الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سترى فَلَمَّا جَاءَ اللَّيْل جلسا عِنْد الْملك فَلَمَّا قرب النّوم قَالَ لَهُ يَا أخي علمت أَنِّي قد رَأَيْت البارحة الْوَزير خَارِجا من عِنْد الْملك دَاخِلا إِلَى دَار النِّسَاء فلحقته فَقلت لله إِلَى أَيْن قَالَ غَلطت فَلم أدر أَيْن أَخذ فَعلمت أَنه لم يسْلك تِلْكَ الطَّرِيق إِلَّا وَقد اعْتَادَ ذَلِك فَلَمَّا أصبح الْملك قبض على وزيره فاستأصله فَمر بِهِ الوصيف يَوْمًا فَقَالَ لَهُ يَا فلَان إِنَّمَا كَانَ خيرا أَن تُعْطِينِي مَا طلبت أَو هَذِه الْحَالة قَالَ وَإنَّك لصاحبي قَالَ نعم قَالَ الله حسيبك قَالَ فَمَا تَقول تُعْطِينِي مَا طلبت أعيدك إِلَى مَنْزِلك قَالَ نعم ثمَّ انْصَرف إِلَى أَخِيه الْمَمْلُوك فحدثه فَقَالَ كَيفَ لَك أَن تصلح مَا أفسدت قَالَ دَعْنِي وَالْأَمر فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل وقارب الْملك النّوم قَالَ الوصيف لِأَخِيهِ وددت أَنِّي لَو كُنَّا لرجل من السوقة قَالَ وَلم قَالَ أَن السوقة إِذا غضب عَلَيْهَا وجدت من ينصفها ويشفع إِلَيْهِم وَالْملك إِذا سخط لَيْسَ إِلَّا الْغَضَب قَالَ وَمَا ذَاك قَالَ الْوَزير قد علمت نصحه للسُّلْطَان ومصلحته وَمَا آل إِلَيْهِ أمره وَلم أعرف لحاله سَببا فَاسْتَوَى الْملك جَالِسا وَقَالَ وَيحك أَلَسْت أَنْت سَببه قَالَ وَكَيف قَالَ أَلَسْت حدثت أَنه دخل إِلَى دَار النِّسَاء قَالَ أَيهَا الْملك وَإِنَّمَا هَذَا لذاك قَالَ نعم إِنَّمَا كَانَ ذَلِك فِي الْمَنَام فندم الْملك على مَا صنع فَلَمَّا أصبح أَعَادَهُ إِلَى مَكَانَهُ
الْقَاعِدَة الثَّانِيَة عشرَة
الْوَفَاء بالوعد
وَفِيه طرفان
الطّرف الأول فِي الْوَفَاء بالوعد وَفِيه مسَائِل
الْمَسْأَلَة الأولى الْآيَات المتضمنة لِلْأَمْرِ بهَا كَثِيرَة
قَالَ النَّوَوِيّ وَمن أَشدّهَا قَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَالا تَفْعَلُونَ كبر مقتا عِنْد الله أَن تَقولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ قَالَ وَفِي
الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ آيَة المناطق ثَلَاث إِذا حدث كذب وَإِذا وعد أخلف وَإِذا أؤتمن خَان ذاد فِي رِوَايَة مُسلم وَإِن صلى وَصَامَ زعم أَنه مُسلم
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة مِمَّا يدل على فَضله أَمْرَانِ
أَحدهمَا ثَنَاء الله تَعَالَى بِهِ على نبيه اسماعيل عليه السلام بقوله أَنه كَانَ صَادِق الْوَعْد وَكَانَ رَسُولا نَبيا قيل أَنه واعده إِنْسَان فِي مَوضِع فَلم يرجع إِلَيْهِ فبقى إثنين وَعشْرين يَوْمًا فِي انْتِظَاره
الثَّانِي ضَمَان الْجنَّة بِهِ فِي جملَة خِصَال سِتّ فَعَن عبَادَة بن الصَّامِت رضي الله عنه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ اضمنوا لي سِتا أضمن لكم الْجنَّة اصدقوا إِذا حدثتم وأوفوا إِذا وعدتم وأدوا إِذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وَكفوا أَيْدِيكُم رَوَاهُ الْحَاكِم
الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة قَالَ النوري أجمع الْعلمَاء أَن من وعد بِمَا لَا يُنْهِي عَنهُ فَيَنْبَغِي أَن يُوفي بوعده وجوبا عِنْد عمر بن عبد الْعَزِيز وَجَمَاعَة واستحبابا عِنْد الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة وَالْجُمْهُور قَالَ من تَركه فَاتَهُ الْفضل وارتكب كَرَاهَة شَدِيدَة وَلكنه لَا يَأْثَم
قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ وَعند الملكية إِن ارْتبط بِسَبَب كَقَوْلِه تزوج وَلَك كَذَا وَجب وَإِلَّا فَلَا
الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة تَنْزِيه مقَام السُّلْطَان عَن إخلاف الْوَعْد من أوجب مَا يُطَالب بِهِ فَفِي سياسة أرسطو لَا تقل فِيمَا قلت فِيهِ لَا نعم وَلَا نعم فِيمَا قلت فِيهِ لَا إِلَّا أَن يُؤَدِّي إِلَى خلل سياسة ضَرُورِيَّة
قلت وَمِمَّا يُؤَكد ذَلِك زَائِدا على مَا تقدم أَمْرَانِ
أَحدهمَا أَن إخلاف الْوَعْد فِيهِ محذوران إخفاق الْوَعْد وَتَكْذيب الْولَايَة على الْمَوْعُود بِهِ وَهُوَ معنى قَوْلهم الْوَعْد سَحَاب الإنجاز مطره
الثَّانِي أَن الْوَعْد بداية بِإِحْسَان وكماله الْوَفَاء كَمَا قيل حقيق على من أَوْرَق بوعد أَن يُثمر بإنجاز الْوَعْد
كَمَا قيل
(إِذا قلت فِي شَيْء نعم فأتمه
…
فَإِن نعم دين على الْحر وَاجِب)
الْمَسْأَلَة الْخَامِسَة مِمَّا تقل عَن السّلف الْكَرِيم فِي إنجاز الْوَعْد خبران
الْخَبَر الأول يرْوى أَنه لما ولي أَبُو بكر الصّديق رضي الله عنه جَاءَهُ المَال من الْعمَّال فصحبه فِي الْمَسْجِد ثمَّ أَمر مناديا يُنَادي من كَانَ لَهُ عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ وَسلم دين أَو عدَّة فليحضر قَالَ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رضي الله عنه يَا خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لي لَو جَاءَنِي مَال أَعطيتك هَكَذَا وَهَكَذَا وَأَشَارَ بكفيه فَسكت فَانْصَرَفت ثمَّ عاودت فَقلت إِمَّا أَن تُعْطِينِي وَإِمَّا أَن تبخل عني فَقَالَ مَا أبخل عَنْك اذْهَبْ فَخذ فَذَهَبت فَأخذت حفْنَة فَقَالَ عدهَا فعددتها فَوجدت فِيهَا خَمْسمِائَة دِينَار قَالَ عد مثلهَا فَانْصَرَفت بِأَلف وَخَمْسمِائة دِينَار
قَالَ الطرطوشي وَأَبُو أَيُّوب من أَغْنِيَاء الصَّحَابَة وَهُوَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم
الْخَبَر الثَّانِي يرْوى أَن عمر رضي الله عنه قَالَ لجرير بن عبد الله
البَجلِيّ رضي الله عنه وَالنَّاس يحاصرون الْعرَاق من قبل الْأَعَاجِم سر إِلَى قَوْمك فَمَا غلبت عَلَيْهِ فلك ربعه فَلَمَّا جمعت غَنَائِم جَلُولَاء ادّعى جرير أَن لَهُ ربع ذَلِك كُله فَكتب سعد إِلَى عمر رضي الله عنهما فَكتب عمر صدق جرير قد قلت ذَلِك لَهُ فَإِن شَاءَ أَن يَقُول قَاتل هُوَ وَقَومه على جعل فَأَعْطوهُ جعله وَإِن يكن إِنَّمَا قَاتل لله وَدينه وحسبه فَهُوَ رجل من الْمُسلمين لَهُ مَا لَهُم وَعَلِيهِ مَا عَلَيْهِم فَلَمَّا قدم الْكتاب على سعد أخبر بذلك جَرِيرًا فَقَالَ صدق أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا حَاجَة لي بِهِ بل أَنا رجل من الْمُسلمين
الطّرف الثَّانِي فِي الْوَفَاء بالعهد وَفِيه مسَائِل
الْمَسْأَلَة الأولى قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ مَا حَاصله هُوَ إِكْمَال مَا هُوَ مَطْلُوب قَالَ تَعَالَى وأفوا بعهدي أوف بعهدكم وَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا أَوْفوا بِالْعُقُودِ} والعهد الْإِعْلَام بالشَّيْء وَالْعقد ربطه وتوثقه وَالله تَعَالَى قد أعلم الْخلق بِمَا شرع وربطهم إِلَى أَمر بِهِ وجوابا أَو ندبا أَو نهي عَنهُ تَحْرِيمًا أَو كَرَاهَة
