الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَال: أَمَّا هَؤُلاءِ فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَال: كَذَبْتَ وَاللهِ يَا عَدُوَّ الله إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لأَحْيَاءٌ كُلهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ. قَال: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا، وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ وَهُوَ يَقُولُ: أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ هُبَلْ، قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(أَلا تُجِيبُونَهُ؟ ). فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَقُولُ؟ قَال: (قُولُوا: اللهُ أَعْلَى (1) وَأَجَلُّ). قَال: إِنَّ لَنَا الْعُزَّى وَلا عُزَّى لَكُمْ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(أَلا تُجِيبُونَهُ؟ ). قَال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَقُولُ؟ قَال قُولُوا: (اللهُ مَوْلانَا وَلا مَوْلَى لَكُمْ)(2). وذَكَره في "المغازي" في "غزوة أحد" عَنِ الْبَرَاءِ أَيضًا قَال: لَقِينَا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ، وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَيشًا مِنَ الرُّمَاةِ، وَأَمَّرَ عَلَيهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنِ جُبَيرٍ، وَقَال:(لا تَبْرَحُوا إِنْ (3) رَأَيتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَيهِمْ، فَلا تَبْرَحُوا وَإِنْ رَأَيتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَينَا، فَلا تُعِينُونَا) (4). فَلَمَّا لَقِينَا هَرَبُوا حَتَّى رَأَينَا النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ فِي الْجَبَلِ رَفَعْنَ عَنْ سُوقِهِنَّ .. وذَكَرَ الحدِيثَ.
3096 -
(9) وعَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَال: كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى سَقَطَ سَيفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا يَسْقُطُ وَأخُذُهُ، وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ (5).
ذكْرُ مَا أوذِيَ بِه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
-
3097 -
(1) مسلم. عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَال: بَينَمَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عِنْدَ
(1) في (أ): "على".
(2)
البخاري (6/ 162 - 163 رقم 3039)، وانظر (3986، 4032، 4067، 4561).
(3)
في (أ): "اإن".
(4)
في (ك): "تعينوننا".
(5)
البخاري (7/ 365 رقم 4068)، وانظر (4562).
الْبَيتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بِالأَمْسِ، فَقَال أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَقومُ إِلَى سَلا جَزُورِ (1) بَنِي فُلانٍ فيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ فِي كَتِفَي مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ، فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ فَأَخَذَهُ، فَلَمَّا سَجَدَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَهُ بَينَ كَتِفَيهِ قَال فَاسْتَضْحَكُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ عَلَى بَعْضٍ، وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ، فَجَاءَتْ وَهِيَ جُوَيرِيَةٌ فَطرحَتْهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيهِمْ تَشْتِمُهُمْ، فَلَمَّا قَضَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ، ثُمَّ دَعَا عَلَيهِمْ، وَكَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَال:(اللَّهُمَّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ). ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمُ الضِّحْكُ وَخَافُوا دَعْوَتَهُ، ثُمَّ قَال:(اللَّهُمَّ عَلَيكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيطٍ). وَذَكَرَ السَّابِعَ وَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيتُ الَّذِي سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى (2) الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ (3). الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ هُنَا غَلَطٌ، وإِنَّما هُوَ: الوَلِيد بْنُ عُتْبَةَ، وكَذلك عِندَ البخاري: الوَلِيد بْنِ عُتبَةَ.
3098 -
(2) عَنْ ابن مَسْعُودٍ أَيضًا فِي هَذَا الحَدِيثِ قَال: بَينَمَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيشٍ إِذْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي (4) مُعَيطٍ بِسَلا جَزُورٍ فَقَذَفَهُ (5) عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَرْفَعْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ
(1)"سلا جزور" السلا: هو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان، وهي من الآدمية: المشيمة.
(2)
في (ك): "في".
(3)
مسلم (3/ 1418 - 1419 رقم 1794)، البخاري (1/ 594 رقم 520)، وانظر (240، 2934، 3185، 3854، 3960).
(4)
قوله: "أبي" ليس في (أ).
(5)
في (أ): "جزو وقذفه".
