الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتَهَا مِنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْل إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُول: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَِهْل بَقِيعِ الْغَرْقَدِ (1) .
قَوْل: " عليه السلام " عِنْدَ ذِكْرِ نَبِيٍّ أَوْ رَجُلٍ مِنَ الصَّالِحِينَ:
29 -
السَّلَامُ عَلَى مَنْ ذُكِرَ فِي الْغَيْبَةِ مَقْصُورٌ عَلَى الأَْنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ عِنْدَ ذِكْرِهِمْ، مِثْل قَوْلِكَ: نُوحٌ عليه السلام أَوْ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام أَوْ جِبْرِيل عليه السلام، وَذَلِكَ تَأَسِّيًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} (2) وَقَوْلِهِ: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (3) وَقَوْلِهِ: {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} (4) وَقَوْلِهِ: {سَلَامٌ عَلَى إِل يَاسِينَ} (5) نَعَمْ يَجُوزُ السَّلَامُ عَلَى آلِهِمْ وَأَصْحَابِهِمْ تَبَعًا لَهُمْ دُونَ اسْتِقْلَالٍ.
(1) حديث عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها. أخرجه مسلم (1 / 669 - ط. الحلبي) .
(2)
سورة الصافات / 79.
(3)
سورة الصافات / 109.
(4)
سورة الصافات / 120.
(5)
سورة الصافات / 130.
30 -
وَأَمَّا السَّلَامُ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّالِحِينَ اسْتِقْلَالاً فَمَنَعَهُ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُوَيْنِيُّ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ، وَقَال بِأَنَّ السَّلَامَ هُوَ فِي مَعْنَى الصَّلَاةِ فَلَا يُسْتَعْمَل فِي الْغَائِبِ، فَلَا يُفْرَدُ بِهِ غَيْرُ الأَْنْبِيَاءِ، فَلَا يُقَال: أَبُو بَكْرٍ عليه السلام وَلَا عَلِيٌّ عليه السلام، وَسَوَاءٌ فِي هَذَا الأَْحْيَاءُ وَالأَْمْوَاتُ، وَأَمَّا الْحَاضِرُ فَيُخَاطَبُ بِهِ فَيُقَال: سَلَامٌ عَلَيْكَ أَوْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ أَوِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَوْ عَلَيْكُمْ.
وَفَرَّقَ آخَرُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ بِأَنَّ السَّلَامَ يُشْرَعُ فِي حَقِّ كُل مُؤْمِنٍ مِنْ حَيٍّ وَمَيِّتٍ وَغَائِبٍ وَحَاضِرٍ، وَهُوَ تَحِيَّةُ أَهْل الإِْسْلَامِ، بِخِلَافِ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا مِنْ حُقُوقِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَآلِهِ - وَلِهَذَا يَقُول الْمُصَلِّي: السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، وَلَا يَقُول: الصَّلَاةُ عَلَيْنَا (1) .
السَّلَامُ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ:
31 -
الْخُرُوجُ مِنَ الصَّلَاةِ لَا يَكُونُ إِلَاّ بِالسَّلَامِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ؛ لأَِنَّ السَّلَامَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ عِنْدَهُمْ - لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطَّهُورُ
(1) الأذكار / 210 - ط. الأولى، القول البديع للسخاوي / 57 ط. الثالثة، جلاء الأفهام لابن القيم / 345 ط. الأولى.
وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ (1) . أَمَّا الْحَنَفِيَّةُ فَالسَّلَامُ عِنْدَهُمْ لَيْسَ رُكْنًا بَل هُوَ وَاجِبٌ، لأَِنَّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لَمْ يُعَلِّمْهُ الْمُسِيءَ صَلَاتَهُ، وَلَوْ كَانَ فَرْضًا لأََمَرَ بِهِ؛ إِذْ لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ. فَالْخُرُوجُ مِنَ الصَّلَاةِ عِنْدَهُمْ يَكُونُ بِالسَّلَامِ، وَيَكُونُ بِغَيْرِهِ مِنْ كُل عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ مُنَافٍ لِلصَّلَاةِ. وَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى سَلَامٍ (2) . وَتَفْصِيلُهُ فِي (تَسْلِيم) .
هَذَا وَالسَّلَامُ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنْ صَلَاةِ
(1) حديث: " مفتاح الصلاة الطهور. . . . ". أخرجه الترمذي (1 / 9 - ط. الحلبي) من حديث جابر بن عبد الله، وإسناده حسن.
(2)
ابن عابدين 1 / 314 - 315 ط. المصرية، فتح القدير 1 / 225 - 226 ط. الأولى، الاختيار 1 / 54 ط. الثالثة، تبيين الحقائق 1 / 125 - 126 ط. الأولى بولاق، الفتاوى الهندية 1 / 76 - 77 ط. الثانية بولاق، جواهر الإكليل 1 / 48 - 49 ط. المعرفة، حاشية الدسوقي 1 / 240 - 241 ط الفكر، حاشية العدوي على الرسالة 1 / 245 - 247 ط المعرفة، شرح الزرقاني 1 / 202 ط. الفكر، الخرشي 1 / 273 - 274 ط. بولاق. حاشية القليوبي 1 / 169 - 170 ط حلب، الروضة 1 / 267 - 269 ط. المكتب الإسلامي، المهذب للشيرازي 2 / 87 ط. الثانية - نهاية المحتاج 1 / 514 - 515 ط. المكتبة الإسلامية، المجموع 3 / 473 - 484 ط. السلفية، كشاف القناع 1 / 361 ط. النصر، الإنصاف 2 / 82 - 83 ط. الثانية، المغني 1 / 551 - 552 ط. الرياض.
الْجِنَازَةِ يَكُونُ بَعْدَ آخِرِ تَكْبِيرَةٍ. وَتَفْصِيل ذَلِكَ يَذْكُرُهُ الْفُقَهَاءُ فِي (صَلَاة الْجِنَازَةِ (1))
(1) تبيين الحقائق 1 / 241 ط. الأميرية، ابن عابدين 1 / 585 ط. المصرية، الاختيار 1 / 95 ط. المعرفة، جواهر الإكليل 1 / 108 ط المعرفة، حاشية الدسوقي 1 / 413 ط. الفكر، الخرشي 2 / 117 - 119 ط. بولاق، حاشية العدوي على الرسالة 1 / 375 ط. الفكر، حاشية القليوبي 1 / 331 ط. حلب، المهذب 1 / 141 ط حلب، روضة الطالبين 2 / 127 ط. المكتب الإسلامي، نهاية المحتاج 2 / 463 - 664 ط. المكتبة الإسلامية، كشاف القناع 2 / 116 ط. النصر، الإنصاف 2 / 523 ط. التراث، المغني 2 / 491 - 492 ط. الرياض.