الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنفسهم قبل كل شيء من كل ما يخالف الشريعة.
هذه علامة بارزة جداً حينما يتوجه بعض الأحزاب لاختيار من يوافقهم على تكتلهم ولو لم يكن هناك في تمسكه بشريعة الله عز وجل وبالأخلاق الإسلامية.
فإذاً نحن نشتغل على ما نحن عليه ندعو وندرس ونتعلم ولسان حالنا وقالنا يقول: رب زدني علماً، ولا نشغل أنفسنا بمثل هذه التكتلات التي ستصرف من كان من قبل يدعو إلى الكتاب والسنة ستصرفه عن هذه الدعوة بسبب الاشتغال بالنواحي السياسية وبحرص الأفراد على أن يصلوا إلى مناصب ومراكز كما وقع ذلك في أحزاب سبقت مع الأسف الشديد. نعم.
(الهدى والنور / 320/ 59: 32: 00)
باب منه
مداخلة: السؤال التالي يقول: واقع السلفية في الأردن أغرى بعض الناس بالقيام بدعوة إلى تكتلات وتنظيمات باسم السلفية، وهذه التنظيمات اختلفت في توجهاتها باختلاف دعاتها، فمنهم من أراد أن يسير السلفيين في موجة الديمقراطية المزعومة الموهومة كتكوين أحزاب سياسية على غرار الإخوان المسلمين، وبعضهم يريد تكون أحزاب لها صلة بجماعات الجهاد، وآخرون يريدون تحويلها إلى جمعيات خيرة أو لجان زكاة، فنرجو كلمة من فضيلتكم حول هذا الواقع؟
الشيخ: كل ذلك مما يصرف الداعين إلى مثل هذه التكتلات عن الدعوة
الصحيحة التي كان بعضهم فيها برهة من الزمن والآن كما قلت لبعضهم كالجمعيات الخيرية مثلاً هذه يستطيع أن يقوم بها العادي من الناس، بل لعل النصارى - مع الأسف الشديد - هم أبرع في مثل هذا العمل، ولذلك فلا يجوز لمن كان قد أوتي شيئاً من العقل والعلم أن يضيع جهده ووقته في مشروع خيري يستطيع أن يقوم به عامة الناس مع توجيه من بعض العلماء أو طلاب العلم لهم فيما يوافقون فيه الشرع في قيامهم بهذا العمل الخيري.
أنا أضرب لكم مثلاً بسيطاً جداً يؤكد لنا ضرورة العلم بالكتاب والسنة في كل هذه الجوانب من الأمور ليس فقط السياسية والاقتصادية بل والخيرية، كثير من الجمعيات الخيرية تجمع الأموال من المتصدقين قسم منها هي زكاة أموالهم، وقسم منها صدقات عامة، فهم يجمعون هذه الأموال في صندوق واحد ثم ينفقونها فيما لا يجوز أن ينفق فيه الأموال التي جمعت باسم الزكاة، لأن الزكاة يجب أن تصرف إلى المصارف الثمانية المذكورة في القرآن الكريم.
فكثير من هؤلاء يجمعون أموال الأغنياء باسم الزكاة ثم يصرفونها في مشاريع خيرية ولو مثلاً كبناء مسجد، بناء مسجد بأموال الزكاة لا يجوز، أموال الزكاة يجب أن تعطى لأصحابها، للفقراء والمساكين والعاملين عليها.
أما أن يقام بأموال الزكاة مشاريع خيرية باسم الخير هذا خلاف الشرع. وهذا أبسط مثال يوضح أن أي جماعة أو أي جمعية تقوم لا بد أن يكون فيها أهل علم حتى يوجهوا مسيرتها إلى الخير الذي دعا إليه الإسلام، ولذلك فهذه التكتلات هذه التجمعات أظن فيما سبق من الكلام فهو تكرار إلى أنها تضيع على العاملين في الحقل السلفي جهودهم وعلمهم في ما لا ينبغي أن يصرفوه إليه. هذا الذي ندين الله به.
مداخلة: طيب. هل ترون مجابهة هذه الأوضاع يعني؟
الشيخ: ما نستعمل نحن كلمة المجابهة، نحن نظل في طريقنا وفي سبيلنا، وننصح هؤلاء الذين بدؤوا يميلون قليلاً أو كثيراً حتى ما يبعدوا عن الدعوة الإسلامية مع الزمن الطويل، لا نجابه وإنما ننصح ونعظ.
مداخلة: نستخدم كلمة أخرى التحذير ممن يعني يدَّعي السلفية وهو ينظم تنظيمات أخرى؟
الشيخ: ما في مانع، البيان يطرد الشيطان.
مداخلة: نعم.
الشيخ: نعم.
(الهدى والنور / 320/ 59: 35: 00)