المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مقتل عمر بن الخطاب، وبيعة عثمان، وفضائله - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٣

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَاب الجِهادِ

- ‌إِبَاحَةُ القِتَالِ قَبلَ الدَّعوةِ، وفِي الدَّعْوَةِ قَبْلَهُ، ومَا يُوصى بِهِ للغُزَاةِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الغَادِرِ

- ‌بَابُ الحَرْبُ خدعَةٌ

- ‌النَّهي عَنْ تَمَنِّي لِقَاء العَدو

- ‌مَنْ أَرَادَ غَزوَةً فَوَرَّى بِغَيرِهَا ووَقْتُ الغَارَةِ ومَنْ أَحَبَّ الخُرُوج يَومَ الخمِيسِ

- ‌تَحْرِيقُ النَّخْلِ وقَطْعِهَا

- ‌تَحْلِيلُ الغَنَائِمِ

- ‌فِي النَّفْلِ والقسْمَةِ وَمَا جَاءَ فِي سَلَبِ القَتِيلِ

- ‌بَابُ فَكَاكِ الأَسيرِ

- ‌بَابٌ فِي أَرْضِ الصُّلحِ والعَنْوَةِ ومَا لم يُوجَفْ عَلَيهِ بِقِتَال

- ‌قسْمُ الغَنِيمةِ

- ‌بَابُ إِذَا غَنِمَ المشْركُون مَال الْمُسْلِم ثمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

- ‌باب

- ‌الْمَنُّ عَلَى الأسِيرِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلٍ

- ‌بابٌ

- ‌ذِكْرُ يَوْمَ الحُدَيبِيَةِ

- ‌الوَفَاءُ بالعَهْدِ

- ‌ذكْرُ مَا أوذِيَ بِه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌قِصَّةُ كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ

- ‌غَزْوَةُ خَيبَرٍ والخَنْدَقِ وذِي قَرَدٍ

- ‌بَعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

- ‌قَتْلُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ وخُبَيبِ بْنِ عَدِي رضي الله عنهما

- ‌الغَزْو بِالنِّسَاءِ

- ‌عَدَد غَزَواتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يُسْتعَان بالمشْرِكينَ في قِتَال العَدُوِّ

- ‌بَابٌ

- ‌في الْجِزْيَةِ

- ‌ باب

- ‌فَضْلُ قُرَيشٍ

- ‌الاسْتِخْلافُ وتَرْكِهِ

- ‌فِيمَنْ سَأَلَ الإِمَارَةَ

- ‌بَابُ مَنْ تَأَمَّرَ في الحَرْبِ مِنْ غَيرِ إِمْرةٍ إِذَا خَافَ العَدُوّ

- ‌في الإمَامِ العَادِلِ

- ‌بَابُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ، ومَا جَاءَ في الأَمِيرِ الغَاشِّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌في الْغَلُولِ وَفِي الأمِيرِ يَقْبَلُ الْهَدِيَةَ

- ‌الطَّاعَةُ للأَمِيرِ

- ‌بَيعَةُ الرِضْوَانِ

- ‌بَابُ لا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْحِ

- ‌بَيعَةُ النِّسَاءِ

- ‌بَيعَةُ الصَّغِيرِ

- ‌البَيعَةُ عَلَى السَّمْع والطَّاعَةِ

- ‌الحَدُّ بَينَ الْكَبِيرِ والصَّغِيرِ

- ‌النَّهِي أَن يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌المُسَابَقَةُ بَيْنَ الخَيلِ

- ‌بَابُ فَضِيلَةِ الخيلِ

- ‌فَضْلُ الجِهَادِ

- ‌بَابٌ

- ‌فَضْلُ الغَزْوِّ فِي البَحْرِ

- ‌فِي فَضْل الرِبَاطِ وعَدَد الشُّهدَاءِ وفِي فَضِيلةِ الرَّمِي

- ‌بَابٌ

- ‌بابٌ فِي التعْقِيبِ

- ‌فِي سَيْرِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ

- ‌قوله عليه السلام: " (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أمتِي ظَاهِرِينَ

- ‌بَابٌ

- ‌النَّهْي أَن يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيلًا

- ‌بَابُ تَلَقّي الغَازِي

- ‌كِتَابُ الصَّيدِ والذبَائِح

- ‌فِي العَقِيقَةِ

- ‌كتَابُ الأَشْرِبَةِ والأَطْعِمَةِ

- ‌بَابٌ فِي اللِّبَاسِ والزِّينَةِ

- ‌بَابُ الانْتِعَالِ

- ‌بَابُ الصُّوَرِ

- ‌بَابُ الجَرَسِ

- ‌النَّهْي عَنْ القَزَع وَعَنْ وَصلِ الشَّعرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ لَعنِ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ

