ أبي هُرَيرَةَ قَال: قيلَ لِلنبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ الله عز وجل؟ قَال: (لا تَسْتَطيعُونَهُ). قَال (3): فَأَعَادُوا عَلَيهِ مَرَّتَينِ أَوْ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: (لا تَسْتَطيعُونَهُ). قال فِي الثالِثَةِ: (مَثَلُ الْمُجَاهِدِ (4) فِي سَبيلِ الله كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآياتِ الله لا يَفترُ مِنْ صِيَامٍ وَلا صَلاةٍ حتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله) (5).

3259 -

(6) البُخاريّ. عَنْ أبي هُرَيرَةَ قَال: جَاءَ رَجُل إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ، قال:(لا أَجِدُهُ). قَال: (هَلْ تَسْتَطيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلا تُفْطِرَ). قال: وَمَنْ يَسْتَطيعُ ذَلِكَ؟ قال أبو هُرَيرَةَ: إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طوَلِهِ (6) فيكتبُ

(1) قوله: "من" ليس في (ك).

(2)

مسلم (3/ 1498 رقم 1877)، البُخاريّ (6/ 14 - 15 رقم 279)، وانظر (2817).

(3)

قوله: "قال" ليس فِي (ك).

(4)

في النسختين: "الجهاد"، والمثبت من "صحيح مسلم".

(5)

مسلم (3/ 1498 رقم 1878)، البُخاريّ (1/ 92 رقم 36)، وانظر (2787، 2797، 2972، 3123، 7226، 7227، 7457، 7463).

(6)

"ليستن في طوله" أي: يمرح بنشاط.

ص: 167

لَهُ حَسَنَاتٍ (1). خرّجه في أول كتاب "الجهاد".

3260 -

(7) وفيه أَيضًا: عَنْ عَائِشَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله نَرَى (2) الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ، أَفَلا (3) نُجَاهِدُ. قَال:(لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَج مَبْرُورٌ)(4).

3261 -

(8) مسلم. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَال: كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَال رَجُل: مَا أُبَالِي أَنْ لا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الإِسْلامِ، إِلا أَنْ أَسْقِيَ الْحَاجَّ، وَقَال آخَرُ: مَا أُبَالِي أَنْ لا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الإِسْلامِ إِلا أَنْ أَعْمُرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَقال (5) آخَرُ: لا، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتُمْ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ وَقَال: لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَلَكِنْ إِذَا صَلَّيتُ الْجُمُعَةَ دَخَلْتُ فَاسْتَفْتَيتُهُ فِيمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (6) إِلَى آخِرِهَا (7). لم يخرج البُخاريّ هذا الحديث.

3262 -

(9) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لَغَدْوَة فِي سَبِيلِ الله أَوْ رَوْحَة (8) خَير مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) (9). زاد البخاري: (وَلَقَابُ قَوْسِ (10) أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، أَوْ مَوْضِعُ قِيدٍ (11) يَعْنِي سَوْطَهُ خَير مِنَ الدُّنْيَا وَمَا

(1) البخاري (6/ 4 رقم 2785).

(2)

في (أ): "ترى".

(3)

في (ك): "أولًا".

(4)

البخاري (6/ 4 رقم 2784)، وانظر (1520، 1861، 2875، 2876).

(5)

في (ك): "قال".

(6)

سورة التوبة؛ آية (19).

(7)

مسلم (3/ 1499 رقم 1879).

(8)

"لغدوة في سبيل الله أو روحة" الغدوة بفتح الغين: السير أول النهار إلى الزَّوال، والروحة: السيرين الزَّوال إلى آخر النهار.

(9)

مسلم (3/ 1499 رقم 1880)، البُخاريّ (6/ 13 رقم 2792)، وانظر (2796، 6568).

(10)

"ولقاب قوس" أي قدره، والقاب: القدر.

(11)

"موضع قيد" القِيد: معناه القدر.

ص: 168

فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطلَعَتْ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَينَهُمَا، وَلَمَلأَتْهُ (1) رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأسِهَا خير مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا). النَّصِيفُ: الخِمَار.

3263 -

(10) مسلم. عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَال:(وَالْغَدوَةَ يَغْدُوهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ الله خَير مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)(2). [وفي لفظ آخر: "غَدْوَة أَوْ رَوْحَة فِي سَبِيلِ الله". وزاد البُخاريّ في حديث سهل أيضًا: (مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَير مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا).

3264 -

(11) مسلم. عَنْ أبي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لَرَوْحَة فِي سَبِيلِ الله أَوْ غَدْوَة خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا])(3)(4). وقال البُخاريّ: (خَير مِمَّا (5) تَطْلُعُ عَلَيهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ). وزاد: (لَقَابُ قَوْسٍ فِي الْجَنَّةِ خَير مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ).

