الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[42](مي، طح، قط): زِيَادُ
(1)
: بن أَبِيْه
(2)
، وَيُقَالُ: ابْنُ أُمِّه، وُيقَالُ: ابْنُ سُمَيَّة
(3)
، وَيُقَالُ: ابْنُ عُبَيْد الثَّقَفِي
(4)
، وَيُقَالُ: ابْنُ أَبِي سُفْيَان
(5)
بْنِ حَرْب بْنِ أُمَيَّة بْنِ عَبْدِ شَمْس، وَيُقَالُ: زِيَادُ الأَمِيْر، أَبُوْ المُغِيْرَةُ، البَصْرِيُّ، أَخُوْ أَبِي بَكْرَةَ لِأُمِّهِ
.
رَوَى عَنْ: عُمَر بْنِ الخَطَّاب رضي الله عنه (مي، طح، قط).
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُوْ عَمْرو عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيْل الشَّعْبِيُّ الكُوْفِيُّ (مي، طح، قط)، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَم البَصْرِيُّ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُن (طح)، وَأَبُوْ عُثْمَان عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُل النَّهْدِيُّ، وَأَبُوْ عُمَيْر عَبْدُ المَلِك بْنُ عُمَيْر القُرَشِيُّ، وَأَبُوْ العَلاء قبَيِصَةُ بْنُ جَابِر بْنِ وَهْب الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ، وَأَبُوْ بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَان، وَأَبُوْ بَكْر مُحَمَّد بْنُ سِيْرِيْن بْنِ أَبِي عَمْرَة الأَنْصَارِيُّ البَصْرِيُّ.
ذُكِر فِي "تَارِيْخِ دِمَشْق" أَنَّ أَبَا مُوْسَى اسْتَعْمَلَهُ، فَشَكَاهُ بَعْضُهُم إِلَى عُمَر، فَقَالَ أَبُوْ مُوْسَى: وَجَدْتُ لَهُ نُبْلًا، وَرَأْيًا؛ فَأَسْنَدْتُ إِلَيْهِ عَمَلِي، فَاسْتَدْعَاهُ عُمَر فَأَرْسَلَهُ إِلَيْهِ، فَأَدْخَلَهُ عُمَر عَلَيْهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عُمَر وَرَأَى هَيْئَةً حَسَنَةً، قَالَ لَهُ: كَمْ
(1)
وَرَدَ فِي رِوَايَةِ الدَّارِمِي، وَالطَّحَاوِي فِي "شَرْحِ مَعَانِي الآثار" مُهْمَلًا؛ فَنَتَجَ مِنْ هَذَا أَنْ ظَنَّ بَعْضُهُم أَنَّهُ "زِيَاد بْنُ عِيَاض الأَشْعَرِي". فَوهِمَ فِي ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ مَنْسُوْبًا إِلَى"أُمِّهِ سُمَيَّة" فِي رِوَايَةِ الدَّارَقُطْنِي، وَبِذَلِكَ جَزَمَ الحَافِظُ فِي "الإِتْحَاف"، وَاللهُ المُوَفِّقُ.
(2)
قَالَهُ ابْنُ عَيَّاش، "تَارِيْخ دِمَشْق"(19/ 165).
(3)
نَسَبَه إِلَى أُمِّهِ سُمَيَّة، جَارِيَةُ بْنُ الحَارِث بْنِ كَلَدَة الثَّقَفِي.
(4)
كَانَ يُقَالُ لَهُ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَلْحَق. "الاسْتِيْعَاب"(2/ 523).
(5)
نُسِبَ إِلَى أَبِي سُفْيَان لمَّا اسْتَلْحَقَهُ مُعَاوِيَة رضي الله عنه، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، كَمَا فِي "تَارِيْخِ" الطَّبَرِي (5/ 214).
عَطَاؤُكَ؟ قَالَ: اشْتَرَيْتُ بِهِ مَمْلُوْكًا فَأَعْتَقْتُهُ، فَسُرَّ مِنْ كَلامِهِ عُمَر، ثُمَّ مَسَّهُ؛ فَوَجَدَهُ عَالِمًا بِالقُرْآنِ وَأَحْكَامِهِ وَفَرَائِضِهِ، فَرَدَّهُ إِلَى أَبِي مُوْسَى، وَأَمَرَهُ بِالوَصَاةِ بِهِ".
وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ لَهُ كَمْ عَطَاؤُك؟ قَالَ: أَلْفَانِ، قَالَ: مَا صَنَعْتَ فِي أَوّلِ عَطَاءٍ خَرْج؟ قَالَ: اشْتَرَيْتُ بِهِ وَالِدَتِي فَأَعْتَقْتُهَا، وَاشْتَرَيْتُ بالثَّانِي رَبِيْبِي عُبَيْدًا فَأَعْتَقْتُهُ، قَالَ: وفِّقْتَ! فَسَأَلَهُ عَنِ الفَرَائِضِ وَالسُّنَنِ وَالقُرْآنِ فَوَجَدَهُ فَقِيْهًا، فَرَدَّهُ، وَأَمَرَ أُمَرَاء البَصْرَةِ أَنْ يَسِيْرُوا بِرَأْيِهِ".
وَقَالَ أَبُوْ نُعَيْم الفَضْل بْنُ دُكَيْن: "كَتَبَ لأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِي، وَلِعَبْدِ الله بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْز، وَلِعَبْدِ الله بْنِ عَبَّاس، وَلِلْمُغِيْرَة بْنِ شُعْبَة كُلُّهُم عَلَى البَصْرَة".
وَقَالَ أَبُوْ مَسْعُود: كَانَ كَاتِبًا لابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى البَصْرَةِ فَأَثْرَى، فَقَالَ الشَّاعِرُ فِيْهِ:
قَدِ انْطَقَتِ الدَّرَاهِمُ بَعْدَ عِيٍّ
…
رِجَالًا طَالَ مَا كَانُوا سُكُوْتَا
فَمَا عَادُوا عَلَى جَارٍ بخيرٍ
…
وَلا رَفَعُوا لمَكْرُمَةٍ بُيُوْتَا
كَذَاكَ المَالُ يُخْبِرُ كُلَّ عَيْبٍ
…
وَيَتْرُكُ كُلَّ ذِي حَسَبٍ صَمُوْتَا
وَاسْتَخَلَفَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى الخَرَاجِ وَبَيْتِ المَالِ وَالدِّيْوَان بِالبَصْرَةِ لمَّا سَارَ إِلَى صِفِّيْنَ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَيَّاش: كَانَ أَوَّل مَنْ جُمِعَ لَهُ المِصْرَان: الكُوْفَة وَالبَصْرَة.
وَقَالَ الشَّعْبِي: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْطَبَ مِنْ زِيَاد".
وَقَالَ قَبِيْصَةُ بْنُ جَابِر: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْصَبَ نَادِيًا، وَلا أَكْرَمَ جَلِيْسًا، وَلا أَشْبَه سَرِيْرَةً بِعَلانِيَةٍ مِنْ زِيَادِ، مَا كَانَ إِلا عَرُوْسًا".
وَقَالَ أَبُوْ إِسْحَاق السَّبِيْعي: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ زِيَاد".
وَقَالَ أَبُوْ الشَّعْثَاء: "كَانَ زِيَاد أَفْتَكَ مِنَ الحَجَّاج لِمَنْ يُخَالِفُ هَوَاهُ".
وَذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الأُوْلَى مِنَ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ وَالتَّابِعِيْنَ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ مِنْ أَصْحَابِ عُمَر بْنِ الخَطَّاب رضي الله عنه.
وَقَالَ فِي تَرْجَمَتِهِ لَهُ: "وَلِي البَصْرَةَ لمُعَاوِيَةَ حَيْنَ ادَّعَاهُ، وَضَمَّ إِلَيْهِ الكُوْفَةَ، فَكَانَ يَشْتُو بِالبَصْرَةِ، وَيَصِيْفُ بِالكُوْفَةِ، وَيُوَلِّي عَلَى الكُوْفَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْهَا عَمْرو بْن حُرَيْث، وَيُوَلِّي عَلَى البَصْرَة إِذَا خَرَجَ مِنْهَا سَمُرَة بْنَ جُنْدُب، وَلَمْ يَكُنْ زِيَادٌ مِنَ القُرَّاءِ وَلا الفُقَهَاء، وَلَكِنَّهُ كَانَ مَعْرُوْفًا
(1)
، وَكَانَ كَاتِبًا لأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِي، وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَر، وَرُوِيُتْ عَنْهُ أَحَادِيْثُ".
وَذَكَرَهُ ابْنُ مَعِيْن فِي تَسْمِيَةِ أَهْلِ البَصْرَة.
