المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[فتح مهرة وختوج بالهند] - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٢٨

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثامن والعشرون (سنة 401- 420) ]

- ‌الطبقة الحادية والأربعون

- ‌سنة إحدى وأربعمائة

- ‌[إظهار قرواش الطاعة للحاكم وخطبته]

- ‌[ولاية دمشق]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌[زيادة دجلة]

- ‌[خروج أَبِي الفتح العلوي الملقّب بالراشد باللَّه]

- ‌[امتناع ركْب العراق]

- ‌[وفاة عميد الجيوش]

- ‌[القحط بخراسان]

- ‌[الفتنة بالأندلس]

- ‌سنة اثنتين وأربعمائة

- ‌[عمل عاشوراء بالعراق]

- ‌[محضر الطعن في صحة نسب الخلفاء بمصر]

- ‌[إنفاق فخر الملك الأموال في العراق]

- ‌[نُصْرة يمين الدولة عَلَى الكفّار]

- ‌[هياج الريح عَلَى الحجّاج]

- ‌[الاحتفال بعيد الغدير]

- ‌[هرب ناظر الزّمام بمصر]

- ‌[إمامة صاحب مكة الراشد باللَّه]

- ‌[أمراء دمشق]

- ‌سنة ثلاث وأربعمائة

- ‌[تقليد الشريف الرضيّ نقابة الطالبيين]

- ‌[عمارة رستاق العراق]

- ‌[اعتداء فُليتة الخفاجي عَلَى ركْب الحاجّ]

- ‌[انقضاض كوكب ببغداد]

- ‌[جنازة بِنْت أَبِي نوح الطبيب والفتنة بسببها]

- ‌[إلزام النصارى واليهود بحمل شارات في رقابهم]

- ‌[النهي عَنْ تقبيل الأرض]

- ‌[كتاب الحاكم بأمر الله إلى ابن سبكتكين]

- ‌[ولاية ابن مّزْيد عَلَى آمد وديار بَكْر]

- ‌[إبطال الحاجّ]

- ‌[وفاة أيلك خان صاحب ما وراء النهر]

- ‌[وفاة السلطان بهاء الدّولة]

- ‌سنة أربع وأربعمائة

- ‌[تلقيب فخر المُلك بسلطان الدولة]

- ‌[إبطال الحاكم للمنجّمين]

- ‌[ولاية عهد الحاكم]

- ‌[حبس الحاكم للنساء]

- ‌[ملحمة الترك والصين]

- ‌سنة خمس وأربعمائة

- ‌[مَنعَ النساء من الخروج في مصر]

- ‌[حيلة امرَأَة]

- ‌[تقليد القاضي ابن أبي الشوارب]

- ‌[تقليد ابن مّزْيد أعمال بني دُبيس]

- ‌سنة ستّ وأربعمائة

- ‌[الفتنة بين السُّنّة والرافضة]

- ‌[الوباء بالبصرة]

- ‌[تقليد الشريف المرتضى الحجّ والنقابة]

- ‌[هلاك آلاف الحجّاج]

- ‌[غزوة ابن سُبُكْتكين للهند وغرق أصحابه]

- ‌[ولاية سهم الدّولة على دمشق]

- ‌سنة سبع وأربعمائة

- ‌[احتراق مشهد الحسين]

- ‌[احتراق دار القطن]

- ‌[وقوع قبّة الصخرة]

- ‌[الفتنة بين الشيعة والسُّنّة]

- ‌[الخِلَع بالوزارة للرامهُرْمُزيّ]

- ‌[الوقعة بين أَبِي شجاع وأخيه أَبِي الفوارس]

- ‌[فتح خوارزم]

- ‌[امتناع الركْب من العِرَاقِ]

- ‌سنة ثمان وأربعمائة

- ‌[تفاقم الفتنة بين الشيعة والسُّنّة]

- ‌[استتابة فقهاء المعتزلة]

- ‌[ضعف الدّولة البويهيّة]

- ‌[التنكيل بالمعتزلة والرافضة وغيرهم في خراسان]

- ‌[زواج سلطان الدّولة]

