المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر يوم الحديبية - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٣

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَاب الجِهادِ

- ‌إِبَاحَةُ القِتَالِ قَبلَ الدَّعوةِ، وفِي الدَّعْوَةِ قَبْلَهُ، ومَا يُوصى بِهِ للغُزَاةِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الغَادِرِ

- ‌بَابُ الحَرْبُ خدعَةٌ

- ‌النَّهي عَنْ تَمَنِّي لِقَاء العَدو

- ‌مَنْ أَرَادَ غَزوَةً فَوَرَّى بِغَيرِهَا ووَقْتُ الغَارَةِ ومَنْ أَحَبَّ الخُرُوج يَومَ الخمِيسِ

- ‌تَحْرِيقُ النَّخْلِ وقَطْعِهَا

- ‌تَحْلِيلُ الغَنَائِمِ

- ‌فِي النَّفْلِ والقسْمَةِ وَمَا جَاءَ فِي سَلَبِ القَتِيلِ

- ‌بَابُ فَكَاكِ الأَسيرِ

- ‌بَابٌ فِي أَرْضِ الصُّلحِ والعَنْوَةِ ومَا لم يُوجَفْ عَلَيهِ بِقِتَال

- ‌قسْمُ الغَنِيمةِ

- ‌بَابُ إِذَا غَنِمَ المشْركُون مَال الْمُسْلِم ثمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

- ‌باب

- ‌الْمَنُّ عَلَى الأسِيرِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلٍ

- ‌بابٌ

- ‌ذِكْرُ يَوْمَ الحُدَيبِيَةِ

- ‌الوَفَاءُ بالعَهْدِ

- ‌ذكْرُ مَا أوذِيَ بِه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌قِصَّةُ كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ

- ‌غَزْوَةُ خَيبَرٍ والخَنْدَقِ وذِي قَرَدٍ

- ‌بَعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

- ‌قَتْلُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ وخُبَيبِ بْنِ عَدِي رضي الله عنهما

- ‌الغَزْو بِالنِّسَاءِ

- ‌عَدَد غَزَواتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يُسْتعَان بالمشْرِكينَ في قِتَال العَدُوِّ

- ‌بَابٌ

- ‌في الْجِزْيَةِ

- ‌ باب

- ‌فَضْلُ قُرَيشٍ

- ‌الاسْتِخْلافُ وتَرْكِهِ

- ‌فِيمَنْ سَأَلَ الإِمَارَةَ

- ‌بَابُ مَنْ تَأَمَّرَ في الحَرْبِ مِنْ غَيرِ إِمْرةٍ إِذَا خَافَ العَدُوّ

- ‌في الإمَامِ العَادِلِ

- ‌بَابُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ، ومَا جَاءَ في الأَمِيرِ الغَاشِّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌في الْغَلُولِ وَفِي الأمِيرِ يَقْبَلُ الْهَدِيَةَ

- ‌الطَّاعَةُ للأَمِيرِ

- ‌بَيعَةُ الرِضْوَانِ

- ‌بَابُ لا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْحِ

- ‌بَيعَةُ النِّسَاءِ

- ‌بَيعَةُ الصَّغِيرِ

- ‌البَيعَةُ عَلَى السَّمْع والطَّاعَةِ

- ‌الحَدُّ بَينَ الْكَبِيرِ والصَّغِيرِ

- ‌النَّهِي أَن يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌المُسَابَقَةُ بَيْنَ الخَيلِ

- ‌بَابُ فَضِيلَةِ الخيلِ

- ‌فَضْلُ الجِهَادِ

- ‌بَابٌ

- ‌فَضْلُ الغَزْوِّ فِي البَحْرِ

- ‌فِي فَضْل الرِبَاطِ وعَدَد الشُّهدَاءِ وفِي فَضِيلةِ الرَّمِي

- ‌بَابٌ

- ‌بابٌ فِي التعْقِيبِ

- ‌فِي سَيْرِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ

- ‌قوله عليه السلام: " (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أمتِي ظَاهِرِينَ

- ‌بَابٌ

- ‌النَّهْي أَن يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيلًا

- ‌بَابُ تَلَقّي الغَازِي

- ‌كِتَابُ الصَّيدِ والذبَائِح

- ‌فِي العَقِيقَةِ

- ‌كتَابُ الأَشْرِبَةِ والأَطْعِمَةِ

- ‌بَابٌ فِي اللِّبَاسِ والزِّينَةِ

- ‌بَابُ الانْتِعَالِ

- ‌بَابُ الصُّوَرِ

- ‌بَابُ الجَرَسِ

- ‌النَّهْي عَنْ القَزَع وَعَنْ وَصلِ الشَّعرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ لَعنِ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ

- ‌ باب

- ‌في الأسْمَاءِ والكُنَى

- ‌بَابٌ فِي الاستئْذَانِ والسَّلامِ

- ‌بَابٌ

- ‌فِي التَّنَاجِي

- ‌بَابٌ فِي الرُّقي والطِّبِ

- ‌بَابٌ فِي الطاعُونِ

- ‌بَابٌ فِي العَدْوَى والطِّيَرَةِ والفَأْلِ والشُّؤْمِ

- ‌بَابٌ فِي الكُهَّانِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ النَّمْلِ

- ‌بَابٌ فِي الرِّفْقِ بالبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ سَبِ الدَّهْرِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ أَن يَقُولَ عَبْدِي أَو أَمَتِي

