المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر عبد الله بن سلام رضي الله عنه - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٣

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَاب الجِهادِ

- ‌إِبَاحَةُ القِتَالِ قَبلَ الدَّعوةِ، وفِي الدَّعْوَةِ قَبْلَهُ، ومَا يُوصى بِهِ للغُزَاةِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الغَادِرِ

- ‌بَابُ الحَرْبُ خدعَةٌ

- ‌النَّهي عَنْ تَمَنِّي لِقَاء العَدو

- ‌مَنْ أَرَادَ غَزوَةً فَوَرَّى بِغَيرِهَا ووَقْتُ الغَارَةِ ومَنْ أَحَبَّ الخُرُوج يَومَ الخمِيسِ

- ‌تَحْرِيقُ النَّخْلِ وقَطْعِهَا

- ‌تَحْلِيلُ الغَنَائِمِ

- ‌فِي النَّفْلِ والقسْمَةِ وَمَا جَاءَ فِي سَلَبِ القَتِيلِ

- ‌بَابُ فَكَاكِ الأَسيرِ

- ‌بَابٌ فِي أَرْضِ الصُّلحِ والعَنْوَةِ ومَا لم يُوجَفْ عَلَيهِ بِقِتَال

- ‌قسْمُ الغَنِيمةِ

- ‌بَابُ إِذَا غَنِمَ المشْركُون مَال الْمُسْلِم ثمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

- ‌باب

- ‌الْمَنُّ عَلَى الأسِيرِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلٍ

- ‌بابٌ

- ‌ذِكْرُ يَوْمَ الحُدَيبِيَةِ

- ‌الوَفَاءُ بالعَهْدِ

- ‌ذكْرُ مَا أوذِيَ بِه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌قِصَّةُ كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ

- ‌غَزْوَةُ خَيبَرٍ والخَنْدَقِ وذِي قَرَدٍ

- ‌بَعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

- ‌قَتْلُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ وخُبَيبِ بْنِ عَدِي رضي الله عنهما

- ‌الغَزْو بِالنِّسَاءِ

- ‌عَدَد غَزَواتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يُسْتعَان بالمشْرِكينَ في قِتَال العَدُوِّ

- ‌بَابٌ

- ‌في الْجِزْيَةِ

- ‌ باب

- ‌فَضْلُ قُرَيشٍ

- ‌الاسْتِخْلافُ وتَرْكِهِ

- ‌فِيمَنْ سَأَلَ الإِمَارَةَ

- ‌بَابُ مَنْ تَأَمَّرَ في الحَرْبِ مِنْ غَيرِ إِمْرةٍ إِذَا خَافَ العَدُوّ

- ‌في الإمَامِ العَادِلِ

- ‌بَابُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ، ومَا جَاءَ في الأَمِيرِ الغَاشِّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌في الْغَلُولِ وَفِي الأمِيرِ يَقْبَلُ الْهَدِيَةَ

- ‌الطَّاعَةُ للأَمِيرِ

- ‌بَيعَةُ الرِضْوَانِ

- ‌بَابُ لا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْحِ

- ‌بَيعَةُ النِّسَاءِ

- ‌بَيعَةُ الصَّغِيرِ

- ‌البَيعَةُ عَلَى السَّمْع والطَّاعَةِ

- ‌الحَدُّ بَينَ الْكَبِيرِ والصَّغِيرِ

- ‌النَّهِي أَن يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌المُسَابَقَةُ بَيْنَ الخَيلِ

- ‌بَابُ فَضِيلَةِ الخيلِ

- ‌فَضْلُ الجِهَادِ

- ‌بَابٌ

- ‌فَضْلُ الغَزْوِّ فِي البَحْرِ

- ‌فِي فَضْل الرِبَاطِ وعَدَد الشُّهدَاءِ وفِي فَضِيلةِ الرَّمِي

- ‌بَابٌ

- ‌بابٌ فِي التعْقِيبِ

- ‌فِي سَيْرِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ

- ‌قوله عليه السلام: " (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أمتِي ظَاهِرِينَ