3265 -

(12) مسلم. عَنْ أَبِي أيوبَ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ الله أَوْ رَوْحَة خَير مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ)(6). لم يخرج البُخاريّ عن أبي أيوب في هذا شيئًا.

3266 -

(13) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنةُ).

(1) في (أ): "ولملأت".

(2)

مسلم (3/ 1500 رقم 1881)، البُخاريّ (6/ 14 رقم 2794)، وانظر (2892، 3250، 6415).

(3)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(4)

مسلم (3/ 1500 رقم 1882)، البُخاريّ (6/ 13 رقم 2793)، وانظر (3253).

(5)

في (أ): "من مما".

(6)

مسلم (3/ 1500 رقم 1883).

ص: 169

فَعَجِبَ لَهَا أبو سَعِيدٍ، فَقَال: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ الله، فَفَعَل، ثُمَّ قَال:(وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَينَ كُلِّ دَرَجَتَينِ كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ). قَال: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَال: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله)(1). لم يخرج البُخاريّ هذا الحديث.

3267 -

(14) وخرّج عَنْ أبي هُرَيرَةَ، عَنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ فَإِنَّ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ هَاجَرَ فِي سَبِيلِ الله أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلا (2) نُنبِّئُ النَّاسَ بذَلِكَ؟ قَال: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا الله لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهَ (3) كُلُّ دَرَجَتَينِ مَا بَينَهُمَا كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهَارُ الْجَنَّةِ) (4). خرَّجه في كتاب "التوحيد" في باب "وكان عرشه على الماء" وخرّجه في "الجهاد" أيضًا في باب "درجات (5) المجاهدين".

3268 -

(15) وخرَّج في باب "من أصابه سهم غرب" عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّع بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَلا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ (6)، فَإنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيهِ فِي الْبُكَاءِ. قَال:

(1) مسلم (3/ 1501 رقم 1884).

(2)

في (ك): "أولًا".

(3)

في (أ): "في سبيل الله".

(4)

البُخاريّ (13/ 404 رقم 7423)، وانظر (2790).

(5)

في (أ): "درجة".

(6)

"سهم غرب" أي: لا يعرف راميه، أو لا يعرف من أين أتى، أو جاء على غير قصد من راميه. قاله أبو عبيد وغيره.

ص: 170

(يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جَنَّاتٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى)(1).

وفي لفظ آخر: (أَهَبِلْتِ أَوَجَنةٌ (2) وَاحِدَةُ هِيَ (3)، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى). تفرد البُخاريّ بهذا.

3269 -

(16) مسلم. عَنْ أَبِي قتَادَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ فَذَكَرَ لَهُمْ أَنَّ الْجهَادَ فِي سَبِيلِ الله، وَالإِيمَانَ بِاللهِ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ الله أيكَفِّرُ الله عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (نَعَمْ إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ الله وَأَنتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيرُ مُدْبِرٍ). ثُمَّ قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (كَيف قُلْتَ؟ ). قَال: أَرَأَيتَ إنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ الله أيُكَفِّرُ الله عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (نَعَمْ وَأَنتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيرُ مُدْبِرٍ إِلا الدَّينَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ قَال لِي ذَاكَ)(4).

وفي لفظ آخر: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَال: أَرَأَيتَ إِنْ ضَرَبتُ بِسَيفي فِي سَبيلِ اللهِ، بمعنى ما تقدم. لم يخرج البُخاريّ هذا الحديث.

3270 -

(17) مسلم. عن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (يَغْفِرُ الله لِلشَّهِيدِ كُلَّ شَيءٍ إِلا الدَّينَ)(5).

3271 -

(18) وعنه، عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: (الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ الله يُكفِّرُ كُلَّ

(1) البُخاريّ (6/ 25 - 26 رقم 2809)، وانظر (3982، 6550، 6567).

(2)

في (أ): "أجنة"، وفي (ك):"الجنَّة"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(3)

قوله: "هي" ليس في (أ).

(4)

مسلم (3/ 1501 رقم 1885).

(5)

مسلم (3/ 1502 رقم 1886).

ص: 171

شَيءٍ إلا الدَّينَ) (1). لم يخرج البُخاريّ عن عبد الله بن عمرو، ولا عن غيره في هذا شيئًا.

3272 -

(19) وخرَّج عَنْ أَبِي عَبْسٍ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ الله حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ)(2). وفي لفظ آخر: (مَا اغْبَرَّتَا قَدَمَا (3) عَبْدٍ فِي سَبِيلِ الله فَتَمَسَّهُ النَّارُ). خرجه في كتاب "الجهاد"، ولم يخرج مسلم عن أبي عبس فِي كتابه شيئًا.

