الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ الرَّجُلِ يُطيقُ المَشىَ ولا يَجِدُ زادًا ولا راحِلَةً فلا يَبينُ أن يوجَبَ عَلَيه الحَجُّ
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: قَد رُوِىَ أحاديثُ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم تَدُلُّ على أن لا يَجِبُ المَشىُ على أحَدٍ إلَى الحَجِّ وإِن أطاقَه، غيرَ أنَّ مِنها مُنقَطِعَةً، ومِنها ما يَمتَنِعُ أهلُ الحديثِ مِن تَثبيتِهِ
(1)
. ثُمَّ ذَكَرَ الحديثَ الَّذِى:
8711 -
أخبَرَناه أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِي، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا سعيدُ بن سالِمٍ، عن إبراهيمَ بنِ يَزيدَ، عن محمدِ بنِ عَبّادِ بنِ جَعفَرٍ قال: قَعدْنا إلَى عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، فسَمِعتُه يقولُ: سألَ رَجُلٌ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: ما الحاجُّ؟ قال: "الشَّعِثُ التَّفِلُ
(2)
". فقامَ آخَرُ فقالَ. يا رسولَ اللهِ، أىُّ الحَجَّةِ أفضَلُ؟ قال: "العَجّ والثَّجُّ
(3)
". فقامَ آخَرُ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ما السَّبيلُ؟ قال: "زادٌ وراحِلَةٌ"
(4)
.
هَذا الَّذِى عَنَى الشّافِعِىُّ بقَولِه: مِنها ما يَمتَنِعُ أهلُ العِلمِ مِن تَثبيتِه. وإِنَّما امتَنَعوا مِنه؛ لأنَّ الحديثَ يُعرَفُ بإِبراهيمَ بنِ يَزيدَ الخُوزِىِّ، وقَد ضَعَّفَه أهلُ العِلمِ بالحَديثِ
(5)
. أخبرَنا أبو سَعدٍ المالينِىُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ ابنُ عَدِىٍّ
(1)
الأم 2/ 116.
(2)
يريد أن صفة الحاج أن يهجر الطيب والدهن حتى يشعث بدنه وتتغير رائحته. غريب الحديث للخطابي 2/ 263.
(3)
العج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: سيلان دماء الهدى. غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 279.
(4)
المصنف في المعرفة (2662)، والشافعي 2/ 116. وتقدم في (8697). وسيأتي في (9183).
(5)
تقدم في (132).
الحافظُ، حدثنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ سُلَيمانَ، حدثنا أحمدُ بنُ سعيدِ بنِ أبي مَريَمَ قال: سَمِعتُ يَحيَى بنَ مَعينٍ يقولُ: إبراهيمُ بنُ يَزيدَ الخُوزِى رَوَى حَديثَ محمدِ بنِ عَبّادٍ هَذا، لَيسَ بثِقَةٍ
(1)
.
قال الشيخُ: وقَد رَواه محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ عن محمدِ بنِ عَبّادٍ
(2)
، إلَّا أنَّه أضعَفُ مِن إبراهيمَ بنِ يَزيدَ
(3)
.
ورَواه أيضًا محمدُ بنُ الحَجّاجِ عن جَريرِ بنِ حازِمٍ عن محمدِ بنِ عَبّادٍ
(4)
، ومُحَمَّدُ بنُ الحَجّاجِ مَتروكٌ
(5)
.
ورُوِىَ عن سعيدِ بنِ أبي عَروبَةَ وحَمّادِ بنِ سلَمةَ عن قَتادَةَ عن أنَسٍ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الزّادِ والرَّاحِلَةِ
(6)
، ولا أُراه إلَّا وهْمًا.
8712 -
فقَد أخبرَنا أبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ علىِّ بنِ المُؤَمَّلِ، حدثنا أبو عثمانَ عمرُو بنُ عبدِ اللهِ البَصرِىُّ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أخبرَنا سعيدُ بنُ أبي عَروبَةَ، عن قَتادَةَ، عن الحَسَنِ قال: سُئلَ عن قَولِ اللهِ عز وجل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
(1)
الكامل لابن عدي 1/ 227.
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل 1/ 227.
(3)
ينظر الكلام على محمد بن عبد الله بن عمير في: التاريخ الكبير 1/ 142، والجرح والتعديل 7/ 300، والمجروحين لابن حبان 2/ 257، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى 3/ 80.
(4)
أخرجه الدارقطني 2/ 218.
(5)
هو محمد بن الحجاج المصفر أبو عبد الله الهاشمي، بغدادى. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل 7/ 234، والمجروحين 2/ 296، وتاريخ بغداد 2/ 282، وميزان الاعتدال 3/ 509.
(6)
أخرجه الدارقطني 2/ 216.
سَبِيلًا} [آل عمران: 97]. قال: قيلَ: يا رسولَ اللهِ، ما السَّبيلُ؟ قال:"مَن وجَدَ زادًا وراحِلَةً"
(1)
. هَذا هو المَحفوظُ عن قَتادَةَ عن الحَسَنِ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مُرسَلًا.
وكَذَلِكَ رَواه يونُسُ بنُ عُبَيدٍ عن الحَسَنِ
(2)
. ورَواه الشّافِعِىُّ عن عبدِ الوَهّابِ عن يونُسَ
(3)
.
8713 -
ورَواه عَتّابُ بنُ أعيَنَ عن سُفيانَ الثَّورِىِّ عن يونُسَ بنِ عُبَيدٍ عن الحَسَنِ عن أُمِّه عن عائشةَ قالَت: سُئلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: ما السَّبيلُ إلَى الحَجِّ؟ قال: "الزّادُ والرّاحِلَةُ". أخبَرَناه أبو بكرِ ابنُ الحارِثِ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ حَيّانَ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ أبي حاتِمٍ قال: وجَدتُ في كِتابِ عَتّابِ بنِ أعيَنَ. فذَكَرَه
(4)
. ورُوِىَ مِن وجهٍ آخَرَ عن عَتّابٍ.
ورُوِىَ فيه أحاديثُ أُخَرُ لا يَصِحُّ شَئٌ مِنها، وحَديثُ إبراهيمَ بنِ يَزيدَ أشهَرُها، وقَد أكَّدناه بالَّذِى رَواه الحَسَنُ البَصرِيُّ وإِن كان مُنقَطِعًا.
8714 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، حدثنا أبو الحَسَنِ الطَّرائفِىُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالِحٍ، حَدَّثَنِى مُعاويَةُ بنُ صالِحٍ،
(1)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 5/ 613 من طريق سعيد به.
(2)
أخرجه سعيد بن منصور في سننه (518 - تفسير)، وابن جرير في تفسيره 5/ 612، 613، والدارقطني 2/ 218. وتقدم في (8698). وقال ابن حجر في التلخيص 2/ 221: وسنده صحيح إلى الحسن، ولا أرى الموصول إلا وهمًا.
(3)
أخرجه المصنف في المعرفة عقب (2662).
(4)
أخرجه الدارقطني 2/ 217 من طريق ابن أبي حاتم به. والعقيلى في الضعفاء 3/ 332 من طريق عتاب به. وقال ابن حجر في التلخيص 2/ 221 بعد سرد روايات الحديث: وطرقها كلها ضعيفة، قال أبو بكر ابن المنذر: لا يثبت الحديث في ذلك مسندًا.