الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: أبو الحَسَن بْن القابسيّ أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أَبِي الفتح بْن بدهن. وعليه كَانَ اعتماد إقراء القرآن بالقيروان دهرًا. ثم قطَعَ الإقراء لما بلغه أنّ بعض أصحابه أقرأَ الوالي. ثمّ أعمل نفسَه في درس الفقه ورواية الحديث، إلى أن رأس فيهما وبرع، وصار إمام عصره، وفاضِل دهره. كتبنا عَنْهُ شيئًا كثيرًا. وبقي في الرحلة من سنة اثنتين وخمسين إلى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، رحمة الله.
111-
عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ.
أبو القاسم النّوشجانيّ.
مات في رمضان.
-
حرف الفاء
-
112-
فتح بْن إبراهيم [1] .
أبو نصر الأمَويّ القَشّاريّ الطليطلي.
حج، وسمع بمكّة من الأجُرّيّ، وبمصر، والقيروان.
وكان صالحًا عابدًا قانتًا مجتهدًا في طلب العلم.
روى عنه: أبو جعفر بن ميمون.
وتوفّي في رجب وله ثمانون.
-
حرف الميم
-
113-
محمد بْن سَعِيد بْن السَّريّ [2] .
أبو عَبْد الله الأُمَويّ القُرْطُبيّ الحرار.
رحل، ولقي أبا عَبْد الله البلخيّ، والحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن موسى النّقّاش.
[1] انظر عن (فتح بن إبراهيم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 460، 461 رقم 983.
[2]
انظر عن (محمد بن سعيد) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 489، 490 رقم 1059، والديباج المذهب 319، وإيضاح المكنون 1/ 359، 86، وهدية العارفين 2/ 59، ومعجم المؤلفين 1/ 29، 30.
وصنَّف كتاب «يوم وليلة» ، وكتاب «واضح الدّلائل» .
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن عَبْد السّلام الحافظ، وأبو حفص الزّهْراويّ.
قتلته البربر في دخولهم قُرْطُبَة. وكان استقبلهم شاهرًا سيفه يناديهم: إلي إليَّ يا حطَب النّار، طُوبَى لي إنّ كنتُ من قتلاكم. فقتلوه رحمه الله عَليْهِ.
وكان قد امْتُحِنَ في العصبيّة مَعَ محمد بْن أَبِي عامر، فأخرجه من قُرْطُبَة، ثمّ رجع.
114-
محمد بْن الطّيب بْن محمد بْن جعفر بْن القاسم [1] .
القاضي أبو بَكْر بن الباقلانيّ، صاحب التّصانيف في علم الكلام.
سكن بغداد.
وكان في فنّه أوحد زمانه.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي.
وخرّج لَهُ أبو الفتح بْن أبي الفوارس.
وكان ثقة عارفًا بعلم الكلام. صنف في الرّدّ عَلَى الرافضة والمعتزلة والخوارج والْجَهْميّة [2] .
وذكره القاضي عِياض في «طبقات الفقهاء المالكيّة» [3]، فقال: هُوَ الملقب بسيف السُّنّة ولسان الأمّة، المتكلّم عَلَى لسان أهلِ الحديث وطريق أبي الحَسَن الأشعريّ.
[1] انظر عن (محمد بن الطيب) في:
تاريخ بغداد 5/ 379- 383 رقم 2906، وترتيب المدارك 4/ 585- 602، والحلّة السيراء 1/ 190، و 2/ 171، والأنساب 2/ 51، 52، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 217- 226، والمنتظم 7/ 265 رقم 420، واللباب 1/ 162، ووفيات الأعيان 5/ 269، 270 رقم 608، والمختصر في أخبار البشر 2/ 144، والعبر 3/ 86، وسير أعلام النبلاء 17/ 190- 193 رقم 110، ودول الإسلام 1/ 242، وتاريخ ابن الوردي 1/ 326، والوافي بالوفيات 3/ 177، رقم 1150، ومرآة الجنان 3/ 7- 10، والبداية والنهاية 11/ 350، وتاريخ الخميس 2/ 398، والديباج المذهب 2/ 228، 229، والنجوم الزاهرة 4/ 234، وتاريخ الخلفاء 216، وشذرات الذهب 3/ 168- 170، وإيضاح المكنون 2/ 291، وهدية العارفين 2/ 59، وشجرة النور الزكية 1/ 92، 93.
[2]
تاريخ بغداد 5/ 379.
[3]
ج 4/ 585.
وإليه انتهت رئاسة المالكيّين في وقته.
وكان له بجامع المنصور حلقة عظيمة.
روى عَنْهُ: أبو ذَرّ الهَرَويّ، وأبو جعفر محمد بْن أحمد السّمْناني، والحسين بْن حاتم.
قَالَ الخطيب [1] : كَانَ وِرْدُه كلّ ليلةٍ عشرين ترويحة في الحَضَر والسَّفَر، فإذا فرغ منها كتب خمسًا وثلاثين ورقة من تصنيفه.
سمعتُ أبا الفَرَج محمد بْن عِمران يَقُولُ ذَلِكَ. وسمعتُ عليّ بْن محمد الحربيّ يَقُولُ: جميع ما كَانَ يذكر أبو بَكْر بْن الباقِلانيّ من الخلاف بين النّاس صنّفه من حفظه، وما صنَّف أحدٌ خلافًا إلا احتاج أن يُطالع كُتُب المخالفين سوى ابن الباقلانيّ.
قلت: أخذ ابن الباقِلانيّ عَلْم النَّظَر عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن أَحْمَد بْن مجاهد الطّائي صاحب الأشعريّ.