- ‌ باب

- ‌في الأسْمَاءِ والكُنَى

- ‌بَابٌ فِي الاستئْذَانِ والسَّلامِ

- ‌بَابٌ

- ‌فِي التَّنَاجِي

- ‌بَابٌ فِي الرُّقي والطِّبِ

- ‌بَابٌ فِي الطاعُونِ

- ‌بَابٌ فِي العَدْوَى والطِّيَرَةِ والفَأْلِ والشُّؤْمِ

- ‌بَابٌ فِي الكُهَّانِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ النَّمْلِ

- ‌بَابٌ فِي الرِّفْقِ بالبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ سَبِ الدَّهْرِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ أَن يَقُولَ عَبْدِي أَو أَمَتِي

- ‌بَابُ النَّهْي أَن يَقُولَ خَبُثَتْ نَفْسِي

- ‌بَابٌ فِي الطِّيبِ

- ‌بَابُ فِي الشِّعْرِ

- ‌بَابٌ فِي النَّرْدَشِيرِ

- ‌بَابٌ فِي الرُّؤْيَا

- ‌كِتَابُ المَنَاقِبِ

- ‌ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ عِيسى بْنِ مَرْيَم عليه الصلاة والسلام

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وَلُوطَ وَيُونُسَ وَيُوسُفَ وَزَكَرِيَا ودَاوُدَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلام

- ‌قِصَّةُ مُوسَى والخَضِرِ صَلَّى الله عَلَيهمَا وَسَلَّمَ

- ‌قِصةُ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهما

- ‌مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَبَيعَةُ عُثْمانَ، وفَضَائِلُهُ

- ‌ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ، وَالزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، وَأَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاع، وَسَعِيد بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه أجمعين

- ‌ذِكْرُ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ زَيدِ بْنِ حَارِثَةَ، وابْنِهِ أُسَامَةَ، وعَبْد اللهِ بن الزُّبَيرِ، وعَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ جَعْفَر بْنِ أَبِي طَالِبٍ وخَالِد بْنِ الوَلِيدِ

- ‌ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيلِدٍ وعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما

- ‌ذَكْرُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ وزَينَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمَّيِّ الْمُؤمِنِين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أُمِّ أَيمَن وأُمِّ سُلَيم رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أَبِي طَلْحةَ وبِلال وعَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أبِي بن كَعبٍ، وَسَعدِ بْنِ مُعَاذٍ، وأَبِي زَيدٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاك بْنِ خَرَشَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ جُلَيبِيبِ وعَمرِو بْنِ تَغْلِب

- ‌ذِكْرُ عمَّار بنِ يَاسرٍ وحُذَيفَةَ بْنِ اليَمَانِ وحَارِثَةَ بْنِ سرُاقَةَ

- ‌ذِكْرُ أَبِي ذَرِّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادة

- ‌ذِكْر جَرِير بْنِ عَبْد اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَباس وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ خُزَيمَةَ بْنِ ثَابِت ومُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سفْيَان

- ‌ذِكْرُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمرٍو وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ حَسَّان بْنِ ثَابِت وأَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

- ‌ذكْرُ سَلْمَان وَصُهَيبٍ وبِلالٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أسَيدِ بْنِ حُضَيرٍ وعَبَّادِ بْنِ بِشْر وقَيسِ بْنِ سَعْدٍ

- ‌ذِكْرُ الأنْصَار

- ‌ذِكْرُ أَسْلَمِ وغِفَار وغَيرهما

- ‌ذِكْرُ نِسَاءِ قُرَيشٍ

- ‌فِي الْمُؤاخَاةِ والحِلْف

- ‌ذِكْرُ أوَيسِ بْنِ عَامِرٍ القَرَنِيِّ

- ‌بَابُ بِرِّ الوَلِدَينِ

- ‌بَابٌ فِي البِرِ والإِثْمِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ والنَّهْي عَنِ التَّقَاطع

- ‌بَابُ مَا يَكُون مِنِ الظنِّ

- ‌بَابٌ في الْمُتَحابِّينَ في اللهِ عز وجل

- ‌بَابٌ في عِيادَةِ المَرِيضِ وثَوَابِ المَصَائِبِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الترَاحُم والتعَاون والعَفْو والتواضُعِ

