المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر أبي طلحة وبلال وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٣

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَاب الجِهادِ

- ‌إِبَاحَةُ القِتَالِ قَبلَ الدَّعوةِ، وفِي الدَّعْوَةِ قَبْلَهُ، ومَا يُوصى بِهِ للغُزَاةِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الغَادِرِ

- ‌بَابُ الحَرْبُ خدعَةٌ

- ‌النَّهي عَنْ تَمَنِّي لِقَاء العَدو

- ‌مَنْ أَرَادَ غَزوَةً فَوَرَّى بِغَيرِهَا ووَقْتُ الغَارَةِ ومَنْ أَحَبَّ الخُرُوج يَومَ الخمِيسِ

- ‌تَحْرِيقُ النَّخْلِ وقَطْعِهَا

- ‌تَحْلِيلُ الغَنَائِمِ

- ‌فِي النَّفْلِ والقسْمَةِ وَمَا جَاءَ فِي سَلَبِ القَتِيلِ

- ‌بَابُ فَكَاكِ الأَسيرِ

- ‌بَابٌ فِي أَرْضِ الصُّلحِ والعَنْوَةِ ومَا لم يُوجَفْ عَلَيهِ بِقِتَال

- ‌قسْمُ الغَنِيمةِ

- ‌بَابُ إِذَا غَنِمَ المشْركُون مَال الْمُسْلِم ثمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

- ‌باب

- ‌الْمَنُّ عَلَى الأسِيرِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلٍ

- ‌بابٌ

- ‌ذِكْرُ يَوْمَ الحُدَيبِيَةِ

- ‌الوَفَاءُ بالعَهْدِ

- ‌ذكْرُ مَا أوذِيَ بِه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌قِصَّةُ كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ

- ‌غَزْوَةُ خَيبَرٍ والخَنْدَقِ وذِي قَرَدٍ

- ‌بَعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

- ‌قَتْلُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطلِبِ وخُبَيبِ بْنِ عَدِي رضي الله عنهما

- ‌الغَزْو بِالنِّسَاءِ

- ‌عَدَد غَزَواتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يُسْتعَان بالمشْرِكينَ في قِتَال العَدُوِّ

- ‌بَابٌ

- ‌في الْجِزْيَةِ

- ‌ باب

- ‌فَضْلُ قُرَيشٍ

- ‌الاسْتِخْلافُ وتَرْكِهِ

- ‌فِيمَنْ سَأَلَ الإِمَارَةَ

- ‌بَابُ مَنْ تَأَمَّرَ في الحَرْبِ مِنْ غَيرِ إِمْرةٍ إِذَا خَافَ العَدُوّ

- ‌في الإمَامِ العَادِلِ

- ‌بَابُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ، ومَا جَاءَ في الأَمِيرِ الغَاشِّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌في الْغَلُولِ وَفِي الأمِيرِ يَقْبَلُ الْهَدِيَةَ

- ‌الطَّاعَةُ للأَمِيرِ

- ‌بَيعَةُ الرِضْوَانِ

- ‌بَابُ لا هِجْرَةَ بَعْد الفَتْحِ

- ‌بَيعَةُ النِّسَاءِ

- ‌بَيعَةُ الصَّغِيرِ

- ‌البَيعَةُ عَلَى السَّمْع والطَّاعَةِ

- ‌الحَدُّ بَينَ الْكَبِيرِ والصَّغِيرِ

- ‌النَّهِي أَن يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌المُسَابَقَةُ بَيْنَ الخَيلِ

- ‌بَابُ فَضِيلَةِ الخيلِ

- ‌فَضْلُ الجِهَادِ

- ‌بَابٌ

- ‌فَضْلُ الغَزْوِّ فِي البَحْرِ

- ‌فِي فَضْل الرِبَاطِ وعَدَد الشُّهدَاءِ وفِي فَضِيلةِ الرَّمِي

- ‌بَابٌ

- ‌بابٌ فِي التعْقِيبِ

- ‌فِي سَيْرِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ

- ‌قوله عليه السلام: " (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أمتِي ظَاهِرِينَ