3273 -

(20) مسلم. عَنْ مَسْرُوق قَال: سَأَلْنَا عَبْدَ الله عَنْ هَذِهِ الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (4) قَال: أَمَا إِنا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَال: (إِنَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ طَيرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعرشِ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأوي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ فَاطلَعَ إلَيهِمْ رَبُّهُمِ اطِّلاعَةً، فَقَال هَلْ تَشْتَهُونَ شَيئًا؟ فَقَالُوا: أَيَّ شَيء نَشْتَهِي وَنَحْنُ نسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أنهُمْ لَمْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا: يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنهُمْ لَيسَ لَهُمْ حَاجَة تُرِكُوا)(5). لم يخرج البُخاريّ هذا الحديث، وعبد الله هو ابن مسعود.

3274 -

(21) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(1) انظر الحديث الذي قبله.

(2)

البُخاريّ (6/ 29 رقم 2811)، وانظر (907).

(3)

في (أ): "ما أغبرت أقدما".

(4)

سورة آل عمران؛ آية (169).

(5)

مسلم (3/ 1502 - 1503 رقم 1887).

ص: 172

فَقَال: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَال: (رَجُلٌ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ الله بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ). قَال (1): ثُمَّ مَنْ (2)؟ قَال: (مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعبُدُ اللهَ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ)(3). [وفي لفظ آخر: (مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ الله). قَال: ثُمَّ مَنْ؟ قَال: (ثُمَّ رَجُل مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ). وفي بعض ألفاظ البُخاريّ: (يَتَّقِي اللهَ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ)](4).

3275 -

(22) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:(مِنْ خَيرِ مَعَاش النَّاسِ (5) لَهُمْ: رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ الله يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ هَيعَةً أَوْ فَزْعَةً (6) طَارَ عَلَيهِ يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ (7)، أَوْ رَجُلٌ فِي غُنَيمَةٍ (8) فِي رَأسِ شَعَفَةٍ (9) مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ أَوْ فِي بَطْنِ وَادٍ مِن هَذِهِ الأَوْدِيَةِ يُقِيمُ الصَّلاةَ، ويؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعبدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأتِيَهُ الْيَقِينُ لَيسَ مِنَ النَّاسِ إِلا فِي خَيرٍ) (10). وفي لفظ آخر:"فِي شِعْبَةٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ". وفي آخر: "فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ". ولم يخرج البُخاريّ هذا الحديث.

3276 -

(23) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (يَضْحَكُ الله

(1) قوله: "قال" ليس في (أ).

(2)

قوله: "من" ليس في (أ).

(3)

مسلم (3/ 1503 رقم 1888)، البُخاريّ (6/ 6 رقم 2786)، وانظر (6494).

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(5)

"معاش النَّاس" المعاش: هو العيش وهو الحياة، وتقديره: من خير أحوال عيشهم.

(6)

"هيعة أو فزعة" الهيعة: الصوت عند حضور العدو، والفزعة: النهوض إلى العدو.

(7)

"يبتغي القتل والموت مظانه" معناه: يطلبه في مواطنه التي يرجى فيها لشدة رغبته في الشهادة.

(8)

هنا في حاشية (أ) كتب: "بلغ مقابلة".

(9)

"رأس شعفة" الشعفة: أعلى الجبل.

(10)

مسلم (3/ 1503 - 1504 رقم 1889).

ص: 173

إِلَى رَجُلَينِ يَقتلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ كِلاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، قال: يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ الله فَيُسْتَشْهَدُ، ثُمَّ يَتُوبُ الله عَلَى الْقَاتِلِ [فيسْلِمُ، فيقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله عز وجل فَيُسْتَشْهَدُ) (1). وفي لفظ آخر: (يَضْحَكُ الله إِلَى رَجُلَينِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ كِلاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ) قَالُوا: كَيفَ يَا رَسُولَ الله؟ قَال: (يُقْتَلُ هَذَا فَيَلِجُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتُوبُ الله عَلَى](2) الآخَرِ فَيَهْدِيهِ إلَى الإِسْلامِ (3)، ثُمَّ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله فَيُسْتَشْهَدُ).

3277 -

(24) البُخاريّ. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: أَتَيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِخَيبَرَ بَعْدَ مَا افْتَتَحُوهَا (4) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أسْهِمْ لِي، فَقَال بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لا تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ الله، فَقَال أبو هُرَيرَةَ: هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ، فَقَال ابْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: وَاعَجَبًا لِوَبْرٍ تَدَلَّى مِنْ قَدُومِ ضَأنٍ يَنْعَى عَلَيَّ (5) قَتْلَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ كَرَّمَهُ الله عَلَى يَدَيَّ وَلَمْ يُهِني عَلَى يَدَيهِ، قَال (6): فَلا أَدْرِي أَسْهَمَ لَهُ (7) أَمْ لَمْ يُسْهِمْ لَهُ (7)(8). خرَّجه في باب "الكافر يقتل المسلم ثم يُسلم".