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة قَالَ وَيلْزم الْوَفَاء بِعَهْد الْآدَمِيّ لما فِي الْوَفَاء بِهِ من الْوَفَاء بِعَهْد الله من جِهَة أمره بحفظه وَالْوَفَاء لَهُ حَتَّى لَو كَانَ لكَافِر لقَوْله تَعَالَى فَأتمُّوا لَهُم عَهدهم إِلَى مدتهم إِن الله يحب الْمُتَّقِينَ
الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة قَالَ والعهد بِالْفِعْلِ كالقول كالتفات الْمُحدث هُوَ عهد بِالْكِتْمَانِ
قلت لقَوْله صلى الله عليه وسلم إِذا حدث رجل رجلا بِحَدِيث ثمَّ الْتفت فَهُوَ أَمَانَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن جَابر رضي الله عنه قَالَ وَقد يكون مَا عَلَيْهِ فَمَا يضرّهُ إِظْهَاره فعهده عَلَيْهِ أَن يستره وَفِيه ورد لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يَأْمَن جَاره بوائقه
قَالَ إِلَّا أَن بتوجه فِي ذَلِك عَلَيْهِ فتلزم الشَّهَادَة بِهِ
قلت لقَوْله صلى الله عليه وسلم الْمجَالِس بالأمانات إِلَّا ثَلَاثَة سفك دم حرَام أَو فرج حرَام أَو اقتطاع مَال بِغَيْر حق رَوَاهُ أَبُو دَاوُود عَن جَابر رضي الله عنه
الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة السُّلْطَان أَحَق النَّاس برعاية هَذَا الْوَفَاء وترفع منصبه عَن رذيلة مَا يخل بِهِ خُصُوصا حَيْثُ يقْتَرن الْعَهْد بِالْإِيمَان
فَفِي سياسة أرسطو تحفظ من نقض أيمانك فَإِنَّهَا شُعْبَة قَوِيَّة من ديانتك مَا دعَاك إِلَى الْحلف لَا تستعمله إِلَّا لَو حجزت بالمواسى لم تنكثه أبدا فوَاللَّه مَا خربَتْ مملكة ايتاخ وَذكر غَيره إِلَّا أَنهم استعملوا أَيْمَانهم فِي دنياهم وَدينهمْ
الْمَسْأَلَة الْخَامِسَة من الْكَلِمَات الْحكمِيَّة المتضمنة لهَذَا الْوَصْف إِذا أَنْت قُمْت بعهود الله تشرعا وإيمانا ورعيت عهود النَّاس مبرة وإحسانا فقد أحرزت من النَّاس حمدا وَمن الله سبحانه وتعالى غفرانا عَلامَة الْإِيمَان حسن الْخَلَائق وإنتاج الْحَقَائِق وبذل الْمرَافِق وَحفظ العهود والمواثق وَالتَّسْلِيم للقدر السَّابِق وعلامة النِّفَاق نقض العهود وَخلف الوعود وَمنع الرفد وَالْكذب فِي الْهزْل وَالْجد
من لَقِي الله بِلِسَان صَادِق وعامل النَّاس بِحسن الْخَلَائق وألزم نَفسه رعي العهود والمواثق فقد أرْضى الْمَخْلُوق والخالق وَأدْركَ بِهِ الْفضل كل سَابق
الْمَسْأَلَة السَّادِسَة من غَرِيب الْمَنْقُول فِي حفظ الْعَهْد حكايتان
الْحِكَايَة الأولى يرْوى عَن بعض الْمُلُوك أَنه كَانَ لَهُ يَوْم بؤس إِذا خرج فِيهِ وَلَقي أحدا على صفة يكرهها حَبسه أَيَّامًا ثمَّ يَأْمر بِضَرْب عُنُقه فَخرج يَوْمًا فلقي رجلا لم يكن لَهُ علم بِشَأْنِهِ على الصّفة الَّتِي كَانَ ينكرها فَأمر بحبسه وَأعلم الرجل بِالْأَمر فَحَمدَ الله وَسلم لَهُ قدره فَلَمَّا قرب الْأَمر كتب الْملك يرغب فِي تخلية سَبيله ليودع أَهله ويوصي فِي مَاله فَأحْضرهُ وَقَالَ لَهُ هَذَا أَمر لَا يكون إِلَّا بضامن من آخذه بِمَا أطلبك بِهِ فَنظر الرجل بالحاضرين يَمِينا وَشمَالًا يَده إِلَى رجل فِي الْمجْلس وَقَالَ هَذَا يضمنني فَقَالَ لَهُ الْملك أتضمنه وَقد عرفت مَا يُرَاد بِهِ فَقَالَ نعم فَقَامَ بحبسه مَكَانَهُ ونهض الْمَضْمُون إِلَى بَلَده فأوصى فِي مَاله وودع أَهله وَانْصَرف وَقد وَافق يَوْم تَمام الْمدَّة فَلَمَّا اسْتَأْذن على الْملك أَمر بإحضارهما مَعًا وَقَالَ للضامن مَا حملك على ضَمَانه والمخاطرة على نَفسك فِي شَأْنه وَلَو تَأَخّر سَاعَة لقتلتك مَكَانَهُ