- ‌بَابٌ

- ‌النَّهْي أَن يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيلًا

- ‌بَابُ تَلَقّي الغَازِي

- ‌كِتَابُ الصَّيدِ والذبَائِح

- ‌فِي العَقِيقَةِ

- ‌كتَابُ الأَشْرِبَةِ والأَطْعِمَةِ

- ‌بَابٌ فِي اللِّبَاسِ والزِّينَةِ

- ‌بَابُ الانْتِعَالِ

- ‌بَابُ الصُّوَرِ

- ‌بَابُ الجَرَسِ

- ‌النَّهْي عَنْ القَزَع وَعَنْ وَصلِ الشَّعرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ لَعنِ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ

- ‌ باب

- ‌في الأسْمَاءِ والكُنَى

- ‌بَابٌ فِي الاستئْذَانِ والسَّلامِ

- ‌بَابٌ

- ‌فِي التَّنَاجِي

- ‌بَابٌ فِي الرُّقي والطِّبِ

- ‌بَابٌ فِي الطاعُونِ

- ‌بَابٌ فِي العَدْوَى والطِّيَرَةِ والفَأْلِ والشُّؤْمِ

- ‌بَابٌ فِي الكُهَّانِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ النَّمْلِ

- ‌بَابٌ فِي الرِّفْقِ بالبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ سَبِ الدَّهْرِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ أَن يَقُولَ عَبْدِي أَو أَمَتِي

- ‌بَابُ النَّهْي أَن يَقُولَ خَبُثَتْ نَفْسِي

- ‌بَابٌ فِي الطِّيبِ

- ‌بَابُ فِي الشِّعْرِ

- ‌بَابٌ فِي النَّرْدَشِيرِ

- ‌بَابٌ فِي الرُّؤْيَا

- ‌كِتَابُ المَنَاقِبِ

- ‌ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ عِيسى بْنِ مَرْيَم عليه الصلاة والسلام

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وَلُوطَ وَيُونُسَ وَيُوسُفَ وَزَكَرِيَا ودَاوُدَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلام

- ‌قِصَّةُ مُوسَى والخَضِرِ صَلَّى الله عَلَيهمَا وَسَلَّمَ

- ‌قِصةُ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهما

- ‌مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَبَيعَةُ عُثْمانَ، وفَضَائِلُهُ

- ‌ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ، وَالزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، وَأَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاع، وَسَعِيد بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه أجمعين

- ‌ذِكْرُ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ زَيدِ بْنِ حَارِثَةَ، وابْنِهِ أُسَامَةَ، وعَبْد اللهِ بن الزُّبَيرِ، وعَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ جَعْفَر بْنِ أَبِي طَالِبٍ وخَالِد بْنِ الوَلِيدِ

- ‌ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيلِدٍ وعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما

- ‌ذَكْرُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ وزَينَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمَّيِّ الْمُؤمِنِين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أُمِّ أَيمَن وأُمِّ سُلَيم رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أَبِي طَلْحةَ وبِلال وعَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أبِي بن كَعبٍ، وَسَعدِ بْنِ مُعَاذٍ، وأَبِي زَيدٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاك بْنِ خَرَشَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ جُلَيبِيبِ وعَمرِو بْنِ تَغْلِب

- ‌ذِكْرُ عمَّار بنِ يَاسرٍ وحُذَيفَةَ بْنِ اليَمَانِ وحَارِثَةَ بْنِ سرُاقَةَ

- ‌ذِكْرُ أَبِي ذَرِّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادة

- ‌ذِكْر جَرِير بْنِ عَبْد اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَباس وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ خُزَيمَةَ بْنِ ثَابِت ومُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سفْيَان

- ‌ذِكْرُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمرٍو وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ حَسَّان بْنِ ثَابِت وأَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

- ‌ذكْرُ سَلْمَان وَصُهَيبٍ وبِلالٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أسَيدِ بْنِ حُضَيرٍ وعَبَّادِ بْنِ بِشْر وقَيسِ بْنِ سَعْدٍ

- ‌ذِكْرُ الأنْصَار

- ‌ذِكْرُ أَسْلَمِ وغِفَار وغَيرهما

- ‌ذِكْرُ نِسَاءِ قُرَيشٍ

- ‌فِي الْمُؤاخَاةِ والحِلْف

- ‌ذِكْرُ أوَيسِ بْنِ عَامِرٍ القَرَنِيِّ

- ‌بَابُ بِرِّ الوَلِدَينِ

- ‌بَابٌ فِي البِرِ والإِثْمِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ والنَّهْي عَنِ التَّقَاطع

