الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمع: أحمد بن عثمان الأدَميّ، وأبا بكر النّجاد، ودعْلَج بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [1]، وقال: كان ثقة صالحًا [2] ، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم عليّ بن أبي العلاء المَصِّيصيّ، وخلْق آخرهم وفاة أبو القاسم بن بيان الرّزّاز [3] .
ومات في ذي القعدة وله ستٌّ وثمانون سنة [4] .
-
حرف العين
-
64-
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بْن ميلَة الأصبهاني [5] .
أخو الفقيه عليّ بن ماشَاذَه. أبو محمد.
تُوُفّي في المحرَّم.
حدَّث عن: الطَّبْرانيّ.
وعنه: سعيد بن محمد المَعْدانيّ [6] .
65-
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بِشر بن غِرْسِيَّة [7] .
أبو المطِّرف القُرْطُبيّ، قاضي الجماعة ابن الحصّار، مولى بني فُطَيْس.
روى عن: أبيه.
[1] في تاريخه 9/ 353.
[2]
وزاد: «ستيرا ديّنا» .
[3]
هو: عليّ بْن أحمد بن محمد بْن بَيَان الرزّاز المتوفّى سنة 510 هـ. و «الرّزّاز» : بفتح الراء وتشديد الزاي المفتوحة والألف بين الزايين المعجمتين. نسبة إلى الرزّ وهو الأرز. (الأنساب 6/ 105) .
[4]
وقال الخطيب: «وحدّثت أنّ مولده كان في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة» .
[5]
لم أقف على مصدر ترجمته، وقد تقدّمت ترجمة أخيه «علي بن ماشاذة» في سنة 414 هـ. من رجال الطبقة الماضية.
[6]
المعدانيّ: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى معدان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 393) .
[7]
انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 270 رقم 588، والصلة لابن بشكوال 2/ 326- 328 رقم 698، وترتيب المدارك 4/ 736، وبغية الملتمس 359 رقم 993، والعبر 3/ 148، 149، وسير أعلام النبلاء 17/ 473- 475 رقم 312، والديباج المهذب 1/ 475، 476، وشذرات الذهب 3/ 223، وشجرة النور الزكية 1/ 113.
وصَحِب أبا عمر الإشبيليّ وتفقّه به.
وأخذ أيضًا عن: أبي محمد الأصيليّ.
وكان من أهل العلم والتّفنّن والذّكاء. ولّاه عليّ بن محمود القضاء في صدر سنة سبع وأربعمائة، فسار بأحسن سيرة. فلمّا توفّى عليّ وولي الخلافة أخوه القاسم أقرّه أيضا على القضاء، مضافا إلى الخطابة إلى سنة تسع عشرة، فعزله المعتمد بسعايات ومطالبات [1] .
روى عنه: أبو عبد الله بن عتّاب، وقال: كان لا يفتح على نفسِهِ بابَ رواية ولا مدارسة [2] . وصَحِبته عشرين سنة. وذهَب في أوّل أمره إلى التّكلُّم على «الموطّأ» ، وقراءته في أربعة أَنْفُس [3] . فلمّا عُرِف ذلك أتاه جماعة ليسمعوا فامتنع. وكنّا نجتمع عنده مع شيوخ الفتوى، فيشاوَر في المسألة، فيخالفونه [4] فيها، فلا يزال يُحاجّهم ويستظهر عليهم بالرّوايات والكُتُب حتّى ينصرفوا ويقولوا بقوله [5] .
قال ابن بَشْكُوال [6] : سمعت أبا محمد بن عتّاب: نا أبي مِرارًا قال: كنت أرى القاضي ابن بِشر في المنام [7] في هيئته [8] وهو مقبل من داره، فأسلّم عليه، وأدري أنه ميت، وأسأله عن حاله وعمّا صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويُسْر بعد شدّة [9] .
فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم؟
فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يشير إلى علم الرّأي،
[1] الصلة 2/ 326، 327.
[2]
وزاد: «لا قبل القضاء ولا بعده» . (الصلة) .
[3]
العبارة في (الصلة) : «وقرأته في أربعة نفر أنا أحدهم» .
[4]
في (الصلة) : «فيختلفون» .
[5]
الصلة 2/ 327.