قَالَ لَهُ أَيهَا الْملك مَا رَأَيْت وَقد وثق بِي أَن أخلف ظَنّه فِي فراجع الْمَضْمُون وَقَالَ لَهُ مَا حملك على الرُّجُوع وَأَنت قَادر على تخلصك وَقد علمت مَا يُرَاد بك قَالَ لم يكن يجمل فِي أَن أرَاهُ مَكَان الثِّقَة فيراني مَكَان الْغدر فَعجب الْملك من وفائهما جَمِيعًا وَعَفا عَنْهُمَا وَرفع ذَلِك الْيَوْم وَلم يَقْصِدهُ بعد
الْحِكَايَة الثَّانِيَة ذكر ابْن الْجَوْزِيّ فِي سلوة الأحزان أَنه لما أفضت الْخلَافَة إِلَى أبي الْعَبَّاس السفاح اختفى من بني أُميَّة إِبْرَاهِيم ابْن سُلَيْمَان ابْن عبد الْملك حَتَّى أَخذ لَهُ على بن دَاوُود أَمَانًا من أبي الْعَبَّاس السفاح
فَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس يَوْمًا أَخْبرنِي عَمَّا مر بك فِي اختفائك فَقَالَ كنت
يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مختفيا فِي الْحيرَة فِي منزل شَارِع فِي الصَّحرَاء فَبَيْنَمَا أَنا ذَات يَوْم على ظهر بَيْتِي إِذْ نظرت إِلَى أَعْلَام سود خرجت من الْكُوفَة يردن الْحيرَة فَوَقع فِي قلبِي أَنَّهَا تريدني فَخرجت من الدَّار متنكرا حَتَّى دخلت الْكُوفَة وَلَا أعرف بهَا أحدا أختفي عِنْده فَدخلت مرتادا فَإِذا أَنا بِبَاب كَبِير ورحبة وَاسِعَة فَدخلت الرحبة فَجَلَست فِيهَا فَإِذا أَنا بِرَجُل وسيم حسن الْهَيْئَة على فرس فَدخل الرحبة وَمَعَهُ جمَاعَة من أَصْحَابه وَأَتْبَاعه فَقَالَ لي من أَنْت وَمَا حَاجَتك فَقلت رجل خَائِف على دَمه مستجير بمنزلك قَالَ فَأَدْخلنِي منزله ثمَّ صيرني فِي حجرَة تلِي حرمه فَمَكثت عِنْده حولا فِي كل مَا أُرِيد وَأحب من مطعم ومشرب وملبس لَا يسألني شَيْئا من حَالي ويركب كل يَوْم وَلَيْلَة فَقلت لَهُ يَوْمًا أَرَاك تدمن الرّكُوب فَفِيمَ ذَلِك فَقَالَ إِن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان قتل أبي صبرا وَقد بَلغنِي أَنه مختف فَأَنا أطلبه لأدرك ثَأْرِي فَكثر تعجبي إِذْ ساقني الْقدر إِلَى الاختفاء فِي منزل من يطْلب دمي فَكرِهت الْحَيَاة فَسَأَلت الرجل عَن اسْمه وَاسم أَبِيه فَأَخْبرنِي بهما فَعلمت أَنِّي قتلت أَبَاهُ فَقلت يَا هَذَا قد وَجب حَقك عَليّ وَمن حَقك أَن أقرب عَلَيْك الخطوة وَقَالَ مَا ذَلِك قلت أَنا إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان قَاتل أَبِيك فَخذ بثأرك فَقَالَ لَعَلَّك رجل مضاه الاختفاء فَأحب الْمَوْت قلت بل الْحق مَا قلت لَك أَنا قتلت أَبَاك فِي يَوْم كَذَا بِسَبَب كَذَا فَلَمَّا عرف أَنِّي صَادِق إلابد وَجهه واحمرت عَيناهُ وأطرق مَلِيًّا ثمَّ قَالَ أما أَنْت فستلقى أبي فَيَأْخُذ بِحقِّهِ مِنْك وَأما أَنا فَغير مخفر ذِمَّتِي فَاخْرُج عني فلست آمن نَفسِي عَلَيْك وَأَعْطَانِي ألف دِينَار فَلم أقبلها وَخرجت من عِنْده فَهُوَ أكْرم رجل رَأَيْت