- ‌بَابٌ

- ‌في سَتْرِ الْمُسْلِمِ والْمُدَارَاةِ والرِّفقِ

- ‌بَابٌ في اللَّعنِ

- ‌بَابٌ في ذِي الوَجْهَينِ

- ‌بَابُ مَا جَاء في الكَذِبِ في الإِصْلاحِ بَينَ النَّاسِ في الحَرْبِ

- ‌بَابٌ في الصِّدْقِ والكَذِبِ والنَّمِيمَةِ

- ‌بَابٌ في الغَضَبِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ ضَرْبِ وَجْهِ المُسْلِمِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ يُعَذب النَّاسَ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ مَرَّ بِسِهَامٍ في يَدِهِ

- ‌النهْي أَن يُشِيرَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَخِيه بِالسِّلاحِ

- ‌في إِمَاطَةِ الأذَى عَنِ الطَرِيقِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌفي الكِبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌‌‌بَابٌفي حُسْنِ الجِوارِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الإحْسَانِ إِلَى البَنَاتِ وفِيمَن مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌بَابٌ

الفصل: ‌مقتل عمر بن الخطاب، وبيعة عثمان، وفضائله

‌مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَبَيعَةُ عُثْمانَ، وفَضَائِلُهُ

4224 -

(1) البخاري. عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمُونٍ قَال: رَأَيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِالْمَدِينَةِ بِأَيَّامٍ، وَقَفَ عَلَى حُذَيفَةَ ابْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيفٍ فَقَال: كَيفَ فَعَلْتُمَا؟ أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ؟ (1) قَالا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطيقَةٌ مَا فِيهَا كَبِيرُ (2) فَضْلٍ، قَال: انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ؟ قَالا: لا. فَقَال عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللهُ لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا، قَال: فَمَا أَتَتْ عَلَيهِ إِلا أَرْبَعَةً حَتَّى أُصِيبَ، قَال: إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَينِي وَبَينَهُ إِلا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ (3) إِذَا مَرَّ بَينَ الصَّفينِ قَال: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ (4) يُوسُفَ أَو النَّحْلَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلا أَنْ كَبَّرَ (5) فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَينِ لا يَمُرُّ (6) عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَشِمَالًا إِلا طَعَنَهُ، حَتَّى طَعَنَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَة، فَلَما رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ (7) مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيهِ بُرْنُسًا (8)، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ مَأخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ يَرَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنهُمْ لا يَدْرُونَ غَيرَ أَنهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ، وَهُمْ يَقُولُونَ سُبْحَانَ اللهِ سُبْحَانَ اللهِ، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ (9)

(1)"حملتما الأرض ما لا تطيق" الأرض هي أرض السواد، وكان عمر بعثهما يضربان عليها الخراج وعلى أهلها الجزية.

(2)

في (أ): "كثير".

(3)

في (ك): "فكان".

(4)

في (ك): "بسورة".

(5)

في (أ): "إلا كبر".

(6)

في (أ): "تمر".

(7)

في (أ): "رجلًا".

(8)

"برنسًا" هو كل ثوب رأسه منه ملتصق به.

(9)

في (أ): "عبد الرحمن بن عوف".

ص: 533

صَلاةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصَرَفُوا، قَال: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي؟ فَجَال سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ (1) فَقَال: غُلامُ المُغِيرَةِ. قَال: الصَّنَعُ (2)؟ قَال: نَعَمْ. قَال: قَاتَلَهُ اللهُ لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ لَدَّعِي الإِسْلامَ، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقًا، فَقَال: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ. أَي إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا، فَقَال: كَذَبْتَ، بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ وَصَفوْا قِبْلَتَكُمْ وَحَجُّوا حَجَّكُمْ، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيتْهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: لا بَأْسَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَخَافُ عَلَيهِ، فَأُتِيَ بنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ فَعَرَفُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ، فَدَخَلْنَا عَلَيهِ وَجَاءَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيهِ، وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌ فَقَال: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللهِ لَكَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدَمٍ فِي الإسْلامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ شَهَادَةٌ. قَال: وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِي، فَلَمَّا أَدْبَرَ إذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ قَال: رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلامَ، قَال: يَا ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنهُ أَبْقَى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّينِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتةً وَثمَانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ (3)، قَال: إِنْ وَفَى لَهُ مَالُ آلِ عُمَرَ [فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ](4)، وَإِلا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ وَإِلّا فَسَلْ فِي قُرَيشٍ، وَلا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيرِهِمْ فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَال، انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ: يَقْرَأُ عَلَيكِ عُمَرُ السَّلامَ وَلا تَقُلْ

(1) في (أ): "جال".

(2)

يقال رجل صنع: إذا كان له صنعة يعملها بيده ويكسب بها.

