الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتُوُفّي في ذي القعدة وقد قارب الثّمانين [1] .
-
حرف النّون
-
325-
نصر بن شعيب [2] .
أبو الفتح الدِّمياطيّ.
قدِم الأندلس تاجرًا [3] ، وكانت له رواية واسعة عن جماعة [4] .
روى عن أبي بكر الأُدْفُويّ كثيرًا.
وكان مجوّدًا للقرآن، عارفًا للعربية.
قدم الأندلس في هذا العالم [5] .
-
حرف الياء
-
326-
يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن محمد بن عبد الله [6] .
قاضي القضاة بقرطبة أبو الوليد بن الصفار، شيخ الأندلس في عصره ومسندها وعالمها.
ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وحدث عن: أبي بكر محمد بن معاوية القرشيّ صاحب النّسائيّ، وأبي
[1] وكان مولده بعد سنة 350 هـ. بيسير.
[2]
انظر عن (نصر بن شعيب) في:
الصلة لابن بشكوال 2/ 639 رقم 1400.
[3]
في سنة 429 هـ.
[4]
من المصريين، والحجازيين، والشاميّين.
[5]
وكان مولده سنة 353 هـ.
[6]
انظر عن (يونس بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 384، 385، رقم 910، وترتيب المدارك 4/ 739- 741، ومطمح الأنفس 59، 60، والصلة لابن بشكوال 2/ 684- 686 رقم 1512، وتاريخ قضاة الأندلس 95، 96، وبغية الملتمس للضبّي 512، 513، ووفيات الأعيان 5/ 275، والعبر 3/ 169، والمعين في طبقات المحدّثين 126 رقم 1393، والإعلام بوفيات الأعلام 179، وسير أعلام النبلاء 17/ 569، 570 رقم 375، ودول الإسلام 1/ 255، وتذكرة الحفاظ 3/ 1100، ومرآة الجنان 3/ 52، والديباج المذهب 2/ 374- 376، والمغرب في حلي المغرب 1/ 159، والوفيات لابن قنفذ 238، وكشف الظنون 495، 1707، وشذرات الذهب 3/ 244، وإيضاح المكنون 1/ 285- 287، وهدية العارفين 2/ 572، وشجرة النور الزكية 1/ 133، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 845، ومعجم المؤلّفين 13/ 348، 349.
عيسى اللّيْثيّ، وإسماعيل بن بدر، وأحمد بن ثابت التَّغْلبيّ، وتميم بن محمد القروي، والقاضي محمد بن إسحاق بن السليم.
وتفقه مع القاضي أبي بكر بن زرب، وجمع مسائله.
وروى أيضا عن: أبي بكر بن القُوطِيّة، واحمد بن خالد [التّاجر][1] ، ويحيي بن مجاهد، وأبي جعفر بن عون الله، وابن م [جلس الكبير][2] ، وأبي زكريا بن عائذ، والزبيدي، وأبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبي محمد عبد المؤمن، وأبي عبد الله بن أبي دليم.
وسمع منهم وأكثر عنهم، وقد أجاز له من المشرق: الحسن بن رشيق، وأبو الحسن الدارقطني [3] .
وولي أولا قضاء بطليوس، ثم صرف.
وولي خطابة مدينة الزهراء [4] .
ثم ولي القضاء والخطبة بقرطبة مع الوزارة. ثم صرف عن جميع ذلك ولزِم بيته.
ثمّ ولي قضاء الجماعة والخطبة سنة تسع عشرة وأربعمائة [5] ، فبقي قاضيا إلى أن مات [6] .
قال صاحبه أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل العلم بالحديث والفقه، كثير الرّواية، وافر الحظّ من العربيّة واللّغة، قائلًا للشِّعر النَّفيس، بليغًا في خُطَبه، كثير الخشوع فيها، لا يتمالك من سمعه عن البكاء، مع الزُّهد والفضل والقنوع باليسير. ما لقيت في شيوخنا مَن يُضاهيه في جميع أحواله.
كنتُ إذا ذاكَرْتُهُ شيئًا من أمر الآخرة يصفرُّ وجهه ويدافع البكاء، وربّما غلبه. وكان الدَّمْع قد أثّر في عينيه وغيّرها لكثرة بكائه. وكان النّور باديا على
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: الصلة 2/ 684.
[2]
في الأصل بياض، والمستدرك من: ترتيب المدارك 4/ 739.
[3]
الصلة 2/ 684.
[4]
زاد ابن بشكوال: «مضافة له إلى خطّته في الشورى، ثم ولي خطّة الرد مكان ابن ذكوان بعهد العامرية والخطبة بجامع الزهرة» . (الصلة 2/ 684) .
[5]
قلّده إيّاها «المعتدّ» .
[6]
الصلة 2/ 684، 685.
وجهه. وصَحِب الصّالحين، وما رأيتُ أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم. صنّف كتاب «المنقطعين إلى الله» ، وكتاب «التّسليّ عن الدّنيا» ، وكتاب «فضل المتهجّدين» ، وكتاب «التّسبّب والتّيسير» [1] ، وكتاب «محبّة الله والابتهاج بها» ، وكتاب «فضل المستصرخين باللَّه عند نزول البلاء» [2] .
