المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٢٩

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد التاسع والعشرون (سنة 421- 440) ]

- ‌[الطبقة الثالثة والأربعون]

- ‌سنة إحدى وعشرين وأربعمائة

- ‌[فتنة أهل الكرْخ بعاشوراء]

- ‌[انتهاب الأهواز]

- ‌[ولاية عهد القادر باللَّه]

- ‌[غزو الخَزَر]

- ‌[انهزام ملك الروم عند حلب]

- ‌[الفتنة بين الهاشميّين والأتراك]

- ‌[امتناع الركْب من العِرَاقِ]

- ‌[وفاة ابن حاجب النعمان]

- ‌[شراء ملك الروم نصف الرُّها]

- ‌[استرجاع الرّها]

- ‌سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة

- ‌[سرقة دار المملكة]

- ‌[عزْل أبي الفضل ابن حاجب النعمان]

- ‌[فتنة الصّوفيّ]

- ‌[مقتل الكلالكيّ ناظر المعونة]

- ‌[أخْذ الروم قلعة فامية]

- ‌[وفاة القادر باللَّه]

- ‌[خلافة القائم بأمر الله]

- ‌[شغب الأتراك للحصول على رسْم البيعة]

- ‌[وزراء القائم بأمر الله]

- ‌[قُضاة القائم]

- ‌[عناية القائم بالأدب]

- ‌[الاحتفال بيوم الغدير ويوم الغار]

- ‌[سرِقات العيّارين وكبْساتهم]

- ‌[امتناع الحجّ العراقي]

- ‌[انحلال أمر الخلافة]

- ‌سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة

- ‌[الاستسقاء ببغداد]

- ‌[تعليق المُسُوح في عاشوراء]

- ‌[ثورة أهل الكَرْخ بالعيّارين]

- ‌[إرغام الملك جلال الدولة على النزوح]

- ‌[تردّد أبي كاليجار في التّجاوب مع الثائرين]

- ‌[الوزير ابن فنة]

- ‌[افتقار جلال الدولة]

- ‌[تخبُّط الأمر ببغداد]

- ‌[التشاور في الخطبة لأبي كاليجار]

- ‌[خروج جلال الدولة إلى عُكْبَرا وزواجه]

- ‌[سفارة الماوردي إلى أبي كاليجار]

- ‌[تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة]

- ‌[هدايا أبي كاليجار للخليفة]

- ‌[إقطاع وكيل الخدمة]

- ‌[مرتَّب عميد الرؤساء]

- ‌[تأخُّر المطر]

- ‌[كبْسات رئيس العيّارين البرجميّ]

- ‌[منع الخطبة للخليفة]

- ‌[تحليف الملك للخليفة يمينًا]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌[ازدياد شرّ العيّارين]

- ‌[هياج ريح عظيمة]

- ‌[الغلاء وتلف الغلات]

- ‌[أكل الأولاد في الإحساء]

- ‌[انقضاض كوكب آخر]

- ‌[سُكْر جلال الدّولة]

- ‌[تهديد الخليفة بالانتقال]

- ‌[امتناع الحجّ من العِرَاقِ]

- ‌[ورود كسوة الكعبة]

- ‌[الوباء الْعَظِيمِ]

- ‌[خروج المملكة من جلال الدولة]

- ‌[خُلُوّ الوزارة]

- ‌[انتهاب ابن سبكتكين لإصبهان]

- ‌سنة أربع وعشرين وأربعمائة

- ‌[معافاة الخليفة من الجدري]

- ‌[كبْسة البرجميّ]

- ‌[إخراج السلطان ورجمه]

- ‌[مكاتبة الأتراك للملك جلال الدّولة]

- ‌[زيادة العَمْلات والكبْسات]

- ‌[منع الخطبة في جامع الرصافة]

- ‌[ولاية أبي الغنائم المعونة]

- ‌[امتناع العراقيّين والمصريّين عن الحجِّ]

- ‌[الغدر بحجّاج البصرة]