(3)

في (أ) في هذا الموضع: "فحسبوه".

(4)

ما بين المعكوفين زيادة من "صحيح البخاري".

ص: 534

أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا، وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيهِ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَال: يَقْرَأُ عَلَيكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلامَ وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيهِ، قَالتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلأُوثِرَنَّ بِهِ (1) الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ، قَال: ارْفَعُونِي فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيهِ قَال: مَا لَدَيكَ؟ قَال: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذِنَتْ. قَال: الْحَمْدُ للهِ مَا كَانَ شَيءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي، تمَّ سَلِّمْ فَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي وَإِنْ (2) رَدَّتْنِي رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا فَلَمَّا رَأَينَاهَا قُمْنَا، فَوَلَجَتْ عَلَيهِ (3) فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ فَوَلَجَتْ دَاخِلًا لَهُمْ فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ، فَقَالُوا أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ، قَال: مَا أَجِدُ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاءِ النَّفَرِ أَو (4) الرَّهْطِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَقَال: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَلَيسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ كَهَيئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ، فَإِنْ أَصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ وَإِلا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ، فَإِنِّي (5) لَمْ أَعْزِلْهُ مِنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ (6)، وَقَال: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقهُمْ وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ

(1) قوله: "به" ليس في (أ).

(2)

في (أ): "فإن".

(3)

"فولجت عليه" أي: دخلت عليه.

(4)

في (أ): "و".

(5)

في (ك): "فإنه"، وكتب فوقها "كذ"

(6)

في (أ): "ولا من خيانة".

ص: 535

بِالأَنْصَارِ خَيرًا {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (1) أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَأَنْ يَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيرًا فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلامِ (2) وَجُبَاةُ الْمَالِ (3) وَغَيظُ الْعَدُوِّ (4)، وَأَنْ لا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ (5)، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيرًا فَإِنهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الإِسْلامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ (6) وَأَنْ يُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللهِ (7) وَرَسُولِهِ أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ (8) وَلا يُكَلَّفُوا إِلا طَاقَتَهُمْ -فِي بَعْضِ طُرقِ البُخَارِي: أَوْصِيكُمْ بِذِمَّةِ اللهِ، وَذِمَّةِ نَبِيِّكُمْ، وَرِزْقِ عِيَالِكُمْ-، فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَقَال: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَالتْ: أَدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيهِ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلاءِ الرَّهْطُ، فَقَال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إلَى ثَلاثَةٍ مِنْكُمْ، قَال الزُّبَيرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ، فَقَال (9) طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ، وَفَال سَعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَال عَبْدُالرحْمَنِ: أَيُّكُمْ تَبَرَّأَ (10) مِنْ هَذَا الأَمْرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيهِ وَاللهُ عَلَيهِ وَالإِسْلامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ (11) فِي نَفْسِهِ

(1) سورة الحشر، آية (9).

(2)

"ردء الإسلام" أي: عون الإسلام الذي يدفع عنه.

(3)

في (ك): "الأموال".

(4)

"وغيظ العدو" أي: يغيظون العدش بكثرتهم وقوتهم.

(5)

"إلا فضلهم عن رضاهم" أي: إلا ما فضل عنهم.

(6)

"حواشي أموالهم" أي: التي ليست بالخيار.

(7)

المراد بذمة الله: أهل الذمة.

(8)

"وأن يقاتل من ورائهم" أي: إذا قصدهم عدو لهم.

(9)

في (ك): "وقال".

(10)

في (ك): "يبرأ".

(11)

في (أ) و (ك): "أفضل"، والمثبت من "البخاري".

ص: 536

فَأُسْكِتَ الشَّيخَانِ، فَقَال عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَفَتَجْعَلُونَهُ (1) إِلَيَّ وَاللهُ عَلَيَّ أَنْ لا ألُو عَنْ أَفْضَلِكُمْ؟ قَالا: نَعَمْ. فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا فَقَال: لَكَ قَرَابَة مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْقَدَمُ فِي الإِسْلامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَاللهُ عَلَيكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عَلَيكَ (2) لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَلا بِالآخَرِ، فَقَال لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَال: ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ وَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ، وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ (3). وذكر أهل الذمَّة فِي مَوْضِع آخَرَ فَقَال: فَإِنَّهُ ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ وَرِزْقُ عُمَّالِكُمْ. وفِي آخَر: وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ.

