الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صوت له تأثير في البرلمان؛ لأن الكثرة الساحقة ضدهم، والتجربة أكبر دليل، فها نحن هنا في البرلمان الأردني، فرحنا كثيراً حينما أعلنت الديمقراطية المزعومة، وأعطيت الحريات للآداب الإسلامية، ودخل في البرلمان ما شاء الله من عديد من الأفراد من المسلمين، لكنهم دخلوا أو ما دخلوا الأمر كما هو كما كان من قبل.
يعني: كما قيل:
وهل يستقيم الظل والعود أعوج
…
أصل البرلمان قائم على أساس لا إسلامي، ولذلك فما بني على فاسد فهو فاسد، هذا غير نظام البرلمانات لازم يحلف بغير الله أو يحلف بالله من أجل ينصر القانون، ينصر النظام القائم وهو مخالف للإسلام في كثير من تفاصيله، ومن أجل هذا وذاك وذاك، لا يجوز للمسلم أن يدخل البرلمان وبديل ذلك عليه أن يعني: يكرس حياته لتربية المسلمين وتنشئتهم نشأة إسلامية صحيحة وتربيتهم على الإسلام الصحيح.
(الهدى والنور /344/ 13: 28: 00)
باب منه
مداخلة: شيخ هل في دخول البرلمانات أو الوزارات بحجة أنها مجلس تشريعي وليس مجلس تنفيذي هل هناك نقص في الولاء والبراء عند المسلم؟
الشيخ: نحن نقول: أنه لا يجوز لمسلم فضلاً عن جماعة من المسلمين أن يدخلوا البرلمانات التي أقيمت على خلاف شريعة الله عز وجل، ذلك لأن من النصوص الكثيرة في القرآن التي تنهى المسلمين عن موالاة الكافرين وعن مولاة
المنافقين وأمثالهم، فكيف لا ينهى رب العالمين عن أن لا يساعد الكفار أو المنافقين الذين هم مسلمون ولكنهم منافقون، إما عملاً وإما اعتقاداً، ونحن نعلم أن البرلمانات اليوم هي نظم ليست إسلامية وهذه حقيقة لا تقبل مناقشة إطلاقاً؛ لأن الإسلام مضى عليه أربعة عشر قرناً ولا يعرف البرلمانات إلا حينما غزوا في عقر دارهم واستولى على ديارهم الكفار وفرضوا عليهم نظمهم وأفكارهم وطريقة حياتهم.
فالبرلمانات قائمة على أن الحكم للشعب والحكم في الإسلام لله، وهذه يعني أيضاً من القضايا والتي نحمد الله فيها أنه لا خلاف بين المسلمين على ما بينهم من اختلاف كثير من النواحي، أن الحكم {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [يوسف: 40] هذه حقيقة لا تقبل الجدل، فكيف يقال: الحكم للشعب.
ومن آثار هذه البرلمانات ليس أنها يعني: قامت على الحكم بغير ما أنزل الله أصالة، وإنما المنهج والطريقة التي يتجمع فيها الناس في هذا المجلس الذي يسمى بالبرلمان أو ترجمته إلى مجلس الأمة الطريقة التي يصل إليها هؤلاء الناس ليست هي طريقة إسلامية، ذلك لأن الله عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم:{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: 35 - 36]، أروني برلماناً من البرلمانات ليست البرلمانات القائمة في بلاد الكفر والضلال وإنما التي ابتليت بها بلاد الإسلام، أروني برلماناً لا يخالف في منهج وصول المنتخبين إلى البرلمان على خلاف الآية السابقة، {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: 35 - 36].
فأنتم تعلمون جميعاً أن نظام البرلمان أولاً لا يفرق بين المسلم والكافر، وهذا يكفيكم بياناً في أن ما بني على فاسد فهو فاسد، وإذا كان لا يفرق بين المسلم
والكافر ومعنى ذلك أن للكافر حق الانتخاب كما للمسلم حق الانتخاب، فهل في الإسلام أن يكون في مجلس الأمة، في مجلس الشورى كافر مشرك بالله عز وجل؟ حاشا لله، فمن باب أولى أن لا يفرق هذا النظام الذي لم يفرق بين المسلم والكافر من باب أولى أن لا يفرق بين المرأة والرجل، ولذلك صارت البرلمانات خليط مليط كما يقولون في سوريا، فيها النساء وفيها الرجال.
ثم من نتائج عدم التفريق أنهم لا يفرقون بين المسلم الصالح والمؤمن الطالح، بعثي شيوعي ملحد، المهم اسمه محمد بن أحمد، لا كما مش مهم يكون جورج بن طنيوس، مش مهم كلهم جماعة مواطنين، واليوم هذا الشيء بالشيء يذكر، كلمة الذميين رفعت من لغة المسلمين في هذا الزمان، كلمة الذميين رفعت وأقيم مقامها كلمة ناعمة لطيفة جداً وهي مواطنين، أنت مواطن خلاص يهودي نصراني، شيوعي ملحد مش مهم، أنت مواطن لك حق مثل أي شخص آخر، ربنا يقول:{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: 35 - 36]، فهذه المفارقات كلها جعلت سواءً، فسووا بين الصالح والطالح بين الرجل والمرأة، بين المسلم والكافر، هذا هو أساس البرلمان، كيف يريد المسلمون الغيورين على الإسلام أن يغيروا من نظام البرلمان بالدخول في هذا النظام وهم أول ما دخلوا آمنوا به؛ لأنهم ما وصلوا إليه إلا بهذه الطريقة القائمة على خلاف شريعة الله عز وجل، ونحن الآن فوجئنا بل لم نفاجأ بهذا الذي يسمونه بالميثاق الوطني، ما معنى هذا الميثاق الوطني؟ إنكار:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون: 1 - 2]، أنت مسلم، أنت كافر، أنت ملحد؟ كلكم سواء في هذا البرلمان، إذاً هل تتصورون أن ميثاقاً أقيم على التسوية بين المسلم والكافر يمكن أن يحكم بما أنزل الله، ويمكن لهؤلاء الأفراد القليلين من المسلمين أن يغيروا هذا النظام جذرياً، ما يكون تغيير جذرياً بأن يساير الناس في ضلالهم بل يجب كما كان السيد قطب رحمه الله يأتي بعبارة لا بد من المفاصلة، لا بد من المفاصلة كما الرسول عليه السلام ابتدأ حياته في