[6]
في (الصلة 2/ 327) .
[7]
زاد بعدها: «بعد موته» .
[8]
زاد بعدها: «التي كنت أعهده فيها» .
[9]
في (الصلة 2/ 327) : «إلى خير. ويشير بيده بعد شدّة» ، والعبارة مضطربة، والمثبت أعلاه هو الأقرب.
ويذهب إلى أنّ الّذي انتفع به من ذلك ما كان عنده من علم كتاب الله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تُوُفيّ يوم نصف شعبان، ولم يأتِ بعده قاض مثله [1] .
وولد سنة أربع وثلاثمائة.
قال أبو محمد بن حزم في آخر كتاب «الإجماع» : ما لقيتُ أشدّ إنصافًا في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم مَن لقيت بمذهب مالك، مع قُوتّه في علم اللُّغة والنَّحو ودقَّة فَهْمِه، رحمه الله [2] .
66-
عبد الرحمن بن أحمد [3] .
أبو سعيد السّرخسيّ [4] .
[1] وقال ابن بشكوال: «وقرأت بخط أبي القاسم عبد لعزيز بن محمد بن عتّاب قال: كان أبي يحلّه من الفقه بمحلّ كبير، ومن علم الشروط والوثائق بمنزلة عالية، ومرتبة سامية، ويصفه بالعلم البارع والفضل والدين واليقظة والذكاء والتفنّن في العلوم، ويرفع به ترفيعا عظيما، ويذهب به كل مذهب، ويقول: إنه آخر القضاة والجلّة من العلماء» . (الصلة 2/ 326) .
[2]
وقال الحميدي: «فقيه عالم أديب، ذكره أبو محمد علي بن أحمد وأثنى عليه. وهو الّذي خاطبه أبو محمد بالقصيدة البائية التي يفخر فيها بنفسه وعلومه، وفيها:
ولو أنني خاطبت في الناس جاهلا
…
لقيل دعا ولا يقوم لها صلب
ولكنني خاطبت أعلم من مشى
…
ومن كل علم فهو فيه لنا حسب
وناهيك بمثل هذا الوصف فيه من مثل أبي محمد» . (جذوة المقتبس 270) وقال القاضي عياض: «وكان أبو المطرّف هذا من أجلّ علماء وقته علما وعقلا وفقها، وسمتا وعفّة وهديا
…
قال ابن حيّان: لم يكن في وقته بقرطبة مثله حفظا للفقه، وحذقا بالحكم، وبصرا بالشروط، ومشاركة في الأدب، مع العفّة والصيانة، وبعد الهمّة. وكان شديد التعسّف على الفقهاء والتقويم لميلهم. فلما ولي المعتمد اجتمعوا عليه وطلبوه حتى عزله. وولّى مسرّة ابن الصّفّار، وعهد إليه بالتزام داره، وسدّ بابه، فأدركه خمول كثير ثم أبيح له الخروج، فمات بقرب ذلك. وقال ابن حيّان في موضع آخر: كان علما فطنا. وكان من الفقه والعلم بالشروط بمحلّ كبير. أخذ عن أبيه، وبه تفقّه أبو عبد الله بن عتّاب، ركب بين يديه، وكان يفخر ابن عتاب بذلك ويثنى عليه» . (ترتيب المدارك 4/ 736) .
[3]
لم أقف على مصدر ترجمته.
[4]
السّرخسيّ: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس، وهو
سمع: محمد بن إسحاق القُرشيّ صاحب عثمان بن سعيد الدّارميّ.
روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاريّ.
67-
عَبْد الوهاب بْنُ عَلِيَّ بْنُ نصر بْنُ أَحْمَد [1] .
القاضي أبو محمد البغداديّ المالكيّ الفقيه.
سمع: الحسين بن محمد بن عُبَيْد العسْكريّ، وعمر بن سَبَنْك [2] ، وأبا حفص بن شاهين. وكان شيخ المالكيّة في عصره وعالمهم.
قال الخطيب [3] : كتبت عنه وكان ثقة، لم ألقَ من المالكيّين أفقه منه [4] ، ولي القضاء ببادَرَايا [5] ونحوها [6] . وخرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها في شعبان [7] .
