الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ وقال: كان ثقة [1] من أهل السُّنّة.
-
حرف القاف
-
37-
القاسم بن عبد الواحد [2] .
أبو أحمد الشّيرازيّ.
قال أبو إسحاق الحبّال: تُوُفّي في عاشر ربيع الأوّل، وحضرتُ جنازَتَه.
حدَّث أبوه وأهل بيته الكثير.
-
حرف الميم
-
38-
محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد [3] .
أبو الفرج الزَّمْلكانيّ [4] الإمام.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وغيره.
روى عنه: عليّ بن الخِضِر السُّلَميّ، ومحمد بن أحمد بن ورقاء [5] .
39-
مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن جعفر [6] .
أبو الفضل الأصبهانيّ، الخطيب.
في رجب.
[1] زاد بعدها: «مأمونا» .
[2]
لم أجد ترجمته، وذكر ابن السمعاني أخاه أبا نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي، في (الأنساب 7/ 454) .
[3]
انظر عن (محمد بن أحمد الزّملكاني) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم، الورقة 132، ومختصر تاريخ دمشق 21/ 287 رقم 204، ومعجم البلدان 3/ 150.
[4]
الزّملكانيّ: بفتح الزّاي واللام والكاف، بينهما الميم الساكنة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قريتين إحداهما بدمشق والثانية ببلخ. (الأنساب) .
وقال ياقوت: وأما أهل الشام فإنّهم يقولون: زملكا، بفتح أوله وثانيه، وضمّ لامه، والقصر، لا يلحقون به النون. قرية بغوطة دمشق. (معجم البلدان) .
(أقول) : وهي الآن تلفظ: «زملكا» ، وهكذا ضبطها في: تالي تاريخ مولد العلماء.
[5]
وقال عبد العزيز بن أحمد الكتّاني في (تالي تاريخ مولد العلماء) : «كتب الكثير» .
[6]
لم أجد مصدر ترجمته.
40-
محمد بن أحمد بن أبي عون النّهروانيّ [1] .
حدَّث في هذا الوقت عن: محمد بن محمد الإسكافيّ، وعمر بن جعفر ابن سَلْم.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا [2] .
41-
محمد بن جعفر بن عِلّان [3] .
أبو الفَرَج الطَّوَابيقيّ [4] الورّاق.
بغداديّ، صدوق.
من شيوخ الخطيب [5] .
حدَّث عن: أبي بكر بن خلاد، ومَخْلَد الباقِرْحِيّ.
وقرأ القراءات.
42-
محمد بن الحسين بن أبي أيوب [6] .
الأستاذ حجة الدين أبو منصور، المتكلم تلميذ أبي بكر بن فورك، وختنه.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد النهرواني) في:
تاريخ بغداد 1/ 307 رقم 183.
و «النهروانيّ» : بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدّجلة يقال لها النهروان. (الأنساب 12/ 174) .
[2]
وقال: توفي ابن أبي عون بعد سنة عشرين وأربعمائة.
[3]
انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 2/ 159 رقم 584، والمنتظم 8/ 52 رقم 77 (15/ 210، 211 رقم 3171) ، والأنساب 8/ 259، واللباب 2/ 287، وغاية النهاية 2/ 110 رقم 2894.
[4]
الطّوابيقيّ: بفتح الطاء والواو، وكسر الباء، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى «الطوابيق» وهي الآجرّ الكبير الّذي يفرش في صحن الدار، وعملها.
(الأنساب 8/ 259) .
[5]
وهو قال: «كان شيخا مستورا من أهل القرآن، ضابطا لحروف قراءات كانت تقرأ عليه. كتبت عنه وكان صدوقا. ومات في ذي القعدة من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب الدير، وحين توفّي كنت غائبا عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان» . (تاريخ بغداد 2/ 159) .
[6]
انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تبيين كذب المفترى لابن عساكر 249، وطبقات الشافعية للسبكى 3/ 62، والوافي بالوفيات 3/ 10 رقم 866، ومعجم المؤلّفين 9/ 235.
له مصنفات مشهورة، منها:«تلخيص الدلائل» .
تُوُفّي في ذي الحجة [1] .
43-
محمد بن عبد الله بن الحسين [2] .
أبو بكر، ويقال: أبو الحسن الدمشقي النحوي، الشاعر المعروف بابن الدوري.