- ‌بَابُ النَّهْي أَن يَقُولَ خَبُثَتْ نَفْسِي

- ‌بَابٌ فِي الطِّيبِ

- ‌بَابُ فِي الشِّعْرِ

- ‌بَابٌ فِي النَّرْدَشِيرِ

- ‌بَابٌ فِي الرُّؤْيَا

- ‌كِتَابُ المَنَاقِبِ

- ‌ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ عِيسى بْنِ مَرْيَم عليه الصلاة والسلام

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وَلُوطَ وَيُونُسَ وَيُوسُفَ وَزَكَرِيَا ودَاوُدَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلام

- ‌قِصَّةُ مُوسَى والخَضِرِ صَلَّى الله عَلَيهمَا وَسَلَّمَ

- ‌قِصةُ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهما

- ‌مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَبَيعَةُ عُثْمانَ، وفَضَائِلُهُ

- ‌ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ، وَالزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، وَأَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاع، وَسَعِيد بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه أجمعين

- ‌ذِكْرُ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ زَيدِ بْنِ حَارِثَةَ، وابْنِهِ أُسَامَةَ، وعَبْد اللهِ بن الزُّبَيرِ، وعَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ جَعْفَر بْنِ أَبِي طَالِبٍ وخَالِد بْنِ الوَلِيدِ

- ‌ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيلِدٍ وعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما

- ‌ذَكْرُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ وزَينَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمَّيِّ الْمُؤمِنِين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أُمِّ أَيمَن وأُمِّ سُلَيم رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أَبِي طَلْحةَ وبِلال وعَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أبِي بن كَعبٍ، وَسَعدِ بْنِ مُعَاذٍ، وأَبِي زَيدٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاك بْنِ خَرَشَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ جُلَيبِيبِ وعَمرِو بْنِ تَغْلِب

- ‌ذِكْرُ عمَّار بنِ يَاسرٍ وحُذَيفَةَ بْنِ اليَمَانِ وحَارِثَةَ بْنِ سرُاقَةَ

- ‌ذِكْرُ أَبِي ذَرِّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادة

- ‌ذِكْر جَرِير بْنِ عَبْد اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَباس وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ خُزَيمَةَ بْنِ ثَابِت ومُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سفْيَان

- ‌ذِكْرُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمرٍو وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ حَسَّان بْنِ ثَابِت وأَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

- ‌ذكْرُ سَلْمَان وَصُهَيبٍ وبِلالٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أسَيدِ بْنِ حُضَيرٍ وعَبَّادِ بْنِ بِشْر وقَيسِ بْنِ سَعْدٍ

- ‌ذِكْرُ الأنْصَار

- ‌ذِكْرُ أَسْلَمِ وغِفَار وغَيرهما

- ‌ذِكْرُ نِسَاءِ قُرَيشٍ

- ‌فِي الْمُؤاخَاةِ والحِلْف

- ‌ذِكْرُ أوَيسِ بْنِ عَامِرٍ القَرَنِيِّ

- ‌بَابُ بِرِّ الوَلِدَينِ

- ‌بَابٌ فِي البِرِ والإِثْمِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ والنَّهْي عَنِ التَّقَاطع

- ‌بَابُ مَا يَكُون مِنِ الظنِّ

- ‌بَابٌ في الْمُتَحابِّينَ في اللهِ عز وجل

- ‌بَابٌ في عِيادَةِ المَرِيضِ وثَوَابِ المَصَائِبِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الترَاحُم والتعَاون والعَفْو والتواضُعِ

- ‌بَابٌ

- ‌في سَتْرِ الْمُسْلِمِ والْمُدَارَاةِ والرِّفقِ

- ‌بَابٌ في اللَّعنِ

- ‌بَابٌ في ذِي الوَجْهَينِ

- ‌بَابُ مَا جَاء في الكَذِبِ في الإِصْلاحِ بَينَ النَّاسِ في الحَرْبِ

- ‌بَابٌ في الصِّدْقِ والكَذِبِ والنَّمِيمَةِ

- ‌بَابٌ في الغَضَبِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ ضَرْبِ وَجْهِ المُسْلِمِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ يُعَذب النَّاسَ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ مَرَّ بِسِهَامٍ في يَدِهِ

- ‌النهْي أَن يُشِيرَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَخِيه بِالسِّلاحِ

- ‌في إِمَاطَةِ الأذَى عَنِ الطَرِيقِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌفي الكِبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌‌‌بَابٌفي حُسْنِ الجِوارِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الإحْسَانِ إِلَى البَنَاتِ وفِيمَن مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌بَابٌ

الفصل: ‌ذكر يوم الحديبية

‌ذِكْرُ يَوْمَ الحُدَيبِيَةِ

3076 -

(1) مسلم. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الصُّلْحَ بَينَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَينَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيبِيَةِ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَقَالُوا: لا تَكْتُبْ رَسُولُ اللهِ فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ نُقَاتِلْكَ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِي:(امْحُهُ). قَال: مَا أَنَا بِالَّذِي أَمْحُهُ، قَال: فَمَحَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، قَال: وَكَانَ فِيمَا اشْتَرَطُوا عَلَيهِ أَنْ يَدْخُلُوا مَكةَ فيقِيمُوا بِهَا ثَلاثًا، وَلا يَدْخُلُهَا بِسِلاحٍ إِلا جُلبَّانَ السِّلاحِ. قَال شُعْبَةُ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَقَ: وَمَا جُلُبَّانُ السِّلاحِ؛ قَال: الْقِرَابُ وَمَا فِيهِ (1).

