الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تولى الشيخ قضاء بلدة المجمعة وإقليم سدير مع بلدان أخرى، عينه لهذا الشأن الملك عبد العزيز رحمه الله وكانت له آثار طيبة ومواقف محمودة مشكورة في الصلح العام والوساطة بين المتحاريين في حوادث معروفة في أيامه. واستمر في القضاء نحواً من ثلاثة عقود ونصف إلى سنة (1360 هـ) حيث استعفى فأعفي، وتفرغ للتدريس والتأليف حتى توفي، عام (1373 هـ) رحمه الله.
وتخرج على يديه من العلماء: الشيخ عبد الله بن زاحم، والشيخ محمد الخيَّال، والشيخ عبد الرحمن ابن قاسم، والشيخ حمو بن عبد الله التويجري، وغيرهم كثير، وكثرهم تقلدوا مناصب القضاء في المملكة.
وترك من المؤلفات من بين تعليقات ورسائل وفتاوى أشياء كثيرة، منها:
1 -
حاشية على الروض المربع للبهوتي.
2 -
تعليقات على نونية ابن القيم في العقيدة.
ويعض رسائله وفتاواه محفوظة ضمن مجاميع الرسائل النجدية (1).
3 - الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (1307 - 1376 ه
ـ):
ولد في بلدة عنيزة، ونشأ يتيم الأم، ثم يتيم الأب، فعنيت به زوجة أبيه، فلما كبر انتقل إلى بيت أخيه الأكبر حَمَد، فحفظ القرآن وأقبل على العلم في بلده، فانقطع له وجدّ في تحصيله حفظاً وفهماً ودراسة، حتى مهر، ونبغ وهو لا يزال في أطوار الطفولة ويواكير الشباب، وانصرف إلى العثاية بعلوم التفسير والحديث والتوحيد، وجعل من مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم نبراساً له، فهي عنده في السمع والبصر والمورد والمصدر، فتوسعت مداركه، وتفتق ذهنه عن قريحة اجتهادية وثابة تنزع بالدليل، ولا تنقاد إلا لما ترجحه الحجج من الأقوال والروايات والوجوه في المذهب الحنبلي. وبالرغم من أنه لم يحظ بالرحلة خارج بلده إلا أنه كان يكاتب العلماء في شتى بلاد الإسلام يسأل عن قضايا العصر، وما أفرزته المدنية الحديثة.
(1) علماء نجد 4/ 265، وروضة الناظرين 2/ 68، وتسهيل السابلة 2/ 1825.
ومن أبرز شيوخه بعنيزة: الشيخ إبراهيم بن محمد بن جاسر، في التفسير والحديث- وأصولهما، والشيخ صالح بن عثمان آل قاضي في الفقه وأصوله، والشيخ محمد بن عبد العزيز المانع، في علوم اللغة، وغيرهم كثير.
واختصاصُ كل شيخ بما يتقنه من الفنون قد أكسب الشيخَ ابن سعدي معرفةً متميزة في تلك الفنون، كما تأثر بالشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله بطريقته في إلقاء الدرس وتقرير المسائل.
ولما بلغ الشيخ أشُدَّه واستوى في العلم تولى إمامة جامع بلدته عنيزة الكبير، ونشر علمه فيه خطيباً وفقيهاً ومفيداً للطلاب، يصرف جل أوقاته للدرس والتعليم (1)، إلى جانب كنابة الوثائق وتحرر أوقاف الواقفين، ووصايا الموصين، وعقد الأنكحة، وغير ذلك.
وممن تخرج على يديه: الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام مؤلف "علماء نجد خلال ثمانية قرون"، والشيخ محمد بن صالح العثيمين تغمده الله بواسع رحمته، والشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان رحمه الله صاحب المؤلفات الكثيرة. وغيرهم من أبناء الأسر المتفرقة في عنيزة وما حولها من ىل البسام والزغيبي والقاضي والشبل والزامل والعقيل، في آخرين يتجاوزن مئة وخمسين. وقد أسندت إلى الكثير منهم مناصب القضاء والدعوة والإفتاء والإرشاد، والقيام بالتدريس في المدارس والمعاهد العلمية التي أنشأتها المملكة.
وترك علامة القصيم رحمه الله جملة وافرة من الكتب في التفسير والفقه وغير ذلك، منها: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ويهجة قلوب الأبرار، والرياض الناضرة، والمختارات الجلية، والجمع بين الإنصاف ونظم ابن عبد القوي، والأصول الجامعة، وغيرها. وله فتاوى جمعت بعد وفاته ورتبت وطبعت (2).
(1) ومن جملة الكتب التي كان يدرسها لطلابه: منتقى الأخبار، وبلوغ المرام، وشرح العقيدة الطحاوية، وكتاب التوحيد، ومنتهى الإرادات مع شرحه، وزاد المستقنع مع شرحه، والألفية في النحو وشرحها لإبن عقيل، وقطر الندى وشرحه، بالإضافة إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب.
(2)
علماء نجد 3/ 218، وروضة الناظرين 1/ 220. وقد أطال تلميذه الشيخ البسام في التعريف به وبشيوخه وتلاميذه وآثاره، بالإضافة إلى التعريف بجاهع عنيزة الكبير الذي كان يدرس فيه الشيخ، وبقايا المخطوطات التي تحتوي عليها خزائته العامرة. وقام الدكتوران الفاضلان: عبد الله بن محمد الطيار =