- ‌بَابُ مَا يَكُون مِنِ الظنِّ

- ‌بَابٌ في الْمُتَحابِّينَ في اللهِ عز وجل

- ‌بَابٌ في عِيادَةِ المَرِيضِ وثَوَابِ المَصَائِبِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الترَاحُم والتعَاون والعَفْو والتواضُعِ

- ‌بَابٌ

- ‌في سَتْرِ الْمُسْلِمِ والْمُدَارَاةِ والرِّفقِ

- ‌بَابٌ في اللَّعنِ

- ‌بَابٌ في ذِي الوَجْهَينِ

- ‌بَابُ مَا جَاء في الكَذِبِ في الإِصْلاحِ بَينَ النَّاسِ في الحَرْبِ

- ‌بَابٌ في الصِّدْقِ والكَذِبِ والنَّمِيمَةِ

- ‌بَابٌ في الغَضَبِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ ضَرْبِ وَجْهِ المُسْلِمِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ يُعَذب النَّاسَ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ مَرَّ بِسِهَامٍ في يَدِهِ

- ‌النهْي أَن يُشِيرَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَخِيه بِالسِّلاحِ

- ‌في إِمَاطَةِ الأذَى عَنِ الطَرِيقِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌفي الكِبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌‌‌بَابٌفي حُسْنِ الجِوارِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الإحْسَانِ إِلَى البَنَاتِ وفِيمَن مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌بَابٌ

الفصل: ‌ذكر عبد الله بن سلام رضي الله عنه

4385 -

(7) وَعَنْ أَنَسٍ قَال: أَسَرَّ إِلَيَّ (1) النبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم سِرًّا، فَمَا أَخْبَرتُ بِهِ أَحَدًا بَعدُ، وَلَقَن سَأَلَتْنِي عَنْهُ أُمُّ سُلَيمٍ (2) فَمَا أَخْبَرتُها بِهِ (3). هذا اللفظ آخرج البخاري، ولم يخرج الذي قبله، وقد ذكر السلام على الصبيان.

4386 -

(8) وأخرج عَنْ أَنَسٍ قَال: لَمْ يبقِ مِمَّنْ صَلى القِبْلَتَينِ غَيرِي (4).

‌ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه

-

4387 -

(1) مسلم. عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقاصٍ قَال: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِحَي يَمشِي إنَّهُ فِي الْجَنةِ إِلا لِعَبْدِ الله بْنِ سَلام (5). زاد البخاري: وَفِيهِ نَزَلَتْ هذِهِ الآيةُ {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} (6) الآيةَ. قَال: لا أدرِي قَال مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الآيةَ أَوْ (7) فِي الْحَدِيثِ.

4388 -

(2) مسلم. عَنْ قَيسِ بْنِ عُبَادٍ قَال: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فِي نَاسٍ فِيهِم بَعضُ أَصحَابِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ، فَقَال بَعضُ الْقَوْمِ: هذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنةِ، هذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجنةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَينِ يَتَجَوَّزُ فِيهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعتُهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَدَخَلْتُ، فَتَحَدَّثْنَا فَلَمَّا اسْتأنَسَ قُلْتُ لَهُ: إنكَ لَمَّا دَخَلْتَ قُبَيلُ قَال رَجُلٌ كَذَا وَكَذَا، قَال: سُبْحَانَ الله مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لا يَعلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ، رَأَيتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

(1) قوله: "إلى" ليس في (أ).

(2)

في (أ): "أم سليم عنه".

(3)

مسلم (4/ 1930 رقم 2482/ 145)، البخاري (11/ 82 رقم 6289).

(4)

البخاري (8/ 173 رقم 4489).

(5)

مسلم (4/ 1930 رقم 2483)، البخاري (7/ 128 رقم 3812).

(6)

سورة الأحقاف، آية (10).

(7)

في (أ): "و".