3278 -

(25) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (لا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا)(9). وفي لفظ آخر: (لا يَجْتَمِعانِ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدُهُمَا الآخَرَ). قِيلَ: مَنْ هُمَا يَا رَسُولَ الله؟ قَال:

(1) مسلم (3/ 1504 رقم 1890)، البُخاريّ (6/ 39 رقم 2826).

(2)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(3)

في (ك): "للإسلام".

(4)

في (ك): "افتتحها".

(5)

قوله: "عليَّ" ليس في (أ).

(6)

أي: عنبسة بن سعيد راويه عن أبي هريرة، أو من دونه.

(7)

في (ك): "لهم".

(8)

البخاري (6/ 39 رقم 2827)، وانظر (4237، 4238، 4239). وتقدم برقم (3022).

(9)

مسلم (3/ 1505 رقم 1891).

ص: 174

(مُؤْمِنٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ). لم يخرج البُخاريّ هذا الحديث.

3279 -

(26) مسلم. عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَال: جَاءَ رَجُل بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ فَقَال: هَذِهِ فِي سَبِيلِ الله، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُ مِائَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ)(1). ولا أخرج البُخاريّ أيضًا هذا الحديث.

3280 -

(27) وَذَكَرَ فِي بَابِ "الْحِرَاسَةِ فِي الْغَزْو" عَنْ أبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ (2) وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْقَطيفَةِ (3) والْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ (4)، وَإذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ (5)، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ أشْعَثَ رَأسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإن كَانَ فِي السَّاقَةِ (6) كَانَ فِي السَّاقَةِ إنِ اسْتَأذَنَ لَمْ يُؤذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشفَّعْ) (7). وصل سنده باللفظ الأول (8)، ولم يصله بالثاني إلَّا في رواية عن الأَصيلي.

3281 -

(28) البُخاريّ. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قال: قَال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (9): (منِ

(1) مسلم (3/ 1505 رقم 1892).

(2)

"تعس عبد الدينار". تعس: ضد سعد، أي: شقي، وعبد الدينار: أي طالبه الحريص على جمعه والقائم على حفظه، فكأنه لذلك خادمه وعبده.

(3)

"وعبد القطيفة والخميصة" القطيفة: هي الثوب الذي له حمل، والخميصة: الكساء المربع.

(4)

انتكس: أي عاوده المرض.

(5)

"وإذا شيك فلا انتقش" المعنى: إذا أصابه شوكة فلا وجد من يخرجها بالمنقاش.

(6)

الساقة: جمع سائق، وهم الذين يسوقون جيش الغزاة ويكونون من ورائه يحفظونه.

(7)

البُخاريّ (6/ 81 رقم 2887) معلّقًا، وانظر (2886، 6435).

(8)

يعني حديث: "تعس عبد الدينار

إلَّا: انتقش". وانظر (تعليق التعلبق"(3/ 443).

(9)

قوله: "قال النبي صلى الله عليه وسلم " ليس في النسختين، والمثبت من اليونينية (4/ 34).

ص: 175

احْتَبَسَ فَرَسًا (1) فِي سَبِيلِ الله إيمَانًا بِاللهِ وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ، فَإِنَّ (2) شِبَعَهُ وَرِيَّهُ وَرَوْثَهُ وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة) (3).

3282 -

(29) مسلم. عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: إِنِّي أُبْدِعَ (4) بِي فَاحْمِلْنِي، فَقَال:(مَا عِنْدِي). فَقَال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ دَلَّ عَلَى خَيرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ)(5). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

3283 -

(30) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ فَتًى مِنْ أَسْلَمَ قَال: يَا رَسُولَ الله إِني أُرِيدُ الْغَزْوَ وَلَيسَ مَعِي مَا أَتَجَهَّزُ بِهِ، قَال:(ائْتِ فُلانًا فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ تَجَهَّزَ فَمَرِضَ فَأَتَاهُ). فَقَال: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ: أَعْطِنِي الَّذِي تَجَهَّزْتَ بِهِ، فَقَال: يَا فُلانَةُ أَعْطِيهِ الَّذِي تَجَهَّزْتُ بِهِ، وَلا تَحْبِسِي عَنْهُ شَيئًا، فَوَ اللهِ لا تَحْبِسِي عَنْهُ شَيئًا فيبَارَكَ لَكِ فِيهِ (6). ولا أخرج البُخاريّ أيضًا هذا الحديث.

3284 -

(31) مسلم. عَنْ زَيدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ الله فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيرٍ فَقَدْ غَزَا)(7).

3285 -

(32) وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا إِلَى بَنِي لَحْيَانَ مِنْ هُذَيلٍ فَقَال (8): (لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَينِ أَحَدُهُمَا وَالأَجْرُ

(1) في (ك): "فرسه".

