الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَرأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرأَةِ نَزَعَتْ). قَال: أَشْهدُ أَنْ لا إِلَه إلا الله وَأَشْهدُ أَنكَ رَسُولُ الله، يَا رَسُولَ الله إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُت (3)، وَإِنهُم إِنْ يعلَمُوا بِإِسْلامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُم بَهتُونِي، فَجَاءَتِ الْيَهُودُ، فَقَال:(أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللهِ فِيكُم؟ ) قَالُوا: خَيرُنَا وَابْنُ خَيرِنَا وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، فَقَال:(أَرَأَيتم إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ؟ ) فَقَالُوا (4): أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ فَقَال: أَشْهدُ أَنْ لا إِلَه إلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَانْتَقَصُوهُ (5)، فَقَال: هذَا الذي كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ الله (6). خرَّجه في "التفسير". زاد في طريق أخرى: أعلَمُنَا وابْنُ أَعلَمِنَا. وقال: "كَبِدَ حُوتٍ".
ذِكْرُ حَسَّان بْنِ ثَابِت وأَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما
4392 -
(1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَسَّانٍ وَهُوَ يُنْشِدُ الشّعرَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَحَظَ إِلَيهِ، فَقَال: قَدْ (7) كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَير مِنْكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيرَةَ فَقَال: أَنْشُدُكَ الله أَسَمِعتَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أَجِبْ عَنِّي اللهُمَّ أيدهُ بِرُوح الْقُدُسِ). قَال: اللهُمَّ نَعَم (8). وَفِي طَرِيق أخْرَى: يَقُولُ: (يَا حَسَّانُ أَجِبْ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. .. ) الحديث.
(3)"اليهود قوم بُهْت" البَهْتُ: الكذب والإفتراء.
(4)
في (أ): "قالوا".
(5)
في (ك): "نانتقصوه".
(6)
البخاري (8/ 165 رقم 4480)، وانظر (3329، 3919، 3138).
(7)
قوله: "قد" ليس" (أ).
(8)
(1) مسلم (4/ 1932 - 1933 رقم 248)، البخاري (1/ 548 رقم 453)، وانظر (3212، 6152).
4393 -
(2) [عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمَنِ أَنهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيرَةَ
…
الحدِيث] (1)(2).
4394 -
(3) وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: (اهْجُهُم أَوْ هاجِهم وَجِبْرِيلُ مَعَكَ)(3). وقال البخاري: عَنِ الْبَرَاءِ أَيضًا قَال: قَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُرَيظَةَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: (اهْجُ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ). ولم يصل سنده بهذا اللفظ ووصل بمثل حديث مسلم.
4395 -
(4) مسلم. عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ مِمَّنْ كَثرَ عَلَى عَائِشَةَ فَسَبَبْتُهُ، فَقَالتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي (4) دَعهُ فَإِنهُ كانَ يُنَافِحُ (5) عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم (6). لم يقل البخاري: كَانَ (7) مِمَّنْ كَثرَ عَلَى عَائِشَةَ [إِلا فِي طَريق مُنقَطعةٍ.
4396 -
(5) مسلم. عَنْ مَسْرُوق قَال: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ] (8) وَعِنْدَها حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يُنْشِدُها (9) شِعرًا يُشَبِّبُ بِأَبْيَاتٍ لَهُ فَقَال:
(1) ما بين المعكوفين ليس في (ك)، وقد ألحق في حاشية (أ).
(2)
انظر الحديث الذي قبله.
(3)
مسلم (4/ 1933 رقم 2486)، البخاري (6/ 304 رقم 3213)، وانظر (4123، 4124، 6153).
(4)
في (أ) و (ك): "أخي"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(5)
"ينافح" أي: يدافع ويناضل.
(6)
مسلم (4/ 1933 رقم 2487)، البخاري (6/ 553 رقم 3531)، وانظر (4145، 4755، 4146، 4756، 6150).