فَاطِمَةُ فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ، فَقَال:(اللَّهُمَّ عَلَيكَ الْمَلأَ مِنْ قُرَيشٍ: أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيطٍ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، أَوْ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ). شَكَّ شُعْبَةُ، قَال: فَلَقَدْ رَأَيتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ فَأُلْقُوا فِي بِئْرٍ غَيرَ أَنَّ أُمَيَّةَ أَوْ أُبَيًّا تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ فَلَمْ يُلْقَ فِي الْبِئْرِ (1). وفي لفظ آخر: وَكَانَ يَسْتَحِبُّ ثَلاثًا: (يَقُولُ اللَّهُمَّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ). وقَال: أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ مِن غَيرِ شَكٍّ وهُوَ الصَّحيح.
3099 -
(3) وعَنْهُ قَال: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيتَ وَدَعَا عَلَى سِتَّةِ نَفَرٍ مِنْ قُرَيشٍ فِيهِمْ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيطٍ، فَأُقْسِمُ بِاللهِ لَقَدْ رَأَيتُهُمْ صَرْعَى عَلَى بَدْرٍ وَقَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا (1). لم يقل البخاري: وَكَانَ يَسْتَحِبُّ ثَلاثًا، وقَال عن أُمَيةَ أَو أُبَيَّ: وَكَانَ رَجُلًا ضَخمًا. وخرَّج هذا الحديث في كتاب "الصلاة" في باب "المرأة تطرح عن المصلي شيئًا من الأذى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَيضًا قَال: بَينَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَجَمْعُ قُرَيشٍ فِي مَجَالِسِهِمْ، إِذْ قَال قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَلا تَنْظُرُونَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُورِ آلِ فُلانٍ فَيَعْمِدُ (2) إِلَى فَرْثِهَا وَدَمِهَا (3) وَسَلاهَا .. وسَمَّى فِيهم: عُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ، وهو السابع الذِي لَم يذكره مسلم، والله أعلم. وقَال في آخر الحديث: ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1) انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(2)
(أ): "فيعهد".
(3)
(أ): "ودمائها ودمها".
- صلى الله عليه وسلم: (وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً)(1). وخرَّجه في كتاب "الطهارة" أيضًا وقَال فِيه: وكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَعْوَةَ فِي ذَلِكَ البَلد مُسْتَجَابَةٌ.
3100 -
(4) وذَكَرهُ في باب "ما لقي النبي وأصحابَه مِن المشْركين بمكة" عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ قَال: سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قُلْتُ (2): أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيءِ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِالنَّبِيِّ (3) صلى الله عليه وسلم؟ فَقَال: بَينَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي حِجْرِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيطٍ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَخَذَ بِمَنْكِبَيهِ وَدَفَعَهُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَال:{أَتَقْتُلُونَ (4) رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} (5) الآيَةَ (6). ابْنُ عَمْرو، هُوَ عَبْدُ اللهِ، وَقَال (7) عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ. قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، ذَكَرَهُ البُخَاري أَيضًا.
3101 -
(5) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ أنَّهَا قَالتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ أَتَى عَلَيكَ يَوْم كَانَ (8) أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَال: (لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِك، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ (9)، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَال: إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رُدُّوا عَلَيكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، قَال:
(1) انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(2)
قوله: "قلت" ليس في (أ).
(3)
في (أ): "مع النبي".
(4)
في (أ): "أتقلون".
(5)
سورة غافر، آية (28).
(6)
البخاري (7/ 165 - 166 رقم 3856)، وانظر (3678، 4815).
(7)
قوله: "وقال" ليس في (ك).
(8)
قوله: "كان" ليس في (ك).
(9)
"قرن الثعالب" هو قرن المنازل وهو ميقات أهل نجد على مرحلتين من مكة.
فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَال وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَال: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ مَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيهِمُ الأَخْشَبَينِ (1)، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ وَلا يُشْرِكُ بِهِ شَيئًا (2).
3102 -
(6) وعَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ قَال: دَمِيَتْ إِصْبَعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ، فَقَال:(هَلْ أَنْتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ)(3).
وفي لفظ آخر: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ فَنُكِبَتْ إِصْبَعُهُ بِهَذَا. ولم يقل البخاري: في غَارٍ.
3103 -
(7) مسلم. عَن جُنْدُبٍ أَيضًا قَال: أَبْطَأَ جِبْرِيلُ عَلَى (4) النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال الْمُشْرِكُونَ: قَدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ (5)، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} إلى آخرِهَا (6).
3104 -
(8) وعَنْهُ قَال: اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَقُمْ لَيلَتَينِ وَلا ثَلاثًا، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالتْ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيلَتَينِ أَوْ ثَلاثٍ، قَال: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيلِ
(1)"الأخشبين" هما جبلا مكة أبو قبيس والذي يقابله.