- ‌سنة خمس وعشرين وأربعمائة

- ‌[مواصلة العيّارين لعملاتهم]

- ‌[هبوب ريح بنصيبين]

- ‌[الزلازل بفلسطين]

- ‌[الخانوق ببغداد والموصل]

- ‌[الوباء بفارس]

- ‌[إسقاط ضريبة الملح]

- ‌[الفتنة بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة]

- ‌[غَرَقُ البرجميّ]

- ‌[مقتل أخي البرجمي]

- ‌[قبول العيّارين بالخروج من بغداد]

- ‌[انقضاض شهاب]

- ‌[الفَنَاء ببغداد]

- ‌سنة ستّ وعشرين وأربعمائة

- ‌[مقاتلة أبي الغنائم للعيّارين]

- ‌[نهْب ثمر الخليفة]

- ‌[خُذلان الترك والسلطان]

- ‌[فتح بلاد بالهند وجُرجَان وطبرستان]

- ‌[الجهر بالمعاصي]

- ‌[انتهاب الكوفة]

- ‌سنة سبع وعشرين وأربعمائة

- ‌[ثورة الهاشميّين على ابن النّسويّ]

- ‌[إحراق دار ابن النّسويّ]

- ‌[شغب الْجُنْد على جلال الدولة]

- ‌[الظُّلمة ببغداد]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌سنة ثمان وعشرين وأربعمائة

- ‌[تقلّد الزّينبيّ نقابة العبّاسيّين]

- ‌[شغب الْجُنْد على جلال الدّولة مجدّدًا]

- ‌[القبض على ابن ماكولا]

- ‌[وزارة أبي المعالي]

- ‌[مطر فيه سمك بفم الصِّلْح]

- ‌[ثورة العيارين بالشرطة]

- ‌سنة تسع وعشرين وأربعمائة

- ‌[هلاك جماعة تحت الرّدم]

- ‌[إلزام أهل الذّمة باللّباس]

- ‌[تلقيب جلال الدّولة بشاهنشاه]

- ‌[كتابات العلماء بلقب الشاهنشاه]

- ‌سنة ثلاثين وأربعمائة

- ‌[تملُّك السَّلاجقة البلاد]

- ‌[مخاطبة ابن جلال الدولة بالملك العزيز]

- ‌[انقراض ملك بني بُوَيْه]

- ‌[امتناع الحجّ هذا الموسم]

- ‌[الثلج ببغداد]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ومَن تُوُفّي فيها

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكُنى

- ‌سنة أربع وعشرين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌حرف السين

- ‌حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وعشرين وأربعمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الضّاد

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف الظّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

- ‌سنة ستّ وعشرين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الرّاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌الكنى

- ‌سنة سبع وعشرين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الظّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وعشرين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الذّال

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وعشرين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصّاد

- ‌ حرف الظّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النّون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النّون

- ‌وممّن كان في هذا الوقت

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الثّاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النّون

- ‌ حرف الياء

- ‌[الطبقة الرابعة والأربعون]

- ‌سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة

- ‌[شغب الأتراك]

- ‌[زيارة جلال الدّولة المَشَاهد]

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة

- ‌[استيلاء الغُزُّ والسّلاجقة على خُراسان]

- ‌[الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة]

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة

- ‌[دفْع الغُزُّ عن همذان]

- ‌[شغب الأتراك وإفسادهم]

- ‌[التعريف بالبلغر]

- ‌[موت علاء الدّولة بن كاكويه]

- ‌[الدعوة لأبي كاليجار في بلاد ابن كاكويه]

- ‌[نيابة ناصر الدّولة دمشق]

- ‌[قراءة الاعتقاد القادريّ]

- ‌سنة أربع وثلاثين وأربعمائة

- ‌[الخلاف بين الخليفة والملك جلال الدولة]

- ‌[الزلزلة بتبريز]

- ‌[محاربة المصريين صاحب حلب]

- ‌سنة خمس وثلاثين وأربعمائة

- ‌[خروج طغرلبك إلى الحبل ومكاتبته جلال الدّولة]