وقد ذهب في الرَسْليّة إلى ملك الروم، وجرت لَهُ أمور، منها أنّ الملك أدخله عَليْهِ من باب خَوْخة ليدخل راكعًا للملك، ففطِن لها ودخلَ بظهر [2] .
ومنها أنّه قَالَ لراهبهم: كيف الأهل والأولاد؟
فقال لَهُ الملك: أما علمتَ أنّ الراهب يتنزه عَنْ هذا؟
فقال: تنزهّونه عَنْ هذا ولا تنزّهون الله عَنِ الصّاحبة والولد؟! [3] .
وقيل: إنّ طاغية الرّوم سأله كيف جرى لعائشة، وقصد توبيخه، فقال: كما جري لمرْيم فبّرأ الله المرأتين، ولم تأتِ عَائِشَة بولد. فأفحمَه فلم يُحِرْ جوابًا.
قَالَ الخطيب [4] : سَمِعْتُ أبا بكر الخوارزميّ يقول: كلّ مصنّف ببغداد إنّما
[1] في تاريخه 5/ 380.
[2]
تاريخ بغداد 5/ 379، 380.
[3]
من هنا أخذ القائل:
ما نزّهوا الخالق سبحانه
…
ونزّهوا البترك والراهبا
[4]
في تاريخه 5/ 380.
ينقل من كُتُب النّاس إلى تصانيفه، سوى القاضي أَبِي بَكْر، فإنّ صدره يحوي عِلْمه وعلم النّاس.
وقال أبو محمد الياميّ: لو أوصي رَجُل بثُلُث ماله لأَفْصَح النّاس لَوَجَب أن يدفع إلى أبي بَكْر الأشعريّ.
وقال الإمام أبو حاتم محمود بْن الحسين القزوينيّ: كَانَ ما يُضْمره القاضي أبو بَكْر الأشعريّ من الورع والدّيانة أضعاف ما كَانَ يُظْهره، فقيل لَهُ في ذَلِكَ فقال:
إنّما أظهر ما أظهره غيظًا لليهود، والنّصارى، والمعتزلة، والرّافضة، لئلّا يستحقروا علماء الحقّ. وأضمر ما أضمره، فإنّي رأيت آدم مَعَ جلالته نوديّ عَليْهِ بذوقه، وداود بنظره، ويوسف بهمّه، ونبيّنا بخطره عليهم السلام.
ولبعضهم في أَبِي بَكْر الباقِلانيّ:
أنظر إلى جبلٍ تمشي الرجال بِهِ
…
وانظر إلى القبر ما يحوي من الصَّلفِ
وانظر إلى صارم الإسلام متغّمدًا
…
وانظر إلى دُرّة الإسلام في الصَّدَفِ [1]
وتُوُفّي في ذي القعدة لسبْعٍ بقين منه. وصلى عَليْهِ ابنه الحسَن. ودُفِن بداره، ثمّ نُقِل إلى مقبرة باب حرب [2] .
115-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عفّان بْن سَعِيد [3] .
أبو جعفر الأسَديّ القُرْطُبيّ.
سَمِعَ من: أَبِيهِ كثيرًا.
ومن: قاسم بْن أصْبَغ، ووهْب بْن مَسَرَّة في الصّغَر مَعَ والده.
روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم الخَزْرَجيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وغيرهما.
وُلِد سنة عشرين وثلاثمائة، وقيل بعدها.
116-
محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن محبور.
[1] تاريخ بغداد 5/ 383.
[2]
تاريخ بغداد 5/ 382.
[3]
انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 492، 493 رقم 1065 وفيه:«عثمان» بدل: «عفان» .
أبو عَبْد الرَّحْمَن الدّهّان.
لَهُ فوائد مُنْتَقَاة، روى فيها عَنْ: أَبِي حامد بْن بلال، فمن بعده.
وتوفّي بَنْيسابور في هذه السّنة أو بعدها.
117-
محمد بْن قاسم بْن محمد [1] .
أبو عَبْد الله الأُمويّ القُرْطُبيّ الجالطيّ.
وجالطة: من قُري قُرْطُبَة [2] .
روى عَنْ: أَبِي عُبَيْد الْجُبَيريّ. وعن: أَبِي عَبْد الله الرّياحيّ، وغيرهما.
وحجّ سنة سبعين، وأخذ هناك عَنْ جماعة.
وسمع منه: أبو محمد بْن زيد كتاب «ردّ الزّبيريّ على ابن مَسَرَّة» .
وكان من أهل العلم والحفظ والصّلاح، من الفُقَهاء والأُدباء.
ولي الشُّورَى مع أَبِي بَكْر التُّجِيبيّ. وولي الصّلاة بجامع الزّهْراء.
وولي أحكام الشَّرْطة.
واستشهد عَلَى يد البربر يوم تغلُّبهم عَلَى قُرْطُبَة.
وكان مولده سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
حدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وغيره.
118-
محمد بْن موسى [3] .
أبو بَكْر الخوارزمي الحنفيّ.
شيخ أهل الرأي ومُفْتيهم. وانتهت إليه الرّئاسة في مذهب أبي حنيفة بالعراق.
[1] انظر عن (محمد بن قاسم) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 490، 491 رقم 1060.
[2]
من إقليم أؤلية من قنبانية قرطبة.
[3]
انظر عن (محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 3/ 247 رقم 1337، والمنتظم 7/ 266 رقم 421، ودول الإسلام 1/ 242، وسير أعلام النبلاء 17/ 235 رقم 140، والبداية والنهاية 11/ 351، والجواهر المضيّة 2/ 135، والوافي بالوفيات 5/ 93 رقم 2105، والنجوم الزاهرة 4/ 234، وشذرات الذهب 3/ 170، وديوان الإسلام 2/ 234 رقم 872، والفوائد البهيّة للّكنوي 201، 202.