الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قِصَّةُ مُوسَى والخَضِرِ صَلَّى الله عَلَيهمَا وَسَلَّمَ
4176 -
(1) مسلم. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ قَال: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَيسَ هُوَ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ، فَقَال: كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ، سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (قَامَ مُوسَى خَطِيبًا في بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَال: أَنَا أَعْلَمُ. قَال: فَعَتَبَ اللهُ عَلَيهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيهِ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيهِ أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَع الْبَحْرَينِ (1) هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَال مُوسَى: أَي رَبِّ كَيفَ لِي بِهِ؟ فَقِيلَ لَهُ: احْمِلْ حُوتًا في مِكْتَلٍ (2) فَحَيثُ تَفْقِدُ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّه، فَانْطلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ فَتَاهُ وَهُوَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، فَحَمَلَ مُوسَى حُوتًا في مِكْتَلٍ وَانْطلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يَمْشِيَانِ حَتى أَتَيَا الصَّخْرَةَ، فَرَقَدَ مُوسَى وَفَتَاهُ، فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ في الْمِكْتَلِ حَتى خَرَجَ مِنَ الْمِكتلِ فَسَقَطَ في الْبَحْرِ، قَال: وَأَمْسَكَ اللهُ عَنْهُ جِريةَ الْمَاءِ حَتَّى كَانَ مِثْلَ الطَّاقِ (3)، فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا، وَكَانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيلَتِهِمَا، وَنَسِيَ صَاحِبُ مُوسَى أَنْ يُخْبِرَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ مُوسَى (4){قَال لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} (5)، قَال: وَلَمْ يَنْصَبْ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ {قَال أَرَأَيتَ إِذْ أَوَينَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ
(1)"مجمع البحرين" هو مجمع بحري فارس والروم مما يلي الشرق.
(2)
"مكتل": وعاء يحمل فيه.
(3)
الطاق: عقد البناء، وهو الأزج وما عقد أعلاه من البناء وبقي ما تحته خاليًا.
(4)
في (أ) و (ك): "فلم أصبح موسى، قال موسى لفتاه"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(5)
سورة الكهف، آية (62).
وَمَا أَنْسَانِيهُ إلا الشَّيطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} (1)، قَال مُوسَى (2):{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ (3) فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} (4) قلَ: يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتى أَتَيَا الصَّخْرَةَ، فَرَأَى رَجُلًا مُسَجًّى (5) عَلَيهِ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ مُوسَى، فَقَال لَهُ الْخَضِرُ: أَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلامُ (6). قَال: أَنَا مُوسَى، قَال: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَال: نَعَمْ. قَال: إِنكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَكَهُ اللهُ لا أَعْلَمُهُ، وَأَنَا عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ (7) اللهِ عَلَّمَنِيهِ لا تَعْلَمُهُ. قَال لَهُ مُوسَى:{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَال إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَال سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} قَال لَهُ الْخَضِرُ: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} (8) قَال: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ الْخَضِرُ وَمُوسَى يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَة فَكَلَّمَاهُمْ أنْ يَحْمِلُوهُمَا، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ فَحَمَلُوهُمَا بِغَيرِ نَوْلٍ (9)، فَعَمَدَ الْخَضِرُ إلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاح السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ، فَقَال لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقتهَا {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا إِمْرًا (71) قَال أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَال لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} (10)،
(1) سورة الكهف، آية (63).
(2)
قوله: "موسى" ليس في (أ).
(3)
"كنا نبغ" أي: نطلب، معناه: أن الذي جئنا نطلبه هو الموضع الذي نفقد فيه الحوت.
(4)
سورة الكهف، آية (64).
(5)
المسجى: المغطى.
(6)
"أنَّى بأرضك السلام "أي: من أين السلام في هذه الأرض التي لا يعرف فيها السلام.
(7)
قوله: "علم" ليس في (ك).
(8)
سورة الكهف، الآيات (66 - 70).
(9)
"بغير نول" أي: بغير أجر، والنول والنوال: العطاء.
(10)
سورة الكهف، الآيات (71 - 73).
