الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالنصَارَى لا يَصبغُونَ فَخَالِفُوهُم) (1).
بَابُ الصُّوَرِ
3682 -
(1) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: وَاعَدَ (2) رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ عليه السلام فِي سَاعَةٍ يَأتِيهِ فِيبها، فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ وَلم يأتِهِ (3)، وَفِي يَدِهِ عَصًا فَأَلْقَاها مِنْ يَدِهِ، وَقَال: مَا يُخلِف اللهُ وَعدَهُ وَلا رُسُلُهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا جِروُ كَلْبٍ (4) تَحتَ سَرِيرِه، فَقَال: يَا عَائِشَةُ مَتَى دَخَلَ هذا الْكلْبُ هاهُنَا، فَقالتْ: وَاللهِ مَا دَرَيتُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَجَاءَ جِبرِيل فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(وَاعَدتَنِي فَجَلَسْتُ لَكَ فَلَم تَأتِ). فَقَال: مَنَعنِي الْكَلبُ الذي كَانَ فِي بيتك، إِنا لا نَدخُلُ بَيتا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَة (5).
3683 -
(2) وفي هذا الحديث عَنِ ابْنِ عبَاسٍ قَال: أخْبَرَتْنِي مَيمُونَة؛ أَن رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم أصبَحُ يَومًا وَاجمًا (6)، فَقَالتْ مَيمُونُةُ: يَا رَسُولَ الله لَقَدِ اسْتَنْكَرْتُ (7) هيئتكَ مُنْذُ الْيَومِ (8)، قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(إِن جِبْرِيلَ كَانَ وَعَدَنِي أنْ يَلْقَانِي الليلَةَ، فَلَم يَلْقَنِي أَمَا وَاللهِ مَا أخْلَفَنِي). قَالتْ: فَظَلَّ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَه ذَلِكَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ جِروُ كلْبٍ تَحتَ
(1) مسلم (3/ 1663 رقم 2103)، البخاري (6/ 496 رقم 3462)، وانظر (5899).
(2)
في (أ): "واعاد".
(3)
في (أ): "يأتيه".
(4)
"جرو كلب" الجرو: هو الصغير من أولاد الكلب وسائر السباع.
(5)
مسلم (3/ 1664 رقم 2104).
(6)
"واجمًا": هو الساكت الذي يظهر عليه الهم والكآبة.
(7)
في (أ): "استكبرت".
(8)
في (أ): "هيئتك هذا منذ في اليوم"، وفي (ك):"هيئتك هذا اليوم"، والمثبت من "مسلم".
فُسْطَاطٍ (1) لَنَا، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مَاءً فَنَضَحَ مَكَانَهُ، فَلَما أَمْسَى لَقِيَهُ جبْرِيلُ، فَقَال لَهُ:(قَدْ كُنْتَ وَعدتَنِي أَنْ تَلْقَانِي الْبَارِحَةَ). قَال: أَجَلْ، وَلَكِنَّا (2) لا نَدْخُلُ بَيتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ، فَأَصبَحَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ فَأَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلابِ حَتى إِنهُ يأمُرُ بِقَتْلِ كَلْبِ الْحَائِطِ الصَّغِيرِ، وَيَتْرُكُ كَلْبَ الْحَائِطِ الْكَبِيرِ (3). لم يخرج البخاري هذا الحديث لا (4) عن عائشة ولا عن ميمونة.
3684 -
(3) أخرجه مختصرًا، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال. وَعَدَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ فَرَاثَ عَلَيهِ حَتى اشْتدَّ عَلَى النبِيّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَقِيَهُ فَشَكَا إِلَيهِ مَا وَجَدَ، فَقَال لَهُ: إِنا لا نَدخُلُ بَيتًا فِيهِ صُورَة وَلا كَلْبٌ (5).
3685 -
(4) مسلم. عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال:(لا تدخُلُ (6) الْمَلائِكَةُ بَيتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَة) (7). وفي بعض طرق البخاري: وَلا صُورَةُ تَمَاثِيلَ. وفي آخر: يُرِيدُ صُورَةَ التمَاثِيلِ التِي فِيها الأَروَاحُ. ذكره في "المغازي" وقال: وَكَانَ (8) أبو طَلْحَةَ مِمَن شَهِدَ بَدرًا.