روى عن: أبي عبد الله بن مروان، وعليّ بن يعقوب بن أبي العَقِب، وأبي علي بن أبي الرمرام، وأبي عمر بن فضالة.
وكتب الكثير بخط حسن.
روى عنه: أبو سعد السمان، والكتاني وقال: كانوا يتّهمونه في دينه.
44-
محمد بن عليّ بن حَيْد [3] .
يُقال: تُوُفّي فيها. وقد مرّ سنة تسع عشرة.
45-
محمد بْن محمد بْن عَبْد الله [4] .
أبو أحمد الهَرَويّ المعلّم.
روى عن: أبي حاتم بن أبي الفضل، وأبي عبد الله العُصْميّ [5] .
[1] ورّخه فيها ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري 249) ، والسبكي في (طبقات الشافعية 3/ 62) .
أما الصفدي فقال: توفي سنة عشرين وأربعمائة، وقيل قبلها. (الوافي بالوفيات 3/ 10) ونحوه قال كحّالة في (معجم المؤلّفين 9/ 235) انظر المتن والحاشية رقم (2) .
[2]
انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تالي تاريخ مولد العلماء ووفاتهم، الورقة 132، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 269 رقم 340.
[3]
انظر ترجمته ومصادرها في الطبقة السابقة.
[4]
لم أجد مصدر ترجمته.
[5]
العصميّ: بضم العين وسكون الصاد المهملتين. هذه النسبة إلى «عصم» وهو اسم رجل من
روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ [1] .
46-
محمد بن أبي المظفّر [2] .
أبو الفتح البغدادي الخيّاط.
صدوق.
حدَّث عن: القَطِيعيّ، وأحمد بن جعفر بن سَلْم.
قال الخطيب: لا أعلم كتب عنه غيري [3] .
47-
محمد بن المنتصر بن الحسين [4] .
أبو عبد الله الهَرَويّ الباهليّ.
من ولد أَمِيرُ خُراسان قُتَيْبة بن مسلم.
سمع: أبا عَلِيَّ الرّفاء، وأبا منصور الأزهريّ اللُّغويّ.
وروى عنه: شيخ الإسلام الأنصاريّ، ومحمد بن علي العميريّ، وجعفر ابن مسلم العُقَيليّ.
48-
محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان [5] .
أبو سعيد بن أبي عَمْرو النّيسابوريّ الصّيرفيّ. أحد الثّقات، والمشاهير بنيسابور.
[ () ] أجداد المنتسب إليه، وهو ينسب لبيت كبير مشهور من أهل العلم بهراة. (الأنساب 8/ 471) .
[1]
تقدّم التعريف بهذه النسبة قبل قليل.
[2]
هكذا في الأصل. وهو في: تاريخ بغداد 3/ 265، 266، رقم 1358:«محمد بن المظفّر بن إبراهيم» .
[3]
وقال: «كتبت عنه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وهو شيخ صدوق» .
[4]
لم أجد مصدر ترجمته.
[5]
انظر عن (محمد بن موسى) في:
الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 44، 109، 247، و 2/ 154، 178، والبعث والنشور، له 66، 84، 183، 299، 332، والزهد الكبير، له، رقم 459 و 503 و 567 و 716 و 775 و 789 و 799 وغيره، والسابق واللاحق 55، وتقييد العلم 36، 84، 98. وغيرها، وذم الكلام للهروي 62، والمنتخب من السياق 24/ 17، والعبر 3/ 144، والمعين في طبقات المحدّثين 124 رقم 1377، والإعلام بوفيات الأعلام 176، وسير أعلام النبلاء 17/ 350 رقم 218، ودول الإسلام 1/ 251، والوافي بالوفيات 875 رقم 2092، وشذرات الذهب 3/ 220.
وقد تقدّم ذكر ابنه «علي» برقم (32) دون ترجمة.
سمع الكثير من: أبي العبّاس الأصمّ، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وأبا حامد أَحْمَد بن محمد بن شعيب، وجماعة.
وكان أبوه ينفق على الأصمّ، فكان الأصمّ لا يحدِّث حتّى يحضر أبو سعيد، وإذا غاب عن سماع جزءٍ أعاده له.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، والخطيب، وشيخ الإسلام، وأبو زاهر طاهر ابن محمد الشّحّاميّ، وخلق آخرهم موتًا عبد الغفار الشّيروييّ المتوفّى سنة عشر وخمسمائة [1] .