(7)
قوله: "كان" ليس في (أ).
(8)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(9)
في (أ): "ينشد".
حَصَانٌ رَزَان مَا تُزَنُّ برِيبَةٍ
…
وَتصبِحُ غَرثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ (1)
فَقَالتْ لَهُ عَائِشَةُ: لَكنك لَسْتَ كَذَلِكَ. قَال مَسْرُوقٌ: فَقُلْتُ لَها: لِمَ تَأذَنِينَ لَهُ يدخُلَ عَلَيكِ وَقَد قَال الله عز وجل: {وَالذِي تَوَلى كِبْرَهُ مِنْهم لَهُ عَذَابٌ عَظيمٌ} (2)، فَقَالتْ: وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَى. قَالتْ: إِنهُ كَانَ يُنَافِحُ أَوْ يُهاجِي عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم (3). وفِي رِوَايَة: كَانَ يَذُبُّ.
4397 -
(6) وَعَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: قَال حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: يَا رَسُولَ الله ائذَنْ لِي فِي أَبِي سُفْيَانَ قَال: (كَيفَ بِقَرَابَتِي مِنْهُ)(4). قَال: وَالذِي أَكْرَمَكَ لأَسُلنكَ مِنْهُم كَمَا تُسَلُّ الشَغرَةُ مِنَ الْخَمِيرِ، فَقَال حَسَّانُ:
وَإِنَّ (5) سَنَامَ الْمَجْدِ مِنْ آلِ هاشِمٍ
…
بَنُو ابْنَةِ (6) مَخْزُومٍ وَوَالِدُكَ الْعَبْدُ
قَصِيدَتَهُ هذِهِ (3). وفِي رِوَايَة: مِن الْعَجِينِ بَدَلَ الْخَمِيرِ. وقال البخاري: اسْتَأذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ (7) النبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ. إلى قوله: مِنَ الْخَمِيرِ، ولم يذكر هذا البيت.
4398 -
(7) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:(اهْجُوا (8) قُرَيشا فَإِنهُ أَشَدُّ عَلَيها مِنْ رَشْقِ النبْلِ). فَأَرسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَال: (اهْجُهُم). فَهجَاهُم فَلَم يُرضِ، فَأَرسَلَ إِلَى كَغبِ بْنِ مَالِكِ، ثُمَّ أَرسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيهِ قَال حَسَّانُ: قَدْ انَ لَكُم أَنْ ترسِلُوا إِلَى هذَا الأسَدِ
(1)"حصان" أي: محصنة عفيفة، "رزان": كاملة العقل، "ما تزنّ" أي: ما تتّهم، "غرثى" أي جائعة ومعناه: لا تغتاب الناس، لأنها لو اغتابتهم شبعت من لحومهم.
(2)
سورة النور، آية (11).
(3)
انظر الحديث الذي قبله.
(4)
في (أ): "منهم".
(5)
في النسختين: "إن"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(6)
في (ك): "بيت".
(7)
قوله: "ابن ثابت" ليس في (ك).
(8)
في (ك) وحاشية (أ): "اهجُ".
