الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الهاء
-
122-
هشام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو الوليد ابن الصّابونيّ، القرطبيّ.
حجّ وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن منصور الدّاوديّ، وجماعة.
وكان خيّرا صالحا دؤوبا على النّسْخ [2] . له كتاب في «تفسير البخاري» على حروف المُعْجَم، كثير الفائدة.
تُوُفّي في ذي القعدة بعد مرضٍ طويل.
الكُنى
123-
أبو يعقوب [3] النَّجِيرَميّ [4] .
يوسف بن يعقوب بن خُرَّزَاذ [5] .
[1] انظر عن (هشام بن عبد الرحمن) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 650 رقم 1228، ومعجم المؤلفين 13/ 149.
[2]
[3]
ترجمة (أبي يعقوب النجيرميّ) هذه تحتاج إلى وقفه طويلة، وسأعلّق عليها وعلى مصادرها في آخرها.
[4]
و «النّجيرميّ» : بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نجيرم، ويقال: نجارم، وهي محلّة بالبصرة. (الأنساب 12/ 45) وقال غيره: هي قرية في برّ البصرة في طريق فارس عند سيراف، والله أعلم بالصواب. وكذا هي في كتب «المسالك والممالك» .، وهي على بحر فارس، وظاهر الحال أن جماعة من أهلها دخلوا البصرة وسكنوا هذه المحلّة، فسمّيت باسم بلدهم، والله أعلم.
(وفيات الأعيان 7/ 77) وانظر: (معجم البلدان 5/ 274) وفيه بعد أن نقل قول ابن السمعاني، قال:«قال عبيد الله الفقير إليه مؤلّف هذا الكتاب: نجيرم بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على ساحل البحر رأيتها ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل منها قوم يصير لهم محلّة» .
وقد وقع في (جذوة المقتبس 288) : «النجومى» وهو غلط، وفي (الصلة 2/ 370) :
«النجرمي» وهو غلط أيضا. ووردت النسبة الصحيحة في: «بغية الملتمس 384» .
[5]
خرّزاذ: بضم الخاء المعجمة، والراء المشدّدة، وبعدها زاي، وبعد الألف ذال معجمة قال ابن خلّكان: هكذا يضبط أهل الحديث هذا الاسم، وهو لفظ أعجميّ، وتفسير (زاذ) بالعربي:
أبو يعقوب النَّجِيرميّ، البصْريّ، اللُّغويّ. نزيل مصر.
من بيت العلم والأدب.
وُلِدَ سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة. وله خطّ في غاية الإتقان، يرغب فيه الفُضلاء حتّى بلغ «ديوان جرير» بخطّه عشرة دنانير. وليس هو خطّا منسوبا.
وقد روى كثيرا من اللُّغة بمصر [1] .
رآه محمد بن بركات السّعيديّ [2] فيما قيل [3] .
[ () ](ابن. وأمّا (خرّ) ، بتشديد الراء فليس له معنى، إلا أن يكون أهل العربية قد غيّروه كما جرت عادتهم في ذلك، فيكون أصله (خار) بالألف، وهو: الشوك، فيكون: خارزاذ معناه ابن الشوك، و (خرشيذ) أيضا: الشمس، فإن كانوا أرادوا هذا وحذفوا «شيذ» فيحتمل، وعلى الجملة، فإنّهم يتلاعبون بالأسماء العجمية، والله أعلم بالصواب.
ثم وجدت في كتاب (البلدان) تأليف البلاذري (ص 476) في الفصل المتضمّن حديث بلاد فارس وأعمالها أرض أردشيرخره ثم قال: ومعنى أردشيرخره ولد أردشير بها. قلت: وأردشير بن بابك بن ساسان أول ملوك الفرس كما هو مشهور بين الناس، وعلى هذا يكون معنى خرّزاذ:
بها ولد، كما هو عادتهم في التقديم والتأخير، وتقديم الكلام ولد بها أي بالناحية أو غير ذلك، والله أعلم. (وفيات الأعيان 5/ 76، 77) .
[1]
قال ابن خلّكان: «وكان يوسف أمثل أهل بيته، وله خط ليس بالجيّد في الصورة، وهو في غاية الصحة، وكذلك خطوط جماعته قريبة منه، ولأهل مصر رغبة وتنافس كثير في خطّه، حتى بلغت نسخة من «ديوان جرير» بخطه عشرة دنانير، وأكثر ما ترى الكتب القديمة في اللغة والأشعار العربية وأيام العرب في الديار المصرية من طريقة، فإنه كان راوية عارفا بها. وكان أهل بيته يرتزقون بمصر من التجارة في الخشب» . (وفيات الأعيان 7/ 75) .
