‌باب في الغضب - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٣

يَهْدِي إِلَى النارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتى يكْتَبَ كَذابًا) (1). وفِي لَفْظٍ آخر:(إِنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنّةِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الصّدْقَ حَتى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ فُجُورٌ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتى يُكْتَبَ كَذابًا). وفي لفظ آخر قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (عَلَيكُمْ بِالصّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصّدْقَ حَتى يُكْتَبَ عِنْدَ الله صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذابًا). أخرج البخاري اللفظ الأول من هذا (2) الحديث، حديث "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ .. " إلى آخره.

‌

‌بَابٌ في الغَضَبِ

4562 -

(1) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ ). قَال: قُلْنَا: الذِي لا يُولَدُ لَهُ. قَال: (لَيسَ ذَلكَ بِالرَّقُوبِ، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ الذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيئًا). قَال: (فَمَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟ ). قَال: قُلْنَا: الذِي لا يَصْرَعُهُ (3) الرِّجَالُ. قَال: (ليسَ بِذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ الذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ)(4). لم يذكر البخاري الرقوب، وخرَّج ذكر الصرعة من حديث أبي هريرة.

4563 -

(2) مسلم. عَنْ أَبي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (لَيس الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنما الشَّدِيدُ الّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ)(1). وفي لفظ آخر: (لَيسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ) قَالُوا: فَالشَّدِيدُ أيمَ هُوَ يا رَسُولَ الله؟ قَال: (الذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ).

4564 -

(3) البخاري. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَال لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أوْصِنِي، قَال:(لا تَغْضَبْ). فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَال:(لا تَغْضَبْ)(2).

4565 -

(4) مسلم. عَنْ سُلَيمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَال: اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَغْضَبُ وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ، فَنَظر إِلَيهِ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:(إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَة لَوْ قَالهَا لَذَهَبَ ذَا عَنْهُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ). فَقَامَ إِلَى الرَّجُلِ رَجُل مِمَّنْ سَمِعَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: تَدْرِي مَا قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم آنِفًا قَال: (إِنِّي لأعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالهَا لَذَهَبَ ذَا عَنْهُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ)، فَقَال لَهُ (3) الرَّجُلُ: أَمَجْنُونًا تَرَانِي (4)؟ (5). وَفِي طَرِيقٍ أخْرَى: فَجَعَلَ أَحَدهمَا تَحْمَرُّ عَينَاهُ وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجَهُ. وقال: وَهَلْ تَرَى بِي مِنْ جُنونٍ. وفي بعض طرق البخاري: فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (تَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ)(6). وفي آخر: فَقَال أَتُرَى بِي بَأسًا! ؟ أَمَجْنُون أَنَا؟ اذْهَبْ!