روى عنه: مكّيّ بن أبي طالب القيسيّ، وأبو عبد الله بن عائد، وأبو عَمْرو الدّانيّ، وأبو عَمْر بن عبد البَرّ، ومحمد بن عتّاب، وأبو عمر بن الحذّاء، وأبو محمد بن حزْم، وأبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجيّ، وأبو عبد الله الخَوْلانيّ، وحاتم بن محمد، ومحمد بن فرج مولى ابن الطّلّاع، وخلْق سواهم.
ودُفِنَ يوم الجمعة العصر لليلتين بقيتا من رجب، وشيّعه خلق عظيم.
وكان وقت دفنه غيث وابل [3] رحمه الله.
ومن شِعره:
فررتُ إليكَ من ظُلمي لنفسي
…
وأوحَشَني العِبادُ فأنتَ أُنْسي
رِضاكَ هو المُنى، وبكَ [4] افتخارِي
…
وذِكْرُكَ في الدُّجَى قَمَري وشمسي
قصدتُ إليكَ منقطِعًا غريبًا
…
لتُؤْنِسَ وحْدَتي في قَعْر رمسي
وللعُظْمى من الحاجات عندي
…
قصدت وأنت تعلم سرّ نفسي [5]
[1] في (ترتيب المدارك 4/ 741) : «التسبيب والتقريب» .
[2]
الصلة 2/ 685، ومن مؤلّفاته الأخرى:«الموعب في تفسير الموطّأ» ، وكتاب «المنقطعين إلى الله عز وجل» ، وكتاب «فضائل الأنصار» ، وكتاب «التسلّي عن حبّ المدينة» ، و «تكملة كتاب العبادة» ، وكتاب «الموجز الكافي ودعاء الصالحين» ، وكتاب «المراقب والمحاضر» ، وكتاب «المعمرين» ، وكتاب «الحكايات» ، وكتاب «فضائل السّير في الزهد» (ترتيب المدارك 4/ 741) .
[3]
الصلة 2/ 686.
[4]
في (الجذوة) : «وبه» ، والمثبت يتفق مع (بغية الملتمس) .
[5]
الأبيات في: جذوة المقتبس 385، وبغية الملتمس 513.
وقال القاضي عياض في ترجمته: كان أولا يتولّى بني أميّة، فلما انقرضت دولتهم انتمى في الأمصار
…
قال محمد بن عبد الله الخولانيّ: كان رجلا صالحا قديم الخير والطلب مع الأدب، مقدّما في الفقهاء والأدباء، مشاركا في كل فنّ، قدّمه ابن زرب للشورى، وسمع منه الناس
…
قال ابن حيّان: كان يونس من أكابر أصحاب ابن زرب، المقدمين في بسط العلم وسعة الرواية وجودة الخطابة، وبراعة الشعر. أخر الخطباء المعدودين، وأسند من بقي من المحدّثين، وأوسعهم جمعا وأعلاهم سندا، وكان خاتمة قضاة بني أميّة في الفتنة، وتولى
_________
[ () ] للسلطان أعمالا كثيرة من القضاء بالكور والعمل بخطة الرد والشورى، وولي الشورى بقرطبة والزهراء الزاهرة، وولي قضاء الجماعة أيام المعتمد [كذا، والصواب: المعتدّ] وهو ابن نيّف وثمانين، وكان يقال بقرطبة: إن مات يونس ولم يل القضاء الجماعة مات شهيدا. وكان يميل مع هذا إلى التصرّف والعبادة والنسك. مع هذا كله. وكان مقدّما في علم اللسان والأدب، حسن البلاغة، سريع الدمعة، ولم يكن بالبارع في فقهه، وتوالي مرضه فاستخلف على الصلاة والخطبة مكي بن أبي طالب، ولازم الحكم متحاملا إلى أن مات. وأشهد على عهده بالقضاء لحفيده مغيث بن محمد بن يونس، فلم ينفّذ فيه عهده بعد موته. فكانت مدّته في قضاء قرطبة تسع سنين ونصفا. وذكره الأمير أبو نصر في كتابه فقال: مختلف فيه. قال الباجي: هو مشهور بالعلم. قال ابن الحصّار: وكان في سيرة يونس أيام قضائه إباحته المقصورة لجميع الناس، ومنع المارّة في صحن الجامع. قال أبو مروان الطبني: شهدت يوما شيخا جاء إلى القاضي يونس يرغب إليه أن يجيز له ما رواه، ولم يرو بعد هذا، فلم يجبه، فغضب السائل. فنظر إلى يونس فقال: يا هذا نعطيك ما لم نأخذ؟ هذا محال محال. فقال يونس: هذا جوابي.
وأنشد له ابن حيّان:
أدافع أيامي بقصد وبلغة
…
والزم نفسي العبر عند الشدائد
وأعلم أني في مكابدة البلاء
…
بعين الّذي يرجوه كل مكابد
وله أيضا رحمه الله:
سارع إلى الخير وبادر به
…
فإنّ من خلفك ما تعلم
لا تسأم الكدّ وطول السري
…
فطالب الفردوس لا يسلم
وله أيضا رحمه الله.
النوم من مرسلة رحمة
…
وراحة للبدن المتعب
فخذ النوم بحظّ فإن
…
قضيت منه وطرا فانصب
(ترتيب المدارك 4/ 739- 741) .