3077 -

(2) وعَنِ الْبَرَاءِ أَيضًا قَال: لَمَّا حُصِرَ (2) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْبَيتِ صَالحَهُ أَهْلُ مَكةَ عَلَى أَنْ يَدْخُلَهَا فيقِيمَ بِهَا ثَلاثًا، وَلا يَدْخُلَهَا إِلا بِجُلُبَّانِ السِّلاح السَّيفِ وَقِرَابِهِ، وَلا يَخْرُجَ بِأَحَدٍ مَعَهُ مِنْ أَهْلِهَا، وَلا يَمْنَعَ أَحَدًا يَمْكُثُ بِهَا مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ، قَال لِعَلِي:(اكْتُبِ الشَّرْطَ بَينَنَا بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ). فَقَال لَهُ (3) الْمُشْرِكُونَ: لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ تَابَعْنَاكَ (4)، وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَمْحَاهَا (5)، [فَقَال عَلِيٌّ: لا، وَاللهِ لا أَمْحَاهَا] (6). فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَرِنَي مَكَانَهَا). فَمَحَاهَا، وَكَتَبَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ، فَأَقَامَ بِهَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ قَالُوا لِعَلِيٍّ: هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَرْطِ صَاحِبِكَ، فَأمُرْهُ

(1) مسلم (3/ 1409 - 1410 رقم 1783)، البخاري (7/ 499 رقم 4251)، وانظر (2698، 2699، 2700).

(2)

في (أ): "حضر".

(3)

قوله: "له" ليس في (ك).

(4)

في (أ): "بايعناك".

(5)

في (أ): "محاها".

(6)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

ص: 62

فَلْيَخْرُجْ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَال:(نَعَمْ فَخَرَجَ)(1). وفِي رِوَايةٍ: مَكَانَ تَابَعْنَاكَ بَايَعْنَاكَ. خرَّج البخاري هذا الحديث في "عمرة القضاء" من كتاب "المغازي" عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال: اعْتَمَرَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بها ثَلاثَةَ أيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، قَالُوا: لا نُقِرُّ بِهَذا لَوْ نَعْلَمُ أَنكَ رَسُولُ اللهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيئًا لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فقَال:(أَنَا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ). ثُمَّ قَال لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: (امْحُ رَسُولُ اللهِ). قَال: لا، وَاللهِ لا أَمْحُوكَ أَبَدًا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ، وَلَيسَ يُحْسِن يَكْتُبَ، فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ لا يَدْخُلُ مَكَّةَ السِّلاحُ إِلا السَّيفَ في الْقِرَابِ، وَأَنْ لا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِ مَكةَ بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتبِعَهُ، وَأَنْ لا (2) يَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا، فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا (3)، فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَبِعَتْهُمُ ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِي: يَا عَمِّ، يَا عَمِّ، فَتَنَاوَلَهَا عَلِيُّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَال لِفَاطِمَةَ: دُونَكِ بِنْت عَمِّكِ احْملِيهَا، فَاختصَمَ فِيهَا عَلِى وَجَعْفَرٌ وَزَيدٌ، قَال عَلِيٌّ: أَنَا أَخْذتُهَا وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي، وَقَال جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالتُهَا تَحْتِي، وَقَال زَيدٌ: ابْنَةُ أَخِي، فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ لِخَالتِهَا (4)، وَقَال:(الْخَالةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ). وَقَال لِعَلِيٍّ: (أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ). وَقَال لِجَعْفَرٍ: (أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي). وَقَال لِزَيدِ بْنِ حَارِثَةَ: (أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلانَا). قَال عَلِيٌّ: أَلا تَتَزَوَّجُ بِنْتَ

(1) انظر الحديث الَّذي قبله.

(2)

في (ك): "ولا".

(3)

في (ك): "عليه".

(4)

في (ك): "للخالة".

ص: 63

حَمْزَةَ؟ قَال: (إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ)(1). وقال في آخر: قَال عَلِيٌّ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي.

3078 -

(3) وعَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ أَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ، فَاشْتَرَطُوا عَلَيهِ أَنْ لا يُقِيمَ بِهَا إِلا ثَلاثَ لَيَالٍ. وَقَال: وَلا تَدْعُ أَحَدًا مِنْهُمْا (1). وذكر الحديث.

3079 -

(4) وعَنْهُ؛ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم صَالحَهُمْ يَوْمَ الْحُدَيبِيَةِ عَلَى: أَنْ يَدْخُلَهَا مِنْ قَابِلٍ وَيُقِيمَ بِهَا ثَلاثَةَ أَيامٍ، وَقَال: بِجُلُبَّانِ السِّلاح السَّيفِ وَالْقَوْسِ وَنَحْوهِ، فَجَاءَ أَبُو جَنْدَلٍ يَحْجُلُ في قُيُودِهِ فَرَدُّوهُ إِلَيهِمْ (1).