ثُمَّ خَرَجَا مِنَ السَّفِينَةِ فَبَينَمَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ إذَا (1) غُلامٌ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأَسِهِ فَاقتلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ، فَقَال لَهُ مُوسَى:{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا نُكْرًا قَال أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} قَال: وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الأُولَى {قَال إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} يَقُولُ: مَائِلٌ. قَال الْخَضِرُ بِيَدِهِ هَكَذَا فَأقَامَهُ، قَال لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ أَتَينَاهُمْ فَلَمْ يُضَيِّفُونَا وَلَمْ يُطْعِمُونَا {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيهِ أَجْرًا (77) قَال هَذَا فِرَاقُ بَينِي وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْويلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيهِ صَبْرًا} ) (2). قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى لَوَدِدْتُ أَنهُ كَانَ صَبَرَ حَتى يُقَصَّ عَلَينَا مِنْ أَخْبَارِهِمَا). قَال: وَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كَانَتِ الأولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا، قَال: وَجَاءَ عُصْفُورٌ حَتى وَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ ثُمَّ نَقَرَ في الْبَحْرِ، فَقَال لَهُ الْخَضِرُ: مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ إِلا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنَ البَحْرِ). قَال سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ: وَكَانَ يَقْرَأُ (3): "وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا"، وَكَانَ يَقْرَأُ:"وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ كَافِرًا"(4). وفِي لَفْظٍ آخر في هذا الحديث: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّهُ بَينَمَا مُوسَى في
(1) في (أ): "إذ".
(2)
سورة الكهف، الآيات (74 - 78).
(3)
قوله: "وكان يقرأ" ليس في (ك).
(4)
مسلم (4/ 1847 - 1850 رقم 2380)، البخاري (1/ 168 رقم 74)، وانظر (78، 122، 2267، 2728، 3278، 3400، 3401، 4725، 4726، 4727، 6672، 7478).
قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأيامِ اللهِ، وَأَيامُ اللهِ: نَعْمَاؤُهُ وَبَلاؤُهُ، إذْ قَال: مَا أَعْلَمُ في الأَرْضِ رَجُلًا خَيرًا وَأَعْلَمَ مِنِّي. قَال: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيهِ إِنِّي أَعْلَمُ بِالْخَيرِ مِنْهُ، أَوْ عِنْدَ مَنْ هُوَ، إِنَّ فِي الأرْضِ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. قَال: يَا رَبِّ فَدُلَّنِي عَلَيهِ؟ قَال: فَقِيلَ لَهُ: تَزَوَّدْ حُوتًا مَالِحًا، فَإِنَّهُ حَيثُ تَفْقِدُ الْحُوتَ. قَال: فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ حَتى انْتهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَعُمِّيَ عَلَيهِ فَانْطَلَقَ وَتَرَكَ فَتَاهُ، فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ في الْمَاء وجَعَلَ لا يَلْتَئِمُ عَلَيهِ صَارَ مِثْلَ الْكُوَّةِ (1)، قَال: فَقَال فَتَاهُ: أَلا أَلْحَقُ نَبِيَّ اللهِ فَأُخْبِرَهُ قَال: فَنُسِّيَ، فَلَمَّا تَجَاوَزَا (2) {قَال لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} قَال: وَلَمْ يُصِبْهُمَا النصَبُ (3) حَتى تَجَاوَزَا قَال فَتَذَكرَ {قَال أَرَأَيتَ إِذْ أَوَينَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إلا الشَّيطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَال ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} فَأَرَاهُ مَكَانَ الْحُوتِ قَال: هَا هُنَا وُصِفَ لِي. قَال: فَذَهَبَ يَلتمِسُ فَإِذَا هُوَ بِالْخَضِرِ مُسَجًّى ثَوبًا مُسْتَلْقِيًا عَلَى القَفَا، أَوْ قَال عَلَى حَلاوَةِ الْقَفَا (4)، قَال: السَّلامُ عَلَيكُمْ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَال: وَعَلَيكُمُ السَّلامُ، مَنْ أَنْتَ؟ قَال: أَنَا مُوسَى. قَال: وَمَنْ مُوسَى؟ قَال: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. قَال: مَجِيءٌ (5) مَا جَاءَ بِكَ (6)؟ قَال: جِئْتُ لِـ {تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَال إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
(1)"الكوة" أي: الطاقة.
