الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الدعوة لأبي كاليجار في بلاد ابن كاكويه]
وولي بعده ابنه [أبو] منصور، فأقام الدّعوة والسّكّة للملك أَبِي كاليجار في جميع بلاد ابن كَاكوَيْه [1] .
[نيابة ناصر الدّولة دمشق]
وفيها ولي نيابة دمشق للمستنصر الأمير ناصر الدّولة الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن حمدان، فحكم بها سبع سِنين [2] .
[قراءة الاعتقاد القادريّ]
وفيها قُرئ الاعتقاد القادريّ بالدّيوان. أخرجه القائم بأمر الله، فقُرئ وحضَره العلماء والزُّهّاد.
وحضر أبو الحسن عليّ بن عمر القزوينيّ الزّاهد، وكتب بخطّه قبْل الفُقهاء: هذا اعتقادُ المسلمين، ومَن خالفه فقد خالف وفَسَقَ وكَفَرَ.
وهو: يجب على الإنسان أن يعلم أنّ الله وحده لا شريك له.
وفيه: كان ربُّنا [3] ولا شيء معه ولا مكان يَحْويه، فَخَلَقَ كلَّ شيءٍ بقدْرته، وخلق العرش لا لحاجةٍ [4] إليه، واستوى عليه كيف شاء وأراد، لا استواءَ [5] راحةٍ كما يستريح الخلْق. ولا مدبّر غيره [6] ، والخلْق كلهم عاجزون، الملائكة والنّبيّون [7] . وهو القادر بقُدْرةٍ، العالم بعلْمٍ [8] . وهو السّميع. البصير [9] ، متكلّم
[1] الكامل في التاريخ 9/ 495، المختصر في أخبار البشر 2/ 165، تاريخ ابن الوردي 1/ 348.
[2]
ذيل تاريخ دمشق 83، أمراء دمشق في الإسلام 26 رقم 88، زبدة الحلب لابن العديم 1/ 263، نهاية الأرب 28/ 213.
[3]
في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) :«كان ربّنا وحده» .
[4]
في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) :«لا لحاجته» .
[5]
في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) :«لا استقرار» .
[6]
في «المنتظم» 8/ 109، (15/ 280) :«وهو مدبّر السموات والأرضين ومدبّر ما فيهما ومن في البر والبحر ولا مدبّر غيره ولا حافظ سواه يرزقهم ويمرضهم ويعافيهم، ويميتهم ويحييهم» .
[7]
في «المنتظم» 8/ 190، (15/ 280) :«والمرسلون والخلق كلّهم أجمعون» .
[8]
زاد بعدها في «المنتظم» 8/ 190، (15/ 280) :«أزلي غير مستفاد» .
[9]
في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) :«وهو السميع بسمع، والمبصر ببصر، يعرف صفتهما من نفسه لا يبلغ كنههما أحد من خلقه» .
كلامٍ لا بآلةٍ [1] كآلة المخلوقين. لا يوصف إلّا بما وصفَ به نفسَه أو وصفَه به نبيُّه. وكلّ صفةٍ وصفَ بها نفسَه أو وصفه بها نبيّه [2] فهي صفةٌ حقيقيّة لا صفة مجاز [3] .
ونعلم [4] أنّ كلام الله غير مخلوق، تكلّم به تكليمًا، وأنزله على رسوله على لسان جبريل [5] ، فتلاه على محمد صلى الله عليه وسلم، وتلاه محمد على أصحابه [6] . ولم يَصِرْ بتلاوة المخلوقين له مخلوقًا، لأنّه ذاك الكلام بعينه الّذي تكلَّم الله به، فهو غير مخلوق بكلّ حال [7] ، مَتْلُوًّا ومحفوظًا ومكتوبًا ومسموعًا. ومَن قال إنّه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدّم بعد الاستتابة منه.
ونعلم [8] أنّ الإيمان قول وعمل، ونيّة [9] ، يزيد وينقص [10] .
ويجب أن نحبّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فإنّ خيرهم وأفضلهم بعد رسول الله أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عليّ [11] . ومن سبّ عائشة فلا حظّ له في الإسلام، ولا نقول [12] في معاوية إلّا خيرًا. ولا ندخل [13] في شيءٍ شَجَرَ بينهم [14] .
إلى أن قال: ولا نكفّر [15] بترك شيءٍ من الفرائض غير الصّلاة. فإنّ [16] من
[1] في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) :«لا بآلة مخلوقة» .
[2]
في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) :«رسوله» .
[3]
في «المنتظم» 8/ 110، (15/ 280) :«لا مجازية» .
[4]
في «المنتظم» : «ويعلم» .
[5]
في «المنتظم» زيادة: «بعد ما سمعه جبريل منه» .
[6]
في «المنتظم» زيادة: «وتلاه أصحابه على الأمّة» .
[7]
في «المنتظم» : «فهو غير مخلوق بكلّ حال» .
[8]
في «المنتظم» : «ويعلم» .
[9]
في «المنتظم» زيادة: «وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح وتصديق به» .
[10]
أنقص المؤلّف بعدها مقدار ثمانية أسطر.
[11]
في «المنتظم» زيادة: «ويشهد للعشرة بالجنة ويترحّم على أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» . (8/ 110) .
و (15/ 281) .
[12]
في «المنتظم» 8/ 111، (15/ 281) :«ولا يقول» .
[13]
في «المنتظم» 8/ 111، (15/ 281) :«ولا يدخل» .
[14]
في «المنتظم» زيادة نيّف وثلاثة أسطر.
[15]
في «المنتظم» : «ولا يكفر» .
[16]
في «المنتظم» : «غير الصلاة المكتوبة وحدها فإنه» .
تركها من غير عُذْرٍ وهو صحيح فارغ حتّى يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يَجْحَدَها، لِقَوْلِهِ عليه السلام:«بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» [1] . ولا يزال كافرًا حتّى يندم ويُعيدها. وإن مات قبل أن يندم ويعيد أو يُضْمِر أن يعيد، لم يُصَلَّ عليه، وحُشِرَ مع فِرْعون. وهامان، وقارون، وأُبَيّ بن خَلَف. وسائر الأعمال لا تُكَفّر بتركها وإنْ كان يفسق حتّى يجحدها.
ثمّ قال: هذا قول أهل السُّنّة والجماعة الّذي مَن تمسَّك به كان على الحقِّ المبين، وعلى منهاج الدّين.
في كلامٍ سوى هذا [2] . وفي ذلك كما ترى بعض ما يُنْكَر، وليس من السُّنّة [3] . والله الموفّق.
[1] رواه الترمذي في الإيمان (2753) باب: ما جاء في ترك الصلاة، عن هنّاد، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر. وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو الزبير اسمه محمد ابن مسلم بن تدرس.
[2]
انظر النص بكاملة في: المنتظم 8/ 109- 111، (15/ 279- 282) .
[3]
وقال ابن كثير في «البداية والنهاية 12/ 49: «وفيه جملة جيدة من اعتقاد السلف» .