3080 -

(5) وعَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَحَال كُفارُ قُرَيشٍ بَينَهُ وَبَينَ الْبَيتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأسَهُ بالْحُدَيبِيَةِ، وَقَاضَاهُمْ (2) عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلا يَحْمِلَ سِلاحًا عَلَيهِمْ (3) إِلا سُيُوفًا، وَلا يُقِيمَ بِهَا إِلا مَا أَحَبُّوا، فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَدَخَلَهَا كَمَا كَانَ صَالحَهُمْ، فَلَمَّا أَقَامَ (4) بِهَا ثَلاثًا أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ (5). أخرج مسلم من حديث ابن عمر هذا من أوله إلى قوله: وَحَلَقَ رأسَهُ بِالْحُدَيبِيَةِ، وسائره من حديث البراء.

3081 -

(6) وخرَّج مسلم. أَيضًا مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ قُرَيشًا صَالحُوا النبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ سُهَيلُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ:(اكْتُبْ بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). قَال سُهَيل (6): أَمَّا بِاسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَمَا (7)

(1) انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.

(2)

في (أ): "وقاضهم".

(3)

في (أ): "عليهم سلاحًا".

(4)

في (ك): "أن أقام".

(5)

البخاري (5/ 305 رقم 2701)، وانظر (4252).

(6)

في (أ): "سهل".

(7)

في (ك): "ما".

ص: 64

نَدْرِي مَا بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَلَكِنِ اكْتُبْ مَا نَعْرِفُ بِاسْمِكَ اللهُمَّ، فَقَال:(اكْتُبْ مِنْ (1) مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ). قَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لاتَّبَعْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبِ اسْمَكَ وَاسْمَ أَبِيكَ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(اكْتُبْ مِنْ (1) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ). فَاشْتَرَطُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ مَنْ جَاءَ مِنْكُمْ لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيكُمْ، وَمَنْ جَاءَكُمْ مِنَّا رَدَدْتُمُوهُ عَلَينَا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَكْتُبُ هَذَا؟ فَقَال: (نَعَمْ، إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيهِمْ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ سَيَجْعَلُ اللهُ لَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا)(2). لم يخرج البخاري عن أنس في هذا شيئًا.

3082 -

(7) مسلم. عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَال: قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيفٍ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتِّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ لَقَدْ كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيبِيَةِ، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا، وَذَلِكَ في الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَينَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَينَ الْمُشْرِكِينَ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَسْنَا عَلَى حَق وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ قَال: (بَلَى). قَال: أَلَيسَ قَتْلانَا في الْجَنَّةِ وَقَتْلاهُمْ في النَّارِ؛ قَال: (بَلَى). قَال: فَفِيمَ نُعْطيِ (3) الدَّنِيَّةَ في دِيننَا (4)، وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللهُ بَينَنَا وَبَينَهُمْ، قَال:(يَا ابْنَ الْخَطابِ إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللهُ أَبَدًا). قَال: فَانْطَلَقَ عُمَرُ فَلَمْ يَصْبِرْ (5) مُتَغيظًا فَأَتَى أَبا بَكْرٍ فَقَال: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى حَق وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ فَقَال: بَلَى. قَال (6): أَلَيسَ قَتْلانَا في الْجَنَّةِ وَقَتْلاهُمْ في النَّارِ؟ قَال: بَلَى. قَال: فَعَلامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في دِيننَا،

(1) قوله: "من" ليس في (ك).

(2)

مسلم (3/ 1411 رقم 1784).

(3)

في (ك): "نعطيهم".

(4)

"الدنية في ديننا" أي: النقيصة والحالة الناقصة.

(5)

في (أ): " يصير".

(6)

في (ك): "فقال".

ص: 65

وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللهُ بَينَنَا وَبَينَهُمْ. فَقَال: يَا ابْنَ الْخَطابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَلَمْ يُضَيِّعَهُ اللهُ أَبَدًا. قَال (1): فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْفَتْح، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُ، فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْ فَتْحٌ هُوَ؟ قَال (2): نَعَمْ. فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ. قوله: فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ (3). لم يخرجه البخاري (4).

3083 -

(8) ولمسلم في لفظ آخر في هذا الحديث: أَيُّهَا النَّاسُ! اتَّهِمُوا رَأيَكُمْ وَاللهِ لَقَدْ رَأَيتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ أَنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَرَدَدْتُهُ، وَاللهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ قَطُّ إِلا أَسْهَلْنَ (5) بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ إِلا أَمْرَكُمْ هَذَا، وفي آخر: اتَّهِمُوا رَايَكُمْ عَلَى (6) دِينِكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ (7) أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا فَتَحْنَا مِنْهُ في (8) خُصْمٍ (9) إِلا انْفَجَرَ عَلَينَا مِنْهُ خُصْمٌ (10). قوله: مَا فَتَحْنَا إلى آخره، يعْنِي (11) يوم صفين. وقال البخاري: مَا نَشد مِنْها خُصْمًا إِلا انْفَجَرَ عَلَينَا خُصْمٌ مَا نَدْرِي كَيفَ يَأتِي لَه. وزاد في آخر بعد قوله: "لَرَدَدْتُهُ": والله ورَسُولُهُ أَعْلَمُ. وقوله: ما نشد (12) هو الصواب (13).

3084 -

(9) وذَكَرَ البخاري أيضًا عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الحَكَم

(1) في (أ): "قال: قال".

(2)

في (ك): "فقال".