الضَّارِبِ بِذَنَبهِ، ثُمَّ أَدلَعِ لِسَانَهُ (1) فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ (2) فَقَال:(وَالذِي بَعَثَك بِالحَق لأَفْرِيَنهُم بِلِسَانِي فريَ الأَدِيمِ)(3). فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لا تعجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعلَمُ قُرَيشٍ بِأَنْسَابِها، وَإِنَّ لِي فِيهِم نَسَبًا حَتى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي). فَأَتَاهُ حَسَّانُ ثُمَّ رَجَعَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله قَدْ لَخصَ لِي نَسَبَكَ، وَالذِي بَعَثكَ بِالْحَقِّ لأَسُلنكَ مِنْهُم كَمَا تُسَلُّ الشّعرَةُ مِنَ الْعَجينِ. قَالتْ عَائشةُ: فَسَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِحَسَّانَ: (إِنَّ رُوحَ الْقدُس لا يَزَالُ يُؤيدُكَ مَا نَافحتَ عَنِ الله وَرَسُولِهِ). وَقَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: (هجَاهم حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى). فَقَال حَسَّانُ:
هجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ
…
وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
هجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا (4) حَنِيفًا
…
أَمِينَ الله شِيمَتُهُ الوَفاءُ (5)
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعرضِي
…
لِعِوْضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وفَاءُ
ثَكِلْتُ بُنيَّتي إِنْ لَمْ تَرَوْها
…
تُثِيرُ النقْعَ (6) غَايَتُها (7) كِدَاءُ
يُنَازِعنَ الأَعِنةَ مصعِدَاتٍ (8)
…
عَلَى أكْتَافِها (9) الأَسَلُ الظمَاءُ (10)
(1)"أدلع لسانه" أي: أخرجه عن الشفتين.
(2)
قوله: "فجعل يحركه" ليس في (أ).
(3)
"لأفرينهم بلساني فري الأديم" أي: لأمزقنَّ أعراضهم تمزيق الجلد.
(4)
"محمدًا برًّا" البر: هو الواسع الخير.
(5)
"شيمته الوفاء" أي: خلقه.
(6)
في (ك): "البقع". و"تثير النقع": ترفع الغبار وتهيجه.
(7)
في حاشية (أ): "موعدها" وعليها "خ"، وفي "مسلم":"من كنفي".
(8)
"ينازعن الأعنة مصعدات" معناه: أنها لصرامتها وقوة نفوسها تضاهي أعنتها بقوة جبذها لها، وهي منازعتها لها. ومصعدات: مقبلات إليكم ومتوحهات.
(9)
في (ك): "أكنافها".
(10)
"الأسل الظماء" أي: الرماح الرقاق.
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ (1)
…
تُلَطِّمُهُنَّ (2) بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ (3)
فَإِنْ أعرَضْتُمُو (4) عَنا اعتَمَرنَا
…
وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ
وَإلا فَاصبِرُوا لِجِلادِ (5) يَوْمٍ
…
يُعِزُّ اللهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَقَال الله قَد أرسَلْتُ عَبْدًا
…
يَقُولُ الْحَقَّ لَيسَ بِهِ خَفَاءُ
وَقَال الله قَدْ يَسَّرتُ (6) جُنْدًا (7)
…
هُمُ الأَنْصَارُ عُرضَتُها اللِّقَاءُ (8)
لَنَا فِي كُلّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ
…
سِبَابٌ أَوْ قِتَال أَو هِجَاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ الله مِنْكم
…
وَيَمدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
وَجِبْرِيل رَسُولُ اللهِ فِينَا
…
وَرُوحُ الْقُدُسِ لَيسَ لَهُ كِفَاءُ (9)(10)
لم يذكر البخاري هذا الشعر، إنما ذكر عَنْ عُروَةُ قَال (11): كَانَتْ عَائِشَةُ تَكْرَهُ (12) أَنْ يُسَبَّ عِنْدَها حَسَّانُ وَتَقُولُ: إِنهُ الذي قَال:
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعرضِي
…
لِعرضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُم وقَاءُ
ذكره فِي "حديث الإفك" في بعض طرقه (13).
(1)"تظل جيادنا متمطرات" أي: تظل خيولنا مسرعات يسبق بعضها بعضًا.
(2)
في (أ): "تلظمهن".
(3)
"تلطمهن بالخمر النساء" المعنى: أن خيلنا تظل مسرعات لا تجد من يردها إلا النساء، ولا تجد ما ترد به إلا خمرهن يضربن بها وجوه الخيل.
(4)
كذا في "مسلم"، وفي (أ) و (ك):"أعرضتم".
(5)
في حاشية (أ): "لضراب" وعليها "خ".
(6)
في (ك): "نشرت".
(7)
"يسرت جندًا" أي: هيأتهم وأرصدتهم.
