الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: نفس الفكرة يعني: هناك جماعتين أو فرقتين يحاولوا يقيموا الدولة الإسلامية غير طريق مثلاً: الجهاد أو في رأيهم في طريقها أول الطرق الذي هي المشاركة في المجالس النيابية.
الشيخ: يا أخي أخذت الجواب الله يهديك.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ما في طرق هناك إلا طريق محمد.
مداخلة: عاد في هذا في رد لك عليهم يعني تكملة للموضوع؟
وهناك طريق ثالثة الذي هي المنهج العلمي والفكري يقولوا فيه: يحل المشكلات العصرية ومشكلات الناس، ففي ردك على هذين الطريقين جزاك الله خير.
الشيخ: الإسلام يحل كل المشاكل هذا كلام صحيح، لكن هذا إذا جعل طريقاً غير الطريق الخاطئة لأن الإسلام إذا حل مشكلة ما اقتصادياً من ينفذه؟ الذين يحكمون بغير ما أنزل الله! تعود المشكلة من أصلها، والإسلام يحل كل مشكلة هذا الذي قلنا نحن تصفية وتربية حينما نعود إلى الإسلام الصحيح بالمفهوم الصحيح ستحل كل المشاكل، لكن هذا يحتاج إلى من يقيم هذه الأحكام المصفاة والمأخوذة من الكتاب والسنة، لذلك فهذا ليس له علاقة
بالمنهج الذي يراد التمسك به في إقامة حكم الله في الأرض بخلاف الطائفة الأول التي ذكرتها وهي: الذين ينتمون أو يدخلون إلى البرلمانات القائمة على مخالفة الشريعة هذا ما يجوز إسلامياً وأنا أتعجب كيف يمكن لمسلم أن يقول: إنه هذا هو الطريق، لكن أقول: يمكن للمسلم أن يقول هذا الطريق؛ لأنه لا يعلم طريق الرسول عليه السلام.
أنا أقول: معالجة الأمر الذي نحن ندندن به لاشك أن هناك جماعات كثيرة إسلامية تلتقي في نقطة واحدة وكما أشرت في كلامك تختلف في الطرق بتحقيق هذه النقطة هذه الغاية، الغاية: إقامة الدولة المسلمة ما في فرق بين طائفة أو جماعة أو جماعة، لكن في فرق في الطريق، من هذه الطرق: أن يدخل هؤلاء الإسلاميون البرلمان من أجل يتمكنوا من تخفيف القوانين الحاكمة تحكيم أضرارها وتغيير المستطاع منها، مع الزمن حتى يصبح حكم البرلمان هو حكم الإسلام أنا أعتقد هذه معالجة لا يقول بها مذهب من المذاهب الإسلامية لأحد الأئمة المسلمين، ولكنه مذهب لرجل كان مسلماً، ولكنه كان ماجناً، فأقول: هذا الحل لإقامة الدولة المسلمة من دخول البرلمان هذا مذهب يجوز على مذهب أبي نواس ماذا قال أبو نواس؟ قال:
وداوني بالتي كانت هي الداء
…
هذا من أعجب ما يسمع من بعض الدعاة الإسلاميين اليوم أنه يجوز للمسلم المثقف العالم أن يدخل البرلمان لمعالجة مشكلة البرلمان الذي يحكم بغير ما أنزل الله.
هذا هو كما قال ذلك الماجن:
وداوني بالتي كانت هي الداء
…
أول البرلمان أول قاعدة في كل برلمانات هو: التعاهد بتنفيذ هذا الدستور، وما يتفرع منه من قوانين، طيب. هذا يجوز للمسلم؟ طيب.
مبين إذاً: المقصود من عنوانه، فما يحتاج أن يقال: ولا مؤاخذة أنه في هناك طرق مختلفة لتحقيق المنهج أو الغاية التي يتفق عليها المسلمون منها: أنه بعض الناس يقولوا: يدخل في البرلمان لتحقيق هذه الظاهرة، هذه الغاية لن تتحقق مطلقاً إلا بطريق واحدة هي طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلاصتها: التصفية والتربية، أما مسايرة الحكام ومداراتهم والدخول في برلماناتهم، ثم نحن جربنا في سوريا وجرب غيرنا في غيرها، وهنا جربنا ما الذي استفدناه من دخول بعض الإسلاميين في البرلمان لا شيء.
وسبحان الله نحن نرى أن بعض المتحمسين للإسلام يدخلون البرلمان، ثم يخرجون منه، وقد ضعف إيمانهم بالبرلمان، وذلك ما نرجوه، لكن مع الأسف عم يضيعوا أوقاتهم وجهودهم في تحقيق غاية عظيمة جداً في إقامة الدولة المسلمة بنظام هو ضد الإسلام.
