الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يُقال: لا قيام للدولة الإسلامية
إلا بالتكتل الحزبي
!
السائل: أريد أن أسأل بخصوص الآن كثرة الناس الذين يريدون خاصة من المسلمين الجماعات الحزبية، ونحن ولله الحمد لا نؤمن بهذا، ولكن ما هي النظرة الصحيحة لإقامة دولة إسلامية، يقول البعض: أنه لا نستطيع أن نقيم دولة إسلامية إلا بوجود تكتل حزبي يقيم هذه الدولة، أما أن يكون كل إنسان يعمل بنفسه فهذا لا نستطيع أن نقيم به هذه الدولة، فما رأيكم من الوجه السلفية التي نعتقدها بارك الله فيكم؟
الشيخ: باعتبار أن الوقت ضيق سأختم الموضوع بسؤال وجوابه:
هذا التكتل الذي يراد إنشاؤه يكون على علم بالإسلام أم على جهل؟
السائل: على علم.
الشيخ: الشمس طالعة أم غائبة. طالعة، على علم أم على جهل يكون هذا التكتل؟
السائل: يعني: نحن نقول لمن هم من الشباب الذين هم محسوبين علينا كسلفيين، بعضهم عندهم علم وبعضهم من عامة الناس.
الشيخ: الذين يريدون يقوموا بهذا التكتل رؤوس يعني، ليس كل الأفراد، لأن
أصحاب الرسول ما كانوا كلهم علماء، فنحن نقصد الذين يريدون يقيموا هذا التكتل، كم شخص تتصور أنت الذين يريدون يقيموا هذا التكتل، يعني: خمسة عشرة خمسين ستين؟
السائل: مجموعة كبيرة.
الشيخ: كبيرة، بارك الله فيك، سؤال عن هذه المجموعة الكبيرة، لا تكبرها أنت أكثر، هذه المجموعة الكبيرة على علم أم على جهل؟
السائل: بعضهم على علم وبعضهم ..
الشيخ: الله يهديك، ما عاد في تبعيض هنا، هنا ما أنت في تبعيض، لأني أنا بعضت معك وصفيت لك وشفيت لك أكبر عدد ممكن، وبقينا على العدد الأقل الذين هم يريدون التكتل، وينشئوه ويسلكوه ويديروه
…
إلخ، عاد فيه تصفية من هؤلاء الأشخاص، فيه تقليل؟
السائل: نعم، بعضهم عندهم علم وبعضهم عندهم جهل.
الشيخ: هذه
…
الله يهديك، يا أخي انتهينا بعضهم وبعضهم، خلينا نقلل العدد من أجل تقريب الموضوع، هذا الحزب الذي يريد يدير الشعب الأردني ما نقول الأمة الإسلامية، الشعب الأردني، كم مليون يعني، مليون مليون ونصف الذي هو الشعب الأردني، يعني: يكون خمسين واحد يكونوا رؤوس أم هذا العدد كثير؟
السائل: العدد كثير، لابد يكون علماء في هذا
…
لابد يكون هناك علماء حتى
…
الشيخ: أنا أتكلم عن علماء، أنا أتكلم عن الذي يريد يدير ويريد يشكل
الحزب، وهذا العدد الكبير كله الأمة هذه الأمة أو الشعب الأردني أقل شيء ألا يريد خمسين شخص؟
السائل: نعم نعم.
الشيخ: إذا كان هذا العدد كثير في زعمك لأنا ما نريد نتناقش كثير في أمور جانبية قلله إلى العدد الذي أنت مقتنع فيه أنه لابد منه.
السائل: يعني: عشرة عشرين.
الشيخ: عشرة عشرين، فيه عندك عشرة عشرين هنا في عمان فقط عرفوا الإسلام مُصَفَّى من كل دخيل، وفهموا الأحكام الشرعية بحيث أنهم يتمكنوا ويديروا هذا الحزب المؤلف من الألوف المؤلفة، فيه عندك؟
السائل: طبعاً ما فيه هذا العدد، بالكتاب والسنة ما فيه هذا العدد ....
الشيخ: فإذاً: سابق لأوانه أن يفكر الشباب المسلم فيما يسمى بتحزب أو تكتل واحد على أساس الكتاب والسنة، الذي يسموه اليوم التنظيم، أخي انظر العالم الإسلامي كله أليس فيه منظمات في العالم الإسلامي؟
السائل: نعم.