تُوُفّي، رحمه الله، في ذي الحجّة [2] .
49-
محمود بن سبكتكين [3] .
[1] السابق واللاحق 55.
وقال عبد الغافر الفارسيّ: «الثقة الرضا، المشهور بالصدق والإسناد العالي، الصوفيّ حالا
…
كانت عنده تذكرة مسموعاته مع والده أبي عمر لأكثر كتبه إلّا أنّ أصوله قد ضاعت، ولم يبق من الأصول إلّا قليل، وكان يروي مما وقع في أيدي الناس من أصول سماعه، وهو كثير الاحتياط فيه» . (المنتخب من السياق 24) .
[2]
وقال الصفدي: توفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. (الوافي بالوفيات 5/ 87) .
[3]
انظر عن (محمد بن سبكتكين) في:
تاريخ البيهقي انظر فهرس الأعلام 778، 779، وتاريخ حلب للعظيميّ 330، والإنباء في تاريخ الخلفاء 184- 186، وتاريخ كزيدة (مع تاريخ بخارى للنرشخي) 146- 149، وتاريخ الفارقيّ 137، والمنتظم 8/ 52- 54 رقم 78 (15/ 211، 212 رقم 3172) ، والكامل في التاريخ 9/ 139، 398- 401، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 181، والمنتخب من السياق 207 (في ترجمة: حمزة بن يوسف السهمي) و 446 رقم 1506، ووفيات الأعيان 5/ 175- 182، رقم 713، وأيضا 5/ 64، 160، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 158، 159، وقال محقّقه في فهرس الأعلام (ج 3 ق 2/ 734) :«ولم أقف على ترجمة له» !، والفخري 16، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 96، 100، 300، 415، 429، 526، والمختصر في أخبار البشر 2/ 134، 157، والروض المعطار 428، 445، 474، 598، 609، والعبر 3/ 145، وسير أعلام النبلاء 15/ 132- 135 في ترجمة القادر، و 17/ 483- 495 رقم 319، والإعلام بوفيات الأعلام 177، ودول الإسلام 1/ 251، وتاريخ ابن الوردي 1/ 339، والدرّة المضيّة 328، 336، 337، 338، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 314- 327، والبداية والنهاية 12/ 27، 28 و 29- 31 (ترجم له مرتين) ، ومرآة الجنان 3/ 37، 38، والجوهر الثمين 1/ 190، واتعاظ الحنفا 1/ 48 و 2/ 137، 215، والجواهر المضيّة 2/ 157، 158، وتاريخ ابن خلدون 4/ 333، 357، 358، 361، 362، 375،
السّلطان الكبير أبو القاسم يمين الدّولة ابن الأمير ناصر الدّولة أبي منصور.
وقد كان قبل السّلطنة يُلقَّب بسيف الدّولة.
قدِم سُبُكْتِكِين بُخارى في أيّام الأمير نوح بن منصور السّاماني [1] ، فوردها في صُحْبة ابن السُّكَيْن [2] ، فعرفه أركان تلك الدّولة بالشّهامة والشّجاعة، وتوسَّموا فيه الرّفْعَة.
فلمّا خرج ابن السُّكَيْن إلى غَزْنَةَ أميرًا عليها خرج في خدمته سُبُكْتكين، فلم يلبث ابن السُّكِين أن مات، واحتاج النّاسُ إلى من يتولى أمرهم فاتفقوا على سبكتكين وأمروه عليهم. فتمكن وأخذ في الإغارات على أطراف الهند. فافتتح قلاعا عديدة، وجرى بينه وبين الهند حروب، وعظمت سطوته، وفتح ناحية بست [3] .
واتصل به أبو الفتح علي بن محمد البستي [4] الكاتب، فاعتمد عليه وأسر إليه أموره [5] .
وكان سبكتكين على رأى الكرّاميّة [6] .
[ () ] 376، وتاريخ الخميس 2/ 399، ومآثر الإنافة 1/ 329، 330، 342، وآثار الأول في ترتيب الدول 101، 155، والنجوم الزاهرة 4/ 373، 374، ومعاهد التنصيص 3/ 213، 214، وكشف الظنون 426، وشذرات الذهب 3/ 220، 221، وأخبار الدول وآثار الأول (تحقيق د.