(2)
في (أ): "تجاوز".
(3)
في (أ): "ولم يعقبه النصب"، وفي حاشيتها:"يصبهما نصب" وعليها "خ".
(4)
"حلاوة القفا": هي وسط القفا.
(5)
في (أ)"ما مجيء".
(6)
"مجيء ما جاء بك" معناه: أي أمر عظيم جاء بك؟
{وَكَيفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} شَيءٌ أُمِرْتُ بِهِ أَنْ أفْعَلَهُ إِذَا رَأَيتَهُ لَمْ تصبر {قَال سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَال فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} قَال: انْتَحَى عَلَيهَا (1)، قَال لَهُ مُوسَى عليه السلام:{أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا إِمْرًا (71) قَال أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَال لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا} مَعَ غِلْمَانٍ (2) يَلْعبونَ قَال (3): فَانْطَلقَ إِلَى أَحَدِهِمْ بَادِيَ الرَّأْيِ فَقَتَلَهُ (4)، فَذُعِرَ عِنْدَهَا مُوسَى ذَعْرَةً مُنْكَرَةً {قَال أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا نُكْرًا}. قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ هَذَا الْمَكَانِ:(رَحْمَةُ اللهِ عَلَينَا وَعَلَى مُوسَى لَوْلا أنَّهُ عَجَّلَ لَرَأَى الْعَجَبَ، وَلَكِنَّهُ أَخَذَتْهُ (5) مِنْ صَاحِبِهِ ذَمَامَةٌ (6){قَال إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} وَلَوْ صَبَرَ لَرَأَى الْعَجَبَ). قَال: وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بنَفْسِهِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَينَا وَعَلَى أَخِي كَذَا، رَحْمَةُ اللهِ عَلَينَا {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ} لِئَامًا، فَطَافَا في الْمَجَالِس فَـ {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَال لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيهِ أَجْرًا (77) قَال هَذَا فِرَاقُ بَينِي وَبَينِكَ} وَأَخَذَ بِثَوْبِهِ قَال:
(1)"انتحى عليها" أي: اعتمد على السفينة وقصد خرقها.
(2)
في حاشية (أ): "غلمانًا يلعبون".
(3)
قوله: "قال" ليس في (ك).
(4)
"بادي الرأي فقتله" معناه: أول الرأي وابتداؤه، أي: انطلق إليه مسارعًا إلى قتله من غير فكر.
(5)
في (أ): "أخذ به".
(6)
"ذمامة" أي: استحياء لتكرار مخالفته، وقبل: ملامة.
{سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْويلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَإِذَا جَاءَ الَّذِي يُسَخِّرُهَا وَجَدَهَا مُتَخَرِّقَةً، فَتَجَاوَزَهَا فَأَصْلَحُوهَا بِخَشَبَةٍ، {وَأَمَّا الْغُلَامُ} فَطُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا، وَكَانَ أَبَوَاهُ قَدْ عَطَفَا عَلَيهِ، فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَرْهَقَهُمَا (1) طُغْيَانًا وَكُفْرًا {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَينِ يَتِيمَينِ فِي الْمَدِينَةِ} (2) إِلَى آخِرِ الآيةِ).
4177 -
(2) وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيدِ اللهِ (3) بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ تَمَارَى (4) هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى، فَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ الْخَضِرُ. فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَال: يَا أَبَا الطُّفَيلِ هَلُمَّ إِلَينَا، فَإِنِّي قَدْ تَمَارَيتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا في صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ فَقَال (5): إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (بَينَمَا مُوسَى في مَلاٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَال لَهُ (6): هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَال مُوسَى: لا، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى مُوسَى بَلْ (7) عَبْدُنَا الْخَضِرُ. فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللهُ لَهُ الْحُوتَ آيةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذَا (8) افْتَقَدْتَ (9) الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتلْقَاهُ، فَسَارَ مُوسَى مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسِيرَ، ثُمَّ قَال لِفَتَاهُ:{آتِنَا غَدَاءَنَا} فَقَال فَتَى مُوسَى حِينَ سَأَلَهُ الْغَدَاءَ: {أَرَأَيتَ إِذْ أَوَينَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا
(1) في (ك): "لأرهقهما".