ص: 616

فَقَصَصتُها (1) عَلَيهِ رَأَيتُنِي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ سَعَتها وَعُشْبَها (2) وَخُضْرَتَها، وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الأَرضِ وَأَعلاهُ فِي السَّمَاءِ فِي أَعلاهُ عُروَة، فَقِيلَ لِي: ارقَهْ، فَقُلْتُ: لا أَسْتَطِيعُ، فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ -قَال ابْنُ عَوْنٍ: وَالْمِنْصَفُ: الْخَادِمُ- فَقَال بِثِيَابِي (3) مِنْ خَلْفِي وَوَصَفَ أنهُ رَفَعَهُ مِنْ خَلْفِهِ بِيَدِهِ، فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعلَى الْعَمُودِ، فَأَخَذْتُ بِالْعروَةِ فَقِيلَ لِيَ: اسْتَمسِكْ، فَلَقَدِ اسْتَيقَظْتُ وَإنها لَفِي يَدِي، فَقَصَصتُها عَلَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:(تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلامُ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الإسْلامِ، وَتِلْكَ الْعروَةُ عُروَةُ الْوُثْقَى، وَأَنْتَ عَلَى الإسْلامِ حَتى تَمُوتَ). قَال: وَالرَّجُلُ عَبْدُ الله بْنُ سَلامٍ (4). وقال البخاري: رَكْعَتَين (5) تَجَوَّزَ فِيهِمَا.

4389 -

(3) مسلم. عَنْ قَيسِ بْنِ عُبَادٍ قَال: كُنْتُ فِي حَلَقَةٍ فِيها سَعدُ بْنُ مَالكِ وَابْنُ عُمَرَ، فَمَرَّ عَبْدُ الله بْنُ سَلامٍ فَقَالُوا: هذَا رَجُل مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَقُمتُ فَقُلْتُ لَهُ (6): إِنهُم قَالُوا كَذَا وَكَذَا، قَال: سُبْحَانَ الله مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُم أَنْ يَقُولُوا مَا لَيسَ لَهُم بِهِ عِلْم، إنَّمَا رَأَيتُ كَأَنمَا عَمُود (7) وُضِعَ فِي وَسَطِ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فَنُصِبَ فِيها، وَفِي رَأسِها عُروَة، وَفِي أَسْفَلها مِنْصَف وَالْمِنْصَف الْوَصِيفُ، فَقِيلَ لِيَ ارقَة فَرَقيتُهُ حَتى أَخَذْتُ بِالْعروَةِ، فَقَصَصتُها عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(يَمُوتُ عَبْدُ الله بْنُ سَلامٍ وَهُوَ آخِذ بِالْعُروَةِ الْوُثْقَى)(8)(9).

(1) في (ك): "قصصتها".

(2)

في (ك): "غشبها".

(3)

في (ك): "ثبتاني".

(4)

مسلم (4/ 1930 - 1931 رقم 2484)، البخاري (7/ 129 رقم 3813)، وانظر (7010، 7014).

(5)

قوله: "ركعتين" ليس في (أ).

(6)

قوله: "له" ليس في (ك).

(7)

في حاشية (أ): "كان عمود" وعليها "خ".

(8)

قوله: "الوثقى" ليس في (ك). وكتب في الهامش: "بلغ".

(9)

انظر الحديث الذي قبله.

ص: 617

4390 -

(4) وَعَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ قَال: كُنْتُ جَالِسًا فِي حَلَقَةٍ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ قَال: وَفِيها شَيخ حَسَنُ الْهيئَةِ وَهُوَ عَبْدُ الله بْنُ سَلامٍ، قَال: فَجَعَلَ يُحَدّثُهُم حَدِيثًا حَسَنًا قَال: فَلَمَّا قَامَ قَال الْقَوْمُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظرُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنةِ فَلْيَنْظُر إِلَى هذَا، قَال: فَقُلْتُ: وَاللهِ لأَتْبَعَنهُ فَلأَعْلَمَنَّ (1) مَكَانَ بَيتِهِ، قَال فَتَبِعتُهُ فَانْطَلَقَ حَتى كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ قَال: فَاسْتأذَنْتُ عَلَيهِ فَأَذِنَ لِي، فَقَال: مَا حَاجَتكَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَال: فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتُ الْقَوْمَ يَقُولُونَ لَكَ لَمَّا قُمتَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنةِ فَلْيَنْظر إلَى هذَا، فَأَعجَبَنِي أَنْ أَكُونَ مَعَكَ، قَال: الله أعْلَمُ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَسَأُحَدّثُكَ مِمَّ (2) قَالُوا ذَلِكَ، إنِّي بَينَمَا أَنَا نَائِم إذ (3) أَتَانِي رَجُلٌ فَقَال لِي (4): قُم فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، قَال: فَإِذَا أَنَا بِجَوَادَّ عَنْ شِمَالِي، قَال: فَأَخَذْتُ لآخُذَ فِيها، فَقَال لِي (5): لا تَأخُذْ فِيها فَإِنها طُرُقُ أَصحَابِ الشِّمَالِ، قَال (6): وَإِذَا جَوَادُّ مَنْهجٌ عَلَى يَمِيني فَقَال لِي: خُذْ هاهُنَا، قَال: فَأَتَى بِي (7) جَبَلًا، فَقَال لِيَ (8): اصعد. قَال: فجَعَلْتُ إِذَا أَردتُ أَنْ أصعَدَ خَرَرتُ عَلَى اسْتِي، قَال: حَتى فَعَلْتُ ذَلِكَ مِرَارًا، قَال: ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتى أَتَى بِي عَمُودًا رَأسُهُ فِي السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ فِي الأَرضِ فِي أَعلاهُ حَلْقَة، فَقَال لِيَ: اصعد فَوْقَ هذَا، قَال قُلْتُ: كَيفَ أَصعَدُ هذَا وَرَأسُهُ فِي السَّمَاءِ؟ قَال: فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ (9) بِي. قَال (10): فَإِذَا أَنَا مُتَعَلِّقٌ بِالْحَلْقَةِ، قَال: ثُمَّ ضَرَبَ الْعَمُودَ (11)