- ‌[موت جلال الدّولة]

- ‌[دخول الغُزِّ الموصل]

- ‌[الخطبة لأبي كاليجار]

- ‌[ترجمة جلال الدولة]

- ‌سنة ست وثلاثين وأربعمائة

- ‌[دفن جلال الدّولة بمقابر قريش]

- ‌[الوزارة ببغداد]

- ‌[وفاة المرتضى]

- ‌[وفاة الجرجرائي ووزارة أبي نصر]

- ‌[ضرب الطّبل عند أوقات الصّلاة]

- ‌[ولاية ابن المسلمة الكتابة للقائم]

- ‌[ولادة نزار بن المستنصر العُبيديّ]

- ‌سنة سبع وثلاثين وأربعمائة

- ‌[الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة]

- ‌[إحراق كنيس اليهود]

- ‌[الوباء بالخَيْل]

- ‌[موت العلاء النصراني وسلْب أكفانه]

- ‌سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة

- ‌[حبْس صاحب الشّرطة وتغريمه الدّيات]

- ‌[حصار طغرلبك إصبهان]

- ‌[مراسلة أهل التّبت لأرسلان خان]

- ‌سنة تسع وثلاثين وأربعمائة

- ‌[غدر الأكراد بسرخاب]

- ‌[الظَّفْر بأصفر التّغلبيّ]

- ‌[القحط بالموصل]

- ‌[القبض على الوزير ذي السّعادات]

- ‌[الوباء والقحط ببغداد]

- ‌سنة أربعين وأربعمائة

- ‌[قتال أهل الكرخ وباب البصرة]

- ‌[موت الملك أبي كاليجار]

- ‌[ولاية أبي نصر المُلْك بعد أبيه]

- ‌[التعريف بأبي كاليجار]

- ‌[سور شيراز]

- ‌[منازلة عسكر مصر لقلعة حلب ورحيلهم]

- ‌[خطبة ابن باديس للقائم بأمر الله بالقيروان]

- ‌[مسير الغُزِّ مع إبراهيم ينال إلى القسطنطينيّة للغزو]

- ‌[عزل ناصر الدّولة عن دمشق]

- ‌[عزل بهاء الدّولة]

- ‌المتوفون في الطّبقة الرابعة والأربعون

- ‌المتوفون سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الصّاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النّون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة ست وثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌[حرف العين]

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وثلاثين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌الكنى

- ‌سنة أربعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدّال

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌وممّن كان في هذا القرب من هذه الطّبقة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الرّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف الميم

قال أبو الوليد الباجيّ: فيه تَشَيُّع يُفْضي به إلى الرَّفض. وكان قليل المعرفة، في أُصُوله سُقْم [1] .

وقال الكتّانيّ: كان فيه تساهل، ويذهب إلى التَّشَيُّع [2] .

وتُوُفّي في صفر، وقد كمّل التّسعين [3] .

90-

عمر بن إبراهيم بن أحمد [4] .

أبو حفص الأصبهاني السِّمّسار.

عن: أبي الشّيخ.

وعنه: سعيد بن محمد البقّال، وواصل بن حمزة، وإسحاق بن عبد الوهّاب بن منده.

مات في جُمَادَى الأولى.

-‌

‌ حرف الميم

-

91-

محمد بْن أحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن شَريعة اللَّخْميّ الباجيّ [4] .

أبو عبد الله الإشبيليّ.

سمع من جدّه الإمام أبي محمد، ورحل مع أبيه إلى المشرق. وشاركه في السّماع من الكبار كأبي بكر بن إسماعيل المهندس، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب.

حدَّث عَنِه الخَوْلانيّ وقال: كَانَ من أهل العلم بالحديث والرَّأي والفقه، عارفًا بمذهب مالك.

ص: 387

تُوُفّي لعشر بقين من المحرَّم.