- ‌بَابٌ

- ‌النَّهْي أَن يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيلًا

- ‌بَابُ تَلَقّي الغَازِي

- ‌كِتَابُ الصَّيدِ والذبَائِح

- ‌فِي العَقِيقَةِ

- ‌كتَابُ الأَشْرِبَةِ والأَطْعِمَةِ

- ‌بَابٌ فِي اللِّبَاسِ والزِّينَةِ

- ‌بَابُ الانْتِعَالِ

- ‌بَابُ الصُّوَرِ

- ‌بَابُ الجَرَسِ

- ‌النَّهْي عَنْ القَزَع وَعَنْ وَصلِ الشَّعرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ لَعنِ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ

- ‌ باب

- ‌في الأسْمَاءِ والكُنَى

- ‌بَابٌ فِي الاستئْذَانِ والسَّلامِ

- ‌بَابٌ

- ‌فِي التَّنَاجِي

- ‌بَابٌ فِي الرُّقي والطِّبِ

- ‌بَابٌ فِي الطاعُونِ

- ‌بَابٌ فِي العَدْوَى والطِّيَرَةِ والفَأْلِ والشُّؤْمِ

- ‌بَابٌ فِي الكُهَّانِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌بَابٌ فِي قَتْلِ النَّمْلِ

- ‌بَابٌ فِي الرِّفْقِ بالبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ سَبِ الدَّهْرِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ أَن يَقُولَ عَبْدِي أَو أَمَتِي

- ‌بَابُ النَّهْي أَن يَقُولَ خَبُثَتْ نَفْسِي

- ‌بَابٌ فِي الطِّيبِ

- ‌بَابُ فِي الشِّعْرِ

- ‌بَابٌ فِي النَّرْدَشِيرِ

- ‌بَابٌ فِي الرُّؤْيَا

- ‌كِتَابُ المَنَاقِبِ

- ‌ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ عِيسى بْنِ مَرْيَم عليه الصلاة والسلام

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وَلُوطَ وَيُونُسَ وَيُوسُفَ وَزَكَرِيَا ودَاوُدَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلام

- ‌قِصَّةُ مُوسَى والخَضِرِ صَلَّى الله عَلَيهمَا وَسَلَّمَ

- ‌قِصةُ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهما

- ‌مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَبَيعَةُ عُثْمانَ، وفَضَائِلُهُ

- ‌ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ، وَالزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، وَأَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَرَّاع، وَسَعِيد بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه أجمعين

- ‌ذِكْرُ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ زَيدِ بْنِ حَارِثَةَ، وابْنِهِ أُسَامَةَ، وعَبْد اللهِ بن الزُّبَيرِ، وعَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ جَعْفَر بْنِ أَبِي طَالِبٍ وخَالِد بْنِ الوَلِيدِ

- ‌ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيلِدٍ وعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما

- ‌ذَكْرُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ وزَينَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمَّيِّ الْمُؤمِنِين رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أُمِّ أَيمَن وأُمِّ سُلَيم رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ أَبِي طَلْحةَ وبِلال وعَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أبِي بن كَعبٍ، وَسَعدِ بْنِ مُعَاذٍ، وأَبِي زَيدٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاك بْنِ خَرَشَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ جُلَيبِيبِ وعَمرِو بْنِ تَغْلِب

- ‌ذِكْرُ عمَّار بنِ يَاسرٍ وحُذَيفَةَ بْنِ اليَمَانِ وحَارِثَةَ بْنِ سرُاقَةَ

- ‌ذِكْرُ أَبِي ذَرِّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادة

- ‌ذِكْر جَرِير بْنِ عَبْد اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَباس وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ خُزَيمَةَ بْنِ ثَابِت ومُعَاويَةَ بْنِ أَبِي سفْيَان

- ‌ذِكْرُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمرٍو وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ حَسَّان بْنِ ثَابِت وأَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

- ‌ذكْرُ سَلْمَان وَصُهَيبٍ وبِلالٍ رضي الله عنهم

- ‌ذِكْرُ أسَيدِ بْنِ حُضَيرٍ وعَبَّادِ بْنِ بِشْر وقَيسِ بْنِ سَعْدٍ

- ‌ذِكْرُ الأنْصَار

- ‌ذِكْرُ أَسْلَمِ وغِفَار وغَيرهما

- ‌ذِكْرُ نِسَاءِ قُرَيشٍ

- ‌فِي الْمُؤاخَاةِ والحِلْف

- ‌ذِكْرُ أوَيسِ بْنِ عَامِرٍ القَرَنِيِّ

- ‌بَابُ بِرِّ الوَلِدَينِ

- ‌بَابٌ فِي البِرِ والإِثْمِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ والنَّهْي عَنِ التَّقَاطع