(3)

مسلم (3/ 1411 - 1412 رقم 1785)، البخاري (6/ 281 رقم 3181)، وانظر (3182، 4189، 4844، 7308).

(4)

قوله: "البخاري" ليس في (أ).

(5)

في (أ): "استهلن".

(6)

في (أ): "عن".

(7)

في (أ): "ولم".

(8)

في (ك): "من".

(9)

الخُصم بضم الخاء، وخُصم كل شيء طرفه.

(10)

انظر الحديث الَّذي قبله.

(11)

في (ك): "في".

(12)

في (أ): "ما يسد".

(13)

يعني أن رواية "ما فتحنا" غلط. قال النووي: وأما قوله: "ما فتحنا منه خصمًا" فكذا هو في "مسلم". قال القاضي: وهو غلط أو تغيير. أ. هـ. ثم ذكر تصويب رواية البخاري.

ص: 66

يُصَدِّقُ (1) كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ، قَالا: خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيبِيَةِ حَتَّى إِذَا كَانُوا ببَعْضِ الطَّرِيقِ قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ في خَيلٍ لِقُرَيشٍ طَلِيعَة (2)، فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ). فَوَاللهِ مَا شَعَرَ بهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ بِقَتَرَةِ الْجَيشِ (3)، فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيشٍ، وَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بهِ رَاحِلَتُهُ، فَقَال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا: خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، فَقَال النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقِ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ). قَال: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَسْأَلُونِي خُطَةً (4) يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلا أَعطيتُهُمْ إِيَّاهَا). ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ، قَال: فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ (5) بِأَقْصَى الْحُدَيبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ (6) الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا، فَلَمْ يُلبَّثْ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ وَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشُ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ، فَوَاللهِ مَا زَال يَجِيشُ لَهُمْ (7) بِالرِّيِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ، فَبَينَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بُدَيلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ في نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانُوا عَيبَةَ (8) نُصْحِ (9) رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ (10)، فَقَال: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيبِيَةِ، مَعَهُمُ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ (11) وَهُمْ

(1) في (ك): "ويصدق".

(2)

الطليعة: مقدمة الجيش.

(3)

"بقترة الجيش" في القترة: الغبار الأسود.

(4)

"خطة": أي: خصلة.

(5)

في حاشية (أ): "بلغ مقابلة".

(6)

"ثمد قليل" أي: على حفير فيها ماء مثمود، أي: قليل.

(7)

"يجيش لهم" أي: يفور.

(8)

في (ك): "غيبة".

(9)

"عيبة نصح" العيبة: ما توضع فيه الثياب لحفظها أي: أنهم موضع النصح له والأمانة على سره.

(10)

"أهل تهامة" مكة وما حولها.

(11)

"العوذ المطافيل" العوذ جمع عائذ: وهي الناقة ذات اللبن، والمطافيل: الأمهات اللاتي معها أطفالها.

ص: 67

مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيتِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، إِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَينِي وَبَينَ النَّاسِ، فَإِنْ [أَظْهَرْ إِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ، (1) فَعَلُوا، وَإِلا (2) فَقَدْ جَمُّوا وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي (3) وَلَينْفِذَنَّ اللهُ أَمْرَهُ). فَقَال بُدَيلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيشًا فَقَال: إِنا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ عِنْدَ (4) هَذَا الرَّجُلِ وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلًا، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيكُمْ فَعَلْنَا، فَقَال سُفَهَاؤُهُمْ: لا حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ بِشَيءٍ، وَقَال ذَوُو الرَّأيِ مِنْهُمْ: هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ، يَقُولُ قَال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ (5) عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَال: أَي قَوْمِ (6) أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَال: أَوَلَسْتُ بالْوَلَدِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَال: فَهَلْ تَتهِمُونِي (7)؟ قَالُوا: لا. قَال: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظَ، فَلَمَّا بَلَّحُوا عَلَيَّ (8) جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي وَوَلَدِي وَمَنْ أَطَاعَنِي؟ قَالُوا: بَلَى. قَال: فَإِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ لَكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا مِنْهُ وَدَعُونِي آتِيهِ، قَالُوا: ائْتِهِ، فَأَتَاهُ فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيلٍ (9)، فَقَال عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ: أَي مُحَمَّدُ أَرَأَيتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ اجْتَاحَ (10) أَصْلَهُ

(1) ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(2)

في (أ): "أو إلا".

(3)

"تنفرد سالفتي" السألفة: صفحة العنق، وكنى بذلك لأن القتيل تنفرد مقدمة عنقه.

(4)

قوله: "عند" ليس في (أ).

(5)

في (ك): "فقال".

(6)

في (ك): "القوم".

(7)

في (ك): "تتهمون".

(8)

"بلّحوا عليَّ" أي: امتنعوا، والبلح: التمنع من الإجابة.

(9)

في (ك): "بذيل".

(10)

"اجتاح أصله" أي: أهلك أصله بالكلية.