4225 -

(2) وَعَنْ حُمَيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الرَّهْطَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا فَتَشَاوَرُوا، قَال لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ عَنْ هَذَا الأَمْرِ، وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمُ إخْتَرْتُ لَكُمْ مِنْكُمْ، فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا وَلَّوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَمْرَهُمْ فَمَال النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى مَا أَرَى أَحَدًّا مِنَ النَّاسِ يَتْبَعُ أُولَئِكَ الرَّهْطَ وَلا يَطَأُ عَقِبَهُ (4)، وَمَال النَّاسُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُشَاورُونَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي، حَتَّى إِذَا كَانَتِ اللَّيلَةُ الَّتِي أَصْبَحْنَا مِنْهَا فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ. قَال الْمِسْوَرُ: طَرَقَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ هَجْعٍ مِنَ اللَّيلِ (5) فَضَرَبَ الْبَابَ حَتَّى اسْتَيقَظْتُ، فَقَال: أَرَاكَ نَائِمًا، فَوَاللهِ مَا اكْتَحَلْتُ هَذِهِ الثَّلاثَ (6) بِكَثِيرِ نَوْمٍ، انْطَلِقْ فَادْعُ الزُّبَيرَ وَسَعْدًا فَدَعَوْتُهُمَا

(1) في (أ): "أتجعلونه".

(2)

في "صحيح البخاري": "عثمان".

(3)

البخاري (7/ 59 - 62 رقم 3700)، وانظر (1392، 3052، 3162، 4888، 7207).

(4)

"ولا يطأ عقبه" أي: يمشي خلفه، وهي كناية عن الإعراض.

(5)

"هجع من الليل" أي: بعد طائفة من الليل.

(6)

"ما اكتحلت هذه الثلاث" هذا مشعر بأنه لم يستوعب الليل سهرًا، بل نام يسيرًا منه.

ص: 537

لَهُ (1) فَشَاوَرَهُمَا، ثُمَّ دَعَانِي فَقَال: ادْعُ لِي عَلِيًّا فَدَعَوْتُهُ فَنَاجَاهُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيلُ (2)، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ عَلَى طَمَعٍ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْشَى مِنْ عَلِيٍّ شَيئًا، ثُمَّ قَال: ادْعُ لِي عُثْمَانَ [فَدَعَوْتُهُ](3) فَنَاجَاهُ حَتَّى فَرَّقَ بَينَهُمَا الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّاسُ الصُّبْحَ وَاجْتَمَعَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، أَرْسَلَ إِلَى مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَأَرْسَلَ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ وَكَانُوا وَافَوْا تِلْكَ الْحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ قَال: أَمَّا بَعْدُ، يَا عَلِيُّ إِنِّي قَدْ نَظَرْتُ فِي أَمْرِ النَّاسِ فَلَمْ أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ (4)، فَلا تَجْعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلًا (5)، فَقَال أُبَايِعُكَ عَلَى سُنةِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالْخَلِيفَتَينِ مِنْ بَعْدِهِ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ وَأُمَرَاءُ الأَجْنَادِ وَالْمُسْلِمُونَ (6). خرَّج هذا الحديث من "كتاب الأحكام" في باب "كيف يبايع الإمام الناس".

4226 -

(3) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعًا فِي بَيتِي (7) كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيهِ أَوْ سَاقَيهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ (8) فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ (9) فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَوَّى ثِيَابَهُ. -قَال مُحَمَّدٌ:

(1) قوله: "له" ليس في (أ).

(2)

"ابهار الليل" معناه: انتصف وبهرة كل شيء وسطه، وقيل معظمه.

(3)

ما بين المعكوفين زيادة من "البخاري".

(4)

"يعدلون بعثمان" أي: لا يجعلون له مساويًا بل يرجحونه.

(5)

"فلا تجعلن على نفسك سبيلًا" أي: من الملامة إذا لم توافق الجماعة.

(6)

البخاري (13/ 193 - 194 رقم 7207)، وانظر الحديث الذي قبله.

(7)

في (ك): "بيته".

(8)

في (ك): "الحالة".

(9)

في (أ): "عثمان بن عفان".

ص: 538

وَلا (1) أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ- فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ (2)(3) لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيتَ ثِيَابَكَ، فَقَال: أَلا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلائِكَةُ (4). مُحَمَّدٌ هو ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ (5): أَحَدُ رُوَاةِ هَذَا الحَدِيثِ.

4227 -

(4) ولمسلم في لفظ آخر في هذا الحديث: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَانَ حَدَّثَاهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ لابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ (6)، فَأَذِنَ لأَبِي بَكْرٍ (7) وَهُوَ كَذَلِكَ فَقَضَى إِلَيهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَقَضَى إِلَيهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ، قَال عُثْمَانُ: تمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيهِ فَجَلَسَ، وَقَال لِعَائِشَةَ:(اجْمَعِي عَلَيكِ ثِيَابَكِ). فَقَضَيتُ إِلَيهِ حَاجَتِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَقَالتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَالِي لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ؟ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَإِنِّي خَشِيتُ إنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ)(8). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

(1) في (أ): "فلا".

