الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومَسروقٌ إلَى الصُّبَىِّ بنِ مَعبَدٍ أسألُه عن هذا الحَديثِ، وكانَ رَجُلًا نَصرانيًّا مِن بَنِى تَغلِبَ فأسلَمَ، فأهَلَّ بالحَجِّ والعُمرَةِ، فسَمِعَه سَلمانُ بنُ رَبيعَةَ وزيدُ بنُ صُوحانَ وهو يُهِلُّ بالحَجِّ والعُمرَةِ بالقادِسيَّةِ
(1)
، فقالَ: هذا أضَلُّ مِن بَعيرِ أهلِه. قال: فكأنَّما حُمِلَ عليَّ بكَلامِهِما جَبَلٌ، حَتَّى أتَيتُ عُمَرَ بنَ الخطابِ، فذَكَرتُ ذَلِكَ له، فأقبَلَ عَلَيهِما فلامَهُما، ثُمَّ أقبَلَ عليَّ فقالَ: هُديتَ لِسُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وهَذا الحَديثُ يَدُلُّ على جَوازِ القِرانِ، وأنَّه لَيسَ بضَلالٍ، خِلافَ ما تَوَهَّمَه زَيدُ بنُ صُوحانَ وسَلمانُ بنُ رَبيعَةَ، [لا أنَّه]
(3)
أفضَلُ مِن غَيرِه، وقَد أمَرَ عُمَرُ رضي الله عنه بأنْ يُفصَلَ بَينَ الحَجِّ والعُمرَةِ.
بابُ مَنِ اختارَ التَّمَتُّعَ بالعُمرَةِ إلَى الحَجِّ وزَعَمَ أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كان مُتَمَتِّعًا أو تأسَّفَ عَلَيه، ولا يَتأسَّفُ إلَّا على ما هو أفضَلُ
8923 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّى وغَيرُه قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مالكٌ (ح) وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسلَمَةَ بنِ قَعنَبٍ وابنُ
(1)
في م: "بالفارسية".
(2)
جزء أبى العباس الأصم (384، 502). وأخرجه أحمد (169)، وابن ماجه (2970)، وابن حبان (3911) من طريق سفيان به. وتقدم في (8844، 8853).
(3)
في الأصل: "لأنه".
بُكَيرٍ وعَبدُ المَلِكِ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ أبي سلمةَ، عن مالكٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الحارِثِ بنِ نَوفَلِ بنِ الحارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ أنَّه حَدَّثَه، أنَّه سَمِعَ سَعدَ بنَ أبى وقّاصٍ والضَّحّاكَ بنَ قَيسٍ عامَ حَجِّ معاويةَ بنِ أبى سُفيانَ، وهُما يَذكُرانِ التَّمَتُّعَ بالعُمرَةِ إلَى الحَجِّ، فقالَ الضَّحّاكُ: لا يَصنَعُ ذَلِكَ إلَّا مَن جَهِلَ أمرَ اللهِ. فقالَ سَعدٌ: بئسَ ما قُلتَ يا ابنَ أخِى. فقالَ الضَّحّاكُ: فإِنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه كان يَنهَى عَنها. فقالَ سَعدٌ: قَد صَنَعَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وصَنَعناها مَعَه
(1)
. كَذا في هذه الرِّوايَةِ: قَد صَنَعَها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وفِي الرِّواياتِ الثّابِتاتِ عن غُنَيمِ بنِ قَيسٍ عن سَعدٍ في هذا الحَديثِ: قَد فعَلْناها. لَيسَ فيها ذِكرُ فِعلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، واللَّهُ أعلَمُ:
8924 -
أخبَرَناه أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّى، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ إسحاقَ ابنُ الخُراسانِيِّ، حدثنا محمدُ بنُ الجَهمِ، حدثنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ، حدثنا شُعبَةُ، عن سُلَيمانَ التَّيمِىِّ قال: سَمِعتُ غُنَيْمَ بنَ قَيسٍ قال: سألتُ سَعدَ بنَ مالكٍ عن المُتعَةِ، فقالَ: قَد فعَلناها وهَذا يَومَئذٍ كافِرٌ بالعُرُشِ
(2)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ أبي خَلَفٍ عن رَوحٍ
(3)
، وأرادَ سَعدُ بنُ أبى وقّاصٍ بما قال مُعاويَةَ بنَ أبى سُفيانَ، وأرادَ بالعُرُشِ بُيوتَ مَكَّةَ، وذَلِكَ بَيِّنٌ
(1)
المصنف في المعرفة (2734)، والشافعي 7/ 214، ويعقوب بن سفيان 1/ 363، ومالك 1/ 344، ومن طريقه أحمد (1503)، والترمذي (823)، والنسائي (2733)، وابن حبان (3939). وضعف إسناده الألباني في ضعيف الترمذي (138).