أحمد حطيط ود. فهمي سعد) 3/ 270، 328، وهدية العارفين 2/ 401، ونزهة الخواطر لعبد الحي الحسيني 1/ 69- 74، وظهر الإسلام لأحمد أمين 1/ 283. وسبكتكين: بضم السين المهملة والباء الموحّدة وسكون الكاف وكسر التاء المثنّاة من فوقها والكاف الثانية وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون. (وفيات الأعيان 5/ 182) .
[1]
تاريخ كزيدة 146.
[2]
هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 17/ 484، وأما في: تاريخ البيهقي 742، والكامل في التاريخ 8/ 683، ووفيات الأعيان 5/ 175 «ابن آلب تكين» .
[3]
وفيات الأعيان 5/ 175.
[4]
توفي سنة 401 هـ. وقد تقدّمت ترجمته ومصادرها في الطبقة الواحدة والأربعين (حوادث ووفيات 401- 410 هـ.) .
[5]
وفيات الأعيان 5/ 176.
[6]
الكرّاميّة: فئة من المرجئة، تنسب إلى شيخ الطائفة أبي عبد الله محمد بن كرّام السجستاني الزاهد. كان يدعو أتباعه إلى تجسيم معبوده، وزعم أنه جسم له حدّ ونهاية من تحته والجهة التي منها يلاقي عرشه. (انظر عنهم في: الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي 215 وما بعدها) .
قال جعفر المستغفري: كان أبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن الحسين النضري المروزي قاضي نسف صلب المذهب، فلما دخل سبكتكين صاحب غزنة بلخ دعاهم إلى مناظرة الكَراميّة- وكان النَّضْري يومئذٍ قاضيا ببلْخ- فَقَالَ سُبُكْتِكِين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد والأولياء؟.
فقال النَّضْريّ: هؤلاء عندنا كَفَرة.
فقال: ما تقولون فيّ؟
قال: إن كنت تعتقدُ مذهبهم فقَولُنا فيك كقولنا فيهم.
فوثب من مجلسه وجعل يضربهم بالطَّبَرزين [1] حتّى أدماهم، وشجّ القاضي، وأمر بهم فقيّدوا وحبسوا.
ثمّ خاف الملامةَ فأطلقهم.
ثمّ إنّه مرِض ببلْخ، فاشتاق إلى غَزْنَة، فسافر إليها ومات في الطّريق في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة [2] ، وجعل وليّ عهدِه ولده إسماعيل.
وكان محمود غائبًا ببلْخ، فلمّا بلغه نعي أبيه كتَب إلى أخيه ولاطَفَه على أن يكون بغَزْنَة، وأن يكون محمود بخُراسان. فلم يوافقه إسماعيل، وكان في إسماعيل رخاوة [3] وعدم شهامة، فطمع فيه الْجُنْد وشغّبوا عليه، وطالبوه بالعَطَاء، فأنفق فيهم الخزائن. فدعا محمود عمَّهُ إلى موافقته، فأجابه. فقويّ بعمِّه وبأخيه، وقَصَد غَزْنَة في جيشٍ عظيم، وحاصرها إلى أن افتتحها بعد أن عمل هو وأخوه مَصّافًا هائلًا، وقُتِل خلقٌ من الجيش، وانهزم أخوه إسماعيل وتحصَّن. فنازل حينئذٍ محمود البلَد، وأنزل أخاه من قلعتها بالأمان. ثمّ رجع إلى بَلْخ، وحبس أخاه ببعض الحصون حبْسًا خفيفًا، ووسَّع عليه الدّنيا والخدم [4] .
[1] في: سير أعلام النبلاء 17/ 484: «بالدّبوس» . و «الطّبر» بالتحريك، البلطة، ذات رأس شبه دائري تثبّت في قائم إمّا من المعدن أو من الخشب، يحملها أفراد فرقة الطبردارية. (الملابس المملوكية 85) .
[2]
وفيات الأعيان 5/ 176.
[3]
في: وفيات الأعيان 5/ 177: «لين ورخاوة» .
وقال المؤلّف- رحمه الله في: سير أعلام النبلاء 17/ 485: «وكان في إسماعيل خلّة» .
[4]
وفيات الأعيان 5/ 177.