[ () ] اسم رجل من الذّعّار في زمن كيكاوس، سكن هذا الموضع وعمره وأتمّ بناءه ومدينته ذو القرنين. (الأنساب 7/ 69) .
[1]
انظر عن (عبد الوهاب بن علي) في:
تاريخ بغداد 11/ 31، 32 رقم 5703، وطبقات الفقهاء للشيرازي 168، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ق 4 ج 2/ 515- 529، وترتيب المدارك 4/ 691- 695، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 305 أ- 306 أ، و (مخطوطة التيمورية) 25/ 193، 194، وتبيين كذب المفتري 249، 250، والمنتظم 8/ 61، 62 رقم 82 (15/ 221 رقم 3176) ، والكامل في التاريخ 9/ 422، ووفيات الأعيان 3/ 219- 222 رقم 400، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 283 رقم 279، والعبر 3/ 149، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 429- 432 رقم 287، وفوات الوفيات 2/ 419- 421، ومرآة الجنان 3/ 41، 42، والبداية والنهاية 12/ 32، 33، والمرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا للنباهي 400، والديباج المذهب 2/ 26- 29، والوفيات لابن قنفذ 233، 234، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 213، وهدية العارفين 1/ 637، وديوان الإسلام لابن الغزّى 3/ 282، 283 رقم 1435، وشجرة النور الزكية 1/ 103، 104 رقم 266، وإيضاح المكنون 2/ 134، والأعلام 4/ 184، ومعجم المؤلفين 6/ 226، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 964.
[2]
سبنك: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة المفتوحة والنون الساكنة. (تبصير المنتبه 2/ 674) .
[3]
في تاريخه.
[4]
وزاد: «وكان حسن النظر، جيّد العبارة» .
[5]
بادرايا: ياء بين الألفين، طسّوج بالنهروان، وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط، منها يكون التمر القسب اليابس الغاية في الجودة واليبس، ويقال: إنها أول قرية جمع منها الحطب لنار إبراهيم، عليه السلام. (معجم البلدان 1/ 316، 317) .
[6]
في: تاريخ بغداد: بادرايا وباكسايا. (ضم الكاف، وبين الألفين ياء) انظر عنها في: معجم البلدان 1/ 327) .
[7]
كان قدومه إلى دمشق في سنة 419 وخرج في جمادى الأولى من سنة عشرين وأربعمائة.
وقال القاضي ابن خَلِّكان [1] : هو عبد الوهّاب بن عليّ بن نصر بن أحمد ابن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طَوْق التَّغلبيّ، من أولاد صاحب الرَّحْبَة [2] . كان شيخ المالكيَّة. صنَّف كتاب «التّلقين» ، وهو مع صِغَره من خيار الكُتُب. وله كتاب «المعونة» [3] و «شرح الرِّسالة» ، وغير ذلك.
وقد اجتاز بالمَعَرَّة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان المَعَرِيّ، وفيه يقول:
والمالكيُّ ابنُ نصْر زارَ في سَفَرٍ
…
بلادَنا فحمدْنا النَّأْيَ والسَّفَرا
إذا تفقَّه أحيا [4] مالِكًا جَدَلًا
…
وينشر الملك الضِّلّيل إن شعرا [5]
وقال أبو إسحاق في «الطّبقات» [6] : أدركته وسمعت كلامه في النَّظر. وكان قد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، إلْا أنّه لم يسمع منه. وكان فقيهًا متأدِّبًا شاعرًا، وله كُتُبٌ، كثيرةٌ في كلّ فنٍّ من الفقه. وخرج في آخر عمره إلى مصر، وحصل له هناك حالٌ من الدّنيا بالمَغَارِبَة.
وله في خروجه من بغداد:
سلامٌ على بغدادَ في كلِّ موطِنٍ
…
وحقّ لها منّي سلام مضاعف
فو الله ما فارقتها عن قِلى [7] لها [8]
…
وإنّي بشَطَّيْ جانبيها لعَارِفُ
[ () ](تاريخ دمشق 10/ 306 أ، مختصر تاريخ دمشق 15/ 283) .
[1]
في: وفيات الأعيان 3/ 219.
[2]
زاد بعدها: «كان فقيها أديبا شاعرا» .