3686 -
(5) مسلم. عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيدِ بْنِ خَالِد، عَنْ أَبي طَلْحَةَ أَنهُ قَال: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدخُلُ بَيتًا فِيهِ صُورَة). قَال بُسْر: ثُمَّ اشْتَكَى زَيدٌ فَعُدنَاهُ، فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْر فِيهِ صُورَةٌ، قَال: فَقُلْتُ
(1) الفسطاط: نحو الخباء.
(2)
في (أ): "ولكفا".
(3)
مسلم (3/ 1664 - 1665 رقم 210).
(4)
قوله: "لا" ليس في (أ).
(5)
البخاري (10/ 391 رقم 5960)، وانظر (3227).
(6)
في (أ): "يدخل".
(7)
مسلم (3/ 1665 رقم 2106)، البخاري (7/ 315 رقم 4002)، وانظر (3225، 3226، 3322، 5958، 5949).
(8)
في (ك): "كان" بدون واو.
لِعُبَيدِ الله الْخَوْلانِيِّ رَبيبِ مَيمُونَةَ زَوْج النبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَلَم يُخْبِرنَا زَيدٌ (1) عَنِ الصُّوَرِ يَوْمَ الأَوَّلِ، فَقَال عُبَيدُ الله: أَلَم تَسْمَعهُ حِينَ قَال: إِلا رَقْمًا فِي ثَوْبٍ (2).
3687 -
(6) وَعَنْ بُسْرَ أَيضًا، أَنَّ زَيدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهنِيَّ حَدَّثَهُ وَمَعَ بُسْرٍ عُبَيدُ الله الْخَوْلانِيُّ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:(لا تَدخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيتًا فِيهِ صُورَة). قَال بُسْرٌ: فَمَرِضَ زَيدُ بْنُ خَالِدٍ فَعُدنَاهُ، فَإِذَا نَحْنُ فِي بَيتهِ بِسِتْرٍ فِيهِ تَصَاويرُ، فَقُلْتُ لِعُبَيدِ الله الْخَوْلانِيّ: أَلم يُحَدِّثْنَا فِي (3) التصَاويرِ؟ قَال: إِنهُ قَال: إِلا رَقْمًا فِي ثَوْبٍ، أَلَم تَسْمَعهُ؟ قُلْتُ: لا، قَال: بَلَى قَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ (2).
3688 -
(7) وَعنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهنِيِّ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لا تَدخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيتًا فِيهِ كَلْب (4) وَلا تَمَاثِيلُ). قَال: فَأَتَيتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: إِنَّ هذَا يُخْبِرُنِي؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (لا تَدخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا تَمَاثِيلُ). فَهلْ سَمِعتِ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ ذَلِكَ؟ قَالتْ: لا، وَلَكِنْ سَأُحَدّثُكُم بِمَا رَأَيتُهُ فَعَلَ، رَأَيتُهُ خَرَجَ فِي غَزَاتِهِ فَأَخَذْتُ نَمَطًا فَسَترتُهُ عَلَى الْبَابِ، فَلَمَّا قَدِمَ فَرَأَى النَّمَطَ عَرَفْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ، فَجَذَبَهُ حَتى هتَكَهُ أَوْ قَطَعَهُ، قَال:(إِنَّ الله لَمْ يأمُرنَا أَنْ نَكْسُوَ (5) الْحِجَارَةَ وَالطِّينَ). قَالتْ: فَقَطَعنَا مِنْهُ وسَادتَينِ وَحَشَوْتُهُمَا لِيفًا، فَلَم يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ (2).
3689 -
(8) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تمثَالُ (6) طَائِرٍ،
(1) في (ك): "ألم تخبر يا زيد".
(2)
انظر الحديث رقم (4) في هذا الباب.
(3)
في (ك): "عن".
(4)
في (ك): "فيه لا كلب".
(5)
في (أ): "تكسو".
(6)
كذا في حاشية (أ) وفي النسختين "تماثيل".