(2)
سورة الكهف، الآيات (77 - 82).
(3)
في (أ): "عبد الله".
(4)
"تمارى" أي: تنازع.
(5)
في (ك): "قال".
(6)
قوله: "له" ليس في (أ).
(7)
في (أ) و (ك): "بلى"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(8)
"في (ك): "إن"، وكذا في حاشية (أ) وعليه "خ".
(9)
في (أ): "فقدت"، وفي الحاشية:"افتقدت" وعليه "خ".
أَنْسَانِيهُ إلا الشَّيطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}، فَقَال لِفَتَاهُ:{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا (1) قَصَصًا} فَوَجَدَا خَضِرًا، فَكَانَ (2) مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَصَّ اللهُ في كِتَابِهِ) (3). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى:"فَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ".
4178 -
(3) وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ (لَتَّخِذْتَ عَلَيهِ أَجْرًا)(4). ذكر البخاري: أَنَّ الخَضِرَ نَزَعَ لَوْحَ السَّفِنَةِ بِفَأسٍ. وَفِي أُخْرَى: بِقَدُّومٍ. وذكر اقْتِلاع رَأْس الغُلام، قال: وَأَوْمَأَ سُفْيَانُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ يَقْطِفُ شَيئًا. وذكر إِقَامَة الجدار قال: وَأَشَارَ سُفْيَانُ كَأَنَّهُ يَمْسَحُ شَيئًا إِلَى فَوْقُ. وقال في الْعُصْفُورِ: نَقَرَ نَقْرَةَ أَوْ نَقْرَتَين. وقال في طريق منقطعة: وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَينٌ يُقَالُ لَهَا: الْحَيَاةُ لا تُصِيبُ مِنْ مَائِهَا شَيئًا إِلا حَيِيَ، فَأَصَابَ الْحُوتَ مِنْ مَاء تِلْكَ الْعَينِ، قَال: فَتَحَرَّكَ وَانْسَلَّ (5) مِنَ الْمِكْتَلِ فَدَخَلَ الْبَحْرَ. وفيه: أَنَّهُمَا إِذْ رَجَعَا وَجَدَا في الْبَحْرِ كَالطَّاقِ مَمَرَّ الْحُوتِ.
وله في هذا الحديث ألفاظ أخر ذكرها عَنِ (6) ابْنِ جُرَيجٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَال سَعِيدُ: إِنَّا لَعنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذْ قَال: سَلُونِي؟ فَقُلْتُ: أَي أَبَا عَبَّاسٍ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ قَاصٌّ يُقَالُ لَهُ: نَوْفٌ يَزْعُمُ أنهُ لَيسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، أمَّا عَمْروٌ فَقَال: كَذَبَ عَدُوَّ اللهِ، وَأَمَّا يَعْلَى فَقَال: قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مُوسَى رَسُولُ اللهِ، قَال:
(1) في حاشية (أ): "أثرهما" وعليها "خ".
(2)
في (ك): "وكان".
(3)
انظر الحديث الذي قبله.
(4)
في حاشية (أ) كتب هذا الحديث بحانب الحديث الذي قبله.
(5)
في (أ): "استل".
(6)
في (أ) و (ك): "على" وكتب عليها في (ك): "كذا".
