الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف النّون
-
100-
نُوشْتِكِين بن عبد الله [1] .
الأمير المظفّر سيف الخلافة عضُد الدّولة أبو منصور التُّرْكيّ. أحد الشُّجعان المذكورين.
مولده ببلاد التُّرْك، وحُمل إلى بغداد، ثمّ إلى دمشق في سنة أربعمائة، فاشتراه القائد تَزْبَر [2] الدَّيْلَميّ، فرأى منه شهامة مفرِطة وصرامة، وشاع ذكره فأهداه للحاكم المصريّ. وقيل بل جاء الأمر بطلبه منه سنة ثلاث وأربعمائة.
[1] انظر عن (نوشتكين بن عبد الله) في:
الكامل في التاريخ 9/ 230، 392، 500، 501، وأخبار الدول المنقطعة 63، 64، وذيل تاريخ دمشق 71، والأعلاق الخطيرة 44، 167، 169، ووفيات الأعيان 2/ 487، والمختصر في أخبار البشر 2/ 166، وزبدة الحلب 1/ 288، 231، 250، 251، 255- 257، 259- 262، 264، وسير أعلام النبلاء 17/ 511- 513 رقم 334، واتعاظ الحنفا 2/ 150- 154 و 160، 162، 168، 171، 176، 178، 180، 182، 186- 188، 191، 259، وتاريخ ابن الوردي 1/ 525، وأمراء دمشق في الإسلام 14 رقم 46، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، 273، ومآثر الإنافة 1/ 344، والنجوم الزاهرة 4/ 252 و 5/ 34، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة، لزامباور 45، 51، 204، ويقال:«أنوشتكين» ، بالألف في أوله.
وقد تعرّض اسمه للتحريف والتصحيف في أكثر من مصدر، فهو «نوشتكين البربري» في:
(تاريخ الأنطاكي) - بتحقيقنا- ص 391، وكذلك في (الكامل في التاريخ) 9/ 230، وفي (الكامل أيضا) 9/ 392 «أنوشتكين البريدي» ، وفي (المختصر في أخبار البشر) 2/ 141 «الدزبري» وضبطه بكسر الدال المهملة وسكون الزاي المعجمة، وباء موحّدة وراء مهملة وياء مثنّاة من تحت، وهو: أنوش تكين، وكان يلقب الدّزبري. وفي (ذيل تاريخ دمشق) 71، 72، «التزبري» ، وهو «أنوشتكين أبو منصور الختني» ، مولى دزبر بن أوسم الديلميّ أمير الجيوش (أمراء دمشق 14 رقم 46) ، و «أنوشتكين الدزبري» ، ينسب إلى دزبر بن أونيم الديلميّ، (وفيات الأعيان 2/ 487) في ترجمة «صالح بن مرداس» رقم 300، و «نوشكتين بن عبد الله.
التركي أمير الجيوش المظفّر، سيف الخلافة، عضد الدولة (سير أعلام النبلاء) 17/ 511، وفي (تاريخ ابن خلدون) 4/ 61 «الدريدي» و «الوزيري» ، و «الدزبري» في (الإشارة 36 و 37) ، و (المغرب في حلى المغرب 248) و (اتعاظ الحنفا 2/ 156)، وفي (عيون الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس- ص 328) هو:«الثديري» !
[2]
تزبر: بالتاء المثنّاة من فوق المكسورة، وسكون الزاي، وفتح الباء الموحّدة، ويقال:«دزبر» بالدال المهملة، وسيأتي هكذا بعد قليل. وفي: ذيل تاريخ دمشق 71 «تزبر بن أونيم الديلميّ» ، وانظر عنه في: تجارب الأمم 2/ 214، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 114، وزبدة الحلب 1/ 149.
فجُعِل في الحُجَرَة [1] ، فقَهر مَن بها من المماليك، وطال عليهم بالذّكاء والنَّهضة، فقرّبه متولّيهم. ثم لزِم الخدمة وجعل يتودَّد إلى القوَّاد، فارتضاه الحاكم وأُعْجِب به، وأمّره وبعثه إلى دمشق في سنة ستّ وأربعمائة فتلقّاه مولاه دِزْبَر، فتأدَّب مع مولاه وترجَّل له. ثمّ أُعيد إلى مصر وجُرِّد إلى الرّيف. ثمّ عاد وولي بَعْلَبَك، وحَسُنَت سِيَرُتُه، وانتشر ذِكْرُه [2] .
ثمّ طُلِب، فلمّا بلغ العَرِيش رُدّ إلى ولاية قيْسارية. واتّفق قتْلُ فاتِك متولّي حلب سنة اثنتي عشرة، قتله مملوك له هنديّ [3] ، وولي أمير الجيوش فلسطين في أوّل سنة أربع عشرة [4] . فبلغ حسّان مُفَرّج ملك العرب خبره، فقلِق وخاف [5] .
ولم يزل أمر أمير الجيوش فِي ارتفاع واشتهار، وتمّت له وقائع مع العرب فدوّخهم وأثخن فيهم، فعمل عليه حسّان، وكاتب فيه وزير مصر حسن بن صالح، فقبض عليه بعسقلان بحيلة دُبّرت له في سنة سبع عشرة [6] . وسألَ فيه سعيد السُّعَداء فأجيب سؤاله إكرامًا له وأُطْلِق. ثمّ حَسُنَت حاله، وارتفع شأنه.