[2]
انظر عن (السعيدي) في:
إنباه الرواة 3/ 78، وخريدة القصر (قسم مصر) 2/ 156، ومعجم الأدباء 18/ 39، والمحمّدون من الشعراء 167، والوافي بالوفيات 2/ 247، والعبر 4/ 47، وسير أعلام النبلاء 19/ 455 رقم 263، وتذكرة الحفاظ 4/ 1271، ومرآة الجنان 3/ 225، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 28، 29، وحسن المحاضرة 1/ 532، وبغية الوعاة 1/ 59- 61، وكشف الظنون 715، وشذرات الذهب 4/ 62.
[3]
قال ابن خلّكان: «وكان أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال السعيدي النحويّ المصري قد أخذ اللغة من أصحاب أبي يعقوب المذكور، وأدرك أبا يعقوب ولم يأخذ عنه شيئا لأنه رآه وهو صبيّ. قال الموفّق أبو الحجّاج يوسف بن الخلّال المصري كاتب الإنشاء. قال لي ابن بركات: رأيت أبا يعقوب وهو ماش في طريق القرافة، وهو شيخ أسمر اللون، كثّ اللّحية، مدوّر العمامة، بيده كتاب وهو يطالع فيه في مشيته. وهذا الّذي ذكره ابن بركات فيه نظر، فإنّ الحافظ أبا إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله المعروف بالحبّال ذكره في كتاب (الوفيات) الّذي جمعه، فقال: توفي أبو يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي يوم الثلاثاء رابع المحرّم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وقال غيره: ولد أبو يعقوب يوسف النجيرمي يوم عرفة من سنة خمس
وأخذ العربية عن أصحابه.
ذكر الحبّال وفاته في المحرّم في رابعة سنة 423 [1] .
[ () ] وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى، وابن بركات المذكور ولد بمصر في سنة عشرين وأربعمائة، وتوفي بها في سنة عشرين وخمسمائة، وكان نحويّ مصر، هكذا قاله الموفّق ابن الخلّال المذكور، فكيف يمكن أن يرى أبا يعقوب، وقد كان ابن بركات في تاريخ وفاة النجيرمي في السنة الثالثة من عمره، لكن لعلّه رأى ولده، والله أعلم» . (وفيات الأعيان 7/ 75، 76) .
وقال ابن القفطي، نقلا عن ابن الخلّال: وأدرك ابن خرّزاذ ورآه وهو صبيّ فلم يهتد الأخذ عنه لصبوته. (إنباه الرواة 3/ 78) .
[1]
هكذا في الأصل.
ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد وقع خلط ووهم في المصادر فيما يتعلّق بهذه الترجمة، لم يتنبّه إليه الدكتور «إحسان عباس» في تحقيقه لكتاب (وفيات الأعيان 7/ 75 بالمتن والحاشية رقم 839) .
فهو يقول إن الترجمة في: بغية الوعاة 425، والأنساب، واللباب (النجيرمي) ، وعبر الذهبي 2/ 358، والشذرات 3/ 75، وأضاف:«وفي المصدرين الأخيرين أدرج في وفيات 370 وهو بعيد عما أثبته المؤلف» (انتهى) .
كما لم يتنبّه إلى الخلط والوهم: «الشيخ شعيب الأرنئوط» و «محمد نعيم العرقسوسى» في تحقيقهما لكتاب (سير أعلام النبلاء 17/ 441) حيث ذكرا المصادر السابقة، بإضافة (معجم البلدان) و (وفيات الأعيان) إليها.
وقبل أن أعلّق على تلك المصادر وما فيها من تخليط، أضيف إليها مصدرين مكرّرين هما:
(الأنساب) و (اللباب) في مادّة (السّعتري) . وهنا أذكر نصّ ما جاء فيهما.
قال ابن السمعاني في (الأنساب 7/ 81 مادّة: السعتري) :
ووافقه ابن الأثير في (اللباب 2/ 116 مادّة السّعتري) فقال:
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري، بصريّ. حدّث عن أبي مسلم الكجّي.
روى عنه يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي، وغيره» . (انتهى) .
فالمحقّقون الأفاضل لم يشيروا إلى مادّة «السعترى» في (الأنساب) و (اللباب) مع أنّ صاحب الترجمة ذكر فيهما، بل أشاروا إلى مادّة «النجيرمي» في المصدرين السابقين على أن صاحب الترجمة هو المذكور فيهما، وهو ليس كذلك. وللتوضيح أذكر نصّ ابن السمعاني في (الأنساب 12/ 45 مادّة: النجيرمي) ، وهو يقول:
ووافقه ابن الأثير في (اللباب 1/ 300 مادّة: النجيرمي) فقال: «أبو يعقوب يوسف بن يعقوب
_________
[ () ] النجيرمي البصري. روى عن زكريا بن يحيى الساجي. روى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي» . (انتهى) .
هنا أتوقّف لتحقيق هذه الترجمة ومدى مطابقتها لصاحب الترجمة المتوفى سنة 423 هـ.
فأقول:
إن النجيرمي في (الأنساب) و (اللباب) يروي عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي.