ص: 68

قَبْلَكَ، وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى فَإِنِّي وَاللهِ لأَرَى وُجُوهًا (1) وَإِنِّي لأَرَى أَشْوَابًا مِنَ النَّاسِ (2) خَلِيقًا (3)(4) أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ، فَقَال لَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: امْصُصْ بِظْرَ (5)(6) اللاتِ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ؟ فَقَال: مَنْ ذَا؟ قَالُوا (7): أَبُو بَكْرٍ. قَال: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لأَجَبْتُكَ، قَال: وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ كَلِمَةً (8) أَخَذَ بِلِحْيَتهِ، وَالْمُغِيرَةُ قَائِمٌ عَلَى رَأسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ السَّيفُ وَعَلَيهِ الْمِغْفَرُ (9)(10)، وَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ (11) السَّيفِ (12)، وَقَال: أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقَال: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. فَقَال: أَي غُدَرُ (13)، أَلَسْتُ أَسْعَى في غَدْرَتِكَ؟ وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا في الْجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالهُمْ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(أَمَّا الإِسْلامَ فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا الْمَال فَلَسْتُ مِنْهُمْ في شَيءٍ). ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ (14) بِعَينَيهِ (15) أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: فَوَاللهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً إِلا وَقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا (16) تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ،

(1) في (أ): "لا أرى وجهًا".

(2)

"أشوابًا من الناس" الأشواب: أخلاطًا من أنواع شتى.

(3)

في (ك): "خلقا".

(4)

"خليقًا" أي: حقيقًا.

(5)

في (أ): "بظهر".

(6)

البظر: قطعة تبقى بعد الختان في فرج المرأة.

(7)

في (ك): "قال".

(8)

قوله: "كلمة" ليس في (ك).

(9)

في (أ): "المغفرى".

(10)

"المغفر" هو ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه.

(11)

في (أ): "بيده بفعل".

(12)

"بنعل السيف" هو ما يكون أسفل القراب من فضة وغيره.

(13)

"أي غدر": معدول عن غادر مبالغة في وصفه بالغدر.

(14)

"يرمق" أي: يلحظ.

(15)

في (أ): "بعينه".

(16)

في (أ): "فإذا".

ص: 69

وَإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا (1) يُحِدُّونَ إِلَيهِ النَّظَرَ (2) تَعْظِيمًا لَهُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَال: أَي قَوْمِ وَاللهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيّ، وَاللهِ إِنْ رَأَيتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا، وَاللهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلا وَقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا (3) خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيهِ النظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا، فَقَال رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ (4): دَعُونِي آتِيهِ، فَقَالُوا ائْتِهِ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(هَذَا فُلانٌ وَهُوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ فَابْعَثُوهَا لَهُ)(5). فَبُعِثَتْ لَهُ وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَال: سُبْحَانَ اللهِ مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلاءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيتِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَال: رَأَيتُ الْبُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ، فَمَا أَرَى أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيتِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ (6) يُقَالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ فَقَال: دَعُونِي آتِيهِ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيهِمْ، قَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(هَذَا مِكْرَزٌ وَهُوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ). فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَينَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ جَاءَ سُهَيلُ بْنُ عَمْرٍو، قَال مَعْمَرٌ (7): فَأَخْبَرَنِي أيّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ لَمَّا (8) جَاءَ سُهَيلُ بْنُ عَمْرٍو (9) قال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(قَدْ سَهُلَ (10)

(1) في (أ): "ما".

(2)

"ما يحدون إليه النظر" أي: ما يديمون.

(3)

في (أ): "تكلم".

(4)

في (أ): "كتابه".

(5)

"فابعثوها له" أي: أثيروها دفعة واحدة.

(6)

في (ك): "من القوم".

(7)

في (ك): "يعمر".

(8)

قوله: "لما" ليس في (أ).

(9)

قوله: "بن عمرو" ليس في (أ).

(10)

في (ك): "سهد".

ص: 70

لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ). رَجع الحَدِيث (1): فَجَاءَ سُهَيلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَال: هَاتِ اكْتُبْ بَينَنَا وَبَينَكُمْ كِتَابًا، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْكَاتِبَ فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)(2). فَقَال سُهَيل: أَمَّا الرَّحْمَنُ، فَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَلَكِنِ اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ، فَقَال الْمُسْلِمُونَ: وَاللهِ لا نَكْتُبُهَا إِلا بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ). ثُمَّ قَال: (هَذَا مَا قَاضَى (3) عَلَيهِ مُحَمَّد رَسُولُ اللهِ). فَقَال سُهَيل: وَاللهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيتِ، وَلا قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(وَاللهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ، وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ). قَال الزُّهْرِيُ: وَذَلِكَ. لِقَوْلِهِ عَلَيهِ الصَّلاهُ والسَّلامُ: (لا يَسْأَلُونِي خُطةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلا أَعْطيتُهُمْ إِيَّاهَا)، وَرَجَعَ إِلَى الحَدِيث، فَقَال لَهُ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَينَنَا وَبَينَ الْبَيتِ فَنَطُوفَ بِهِ). فَقَال سُهَيلٌ: وَاللهِ لا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً (4)، وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَكَتَبَ، فَقَال سُهَيلٌ: وَعَلَى أَنَّهُ لا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ عَلَى في دِينِكَ إِلا رَدَدْتَهُ إِلَينَا، قَال الْمُسْلِمُونَ: سُبْحَانَ اللهِ كَيفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا، فَبَينَمَا هُم كَذَلِكَ (5) إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ في قُيُودِهِ (6) قَدْ خرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَينَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَال سُهَيلٌ: هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيهِ أَنْ

(1) في (أ): "رجع إلى الحديث".

(2)

في (ك): "أكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".