- ‌[إمارة الإدريسي للأندلس]

- ‌[قتل الدّرزيّ]

- ‌[إمرة سديد الدّولة بدمشق]

- ‌[غزو السلطان محمود للهند]

- ‌سنة تسع وأربعمائة

- ‌[تكفير القائل بخلق القرآن]

- ‌[زيادة ماء البحر]

- ‌[عَود سلطان الدّولة إلى بغداد]

- ‌[فتح مهرة وختُّوج بالهند]

- ‌سنة عشر وأربعمائة

- ‌[كتاب يمين الدّولة محمود بفتوحاته في الهند]

- ‌[ولاية قوام الدّولة عَلَى كرمان]

- ‌[وفاة الأصيفر المنتفقي]

- ‌[نيابة دمشق]

- ‌[موت صاحب حرّان]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌ذكر سنة إحدى وأربعمائة ومَن تُوُفّي فيها

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الْيَاءِ

- ‌سنة خمس وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ستّ وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ الكنى

- ‌سنة سبع وأربعمائة

- ‌ حرف الآلف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة ثمان وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة عشر وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌المتوفّون بعد الأربعمائة ظنًا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الطبقة الثانية والأربعون

- ‌سنة إحدى عشر وأربعمائة

- ‌[فَقْد الحاكم بأمر الله]

- ‌[تدبير أخت الحاكم لقتل ابن دوّاس]

- ‌[وزارة ابن سهلان والقبض عَليْهِ]

- ‌[الغلاء في العراق]

- ‌[هلاك وليّ عهد الحاكم بأمر الله]

- ‌[رواية ابن القلانسي عَنْ هلاك وليّ العهد]

- ‌[ولاية أَبِي المطاع ابن حمدون دمشق]

- ‌[ولاية سختِكين دمشق]

- ‌سنة اثنتي عشرة وأربعمائة

- ‌[اعتراض العرب البدو لقافلة الحجّاج]

- ‌[وزارة الرُّخجيّ]

- ‌[القبض عَلَى أَبِي القاسم ابن المغربي الوزير]

- ‌[وثوب الإدريسي عَلَى عمّه بالأندلس]

- ‌سنة ثلاث عشرة وأربعمائة

- ‌[ضرْب الحجر الأسود وكسْره]

- ‌[قَتْل ضارب الحجر الأسود]

- ‌[تشقّق الحجر الأسود]

- ‌[استيلاء المأمون عَلَى قُرْطُبَة]

- ‌سنة أربع عشرة وأربعمائة

- ‌[مسير السلطان مشرّف الدّولة إلى بغداد]

- ‌[توغّل يمين الدّولة في بلاد الهند]

- ‌[وزارة أَبِي القاسم المغربي]

- ‌[حج الأقساسيّ بالعراقيين]

- ‌سنة خمس عشرة وأربعمائة

- ‌[إحراق خِلع صاحب مصر]

- ‌[وزارة الجرجرائيّ]

- ‌[موت ستّ المُلْك]

- ‌[وفاة سلطان الدّولة]

- ‌[هَلاك الحجّاج العراقيّين بعَقَبة واقصة]

- ‌سنة ست عشرة وأربعمائة

- ‌[انتشار العيّارين ببغداد]

- ‌[وفاة السلطان مشرّف الدّولة]

- ‌[سلطنة جلال الدّولة أَبِي طاهر]

- ‌[وزارة ابن ماكولا]

- ‌[ميل الْجُنْد إلى سلطنة أَبِي كاليجار]

- ‌[رسالة ابن سُبُكْتكين إلى القادر باللَّه]

- ‌[تفاقم أمر العيّارين في بغداد]

- ‌[امتناع الحجّ مِن العراق]

- ‌[كثرة الفتن في الأندلس]

- ‌سنة سبع عشرة وأربعمائة

- ‌[انتهاب الكرْخ وإحراقها]

- ‌[شهادة الصّميري عند ابن أَبِي الشوارب]

- ‌[تجمّد دجلة]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌[اعتقال الوزير ابن ماكولا]

- ‌[امتناع حاجّ العراق]

- ‌[وفاة ابن أبي الشوارب]