(2)

في (أ): "فإنَّه".

(3)

البُخاريّ (6/ 57 رقم 2853).

(4)

"أبدع بي" أي: هلكت ناقتي وهي مركوبي.

(5)

مسلم (3/ 1506 رقم 1893).

(6)

مسلم (3/ 1506 رقم 1894).

(7)

مسلم (3/ 1506 - 1507 رقم 1895)، البُخاريّ (6/ 49 رقم 2843).

(8)

قوله: "فقال" ليس في (أ).

ص: 176

بَينَهُمَا) (1). وفي (2) لفظ آخر: (لِيَخْرُجْ مِنْ كُلِّ رَجُلَينِ رَجُل). ثُمَّ قَال لِلْقَاعِدِ: (أَيُّكُمْ خَلَفَ الْخَارِجَ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ بِخَيرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجْرِ الْخَارِج). لم يخرج البُخاريّ حديث أبي سعيد هذا.

3286 -

(33) مسلم. عَنْ بُرَيدَةَ بْنِ حُصيبٍ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ إِلا وُقِف لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا (3) شَاءَ فَمَا ظَنُّكُمْ) (4). وفي لفظ آخر: (فَخُذْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا شِئْتَ)، فَالْتَفَتَ إِلَينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَا ظَنُكُم؟ ). لم يخرج البُخاريّ هذا الحديث.

3287 -

(34) مسلم. عَنْ أَبِي إِسْحَقَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآية {لَا يَسْتَوي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (5)، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم زَيدًا (6) فَجَاءَ بِكَتِفٍ يَكْتُبُهَا فَشَكَا إِلَيهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ضَرَرًا بِهِ (7)، فَنَزَلَتْ {لَا يَسْتَوي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيرُ أُولِي الضَّرَرِ} (8). وقال البُخاريّ عَنْ البَرَاءِ فِي بَعضِ طُرقِه: فَنَزَلَت مَكَانَهَا {لَا يَسْتَوي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيرُ أُولِي الضَّرَرِ} .

3288 -

(35) وخرَّج عَنْ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، أَنَّ زَيدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ

(1) مسلم (3/ 1507 رقم 1896).

(2)

في (أ): "في".

(3)

في (أ): "بما".

(4)

مسلم (3/ 1508 رقم 1897).

(5)

سورة النساء؛ آية (95).

(6)

في (ك): "زيد".

(7)

"ضررًا به" أي: عماه.

(8)

مسلم (3/ 1508 رقم 1898)، البُخاريّ (6/ 45 رقم 2831)، وانظر (4593، 4594).

ص: 177

رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَمْلَى عَليَّ (1){لَا يَسْتَوي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قَال: فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ فَقَال: يَا رَسُولَ الله لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ، وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى، فَأَنْزَلَ الله عز وجل عَلَى رَسُولِهِ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ (2) فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل {غَيرُ أُولِي الضَّرَرِ} (3).

3289 -

(36) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: قَال رَجُلٌ أَينَ أَنَا يَا رَسُولَ الله إِنْ قُتِلْتُ؟ قَال (4): (فِي الْجَنَّةِ). فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ كُنَّ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ (5) حَتَّى قُتِلَ. وفِي رِوَايَةِ: قَال رَجُل لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ (6).

3290 -

(37) وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال: جَاءَ رَجُل مِنْ بَنِي النَّبِيتِ قَبِيلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَال (7): أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إِلا الله، وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(عَمِلَ هَذَا يَسِيرًا وَأُجِرَ كَثِيرًا)(8). ترجم عليه البخاري باب "عمل صالح قبل القتال" ولفظه: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ فَقَال: يَا رَسُولَ الله أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ؟ قال: (أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ). فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا).

3291 -

(38) مسلم. عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِك قَال: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُسَيسَةَ (9)

(1) في (أ): "عليه".

(2)

في (أ): "يرض".

(3)

البُخاريّ (6/ 45 رقم 2832)، وانظر (4592).

(4)

قوله: "قال" ليس في (أ).

(5)

في (أ): "وقاتل".

(6)

مسلم (3/ 1509 رقم 1899)، البُخاريّ (7/ 354 رقم 4046).

(7)

في (أ): "قال"، وفي (ك):"وقال"، والمثبت من "صحيح مسلم".

(8)

مسلم (3/ 1509 رقم 1900)، البُخاريّ (6/ 24 رقم 2808).

(9)

"بسيسة" هو بسبس بن عمرو الأنصاري.