[3]
في الأصل: «وله كتاب المعرفة في شرح الرسالة» ، وهو وهم، والصواب ما أثبتناه، فقد فصل القاضي عياض، وابن خلكان، وغير هما الكتابين، فقال القاضي عياض:«كتاب المعونة لدرس مذهب عالم المدينة» . (ترتيب المدارك 4/ 692) وذكر كتاب (شرح الرسالة) لوحده، ومثله ابن خلكان في (وفيات الأعيان 3/ 219) . وقد وقع في: مرآة الجنان 3/ 41: «كتاب المعرفة» ، وهو تصحيف، ومع ذلك فصل بينه وبين «شرح الرسالة» .
[4]
في شروح سقط الزند: «أعيا» .
[5]
البيتان في: شرح سقط الزند 1740، والذخيرة ق 4 ج 2/ 518، وفوات الوفيات 2/ 420، وسير أعلام النبلاء 17/ 430، 431.
والملك الضّليل: هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، سمّي بذلك لأنه أضلّ ملك أبيه.
[6]
طبقات الفقهاء للشيرازي 168، 169.
[7]
في: البداية والنهاية: «عن ملالة» ، وفي الأصل:«قلا» .
[8]
في: ترتيب المدارك: «لعمرك ما فارقتها عن ملالة» .
ولكنّها ضاقتْ عليّ بأسْرِها [1]
…
ولم تكنِ الأرزاقُ فيها تُساعفُ
وكانت كخِلٍّ كنتُ أهوى دُنُوَّه
…
وأخلاقُهُ تَنْأى به وتخالِفُ [2][3]
قلت: وله:
ونائمةٍ قبَّلتُها فتَنَبَّهَتْ
…
وقالتْ: تعالَوْا فاطْلُبوا اللِّصَّ بالحدِّ
فقلت لها: إنّي لثمتُك [4] غاصبٌ [5]
…
وما حكموا في غاصب بسِوى الرّدِّ
خُذيها وفُكِّي [6] عن أثيمٍ ظُلامةً [7]
…
وإن أنتِ لم تَرْضَيْ فألفًا من [8] العدِّ
فقالت: قِصاصٌ يشهدُ العقلُ أنّهُ
…
على كَبِدِ الجاني ألذُّ من [9] الشَّهْدِ
وكانت [10] يميني وهي [11] هِميان خصْرها [12]
…
وباتت [13] يساري وهي [14] واسطةُ العِقْدِ
وقالت: ألم أُخْبِرْ [15] بأنّك زاهِدٌ؟
…
فقلت: بلى [16] ، ما زلت أزهد في الزّهد [17]
[1] في: ترتيب المدارك: «برجها» .
[2]
في: ترتيب المدارك: «وتجانف» .
[3]
الأبيات في: طبقات الفقهاء 169، وترتيب المدارك 4/ 693، وتاريخ دمشق 10/ 1306، ومختصر تاريخ دمشق 15/ 283، وتبيين كذب المفتري 250، والمنتظم 8/ 61 (15/ 221) ، ووفيات الأعيان 3/ 220، والبداية والنهاية 12/ 32، وفوات الوفيات 2/ 420، ومرآة الجنان 3/ 42.
[4]
هكذا في الأصل. وفي: الذخيرة، ووفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء، وفوات الوفيات، ومرآة الجنان، والبداية والنهاية، وبدائع الزهور:«فديتك» .
[5]
في الأصل: «غاصبا» ، والتصحيح من مصادر التخريج.
[6]
هكذا في الأصل، وفي المصادر:«وكفّي» ، وفي (الذخيرة) :«وخطّي» .
[7]
في البداية والنهاية: «طلابة» وهو غلط.
[8]
في المصادر: «على» بدل «من» .
[9]
تصحّف في: مرآة الجنان: «الجاني الدين» .
[10]
هكذا في الأصل. وفي: سير أعلام النبلاء: «وبانت» ، وفي فوات الوفيات، ووفيات الأعيان، والبداية والنهاية:«فباتت» .
[11]
في الذخيرة: «رهن» .
[12]
في الأصل: «بخصرها» ، والتصويب من مصادر التخريج.
[13]
في: سير أعلام النبلاء: «وبانت» ، والمثبت أعلاه يتفق مع بقيّة مصادر التخريج.
[14]
في الذخيرة: «رهف» .