- ‌سنة ثمان عشرة وأربعمائة

- ‌[وقوع البَرَد في البلاد]

- ‌[إعادة الخطبة لجلال الدّولة]

- ‌[كتاب سُبُكْتكين إلى الخليفة عَنْ الصّنم بالهند]

- ‌[الأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات]

- ‌[البَرَد والجليد في العراق]

- ‌[امتناع الحاجّ مِن بغداد]

- ‌سنة تسع عشرة وأربعمائة

- ‌[احتجاج الغلمان والإسْفَهْسِلاريّة عَلَى جلال الدّولة]

- ‌[موت ملك إقليم كَرْمان]

- ‌[انعدام الرُّطَب ببغداد]

- ‌[امتناع الحاجّ مِن العراق]

- ‌[ولاية الدّزبري دمشق]

- ‌سنة عشرين وأربعمائة

- ‌[وقوع البَرَد بالنعمانّية]

- ‌[كتاب ابن سُبُكْتكين إلى القادر باللَّه]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌[اضطراب الأمر ببغداد]

- ‌[غَوْر الماء في الفرات]

- ‌[قراءة كتاب القادر باللَّه بتفضيل السُّنَّة]

- ‌[قراءة كتابٍ ثانٍ]

- ‌[قراءة كتاب ثالث]

- ‌[خطبة الشيعيّ بجامع براثا]

- ‌[كتاب الخليفة إلى السلطان عَنْ خطبة الشيعي]

- ‌[امتناع الخطبة في جامع براثا]

- ‌[ازدياد تعدّيات العيّارين]

- ‌[تقليد ابن ماكولا قضاء القُضاة]

- ‌[اعتذار الشيعة عَنْ سُفَهائهم]

- ‌[مقتل جماعة مِن العيّارين]

- ‌[مقتل صالح بْن مرداس صاحب حلب]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى عشرة وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌[إنكار ابن باديس عَلَى الحاكم بأمر الله]

- ‌سنة اثنتي عشرة وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌سنة ثلاث عشرة وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

- ‌سنة أربع عشرة وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس عشرة وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست عشرة وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع عشرة وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السِّين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة ثمان عشرة وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكني

- ‌سنة تسع عشرة وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة عشرين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ذكر المتوفّين تقريبًا مِن رجال هذه الطبقة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌الكنى

الفصل: ‌[فتح مهرة وختوج بالهند]

‌سنة تسع وأربعمائة

[تكفير القائل بخلق القرآن]

في المحرَّم قُرئ بدار الخلافة كتاب بمذاهب السَّنة، وفيه: مَن قَالَ:

«القرآن مخلوق» فهو كافر حلال الدّم [1] ، إلى غير ذَلِكَ من أصول السُّنّة.

[زيادة ماء البحر]

وفيها زاد ماء البحر إِلَى أن وصل إلى الأُبُلّة، ودخل البصرة [2] .

[عَود سلطان الدّولة إلى بغداد]

وفيها ردّ سلطان الدّولة إلى بغداد [3] .

[فتح مهرة وختُّوج بالهند]

وفيها غزا السلطان محمود الهند، وافتتح مدينتي مهرة وختوج [4] . وكان فتحًا عزيزًا. وبين ذلك وبين غَزْنَة مسيرة ثلاثة أشهر.

قَالَ أبو النّصر في تاريخه: عدل السّلطان بعد أخذ خوارزم إلى بسْت ثمّ إلى غَزْنة، فأتفقَ أن حشد إليه مِن أدني ما وراء النّهر زُهاء عشرين ألفًا من المطّوّعة. فحرّك من السّلطان محمود نفيرهم، وردّ من نفوس المسلمين

[1] تاريخ حلب للعظيميّ 324، المنتظم 7/ 289، البداية والنهاية 12/ 7، شذرات الذهب 4/ 188.

[2]

المنتظم 7/ 289، البداية والنهاية 12/ 7.

[3]

المنتظم 7/ 290، نهاية الأرب 26/ 246.