وكان في خُراسان نوّابٌ لصاحب ما وراء النَّهر من الملوك السَّامانية، فحاربهم محمود ونُصِر عليهم، واستولى على ممالك خُراسان، وانقطعت الدّولة السّامانية في سنة تسعٍ وثمانين. فسيَّر إليه القادر باللَّه أمير المؤمنين خلعة السّلطان [1] .
وعظُم ملكُه، وفرض على نفسه كلَّ عامٍ غَزْوَ الهند، فافتتح منها بلادًا واسعة، وكسر الصَّنم المعروف بسُومنات، وكانوا يعتقدون أنّه يُحيي ويُميت، ويقصدونه مِن البلاد، وافتتن به أممٌ لا يُحصيهم إلّا الله. ولم يبقَ ملك ولا محتشم إلّا وقد قرَّب له قُرْبانًا من نفيس ماله، حتّى بلغت أوقافه عشرةَ آلاف قرية، وامتلأت خزائنه من أصناف الأموال والجواهر.
وكان في خدمة هذا الصّنم ألف رجل من البراهمة يخدمونه، وثلاثمائة رجل يحلقون رءوس الحُجَّاج إليه ولِحاهم عند القدوم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنّون ويرقصون عند بابه.
وكان بين الإسلام وبين القلعة الّتي فيها هذا الوَثن مسيرة شهرٍ، في مَفَازةٍ صَعْبَةٍ، فسار إليها السّلطان محمود في ثلاثين ألف فارس جريدةً [2] . وأنفق عليهم أموالًا لا تُحصى، فأتوا القلعةَ فوجدوها منيعةً، فسهّل الله تعالى بفتحها في ثلاثة أيّامٍ، ودخلوا هيكلِ الصّنمِ، فإذا حوله من أصناف الأصنام الذَّهب والفضة المُرصَّعة بالجواهر شيءٌ كثير [3] ، محيطون بعَرْشه، يزعمون أنّها الملائكة.
فأحرقوا الصَّنم الأعظم ووجدوا في أُذُنيه نيِّفًا وثلاثين حلْقةً، فسألهم محمود عن معنى ذلك، فقالوا: كلُّ حلْقةٍ عبادة ألف سنة [4] .
ومن مناقب محمود بن سُبُكْتِكِين ما رواه أبو النَّضر عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفاميّ قال: لمّا وردَ التَّاهَرْتيّ الداعي من مصر على السلطان محمود يدعوه سرا إلى مذهب الباطنية، وكان يركب البغل الذي أتى به معه، وذاك البغل
[1] وفيات الأعيان 5/ 177.
[2]
جريدة: جماعة فرسان تخرج للغزو لا رجّالة فيها.
[3]
قال ابن الجوزي: «وقيمة ذلك تزيد على عشرين ألف ألف دينار» (المنتظم 8/ 53) .
[4]
وفيات الأعيان 5/ 179، وزاد فيه:«وكانوا يقولون بقدم العالم، ويزعمون أنّ هذا الصنم يعبد منذ أكثر من ثلاثين ألف سنة، وكلّما عبدوه ألف، سنة علّقوا في أذنه حلقة» .
يتلون كل ساعة من كل لون. ووقف السلطان محمود على شر ما كان يدعو إليه، وعلى بطلان ما حثه عليه أمر بقتله وأهدى بغله إلى القاضي أبي منصور محمد ابن محمد الأزدي الشافعي شيخ هراة. وقال السّلطان: كان هذا البغْل يركبه رأس الملحدين، فلْيَرْكَبْه رأسُ الموحّدين [1] .
ولولا ما في السّلطان محمود من البِدْعة لَعُدَّ من ملوك العدْل [2] .
