الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التكتل الحزبي هل تدل
هذه الآية على جوازه
؟
مداخلة: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} [آل عمران: 104].
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: من فسرها بجواز قيام الكتل الإسلامية.
الشيخ: شو معنا أمة؟
مداخلة: أريد المعنى.
الشيخ: الأمة هي الجماعة، هي طائفة، كتلة مش كتل، كتلة: جماعة الناس.
الملقي: مش كل الناس؟
الشيخ: مش كل الناس.
مداخلة: يعني يجوز أن تقوم فئة وتقوم الأمة.
الشيخ: إيه، ومَن قال: لا، وهل يمكن أن تقود للأمة كتل.
مداخلة: لا.
الشيخ: لكن أنت شُبِّه عليك الأمر، طَوِّل بالك شوية، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} [آل عمران: 104]، يعني جماعة، شو وظيفة الجماعة؟ يأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر، طيب، شو علاقة هذا بالتكتلات الحزبية؟ أيش علاقة؟ ماله علاقة إطلاقاً هل تصور مسلماً يقول بخلاف هذا الآية؟ قل: لا.
مداخلة: كلا.
الشيخ: إذن ليس لهذه الآية علاقة أبداً، أو دليل لمن يقول بجواز الأحزاب، بل الآية صريحة بوجوب وجود هيئة وجماعة من الأمة المسلمة يقومون بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والغرض من هذا الأمر هو: ألا تتصور أنه كل مسلم يجب عليه أن يتعلم العلم الشرعي، لا. هذا وظيفة العلماء، وكل مسلم يجب أن يكون آمراً بالمعروف وناهياً، وإنما جماعة من هذه الأمة الإسلامية.
فالمقصود بالآية إذن هو تعليم المسلمين أنه يجب على طائفة منهم أن يقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا من جهة.
من جهة ثانية: أنا أسألك الآن: هل أنت تظن يا أخي أن هؤلاء الذين تشير إليهم أنهم يستدلون بهذه الآية على جواز إيجاد تكتلات وأحزاب متعددة، هل تعتقد أن هذه الأحزاب تقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
مداخلة: للأسف، كلها مقصرة.
الشيخ: هذا هو، فإذن الشيء اللي لازم نقوم فيه وبنص القرآن الكريم مأمورين فيه مأمورين فيه ما حنا قائمين فيه، والشيء اللي ما أمرنا فيه، وعلى العكس نهانا عنه تتكتل وتتحزب وتحارب في سبيل الحزبية، ونعادي في سبيل الحزبية، هذا سبحان الله يعني عكس للأحكام الشرعية.
مداخلة: الأئمة الأربعة أو الأكثر أنا أفهم أن كل واحد بيشكل كتلة.
الشيخ: حاشاهم، حاشاهم، معلهش، راح أقول لك واصحح لك وجهة النظر هذه، الأئمة الأربعة، والأربعين، والأربعماية، وأربعين ألف، وعد ما شئت، لإن علماء المسلمين ما شاء الله بارك الله فيهم ما كان منهم أحد أبداً يدعو الناس الذين حوله أنه تشبثوا بي، وكونوا معي، ولا تتعرفوا على غيري، حاشاهم من ذلك.
وأنت لابد أنك بلغك أو قرأت أن كل إمام من الأئمة الأربعة كان يقول: إذا صح الحديث فهو مذهبي، لكن أعجب من هذا وأعظم منها: أن الإمام الشافعي القرشي كان يقول لتلميذه الإمام أحمد يقول: يا أحمد أنت أعلم مني بالحديث، فإذا جاءك الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحيحاً فأعلمني به، سواء كان حجازياً أو عراقياً، أو مصرياً، أو
…
الخ.
هذا معناه: أن الشيخ بيقول لتلميذه ولاشك أن كلاً من الشيخ وتلميذه له جماعة له تلامذة، لكن حاشاهم أن يكون الواحد منهم بيقول: أنتوا لازم تكونوا معي، ولا تكونوا مع الإمام أحمد ولامع غيره من الأئمة، لأنه كما قال رب العالمين بحق في القرآن الكريم:{إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]، لكن شو صار فيما بعد، صاروا التلامذة، بل تلامذة التلامذة ينهون عن هذا التعصب، وعن هذا التكتل، وعن هذا التحزب؛ ولذلك فلا ينبغي لمسلم أبداً أن يخطر في باله أنه مثلما الأئمة الأربعة عملوا أربعة أحزاب نحن كمان اليوم نعمل أربعة أحزاب، وأنا أقول: حاشاهم أن يكونوا قد صنعوا أحزاباً، ومع ذلك فأقول: لو كانوا فعلوا أحزاباً فهم علماء، أما اليوم الذين يقيمون الأحزاب ليسوا بعلماء.
مداخلة: جهلاء.
الشيخ: إنما ليسوا بعلماء أقل ما يقال، فأنا ما بيهمني بقى الدخول في
تفاصيل.
فإذا جاز للعلماء السابقين أن يكتلوا أو أن يحزبوا، ومع ذلك فهم لم يفعلوا؛ فما ينبغي للناس الجهلة من أمثالنا بالنسبة إليهم أنه يقولوا مثل ما عملوا حزبيات ونحن نعمل مثل حكايتهم، لا، وكذلك .... من آثار التحزب بقاء الجماعة المتحزبين على لا علم، لا يتوسعون في معرفة الأحكام الشرعية.
الملقي: طب لو قامت جماعة يجوز بدون أن يكون لها رئيس ولا لها مسئول أو أمير واتفقت مع بعضها البعض على نشر العلم، على شريطة أن يكونوا مجتمعين مع بعض، فهل في هذا الشيء من
…
الشيخ: هذا الواجب يا أخي.
مداخلة: نعم يا شيخ.
مداخلة: وأن يكونوا شبه متفقين على أساسيات.
الشيخ: ما في مانع يا أخي، بس ما يحاربوا بعضهم البعض ما يقولوا: نحن فقط والآخرين ليسوا منا، هي أثار التحزب والتكتل.
(الهدى والنور /528/ 00/ 40/ 00)