وَذَكَرَهُ خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاط فِي "الطَّبَقَات" فِي الطَّبَقَةِ الأُوْلَى مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ مِمَّنْ حُفِظَ عَنْهُ الحَدِيْث بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُوْلِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وَتَرْجَمَهُ البُخَارِي فِي "تَارِيْخِهِ"، وَابْنُ أَبِي حَاتِم فِي "الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْل"، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيْهِ جَرْحًا وَلا تَعْدِيْلًا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّان فِي "المَجْرُوْحِيْن": "كَانَ زِيَادٌ ظَاهِرُ أَحْوَالِهِ مَعْصِيَةُ الله، وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ العِلْمِ عَلَى تَرْكِ الاحْتِجَاجِ بِمَنْ كَانَ ظَاهِرُ أَحْوَالِهِ غَيْر طَاعَةِ اللهِ، وَالأَخْبَارُ المُسْتَفِيْضَةُ فِي أَسْبَابِهِ تُغْنِي عَنِ الانْتِزَاعِ مِنْهَا للقَدْحِ فِيْهِ".
(1)
فِيْهِ إِشَارَةٌ إِلَى بَيَانِ عُذْرِ ابن سَعْد فِي ذِكْرِهِ لَهُ فِي رُوَاةِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ الَّتِي وَصَفَ أَهْلَهَا بِمَا تَقَدَّم مِنَ الصِّفَات العَلِيَّة، كَمَا أَنَّنَا فِي المُقَابِلِ نَسْتَفِيْدُ مِنْ كَلامِهِ هَذَا فَائِدَة مُهِمَّة، وَهِي: الثَّنَاء عَلَى الرَّاوِي المَذْكُور فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ وَنَحْوِهَا بِمَا وُصِفَ بِهِ أَهْلُهَا، وَإِنْ لَمْ يَنُصّ عَلَى ذَلِكَ فِي تَرْجَمَتِهِ، بِعَيْنِه، إِلا إِذَا نَصَّ عَلَى خِلاف ذَلِكَ؛ كَمَا هُنَا، وَهَذِهِ الفَائِدَةُ قَلَّ مَنْ يُرَاعِيْهَا، وَيَتَنَبَّهُ لَهَا، وَاللهُ المُسْتَعَان.
وَقَالَ أَبُوْ نُعَيْم الأَصْبَهَانِي: "كَانَ يُعَدُّ مِنَ الزُّهَّاد".
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَر فِي "الاسْتِيْعَاب": "لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَة، وَلا رِوَايَة، وَكَانَ رَجُلًا عاقِلًا فِي دُنْيَاهُ، دَاهِيةً خَطِيْبًا، لَهُ قَدْرٌ وَجَلالَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَكَانَ يُقَالُ: زَيَادٌ يُعَدُّ لِصِغَارِ الأُمُوْرِ وَكِبَارِهَا! وَكَانَ طَوِيْلًا، جَمِيْلًا يَكْسِرُ إِحْدَى عَيْنَيْهِ، وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ الفِرَزْدَق للحَجَّاجِ:
وَقَبْلَكَ مَا أَعْبَيْتُ كَاسِر عَيْنَيْهُ
…
زِيَادًا فَلَمْ تَعْلَقْ عَلَيّ حَبَائِلُهْ
وَقَالَ ابْنُ حَزْم فِي كِتَاب "الفِصَل"
(1)
: "لَقَدِ امْتَنَعَ زِيَادٌ وَهُوَ فِقَعَةُ القَاع، لا نَسَبَ لَهُ، وَلا سَابِقَة، فَمَا أَطَاقَهُ مُعَاوِية إِلا بالمُدَارَاة، ثُمَّ اسْتَرْضَاهُ، وَوَلَّاهُ".
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر فِي "تَارِيْخِهِ": أَدْرَكَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم؛ وَلَمْ يَرَهُ وَأَسْلَمَ فِي عَهْدِ أَبِي بَكْر، وَسَمِعَ عُمَر بْن الخَطَّاب، وَاسْتَكْتَبَهُ أَبُوْ مُوْسَى الأَشْعَرِي رضي الله عنه فِي إِمْرَتِهِ عَلَى البَصْرَةِ، وَوَلاهُ مُعَاوِيَة رضي الله عنه الكُوْفَة، وَالبَصْرَة، وَفَدَ دِمَشْق".