(2)
أخرجه أحمد (1568) من طريق سليمان التيمى به.
(3)
مسلم (1225/. . .).
في رِوايَةِ مَرْوانَ الفَزارِيِّ عن التَّيمِىِّ
(1)
.
8925 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ وأبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يَحيَى السُّكَّرِيُّ ببَغدادَ قالا: أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِيُّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا ابنُ التَّيمِىِّ - يَعنِى المُعتَمِرَ - وابنُ المُبارَكِ جَميعًا قالا: حدثنا سُلَيمانُ التَّيمِيُّ، حَدَّثَنِى غُنْيمُ بنُ قَيسٍ قال: سألتُ سَعدَ بنَ مالكٍ عنِ التَمَتُّعِ بالعُمرَةِ إلَى الحَجِّ، فقالَ: فعَلتُها مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهَذا يَومَئذٍ كافِرٌ في العُرُشِ. يَعنِى مَكَةَ، ويَعنِى به مُعاويَةَ
(2)
.
8926 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا ابنُ مِلحانَ، حدثنا يَحيَى، حَدَّثَنِى اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ قال: تَمَتَّعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ بالعُمرَةِ إلَى الحَجِّ وأهدَى، فساقَ مَعَه الهَدىَ مِن ذِى الحُلَيفَةِ، وبَدأ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأهَلَّ بالعُمرَةِ، ثُمَّ أهَلَّ بالحَجِّ، وتَمَتَّعَ النّاسُ مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالعُمرَةِ إلَى الحَجِّ، فكانَ مِنَ النّاسِ مَن أهدَى فَساقَ الهَدىَ، ومِنهُم مَن لَم يُهدِ، فلَمّا قَدِمَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قال لِلنّاسِ: "مَن كان مَعَه هَدىٌ فإِنَّه لا يَحِلُّ مِن شَئٍ حَرُمَ مِنه حَتَّى يَقضِىَ حَجَّه، ومَن لَم يَكُنْ مِنكُم أهدَى
(1)
أخرجه مسلم (1225/ 164).
(2)
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني 2/ 141 من طريق ابن المبارك به. وقال الذهبي 4/ 1756: وهذا لا يتجه؛ لأن عام حجة الوداع لم يبق بمكة كافر.
فليَطُفْ بالبَيتِ والصَّفا والمَروَةِ وليَتَحَلَّلْ، ثُمَّ ليُهِلَّ بالحَجِّ ويُهدِى، فمَن لَم يَجِدْ هَديًا فليَصُمْ ثَلاثَةَ أيّامٍ في الحَجِّ وسَبعَةً إذا رَجَعَ إلَى أهلِه". وطافَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَ قَدِمَ مَكَّةَ، فاستَلَمَ الرُّكنَ أوَّلَ شَئٍ، ثُمَّ خَبَّ
(1)
ثَلاثَةَ أطوافٍ مِنَ السَّبعِ، ومَشَى أربَعَةَ أطوافٍ، ثُمَّ رَكَعَ حينَ قَضَى طَوافَه بالبَيتِ عِندَ المَقامِ رَكعَتَينِ، ثُمَّ سَلَّمَ فانصَرَفَ فأتَى الصَّفا فطافَ بالصَّفا والمَروَةِ سَبعَةَ أطوافٍ، ثُمَّ لَم يَحلِلْ مِن شَئٍ حَرُمَ مِنه حَتَّى قَضَى حَجَّه ونَحَرَ هَديَه يَومَ النَّحرِ وأفاضَ، فطافَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَعنِى بالبَيتِ، ثُمَّ حَلَّ مِن كُلِّ شَئٍ حَرُمَ مِنه، وفَعَلَ مِثلَ ما فعَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَن أهدَى وساقَ الهَدىَ مِنَ النّاسِ.