[4]

وفي الكامل في التاريخ 9/ 308 «قنّوج» ، وفي نسخة أخرى منه:«فتوج» ، وستأتي «فتوح» في بقيّة الخبر، وهي:«قنّوج» في: المختصر في أخبار البشر 2/ 145، وتاريخ ابن الوردي 1/ 327.

ص: 29

تكبيرهم. واقتضى رأيه أن يزحف بهم إلى فتوح، وهي التي أعيت الملوك، غير كشاسب عَلَى ما زعمته المجوس، وهو ملك الملوك في زمانه، فزحف السّلطان بهم وبجنوده، وعبر مياه سَيْحون وتلك الأودية التّي تجلّ أعماقها عَنِ الوصْف، ولم يطأ مملكةً من تِلْكَ الممالك إلا أتاه الرَّسُول واضعًا خدّ الطّاعة، عارضًا في الخدمة الاستطاعة. إلى أن جاءه جنكي بْن شاهي وسهمي صاحب درب قشمير، عالمًا بأنه بْعثُ الله الّذي لا يرضيه إلا الإسلام أو الحسام. فضمن إرشاد الطرّيق، وسار أمامه هاديا. فما زال يفتح الصّياصي والقلاع حتى مرّ بقلعة هارون. فلمّا رأى ملكُها الأرض تموج بأنصار الله ومن حولها الملائكة زُلْزِلت قدَمُه، وأشفق أن يُراق دمه، ورأى أن يتّقي بالإسلام بأس الله، وقد شُهِرت حدوده ونُشِرت بعذبات العذاب بنوره، فنزل في عشرة آلاف ينادون بدعوة الإسلام.

ثمّ سار بجيوشه إلى قلعة كلنجد، وهو من من رءوس الشّياطين، وفكانت لَهُ معه ملحمة عظيمة، هلكَ فيها من الكُفّار خمسون ألفًا، من بين قتيل وحريق وغريق. فعمد كلنجد إلى زوجته فقتلها، ثمّ ألحقَ بها نفسه. وغنم السلطان مائة وخمسة وثمانين فيلًا. ثمّ عطف إلى البلد الّذي يُسَمّى المعبد، وهو مهرة الهند بطالع ابنيتها الّتي تزعم أهلها أنها من بناء الجنّ، فرأى ما يخالف العادات، وتفتقد روايتها إلى الشّهادات. وهى مشتملة عَلَى بيوت أصنام بنقوشٍ مبدعة، وتزاويق تخطف البصر.

قَالَ: وكان فيما كتب بِهِ السّلطان أنّه لو أراد مُريد أن يبني ما يعادل تِلْكَ الابنية ليعجز عنها بإنفاق مائة ألف ألف درهم، في مدّة مائتين سنة، عَلَى أيدي عَمَلَة كَمَلَة، ومَهَرَة سَحَرَة.

وفي جملة الأصنام خمسة من الذَّهب معمولة طول خمسة أذُرع، عينا كلّ واحدٍ منها ياقوتتان، قيمتهما خمسون ألف دينار بل أزْيَد. وعلى آخر ياقوتة زرقاء، وزنها أربعمائة وخمسون مثقالًا. فكان جملة الذّهبيّات الموجودة عَلَى أحد الأصنام المذكورة ثمانية وتسعين ألف مثقال. ثم أمر السلطان بسائر الأصنام فَضُرِبَت بالنِّفْط، وحاز من السّبايا والنّهاب ما يعجز عَنْهُ أناملُ الحُسّاب. ثمّ سار

ص: 30

قدما يروم فتوح فتوح وخلّف معظم العسكر، فوصل إليها في شعبان سنة تسعٍ، وقد فارقها الملك إقبال منهزمًا، فتتّبع السّلطان قلاعها، وكانت سبعة عَلَى البحر، وفيها قريبٌ من عشرة آلاف بيت من الأصنام، تزعم المشركون أنها متوارثة منذ مائتي ألف سنة إلى ثلاثمائة ألف سنة كذبًا وزورًا، ففتحها كلَّها في يوم واحد، ثمّ أباحها لجيشه فانتهبوها. ثمّ ركض منها إلى قلعة البراهمة، وتعرف بمنح، فافتتحها وقتل بها خلقًا كثيرًا، ثمّ افتتح قلعة جندراي وهي ممن يُضرب المثل بحصانتها.