ص: 178

عَينًا (1) يَنْظُرُ مَاذَا صَنَعَتْ عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَ وَمَا فِي الْبَيتِ أَحَد غَيرِي وَغَيرُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَال: لا أَدْرِي هَلْ اسْتَثْنَى بَعْضَ نِسَائِهِ، قَال: فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ قَال: فَخَرَجَ (2) رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَتَكَلَّمَ فَقَال: (إِنَّ لَنَا طَلِبَةً فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا (3) فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا). فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأذِنُونَهُ فِي ظُهْرَانِهِمْ فِي عُلْو الْمَدِينَةِ فَقَال: (لا إِلا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا). فَانْطَلَقَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ حَتَّى سَبَقُوا الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرِ، وَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(لا يُقَدِّمَنَّ (4) أَحَدٌ إِلَى شَيءٍ حَتَّى أَكُونَ أَنَا دُونَهُ، فَدَنَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ). قَال: يَقُولُ عُمَيرُ بْنُ الْحُمَامِ (5) الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ الله جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ؟ قَال: (نَعَمْ). قَال: بَخٍ بَخٍ (6). فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخ بَخِ). قَال: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ الله إِلا رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا. قَال: (فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا). فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ (7)، فَجَعَلَ يَأكُلُ مِنْهُنَّ ثُمَّ قَال: لَئِنْ أَنَا حَييتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَويلَةٌ، قَال: فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حتَّى قُتِلَ (8). لم يخرج البُخاريّ هذا الحديث.

3292 -

(39) مسلم. عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قَيسٍ قَال: سَمِعْتُ أَبِي بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ

(1)"عينًا" أي: متجسسًا ورقيبًا.

(2)

في (أ): "خرج".

(3)

"لنا طلحة

ظهره حاضرًا" طلبة: أي شيئًا فطلبه. والظهر: الدواب التي تركب.

(4)

في حاشية (أ): "يتقدمن" وعليها "خ"، وفي (ك):"يتقدمن" أيضًا.

(5)

في (ك): "حمام".

(6)

"بخ بخ" هي كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير.

(7)

القرن: جعبة النشاب.

(8)

مسلم (3/ 1509 - 1511 رقم 1901).

ص: 179

السُّيُوفِ). فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيئَةِ فَقَال: يَا أَبَا مُوسَى أنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ هَذَا؟ قَال: نَعَمْ. فَخَرَجَ إلَى أَصْحَابِهِ فَقَال: أَقْرَأُ عَلَيكُمُ السَّلامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيفِهِ (1)، ثُمَّ مَشَى بسَيفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ فَضَرَبَ بهِ حَتَّى قُتِلَ (2).

3293 -

(40) مسلم. عَنْ أَنَسٍ قَال: جَاءَ نَاسٌ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَنَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، فَبَعَثَ إِلَيهِمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ (3) لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ (4) يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيلِ وَيَتَعَلَّمُونَ وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَحْتَطُبونَ فَيَبِيعُونَهُ (5) وَيَشترُونَ (6) بِهِ الطَّعَامَ لأَهْلِ الصُّفَّةِ (7) وَلِلْفُقَرَاءِ، فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبلُغُوا الْمَكَانَ، فَقَالُوا:"اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا" قَال: وَأَتَى رَجُلٌ حَرَامًا خَال أَنَسِ فَطَعَنَهُ بِرُمْحِ حَتَّى أَنْفَذَهُ، فَقَال حَرَامٌ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ:(إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا، وَإِنهُمْ قَالُوا: "اللَّهُمَّ بَلِّغْ (8) عَنَّا نَبِيَّنَا أَمَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا (9).

(أ) جفن السيف: الغمد.

(2)

مسلم (3/ 1151 رقم 1902).

(3)

في (أ): "فقال".

(4)

في (ك): "حزام".

(5)

في (ك): "فيتبعونه".

(6)

في (أ): "ويسيرون".

(7)

أهل الصفة: هم الفقراء الغرباء الذين كانوا يأوون إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت لهم في آخره صفة وهو مكان منقطع من المسجد مظلل عليه يبيتون فيه.

(8)

فِي (ك): "أبلغ".

(9)

مسلم (3/ 1511 رقم 677)، البُخاريّ (7/ 385 - 386 رقم 4091)، وانظر (1002، 1003، 1300، 2801، 2814، 3064، 3170، 4088، 4089، 4090، 4092، 4094، 4095، 4096، 6394، 7341).

ص: 180

3294 -

(41) البخاري. عَنْ أَنَسٍ قَال: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيمٍ إِلَى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ، فَلَمَّا قَدِمُوا قَال لَهُمْ خَالِي: أَتَقَدَّمُكُمْ فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَإِلا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا، فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ فَبَينَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُمْ عَنِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ، فَقَال: الله أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ إِلا رَجُلًا أَعْرَجَ صَعِدَ الْجَبَلَ -قَال هَمَّام: وَأُرَاهُ آخَرَ مَعَهُ-، فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، فَكُنَّا نَقْرَأُ: "أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا، ثُمَّ نسِخَ بَعْدُ، فَدَعَا عَلَيهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَبَنِي عُصيَّةَ الذِينَ عَصَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم (1).