(2)

في (أ) و (ك): "تهش"، وفي حاشية (أ):"نهش"، وعليها "خ"، والمثبت من "مسلم".

(3)

"تهش له ولم تباله" قال أهل اللغة: الهشاشة والبشاشة بمعنى طلاقة الوجه وحسن اللقاء، ومعنى لم تباله: لم تكترث به وتحتفل بدخوله.

(4)

مسلم (4/ 1866 رقم 2401).

(5)

في (أ): "حرمكة".

(6)

المرط: هو كساء من صوف، وقيل: من صوف أو كتان أو غيرهما.

(7)

قوله: "بكر" ليس في (ك).

(8)

مسلم (14/ 866 - 1867 رقم 2402).

ص: 539

4228 -

(5) وأخرَجَ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَاعِدًا فِي مَكَانٍ فِيهِ مَاءٌ قَدِ انْكَشَفَ عَنْ رُكْبَتَيهِ أَوْ رُكْبَتِهِ، لَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ غَطَّاهَا (1).

4229 -

(6) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَال: بَينَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ (2) مِنْ حَائِطِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ يَرْكُزُ بِعُودٍ (3) مَعَهُ بَينَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، إِذْ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ فَقَال:(افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنةِ). قَال: فَإِذَا (4) أَبُو بَكْرٍ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنةِ، قَال: ثُمَّ (5) اسْتَفتحَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَال: (افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ). قَال: فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ قَال: فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تَكُونُ). [قَال: فَذَهَبْتُ](6) فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، قَال: فَفَتَحْتُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، قَال: وَقُلْتُ الَّذِي قَال، فَقَال: اللهُمَّ صَبْرًا، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ (7).

4230 -

(7) وَعَنْ أَبِي مُوسَى أَيضًا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ حَائِطًا وَأَمَرَنِي أَنْ أَحْفَظَ الْبَابَ .. بِمَعْنَى مَا تَقَدَّم (8). وفي بعض طرقه: فَسَكَتَ هنيةً ثَمَّ قَال: "ائْذَنْ لَهُ" يَعْنِي عُثْمَان.

(1) البخاري (7/ 53 رقم 3695) وانظر الذي بعده.

(2)

في (ك): "حوائط".

(3)

"يركز بعود معه" أي: يضرب بأسفله في الأرض.

(4)

في (أ) و (ك): "قال قال"، والمثبت من "صحيح مسلم".

(5)

في (أ): "ثم قال".

(6)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(7)

مسلم (4/ 1867 رقم 2403)، البخاري (7/ 21 - 22 رقم 3674)، وانظر (3693، 3695، 7262، 7097، 6216).

(8)

انظر الحديث الذي قبله.

ص: 540

4231 -

(8) وَعَنْهُ، أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَال: لأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا، قَال: فَجَاءَ الْمَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا خَرَجَ وَجَّهَ هَاهُنَا، قَال: فَخَرَجْتُ عَلَى أَثَرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، قَال: فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ حَتَّى قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ، فَقُمْتُ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا (1) وَكَشَفَ عَن سَاقَيهِ، وَدَلاهُمَا فِي الْبِئْرِ، قَال: فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، فَقُلْتُ: لأَكُونَنَّ بَوَّابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَال: أَبو بَكْرٍ. فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ (2)، قَال: ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَال:(ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرهُ بِالْجَنَّةِ). قَال: فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ. قَال: فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ فِي الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيهِ فِي الْبِئْرِ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَشَفَ (3) عَنْ سَاقَيهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللهُ بِفُلانِ يُرِيدُ أَخَاهُ خَيرًا يَأْتِ (4) بِهِ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَال (5): عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ وَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَقَال:(ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ). فَجِئْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَيُبَشِّرُكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ. قَال:

(1)"وتوسط قفها" القف: حافة البئر وأصله الغليظ المرتفع من الأرض.

(2)

"على رسلك" أي: تمهل وتأن.

(3)

في (أ): "فكشف".

(4)

في (ك): "فليأت".

(5)

في (ك): "قال".