(3)

"قاضى" أي: الفصل والحكم.

(4)

"ضغطة" أي: قهرًا".

(5)

في (أ): "كذاك".

(6)

"يرسف في قيوده" الرسف والرسيف: مشيُ المقيد إذا جاء يتحامل برجله مع القيد.

ص: 71

تَرُدَّهُ إِلَيَّ (1)، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ). قَال: فَوَاللهِ إِذًا لا (2) أُصَالِحْكَ عَلَى شَيءٍ أَبَدًا. قَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (فَأَجِزْهُ لِي). قَال: مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ (3). قَال: (بَلَى فَافْعَلْ). قَال: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَال مِكْرَزٌ: بَلَى قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. قَال أَبُو جَنْدَلٍ: أَي مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أُرَدُّ (4) إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا، أَلا تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ، وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا في اللهِ، قَال (5) عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ: فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَلَسْتَ نَبِيَّ اللهِ حَقًّا؟ قَال: (بَلَى). قَال: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَال: (بَلَى). قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي (6) الدَّنِيَّةَ في دِينِنَا إِذًا قَال: (إِنِّي رَسُولُ اللهِ). وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي، قُلْتُ: أَوَلَيسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ قَال: (بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ (7) أَنَّا نَأتِيهِ الْعَامَ). قُلْتُ: لا. قَال: (فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ). قَال: فَأَتَيتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَيسَ هَذَا نَبِيَّ اللهِ حَقًّا؟ قَال: بَلَى. قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَال: بَلَى. قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطيِ (6) الدَّنِيَّةَ في دِينِنَا إِذًا (8) قَال: أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَيسَ (9) يَعْصِي رَبَّهُ وَهُوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ (10) فَوَاللهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقّ. قُلْتُ: أَوَلَيسَ كَانَ يُحَدّثُنَا أَنهُ سَنَأتِي (11) الْبَيتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ قَال: بَلَى، قَال:

(1) في حاشية (أ): "على" وفوقها "خ".

(2)

في (أ): "ألا".

(3)

في (أ): "ذلك".

(4)

في (أ): "أأرد".

(5)

في (أ): "ألسنا على الحق قال عمر بن الخطاب" وهو تكرار.

(6)

في (ك): "نعط".

(7)

في (ك): "قال فأخبرتك".

(8)

في (أ): "إذا".

(9)

في (ك): "ولن".

(10)

"فاستمسك بغرزه" الغرز للإبل بمنزلة الركاب للفرس، والمراد به التمسك بأمره وترك المخالفة له، كالذي يمسك بركاب الفارس فلا يفارقه.

(11)

في (أ): "سيأتي".

ص: 72

أَفَأَخْبَرَكَ (1) أَنَّكَ تَأْتِيهِ (2) الْعَامَ. قُلْتُ: لا. قَال: فَإِنَّكَ (3) آتِيهِ وَمُطوِّفٌ بِهِ. قَال الزُّهْرِيُّ: قَال عُمَرُ: فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا، رَجَعَ إِلَى الحَدِيثِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ:(قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا). قَال: فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَال ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ فَقَالتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا (4)، ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} (5) حَتَّى بَلَغَ {بِعِصَمِ (6) الْكَوَافِرِ} (7) فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَينِ كَانَتَا لَهُ فِي الشِّرْكِ، فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاويَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيشٍ وَهُوَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَينِ فَقَالُوا: الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَينِ، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيفَةِ، فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ، فَقَال أَبُو بَصِيرٍ (8) لأَحَدِ الرَّجُلَينِ، وَاللهِ إِنِّي لأَرَى سَيفَكَ هَذَا يَا فُلانُ جَيِّدًا (9) فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ، فَقَال أَجَلْ وَاللهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ، ثُمَّ

(1) في (ك): "فأخبرك".

(2)

في (أ): "أنه يأتيه".

(3)

في (ك): "إنك"

(4)

في (أ): "عَمَا".

(5)

قوله: "فامتحنوهن" ليس في (ك).

(6)

في (أ): بعضهم.

(7)

سورة الممتحنة، آية (10).

(8)

في (ك): "أبو نضير".

(9)

في (أ): "حبذا".

ص: 73

جَرَّبْتُ، فَقَال أَبُو بَصِيرٍ (1): أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيهِ، فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ (2)، وَفَرَّ الآخَرُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ:(لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا)(3). فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: قُتِلَ وَاللهِ صَاحِبِي وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ، فَجَاءَ أبُو بَصِيرٍ فَقَال: يَا نَبِيَّ اللهِ قَدْ وَاللهِ أَوْفَى اللهُ ذِمَّتَكَ قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيهِمْ، ثُمَّ إِنَّهُ أَنْجَانِي اللهُ مِنْهُمْ، فَقَال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:(وَيلُ أُمِّهِ (4) مِسْعَرَ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ). فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ (5)، قَال: وَيَنْفَلِتُ (6) مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلِ فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، فَجَعَلَ لا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمِ إِلا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ، فَوَاللهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خرَجَتْ لِقُرَيشٍ إِلَى الشَّامِ إِلا اعْتَرَضُوا لَهَا (7)(8) فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالهُمْ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيشٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُنَاشِدُهُ (9) بِاللهِ وَالرَّحِمِ لَمَّا أَرْسَلَ: فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ أمِنٌ، فَأَرْسَلَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيهِمْ فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} حَتَّى بَلَغَ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} (10)، وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (11)} وَحَالُوا بَينَهُمْ وَبَينَ الْبَيتِ. وَقَال (12) عُقَيلٌ: قَال الزُّهْرِيُّ: قَال عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) في (ك): "أبو نصير".