(1) في (ك): "ولأعلمن".

(2)

في (ك) وحاشية (أ): "لم".

(3)

في (أ): "إذا".

(4)

و (5) قوله: "لي" ليس في (ك).

(6)

قوله: "قال" ليس في (أ).

(7)

قوله: "قال" ليس في (أ).

(8)

قوله: "لي" ليس في (أ).

(9)

في (ك): "فدخل".

(10)

قوله: "قال" ليس في (أ).

(11)

في (ك): "بالعمود".

ص: 618

فَخَرَّ، قَال: وَبَقِيتُ مُتَعَلِّقًا بِالْحَلْقَةِ حَتى أَصبَحتُ. قَال: فَأَتَيتُ النبِي صلى الله عليه وسلم فَقَصَصتُها عَلَيهِ فَقَال: (أَمَّا الطرُقُ التِي (1) رَأَيتَ عَنْ يَسَارِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصحَابِ الشِّمَالِ، وَأَمَّا (2) الطرُقُ (3) الثِي رَأَيتَ عَنْ يَمينِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصحَابِ الْيَمِينِ، وَأَمَّا الْجَبَلُ فَهُوَ مَنْزِلُ الشُّهدَاءِ وَلَنْ (4) تَنَالهُ، وَأَمَّا الْعَمُودُ فَهُوَ عَمُودُ الإِسْلامِ، وَأَمَّا الْعُروَةُ فَهِيَ عُروَةُ الإِسْلامِ، وَلَنْ تَزَال مُتَمَسِّكًا (5) بِهِ حَتى تَمُوتَ) (6).

4391 -

(5) البخاري. عَنْ أَنَسٍ قَال: سَمِعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ مَقْدَمَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهْوَ فِي أَرضٍ يَخْتَرِفُ (7) فَأَتَى النبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاثٍ لا يَعلَمُهُنَّ إلا نَبِيٌّ: فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنةِ، وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ (8)؟ قَال:(أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا) قَال: جِبْرِيلُ؟ ! قَال: (نَعَم) قَال: ذَاكَ (9) عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلائِكَةِ، فَقَرَأَ هذِهِ الآيةَ: "مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله} (10) أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: فَنَارٌ تحْشُرُ الناسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأكُلُهُ أَهْلُ الْجَنةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ (11)، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ

(1) في (أ): "الذي".

(2)

في (ك): "قال وأمّا".

(3)

في (أ): "الطريق".

(4)

في (أ): "فلن".

(5)

في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "مستمسكًا".

(6)

انظر الحديث رقم (3) في هذا الباب.

(7)

في (أ): "يخترق"، وفي (ك):"يحرث"، والمثبت من "البخاري".

(8)

في (ك): "وأمه".

(9)

في (أ): "ذلك".

(10)

سورة البقرة، (97).

(11)

"زيادة كبد الحوت" الزيادة هي القطعة المنفردة المعلقة في الكبد، يقال: هي أهنأ وأمرأ.

ص: 619