وذكر إمام الحَرَميْن الْجُوَينيّ [3] أنّ السّلطان محمود كان حنفيّ المذهب مولعًا بعلم الحديث، يسمع من الشيوخ ويستفسر الأحاديث، فوجدها [4] أكثرها موافقًا لمذهب الشّافعيّ، فوقع في نفسه. فجمع الفُقَهاء في مرو، وطلبَ منهم الكلام في ترجيح أحد المَذْهَبَين. فوقع الاتفاق على أن يُصَلُّوا بين يديه على مذهب الإمامين ليختار هو. فصلّى أبو بكر القفّال بطهارةٍ مُسْبِغةٍ، وشرائطَ مُعْتَبرةٍ من السُّتْرَة والقِبْلَةِ، والإتيان بالأركان والفرائض صلاةً لا يجوّز الشّافعي دونها. ثمّ صلّى صلاةً على ما يجوّز أبو حنيفة رضي الله عنه، فلبس بدْلة كلبٍ مدبوغًا قد لُطِّخ رُبْعُهُ بالنَّجاسة، وتوضّأ بنبيذ التّمر، وكان في الحرِّ، فوقع عليه البَعُوض والذُّباب، وتوضَّأ منكِّسًا، ثمّ أحرم، وكبّر بالفارسيّة:«دو برگ سَبْز» [5] ثمّ نقر نقرتين كنقرات الدِّيك من غير فصْلٍ ولا رُكُوع ولا تَشَهُّد، ثمّ ضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: هذه صلاة أبي حنفية.
فقال: أن لم تكن هذه الصّلاة صلاة أبي حنيفة لَقَتَلْتُكَ.
قال: فأنكرتِ الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة فأمرَ القفّال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السّلطان بإحضار نصرانيّ كاتبا يقرأ المذهبين جميعا،
[1] انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 319، 320.
[2]
جاء في هامش الأصل: «ث. قد عدّه الكافّة من ملوك العدل ولم يبدّعوه» .
[3]
هو: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، إمام وقته، وشيخ الإمام الغزالي، وغيره.
المتوفى سنة 478 هـ.
و «الجوينيّ» : بضم الجيم وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى جوين وهي إلى ناحية كثيرة مشتملة على قرى مجتمعة يقال لها: كوبان، فعرّب وجعل جوين، وهذه الناحية متصلة بحدود بيهق، ولها قرى كثيرة متّصلة بعضها ببعض. (الأنساب 3/ 385) .
[4]
في: وفيات الأعيان 5/ 180 «فوجد» .
[5]
قال ابن خلّكان: «وتفسير دو برگ سبز: ورقتان خضراوان، وهو معنى قوله تعالى في سورة الرحمن مُدْهامَّتانِ 55:64. (وفيات الأعيان 5/ 182) .
فوُجِدت كذلك. فأعرض السّلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسّك بمذهب الشّافعيّ. هكذا ذكر إمامُ الحرمين بأطول من هذه العبارة [1] .
وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ في ترجمة محمود السّلطان [2] : كان صادقَ النّيّة في إعلاء كلمة الله، مظفَّرًا في الغزوات [3] ، ما خَلَتْ سنةٌ من سِنِيّ مُلكه عن غزوةٍ وسَفْرةٍ. وكان ذكيا بعيد الغَوْرِ، موفَّقُ الرأي. وكان مجلسه مورد العلماء، وقبره بغَزْنَة يُدْعى عنده [4] .
وقال أبو عليّ بن البنّاء: حكى عليّ بن الحُسين العُكْبَريّ أنّه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البَجَليّ قال: دخل ابن فُورَك على السُّلطان محمود فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفَوْقيّة، لأنه يلزمك أن تَصِفَه بالتَّحْتيّة، لأن من جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت.
فقال السّلطان: ليس أنا وصفته حتّى تُلْزِمَني. هو وصف نفسه.
فبُهِت ابن فُورَك. فلمّا خرج من عنده مات، فيقال: انشقّت مرارته [5] .
وقال عبد الغافر [6] : قد صُنِّف في أيّام محمود وغزواته تواريخ [7] ، وحُفِظَت حركاتُه وسكناتُه وأحواله لحظةً لحظة. وكانت مستغرقة في الخيرات ومصالح
[1] وفيات الأعيان 5/ 180، 181.
[2]
في (المنتخب من السياق 446) .
[3]
في (المنتخب) : «المظفّر في الغزوات والفتوح» .
[4]
في (المنتخب) : «رجل عليّ الجدّ، ميمون الاسم، مبارك الدولة والنوبة على الرعية،
…
قد صنّف في أيامه ومبادي أموره وأمور أبيه وغزواته وأسفاره تواريخ وتصانيف، وحفظت حركاته وسكناته وأيامه وأحواله لحظةً لحظة، وكانت مستغرقة في الخيرات، ومصالح الرعية
…
يسّر الله له من الأسباب والأمور، والعساكر والجنود، والهيبة والحشْمة في القلوب ما لم يره أحد، قدم نيسابور قدمات، وظهرت بيمنه آثار حسنة ورسوم مرضيّة. وكان مجلسه مورد العلماء، ومقصد الأئمة والقضاة، يعرف لكل واحد حقّه، ويخاطبه بما يستحقّه، ويستدعي الأكابر والصدور والعلماء من كل فن إلى حضرة غزنة، ويبوّئهم من ظلّه وإنعامه وإكرامه المحلّ الرفيع، ويصلهم بالصّلات السّنيّة. ولست أشكّ أنه قد توسّل المتوسّلون إلى مجلسه وتقرّبوا إليه بالحديث وسمعوا الروايات» .