وكثُرت غلمانه وخَيْله وإقطاعاته [7] .
وبَعد غيبته عن الشّام أفسدت العرب فيها، ثمّ صُرِف الوزير ووزر نجيب الدّولة عليّ بن أحمد الْجَرْجَرائيّ، فاقتضى رأيُه تجريدَ عساكر مصر إلى الشّام، فقدّم نوشتكين عليهم، ولقّبه بالأمير المظفّر منتخب الدّولة [8] ، وجهّز معه سبعة آلاف فارس وراجل. فسار وقصد صالح بن مرداس وحسّان بن مفرّج، فكان
[1] الحجرة: المماليك الحجريّة، ويقال لهم: صبيان الحجر. قال ابن خلّكان: ومعناه عندهم، أن يكون لكل واحد منهم فرس وسلاح، فإذا قيل له عن شغل، ما يحتاج أن يتوقّف فيه، وذلك على مثال الداوية والإسبتار (وهما منظمتان للفرنج الصليبيين) ، فإذا تميّز صبيّ من هؤلاء بعقل وشجاعة، قدّم للإمرة. (وفيات الأعيان 3/ 418) .
[2]
ذيل تاريخ دمشق 71.
[3]
ذيل تاريخ دمشق 72.
[4]
ذيل تاريخ دمشق 72.
[5]
ذيل تاريخ دمشق 72.
[6]
ذيل تاريخ دمشق 73، وانظر: تاريخ الأنطاكي 391، 392 و 395.
[7]
ذيل تاريخ دمشق 73.
[8]
في: ذيل تاريخ دمشق 73: «منتخب الدولة» بالجيم، والمثبت يتفق مع: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا)391.
الملتقى في القحوانة [1] فانهزمت العرب، وقتل صالح، فبعث برأسه إلى الحضرة، فنُفِذت الخِلَع إلى نوشتكين، وزادوا في ألقابه [2] .
ثمّ توجّه إلى حلب ونازلها، ثمّ عاد إلى دمشق، ونزل في القصر وأقام مدّة. ثمّ سار إلى حلب، ففتحت له، فأحسن إلى أهلها وردّ المظالم وعدل [3] .
ثمّ تغيّر وشربَ الخمر، فجاء فيه سِجِلٌّ مصريّ، فيه: أمّا بعد، فقد عرف [4] الحاضر والبادي [5] حال نوشتكين الدِّزْبَريّ الخائن [6] ، ولمّا تغيّرت نيّته سَلَبَه اللهُ نعمتَه. / إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم/ [7] .
فضاق صدره وقلِق. ثمّ جاءه كتابٌ فيه توبيخ وتهديد [8] ، فعظُم عليه، ورأى من الصّواب إعادة الجواب بالتَّنصُّل والتَّلطُّف، فكتب:«من عبد الدّولة العلويّة، متبرّئًا من ذنوبه المُوبِقة، وإساءاته المرهِقة، لائذًا [9] بعفو أمير المؤمنين، عائذًا بالكرم، صابرًا للحكم، وهو تحت خوفٍ ورجاء، وتضرّعٍ ودُعاء. وقد ذلّت نفسه بعد غرّها، وضاقت [10] بعد أمنها» .
إلى أن قال: «وليس مسير العبد إلى حلب يُنْجِيه من سطوات مواليه [11] » .
[1] القحوانة، أو الأقحوانة: بضم الهمزة وسكون القاف، وضم الحاء المهملة، من أعمال دمشق وبلاد نهر الأردن على شاطئ بحيرة طبرية. (معجم البلدان 1/ 308، 309) .
وانظر الخبر في: تاريخ الأنطاكي 411، وزبدة الحلب 1/ 231، 232، والكامل في التاريخ 9/ 231، وذيل تاريخ دمشق 73، 74، وأخبار الدول المنقطعة 63، 64، والمختصر في أخبار البشر 2/ 141، ووفيات الأعيان 2/ 487، ونهاية الأرب 28/ 206، والدرّة المضيّة 326، ودول الإسلام 1/ 250، والعبر 3/ 250، وسير أعلام النبلاء 17/ 375، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، والنجوم الزاهرة 4/ 252، 253، وشذرات الذهب 3/ 136.
[2]
ذيل تاريخ دمشق 73، 74.
[3]
ذيل تاريخ دمشق 74، نهاية الأرب 28/ 207.
[4]
ذيل تاريخ دمشق 74 «علم» .
[5]
وزاد في (ذيل تاريخ دمشق) : «والموالف والمعادي» .
[6]
[7]
سورة الرعد، الآية 11.
[8]
انظر نص الكتاب في (ذيل تاريخ دمشق 76) .
[9]
في (ذيل تاريخ دمشق 77) : «لا بدّ» .
[10]
في (ذيل تاريخ دمشق 77) : «وخافت» .
[11]
ذيل تاريخ دمشق 78، والنصّ بطوله في (ذيل تاريخ دمشق 77، 78) .