(2)
مسلم (3/ 1420 - 1421 رقم 179)، البخاري (6/ 312 - 313 رقم 3231)، وانظر (7389).
(3)
مسلم (3/ 1421 رقم 1796)، البخاري (6/ 19 رقم 2802)، وانظر (6146).
(4)
في (أ): "عن".
(5)
"ما ودعك" قال ابن عباس: أي: ما قطعك منذ أرسلك، وما قلى أي: ما أبغضك.
(6)
مسلم (3/ 1421 - 1422 رقم 1797)، البخاري (3/ 8 رقم 1124)، وانظر (1125، 4983، 4951، 4950).
إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (1). وقَال البخاري: لَيلَتَينِ أَو ثَلاثًا في المَوضِعَينِ. وفي آخر: لَيلَةً أَو لَيلَتَينِ.
3105 -
(9) مسلم. عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيدٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ حِمَارًا (2) عَلَيهِ إِكَافٌ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ (3)، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ بْنِ زَيدٍ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَج، وَذَاكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ وَفِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، وَفِي (4) الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَال: لا تُغَبِّرُوا عَلَينَا، فَسَلَّمَ عَلَيهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ عز وجل، وَقَرَأَ عَلَيهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَال عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ: أَيُّهَا الْمَرْءُ لا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَلا تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيهِ، فَقَال عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: اغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، قَال: فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ (5)، ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَال:(أَي سَعْدُ أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَال أَبُو حُبَابٍ -يُرِيدُ عَبْدَ الله بْنَ أُبَيٍّ- قَال: كَذَا وَكَذَا). قَال: اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ وَاصْفَحْ (6) عَنْهُ، فَوَاللهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللهُ الَّذِي أَعْطَاكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيرَةِ (7) أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ،
(1) انظر الحديث الذي قبله.
(2)
في (أ): "حمار".
(3)
"قطيفة فدكية" القطيفة: دثار مخمل، والفدكية: منسوبة إلى فدك بلد على مرحلتين من المدينة.
(4)
في (أ): "أوفي ".
(5)
"يخفضهم" أي: يسكنهم ويسهل الأمر بينهم.
(6)
في (أ): "فاصفح".
(7)
"البحيرة" القرية، والمراد بها هنا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فَلَمَّا رَدَّ اللهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَهُ شَرِقَ بِذَلِكَ (1)، فَذَلِكَ (2) فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيتَ، فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (3). زاد في رواية (4) أخرى: وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللهِ. خرَّجه البخاري في "الأدب" في باب "كنية المشرك". زاد فيه: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللهُ تَعَالى، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى قَال اللهُ عز وجل {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا (5)} (6) الآيَةَ، وَقَال تَعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} (7)، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَأَوَّلُ الْعَفْوَ مَا أمَرَهُ اللهُ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا فَقَتَلَ اللهُ بِهَا مَنْ قُتِلَ مِنْ صَنَادِيدَ الكُفَّارِ وَسَادَةَ قُرَيشٍ، فَقَفَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ مَنْصُورِينَ غَانِمِينَ (8) مَعَهُمْ أُسَارَى مِنْ صَنَادِيدِ الكُّفَارِ وَسَادَةِ قُرَيشٍ. قَال ابْنُ (9) أُبَيٍّ بْنِ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ فَبَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلامِ فَأَسْلَمُوا. وخرَّجه في "التفسير" أَيضًا.
3106 -
(10) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَتَيتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، قَال: فَانْطَلَقَ إِلَيهِ وَرَكِبَ حِمَارًا، وَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ (10)، فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَال: إِلَيكَ عَنِّي فَوَاللهِ
(1)"شرق بذلك": أي غص.
(2)
في (ك): "فلذلك".
(3)
مسلم (3/ 1422 - 1423 رقم 1798)، البخاري (10/ 591 - 592 رقم 6207)، وانظر (5663، 4566، 2987، 5964).
(4)
قوله: "رواية" ليس في (أ).
(5)
قوله: "من قبلكم ومن الذين أشركوا" ليس في (أ).
(6)
سورة آل عمران، آية (186).
(7)
سورة البقرة، آية (109).
(8)
في (أ): "عانهن".
(9)
قوله: "ابن" ليس في (ك).
(10)
"سبخة": هي الأرض التي لا تُنبت لملوحتها.