والمعروف أنّ زكريا السّاجي توفي سنة 307 هـ. (العبر 2/ 134) فكيف يروي عنه صاحب الترجمة قبل أن يولد، وقد جاء أنه ولد سنة 345 هـ.؟! إذن، فيوسف بن يعقوب النجيرمي المذكور في (مادّة: النجيرميّ) هو غير صاحب الترجمة «يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ» ، مع أنهما يتفقان في الاسم، والكنية، والبلد، ولكنهما يختلفان في تاريخ الوفاة.
ولقد أصاب المؤلّف الذهبي- رحمه الله حيث فرّق بين الاثنين، فجعل الأول في المتوفين سنة 370 هـ. (انظر: العبر 2/ 358، وتاريخ الإسلام 467 حوادث ووفيات 351- 380 هـ.
بتحقيقنا، وشذرات الذهب 3/ 75) والثاني هو صاحب هذه الترجمة المتوفى سنة 423 هـ.
والّذي يؤكّد أنهما اثنان ما ذكره ابن السمعاني في (مادّة السعتري) ووافقه ابن الأثير، من أن «يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري» روى عنه:«يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي» .
وبان من هذا أنّ الأول كان شيخا للثاني.
وقال في (تاريخ الإسلام 467 وفيات 370 هـ.) :
(انتهى) هكذا وقع، والصواب: حدّث في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وقال ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب 3/ 75) :
والمعروف أيضا أن أبا مسلم الكجّي توفى سنة 292 هـ. (انظر: العبر 2/ 92، 93 وفيات 292 هـ.) فالنجيرمي الّذي سمعه وروى عنه هو المتوفى سنة 370 هـ. وليس صاحب الترجمة الّذي ولد سنة 345 وتوفي 423 هـ.
وقد خلط ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 7/ 75) بين المتوفى سنة 390 هـ. والمتوفى 423 هـ. فقال في الترجمة رقم (839) :
«أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاذ النجيرمي، اللغوي، البصري، نزيل مصر، هو من أهل بيت فيه جماعة من الفضلاء الأدباء ما منهم إلّا من هو ماهر في اللغة، كامل الأدوات، متقن لها. روى أبو يعقوب المذكور عن أبي يحيى زكريا بن يحيى بن خلّاد الساجي، وطبقته وروى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وغيره.
ثم نقل ابن خلّكان أن أبا يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي توفي يوم الثلاثاء رابع المحرّم سنة ثلاث
_________
[ () ] وعشرين وأربعمائة، وأنّ مولده كان يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة (7/ 76) .
ولم يتنبّه محقّقه الدكتور «إحسان عباس» لهذا الخلط، إذ كيف يروي أبو يعقوب النجيرمي المولود سنة 345 عن زكريا الساجي الّذي توفي قبل مولده بنحو 38 عاما؟
ولقد تنبّه إلى هذا الخلط السيد «أكرم البوشي» في تحقيقه للجزء (16) من: سير أعلام النبلاء، فقال في حاشيته على ترجمة النجيرمي المتوفى سنة 370 هـ. ص 259 ما نصّه:
«وقد التبس النجيرمي- صاحب هذه الترجمة- مع سميّه يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاذ النجيرمي البصري اللغوي نزيل مصر والّذي سترة ترجمته في الجزء السابع عشر من السير برقم (293) على محقق «وفيات الأعيان» فجعلهما واحدا حيث جمع بين مصادر ترجمتيهما» .
وأقول: لقد أصاب السيد «أكرم البوشي» . وأخطأ زميله السيد «محمد نعيم العرقسوسي» وهما يحقّقان (سير أعلام النبلاء) بإشراف الشيخ شعيب الأرنئوط.
وكذلك خلط السيوطي بين المتوفى سنة 370 هـ. وصاحب هذه الترجمة المتوفى سنة 423 هـ. ولم يتنبّه السيد «محمد أبو الفضل إبراهيم» إلى هذا الخلط في تحقيقه لكتاب (بغية الوعاة 2/ 364 رقم 2203)، حيث يقول السيوطي:
وقد عاد «ابن خلكان» في ترجمة «ابن مغلّس» (وفيات الأعيان 3/ 193، 194 رقم 387) فذكر أن ابن مغلّس المتوفى سنة 427 هـ. قرأ على أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي بمصر.
وكذا فعل «الحميدي» في: (جذوة المقتبس 288 رقم 645)، وابن بشكوال في:(الصلة 2/ 369، 370 رقم 788)، والضبّي في (بغية الملتمس 384 رقم 1088) والسيوطي في:
(بغية الوعاة 2/ 98 رقم 1535) ، والمقري في (نفح الطيب 2/ 132) .
فمن هو «النجيرمي» المقصود هنا؟ أهو المتوفى سنة 370 هـ؟ أم هو المتوفى سنة 423 هـ؟
هذا ما لم تفصح عنه المصادر المذكورة.