الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَا أَبَا يَعْقُوب أَنه لَا يَزْنِي فرج فِي ولايتك ومدى سلطانك طول عمرك إِلَّا كنت المسؤول عَنهُ والمطالب بِهِ وَالْمُرْتَهن بجريرته وَلَا يشرب فِيهَا نقطة مُسكر إِلَّا وَأَنت المسؤول عَنْهَا وَلَا ينتهك فِيهَا عرض مُسلم إِلَّا وَأَنت المطالب بِهِ وَلَا يتعامل فِيهَا بالربى إِلَّا وَأَنت الْمَأْخُوذ بِهِ وَكَذَا سَائِر الْمَظَالِم وكل حُرْمَة انتهكت من حرمات الله تَعَالَى فعهدتها عَلَيْك لِأَنَّك قَادر على تغييرها فَأَما مَا خَفِي عَلَيْك من ذَلِك فَأَنت المبرأ مِنْهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
الْفَاتِحَة التَّاسِعَة عشرَة
أَن لَهَا مَعَ ذَلِك من شرف الْمنزلَة وجزيل الْأجر لذَلِك أَن يغتبط بهَا من فازت بهَا قداحة وَلَقَد قَالَ الطرطوشي لَيْسَ فَوق السُّلْطَان الْعَادِل منزلَة
إِلَّا لنَبِيّ مُرْسل وَملك مقرب وَلأبي مَنْصُور أشرف منَازِل الْآدَمِيّين النُّبُوَّة ثمَّ الْخلَافَة وَيَكْفِي مِمَّا يشْهد لذَلِك أَمْرَانِ
أَحدهمَا أَنه بِإِجْمَاع أعظم ثَوابًا من سَائِر من عمل لله بِطَاعَة
قَالَ الشَّيْخ عز الدّين أجمع الْمُسلمُونَ على أَن الولايات من أفضل الطَّاعَات وَأَن الْوُلَاة المقسطين أعظم أجرا وَأجل قدرا من غَيرهم لِكَثْرَة مَا يجْرِي على أَيْديهم من إِقَامَة الْحُدُود ودرء الْبَاطِل قَالَ أحدهم يَقُول الْكَلِمَة الْوَاحِدَة فَيدْفَع بهَا ألف مظْلمَة فَمَا دونهَا قَالَ فيا لَهُ من كَلَام يسير وَأجر كَبِير
أَنه يوضع فِي مِيزَانه جَمِيع أَعمال رَعيته
نَقله الشَّيْخ أَبُو طَالب الْمَكِّيّ
قلت وَقَاعِدَة أَن فَاعل السَّبَب بِمَنْزِلَة فَاعل الْمُسَبّب قَاطِعَة بذلك وإليها يُشِير قَوْله صلى الله عليه وسلم من دَعَا إِلَى الْهدى كَانَ لَهُ من الْأجر أجر من تبعه لَا ينقص من أُجُورهم شَيْئا وَمَا دَعَا إِلَى ضَلَالَة كَانَ عَلَيْهِ من