8927 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا حُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُهاجِرٍ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ شُعَيبِ بنِ اللَّيثِ، حَدَّثَنِى أبى، أخبرَنِي أبى، حَدَّثَنِى عُقَيلُ بنُ خالِدٍ. فذَكَرَ الحديثَ بمِثلِه، إلَّا أنَّه قال:"فليَطُفْ بالبَيتِ وبَينَ الصَّفا والمَروَةِ وليُقَصِّرْ وليَحلِلْ"
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ، ورَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عبدِ المَلِكِ بنِ شُعَيبٍ
(3)
.
8928 -
وأخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ
(1)
الخبب: ضرب من العَدْوِ فيه اهتزاز. تفسير غريب ما في الصحيحين ص 57.
(2)
أخرجه أبو داود (1805) عن عبد الملك بن شعيب به. وسقط من الإسناد: "أخبرني أبى". وينظر تحفة الأشراف (6878). وأحمد (6247)، والنسائي (2731) من طريق الليث به.
(3)
البخاري (1691)، ومسلم (1227/ 174).
إسحاقَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حَدَّثَنِى اللَّيثُ. وأخبرَنا محمدٌ، أخبَرَنَى بِشرُ بنُ أحمدَ الإِسفَرايينِيُّ، حدثنا داودُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَقيلٍ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ شُعَيبِ بنِ اللَّيثِ بنِ سَعدٍ، حَدَّثَنِى أبى، عن جَدِّى، حَدَّثَنِى عُقَيلٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، أنَّ عائشةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَته عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في تَمَتُعِه بالحَجِّ إلَى العُمرَةِ وتَمَتُّعِ النّاسِ مَعَه بمِثلِ الَّذِى أخبرَنِي سالِمُ بنُ عبدِ اللهِ عن عبدِ اللهِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
. لَفظُ حَديثِ بشرٍ، رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ باللَّفظِ الَّذِى تَقَدَّمَ، ورَواه مسلمٌ عن عبدِ المَلِكِ بهَذا اللَّفظِ
(2)
.
وقَد رُوِّينا عن ابنِ عُمَرَ وعائشَةَ رضي الله عنهما في إفرادِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ما يُعارِضُ هذا
(3)
، وحَيثُ لَم يَتَحَلَّلْ مِن إحرامِه حَتَّى فرَغَ مِن حَجِّه في هذه الرِّوايَةِ أيضًا ففيه دَلالَةٌ على أنَّه لَم يَكُنْ مُتَمَتِّعًا، واللَّهُ أعلَمُ.
8929 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ محمدِ بنِ يَحيَى
(4)
، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ مُعاذٍ، حدثنا أبى، حدثنا شُعبَةُ، عن مُسلِمٍ القُرِّيِّ، سَمِعَ ابنَ عباسٍ يقولُ: أهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعُمرَةٍ وأهَلَّ أصحابُه بحَجٍّ، فلَم يَحِلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ولا مَن ساقَ الهَدىَ مِن أصحابِه، وحَلَّ بَقيَّتُهُم، وكانَ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ رضي الله عنه فيمَن ساقَ
(1)
أخرجه أحمد (6248) من طريق ليث به. وحديث سالم تقدم في (8926).
(2)
البخاري (1692)، ومسلم (1228/ 175).
(3)
تقدم في (8874) من حديث عائشة، وفى (8881) من حديث ابن عمر.
(4)
في س: "صاعد".
الهَدىَ فلَم يَحِلَّ
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ مُعاذٍ
(2)
، وأخرَجَه عن محمدِ بنِ بَشّارٍ عن غُندَرٍ عن شُعبَةَ إلَّا أنَ غُندَرًا خالَفَ مُعاذًا في طَلحَةَ، فقالَ: وكانَ مِمَّن لَم يَكُنْ مَعَه الهَدىُ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ ورَجُلٌ آخَرُ فأحلَّا
(3)
. وقَد خالَفَهُما رَوحُ بنُ عُبادَةَ وأبو داودَ الطَّيالِسِيُّ في الإهلالِ:
8930 -
أمّا حَديثُ رَوحٍ فأخبَرَناه أبو نَصرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ إسماعيلَ البَزّازُ بالطّابَرانَ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ مَنصورٍ الطُّوسِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ الصّائغُ، حدثنا رَوحٌ. وأخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ عُبَيدِ اللهِ النَّرسِيُّ، حدثنا رَوحٌ، حدثنا شُعبَةُ قال: سَمِعتُ مُسلِمًا القُرِّىَّ قال: سَمِعتُ ابنَ عباسٍ يقولُ: أهَلَّ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه بالحَجِّ، وكانَ مَن لَم يَسُقِ الهَدىَ حَلَّ، وكانَ طَلحَةُ وفُلانٌ لَم يَسوقا الهَدىَ فحَلَّا
(4)
.
