الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تُزَفْزِفِينَ) (1). قَالتِ: الْحُمَّى لا بَارَكَ الله فِيهَا، فَقَال:(لا تَسُبّي الْحُمَّى فَإِنهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ)(2). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
4522 -
(14) مسلم. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَال: قَال لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنةِ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَال: هَذِهِ الْمَرأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ الله لِي، قَال:(إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ الله أَنْ يُعَافِيَكِ). قَالتْ: أَصْبِرُ. قَالتْ: فَإنِّي أَتَكَشَّف، فَادْعُ الله أَنْ لا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا (3). اسم هذه المرأة "أُمُّ زُفَر". ذكره البخاري (4).
بَابٌ
4523 -
(1) مسلم. عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى (5) عَنِ الله عز وجل أَنه قَال:(يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَينَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالمُوا (6)، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالّ إِلا مَنْ هَدَيتُهُ فَاسْتَهْدُونِي (7) أَهْدِكُم، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكمْ
(1)"تزفرين" أي: تتحركين حركة شديدة، أي: ترعدين.
(2)
مسلم (4/ 1993 رقم 257).
(3)
مسلم (4/ 1994 رقم 2576)، البخاري (10/ 114 رقم 5652).
(4)
في حاشية (أ): "بلغ".
(5)
في (ك): "يروي".
(6)
"فلا تظالموا" المراد: لا يظلم بعضكم بعضًا.
(7)
في (أ): "فاستشهدوني".
عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطئونَ بِاللَّيلِ وَالنَهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ في مُلْكِي شَيئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ (1) إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي إِنما هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيرًا فَلْيَحْمَدِ الله عز وجل، وَمَنْ وَجَدَ غَيرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ) (2). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
4524 -
(2) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله؛ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (اتقُوا الظلمَ فَإِنَّ الظلمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتقُوا الشُّحَّ (3) فَإِن الشُّخَ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلوا مَحَارِمَهُمْ) (4). لم يخرج البخاري هذا الحديث، إلا ما يأتي منه في حديث ابن عمر.
4525 -
(3) مسلم. عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الظلْمَ ظُلُمَاتٌ لَوْمَ الْقِيَامَةِ)(5).
(1)"المخيط": الإبرة.
(2)
مسلم (4/ 1994 - 1995 رقم 2577).
(3)
"الشح": أشد البخل وأبلغ في المنع من البخل، وقيل: هو البخل مع الحرص.
(4)
مسلم (4/ 1996 رقم 2578).
(5)
مسلم (4/ 1996 رقم 2579)، البخاري (5/ 100 رقم 2447).
4526 -
(4) وَعنْهُ، أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:(الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ الله في حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ الله عَنْهُ بِهَا (1) كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ (2)، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (3). زاد البخاري في (4) بعض الطرق:"وَلا يَخْذُلُهُ". وقد خرَّج مسلم هذه الزيادة من حديث أبي هريرة.
4527 -
(5) مسلم. عَنْ أَبيِ هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ ). فَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ. قَال: (إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ (5) يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَال هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فيعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطرُحَتْ عَلَيهِ، ثُمَّ طُرِحَ في النارِ" (6). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
4528 -
(6) وخرَّج عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيءٍ فَلْيَتَحَللْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَل صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ (7) لَهُ حَسَنَاتٌ أخِذَ مِنْ سَيّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيهِ) (8).
(1) في (أ): "بها عنه".
(2)
في (أ): "الآخرة"، وفي الحاشية:"يوم القيامة" وعليه "خ".
(3)
مسلم (4/ 1996 رقم 2580)، البخاري (5/ 97 رقم 2442)، وانظر (6951).
(4)
في (أ): "وفي".
(5)
قوله: "من" ليس في (ك).
(6)
مسلم (4/ 1997 رقم 2581).
(7)
في (أ): "وإن كان".
(8)
البخاري (5/ 101 رقم 2449)، وانظر (6534).
4529 -
(7) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: (لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ (1) مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ) (2). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
4530 -
(8) مسلم. عَنْ أَبي مُوسَى قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله عز وجل ليمْلِي (3) لِلظالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ثُمَّ قَرَأَ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} ) (4)(5).
4531 -
(9) وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد اللهِ قَال: اقْتَتَلَ غُلامَانِ غُلامٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَغُلامٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَنَادَى الْمُهَاجِرُ أَو الْمُهَاجِرُونَ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، وَنَادَى الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال:(مَا هَذَا دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ ). قَالُوا: لا يَا رَسُولَ الله إِلا أَنَّ غُلامَينِ اقْتَتَلا فَكَسَعَ (6) أَحَدُهُمَا الآخَرَ. فَقَال: (فَلا بَأسَ وَلْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، إِنْ كَانَ ظَالِمًا فَلْيَنْهَهُ فَإِنهُ لَهُ نَصْرٌ (7)، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ) (8). لم يخرج البخاري نصر المظلوم من حديث جابر.
4532 -
(10) خرَّجه مِنْ حَدِيثِ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا)، فَقَال رَجُل: يَا رَسُولَ الله أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ
(1)"الجلحاء": الجماء التي لا قرن لها.
(2)
مسلم (4/ 1997 رقم 2582).
(3)
"ليملي": يمهل ويؤخر ويطيل له في المدة.
(4)
سورة هود، آية (102).
(5)
مسلم (4/ 1997 - 1998 رقم 2583)، البخاري (8/ 354 رقم 4686).
(6)
"فكسع" أي: ضرب دبره وعجيزته بيد أو رجل أو سيف.
(7)
في (أ): "نصره".
(8)
مسلم (4/ 1998 رقم 2584)، البخاري (6/ 546 رقم 3518)، وانظر (4905، 4907).
مَظْلُومًا، أَفَرَأَيتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيفَ أَنْصُرُهُ؟ قَال:(تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظلْمِ فَإنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ)(1). خرَّجه في كتاب "الإكراه". وقال في لفظ آخر: فَكَيف" (2) تَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَال: (تَأخذُ (3) فَوْقَ يَدَيهِ).
4533 -
(11) مسلم. عَنْ جَابِرٍ أَيضًا قَال: كُنا مَعَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم في غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَال الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأنْصَارِ، وَقَال الْمُهَاجِرُ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟ ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَال:(دَعُوهَا فَإِنهَا مُنْتِنَةٌ)(4). فَسَمِعَهَا عَبْدُ الله بْنُ أُبَي فَقَال: قَدْ فَعَلُوهَا، وَاللهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ليخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، قَال عُمَرُ: دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَال:(دَعْهُ لا يَتَحَدَّث النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُل أَصْحَابَهُ)(5). وفي بعض طرق البخاري: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ. وقال بعد قوله: لَيُخْرِجَن الأَعَزُّ مِنْهَ الأَذَلَّ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وزاد وَكَانَتِ الأَنْصَارُ أَكْثَرَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، ثُمَّ إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَثُرُوا بَعْدُ. وفي بعض الطرق عنه: وَقَال الْمُهَاجِرِيُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَسَمِعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال (6): (مَا هَذَا؟ ! )(7).
(1) البخاري (5/ 98 رقم 2443)، وانظر (2444، 6952).
(2)
في (ك): "كيف".
(3)
في (أ): "يأخذ".
(4)
"منتنة" أي: قبيحة كريهة مؤذية.
(5)
انظر الحديث رقم (9) في هذا الباب.
(6)
في (ك): "قال".
(7)
كذا في حاشية (ك)، وفي (أ):"فسمعها الله ورسوله".