قَالَ الحَافِظُ فِي "اللِّسَان": وَقَوْلُ ابْنِ عَسَاكِر يُعَارِضُهُ قَوْلُ ابْنِ عَبْدِ البَر: لَمْ يَبْقَ بِمَكَّةَ وَالطَّائِف مِنْ قُرَيْش وَثَقِيْف فِي حَجَّة الوَدَاع إِلَّا مَنْ أَسْلَم وَشَهِدَهَا، لَكْنِ لَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُ رَأَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَهُوَ مِنْ نَمَطِ مَرْوَان بْنِ الحَكَم، وَالمُخْتَار بْنِ أَبِي عُبَيْد، وَالعَجَب أَنَّ هُؤْلاءِ الثَّلاثَة أَنْسَابُهُم مُتَقَارِبَة، وَكَذَا نِسْبَتُهُم إِلَى الجَوْر فِي الحُكْم، وَكُلُّ مِنْهُم وَلِيَ الإِمْرَة، وَزَادَ مَرْوَان أَنَّهُ وَلِيَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ الخِلافَة".
وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْر فِي "أُسْد الغَابَة": "كَانَ مِنْ دُهَاةِ العَرَبِ، وَالخُطَبَاء الفُصَحَاء، وَكَانَ عَظِيْم السِّيَاسَة، ضَابِطًا لِمَا يَتَوَلاهُ".
(1)
(4/ 172/ بَاب: الكَلامِ فِي الإِمَامَة وَالمُفَاضَلَة).
وَقَالَ الذَّهَبِي فِي "النُّبَلاء": "كَانَ مِنْ نُبَلاء الرِّجَال، رَأْيًا، وَعَقْلًا، وَحَزْمًا، وَدَهَاءً، وفطنةً، وكان يُضْربُ به المثلُ في النُّبل والسُّؤْددِ، وَكَانَ كَاتِبًا بَلِيْغًا، كَتَبَ أَيْضًا للمُغِيْرَة، وَلابْنِ عَبَّاس، وَنَابَ عَنْهُ بِالبَصْرَة، وَلمَّا مَاتَ عِليٌّ، كَانَ زِيَادٌ نَائِبًا لَهُ عَلَى إِقْلِيْم فَارِس، وَلَهُ أَخْبَارٌ طَوِيْلَةٌ".
وَقَالَ فِي "المِيْزَان": "لا تُعْرَفُ لَهُ صُحْبَة".
وَقَالَ الحَافِظُ فِي "اللِّسَان": "كَانَ قَوِي المَعْرِفَة، جَيِّدَ السِّيَاسَةِ، وَافِرَ العَقْلِ، وَكَانَ مِنْ شِيْعَةِ عَلِي، وَوَلاهُ إِمْرَة الفُرْس، فَلَمَّا اسْتَلْحَقَهُ مُعَاوِيَة صَارَ أَشَدّ النَّاس عَلَى آل عَلِي وَشِيْعَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي سَعَى فِي قَتْلِ حُجْر بْنِ عَدِي وَمَنْ مَعَهُ، وَكَلامُ كُلِّ مَنْ وَقَفْتُ عَلَى كَلامِهِ مِنْ أَهْلِ العِلْم مَصَرِّح بِأَنَّ زِيَادًا تَحَامَلَ عَلَيْهِ، وَأَخْبَارُهُ فِي التَّارِيْخ شَهِيْرَة.
وَلادَتُهُ وَوَفَاتُهُ:
اخْتُلِفَ فِي وَقْتِ مَوْلِدِهِ، فَقِيْل: وُلِدَ عَام الِهجْرَة. قَالَهُ أَبُوْ عُبَيْد مَعْمَر بْنُ المَثَّنَى، وَأَبو أَحْمَد الحَاكِم، وَأَبو نُعَيْم، وَغَيْرُهُم. وَقِيْل: قَبْلَ الِهجْرَة. وَقِيْل: يَوْم بَدْر. وَقِيْل: بالطَّائِف عَام الفَتْح.
وَوَلَي العِرَاق سَنَة ثَمَان وَأَرْبَعِيْن، وَكَانَتْ وِلايَتُهُ خَمْس سِنِيْن وَالِيًا عَلَى المِصْرَيْن.
وَمَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَان بِالكُوْفَة، وَهُوَ عَامِل عَلَيْهَا لِمُعَاوِيَة بْنِ أَبِي سُفْيَان سَنَة ثَلاث وَخَمْسِيْن، وَدُفِنَ بالثُّوَيَّة بِجَانِب الكُوْفَةِ، وَبَلَغَ مِنَ السِّنِّ ثَلاثًا وَخَمْسِيْن
(1)
، وَيُقَالُ: سَتًّا وَخَمْسِيْن.
(1)
قَالَ بْنُ عَبْدِ البر فِي "الاسْتِيْعَاب": "فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وُلِدَ عَام الِهجْرَة".
سَبَبُ وَفَاتِهِ:
قَالَ ابْنُ شَوْذَب: بَلَغَ ابْنَ عُمَر أَنَّ زِيَادًا كَتَبَ إِلَى مُعَاوَية: إِنِّي قَدْ ضَبَطْتُ العِرَاق بِشِمَالِي وَيَمِيْنِي فَارِغَة، يَسْأَلُهُ انَّ يُوَلِّيَهُ الحِجَاز وَالعروض -يَعْنِي: بالعروض اليَمَامَة وَالبَحْرَيْنِ- فكَرِه ابْنُ عُمَر أَنَّ يَكُوْنَ فِي سُلْطَانِهِ، فَقُال: اللُّهْم إِنَّكَ تَجْعَلُ فِي القَتْلِ كَفَارَةً لِمَن شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ فَمَوْتًا لابْنِ سُمَيَّة لا قَتْل. قَالَ: فَخَرَجَ فِي إِبْهَامِهِ طَاعُوْنَةٌ؛ فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا جُمْعَة حَتَّى مَات، فَبَلَغَ ابْنَ عُمَر مَوْتُهُ، فَقَالَ: إِلَيْكَ يَا ابْنَ سُمَيَّة؛ لا الدُّنْيَا بَقِيْتْ لَكَ، وَلا الآخِرَة أَدْرَكْت!
(1)
.
وَقَالَ الحَسَن: بَلَغَ الحَسَنَ بْنَ عَلِي أَنَّ زِيَادًا يَتَتَبَّعُ شِيْعَةَ عَلِيّ بالبَصْرَةِ فَيَقْتُلُهُم، فَقَالَ: اللَّهْم لا تَقْتُلَنَّ زِيَادًا، وَأَمِتْهُ حَتْفَ أَنْفِهِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُقَالُ: إِنَّ فِي القَتْلِ كَفَّارَة"
(2)
.
وِفي رِوَايَة: مِنْ طَرِيْقِ أَبِي عُبَيْدَة بْنِ الحَكَم، عَنِ الحَسَن بْنِ عَلِي قَالَ: أَتَاهُ نَاسٌ
(1)
أَخْرَجَهَا ابْنُ عَسَاكِر فِي "تَارِيْخِهِ"(19/ 203)؛ وَهِي حِكَايَةٌ مُنْقَطِعَة؛ ابْنُ شَوذَب هُوَ عَبْدُ الله، لَمْ يُدْرِك ابْنَ عُمَر.
(2)
إِسْنَادُهَا مُنْقَطِع: أَخْرَجَهَا أَبُوْ الحَسَن بْنُ الصَّوَّاف فِي "الفوَائِد"(برقم: 23)، وَالطَّبَرَانِي فِي "الكَبِيْر"(3/ 70/ 2690)، وَابْنُ عَسَاكِر فِي "تَارِيْخِهِ"(19/ 202)، وَرِجَالُ إِسْنَادُهُ ثِقَات؛ إِلا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، الحَسَن لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الحَسن بْنِ عَلِي رضي الله عنه. انْظُر:"المُرْسَل الخَفِي وَعَلاقَتُهُ بِالتَّدْلِيْس"(2/ 1030).
فَائِدَةٌ: ذَكَرَ هَذَا الأَثَر الشَّيخ أَبُوْ الفِدَا عَبْدُ الرَّقِيْب بْنُ عَلِي الإِبّي فِي كِتَابِهِ "كَرَامَات الأَوْلِيَاء"(ص: 214)، وَعَزَاهُ لابْنِ عَسَاكِر مِنْ طَرِيْق الوَلِيْد بْنِ بَكْر، عَنْ عَلِي بْنِ أَحْمَد بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ الخَصِيْب"، وَقَالَ: "عَلِي بْنُ أَحْمَد بْنِ زَكَرِيَّا لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ". اهـ.