وَكَانَ الدَّاخِلُ إِذَا دَخَلَ اسْتَقْبَلَهُ، فَقَال لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(حَوِّلِي هذَا عَنِّي فَإِنِّي كلمَا دَخَلْتُ فَرَأَيتُهُ ذَكَزتُ الدُّنْيَا). قَالتْ: وَكَانَتْ لَنَا قَطيفَة كُنَّا نَقُولُ عَلَمُها حَرِيرٌ فَكُنَّا نَلْبَسُها (1). وفِي روَايةٍ: فَلَم يأمُرنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِقَطْعِهِ.
وفي لفظ (2) آخر: قَالتْ: قَدِمَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ وَقَد سَترتُ عَلَى بَابِي دُرْنُوكًا (3)(4) فِيهِ الْخَيلُ ذَوَاتُ الأَجْنِحَةِ، فَأَمَرَنِي فَنَزَعتُهُ. لم يخرج البخاري اللفظ الذي قبل هذا: كَانَ لَنَا سِتْرٌ، إلى قولها: بِقِطْعِهِ (5).
3690 -
(9) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مُتَسَترةٌ (6) بِقِرَامٍ (7) فِيهِ صُورَة فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهتَكَهُ (8)، ثُمَّ قَال:(إِنَّ مِنْ أَشد الناسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الذِينَ يُشبهُونَ بِخَلْقِ الله)(9). وفي طريق أخرى: ثُمَّ أَهْوَى إِلَى الْقِرَامِ فَةتَكَهُ بِيَدِهِ. وفِي (10) رواية: "إِنَّ أَشَدَّ (11) الناسِ عَذَابا". لَمْ يَقُلْ: "مِنْ".
3691 -
(10) وَعَنْ عَائِشَةَ أَيضًا قَالت: دَخَلَ عَلَيَّ (12) رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَقَد سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي (13) بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ هتَكَهُ وَتَلَوَّنَ وَجههُ، وَقَال:
(1) مسلم (3/ 1666 رقم 2107/ 188)، البخاري (4/ 325 رقم 2105)، وانظر (3224، 5181، 5957، 7557، 5961).
(2)
قوله: "لفظ" ليس فِي (ك).
(3)
في (أ): "دركانوا".
(4)
الدرنوك: هو ستر له خمل، وجمعه درانك.
(5)
في "أ": "مقطعة".
(6)
في (أ): "مستترة"، وفي "ك":"مسترة"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(7)
القرام: الستر الرقيق، وقيل: الصفيق من صوف ذي ألوان.
(8)
"فهتكه": بمعنى: قطعه وأتلف الصورة التي فيه.
(9)
انظر الحديث الذي قبله.
(10)
في (أ): "في".
(11)
في (أ): "إن من أشد".
(12)
قوله: "على" ليس في (أ).
(13)
السهوة: شبيه بالرف أو بالطاقة يوضع عليه الشيء.
(يَا عَائِشَةُ أَشَدُّ الناسِ عَذَابًا عِندَ الله الذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ الله (1). قَالتْ عَائِشَةُ: فَقَطَعنَاهُ فَجَعَلْنَاهُ وسَادَةً أَوْ وسَادَتَينِ (2).
3692 -
(11) وَعنها، أَنها كَانَ لَها ثوْبٌ فِيهِ تَصَاويرُ مَمدُودٌ (3) إِلَى سَهْوَةٍ، فَكَانَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إلَيهِ (4)، فَقال:(أَخِّرِيهِ عَنِّي). قَالتْ: فَأخرتُهُ عَنْهُ (5) فَجَعَلتُهُ وَسَائِدَ (2).
3693 -
(12) البخاري. عَنْ أَنَسٍ قَال: كَانَ قِرَامٌ لِعَائشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بيتها، فَقَال لَها النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَمِيطِي عَنَّا قِرَمَكِ هذَا، فَإِنهُ لا تَزَالُ تَصَاويرُهُ تعرِضُ فِي صَلاتي) (6). خرَّجه في كتاب "الصلاة" في باب "إن صلى فِي ثوب مصلب أو تصاوير هل تفسد صلاته"، وخرجه في كتاب "اللباس" أيضًا قال: "تَصَاويرُهُ (7) تعرِضُ لِي فِي صَلاتي".
