الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دونه وترفع الرَّايَات فِي أَرْكَان السرير ويحدق بِهِ سياج آخر من الرُّمَاة بالرجالة فيعظم هيكله وَيصير فِئَة للمقاتلة وملجأ للفر وَالْكر وَفعل ذَلِك الْفرس أَنَام الْقَادِسِيَّة وَكَانَ رستم جَالِسا فِيهِ على سَرِير نَصبه لجلوسه حَتَّى اختلت صُفُوف فَارس وخالطه الْعَرَب فِيهِ فَعدل عَنهُ إِلَى الْفُرَات وَقتل وَكَانَ اكثر أهل الْكر والفر من الْعَرَب وَأكْثر المم البدوية الرجالة يصفونَ ابلهم وَالظّهْر الْحَامِل لطعامهم فَيكون فِئَة لَهُم ويسمونه المجهود
تَعْرِيف قَالَ ابْن خلدون وَلَيْسَ أمة من المم إِلَّا وَهِي تفعل ذَلِك فِي حروبها وتراه أوثق من الجولة وَهُوَ أَمر مشَاهد
قَالَ وَقد أغفلته الدول لعهدنا بِالْجُمْلَةِ واعتاضوا عَنهُ بِالظّهْرِ الْحَامِل للأثقال والفساطيط يجعلونه ساقة من خَلفهم وَلَا تغني عَنْهَا الفيلة وَالْإِبِل فَصَارَت العساكر بذلك عرضة للهزائم مستندة للفرار فِي المواقف
الْفَصْل الرَّابِع
فِي مَكَائِد مَا قبل الْقِتَال وآدابه
وَقبل تعديد المهم من ذَلِك فَلَا بُد من استحضار المكايدة والحيل من انفع مَا يعْتَمد عَلَيْهِ فِي الحروب وَالْوَصِيَّة بذلك مكررة والنفع بِهِ مشَاهد
وَقَالُوا إِذا طالبت عَدوك بِالْقُوَّةِ فَلَا تقدمن عَلَيْهِ حَتَّى تعلم ضعفه عَنْك وَإِذا طالبته بالمكيدة فَلَا يعظمن أمره عنْدك وَإِن كَانَ عَظِيما وَفِي التَّمْثِيل والمحاضرة الكيد ابلغ من الأيد
وَفِي الصَّحِيح الْحَرْب خدعة أَي يَنْقَضِي أمره بخدعة وَاحِدَة
قَالَ الزَّرْكَشِيّ الْمَعْنى أَن المماكرة فِي الْحَرْب أَنْفَع من المكابرة إِذا تقرر هَذَا فقد نذْكر من ذَلِك جملَة
المكيدة الأولى وَهِي أهم مَا يبْدَأ بِهِ قبل الْقِتَال بَث الجواسيس الثقاة فِي عَسْكَر الْعَدو وبلاده لتعرف أخبارهم مَعَ السَّاعَات وَمَا عِنْدهم من الْعدة وَالْعدَد وَمَا لَهُم من المكائد والحيل وَكم عدد رُؤَسَائِهِمْ وشجعانهم وَمَا مَنْزِلَتهمْ عِنْد صَاحبهمْ ويدس إِلَيْهِم مَا يخدعون يه من صلَة أَو ولَايَة حَتَّى يغدروا صَاحبهمْ أَو يهربوا عَنهُ ويخذلوه عِنْد لِقَائِه
قَالَ الطرطوشي ووجوه الْحِيَل لَا تحصى والحاضر فِيهَا أبْصر من الْغَائِب
المكيدة الثَّانِيَة أَن يلقى على السّنة كبراء الْعَدو أَنهم يكاتبون بِالْخدمَةِ ووعد الْوَفَاء بإظهارها ويشاع مَا يزور من ذَلِك لتقوى بِهِ الْقُلُوب ويتحدث النَّاس بمضمونه وَإِذا بلغ الْعَدو ذَلِك لَا بُد أَن يتأثر لَهُ وَإِن علم كذبه وَكَذَا فِيمَا يُرْسل إِلَيْهِم كَأَنَّهُ جَوَاب مَا يُرْسل مِنْهُم
المكيدة الثَّالِثَة أَن يعمى الْأَخْبَار عَن الْعَدو ويسد دونه أَبْوَاب الْعلم بهَا حَتَّى يطلع مَا يحملهُ على اغتنام فرْصَة أَو يحاول بِهِ إبِْطَال مكيدة عَلَيْهِ وَذَلِكَ بإذكاء الْعُيُون على الجواسيس المترددة إِلَيْهِ فِي مراصد العثور عَلَيْهِم وأماكن الشُّعُور بهم وَانْظُر إِلَى دُعَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم حِين توجه إِلَى فتح مَكَّة اللَّهُمَّ أَعم عَن قُرَيْش الْأَخْبَار
المكيدة الرَّابِعَة مُوالَاة طَائِفَة من الْعَدو ومصالحتهم مَتى قدر على ذَلِك وأمكنت الخديعة بِهِ فقد قيل ليكن السُّلْطَان لفريق من أعدائه مصاحبا ومداهنا ليعرف بِهِ أَخْبَار بغيتهم ويهدم بِهِ اتِّفَاق جَمِيعهم ويتسبب بِهِ إِلَى خلافهم وتشتيت رَأْيهمْ
وَقيل الصُّلْح أحد الحروب الَّتِي يدْفع بهَا الْأَعْدَاء عَن الْمضرَّة فَإِذا كثر أعداؤك فَصَالح بَعضهم وأطمع بَعضهم بصلحك واستقبل بَعضهم بحربك
المكيدة الْخَامِسَة تَوْلِيَة بعض رُؤَسَاء الْعَدو المتمردين على السُّلْطَان وتضرب بَعضهم بِبَعْض فقد قيل إِذا ابتلى السُّلْطَان بِقوم ذَوي نفاق وَشدَّة وَقلة انقياد إِلَى الطَّاعَة فَليقمْ مِنْهُم رُؤَسَاء ويلق بَينهم الْخلاف حَتَّى يكفيهم بَعضهم مؤونة بعض وَيبقى هُوَ فِي أَمن وراحة فَإِنَّهُ إِن صلح مَا بَينهم رجعُوا كلهم عَلَيْهِ فليدبرهم بِهَذَا التَّدْبِير قبل تدبيرهم رجعُوا كلهم عَلَيْهِ فليدبرهم بِهَذَا التَّدْبِير قبل تدبيرهم الْحَرْب
تَمْثِيل فِي العهود اليونانية
شبهت الْخَوَارِج بالماس الَّذِي يقطع أَصْلَب الْأَحْجَار ويبطله أَضْعَف الْأَجْسَام فمراوغة الناجم والتدريب من مكافحته
انْتهى