3295 -

(42) وَعَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خَالهُ أَخًا لأُمِّ سُلَيمٍ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا، وَكَانَ رَئيسَ الْمُشْرِكِينَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيلِ خَيَّرَ بَينَ ثَلاثِ خِصَالٍ، فَقَال: يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ، أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ، أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِي غَطَفَانَ بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ، فَطُعِنَ عَامِرٌ فِي بَيتِ أُمِّ فُلانٍ، فَقَال: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَكْرِ فِي بَيتِ امْرَأَةٍ مِنْ آلِ فُلانٍ ائْتُونِي بِفَرَسٍ، فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ، فَانْطَلَقَ حَرَامٌ أَخُو أُمِّ سُلَيمٍ وَهُوَ (2) رَجُل أَعْرَجُ وَرَجُل مِنْ بَنِي فُلانٍ، قال (3): كُونُوا قَرِيبًا حَتَّى آتِيَهُمْ فَإِنْ آمَنُونِي كُنْتُمْ، وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيتُمْ أَصْحَابَكُمْ، فَقَال: أَتُؤْمِنُونِي أَنْ أُبَلِّغَ رِسَالةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ وَأَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ، قَال هَمَّامٌ: أَحْسِبُهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْح، قَال: الله أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَلُحِقَ الرَّجُلُ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ غَيرَ

(1) انظر الحديث الذي قبله.

(2)

قوله: "هو" ليس في (ك).

(3)

في (أ): "قالوا".

ص: 181

الأَعْرَج كَانَ فِي رَأسِ جَبَلٍ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل عَلَينَا، ثُمَّ كَانَ مِنَ الْمَنْسُوخ:"إِنا قَد لَقِينَا ربَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا". فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيهِمْ ثَلاثِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ، وَعُصَيَّةَ الذِينَ عَصَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم (1). خرَّجَه في "غزوة الرجيع" وذَكَرَ طرفًا منه أيضًا. قَال: لَمَّا طُعِنَ حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ، وَكَانَ خَالهُ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، قَال بِالدَّمِ هَكَذَا فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأسِهِ، ثُمَّ قَال:"فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعبَةِ".

3296 -

(43) وذَكَرَ في الباب أيضًا عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ قَال: لَمَّا قُتِلَ الذِينَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ قَال لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيلِ: مَنْ هَذَا؟ فَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ فَقَال لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ: هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيرَةَ، فَقَال: لَقَدْ رَأَيتُهُ بَعْدَ مَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى إِنِّي لأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَينَهُ وَبَينَ الأَرْضِ، ثُمَّ وُضِعَ، فَأَتَى النبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَبَرُهُمْ فَنَعَاهُمْ فَقَال:(إِنَّ أَصْحَابَكُمْ قَدْ أُصِيبُوا، وَإِنهُمْ قَدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ فَقَالُوا: رَبَّنَا أَخْبِرْ عَنَّا إِخْوَانَنَا بِمَا رَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا). فَأَخْبَرَهُمْ عَنْهُمْ، وَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ عُرْوَةُ بْنُ أَسْماءَ بْنِ الصَّلْتِ فَسُمِّيَ بِهِ عُرْوَةُ، وَمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو وَسُمِّيَ بِهِ مُنْذِرًا (2)(3). قد تقدم لمسلم ذكر هذه القبائل المدعو عليها.

3297 -

(44) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: عَمِّيَ الَّذِي سُمِّيتُ بِهِ لَمْ يَشْهَدْ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، قَال: فَشَقَّ عَلَيهِ، فَقَال: أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم غِبْتُ عَنْهُ، فَإِنْ أَرَانِيَ الله مَشْهَدًا فِيمَا بَعْدُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

(1) انظر الحديث رقم (40) في هذا الباب.

(2)

"منذرًا" كذا بالنصب، قال الحافظ: والأولى سمي به منذر، ويحتمل أن تكون الرّواية بفتح السِّين.

(3)

البُخاريّ (7/ 389 رقم 4093).