8931 -
وأمّا حَديثُ أبي داودَ فأخبَرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا شُعبَةُ، عن مُسلِمٍ القُرِّيِّ قال: سَمِعتُ ابنَ عباسٍ يقولُ: أهَلَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالحَجِّ، فمَن كان مِن أصحابِه لَم يَكُنْ مَعَه هَديٌ حَلَّ، ومَن كان مَعَه هَدىٌ لَم يَحِلَّ، وكانَ
(1)
أخرجه أبو داود (1804) عن ابن معاذ به.
(2)
مسلم (1239/ 196).
(3)
مسلم (1239/ 197).
(4)
أخرجه أحمد (2141) من طريق روح به.
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وطَلحَةُ مِمَّن كان مَعَهُما الهَدىُ
(1)
.
وقَولُ مَن قال: إنَّه أهَلَّ بالحَجِّ. لَعَلَّه أشبَهُ لِموافَقَتِه رِوايَةَ أبى العاليَةِ البَرّاءِ
(2)
وأبِى حَسّانَ الأعرَجِ
(3)
عن ابنِ عباسٍ في إهلالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالحَجِّ، واللَّهُ أعلَمُ.
8932 -
أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أحمدَ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا شُعبَةُ، عن (ح) وأخبرَنا أبو نَصرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ إسماعيلَ الطّابَرانيُّ بها، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ مَنصورٍ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ الصّائغُ، حدثنا رَوحٌ، حدثنا شُعبَةُ، حدثنا الحَكَمُ، عن مُجاهِدٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"هذه عُمرَةٌ استَمتَعنا بها، فمَن لَم يَكُنْ مَعَه هَدىٌ فليَحِلَّ الحِلَّ كُلَّه، فقَد دَخَلَتِ العُمرَةُ في الحَجِّ إلَى يَومِ القيامَةِ"
(4)
. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ غُندَرٍ ومُعاذِ بنِ مُعاذٍ عن شُعبَةَ
(5)
، وكأنَّه أرادَ واللهُ أعلمُ أصحابَه الَّذينَ حَلُّوا واستَمتَعوا، وثابِتٌ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه تَلَهَّفَ حَيثُ ساقَ الهَدىَ فلَم يَحِلَّ، ولَو كان مُتَمَتِّعًا بالعُمرَةِ إلَى الحَجِّ لَم يَتَلَهَّفْ عَلَيها، واللهُ أعلَمُ.
(1)
الطيالسي (2886).
(2)
تقدم في (8883، 8884).
(3)
تقدم في (8885).
(4)
الطيالسي (2764). وأخرجه أحمد (3172) من طريق روح به. وأبو داود (1790)، والنسائي (2814) من طريق شعبة به.
(5)
مسلم (1241/ 203).
