الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثَّانِي: الرُّقَى: وَمِنْ أَمْثِلَتِهَا رُقْيَةُ جِبْرِيل عليه السلام لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّتِي رَوَاهَا مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَهِيَ: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُل شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُل نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ. (1)
هَذَا وَمِمَّا يُدْفَعُ بِهِ ضَرَرُ الْحَاسِدِ عَنْ غَيْرِهِ دُعَاؤُهُ لِغَيْرِهِ بِالْبَرَكَةِ وَقَوْلَةُ: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاَللَّهِ. كَمَا فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم لِعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو أُمَامَةَ عَنْ أَبِيهِ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ (2) وَكَمَا فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ: مَنْ رَأَى شَيْئًا فَأَعْجَبَهُ فَقَال: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاَللَّهِ، لَمْ يَضُرَّهُ. (3)
وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ، أَوْ دَخَل حَائِطًا مِنْ حِيطَانِهِ قَال: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاَللَّهِ (4)
(1) حديث رقية جبريل: " بسم الله أرقيك. . . ". أخرجه مسلم (4 / 1719 ط الحلبي) من حديث أبي سعيد الخدري.
(2)
حديث: " إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ". أخرجه ابن ماجه (2 / 1160 ط الحلبي) وصححه ابن حبان (7 / 635 ط دار الكتب العلمية) .
(3)
حديث: " من رأى شيئا فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة. . . ". أورده الهيثمي في المجمع (5 / 109 ط القدسي) من حديث أنس، وقال:" رواه البزار من رواية أبي بكر الهزلي، وأبو بكر ضعيف جدا ".
(4)
زاد المعاد 3 / 119 ط الحلبي، وتبيين الحقائق مع حاشية الشلبي 6 / 16 - 17 ط بولاق، وابن عابدين 5 / 232 - 233.
الآْثَارُ الْفِقْهِيَّةُ:
14 -
إِذَا أَدَّى الْحَسَدُ إِِلَى التَّلَفِ أَوِ الْقَتْل أَوِ اعْتَرَفَ الْحَاسِدُ بِأَنَّهُ قَتَلَهُ بِالْعَيْنِ فَفِي وُجُوبِ الْقِصَاصِ أَوِ الدِّيَةِ خِلَافٌ. فَقَال الْقُرْطُبِيُّ كَمَا ذَكَرَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ: لَوْ أَتْلَفَ الْعَائِنُ شَيْئًا ضَمِنَهُ، وَلَوْ قَتَل فَعَلَيْهِ الْقِصَاصُ أَوِ الدِّيَةُ، إِذَا تَكَرَّرَ ذَلِكَ مِنْهُ، بِحَيْثُ يَصِيرُ عَادَةً، وَهُوَ فِي ذَلِكَ كَالسَّاحِرِ. وَتَذْكُرُ كُتُبُ الشَّافِعِيَّةِ أَنَّ الْعَائِنَ إِذَا أَصَابَ غَيْرَهُ بِالْعَيْنِ وَاعْتَرَفَ بِأَنَّهُ قَتَلَهُ بِالْعَيْنِ فَلَا قِصَاصَ، وَإِِنْ كَانَتِ الْعَيْنُ حَقًّا، لأَِنَّهُ لَا يُفْضِي إِِلَى الْقَتْل غَالِبًا، وَلَا يُعَدُّ مُهْلِكًا، وَلَا دِيَةَ فِيهِ وَلَا كَفَّارَةَ، لأَِنَّ الْحُكْمَ إِنَّمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى مُنْضَبِطٍ عَامٍّ دُونَ مَا يَخْتَصُّ بِبَعْضِ النَّاسِ فِي بَعْضِ الأَْحْوَال، فَمَا لَا انْضِبَاطَ لَهُ كَيْفَ وَلَمْ يَقَعْ مِنْهُ فِعْلٌ أَصْلاً وَإِِنَّمَا غَايَتُهُ حَسَدٌ وَتَمَنٍّ لِزَوَال النِّعْمَةِ (1) .
(1) فتح الباري 10 / 205 ط الرياض، أسنى المطالب 4 / 83 ط الميمنية، روضة الطالبين 9 / 348 المكتب الإسلامي، ومصطلح:(عين) .