الشيخ: انظر لي منظمة فيها عشرة من العلماء ليس عشرين ثلاثين، وتعرف أنت كلما الشعب كبر كلما لازم يكون عدد العلماء أكثر، انظر لي وعد في ذهنك أي منظمة في العالم الإسلامي وسَمِّ لي أربعة خمسة من العلماء، العلماء أنفسهم قبل ما يكتلوا غيرهم هم يكونوا متكتلين أولاً على كلمة سواء الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح، فيه؟
السائل:
…
الشيخ: إذاً: لا تضيعوا أوقاتكم في الاستعجال بالأمر؛ لأن القضية تحتاج إلى استعدادات هامة وهامة جداً، وهذا الاستعداد سهل وصعب، سهل لأننا نعلم من آية واحدة:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] لكن الآية هذه إذا ربطناها بإنشاء حزب أو تكتل أو تنظيم سيحتاج الأمر إلى شرح، خلاصته ما قدمته لك:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] بعلم أم بجهل؟
السائل: بعلم.
الشيخ: بعلم، وابعد عن ذهنك أنه ليس كل فرد لابد يكون عالم، لا، لكن لابد يكون هناك أمة .. {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} [آل عمران: 104]، لابد يكون أمة يقومون بهذا الواجب وهو العلم.
إذاً: هذا التكتل ينشأ من ملاحظتنا لمثل هذه الآية: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] بعلم أم بجهل؟
بعلم ما فيه إشكال، لكن علم مصفى أم علم خليط مما وردنا كل هذه السنين؟
السائل: عن الكتاب والسنة.
الشيخ: عن الكتاب والسنة، أين هذا العلم الذي على الكتاب والسنة؟ مُوَزَّع في العالم الإسلامي واحد اثنين ثلاثة خمسة عشرة خمسين مائة قل، العالم الإسلامي أكبر بكثير، لكن نحن نريد علماء في الأرض الواحدة يجتمعوا على هذه الحقيقة العلمية التي هي الكتاب والسنة، وبعدين فهمنا من قوله:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] بعلم، وليس مطلق علم، وإنما علم الكتاب والسنة، وليس علم الكتاب والسنة فقط، بل على منهج السلف الصالح، لأنه الآن كل الجماعات الإسلامية أصبحوا سلفيين ما شاء الله، كلهم يقولوا: السلف
الصالح، لكن بعضهم كَذَّاب يتخذ ذلك وسيلة لتكثير الناس، بعضهم صادق لكن لا يفهم ما هو مذهب السلف.
إذاً: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] يدخل فيها بعلم ليس بجهل، وهو علم الكتاب والسنة، ولكن ليس فقط الكتاب والسنة وإنما على منهج السلف الصالح، ثم علم بدون عمل أم مع العمل؟
السائل: مع العمل.
الشيخ: أين هذا العمل؟ لذلك أنا تعجبني بهذا الزمن كلمة أُرَدِّدها دائماً، لأنها من الحكم النادرة في العصر الحاضر، ومن عجائب الأمور أنها صدرت من رئيس جماعة .. كفروا بها عملياً، بل وبكلامهم؛ لأنه تسمعوها مني ما تسمعوها منهم، قال: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم. ما يكرروها ولا يسمعوها إطلاقاً، ولا يسمعوها للناس إطلاقاً؛ لماذا؟ لأنهم مخالفين للحكمة هذه، فهم يصيحون ولا يعملون، يجهلون ولا يعلمون، ولذلك فلن تقوم قائمة الإسلام إلا بكلمتين أرددهما أنا دائماً: تصفية وتربية. إذا تحققت التصفية والتربية سيكون التكتل الإسلامي كما يقولون نتيجة طبيعية.
الرسول ما يعرف شيء اسمه تكتل وتحزب، لكن يعرف أن الله أمره أن يدعو الناس إلى كلمة سواء:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 64]، وانطلقت الدعوة من كلمة التوحيد حتى بدأت المعركة بعد سنين عشر وأكثر بين الإسلام وبين الكفر، هذه سنة الله في خلقه، أما استباق النتائج كما يفعل اليوم الجماعات فهذه ستكون النتيجة كما جاء أيضاً في بعض الحكم القديمة: من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه.
(الهدى والنور / 453/ 35: 45: 00)