3694 -
(13) مسلم. عَنْ عَبْدِ الرّحمَنِ بْنِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عَائِشّة زَوْج النبِيّ صلى الله عليه وسلم، أنها نَصَبَتْ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوير، فَدَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَنَزَعَهُ، قَالت (8): فَقَطَعتُهُ وسَادَتَينِ، قَقَال رَجُلٌ فِي المَجْلِسِ حِينَئِذٍ يُقَالُ لَهُ: رَبِيعَةَ بْنِ عَطَاءٍ، مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ إِنمَا سَمعتُ أَبَا محَمَّدٍ يَذْكُرُ عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: فَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يرتَفِقُ عَلَيهِمَا، قَال ابنُ القَاسِمِ: لا! قَال: لَكنِّي سَمِعتُهُ -يُرِيدُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ (9).
(1)"يضاهون بخلق الله" المضاهاة: المشابهة.
(2)
انظر الحديث رقم (8) في هذا الباب.
(3)
في (أ): "ممدودًا".
(4)
في (أ): "إليها".
(5)
قوله: "عنه" ليس في (ك).
(6)
البخاري (1/ 484 رقم 374)، وانظر (5959).
(7)
في (أ): "تصاوير".
(8)
قوله: "قالت" ليس في (ك).
(9)
انظر الحديث رقم (8) في هذا الباب.
3695 -
(14) وَعَنْ عَائِشَةَ قَالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَقَد سَتَرتُ نَمَطًا فِيهِ تَصَارِيرُ، فَنَحَّاهُ، فَاتْخَذْتُ مِنْهُ وسَادَتَينِ (1).
3696 -
(15) البخاري. عَنْ عِمرَانَ بْنِ حِطَانَ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَتْرُك فِيِ بيتِهِ شَيئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إلا نَقَضَهُ (2). عِمرَانُ بْنُ حِطَانَ هذَا هُوَ الخَارجِيُّ المَشْهُورُ، لَمْ يَرو غَيرَ حَدِيثَينِ.
3697 -
(16) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ، أَنها اشْتَرَتْ نُمرُقَةً (3) فِيها تَصَاويرُ، فَلَمَّا رآها رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَم يَدخُلْ، فَعَرَفْتُ أَوْ فَعُرِفَتْ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةُ، فَقَالتْ: يَا رَسُولَ الله أَتُوبُ إلَى الله وَإِلَى (4) رَسُوليِ، فَمَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(مَا بَالُ هذِهِ النُّمرُقَةِ؟ ). قَالتِ: اشْتَرَيتُها لكَ تَقْعُدُ عَلَيها وَتَوَسَّدُها. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَصحَابَ هذِهِ الصُّوَرِ يُعَذبُونَ ويقَالُ لَهُم: أَحيوا مَا خَلَقتم). ثُمَّ قَال: (إِنَّ الْبَيتَ الذي فِيهِ الصُّوَرُ (5) لا تَدخُلُهُ الْمَلائِكَةُ) (1).
3698 -
(17) وَعَنْها أَيضًا فِي هذَا الحَدِيثِ: قَالتْ فَأَخَذْتها (6) فَجَعَلتها مِرفَقَتَينِ، يرتَفِقُ بِهِمَا فِي الْبَيتِ (1).
3699 -
(18) وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (الذِينَ يَصنَعُونَ الصُّوَرَ يُعَذبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُم: أَحيوا مَا خَلَقْتُم (7).
(1) انظر الحديث رقم (8) في هذا الباب.
(2)
البخاري (10/ 385 رقم 5952).
(3)
النمرقة: هي وسادة صغيرة.
(4)
قوله: "إلى" ليس في (ك).
(5)
في (ك): "الصورة".
(6)
في حاشية (أ): "فأخذه" وعليه "خ".
(7)
مسلم (3/ 1669 - 1670 رقم 2108)، البخاري (10/ 382 - 383 رقم 5951)، وانظر (7558).
3700 -
(19) وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوّرُونَ)(1). وفي طريق أخرى: (إِنَّ مِنْ أَشَدّ أَهْلِ النارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابًا (2) الْمُصَوِّرُونَ) (3).