وقال ابن خزرج: مولده في صفر سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة. وكان أجلّ الفُقهاء عندنا دِرايةً وروايةً، بصيرًا بالعقُود وعِلَلها. صنّف فيها كتابًا حسنًا، وكتابًا مستوعبًا في سِجلّات القُضاة إلى ما جمع من أقوال الشّيوخ المتأخّرين، مع ما كان عليه من الطّريقة المُثْلَى من الوقار والتّعاون والنّزاهة.

92-

محمد بن إسماعيل بن عبّاد بن قُرَيْش [1] .

القاضي أبو القاسم اللَّخْميّ الإشبيليّ، مَن ذُرّيّة النُّعمان بن المنذر ملك الحيرة. وأصله من بلد العَرِيش، البلد الّتي كانت أوّل رمل مصر [2] . فدخل أبو الوليد إسماعيل بن عبّاد الأندلس، ونشأ له أبو القاسم، فاعتنى بالعِلم وبرع في الفِقْه، وتنقّلت به الأحوال إلى أن ولي قضاء إشبيليّة في أيّام بني حَمُّود الإدريسيّ، فأحسن السّياسة مع الرّعيّة والملاطفة لهم، فرَمَقَتْه العُيُون.

وكان المعتلي يحيى بن عليّ الإدريسيّ صاحب قُرْطُبة مذموم السّيرة فسار إلى إشبيليّة وحاصرها، فلمّا نازلها اجتمع الأعيانُ إلى القاضي أبو القاسم هذا، وقالوا له: ترى ما نزل بنا، فقُمْ بنا واخرج إلى هذا الظّالم ونملّكك.

[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:

جذوة المقتبس للحميدي 80، 81، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، القسم 2، المجلّد 1/ 13- 23، والصلة لابن بشكوال 2/ 523، وبغية الملتمس للضبيّ 117، 118، والكامل في التاريخ 9/ 275، 279، 280، 285- 287، والحلة السيراء لابن الأبّار 2/ 34- 39 رقم 118، ووفيات الأعيان 5/ 22، 23، والبيان المغرب 3/ 194، 314، وسير أعلام النبلاء 17/ 527- 530 رقم 354، والعبر 3/ 179، 180، والإعلام بوفيات الأعلام 181، ودول الإسلام 1/ 256، والوافي بالوفيات 2/ 212- 214، وتاريخ ابن خلدون 4/ 156، ونفح الطيب 4/ 226، 227، وشذرات الذهب 3/ 252، 253.

[2]

قال ابن الأبّار: هو أبو القاسم محمد بن ذي الوزارتين أبي الوليد إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم. وعطاف (بكسر العين وتخفيف الطاء المهملتين) هو الداخل منهم بالأندلس في طالعة بلج بن بشر القشيري، وقيل إن عطافا ونعيما هما الداخلان معا إلى الأندلس، وكان عطاف من أهل حمص من صقع الشام، لخميّ النسب، صريحا، وموضعه من حمص العريش، والعريش في آخر الجفار بين مصر والشام، ونزل بالأندلس بقرية يومين من إقليم طشانة من أرض إشبيلية، وعلى ضفّة نهرها الأعظم. وقيل إنهم من ولد النعمان بن المنذر بن ماء السماء. (الحلّة السيراء 2/ 34، 35) .

ص: 388

فأجابهم وتهيّأ للقتال، وخرجوا إلى قتال يحيى، فركب إليهم وهو سكران، فقُتِل يحيى وهو سَكران. وعظُم أبو القاسم في النُّفُوس وبايعوه [1] . واستعان بالوزير أبي بكر محمد بن الحسن الزُّبَيْديّ، وعيسى بن حَجّاج الحضْرميّ وعبد الله بن عليّ الهَوْزَنيّ، فدبّروا أمر إشبيليّة أحسن تدبير ولقّبوه الظّافر المؤيَّد باللَّه. ثمّ إنَّهُ ملك قُرْطُبة وغيرها. واتّسع سلطانه [2] .