ذَكرَ الناسَ يَوْمًا حَتَّى إِذَا فَاضَتِ الْعُيُونُ وَرَقتِ الْقُلُوبُ، وَلَّى فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ فَقَال: أَي رَسُولَ اللهِ هَل في الأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ قَال: لا، فَعَتَبَ عَلَيهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إلَى اللهِ، قِيلَ: بَلَى. فَقال: أَي رَبِّ وَأَينَ؟ قَال: مَجْمَعُ البحرَينِ. قَال: أَي رَبٌّ اجْعَلْ لِي عَلَمًا أَعْلَمُ ذَلِكَ بِهِ -قَال: قَال لِي عَمْرٌو-: حَيثُ يُفَارِقُكَ [لْحُوتُ](1). -وَقَال لِي (2) يَعْلَى-: خُذْ نُونًا (3)[مَيِّتًا](1) حَيثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ فَقَال: لِفَتَاهُ لا أُكَلِّفُكَ إِلا أَن تُخْبِرَنِي بِحَيثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ. قَال: مَا كَلَّفْتَ كبِيرًا فَذَلِكَ (4) قَوْلُهُ تَعَالى (5): {وَإِذْ قَال مُوسَى لِفَتَاهُ} يُوشَعَ ابْنِ نُونٍ -لَيسَت عِنْد (6) سَعِيدٍ- قَال: فَبَينَمَا هُوَ (7) في ظِلِّ صَخْرَةٍ في مَكَانٍ ثَرْيَانَ (8)، إِذْ تَضَربَ الْحُوتُ (9) وَمُوسَى نَائِمٌ، فقال فَتَاهُ: لا أُوقِظُهُ حَتى إذَا اسْتَيقَظَ نَسِيَ أَنْ يُخْبِرَهُ، وَتَضَربَ الْحُوتُ حَتى دَخَلَ الْبَحْرَ، فَأَمْسَكَ اللهُ عَنْهُ جِرْيَةَ الْبَحْرِ حَتَّى كَأَن أَثَرَه فِي حَجُرٍ -قَال لِي عَمْروٌ هَكَذَا كَأَنَّ أثَرَهُ في حَجرٍ وَحَلَّقَ بَينَ إِبْهَامَيهِ وَالَّتِي تَلِيَانِهِمَا (10) - {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} قَال (11): قَدْ قَطَعَ اللهُ عَنْكَ النصَبَ -لَيسَتْ هَذِهِ عَنْ سَعِيدٍ-، أخْبَرَهُ (12)، فَرَجَعَا فَوَجَدَا خَضِرًا -فَقَال
(1) ما بين المعكوفين من "صحيح البخاري".
(2)
في (ك): "وقال: قال لي".
(3)
في (ك): "حدثونا".
(4)
في (أ): "فلذلك".
(5)
قوله: "تعالى" ليس في (ك).
(6)
في (أ): "عن".
(7)
في (أ) و (ك): "هم"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(8)
"مكان ثريان" أي: مبلول.
(9)
"إذ تضرَّب الحوت": هو تفعل من الضرب في الأرض، وهو السير.
(10)
هنا فيه حذف توضحه الرواية السابقة في أول الباب وهو: "فانطلق حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا
…
".
(11)
القائل هو: فتى موسى.
(12)
"أخبره" أي أخبره فتاه بقصة تضرّب الحوت.
لِي (1) عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيمَانَ: عَلَى طِنْفِسَةٍ خَضْرَاءَ (2)(3) عَلَى كَبِدِ الْبَحْرِ، فَقَال سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ: -مُسَجًّى بِثَوْبِهِ قَدْ جَعَلَ طَرَفَهُ تَحْتَ رِجْلَيهِ وَطَرَفَهُ تَحْتَ رَأسِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ مُوسَى، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَال: هَلْ بِأرْضٍ مِنْ سَلامٍ! مَنْ أَنْتَ؟ قَال: مُوسَى. قَال: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَال: نَعَمْ. قَال: فَمَا شَأنُكَ؟ قَال: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي {مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} قَال: أَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ التوْرَاةَ بِيَدِكَ، وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِيكَ؟ يَا مُوسَى إِنَّ لِي عِلْمًا لا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْلَمَهُ (4)، وَإِنَّ لَكَ عِلْمًا لا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَعْلَمَهُ، فَأَخَذَ طَائِرٌ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ (5)، فَقَال: وَاللهِ مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ في جَنْبِ عِلْمِ اللهِ تَعَالى إِلا كَمَا أَخَذَ هَذَا (6) الطَّائرُ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ، حَتَّى إِذَا رَكِبَا في السَّفِينَةِ وَجَدَا مَعَابِرَ صِغَارًا تَحْمِلُ (7) أَهْلَ هَذَا السَّاحِلِ إِلَى أَهْلِ (8) هَذَا السَّاحِلِ الآخَرِ عَرَفُوهُ، فَقَالُوا: عَبْدُ اللهِ الصَّالِحُ -قَال: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: خَضِرٌ؟ قَال (9): نَعَمْ- لا نَحْمِلُهُ بِأجْرٍ، فَخَرَقَهَا وَتَدَ فِيهَا وَتِدًا، قَال مُوسَى:{قَال أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا إِمْرًا} -قَال مُجَاهِدٌ: مُنْكَرًا- {قَال أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} كَانَتِ الأُولَى نِسْيَانًا، وَالْوُسْطى شَرْطًا، وَالثَّالِثَةُ عَمْدًا {قَال لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ -قَال يَعْلَى: قَال سَعِيدٌ: وَجَدَ غِلْمَانًا يَلْعبونَ فَأَخَذَ غُلامًا كَافِرًا ظَرِيفًا (10) فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسّكِّينِ-
(1) قوله: "لي" ليس في (ك).