3701 -
(20) مسلم (4). عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَال لَهُ (5): إِنِّي رَجل أُصَوّرُ هذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيها؟ فَقَال لَهُ: ادنُ مِنِّي، فَدَنَا، ثُمَّ قَال لَهُ (5): ادنُ مِنِّي، فَدَنَا حَتى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأسِهِ، وَفَال: أُنبئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(كُلُّ مُصَوّرٍ فِي النارِ يُجْعَلُ لَهُ بِكُلّ صُورَةٍ صَوَّرها (6) نَفْسٌ فَتعَذِّبُهُ فِي جَهنمَ). وقَال: إِنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلًا فَاصنَع الشَّجَرَ وَمَا لا نَفْسَ لَهُ (7). لفظ البخاري فِيهِ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَال: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عباسٍ إِذْ جَاءَهُ رَجل فَقَال: يَا ابْنَ (8) عباسٍ إنِّي إِنْسَانٌ إنمَا مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي، وَإِنِّي أَصنَعُ هذِهِ التصَاويرَ، فَقَال ابْنُ عباسٍ: لا أُحَدِّثُكَ إِلا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَمِعتُهُ يَقُولُ: (مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ الله مُعَذِّبُهُ حَتى يَنْفُخَ فِيها الرُّوحَ وَلَيسَ بِنَافِخِ فِيها أَبَدًا). فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً (9) شَدِيدَةً وَاصفَرَّ وَجْهُهُ، فَقَال: وَيحَكَ إنْ أَبَيتَ إِلا أَنْ تَصْنَعَ، فَعَلَيكَ بِهذَا الشَّجَرِ، وَكُلّ شَيءٍ لَيسَ فِيهِ
(1) مسلم (3/ 1670 رقم 2109)، البخاري (10/ 382 رقم 5950).
(2)
في (ك): "إن من أشد أهل النار عذابًا يوم القيامة".
(3)
في حاشية (أ): "المصورين".
(4)
قوله: "مسلم" ليس في "ك".
(5)
قوله: "له" ليس في (أ).
(6)
في (ك): "يصورها".
(7)
مسلم (3/ 1670 - 1671 رقم 2110)، البخاري (4/ 416 رقم 2225)، وانظر (5963، 7042).
(8)
في حاشية (أ): "أبا".
(9)
"فربا الرجل ربوة" أي: انتفخ.
قال الخليل: أصابه نفس في جوفه وهو الربو والربوة، وقيل معناه: ذعر وامتلأ خوفًا.
رُوح. خرّجه في باب "بيع التصاوير التي ليس فيها الروح (1) وما يكره من ذلك".
3702 -
(21) مسلم. عَنِ النضْرِ بْنِ أَنَسٍ قَال: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَعَلَ يُفْتِي وَلا يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتى سَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَال: إِنِّي رَجُل أُصَوِّرُ هذِهِ الصُّوَرَ، فَقَال لَهُ أبْنُ عَبَّاسٍ: ادنُهْ، فَدَنَا الرَّجُلُ، فَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّف أَنْ يَنْفُخَ فِيها الرُّوحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيسَ بِنَافِخ)(2).
3703 -
(22) مسلم. عَنْ أبِي زُرْعَةَ قَال: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيرَةَ فِي دَارِ مَروَانَ فَرَأى فِيها تَصَاويرَ، فَقَال: سَمِعْتُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ: (قَال الله عز وجل: وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهبَ (3) يَخْلُقُ خَلْقًا كخَلقي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً (4)، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً) (5).
3704 -
(23) وَعَنْ (6) أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخُلُ الْمَلائِكَة بَيتًا فِيهِ تَمَاثيلُ أَوْ تَصَاويرُ)(7). لم يخرج البخاري عن أبي هريرة في هذا الباب إلا حديث أبي زرعة في دخول دار مروان.
(1) في (ك): "روح".
(2)
انظر الحديث الذي قبله.
(3)
قوله: "ذهب" ليس في (أ).
(4)
"ذرة" جمعها ذَرٌّ، والذَرّ: النمل الأحمر الصغير، وقيل: ذرة ليس لها وزن، ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة.
(5)
مسلم (3/ 1671 رقم 2111)، البخاري (10/ 385 رقم 5953)، وانظر (7559).
(6)
في (ك): "عن".
(7)
مسلم (3/ 1672 رقم 2112).