- ‌بَابُ مَا يَكُون مِنِ الظنِّ

- ‌بَابٌ في الْمُتَحابِّينَ في اللهِ عز وجل

- ‌بَابٌ في عِيادَةِ المَرِيضِ وثَوَابِ المَصَائِبِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الترَاحُم والتعَاون والعَفْو والتواضُعِ

- ‌بَابٌ

- ‌في سَتْرِ الْمُسْلِمِ والْمُدَارَاةِ والرِّفقِ

- ‌بَابٌ في اللَّعنِ

- ‌بَابٌ في ذِي الوَجْهَينِ

- ‌بَابُ مَا جَاء في الكَذِبِ في الإِصْلاحِ بَينَ النَّاسِ في الحَرْبِ

- ‌بَابٌ في الصِّدْقِ والكَذِبِ والنَّمِيمَةِ

- ‌بَابٌ في الغَضَبِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ ضَرْبِ وَجْهِ المُسْلِمِ

- ‌بَابُ فِيمَنْ يُعَذب النَّاسَ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ مَرَّ بِسِهَامٍ في يَدِهِ

- ‌النهْي أَن يُشِيرَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَخِيه بِالسِّلاحِ

- ‌في إِمَاطَةِ الأذَى عَنِ الطَرِيقِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌفي الكِبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌‌‌بَابٌفي حُسْنِ الجِوارِ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ في الإحْسَانِ إِلَى البَنَاتِ وفِيمَن مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌بَابٌ

الفصل: ‌ذكر أبي طلحة وبلال وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم

4332 -

(4) مسلم. عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً (1) قُلْتُ: (مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ)(2).

4333 -

(5) وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (أُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيتُ امْرَأَةَ أَبِي طَلْحَةَ، ثُمَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَةً (3) أَمَامِي فَإِذَا بِلال) (4). وقال البخاري: "رَأَيتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ .. " الحديث (5).

‌ذِكْرُ أَبِي طَلْحةَ وبِلال وعَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم

-

4334 -

(1) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: مَاتَ ابْن لأبِي طَلْحَةَ مِنْ أُمِّ سُلَيمٍ، فَقَالتْ لأَهْلِهَا: لا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أنَا أُحَدِّثُهُ، قَال: فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيهِ عَشَاءً فَأَكَلَ وَشَرِبَ، قَال: ثُمَّ تَصَنعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنعُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا قَالتْ: يَا أبَا طَلْحَةَ أَرَأَيتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أهْلَ بَيتٍ فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَال: لا. قَالتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ. قَال: فَغَضِبَ فَقَال (6): تَرَكْتِينِي حَتَّى تَلَطَّخْتُ ثُمَّ أَخْبَرْتِينِي (7) بِابْنِي، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأخْبَرَهُ بِمَا كَانَ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيلَتِكُمَا). قَال:

(1) الخشفة: هي حركة المشي وصوته.

(2)

مسلم (4/ 1908 رقم 2456).

(3)

الخشخشة: هي صوت المشي اليابس إذا حك بعضه ببعض.

(4)

مسلم (4/ 1908 رقم 2457)، البخاري (7/ 40 رقم 3679)، وانظر (5256، 7024).

(5)

فِي حاشية (ك): "بلغ مقابلة".

(6)

فِي (ك): "قال".

(7)

فِي (ك): "أخبرتني".