إذاً: وداوني بالتي كانت هي الداء، فهذا لا يجوز هذا أبداً، واعلموا يقيناً إذا ما كنتم علمتم بعدُ وقد كرر عليكم العلماء وطلاب العلم تكراراً حتى لا يكاد يتصور وجود عامي لم يسمع بقوله عليه السلام في خطبه:«وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم» .
ما في شك خير الهدى هدى محمد، طيب. محمد شارك المشركين سايرهم بالمشاركة في نظامهم الجاهلي بالعكس، قال تعالى:{لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74].
الله أكبر سيد البشر ربنا يهدده بهذا التهديد يقول له: {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ
شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74].
والآية الأخرى ما هي؟
مداخلة: {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74].
الشيخ: لا ماذا؟
مداخلة: لأذقناك ضعف الحياة.
الشيخ: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} [الإسراء: 75].
فهذه الآية أكبر دليل أنه لا ينبغي لجماعة مسلمة أن يميلوا، وأن يركنوا إلى هذا الحكم باسم إصلاح الحكم، {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74].
والله عز وجل يقول في الآية الأخرى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود: 113].
فأخيراً أقول:
أوردها سعد وسعد مشتمل
…
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
ما هكذا تقوم الإسلام بمشايعة النظام الذي يحارب الإسلام قانوناً ونظاماً يحارب الإسلام.
القوانين الآن تعطي الحرية الشخصية، تفرق بين الرجل اغتصب فتاة، وبين رجل جامع وزنى بفتاة هي راضية، ما هذا؟ الذي يدخل في البرلمان، ويعاهد الله ويقسم يميناً بما يقدسه أنه هو ينصر الدستور، وينصر القانون وبعدين يقول: أنا أتخذ هذه وسيلة، والسعي لإقامة الدولة المسلمة ألا تقولون معي؟ إنه هذا هو
مذهب أبي نواس: وداوني بالتي كانت هي الداء.
نعود إلى السؤال السابق وهو: أمر يبتلى به كثير من الملتزمين بالسنة، الملتزمون بالسنة، بل بالواجب في هذا الزمان قلة، وبخاصة عند أولئك الذين يريدون تحقيق الدولة المسلمة في طريق الدخول في البرلمانات أكثرهم تجدهم كالنصارى حليقين لحى، ومن يكون منهم ذو لحية على السنة يعني: قبضة فهو يضطر أن يُشَذِّب منها، وأن يأخذ منها وأن يأخذ منها حتى تكون على مذهب عامة السوريين خير الذقون إشارة تكون.
هذا كله مسايرة للجو الذي ينتمون إليه بقصد؟ إقامة الدولة المسلمة.
فكثير من المسلمين أو أكثر المسلمين اليوم لا يلتحون متأثرين بالثقافة الغربية والعادات الغربية الكافرة.
قليل منهم وقليل من عبادي الشكور من يُطَبّق قوله عليه السلام: «وأعفوا اللحى» أي: لا يحلقونها، لكن هؤلاء الذين لا يحلقون اللحى طرفان على طرفي نقيض كما قلنا آنفاً في بعض الأصناف التي سبق ذكرها: طرف منهم يطلقونها إطلاقاً تاماً مهما طالت حتى لو جرها على الأرض بزعم أن الرسول قال: «وأعفوا اللحى نصاً مطلقاً» .
وناس آخرون وهم الأكثرون ممن نجوا من مصيبة الحلق، ولكن يريدون أن يسددوا وأن يقاربوا في المجتمع الذي يعيشون فيه.
نحن نرى في بعض الأحزاب، ولست الآن بحاجة إلى أن أسمي لا تجد فيهم لا لحية شرعية تجد فيهم أصحاب لحى، لكن إما على مذهب عامة السوريين، أو أرقى قليلاً، لكن لا يجعل لحيته على السنة التي هي القبضة كما سيأتي بيانه حتى لا يقال: إنه هذا من المتشددين، أو كما يقولون اليوم: من الأصوليين، وهذا
اسم جديد من ابتكره؟ الكفار هؤلاء من أجل يضللوا الناس جميعاً ما بين مسلمين وما كافرين.
فالمسلم الذي يريد أن يحقق في نفسه قول ربه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
ما يعالج هذه الأسوة بأنصاف الحلول، فهو يعلم مثلاً: أن السلف الصالح الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأعينهم وعاشروه كثيراً وكثيراً في مجالسهم معه أن الرسول عليه السلام ما كان يتخذ لحية طولها نصف سنتي أو سنتي أو سنتين، وإنما كانت لحية جليلة، وجاء تحديد هذا بعمل السلف الصالح ابن عمر، وأبي هريرة وعطاء بن أبي رباح وأمثال هؤلاء السلف.