قُلْتُ: تَرْجَمَتُهُ فِي "تَرْتِيْبِ المَدَارِك"(2/ 537)، وَ"الدِّيْبَاج المُذَهّب"(2/ 103)، وَغَيْرِهِمَا.
مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ مِنَ الشِّيْعَةِ، فَشَكَوا إِلَيْهِ مَا صَنَعَ زِيَاد بِحَجَرٍ وَأَصْحَابه وَجَعَلُوا يَبْكُوْن عِنْدَهُ، وَقَالُوا: نَسْأَل الله أَنَّ يَجْعَلَ قَتْلَهُ بِأَيْدِيْنَا! فَقَال: مَه، لا تَفْعَلُوا؛ فَإِنَّ فِي القَتْلِ كَفَّارَات، وَلَكِنْ نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُمِيْتُهُ عَلَى فِرَاشِهِ"
(1)
.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ جَمَعَ أَهْلَ الكُوْفَةِ لِيَعْرِضَهُم عَلَى البَرَاءَةِ مِنْ عَلِي بْنِ أَبِي طَالِب، فَأَصَابَهُ حِيْنَئِذٍ طَاعُوْن"
(2)
.
عَدَدُ مَرْوِيَّاتِهِ:
أَخْرَجَ لَهُ الدَّارِمِي
(3)
أَثَرًا وَاحِدًا عَنْ عُمَر بْنِ الخَطَّاب رضي الله عنه.
مَلْحُوْظَةٌ:
فَاتَ د. مُصْطَفَى رَشْوَان أَنْ يُتَرْجِمَ لَهُ فِي "زَوَائِدِ رِجَالِ سُنَن الدَّارِمِي".
وَكَذَا فَات شَيْخَنَا الوَادِعِي -رَحِمَهُ الله تَعَالِى- تَرْجَمَتُهُ لَهُ فِي "رِجَالِ الدَّارَقُطْنِي"، وَهُوَ عَلَى شَرْطِهِمَا.
قُلْتُ: [مَتْرُوْك].
مَصَادِرُ تَرْجَمَتِهِ:
" الطَّبَقَات الكُبْرَى"(7/ 99)، "التَّارِيْخ" لابْنِ مَعِيْن (3/ 23/ 102)،
(1)
أَخْرَجَهَا ابْنُ عَسَاكِر فِي "تَارِيْخِهِ"(19/ 202).
(2)
إِسْنَادُهَا ضَعِيْفٌ: أَخْرَجَهَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي "المُحْتَضِرِيْن"(برقم 121)، وَمِنْ طَرِيْقِهِ ابْنُ عَسَاكِر فِي "تَارِيْخِه"(19/ 203)، وَفِيْهَا أَبُوْ المُقَوِّم يَحْيَى بْنُ ثَعْلَبَة؛ ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِي كَمَا فِي "اللِّسَان"(8/ 422).
(3)
"السُّنن"(10/ 138/ 3171/ ك: الفَرَائِض، بَابٌ: فِي مِيْرَاثِ ذَوِي الأَرْحَام)، "إِتْحَاف المَهَرَة"(12/ 149/ 15278).
"طَبَقَات" خَلِيْفَة (ص: 191)، "تَارِيْخ خَلِيْفَة (ص: 219)، "التَّارِيْخ الكَبِيْر"(3/ 357)، "الأَسَامِي وَالكُنَى" لِمُسْلِم (1/ 125/ 3101)، "تَارِيْخ" الطَّبَرِي (5/ 288، 214، 176)، "الجَرْح وَالتَّعْدِيْل"(3/ 539)، "المَجْرُوْحِيْن"(1/ 382)، "تَارِيْخ ابْنِ زَبْر"(1/ 155)، "الاسْتِيْعَاب"(2/ 523)، "تَارِيْخ دِمَشْق"(19/ 162)، "مُخْتَصَره"(9/ 72)، "الكَامِل فِي التَّارِيْخ"(3/ 432)، "أُسْد الغَابَة"(2/ 228)، "المِيْزَان"(2/ 86)، "النُّبَلاء"(3/ 494)، "تَارِيْخ الإِسْلام"(4/ 207)، "العِبْر"(1/ 41)، "الوَافِي بالوَفَيَات"(15/ 10)، "مِرْآة الجَنَان"(1/ 126)، "اللِّسَان"(3/ 530)، "المَغَانِي"(1/ 290)، "كَشْف الأَسْتَار" (ص: 36)، "تَرَاجِم الأَحْبَار"(1/ 473، 485).
* * *