ص: 541

فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقُفِّ عَلَى يَسَارِهِ، وَدَلَّى رِجْلَيهِ فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللهُ بِفُلانٍ خَيرًا يَعْنِي أَخَاهُ يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إنْسَانٌ فَحَرَّكَ الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَال: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، قَال: وَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ (1)، فَقَال:(ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلْوَى تُصِيبُهُ). فَجِئْتُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ ويُبَشِّرُكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلْوَى تُصِيبُكَ، قَال: فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ فَجَلَسَ وجَاهَهُمْ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ. قَال سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ (2). زاد (3) في طريق أخرى: اجْتَمَعَتْ هَهُنَا وانْفَرَدَ عُثْمَانُ. [أخرجه البخاري في كتاب "الفتن" قال: فَتَحَوَّلَ حَتَّى جَاءَ مُقَابِلَهُمْ عَلَى شَفَةِ الْبِئْرِ فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيهِ ثُمَّ دَلاهُمَا (4) فِي الْبئْرِ. هكذا (5) قال فِي عمر أَيضًا: كَشَفَ عَنْ سَاقَيهِ وَدَلاهُمَا فِي الْبئْرِ. وَفِي أُخْرَى: فَسَكَتَ هنيةً ثُمَّ قَال: "ائذَنْ لَهُ" يَعْنِي عُثْمَان. وَفِي أُخْرَى: عَنْ أَبِي مُوسَى قَال: لأَكُونَنَّ الْيَوْمَ بَوَّابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَأْمُرْنِي. وفي بعضها: أَنَّ أَبَا بَكرٍ حَمِدَ الله لَمَّا بُشِّرَ بِالجَنَّةِ، وكَذلكَ عُمَر، وكَذَلكَ عُثمَان](6).

4232 -

(9) البخاري. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِلكٍ قَال: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ، فَقَال:(اسْكُنْ أُحُدُ -أَظُنّهُ ضَرَبَهُ (7) بِرِجْلِهِ-

(1) في (ك): "وأخبرته".

(2)

انظر الحديث رقم (6) في هذا الباب.

(3)

في (أ): "زاد البخاري" وهو خطأ.

(4)

في (أ): "ودالهما".

(5)

في (أ): "وكذلك".

(6)

ما بين المعكوفين كتب في حاشية (أ)، وكتب في أصله بعد حديث البخاري عن أنس الذي بعده.

(7)

في (أ): "فظربه"، وفي (ك):"فضربه"، والمثبت من "صحيح مسلم".

ص: 542

فَلَيسَ عَلَيكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ) (1). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى: "أَوْ شَهِيدٌ، كما ذكره مسلم بن الحَجاج (2).

4233 -

(10) وذكر البخاري أَيضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: كُنَّا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَجَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا نُفَاضِلُ بَينَهُمْ (3).

4234 -

(11) وَعَنْ عُبَيدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِيَغُوثَ قَالا لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ خَالكَ عُثْمَانَ فِي أَخِيهِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ (4) وَكَانَ أَكْثَرَ النَّاسُ فِيمَا فَعَلَ بِهِ (5)، قَال عُبَيدُ اللهِ (6): فَانْتَصَبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي إِليكَ حَاجَةً وَهِيَ نَصِيحَةٌ، فَقَال: أَيُّهَا الْمَرْءُ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، فَانْصَرَفْتُ فَلَمَّا قَضَيتُ الصَّلاةَ جَلَسْتُ إلَى الْمِسْوَرِ وَإِلَى ابْنِ عَبْدِيَغُوثَ فَحَدَّثْتُهُمَا بِالَّذِي قُلْتُ لِعُثْمَانَ وَقَال لِي، فَقَالا: قَدْ قَضَيتَ الَّذِي كَانَ عَلَيكَ، فَبَينَمَا أَنَا جَالِسٌ مَعَهُمَا إِذْ جَاءَنِي (7) رَسُولُ عُثْمَانَ، فَقَالا لِي: قَدِ ابْتَلاكَ اللهُ. فَانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيهِ فَقَال: مَا نَصِيحَتُكَ الَّتِي ذَكَرْتَ آنِفًا، [قَال] (8): فَتَشَهَّدْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ مُحَمَّدًا [وَأَنْزَلَ عَلَيهِ الْكِتَابَ](8)، وَكُنْتَ مِمَّنِ

(1) البخاري (7/ 53 رقم 3699)، وانظر (3675، 3686).

(2)

قوله: "بن الحجاج" ليس في (ك).

(3)

البخاري (7/ 53 - 54 رقم 3697)، وانظر (3655).

(4)

الوليد بن عقبة كان أخًا لعثمان لأمه.

(5)

"فعل به

" الخ: أي من تأخير عثمان إقامة الحد عليه حين سكر، وإنما أخر إقامة الحد علبه ليكشف عن حال من شهد عليه بذلك، فلما وضح له الأمر أقام عليه الحد.