فالمسلم إذاً: هو الذي يسلم قيادة عقله وتفكيره وعواطفه وشهواته تسليماً عاماً بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لكن هذا التسليم وهنا أمر هام جداً، وإن كان سبق بيانه في مسألة التصفية والتربية، هذا التسليم إنما يكون مقروناً بالعلم، وأي علم؟ العلم الصحيح المنتقى من الكتاب والسنة، كيف نعرف كيف كان السلف هل كانوا يطيلون لحاهم مهما طالت ولو جرت على الأرض؟ نحن رأينا صور اللحية أطول من صاحبها أرأيتم هذا؟ ما رأيتم هذا من عجائب خلق الله اللحية أطول من صاحبها لماذا؟ لأنه طول الرأس عشرين سنتي خمس وعشرين سنتي هو يجر لحيته عشرات السنتيات على الأرض، فلحيته أطول من قامته، وهذا طبعاً ليس مسلماً لكن هو فعل هذا من باب كسب المادة عجائب المخلوقات ما سمعتم بهذا اليوم بعض الأوربيين الذين يعرفون كيف تؤكل الكتف، وكيف يجمع المال؟ يجيبوا مخلوق غريب جداً سواءً كان إنساناً أو حيواناً يجيبوا إنسان قزم وبيعرضوا
ويفتحوا مجال للإطلاع على هذا المخلوق العجيب مقابل ماذا؟ أدخل ماذا كذا دينار أو درهم أو ما شابه ذلك، فهذا رجل أطال لحيته حتى فاقت قامته، ترى هذا هو المقصود من قوله عليه السلام.
«وأعفوا اللحى» ترى هذا هو المقصود من قوله عليه السلام: «وأعفوا اللحى» أي: من الناحيتين: السلبية والإيجابية، هل المقصود بها إعفاءها حتى يجرها صاحبها أرضاً، أو المقصود بها: إعفاءها على كيفه! لا هذا ولا هذا، فلا يجوز الإعفاء المطلق بحيث أنه تملأ صدره وبطنه وقد يجرها أرضاً كما ذكرنا آنفاً، ولا هو إعفاء بقدر ما يحلوا للإنسان المسلم لا، ليس هذا ولا هذا، وإنما ويسلموا تسليماً.
أنتم ترون الآن في بعض البلاد الإسلامية اللحية صارت عبارة عن دمغة، دمغة في أسفل الذقن، وصار شعار لطائفة من العرب، أو لشعب من الشعوب العربية هذه ما هو لحية يا جماعة، كلها محلوقة هكذا، وما بقي إلا دمغة سوداء هاهنا، هذا ليس هو المقصود بالإعفاء اللحية، ثم صور ما شئت طلعت له فوق إلى آخره، صار المقياس نص سنتي أو سنتي، المهم: لا ينبغي لمسلم أن يتبع هواه، وإنما يستسلم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذاً: من الضرورة أن نعرف كيف كانت لحية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هل كان يعفيها عفواً مطلقاً أم كان يأخذ منها؟ لا ندري إذا وقفنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما اتخذنا الوسائط الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبيلاً لمعرفة ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ندري كان يأخذ أو لا يأخذ، لكن هل هذا الموقف السلبي هو الذي ينبغي أن يقفه المسلم ليعرف هذه الحقيقة، أم يستعين بمعرفتها بمن كان يحيا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دهراً طويلاً، هذا هو السبيل، فالآن جاء السؤال وقد عرف من طرحه أن ابن عمر كان يأخذ من لحيته إذاً: ابن عمر يأخذ من لحيته
مطلقاً؟ الجواب: لا. كان يأخذ ما دون القبضة، ما طال عن القبضة قصها ترى ابن عمر الذي يضرب به المثل في مبالغته في متابعته لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
ترى هل يأخذ من لحيته دون أن يرى نبيه وقدوته وأسوته يفعل ذلك، هذا لا يمكن، يمكن لواحد منا أنه شيخ محترم يتساهل أنه ما يتشبه فيه؛ لأنه ليس معصوماً، أما النبي المعصوم يعيش معه أصحابه الذين هم كانوا يفدونه بكل عزيز لديهم، وبخاصة ابن عمر هذا الذي جاءت عنه روايات عجيبة، تارة: يرى قميصه في الشتاء البارد مفكوك الأزرار، لماذا أنت يا ابن هكذا؟ رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يأتي إلى شجرة فيصب فيها الماء لماذا؟ رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صب فيها الماء.