ص: 591

فَحَمَلَتْ، قَال (1): فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ وَهِيَ مَعَهُ، وَكَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى الْمَدِينَةَ مِنْ سَفَرٍ لا يَطْرُقُهَا طُرُوقًا، فَدَنَوْا (2) مِنَ الْمَدِينَةِ فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ (3)، فَاحْتُبِسَ عَلَيهَا أَبُو طَلْحَةَ، وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: يَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: إِنَّكَ لَتَعْلَمْ يَا رَبِّ إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ، وَقَدِ احْتَبَسْتُ بِمَا تَرَى، قَال: تَقُولُ أُمُّ سُلَيمٍ: يَا أَبَا طَلْحَةَ مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا، قَال: فَضَرَبَهَا المْخَاضُ حِينَ قَدِمَا فَوَلَدَتْ غُلامًا، فَقَالتْ لِي أُمِّي: يَا أَنَسُ لا يُرْضِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ احْتَمَلْتُهُ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَال (1): فَصَادَفْتُهُ وَمَعَهُ مِيسَمٌ (4)، فَلَمَّا رَآنِي قَال:(لَعَلَّ أُمَّ سُلَيمٍ وَلَدَتْ؟ ). قُلْتُ: نَعَمْ. فَوَضَعَ الْمِيسَمَ، قَال (1): وَجِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلاكَهَا فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ، ثمَّ قَذَفَهَا فِي فِي الصَّبِي، فَجَعَل الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهَا، قَال: فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ)، قال: فَمَسَح وَجْهَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ (5). زاد البخاري فِي آخر الحديث: قَال رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: فَرَأَيتُ [لَهُمَا](6) تِسْعَةَ أَوْلادٍ كُلُّهُمْ قَدْ (7) قَرَءُوا الْقُرْآنَ. ولم يذكر أن أم سليم ضربها المخاض بالطريق، ولا قول أبي طلحة حين ضربها المخاض، ولا قال: فمسح وجهه، ولا قال:"انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ".

(1) قوله: "قال" ليس فِي (أ).

(2)

فِي (أ): "فدنونا".

(3)

"فضربها المخاض": هو الطلق ووجع الولادة.

(4)

الميسم: هي الآلة التي يكوى بها الحيوان.

(5)

مسلم (4/ 1909 - 1910 رقم 2144)، البخاري (3/ 169 رقم 1301)، وانظر (5470).

(6)

قوله: "لهما" من "صحيح البخاري".

(7)

قوله: "قد" ليس فِي (أ).

ص: 592

4335 -

(2) وخرج عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك قَال: كَانَ أبو طَلْحَةَ لا يَصُومُ عَلَى عَهْدِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ الْغَزْو، فَلَمَّا قُبِضَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمْ أَرَهُ مُفْطرًا إلا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى (1). ذكره في أم "الجهاد".

4336 -

(3) مسلم. عَنْ أبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِبِلالٍ صَلاةَ الْغَدَاةِ: (يَا بِلالُ حَدِّثنِي بِأرجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ (2) فِي الإِسْلامِ مَنْفَعَةً، فَإِني سَمِعْتُ اللَّيلَةَ خَشفَ نعلَيكَ بَينَ يَدَيَّ فِي الْجَنةِ). قَال (3) بِلالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الإسْلامِ أَرجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أَنِّي لا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيلٍ أَوْ نهارٍ إِلا صَلَّيتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ الله لِي (4) أَنْ أُصَلِّيَ (5).

4337 -

(4) البخاري. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال (6): كَانَ عُمَرُ يَقُولُ: أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلالًا (7).

4338 -

(5) وَعَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حَازِم، أَنَّ بِلالًا قَال لأَبِي بَكْرٍ: إِنْ كُنْتَ إِنمَا اشْتَرَيتَنِي لِنَفْسِكَ فَأمْسِكْنِي، وَإِنْ (8) كُنْتَ إِنمَا اشْتَرَيتَنِي لِلهِ فَدَعنِي وَعَمَلَ الله (9).

4339 -

(6) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَال: لَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الآيةُ

(1) البخاري (6/ 41 - 42 رقم 2828).

(2)

قوله: "عندك" ليس في (ك).

(3)

في (ك): "قال: قال".

(4)

في (ك): "ما كتب لي".

(5)

مسلم (4/ 1910 رقم 2458)، البخاري (3/ 34 رقم 1149).

(6)

قوله: "قال" ليس في (ك).

(7)

البخاري (7/ 99 رقم 3754).

(8)

في (أ): "فإن".

(9)

البخاري (7/ 99 رقم 375).

ص: 593

{لَيسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} (1) إِلَى آخِرِ الآيةِ. قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (قِيلَ لِي أَنْتَ مِنْهُم)(2). لم يخرج البخاري هذا الحديث (3).