(8)
"عرضتها اللقاء" أي: مقصودها ومطلوبها".
(9)
"وروح القدس ليس له كفاء" أي: مماثل ولا مقاوم.
(10)
مسلم (4/ 1935 - 1938 رقم 2490)، البخاري (7/ 431 - 435 رقم 4141).
(11)
في (ك): "قالت".
(12)
في (ك): "يكره".
(13)
في حاشية (أ) عن نسخة أخرى، و (ك):"وهذا قد تقدم لمسلم في حديث الإفك".
4399 -
(8) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: كُنْتُ أَدعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَدَعَوْتُها يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا أَكْرَهُ، فَأتَيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، قُلْتُ (1): يَا رَسُولَ الله إِنِّي كُنْتُ أَدعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ فَتأبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُها الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادعُ الله أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيرَةَ فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيرَة). فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعوَةِ نَبِيّ الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرتُ إِلَى الْبَابِ (2) فَإِذَا هُوَ مُجَاف (3) فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْف قَدَمَيَّ، فَقَالتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيرَةَ وَسَمِعتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ (4)، فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرعها وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارها فَفَتحَتِ الْبَابَ ثُمَّ قَالتْ: يَا أَبَا هُرَيرَةَ أَشْهدُ أَنْ لا إِلَه إِلا الله وَأَشْهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَال: فَرَجعتُ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَأَتَيتُهُ وَأنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَح، قَال: قُلْتُ (5): يَا رَسُولَ الله أَبْشِر قَدِ اسْتجَابَ الله دَعوَتَكَ وَهدَى أُمَّ أَبِي هُرَيرَةَ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيهِ وَقَال خَيرًا، قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله ادعُ الله أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ويحَبّبَهُم إِلَينَا، قَال: فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (اللهُمَّ حَبِّبْ عُبَيدَكَ (6) هذَا -يَعْنِي أَبَا هُرَيرَةَ- وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إِلَيهِمُ الْمُؤْمِنِينَ). فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلا يَرَانِي إِلا أَحَبَّنِي (7). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
(1) في (ك): "فقلت".
(2)
في (ك): "فضربت الباب"، وفي (أ):"فضربت إلى الباب"، والمثبت من "مسلم".
(3)
"مجاف" أي: مغلق.
(4)
"خضخضة الماء": هو صوت تحريكه.
(5)
في (ك): "فقلت".
(6)
في حاشية (أ): "عبدك".
(7)
مسلم (4/ 1938 - 1939 رقم 2491).
4400 -
(9) مسلم. عَنِ الأَعرَجِ قَال: سَمِعتُ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ: إِنكُم تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيث عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَاللهُ الْمَوْعِدُ كُنْتُ رَجُلًا مِسْكِينا أَخْدُمُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى مِلْءِ بَطني، وَكَانَ الْمهاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأسْوَاقِ، وَكَانَتِ الأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَموَالِهم، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ يَبْسُطْ ثَوْبَهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيئًا يَسْمَعَهُ مِنِّي). فَبَسَطْتُ ثَوْبِي حَتى قَضَى حَدِيثَهُ، ثُمَّ ضَممتُهُ إِلَيَّ فَمَا نَسِيتُ شَيئًا سَمِعتُهُ مِنْهُ. (1)
4401 -
(10) وَعَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنَ الزبيرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالتْ: أَلا يُعجِبُكَ أبو هُرَيرَةَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتي فَحَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ، فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي، وَلَوْ أدرَكتهُ لَرَدَدتُ عَلَيهِ إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَردِكُم (2).