يأخذ ناقته ويطوف بها في مكان لماذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سبحان الله هذه أعمال تدخل في قسم العادات لما درسنا هناك على الصفا، هذه ما لها علاقة بالعبادة، لكن لغلبة حبه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم صار يتابعه حتى في أمور العادات.
كذلك مثلاً: أنس بن مالك يقول: «دعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على طعام من دباء» تعرفون الدبا؟
مداخلة: نعم القرع.
الشيخ: نعم. القرع كويس.
قال: «فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتتبع الدبا» يعني: هذا الطبيخ في دبا وفي لحم مثلاً في ربع ما قال الأخرى مش مذكور، لكن قوله:«رأيته يتتبع الدبا» معنى في شيء ثاني قال: «فلما رأيته يتتبع الدبا أخذت أنا أجمع الدبا وأضعه أمام الرسول عليه السلام» .
وهذا من إكرام هذا الصحاب الجليل للنبي الكريم، ماذا قال أنس؟ قال: «فلم
أزل أحب الدبا من يوم رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الدبا».
ترى إذا كان الصحابة هكذا ونجد ابن عمر يأخذ من لحيته ونفترض أن نبيه ما كان يأخذ من لحيته مستحيل هذا أن يقع، ثم نقول: لا. مش مستحيل هو مش معصوم وهو إنسان يخطئ ويصيب، طيب. هذا الاحتمال ولو كان احتمالاً واهياً جداً في نقده وفي رأيه، لكن ليس هو وحيداً في هذا المجال، معه أبو هريرة رضي الله عنه.
أيضاً: كان يأخذ من لحيته، وهذه أخبار صحيحة، لكن من قبل أن أمضي؛ ما يروى عن ابن عمر يروى بصفتين اثنتين:
الصفة الأولى: أنه كان يأخذ من لحيته في الحج والعمرة، هذا الصحيح، لكن هذا لا يعني كما أنه أحدنا يحج أو يعتمر يحلق رأسه، هذا ليس معناه: أنه ما يحلق رأسه البتة، أو يقصر من شعره، فهذا ليس معناه: أنه ما يقصر من شعره البتة، لكن هذا يعتبر هناك منسكاً من المناسك، ولذلك يحافظ أي حاج إما على الحلق، وهو الأفضل، أو على القص وهو جائز مفضول.
إذاً: الرواية التي تقول: أن ابن عمر كان إذا حج أو اعتمر لا يعني أنه كان إذا لم يحج ولم يعتمر لا يأخذ، لا. والدليل: أنه جاء في رواية أخرى عنه صحيحة أنه كان يأخذ ما دون القبضة مطلقاً، فيكون الرواية التي فيها ذكر الحج والعمرة من بيان كما يقول الشوكاني في بعض المسائل غير هذه: أنه هذا جزء من ذاك؛ لأنه أن يأخذ بمناسبة الحج والعمرة هو جزء من الأخذ كما قلنا نحن من شعرنا، سواءً في موسم الحج أو غير موسم الحج.
ثم يأتي بعد هذا التوضيح عن أبي هريرة الإطلاق وليس التقييد بالحج أو العمرة.
ثم يأتي عن بعض السلف وهذا مذكور في تفسير ابن جرير الطبري أنهم كانوا
يأخذون من لحيتهم، بل يروي أبو بكر البيهقي في كتابه شعب الإيمان، وأنا رأيته في الكتاب مخطوط ثم الآن طبع والحمد لله.
يروي بسنده الصحيح عن إبراهيم ابن يزيد النخعي وهو تابعي يقول: كانوا يأخذون من لحيتهم.
ومن العجيب: أننا لا نرى عكس هذه الروايات كلها عن أحد من الصحابة أنه كان لا يأخذ من لحيته، لا نجد هذا إطلاقاً.
فإذاً: خير الأمور الوسط وحب التناهي غلط، لا نقول: بأنه ينبغي إطلاق اللحية على طولها، مهما بارك الله عز وجل فيها، أو أن نأخذ منها على كيفنا؛ لأن المقصود: أن نحقق قوله تبارك وتعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
هذا هو الجواب عن ذاك السؤال علماً أن مثل هذا الجواب، مسطور من قريب، لكن أظن كما يقول بعض أصحابنا: أنه مهما تكرر السؤال، وتكرر الجواب لابد ما يكون في فائدة جديدة.
مداخلة: أحسن الله إليك.
الشيخ: الله يحفظك.
(الهدى والنور/706/ 34: 25: 00)
(الهدى والنور/706/ 40: 34: 00)