[5]
جاء في هامش الأصل: «ث. زعم ابن حزم أن السلطان قتله» .
[6]
في: المنتخب من السياق 446.
[7]
عبارته في (المنتخب) : «قد صنّف في أيامه ومبادي أموره وأمور أبيه وغزواته وأسفاره تواريخ وتصانيف» .
الرِّعية [1] . وكان متيقّظًا، ذكي القلب، بعيد الغَوْر، يسَّرَ الله له من الأسباب والجنود والهيبة والحشمة في القلوب ما لم يره أحده.
كان مجلسه مورد العلماء.
قلتُ: وقال أبو النَّضْر محمد بن عبد الجبَّار العُتْبيّ الأديب في كتاب «اليمينيّ» في سيرة هذا السّلطان: رحم الله أبا الفضل الهمداني حيث يقول في يمين الدولة وأمين الله محمود:
تعالى الله ما شاءَ
…
وزاد اللهُ إيماني
أَأَفْريدون في التّاج
…
أَم الإسكندر الثّاني؟
أم الرَّجْعَة قد عادت
…
إلينا بسُليمان؟
أَظَلَّت شمسُ محمود
…
على أنْجُمِ سامانِ
وأمسى آل بهرامٍ
…
عبيدًا لابن خاقانِ
إذا مَا ركب الفِيل
…
لحرب أو لِمَيدانِ [2]
رأت عيناك سُلطانًا
…
على مَنْكبِ شيطانِ [3]
فمن واسطة الهند
…
إلى ساحة جُرجَان
ومن قاصية السَّند
…
إلى أقصى خُراسان
فيومًا رُسُل الشاه
…
وبعده رُسُل الخانِ
لك السَّرجُ إذا شئت
…
على كاهل كيوانِ [4] .
قلتُ: ومناقب محمود كثيرة وسيرته من أحسن السِّير. وكان مولده في سنة إحدى وستّين وثلاثمائة. ومات بغَزْنَة في سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وعشرين [5] . وقام بالسّلطنة بعده ولده محمد، فأنفق الأموال، وكان منهمكًا في اللَّهو واللَّعب، فعمل عليه أخوه مسعود بإعانة الأمراء فقبض عليه، واستقرّ الملك لمسعود.
[1] زاد بعدها: «وما خلت سنة من سنّي ملكه عن سفر وغزوة» .
[2]
لم يذكره المؤلّف- رحمه الله في: سير أعلام النّبلاء.
[3]
لم يذكره.
[4]
لم يذكره.
[5]
ورّخه بها الفارقيّ في تاريخه 137.
ثمّ جرت خُطُوب وحروب لمسعود مع بني سُلْجوق، إلي أن قُتل مسعود سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة [1] ، وتملَّك آلُ سُلْجوق، وامتدَّت أيّامُهم، وبقي منهم بقيّةٌ إلى أيّام السّلطان الملك الظَّاهر بَيْبَرس، وهم ملوك بلد الرّوم.
قال عبد الغافر [2] : تُوُفّي في جُمَادى الأولى سنة إحدى بغَزْنَة [3] .
[1] ستأتي أخباره في الطبقة التالية.
[2]
في: المنتخب من السياق 446.
[3]
وذكر ابن أيبك الدواداريّ وفاته في سنة 426 هـ. (الدّرّة المضيّة 338) .
وقال الحسن العباسي: «وسبّ رجل لصاحب طبرستان في مجلس السلطان محمود وكان معاديه، فأمر بضربه وعقوبته، وقال: الملوك بعضهم لبعض أقارب وإن تباعدت الأسباب، وكما يسبّ في مجالسنا الملوك نسبّ في مجالسهم» . (آثار الأول 101) ، وانظر عنه حكاية أخرى. (155) .