الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كل وَقت أردتهم حَضَرُوا قَالَ هَل لذَلِك من دَلِيل قَالَ نعم إِذا أمسينا سأخبرك فَلَمَّا أظلم اللَّيْل قَالَ للْملك هَات الْجَفْنَة فَحَضَرت فَلم تظهر ذُبَابَة وَاحِدَة
قلت وَإِذ هِيَ من ذَلِك أَن المَال الْمُرَجح على الرِّجَال لَا يبْقى هُوَ وَلَا مرجحه قيل كَانَ بعض الْمُلُوك يجمع الْأَمْوَال وَلَا يحفل بِالرِّجَالِ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه أَن ضدك يتوعدك وكأنك بِهِ قدم عَلَيْك فاستعد الرِّجَال وانفق المَال عَلَيْهِم فَأومى إِلَى الصناديق الْمَوْضُوعَة عَهده
وَقَالَ الرِّجَال فِي الصناديق فغزاة ضِدّه وَقَتله وَلم تسلم الصناديق وَلَا الْملك
قَالَ الطرطوشي وَكَانَ رَأْيه فَاسِدا لِأَن يقيمهم لوقته ويجمعهم عِنْد حَاجته إِنَّمَا يكونُونَ أخيافا لَيْسَ فيهم غناء وَلَا عِنْدهم دفاع
الْعِنَايَة الثَّالِثَة
فِي اخْتِيَار قَائِم الْجند ورئيسه
وفيهَا مسَائِل
الْمَسْأَلَة الأولى قَالَ الطرطوشي الشَّأْن كل الشَّأْن فِي استجادة القواد وانتخاب المراء وَأَصْحَاب الْأَوْلَوِيَّة
وَفِي العهود اليونانية وَرَأس عَلَيْهِم خيارهم وَذَوي النباهة فيهم
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة أهم مَا يشْتَرط فِيهِ أَوْصَاف أَرْبَعَة
أَحدهَا الشجَاعَة قَالُوا أَسد يَقُود ألف ثَعْلَب خير من ثَعْلَب يَقُود ألف أَسد
الثَّانِي الحزم قَالُوا الْقَائِد الحازم كالتاجر الحاذق أَن رأى ريحًا تجر وَإِلَّا تحفظ بِرَأْس مَاله وَلَا يطْلب الْغَنِيمَة حَتَّى يحرز السَّلامَة
الثَّالِث حسن التَّدْبِير قَالُوا رَئِيس الْعَسْكَر أَن لم يكن شجاعا مديرا كَانَ على من مَعَه آفَة وَلمن لَيْسَ مَعَه عونا
الرَّابِع السخاء فَفِي محَاسِن البلاغة لَا يصلح لقيادة الجيوش إِلَّا من اشْتهر بِحسن الْمُوَاسَاة للإتباع وسخاء النَّفس ببذل المَال
الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة استحبوا فِيهِ بعد ذَلِك أَن يكون شريفا متواضعا ناصحا خَبِيرا بِالْحَرْبِ ممارسا لَهَا عَارِفًا بمواضع الفرص من غير تغرير لين الأكناف للجند مُقَومًا لَهُم على صَالح الْأَدَب مَانِعا لَهُم من العداء على الرّعية شاغلا لَهُم بِمَا يُرَاد بهم
اعْتِبَار فِي الخليقة قَالُوا وَيَنْبَغِي للقائد الْعَظِيم القيادة أَن يكون فِيهِ عشرَة أَخْلَاق من أَخْلَاق الْبَهَائِم سخاوة الديك وتحنن الدَّجَاجَة وشجاعة الْأسد وَحَملَة الْخِنْزِير وروغان الثَّعْلَب وصبر الْكلاب على الْجرْح وحراسة الكركي وغارة الذِّئْب وَسمن تعرو وَهِي دويبة بخراسان تسمن على التَّعَب والشقاء
الْعِنَايَة الرَّابِعَة فِي انتخاب كَاتبه قَالَ فِي السياسة ولابد لأجنادك