(2)

"فضربه حتى برد" أي: خمدت حواسه وهي كناية عن الموت.

(3)

"ذعرًا" أي: خوفًا.

(4)

في (أ): "أم".

(5)

"سيف البحر" أي: ساحله.

(6)

في (أ): "وينقلب".

(7)

في (ك): "لهم".

(8)

"اعترضوا لها" أي: وقفوا في طريقها بالعرض.

(9)

في (ك): "يناشدونه".

(10)

سورة الفتح، الآيات (24 - 26).

(11)

في (أ): "لم يقروا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".

(12)

في (أ): "قال".

ص: 74

كَانَ يَمْتَحِنُهُنَّ، وَبَلَغْنَا أَنهُ (1) لَمَّا أَنْزَلَ الله عز وجل أَنْ يَرُدُّوا إِلَى الْمُشْرِكِينَ مَا أَنْفَقُوا عَلَى مَنْ هَاجَرَ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ، وَحَكَمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ لا يُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ (2): أَنَّ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَينِ قَرِيبَةَ (3) بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، وَابْنَةَ جَرْوَلٍ (4) الْخُزَاعِيِّ، فَتَزَوَّجَ قَرِيبَةَ (3) مُعَاويَةُ، وَتَزَوَّجَ الأُخْرَى أَبُو جَهْمٍ، فَلَمَّا أَبَى الْكُفَّارُ أَنْ يُقِرُّوا بِأَدَاءِ مَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَنْزَلَ (5) الله تَعَالى:{وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} (6) وَالْعَقْبُ: مَا يُؤَدِّي الْمُسْلِمُونَ إِلَى مَنْ هَاجَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنَ الْكُفَّارِ، فَأَمَرَ أَنْ يُعْطَى مَنْ ذَهَبَ لَهُ زَوْجٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا أَنْفَقَ مِنْ صَدَاقِ الْكُفَّارِ اللائِي هَاجَرَتْ، وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا (7) مِنَ الْمُهَاجرَاتِ ارْتَدَّتْ بَعْدَ إِيمَانِهَا، وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا بَصِيرِ (8) بْنَ أَسِيدٍ الثَّقَفِيَّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُؤْمِنًا مُهَاجِرًا فِي الْمُدَّةِ، فَكَتَبَ الأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ أَبَا بَصِيرٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيث (9). خرَّج البخاري هذا الحديث والذي قبله في كتاب "الشروط" وذكر في أول الكتاب طرفًا منه، وقال فيه: وَلَمْ يَأْتِ (10) أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إِلا رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَجَاءَتِ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ وَهِيَ عَاتِقٌ، فَجَاءَ أهلُهَا يَسْأَلُونَ

(1) قوله: "أنه" ليس في (أ).

(2)

"بعصم الكوافر" عصم جمع عصمة، والكوافر: النساء الكفرة وأراد عقد نكاحهن.

(3)

في (ك): "قرينة".

(4)

في (أ): "جروا".

(5)

في (أ): "فأنزل".

(6)

سورة الممتحنة، آية (11).

(7)

في (ك): "وما يُعلم أحد".

(8)

في (ك): "نصير".

(9)

البخاري (5/ 329 - 333 رقم 2731)، وانظر (1694، 1811، 2712، 4158، 4178، 4181).

(10)

في (أ): "لم يأته".

ص: 75

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْجِعَهَا إِلَيهِمْ فَلَمْ يَرْجِعْهَا إِلَيهِمْ لِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِنَّ: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} إِلَى: {وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} (1). وذَكَر فِي كتَاب "المغازي" عَنْ الْمِسْوَر ومَرْوَانَ أَيضًا قَالا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيفَةِ قَلَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْهَدْيَ وَأَشْعَرَ وَأَحْرَمَ بِالعُمْرَةِ مِنْهَا. وذكره في "الحج" أيضًا.

3085 -

(10) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: لَمَّا (2) نَزَلَتْ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} إِلَى قَوْلِهِ {فَوْزًا عَظِيمًا} (3) مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيبِيَةِ وَهُمْ مُخَالِطُهُمُ الْحُزْنُ وَالْكَآبةُ وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْيَ بِالْحُدَيبِيَةِ، فَقَال:(لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا)(4). 3086 (11) البخاري. عَنْ أَسْلَمَ مَولَى عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ شَيءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ سَأَلَهُ (5) فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ (5) فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ثَكِلَتْ أُمُّ عُمَرَ، نَزَرْتَ (6) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ لا يُجِيبُكَ، فَقَال عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ الْنَّاسَ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ بِي، فَقُلْتُ: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

(1) سورة الممتحنة، آية (10).

(2)

قوله: "لما" ليس في (أ).

(3)

سورة الفتح، الآيات (1 - 5).

(4)

مسلم (3/ 1413 رقم 1786)، البخاري (7/ 450 - 451 رقم 4172)، وانظر (4834).

(5)

في (أ): "يسأله".

(6)

"نزرت" أي: ألححت.

ص: 76