الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرفيعة ومعظم خواصه من صحابته ووزرائه وقضاته غرباء وَلِهَذَا أَمر أَن يُسمى الغرباء فِي بِلَاده بالأعزة فَصَارَ ذَلِك لَهُم علما
الْخَامِس استعانة التَّدْبِير بهَا عِنْد التَّقْصِير عَنهُ ولاخفاء بتأكيد الْحَاجة إِلَيْهَا فِي هَذِه الْحَالة لِأَن الْقُدْرَة عَلَيْهِ إِذا كَانَت لَا تنفك عَن غرر الْخُصُومَة لن تتأيد بهَا فَمَا أَحْرَى أَن تتَحَقَّق عِنْد الاستبداد لِئَلَّا تنهض الْبَتَّةَ انْتهى
الرُّكْن السَّابِع
مُكَافَأَة ذَوي السوابق
وَفِيه مسَائِل
الْمَسْأَلَة الأولى قَالَ ابْن المقفع ليعلم الْملك أَن النَّاس يصفونَ الْمُلُوك بِسوء الْعَهْد فليتدبر بعض قَوْلهم وليكذب عَن نَفسه وعنهم صِفَات السوء الَّتِي يصفونَ بهَا
قلت فليراعي الْعَهْد بِحسن الْمُكَافَأَة عَلَيْهِ مستعينا فِي انتهاضه إِلَيْهِ ملاحظا مَا يحمل عَلَيْهِ
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة وَذَلِكَ أُمُور
أَحدهمَا أَنه مِمَّا لَا لَهُ فِي هَذَا الْملك الْمَطْلُوب أَولا وَمَا هُوَ كَذَلِك فجدير أَن يستدام بِهِ مَا أنال من قصد وَبلغ من مُرَاد قيل للإسكندر بِمَ نلْت مَا نلْت قَالَ باستمالة الْأَعْدَاء وَالْإِحْسَان إِلَى الأصدقاء
الثَّانِي أَنه لَا يَلِيق بالسلطان الشريف النَّفس أَن ينْفَرد بنعيم الْملك وذوو السوابق لَدَيْهِ لم يفض عَلَيْهِم مِمَّا رزق مِنْهُ قَالَ السفاح بِنَا أَن تكون الدُّنْيَا لنا وأولياؤنا ضالون عَن حصن ودادنا
الثَّالِث أَنه عِنْد كملاء الْمُلُوك من اعظم اللَّذَّات الَّتِي يفيدها الْملك ويحظى بهَا من فازت قداحه قيل للإسكندر أَي شَيْء نلته فِي ملكك كنت بِهِ اشد سُرُورًا من غَيره قَالَ الْقُوَّة على مكفأة من أحسن إِلَيّ
الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة من الْوَارِد فِي الْحسن الْمُكَافَأَة على السَّابِقَة الَّتِي لَا خطر لَهَا حكايتان
الْحِكَايَة الأولى أَن عبيد الله بن الْعَبَّاس أَتَاهُ رجل فَقَامَ بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لَهُ يَا ابْن عَبَّاس إِن لي عنْدك يدا وَقد احتجت إِلَيْهَا فَنظر إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ مَا يدك قَالَ رَايَتك وَاقِفًا بزمزم وغلامك يمتح من مَائِهَا وَالشَّمْس قد أضربت بك فظللتك بكسائي حَتَّى شربت فَقَالَ أجل إِنِّي لأذكر ذَلِك وَأَنه ليتردد فِي خاطري وَقَالَ لغلامه مَا عنْدك قَالَ مائَة دِينَار وَعشرَة آلَاف دِرْهَم قَالَ ادفعها إِلَيْهِ مَا أَرَاهَا تفي بِحَق يَده فَقَالَ لَهُم الرجل وَالله لَو لم يكن لإسماعيل ولد غَيْرك لَكَانَ فِيك مَا كَفاهُ فَكيف وَقد ولد سيد الْمُرْسلين الْأَوَّلين والآخرين مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ثمَّ شفع بك وبأبيك قيل وَهَذَا عبيد الله أول من وضع الْمرَافِق على الطَّرِيق
الْحِكَايَة الثَّانِيَة عَن الْفضل بن الرّبيع قَالَ خرج الْمهْدي متنزها وَمَعَهُ ابْن بزيغ فَانْقَطع عَن الْعَسْكَر وَالنَّاس فِي الصَّيْد وَأصَاب الْمهْدي جوع شَدِيد فَقَالَ عمر وَيحك أُرِيد إنْسَانا أجد عِنْده مَا نَأْكُل فَمَا زَالَ عمر يطوف إِلَى أَن وجد صَاحب مبقلة إِلَى جَانِبه فَصَعدَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عمر هَل عنْدك شَيْء يُؤْكَل قَالَ نعم رقاق من الْخبز شعير وزبيب وَهَذَا البصل والكراث فَقَالَ لَهُ الْمهْدي إِن كَانَ عنْدك زبيب فقد أكملت قَالَ نعم عِنْدِي فضلَة مِنْهُ فَقدم إِلَيْهِمَا ذَلِك فأكلا كثيرا وَجعل الْمهْدي يَسْتَطِيب آكله ويمعن فِيهِ حَتَّى لم يبْق فِيهِ فضل ووافى الْعَسْكَر وَلَحِقتهُ الخزائن والخدم فَأمر لصَاحب المبقلة بِثَلَاث آلَاف دِرْهَم