(6)

في (ك): "عبد الله".

(7)

في (أ): "إذ جاء لي".

(8)

ما بين المعكوفين زيادة من "صحيح البخاري".

ص: 543

اسْتَجَابَ للهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَآمَنْتَ [بِهِ](1)، وَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَينِ الأُولَتَينِ (2)، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأَيتَ هَدْيَهُ، وَأَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ الْوَلِيدِ (3) بْنِ عُقْبَةَ فَحَقٌّ عَلَيكَ أَنْ تُقِيمَ عَلَيهِ الْحَدَّ، فَقَال لِي: يَا ابْنَ أُخْتِي آدْرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: قُلْتُ (4): لا، وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا خَلَصَ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا، قَال: فَتَشَهَّدَ عُثْمَانُ فَقَال: إِنَّ اللهَ عز وجل بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيهِ الْكِتَابَ، وَكنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ للهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَينِ الأُولَتَينِ (5) كَمَا قُلْتَ، وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ وَبَايَعْتُهُ وَاللهِ مَا عَصَيتُهُ وَلا غَشَشْتُهُ (6) حَتَّى تَوَفاهُ اللهُ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ فَوَاللهِ مَا عَصَيتُهُ وَلا غَشَشْتُهُ (6)، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَوَاللهِ مَا عَصَيتُهُ وَلا غَشَشْتُهُ (6)، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ أَفَلَيسَ لِي عَلَيكُمْ مِنْ مِثْلُ الذِي كَانَ لَهُمْ [عَلَيَّ] (1)؟ قَال: بَلَى. قَال: فَمَا بَالُ هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ، فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَة فَسَنَأْخُذُ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ بِالْحَقِّ (7). قَال فَجَلَدَ الْوَلِيدَ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً وَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَجْلِدَهُ وَكَانَ هُوَ يَجْلِدُ لَهُ (8). خرَّجه في "هجرة الحبشة" وفي "مناقب عثمان". وَقَال (9): فَجَلَدَهُ ثَمَانِينَ. والأول أصح (10). وفِي رِوَايَة: مِثْلَ الَّذِي كَانَ لَهُمْ. وذكره في "مَقْدِم النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المدينة" وزاد فيه مِنْ قَولِ عُثْمَانَ: وَنِلْتُ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَايَعْتُهُ.

(1) ما بين المعكوفين زيادة من "صحيح البخاري".

(2)

في "صحيح البخاري": "الأوليين".

(3)

قوله: "الوليد" ليس في (أ).

(4)

قوله: "قلت" ليس في (ك).

(5)

في "صحيح البخاري": "الأوليين".

(6)

في (أ): "غشيته".

(7)

في (ك): "بالحق إن شاء الله".

(8)

البخاري (7/ 187 رقم 3872)، وانظر (3696، 3927).

(9)

في (ك): "قال" بحذف الواو.

(10)

في (ك): "الأصح".

ص: 544

4235 -

(12) وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ قَال: جَاءَ رَجُلٌ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ (1)، وَحَجَّ الْبَيتَ وَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَال: مَنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ؟ فَقَالُوا: هَؤُلاءِ قُرَيشٌ. قَال: فَمَنِ الشَّيخُ؟ فَالُوا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ. قَال يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيءٍ فَحَدِّثْنِي، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَال: نَعَمْ. قَال: تَعْلَمُ أَنهُ تَغيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ؟ قَال: نَعَمْ. قَال: تَعْلَمُ أَنهُ تَغيَّبَ عَنْ بَيعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَال: نَعَمْ. قَال: اللهُ أَكْبَرُ. قَال ابْنُ عُمَرَ تَعَال أُبَيِّنْ لَكَ: أَمَّا فِرَأرُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ)(2)، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيعَةِ الرِّضْوَانِ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ بِبَطْنِ مَكَّةَ أَعَزَّ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ، وَكَانَتْ بَيعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى:(هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ) فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَال: هَذِهِ لِعُثْمَانَ، فَقَال (3) لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَا الآنَ مَعَكَ (4). وفي طريق آخر (5): أَنْشُدُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيتِ؛ أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ (6).

(1) في (ك): "المصر".

(2)

في (أ): "أو سهما".

(3)

في (ك): "قال".

(4)

البخاري (7/ 54 رقم 3698)، وانظر (3130، 3704، 4066، 4513، 4514، 4650، 7095، 4651).

(5)

في (ك): "أخرى".

(6)

في حاشية (أ): "بلغ".

ص: 545