(2)
في (أ): "حضر".
(3)
"طنفسة خضراء" الطنفسة: الفرش الصغيرة.
(4)
في (ك): "يعلمه".
(5)
في (ك): "من البحر بمنقاره".
(6)
قوله: "هذا" ليس في (ك).
(7)
في (أ): "لحمل".
(8)
قوله: "أهل" ليس في (أ).
(9)
في (أ) و (ك): "قالوا"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(10)
في (ك): "طريقًا".
قَال مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً [بِغَيرِ نَفْسٍ] (1)} لَمْ تَعْمَلْ بِالْحِنْثِ (2) -قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: قَرَأَهَا زَكِيَّةً زَاكِيَةً: مُسْلِمَةً (3)، كَقَوْلِكَ: غُلامًا زَاكِيًا - فَانْطَلَقَا فَوَجَدَا {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} - قَال سَعِيدٌ بِيَدِهِ هَكَذَا وَرَفَعَ يَدَهُ فَاسْتَقَامَ، قَال يَعْلَى حَسِبْتُ أَنَّ سَعِيدًا قَال فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ فَاسْتَقَامَ - {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيهِ أَجْرًا} - قَال سَعِيدٌ: أَجْرًا نَأْكُلُهُ (4){وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} : أَمَامَهمْ، قَراهَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَامَهُمْ مَلِكٌ، يَزْعُمُونَ عَنْ غَيرِ سَعِيدٍ أَنهُ: هُدَدُ بْنُ بُدَدَ، وَالْغُلامُ الْمَقْتُولُ اسْمُهُ يَزْعُمُونَ: جَيسُورٌ- {مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} فَأَرَدْتُ إِذَا هِيَ مَرَّتْ بِهِ أَنْ يَدَعَهَا لِعَيبِهَا، فَإِذَا جَاوَزُوا (5) أَصْلَحُوهَا فَأنتفعُوا بِهَا - مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: سَدُّوهَا بِقَارُورَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: بِالْقَارِ- {فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَينِ} ، وَكَانَ كَافِرًا {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} أَنْ يحْملهُمَا حُبُّهُ عَلَى أَنْ يُتَابِعَاهُ عَلَى دِينهِ {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيرًا مِنْهُ زَكَاةً} لِقَوْلهِ:{أَقَتَلْتَ (6) نَفْسًا زَكِيَّةً (7)} ، {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} هُمَا بِهِ رْحَمُ مِنْهُمَا بِالأَوَّلِ الَّذِي قَتَلَ خَضِرٌ- وَزَعَمَ غَيرُ سَعِيدٍ أَنهُمَا أُبْدِلا جَارِيَةً، وَمَّا دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ فَقَال عَنْ غَيرِ وَاحِدٍ: إِنهَا جَارِيَةٌ). وفي طريق آخر: فَقَال الْخَضِرُ: يَا مُوسَى مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ وَعِلْمُ الْخَلائِقِ في عِلْمِ اللهِ إِلا مِقْدَرُ مَا غَمَسَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْقَارَهُ.
4179 -
(4) وخرَّج مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنمَا سُمِّيَ
(1) ما بين المعكوفين زيادة من "صحيح البخاري".
(2)
في (ك): "بالخبث".
(3)
في (ك): "مسلمة زكية".
(4)
في (أ) و (ك): "يأكله"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(5)
في (أ): "جاوز".
(6)
في (أ) و (ك)"قتلت".
(7)
في (ك): "زاكية".