4402 -
(11) قَال ابْنُ شِهابٍ: وَقَال ابْنُ الْمُسَيَّبِ: إِنَّ أَبَا هُرَيرَةَ قَال: يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا هُرَيرَةَ قد أَكْثَرَ وَاللهُ الْمَوْعِدُ، وَيَقُولُونَ مَا بَالُ الْمُهاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ لا يَتَحَدَّثُونَ مِثْلَ أَحَاديثهِ وَسَأُخْبِرُكُم عَنْ ذَلِكَ: إِنَّ إِخْوَانِي مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يَشغَلُهم عَمَلُ أَرَضِيهِم، وَأَمَّا إخْوَانِي مِنَ الْمُهاجِرِينَ كَانَ يَشغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَكُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى مِلْءِ بَطني فَأَشْهدُ إِذَا غَابوا وَأَحفَظُ إِذَا نَسُوا، وَلَقَد قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوما:(أيكُم يبسُطُ ثَوْبَهُ فَيَأخُذُ مِنْ حَدِيثِي هذَا ثُمَّ يَجْمَعُهُ (3) إِلَى صَدرِهِ فَإِنهُ لَنْ يَنْسَ شَيئًا سَمِعَهُ) (4).
(1) مسلم (4/ 1939 رقم 2492)، البخاري (1/ 213 - 214 رقم 118)، وانظر (119،
47، 2350، 3648، 7354).
(2)
مسلم (4/ 1940 رقم 2493)، البخاري (6/ 567 رقم 3567)، وانظر (3568).
(3)
في (ك): "فيجمعه".
(4)
في (ك): "يسمعه".
فَبَسَطْتُ بُردَةً عَلَيَّ حَتى فَرَغَ مِنْ حَدِيثهِ، ثُمَّ جَمَعتُها إِلَى صدرِي فَمَا نَسِيتُ بَعدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ شَيئًا حَدَّثَنِي بِهِ، وَلَوْلا آيتَانِ أَنْزَلَهُمَا الله عز وجل فِي كِتَابِهِ مَا حَدَّثْتُ شَيئًا أَبَدًا {إِنَّ الذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إِلَى آخِرِ الآيتَينِ (1) (2). وقال البخاري في بعض طرقه:(لَنْ يَبْسُطَ أَحَذ مِنْكم (3) توْبَهُ حَتى أَقْضِيَ مَقَالتِي هذِهِ ثُمَّ يَجْمَعُهُ إِلَى صَدرِهِ فَيَنْسَى مِنْ مَقَالتِي شَيئًا أَبَدًا). فَبَسَطْتُ نَمِرَةً (4) لَيسَ عَلَيَّ ثَوْبٌ غَيرُها حَتى قَضَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَقَالتَهُ، ثُمَّ جَمَعتُها إِلَى صَدرِي، فَوَالذِي بَعَثَهُ بِالْحَق مَا نَسِيتُ مِنْ مَقَالتِهِ تِلكَ إِلَى يَوْمِي هذَا. وفي أخرى: مِنْ مَقَالةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم تِلكَ مِنْ شيءٍ.
4403 -
(12) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِني أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ، قَال:(ابْسُطْ رِدَاءَكَ). فَبَسَطتهُ، فَغَرَفَ بِيَدَيهِ (5) ثئمَ قَال:(ضُمَ). فَضَمَمتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيئًا بَعدُ (2).
4404 -
(13) وَعَنْهُ قَال: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وعَاءَينِ، فَأَمَّا أَحدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ (6)، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هذَا الْبُلْعُومُ (7). قال البخاري: البلعوم: مجرى الطعام، ولم يقل البخاري: أَلا يُعجِبُكَ أَبو هُرَيرَةَ، إنما قَال عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنها قَالتْ: أَلا يُعجِبُكَ أبو (8) فُلانٍ جَاءَ فَجَلَس .. الحديث.
(1) سورة البقرة، آية (159 - 160).
(2)
انظر الحديث رقم (7) في هذا الباب.
(3)
في (ك): "أحدكم".
(4)
"نمرة": هي كساء ملون.
(5)
في (ك): "بيده".
(6)
"فبثثته" أي: أذعته ونشرته.
(7)
البخاري (1/ 216 رقم 120).
(8)
في (ك): "أبا".