وقضيّته مشهورة مع الشّخص الّذي زعم أنّه هشام المؤيّد باللَّه بن الحَكَم الأُمويّ، الّذي كان المنصور محمد بن أبي عامر حاجبه.

انقطع خبر المؤيّد باللَّه هذا أكثر من عشرين سنة، وجَرَت أحوال وفِتَنٌ في هذه السَّنوات، فلمّا تملّك القاضي أبو القاسم بن عبّاد قيل له إنّ هشام بن الحَكَم أمير المؤمنين بقلعة رباح في مسجد، فأحضره ابن عَبّاد وبايعه بالخلافة، وفوّض إليه، وجعل ابن عَبّاد نفسه كالوزير بين يديه [3] .

قال الأمير عزيز: استولى القاضي محمد بن إسماعيل على الأمر سنة أربعٍ وعشرين. وحسَدَه أمثالُه وكثُر الكلام فيه، وقالوا: قتل يحيى بن عليّ الحَسَنيّ الإدريسيّ من أهل البيت. وقتل يحيى بن ذي النُّون ظُلْمًا.

واتّسع القول فيه، وهو في خلال ذلك مفكّرٌ فيما يفعله إذ جاءه رجلٌ من قُرْطُبة، فقال: رأيتُ هشامًا المؤيّد باللَّه في قلعة رباح. وكان ذلك الرجل يعرفه من مدّة، فقال: انظر ما تقول.

قال: أي واللهِ رأيته، وهو هشام بلا شكّ.

وكان عند القاضي عبدٌ اسمه تُومَرت، كان يقوم على رأس هشام، فقال له: إذا رأيتَ مولاك تعرفه؟ قال: نعم، ولا أُنكره ولي فيه علامات.

فأرسل رجلًا مع الرّجل، فوجداه في قلعة رباح في مسجد، فأعلماه أنّهما رسولا القاضي بن عبّاد، فسار معهما إلى إشبيليّة، فلمّا رآه مولاه تُومرت قام وقبَّل رجليه وقال: مولاي والله.

[1] وفيات الأعيان 5/ 22.

[2]

وفيات الأعيان 5/ 22.

[3]

وفيات الأعيان 5/ 22.

ص: 389

فقام إليه القاضي وقبّل يديه هو وأولاده وسلّموا عليه بالخلافة. وأخرجه يوم الجمعة بإشبيليّة، ومَشَوا بين يديه إلى الجامع، فخطب هشام للنّاس وصلّى بهم، وبايعوه: القاضي، وبنوه، والنّاس. وتولى القاضي الخدمة بين يديه.

وبقي أمير المؤمنين، والقاضي يقول: أمر أمير المؤمنين. وجرى على طريقة الحاجب ابن أبي عامر غير أنّه لم يخرج إلى الجمع طول مدّته. والقاضي ابن عَبّاد في رُتْبَة وزير له [1] .

واستقام لابن عبّاد أكثر مدن الأندلس.

قال عزيز: خرج هشام هاربًا بنفسه من قُرْطُبة عام أربعمائة مستخفيا حتّى قدِم مكّة، ومعه كيس فيه جواهر، فشعر به حراميّة مكّة، فأخذوه منه، فبقي يومين لم يُطْعَم. فأتاه رجلٌ عند المَرْوَة، فقال: تحسِن عملَ الطِّين؟ قال: نعم.

فمضى وأعطاه ترابًا ليجبُلَه، فلم يدرِ كيف يصنع. وشارطه على درهم وقرص، وفقال له: عجِّل القُرص. فأتاه به فأكله. ثمّ عَمَدَ إلى التّراب فجَبَلَه.

ثمّ خرج مع قافلة إلى الشّام على أسوأ حال، فقدِم بيت المقدس فرأى رجلًا حُصْريًّا فوقف ينظر، فقال له الرّجل: أَتُحْسِنُ هذه الصّناعة؟ قال: لا.

قال: فتكون عندي تناولني القَشّ.