8933 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا يَحيَى بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ يَحيَى، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ بنِ يوسُفَ، حدثنا يَحيَى بنُ محمدٍ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا يَحيَى، حدثنا ابنُ جُرَيجٍ، أخبرَنِي عَطاءٌ، سَمِعتُ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ في أُناسٍ مَعِى قال: أهلَلْنا أصحابَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالحَجِّ خالِصًا وحدَه، فقَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صُبحَ رابِعَةٍ مَضَت مِن ذِى الحِجَّةِ، فأمَرَنا بعدَ أنْ قَدِمَ أنْ نَحِلَّ، فقالَ:"أحِلُّوا وأَصيبوا النِّساءَ". قال عَطاءٌ: ولَم يَعزِمْ عَلَيهِم أنْ يُصيبوا النِّساءَ، ولَكِنَّه أحَلَّهُنَّ لَهُم. قالَ عَطاءٌ: قال جابِرٌ: فبَلَغَه عَنّا أنّا نَقولُ: لَما لَم يَكُنْ بَينَنا وبَينَ عَرَفَةَ إلَّا خَمسٌ أمَرَنا أنْ نَحِلَّ إلَى نِسائِنا، فنأتِيَ عَرَفَةَ تَقطُرُ مَذاكيرُنا المَنِيَّ. قال: ويَقولُ جابِرٌ بيَدِه، كأنِّى أنظُرُ إلَى قَولِه بيَدِه يُحَرِّكُها. فقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فينا فقالَ:"قَد عَلِمتُم أنِّى أتقاكُم للهِ وأَصدَقُكُم وأَبَرُّكُم، ولَولا هَديِي لأحلَلتُ كما تَحِلّونَ، ولَوِ استَقبَلتُ مِن أمرِى ما استَدبَرتُ ما أهدَيتُ، فحِلُّوا". قال: فأحلَلْنا وسَمِعْنا وأطَعْنا. قال جابِرٌ: فقَدِمَ عليٌّ رضي الله عنه مِن سِعايَتِه، فقالَ له النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"بمَ أهلَلْتَ؟ ". قال: بما أهَلَّ به النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قال: "فأهدِ وامكُثْ حَرامًا". قال فأهدَى له عليٌّ رضي الله عنه هَديًا. قال سُراقَةُ بنُ مالكِ بنِ جُعشُمٍ: مُتعَتُنا هذه يا رسولَ اللَّهِ، لِعامِنا هذا أم لأبَدٍ؟ قال:"بَل لأبَدٍ"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ حاتِمٍ، عن يَحيَى القَطّانِ
(2)
، وأخرَجَه البخاريُّ مُختَصَرًا مِن حَديثِ ابنِ جُرَيجٍ ومِن حَديثِ حَبيبٍ المُعَلِّمِ عن عَطاءٍ
(3)
.
(1)
تقدم في (8758).
(2)
مسلم (1216/ 141).
(3)
البخاري (4353، 7367) من حديث ابن جريج، وفى (1785، 7230) من حديث حبيب، =
8934 -
وأخبرَنا أبو نَصرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ إسماعيلَ الطّابَرانِيُّ بها، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ مَنصورٍ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ الصّائغُ، حدثنا رَوحٌ، حدثنا شُعبَةُ، عن الحَكَمِ قال: سَمِعتُ عليَّ بنَ حُسَينٍ، عن ذَكوانَ مَولَى عائشةَ، عن عائشةَ أنَّها قالَت: قَدِمْنا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأربَعٍ أو لِخَمسٍ مَضَينَ مِن ذِى الحِجَّةِ. قالَت: فدَخَلَ عليَّ يَومًا وهو غَضبانُ، فقُلتُ: مَن أغضَبَكَ يا رسولَ اللهِ؟ أدخَلَه اللَّهُ النّارَ. قال: "أما شَعَرتِ أنِّى أمَرْتُ النّاسَ بأَمرٍ فإِذا هُم يَتَرَدَّدونَ فيه؟ ". قال الحَكَمُ: كأنَّهُم هابوا أحسِبُ. قال: "ولَو أنِّى استَقَبَلتُ مِن أمرِى ما استَدبَرتُ، ما سُقتُ الهَدىَ حَتَّى أشتَرِيَه، ثُمَّ أحِلَّ كما حَلُّوا"
(1)
. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" من حَديثِ غُندَرٍ ومُعاذٍ عن شُعبَةَ
(2)
.
8935 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بنُ الحَسَنِ القاضِى، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَينِ، حدثنا آدَمُ، حدثنا شُعبَةُ، حدثنا أبو جَمرَةَ قال: تَمَتَّعتُ فنَهانِي ناسٌ، فسألتُ ابنَ عباسٍ فأمَرَنِي بها، فرأيتُ في المَنامِ كأنَّ رَجُلًا يقولُ لِي: حَجٌّ مَبرورٌ وعُمرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ. فأخبَرتُ ابنَ عباسٍ فقالَ: اللهُ أكبَرُ! سُنَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال أبو جَمرَةَ: قال ابنُ عباسٍ: أقِمْ عِندِى، وأجعَلُ لَكَ سَهمًا مِن مالِي. قالَ شُعبَةُ: فقُلتُ له: ولِمَ قال لَكَ ذَلِكَ؟ فقالَ: لِلرُّؤيا التي رأيتُ
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن آدَمَ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن
= وتقدم في (8758، 8878، 8879).
(1)
أخرجه أحمد (25425) عن روح به. وابن خزيمة (2606)، وابن حبان (3941) من طريق شعبة به.
(2)
مسلم (1211/ 130، 131).
(3)
أخرجه أحمد (2118) من طريق شعبة به.