وذكر أبو النّصر ذَلِكَ مطولًا مفصّلًا بعبارته الرائقة، فأسهب وأطنب. فلقد أقَّر عين السّامع، وسرَّ المسلم بهذا الفتح العظيم الجامع، وللَّه الحمد عَلَى إعلاء كلمة الإسلام، وله الشُّكر عَلَى إقامة هذا السّلطان الهمام.

وبعد الأربعمائة كَانَ قد غلب عَلَى بلاد ما وراء النّهر أيلك خان أخو صاحب التُّرك طُغَان الكبير، وهما مهادنان للسّلطان يمين الدّولة محمود بن سبكتكين، فقويت نفوسهما عليه مكرا ورواغا، وبقي كلّ واحدٍ منهما يُحيل عَلَى الآخر. فبعثوا رُسُلهم، فأكرم الرُّسُلَ، وأظهر الزّينة، وعرضَ جيشه.

قَالَ أبو النَّصر محمد بْن عَبْد الجبّار: فأمر بتعبئة جيوشه وتغشية فيوله، ورتَّب العسكر سِماطين في هيئة، لو رآها قارون قَالَ: يا ليت لي مثل ما أوتي محمود. فصفّ نحو ألفي غلام تُرْك في ألوان الثّياب، ونحو خمسمائة غلام بُقربه بمناطق الذَّهب المرصّعة بالجواهر، وبين أيديهم أربعون فيلًا من عظام الأفيلة بغواشي الدّيباج. ووراء السّماطين سبعمائة فيل في تجافيف مشهرة الألوان، وعامّة الجيش في سرابيل قد كدّت القيون وردّت العيون، وأمامهم الرجال بالعُدد، وقام في القلب كالبدر في ظُلمة الدّيجور. وأذن للرُسُل حينئذٍ، ثمّ عُدِل بهم إلى الموائد في دارٍ مفروشة بما لم يُحْك عَنْ غير الجنّة. ففي كلّ مجلس دُسُوت من الذَّهب من جفانٍ وأطباق، فيها الأواني الفائقة والآلات الرائقة، وهّيأ لخاصّ مجلسه طارم قد جُمعَتْ ألواحه وعضادته بضباب الذَّهب وصفائحه وفُرش بأنواع الدّيباج المذهَّب، وفيه كُوَّات مضلَّعة، تشتمل عَلَى أنواع الجواهر الّتي أعْيَتْ أمثالها أكاسرة العجم، وقياصرة الروم، وملوك الهند،

ص: 31

وأقيال العرب. وحوالي المجلس أطباق تخان من الذَّهب، مملوءة من المِسْك والعنبر والعود، وأواني لم يُسمع بمثلها. ثمّ جهّز الرُّسُل.

ووقع بين الأخوين، وتنافرا مدّة لسعادة الإسلام وسلطانه يمين الدّولة.

وكان عَلَى مملكة خوارزم الملك مأمون بْن مأمون، قد وليها بعد أخيه عليّ، فزوّجه السّلطان محمود بأخته، ثمّ طلب منه أن يذكر اسمه في الخطبة معه، فأجابَ. وامتنع من الإجابة نائبه وكُبراء دولته ولاموه. ثمّ إنّهم قتلوه غيلةً، فغضب السّلطان وسار بجيوشه لحربهم، فالتقاهم بظاهر خوارزم وظفر بهم، فسمّر جماعة من الأمراء، واستناب على خوارزم حاجبه الكبير التونتاش. وصفَت لَهُ مملكة خُراسان، وسجِسْتان، وغَزنة، وخوارزم، والغور. وافتتح نصف إقليم الهند. في عدّة غزوات وكانت سلطنته بضعا وثلاثين سنة كما سيأتي في ترجمته [1] .

[1] الخبر باختصار في: الكامل في التاريخ 9/ 308- 310، والمختصر في أخبار البشر 2/ 150، وتاريخ ابن الوردي 1/ 332، البداية والنهاية 12/ 7.

ص: 32