الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَتَاهُ عَينُهُ قَال: إِنَّ (1) قُرَيشًا جَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا وَقَدْ جَمَعُوا لَكَ الأَحَابِيشَ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيتِ وَمَانِعُوكَ، فَقَال:(أَشِيرُوا أيّهَا النَّاسُ عَلَيَّ أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى عِيَالِهِمْ وَذَرَارِيِّ هَؤُلاءِ الَّذينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونَا عَنِ الْبَيتِ، فَإِنْ يَأْتُونَا كَانَ الله قَدْ قَطَعَ عَينًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِلا تَرَكْنَاهُمْ مَحْزُونِينَ). قَال أَبو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا الْبَيتِ لا تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ، وَلا حَرْبَ أَحَدٍ فَتَوَجَّهْ لَهُ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلناهُ. قَال:(امْضُوا عَلَى اسْمِ اللهِ)(2). خرَّجه في "المغازي" في "غزوة الحديبية"، ولم يخرجه مسلم رحمه الله.
في الْجِزْيَةِ
3149 -
(1) البُخَارِيّ. عَنْ بَجَالةَ وهُوَ ابْنُ عَبْدةَ المَكي قَال: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: فَرِّقُوا بَينَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ (3).
3150 -
(2) وعَنْ جُبَيرِ بْنِ حَيَّةَ قَال: بَعَثَ عُمَرُ النَّاسَ في أَفْنَاءِ الأَمْصَارِ (4) يُقَاتِلُونَ الْمُشْرِكِينَ، فَأَسْلَمَ الْهُرْمُزَانُ فَقَال: إِني مُسْتَشِيرُكَ في مَغَازِيَّ هَذِهِ. قَال: نَعَمْ مَثَلُهَا وَمَثَلُ مَنْ فِيهَا مِنَ النَّاسِ مِنْ عَدُوِّ الْمُسْلِمِينَ، مَثَلُ طَائِرٍ لَهُ رَأْسٌ وَلَهُ جَنَاحَانِ وَلَهُ رِجْلانِ، فَإِنْ كُسِرَ أَحَدُ الْجَنَاحَينِ نَهَضَتِ الرِّجْلانِ
(1) قوله: "إن" ليس في (أ).
(2)
البُخَارِيّ (7/ 453 رقم 4178)، وانظر (1694، 1811، 2712، 2731، 4158، 4181).
(3)
البُخَارِيّ (6/ 257 رقم 3156).
(4)
"أفناء الأمصار" أي: مجموع البلاد الكبار.
بِجَنَاحٍ وَالرَّأْسُ، وَإِنْ كُسِرَ الْجَنَاحُ الآخَرُ نَهَضَتِ الرِّجْلانِ وَالرَّأْسُ، وَإِنْ شُدِخَ الرَّأسُ ذَهَبَتِ الرّجْلانِ وَالْجَنَاحَانِ وَالرَّأسُ، فَالرَّأْسُ كِسْرَى وَالْجَنَاحُ قَيصَرُ وَالْجَنَاحُ الآخَرُ فَارِسُ، فَمُرِ الْمُسْلِمِينَ فَلْيَنْفِرُوا إِلَى كِسْرَى. قَال: فَنَدَبَنَا (1) عُمَرُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَينَا النُّعْمَانَ ابْنَ مُقَرِّنٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَرْضِ الْعَدُوِّ، خَرَجَ عَلَينَا عَامِلُ كِسْرَى في أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَقَامَ تَرْجُمَان لَهُ فَقَال: لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ، فَقَال الْمُغِيرَةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ؟ قَال: مَا أَنتمْ؟ قَال: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ كُنَّا في شَقَاءٍ شَدِيدٍ وَبَلاءٍ شَدِيدٍ نَمَصُّ الْجِلْدَ وَالنَّوَى مِنَ الْجُوع، وَنَلْبَسُ الْوَبَرَ وَالشَّعَرَ، وَنَعبُدُ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ، فَبَينَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بعَثَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَينَا نَبِيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا نَعْرِفُ أَبَاهُ (2) وَأُمَّهُ، فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا رَسُولُ رَبّنَا صلى الله عليه وسلم أَنْ نُقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعبُدُوا الله وَحْدَهُ، أَوْ تُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ، وَأَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم عَنْ رِسَالةِ رَبِّنَا أَنهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنّةِ في نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهُ قَطُّ، وَمَنْ بَقِيَ (3) مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ. فَقَال النعْمَانُ: رُبَّمَا أَشْهَدَكَ الله مِثْلَهَا مَعَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنَدِّمْكَ وَلَمْ يُخْزِكَ، وَلَكِنِّي شَهِدْتُ الْقِتَال مَعَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا كَانَ إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ في أَوَّلِ النهَارِ انْتَظَرَ حَتَّى تَهُبَّ الأَرْوَاحُ وَتَحْضُرَ الصَّلَوَاتُ (4). لم يخرج مسلم من (5) هذا الحديث إلَّا قتال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حين تميل الشَّمس، فإنَّه خرَّجه من حديث ابن أبي أوفى (6). وقد (7) تقدم، وخرَّج هذا والذي (8) قبله في باب "الجزية والموادعة".
(1) في (أ): "فنبذ بنا".
(2)
في (أ): "إياه".
(3)
في (أ): "نفى".
(4)
البُخَارِيّ (6/ 258 رقم 3159)، وانظر (7530).
(5)
قوله: "من" ليس في (ك).
(6)
انظر (3/ 1362 - 1363 رقم 1742).
(7)
قوله: "قد" ليس في (أ).
(8)
في (أ): "هذا إن الذي"، وفي (ك):"وخرج هذا في الذي قبله"، والمثبت هو الصواب.