الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَظَهَرَ عَلَيهِمُ (1) الْمُسْلِمُونَ، فَرَدَّهُ (2) عَلَيهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3).
3038 -
(2) وَعَن ابْنِ عُمَرَ أَيضًا، أَنَّهُ كَانَ عَلَى فَرَسٍ يَوْمَ لَقِيَ الْمُسْلِمُونَ وَأَمِيرُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَهُ الْعَدُوُّ، فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوُّ رَدَّ (4) خَالِدٌ فَرَسَهُ (5). وعَنْ نَافِعِ: أَنَّ الفَرَسَ لَحِقَ بِالرُّومِ أَيضًا أيضًا (6).
ولم يصل البخاري سنده بالحديث الأول الذي في أول ال
باب
.
بَابٌ
3039 -
(1) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيهِ وَجَعَلَ يَهْتِفُ بَربِّهِ (7):(اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ (8) مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ). فَمَا زَال يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ (9) وَقَال: يَا نَبِيَّ اللهِ
(1) في (أ): "عليه عليهم".
(2)
في (أ): "فرد".
(3)
البخاري (6/ 182 رقم 3067)، وانظر (3068، 3069).
(4)
في (أ): "ورد".
(5)
انظر الحديث الذي قبله.
(6)
ذكره البخاري في (6/ 182 رقم 3067)، وفي هامش (ك) تعليق مفاده الإشارة إلى أن البخاري قد ذكره متصلًا عقيب هذا المنقطع وهي الرواية رقم (3068).
(7)
"يهتف بربه" معناه: يصيح ويستغيث بالله بالدعاء.
(8)
العصابة: الجماعة.
(9)
في (أ): "روائه".
كَفَاكَ كَفَاكَ (1) مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ (2) فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} (3)، فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلائِكَةِ. قَال أَبُو زُمَيلٍ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَال: بَينَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ (4) يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيزُومُ (5)، فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا، فَنَظَرَ إِلَيهِ فَإِذَا قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ (6) وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةٍ بِالسَّوْطِ، فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَال: صَدَقْتَ ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ. قَال أَبُو زُمَيلٍ: قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا أَسَرُوا الأُسَارَى قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: (مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ الأُسَارَى؟ ). فَقَال أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ أَرَى أَنْ تَأْخُذ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْمُشْرِكِينَ وَالْكُفَّارِ (7)، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلإِسْلامِ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ ). قُلْتُ: لا، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَرَى الَّذِي رَأَى (8) أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَنَا فَنَضْرِبَ (9) أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي (10) مِنْ فُلانٍ نَسِيبٍ (11) لِعُمَرَ
(1) في (ك): "كذاك".
(2)
في (أ): "ربُّك"، وفي الحاشية:" في نسخة: ربَّك بالنصب".
(3)
سورة الأنفال، آية (9).
(4)
قوله: "يومئذ" ليس في (ك).
(5)
في حاشية (أ): "معًا: حيزون".
(6)
"خطم أنفه" الخطم: الأثر على الأنف.
(7)
في (ك): "على الكفار" وفي الحاشية: "المشركين" وعليها "صح".
(8)
في (ك): "رآه".
(9)
في (أ): "فضرب".
(10)
في (ك): "وتمكنني".
(11)
في (أ): "نسيب نسيبًا".
فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا (1)، فَهَويَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَال أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ (2) جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَينِ يَبْكِيَانِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيتُ لِبُكَائِكُمَا، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ، لَقَدْ عُرِضَ (3) عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ). شَجَرَةٍ قَرِييَةٍ مِنْ رِسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ (4) لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إِلَى قَوْلِهِ:{فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} (5) فَأَحَلَّ اللهُ الْغَنِيمَةَ لَهُمْ (6). خرَّج البخاري طرفًا من أول هذا الحديث: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أيضًا قَال: قَال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي قبّةٍ (7) يَوْمَ بَدْرٍ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لا تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ). فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَال: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَلْحَحْتَ (8) عَلَى رَبِّكَ، وَهُوَ يَثبُ (9) فِي الدِّرْع، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوُّلونَ الدُّبُرَ} (10). الآية. ولم يخرج حديث مسلم بكماله.
(1)"أئمة الكفر وصناديدها" يعني: أشرافها.
(2)
في (أ): "كان الغد".
(3)
في (أ): "أعرض".
(4)
في (أ): "تكون".
(5)
سورة الأنفال، الآيات (66 - 69).
(6)
مسلم (3/ 383 - 1385 رقم 1763)، البخاري (6/ 99 رقم 2915)، وانظر (4877، 4875، 3953).
(7)
في (ك): "قبته".
(8)
في (ك): "ألججت".
(9)
في (ك): "يبت".
(10)
سورة القمر، آية (45).