[15]
في البداية والنهاية: «تخبر» .
[16]
هكذا في الأصل، والذخيرة، وسير أعلام النبلاء، ووفيات الأعيان. أما في: فوات الوفيات:
«فقلت لها» .
[17]
الأبيات في: الذخيرة ق 4 ج 2/ 518، ووفيات الأعيان 3/ 220، 221، وسير أعلام النبلاء
وذكره القاضي عياض فقال [1] : ولي قضاء الدّينَوَر وغيرها. وقد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، وتفقّه على كبار أصحابه ابن القصّار، وابن الجلْاب. ودرس علم الكلام والأصول على القاضي أبي بكر بن الباقِلانيّ. وصنَّف في المذهب والأصول تواليف كثيرة، وشرح «المدوّنة» [2] وكتاب «الأدلّة في مسائل الخلاف» ، وكتاب «النُّصْرة لمذهب مالك» [3] ، وكتاب «عيون المسائل» .
وخرج من بغداد لإملاقٍ أصابه [4] .
وقيل: إنّه قال في الشّافعيّ شيئًا، فخاف على نفسه فخرج.
حدَّثني بكتاب «التّلقين له أبو عليّ الصَّدَفيّ، ثنا مهديّ بن يوسف الورّاق، عنه.
قلتُ: وكان مولده في سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة [5] .
وأخوه.
[ () ] 17/ 431، وفوات الوفيات 2/ 420، 421، والبداية والنهاية 12/ 33، وشذرات الذهب 3/ 224، ووردت الأبيات الأربعة الأولى في: مرآة الجنان 3/ 42، والبيتان الأولان فقط في:
بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 214.
[1]
ترتيب المدارك 4/ 692.
[2]
وقال: لم يتم.
[3]
في ترتيب المدارك: «النصرة لمذهب إمام دار الهجرة» .
[4]
قال ابن بسّام: «نبت به بغداد كعادة البلاد بذوي فضلها، وعلى حكم الأيام في محسني أهلها، فخلع أهلها، وودّع ماءها وظلّها، وحدثت أنه شيّعه يوم فصل عنها من أكابرها وأصحاب محابرها جملة موفورة وطوائف كثيرة، وأنه قال لهم: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشيّة، ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية» . (الذخيرة ق 4 ج 2/ 526) .
وقال: «ثم توجّه إلى مصر فحمل لواءها، وملأ أرضها وسماءها، واستتبع سادتها وكبراءها، وتناهت إليه الغرائب، وانثالت في يديه الرغائب، فمات لأول ما وصلها من أكلة اشتهاها فأكلها» وزعموا أنه قال وهو يتقلّب، ونفسه يتصعّد ويتصوّب:«لا إله إلّا الله، إذا عشنا متنا» .
[5]
انظر له مقطّعات وأبياتا في: الذخيرة، ووفيات الأعيان، وغيره، ومن شعره:
يزرع وردا ناضرا ناظري
…
في وجنة كالقمر الطالع
فلم منعتم شفتي قطفها
…
والحلّ أنّ الزّرع للزارع
وقوله في الغزل:
وتفّاحة من كفّ ظبي أخذتها
…
جناها من الغصن الّذي مثل قدّه
لها لعس خدّيه وطيب نسيمه
…
وطعم ثناياه وحمرة خدّه
(بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 213 و 214) .
- أبو الحسن محمد [1] .
كان أديبًا شاعرًا، تُوُفّي بواسط سنة سبع وثلاثين وأربعمائة [2] .
وتوفّي أبوهما سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. قاله ابن خَلِّكان [3] 68- علي بن أحمد الْجُرجَانيّ الزّاهد [4] .
عُرِف بابن عَرَفَة.
يروي عن: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
69-
عليّ بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان [5] .
أبو الحسن البغدادي الطِّرازي [6] الحنبليّ [7] الأديب.
وسمع ابنه هذا من: الأصمّ، وأبي حامد أحمد بْن علي بْن حَسْنَوية المقرئ، وأبي بكر محمد بن المؤمّل، وأبي عِمْرو بن مطر، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب [8] ، وأبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحِيريّ، وصاعد بن سَيّار الهَرَويّ، وآخرون.
وهو آخر من حدّث عن الأصمّ في الدّنيا.