4340 -

(7) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ قَال: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ فَكنَّا حِينًا وَمَا نُرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إِلا مِنْ أَهْلِ بَيتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ كَثْرَةِ (4) دُخُولِهِم وَلُزُومِهِم لَهُ (5).

4341 -

(8) وَعَنْ أَبِي الأَحوَصِ قَال: شَهِدتُ أَبَا مُوسَى وَأَبَا مَسْعُودٍ حِينَ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَال أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، فَقَال: إِنْ قُلْتَ ذَاكَ إِنْ كَانَ ليؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا، وَيَشْهدُ إِذَا غِبْنَا (6). وفِي لَفْظٍ آخر: كُنا فِي دَارِ أَبِي مُوسَى مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَضحَابِ عَبْدِ الله وَهم يَنْظُرُونَ فِي مُصحَفٍ، فَقَامَ (7) عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالُ أَبو مَسْعُود مَا أَعلَمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ بعدَهُ أَعلَمَ بِمَا أَنْزَلَ الله عز وجل مِنْ هذَا الْقَائِمِ، فَقَال أَبو مُوسَى: أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ كَانَ يَشْهدُ إِذَا غِبْنَا، ويؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا. وله فيه (8) عن حذيفة. لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4342 -

(9) وخرج عَنْ حُذَيفَةَ قَال: إِنَّ أَشْبَة الناسِ دَلًّا وَسَّمْتًا وَهديًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لابْنُ أُمّ عَبْدٍ، مِنْ (9) حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيتِهِ إِلَى أَنْ يَرجِعَ إِلَيهِ لا

(1) سورة المائدة، آية (13).

(2)

مسلم (4/ 1910 رقم 2459).

(3)

قوله: "هذا الحديث" ليس في (أ).

(4)

في (ك): "لكثرة".

(5)

مسلم (4/ 1911 رقم 2460)، البخاري (7/ 102 - 103 رقم 3763)، وانظر (4384).

(6)

مسلم (4/ 1911 رقم 2461).

(7)

في (ك): "فقال".

(8)

قوله: "وله فيه" ليس في (أ).

(9)

قوله: "من" ليس في (ك).

ص: 594

ندرِي مَا يَصنَعُ فِي أَهْلِهِ إِذَا خَلا (1). خرَّجه في "الأدب" في باب "الهدي الصالح".

4343 -

(10) وخرَّج في "المناقب"، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ (2) بْنِ زَيدٍ قَال: سَأَلْنَا حُذَيفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمتَ وَالهديِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتى نَأخُذَ عَنْهُ فَقَال: مَا أَعلَمُ أحَدًا أَقْرَبَ سمتًا وهديا وَدلًّا بِالنبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ ابْنِ أُمّ عَبْدٍ (3).

4344 -

(11) مسلم. عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ، أَنهُ قَال:{وَمَنْ يَغْلُلْ يأتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (4)، ثمَّ قَال: عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ تأمُرُونِي (5) أَنْ (6) أَقْرأ فَلَقَد قَرأتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَلَقَد عَلِمَ أَصحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَعلَمُهم بِكِتَاب الله عز وجل، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ (7) أَحَدًا أعلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيهِ (8). قَال شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي حَلَقِ أَصحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَمَا (9) سَمِعْتُ أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيهِ وَلا يَعِيبُهُ (10). زاد البخاري: بعد قوله: بِكِتَابِ اللهِ عز وجل: وَمَا أَنَا بِخَيرِهم. وقَال: لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً. وفي بعض طرق: مِنْ أَعلَمِهِم.

4345 -

(12) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَال: وَالذِي لا إِلَه غَيرُهُ مَا

(1) البخاري (10/ 509 رقم 6097).

(2)

في (ك): "عبد الله".

(3)

البخاري (7/ 102 رقم 3762).

(4)

سورة آل عمران، آية (161).

(5)

كذا في حاشية (أ)، وهو الموافق لما في المطبوع من "صحيح مسلم"وفي (أ) و (ك):"تأمرني".

(6)

قوله: "أن" ليس في (ك).

(7)

قوله: "أن" ليس في (أ).

(8)

قوله: "إليه" ليس في (ك).

(9)

في (أ): "وما".

(10)

مسلم (4/ 1912 رقم 2462)، البخا ري (9/ 46 - 47 رقم 5000)، وانظر (5002).

ص: 595