فأقام عنده مدّة، وتعلّم صنعة الحُصْر، وبقي يتقوّت منها وأقام ببيت المقدس أعوامًا، ثمّ رجع إلى الأندلس سنة أربع وعشرين وأربعمائة.

قال عزيز: هذا نصُّ ما رواه مشايخ من أهل الأندلس. ثمّ ذكر ما قاله أبو محمد بن حزْم في كتاب «نقط العَرُوس» ، قال: فضيحة لم يقع في الدّهر مثلها.

أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيّام تَسَمّى كلُّ واحدٍ منهم أمير المؤمنين، وخُطِب لهم بها في زمن واحد. أحدُهم: خَلَف الحُصْريّ بإشبيليّة على أنّه هشام المؤيّد، والثّاني: محمد بن القاسم بن حَمُّود بالجزيرة الخضراء، والثّالث:

محمد بن إدريس بن عليّ بن حَمْود بمالقة، والرّابع: إدريس بن يحيى بن عليّ بشَنْتَرِين.

ثمّ قال أبو محمد بن حزْم: أُخْلُوقة لم يُسمع بمثلها. ظهر رجلٌ يقال له

[1] وفيات الأعيان 5/ 22.

ص: 390

خَلَف الحُصْريّ، بعد نيِّف وعشرين سنة من موت هشام المؤيد باللَّه، فادّعى أنّه هشام، فبُويع وخُطِب له على منابر الأندلس في أوقاتٍ شتّى، وسُفِكت الدّماء، وتصادمت الجيوش في أمره. وأقام هذا الّذي أدّعى أنّه هشام في الأمر نيِّفًا وعشرين سنة، والقاضي محمد كالوزير بين يديه [1] .

قلت: استبدَّ القاضي بالأمر، ولم يزل ملكًا مستقلًّا إلى أن تُوُفّي في آخر جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وثلاثين، ودُفِن بقصر إشبيليّة، وقام بالأمر بعده ولده المعتضد باللَّه أبو عَمْرو عبّاد.

وقيل: إنّما كان إقامة الّذي زُعِم أنّه هشام في أيّام المعتضد. وبقي المعتضد إلى سنة أربعٍ وستّين.

93-

محمد بن جعفر [2] .

أبو الحسن الْجَهْرَميّ [3] الشّاعِر.

كان من فحُول الشُّعراء بالعراق.

وجَهْرَم قرية.

مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة [4] .

94-

محمد بن حمزة [5] .

أبو عليّ البغداديّ الدّهّان.

[1] وفيات الأعيان 5/ 22.

[2]

انظر عن (محمد بن جعفر الجهرمي) في:

تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 335 (وبتحقيق علي سويم) 3، وتاريخ بغداد 2/ 159، والمنتظم 8/ 112، 113 رقم 147 و (15/ 283 رقم 3241) ، والكامل في التاريخ 9/ 503، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 260، 261.

[3]

تصحّف «الجهرمي» إلى «الحميري» في: «تاريخ حلب» ، بتحقيق سويم ص 3.

[4]

من شعره:

يا ويح قلبي من تقلّبه

أبدا يحنّ إلى معذّبه

قالوا: كتمت هواه عن جلد

لو أنّ لي رمقا لبحت به

بأبي حبيبا غير مكترث

منّي، ويكثر من تعتّبه

حسبي رضاه من الحياة، ومات

قلقي وموتي من تغضّبه

والأبيات في: (تاريخ بغداد 2/ 159، والمنتظم 8/ 113 (15/ 283) ، والكامل 9/ 503) .

[5]

انظر عن (محمد بن حمزة) في: تاريخ بغداد 2/ 291 رقم 775.

ص: 391

قال الخطيب: صدوق، كتبنا عنه.

سمع: أبا بكر عبد الله بن يحيى الطَّلْحيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ بالكوفة، وأبا بكر القطيعيّ.

ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.

وسمع سنة تسعٍ وخمسين.

ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث.

95-

محمد بن عبد الله بن بُندار [1] .

أبو عبد الله المَرَنْديّ [2] .

حجّ في هذا العام، وحدَّث بدمشق عن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.

روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وهبة الله بن الصَّقْر المرنديّ، وأبو القاسم ابن أبي العلاء الفقيه.

96-

محمد بن عليّ بن أحمد [3] .

أبو بكر البغداديّ المطرِّز.

يلقّب حريقًا.

سمع: أبا الحسين بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن سمعون.

قَالَ الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.

97-

محمد بن مساور بن أحمد بن طُفَيْل [4] .

أبو بكر الطليطلي.

روى عن: هاشم بن يحيى، وعبد الوارث بن سُفْيان.

وكان خيّرا متواضعا فصيحا، ذا وقار.

[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن بندار) في: مختصر تاريخ دمشق 22/ 266 رقم 335.

[2]

المرندي: بفتح الميم، والراء، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مرند، وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة معروفة وسمّيت مرند بمرند الأكبر بن رواند الأصغر ابن الضحاك بيوراسف، هو بناها. (الأنساب 11/ 250، 251) .

[3]

انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في: تاريخ بغداد 3/ 99 رقم 1095.

[4]

انظر عن (محمد بن مساور) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 253، 524 رقم 1146.

ص: 392

وحدَّث في هذه السّنة، وانقطع خبره.

98-

مسعود بن السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين [1] .

حارب أخاه محمدًا وقلعه من السَّلْطَنة، وكحّلَه وسجنه، وحكم على خُراسان والهند، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وجرت له حروب وخُطُوب مع السّلْجُوقيّة أوّل ما ظهروا إلى أن قُتِل في سنة ثلاث، وأطاع الجيش أخاه محمدًا المسمول [2] ، وقتل أخاه مسعودًا وعاد إلى السَّلْطَنة.

99-

مسلم بن أحمد بن أفلح [3] .

أبو بكر القُرْطُبيّ الأديب.

روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصريّ.

وكان إمامًا في علم العربيّة، له تلامذه، وحلقة كبيرة. وكان متنسِّكًا صالحًا من أهل السُّنّة والجماعة، رحمه الله [4] .

[1](انظر عن مسعود) في:

المنتظم 8/ 113 رقم 148 و (15/ 283) ، 284 رقم 3242) ، والكامل في التاريخ 9/ 395، 398، 412، 414، 428، 433، 441، 442، 462، 467، 477، 478، ووفيات الأعيان 5/ 181، وآثار البلاد وأخبار العباد 367، والمختصر في أخبار البشر 2/ 157، 164، 165، ودول الإسلام 1/ 156، وسير أعلام النبلاء 17/ 495- 497 رقم 320، والعبر 3/ 180، وتاريخ ابن الوردي 1/ 514، 524، ومرآة الجنان 3/ 54، والبداية والنهاية 12/ 50، وتاريخ ابن خلدون 4/ 379، 380، 382- 384، ومآثر الإنافة 1/ 348، 349، وشذرات الذهب 3/ 253، ونزهة الخواطر 1/ 74- 76.

[2]

انظر: تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) 335، والتركية ص 3 ففيه:«وغزا مودود بن مسعود بن محمود بلاد الهند فمات بها، وعاد الملك إلى عمه محمد فحاربه ابن أخيه وتفرّد بالملك» .

[3]

انظر عن (مسلم بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 12/ 626 رقم 1378.

[4]

وقال ابن مهديّ: كان رجلا جيّد الدين، حسن العقل متصاونا، ليّن العريكة، واسمع الخلق، مع نبله وبراعته، وتقدّمه في علم العربية واللغة، راوية للشعر وكتاب الآداب، كان لتلاميذه كالأب الشفيق، والأخ الشقيق، مجتهدا في تبصيرهم، متلطفا في ذلك، سنّيا ورعا. وافر الحظ من علم الاعتقادات، سالكا فيها طريق أهل السّنّة، يقصر اللسان عن وصف أحواله الصالحة.

وقال ابن حيّان: كان إماما مسجد السقا، وكان متنسّكا فاضلا.

ص: 393