ص: 182

[لَيَرَنَّ الله مَا أَصْنَعُ، قَال: فَهَابَ أَنْ يَقُولَ غَيرَهَا، قَال: فَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم](1) يَوْمَ أُحُدٍ، فَاسْتَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَال لَهُ أَنَسٌ: يَا أَبَا عَمْرٍو أَينَ؟ فَقَال: وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ أَجِدُهُ دُونَ أُحُدٍ، قَال: فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ، قَال: فَوُجِدَ فِي جَسَدِهِ بِضْعٌ وَثمَانُونَ مِنْ بَينِ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ، قَال: فَقَالتْ أُخْتُهُ عَمَّتِيَ: الرُّبيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ (2): فَمَا عَرَفْتُ أخِي إِلا بِبَنَانِهِ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (3) قَال: فَكَانُوا يُرَوْنَ أَنهَا نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أصْحَابِهِ (4).

3298 -

(45) البُخاريّ. عَنْ أَنَسٍ قال: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ (2) عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَال: يَا رَسُولَ الله غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ، لَئِنِ الله أَشْهَدَنِي قِتَال الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ الله مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ قَال: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ يَعْنِي أَصْحَابَهُ، وَأَبْرَأُ إِلَيكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَال: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ (2)، إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ. قَال سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ الله مَا صَنَعَ، قَال: أَنَسٌ فَوَجَدْنَا فِيهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيف، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْح، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ، قَال أَنَسٌ: كُنّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

(1) ما بين المعكوفين ليس فِي (ك).

(2)

في (ك): "النضير".

(3)

سورة الأحزاب؛ آية (23).

(4)

مسلم (3/ 1512 رقم 1903)، البُخاريّ (6/ 31 رقم 2805)، وانظر (4048، 4783).

ص: 183

رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ} إِلَى آخِرِ الآيةِ. وذَكر قصة الرُّبَيع، وقد تقدمت في كتاب "الحدود"(1).

3299 -

(46) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ، أَنَّ رَجُلًا أَعْرَابِيًّا أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ الله! الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ الله؟ فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ (2) كَلِمَةُ الله (3) أَعْلَى فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله) (4). وفي لفظ آخر: سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وفيقَاتِلُ حَمِيَّةً (5)، ويُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ الله؟ فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ (2) كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله). وفي آخر: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقِتَالِ فِي سَبِيلِ الله، فَقَال: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ غَضَبًا، ويقَاتِلُ حَمِيَّةً؟ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ وَمَا رَفَعَ (6) رَأسَهُ إِلَيهِ إِلا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا، فَقَال:(مَنْ قاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله). وفي آخر: أَتَينَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله الرَّجُلُ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، ولم يقل البخاري أَتَينَا، ولا: فَقُلْنَا.

3300 -

(47) مسلم. عَنْ سُلَيمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَال: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُريرةَ فَقَال لَهُ نَاتِلُ (7) أَهْلِ الشَّامِ: أيُّهَا الشَّيخُ حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ

(1) انظر الحديث الذي قبله.

(2)

فِي (أ): "ليكون".

(3)

لفظ الجلالة ليس في (ك).

(4)

مسلم (3/ 1512 - 1513 رقم 1904)، البُخاريّ (1/ 222 رقم 123)، وانظر (2810، 3126، 7458).

(5)

"ويقاتل حمية" هي: الأنفة والغيرة والمحاماة عن عشيرته.

(6)

في (ك): "رفعه".

(7)

في (ك): "ناتك"، وهو ناتل بن قيس الشامي.

ص: 184

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: نَعَمْ، سَمِعْت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى عَلَيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُل اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَتَهُ فَعَرَفَهَا، قَال: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَال: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَال: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّك قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَال: فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ (1)، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَتَهُ فَعَرَفَهَا، قَال: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَال: تَعَلَّمتُ الْعِلْمَ وَعلَّمْتُهُ، وَقَرأتُ فِيكَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمْتَهُ. قَال: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَال: عَالِمٌ، وَقَرَأتَ الْقُرْآنَ لِيُقَال: هوَ (2) قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُل وَسَّعَ الله عَلَيهِ (3) وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَال: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قال: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيل تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ؟ قَال: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَال هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ (4) فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، فَأُلْقِيَ فِي النَّارِ (5). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

3301 -

(48) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ الله عز وجل فيصيبُونَ الْغَنِيمَةَ إِلا تَعَجَّلُوا ثُلُثَي أَجْرِهِمْ مِنَ الآخِرَةِ، وَيَيقَى لَهُمُ الثُّلُثُ، وَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ)(6). وفي لفظ آخر: (مَا مِنْ غَازِيَةٍ أَوْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فَتَغْنَمُ وَتَسْلَمُ

(1) في (ك): "ورجل تعلم القرآن وعلمه"، وفوق "وعلمه" إشارة كأنها إلغاء.

(2)

قوله: "هو" ليس في (أ).

(3)

في حاشية (ك): "بلغ مقابلة".

(4)

قوله: "به" ليس في (ك).

(5)

مسلم (3/ 1513 - 1514 رقم 1905).

(6)

مسلم (3/ 1514 - 1515 رقم 1906).

ص: 185