تُوُفّي في الرابع والعشرين من ذي الحجّة.
70-
علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه [9] .
[1] هو: أبو الحسن محمد بن علي. انظر عنه في:
وفيات الأعيان 3/ 222 رقم (104) ، وسير أعلام النبلاء 17/ 432 (في آخر ترجمة أخيه «عبد الوهاب» ، والديباج المذهب 2/ 29، وشذرات الذهب 3/ 225.
[2]
وقع في: الديباج المذهب أنه توفي سنة 430 هـ.
[3]
في: وفيات الأعيان 3/ 222 رقم (105) .
[4]
لم أقف على مصدر ترجمته.
[5]
انظر عن (علي بن محمد بن محمد) في:
الأنساب 8/ 225، (دون ترجمة) ، والعبر 3/ 150، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 409، رقم 269، وشذرات الذهب 3/ 225.
[6]
الطّرازيّ: بكسر الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الزاي بعد الألف. هذه النسبة إلى من يعمل الثياب المطرّزة، أو يستعملها. (الأنساب 8/ 224) .
[7]
لم يذكره ابن أبي يعلى في: (طبقات الحنابلة) .
[8]
ولم يذكره في تاريخه.
[9]
انظر عن (علي بن يحيى) في:
أبو الحسن الأصبهاني. إمام جامع أصبهان.
سمع: محمد بن أحمد بن الحسن الكِسائيّ، وأحمد بن بُنْدَار الشعار، وَعَبُدَ الله بْنُ الْحَسَنُ بْنُ بندار السَّدُوسيّ [1] ، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطّبرانيّ، وابن حمزة، وجماعة بأصبهان.
والفارق الخطّابي، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازيّ، وأحمد بن القاسم بن الرّيّان بالبصرة.
وإبراهيم بن محمد الدَّيْبُليّ [2] بمكّة.
وأملى [3] عدّة مجالس وقع لنا منها [4] .
روى عنه: أبو بكر الخطيب [5] ، ومحمد بن عبد الجبار الفِرْسانيّ [6] ، ورَوْح ابن محمد الدّارانيّ الصُّوفيّ، وفضلان بن عثمان القَيْسيّ، وآخرون.
توفّي في المحرّم [7] .
[ () ] العبر 3/ 150، والإعلام بوفيات الأعلام 177، وسير أعلام النبلاء 17/ 478، 479 رقم 316، وشذرات الذهب 3/ 225، وتاريخ التراث العربيّ، المجلد الأول، الجزء الأول 472 رقم 320.
[1]
السّدوسيّ: بضم الدال المهملة والواو بين السينين المهملتين أولاهما مفتوحة. هذه النسبة إلى جماعة قبائل، منها: سدوس بن شيبان وهو في ربيعة، وهو سدوس بن ذهل. وقال ابن حبيب:
في تميم سدوس بن دارم بن مالك بن حنظلة. منها: بشير بن معبد بن الخصاصية السدوسي سدوس شيبان بن بكر بن وائل من الصحابة المهاجرين. (الأنساب 7/ 57) .
[2]
الدّيبليّ: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وضم الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى ديبل، وهي بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند قريبة من السند، ويجتمع المياه العذبة من مولتان ولوهور والسند وكشمير بديبل ومن ثم تنصبّ إلى البحر الكبير. (الأنساب 5/ 393) .
[3]
في الأصل: «أملا» .
[4]
منها مجلس ضمن مجموع في الحديث بالمكتبة الظاهرية، رقم 66 (انظر: تاريخ التراث العربيّ 1/ 472) .
[5]
ولم يذكره في تاريخه.
[6]
الفرسانيّ: بكسر الفاء أو ضمّها، والله أعلم، وسكون الراء المهملة وبعدها السين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسان وهي قرية من قرى أصبهان. قال ابن السمعاني: وكنت أظنّ أنها بضمّ الفاء إلى أن رأيت بخط الأمير ابن ماكولا: بكسر الفاء. (الأنساب 9/ 270) وانظر: الإكمال لابن ماكولا 7/ 84.
[7]
قال فؤاد سزكين في (تاريخ التراث العربيّ، مجلّد 1 ج 1/ 472) : «وكان يعيش حتى حوالي سنة 420 هـ» .